رواية فراشة المقبرة الفصل التاسع بقلم مونت كارل
رواية فراشة المقبرة الفصل التاسع
لم تعد الأشياء التي كانت تستهويني في الماضي لها نفس المكانه، حتي أنني لا أكاد أصدق انني انا نفسي كنت غارق خلالها، أشعر بالتقزز ، أحيان كثيره اكرهني لأنني لا أملك هدف محدد ولا اخطط للغد ربما ذلك هو سر سعادتي ولعنتي، لم تعد تستهويني نزواتي لا أقول انني لا احبها، لكن الرغبه خفتت، كان على زيارة والدتي بعد شهور من الغياب، والدتي التي بصورة ما تخلت عن ان تكون والدتي
ينتابني الضحك عندما أفكر بذلك، يمكن للعائله، الوالد، الوالده أن يقومو بدورهم عندما يرغبون وان يرفعو ايديهم وقتما شأو ومع علينا الا ان نسلم بتلك الرغبه مدفوعين بشعور الواجب.
عندما طرقت الباب فتخت لي تسنيم ورغم انني قمت بتطليقها منذ شهر إلا انها ترمقني بنفس النظره، ان عدوها الأكبر، لكن النظره تقول شيء آخر، لازالت لدي تلك المكانه في حياتها، لم تحاول أن تتزوج ولا ختي ان تبحث عن صداقات، قانعه بحياتها كتابع آليف، لطالما رغبت ان اسألها ما الفرق الذي أحدثه طلاقها؟
لازلت كما انت لم تتحركي خطوه، الا توقني الأن انك ألقيت ذراعك قبل الأوان وانه كان يمكنك المحاوله أكثر؟
والدتي لم تتطرق للماضي كانت سعيده بعودتي بدا ذلك واضحا من قسمات وجهها، من نشاطها المحموم لتحضير الطعام وإلقاء النكت السخيفه، محاولاتها المستميته للتلميح بضرورة عودتي لتسنيم، كانت تقول ان علي الزوج ان يمتلك الشجاعه للأعتراف بخطأه وان الأعتذار يمكنه ان يحل المشكلات.
كنت مستمتع جدآ بطرحها للقضيه محاولتها ان تكون محايده لا تميل لأبنها علي طليقته، كنت اسأل نفسي عن مقدار السعاده التي تغمرها في ذلك الدور، تلك الثقه التي تتحدث بها كأنها قبطان سفينه هائجه علي باقي البحاره ان يستمعو لتعليماته لتصل الباخره لبر الأمان.
كنت استمع لها وانا ارمق تسنيم الصامته مثلي، لماذا لا تفهم انها ليست القاضيه هنا وانا أصحاب المشكله هم الأحق بنقاشها؟
قالت والدتي كأننا في حصة مدرسه ابتدائيه وهي المعلمه التي يكن لها التلاميذ الاحترام والوقار ما رأيكم ان ننسي الماضي ونفتح صفحه جديده؟
هكذا بكل سهوله تطالب تسنيم ان تتناسي كل الحماقات التي أرتكبتها في حقها، وأن انسى انا أيضآ ان تلك الزوجه لا تحبني ولا تكن لي اي عاطفه.
كنا في مسرحيه ننتظر ان يرفع المخرج يده ليتعانق المهرجين ويصفق الجمهور احسنتم !
قالت تسنيم انا لن أعود لعصمته مره اخري، لقد نابني منه عذاب كثير، كان يعاملني كحيوانه ولا يتورع عن ضربي وتعنيفي، طوال شهور لم لا اسمع منه كلمه لطيفه ولم يحاول ان يعتذر، فعلت كل ما بوسعي لأرضيه لكني الأن لا أملك اي شيء لامنحه اياه.
اه، لماذا لا تقولي الحقيقه؟ انني حاولت أن أكون لطيف لكن طريقتي لم تعجبك، انني لم اعتذر لكن أتيت بالكثير من الأمور التي تثبت اعتذاري؟
كنت استمع لتسنيم، كانت حذره، خائفه في اي لحظه ان تنفلت اعصابي، تختار كلماتها بعنايه حتي لا تجرحني.
قلت حسنا، كل شيء واضح لا شيء سيتغير سأرحل
تمضغت تسنيم كلماتي بطراوه تدرك انني لم اعترض على كلماتها بالقاء اللوم على نفسي وان المعضله تتمثل انها رفضت العوده الى من قبل
تفكر الأن في إيجاد مخرج ولو علي حساب نفسها
قالت لا ترحل، إنها شقتك وبيتك، سأرحل انا
قلت لن ترحلي، هذا بيتك وشقتك ان كان علي احد ان يرحل فهو انا
قالت والدتي لن يرحل احد، لا انت ولا هي، ستقيم معنا في المنزل حتي نجد حل
قالت تسنيم بتأثر سأرحل انا
قلت لك لن ترحلي، هل تفهمي كلماتي ام ترغبي ان اكررها؟
استكانت تسنيم، كانت في داخلها تنتظر ذلك، ان ابدي تمسكي بها حتي دون أن اصرح بذلك علانيه
قالت وانت لن ترحل! ليس من العدل ان تبحث عن سكن وانت تملك شقه ومنزل وانا لا امثل لك اي شيء ولست ملزم باحتوائي
سأقيم في شقتنا، هل يرضيك هذا؟
قالت ! واذا رغبت انا بالذهاب للشقه؟ ألم تمنحني الحق في ذلك؟
اذا كنت رغبتك ان تقيمي بالشقه بمفردك، كل ما عليك فعله ان تعلميني من خلال والدتي حينها سأتركها لك !
ولماذا لا تقيم هنا مع والدتك؟
لأنك هنا، وانا اعلم انك لا تطقين رؤيتي ولن ارغمك علي ذلك
تسنيم
كانت نبرته، كلماته، أفعاله مختلفه عن الرجل الذي كنت أعرفه، المتعجرف الذي يحضر فتيات ليل لشقة زوجته
انه يحاول الان بشتي الطرق ان يرضيني مع انني لا امثل له أي شيء
ان يفعل ذلك تحديدا في ذلك الوقت رغبتآ في اذلالي، ها، لقد طلقتك وليس لديك حقوق عندي لكني امنحك شقتي ومنزلي بطيب خاطر
الشقه والمنزل ملكك انت التى لا تعنين لي شيء وامنحك السلطه لتقرري أين أقيم !
عندما كنت زوجته وتحت سلطته كان القرار يعود اليه وحده لكن الأن وكل شخص له حياته يستميت ليبرهن لي انني سيدة قراري
وانه بطيب خاطر يمنحني مصيره لأقرره كيفما اشاء
انظري لقد خرجتي من طوعي لكني بمنحك سلطة ان تكوني سيدة قرارك انت تسيرين طوعآ نحو المصير الذي حددته لها سابقآ.
كل حركه قد تبدو حماقه، كل كلمه قد تأخذ لناحيه أخري، قلت لا انت ستقيم هنا مع والدتك، المنزل كبير
وأن كان يهمك فعلا انني لا أرغب برؤيتك فأن ذلك لا يمنع ان تقيم هنا
عندما لن أشعر بالراحه سأذهب للشقه
قال محمود بعناد وانا ايضا من حقي أن اذهب للشقه طالما أنك لست فيها
قلت حسنا لا مشكله، المهم ان تكون جوار والدتك حتي لا أشعر بتأنيب الضمير
احضر محمود حقائبه كنت انا ووالدته قد اعددنا له الغرفه التي تجاورني، حماتي أصرت علي ذلك.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:"رواية فراشة المقبرة"اضغط علي اسم الرواية