رواية فراشة المقبرة الفصل الاخير بقلم مونت كارل
رواية فراشة المقبرة الفصل الاخير
كان
جسدي ممدد علي الأرض في عيني غشاوه وهو يضحك، في جيب بنطاله علق مسدس سريع الطلقات
غير
قادر علي الحركه رأيته يحمل تسنيم، أختفي قبل أن يعود مره اخري ليحمل لورا
مددت ذراعي بيأس دهسه بنعل حذائه، أنه ليس الشخص الذي اعرفه
لكنه هو بذاته
حملني بسهوله والقي بي في مؤخرة السياره بعدها سمعت طلقات رصاص، قتل الشاب المحتجز في سيارتي
انطلقت السياره بسرعه كان يجتاز المطبات الصناعيه برعونه حتي استقرت السياره في درب ترابي
فتحت عيني في غرفه وسط الصحراء تنتصب أمامها شجره، كنت مقيد من يدي في سقف الغرفه مثل ذبيحه
الي جواري علقت تسنيم ولورا، وجوههم مترنحه مسجيه علي صدورهم
كان يقف أمام الغرفه يلقي بالتعليمات لشخص آخر لم افلح في رؤية معالمه
كان القيد محكم ولم افلح في تخليص يدي، رفعت رأسي بأستسلام
اذا كانت نهايتك احرص ان تموت بفخر لا تكن جبان، فالموت لا يفرق
جلس علي مقعد لدقيقه حتي تلك اللحظه لم ينطق بكلمه، اكتفي بمراقبتنا بغرابه كأنها المره الأولى التي يرانا فيها
قال بعد طول صمت، أكتفيت من كوني الرجل الثاني، في عالم العصابات الرجل الثاني يقوم بكل الأعمال القذره وتذهب الانجازات
لزعيم العصابه، لا أحد يتذكر الرجل الثاني
حتي التاريخ المزيف صنع علي اكتاف رجال وهميين لم يخلدو في كتبه.
ثم بدرت منه ضحكه، انا رجل بلا هويه يا محمود، ليس هناك أخطر من رجل بلا شخصيه حقيقيه، شخص جبان لا تنطق أفعاله بما يدور في داخله
يتعذب ليبدو كما يرغب الأخرين، ينتظر منهم كلمه، مدح، ترحيب، أمتنان، فليتوقف كل ذلك انتهينا، ليذهب الأخرين بكل أفكارهم للجحيم، فأنا، انا، لن الهث لابدو جيد في نظر اي شخص في العالم
حتي هو نفسه.
دنى مني حتي اقترب، صوب لكمه عنيفه لوجهي شجت شفتي
انها علامه، علامه انني موجود ولست هلامي او طيف
نزع سترتي وقميصي، عرا ظهري ولسعني بعصي خشبيه حتي ادماني
راحت تسنيم ولورا تصرخ، قال لا تنزعج انهم لا يصرخون من أجلك
انت لست مهم لتلك الدرجه، العقل يعمل بطريقه صحيحه عند الخطر ولا يفكر الا في نفسه.
قلت ، لماذا تفعل كل ذلك؟
انا لا اعرفك ولا تربطني بك اي علاقه؟
وهم أيضآ لا يعرفوني ولا يعلمون سبب ما أفعله الأن وأشار تجاه لورا وتسنيم.
ثم
صرخ، وما ذنب كل المعذبين في الأرض؟ المرضي، الضعفاء، الفقراء
المجذومين والمتشردين، المعتقلين الأبرياء بأي خطيئه يعذبون؟
لا أحد يفكر بهم لأنهم نعاج
اياديهم شريفه، نظيفه، بيضاء لذلك يستحقون العذاب
في هذه الحياه اما ان تكون ذئب او تنهشك الضباع
هذا ليس وقت الحقيقه يا محمودي، أنه وقت الاستجداء، الترجي، الاماني الأخيره
قل لي وحدق بوجهي؟ ما أمنيتك
قلت ان اقتلك!
رفع يديه بتذمر ولكم الجدار بقبضته، صدقني هذا ليس حل
انت لا تعرف ما ينتظرك
انا رحيم، أمتلك قلب طيب أرغب بتخليصك من معاناتك
نادي عليه شخص من خارج الغرفه، تركنا وخرج لدقيقه، بعدها رأيته يقف في باب الغرفه يحمل بندقيه آليه وجواره شخص ملثم مسلح
قال اعتذر هناك أمور طارئه علي معالجتها، صوب البندقيه نحوي
وضع يده على الزناد واغمضت عيني
انطلقت رصاصه لم أشعر بها، قلت ربما قتل تسنيم، فتحت عيني
رأيت الشخص الملثم ساقط علي الأرض مضرج بدمائه
بسرعه ركض لداخل غرفتنا وأطلق درزينه من الرصاص للخارج
ردت عليها رصاصات اخترقت جدار الغرفه
صرخ بعلو صوته، سأقتلك، اقسم انني سأقتلك واخلص العالم منك، لكنه لم يصوب البندقيه نحوي بل تواري على طرف الباب وأطلق الرصاصات للخارج
تلقي رصاصه في كتفه وسمعت أننيه، وضع يده على كتفه لكنه تحامل علي نفسه
وأطلق دفعه من الرصاصات نحو الخارج مره اخري
بعدها صك الباب، اقترب مني وهو يترنح، اخرج سكين قطع قيدي
وزعق خلصهم بسرعه
حللت قيد لورا وتسنيم، فتح الباب مره اخري وأطلق عدة رصاصات
أشار لنقطه في الجدار وطلب مني أن اركله بقدمي، ركلتها بقدمي
انهار جزء بحجم باب
قال أرحل ولا تنظر خلفك.
أخرجت لورا وتسنيم وصوت الرصاص يصم اذاني، تركتهم ممددين خلف الغرفه،ودلفت مره اخري نحوه
قلت من انت؟
قال أرحل قبل أن ابدل رأي
قلت لن ارحل قبل أن أعرف من انت؟. انت ثروت! ؟
قال وهو يتألم، انا الرجل الثاني، انهمر الرصاص علينا
كنت قد استعدت وعي ولمحت ثلاثة أشخاص يقفون خلف سياره من بعيد يطلقون الرصاص جهتنا
امنحني مسدسك!
قال حتي انت تنتوي قتلي؟
قلت سأساعدك
قال لا، أنت لا تعرفه انه لا يرحم، عليك الهرب الان
قلت لن افعل، سحبت المسدس من جيب بنطاله
من خلف الغرفه انبطحت علي الأرض وصوبت ناحية السياره
غمرتنا دفقه كبيره من الرصاص
وسمعت حشرجة صوت موته، رأيته مسجي علي الأرض ينفر الدم من فمه
الدور علينا قلت في نفسي لن نتمكن من الهرب، أطلقت ستة رصاصات
علي معدن السياره، عطلتهم دقيقه
كان الرصاصات فرغت من المسدس وكان الوصول للبندقيه الآليه مستحيل
ثم لمحتهم يركضون ناحية السياره بلا سبب، بعد دقيقه سمعت إطلاق رصاص من جهه بعيده، تشجعت ووصلت للبندقيه الأليه
قبل أن أطلق الرصاص لمحتهم يهربون بالسياره
صككت باب الغرفه والبندقيه في يدي سمعت خطوات تقترب
لا تطلق الرصاص سمعت صوت من خارج الغرفه، أتيت لمساعدتك
فتحت باب الغرفه ببطيء، كان فتي في العشرين من عمره نسخه مصغره من ثروت يقف حاملا سلاحه
قال علينا أن نرحل بسرعه
امسكته من كتفه، سألته من انت؟
ليس وقت تعارف سيد محمود ساعدني بنقلهم للسياره
ساعدنا لورا وتسنيم الوصول للسياره كان علي وشك الأنطلاق
عندما قلت لن نتركه خلفنا، يستحق دفن لائق
قال تخلي عن مشاعرك النبيله الأن، كان علي وشك قتلك
قلت لن نتركه خلفنا، حملنا جثة الرجل ووضعناها معنا في السياره
قال، كنت اراقبه
قلت والان مات، انتهت القصه
قال ليس هو، بل الشخص الثاني هو الذي قادني الي هنا
قلت انا لا أفهم، من الشخص الثاني؟
قال بحزن والدي
انت ابن ثروت؟
ثروت عمي مات؟
قلت، ارجوك انا لا أفهم شيء
قتل ذلك الرجل عمي ثروت بعد أن تمكن من العثور عليه لأنه ساعد والدتي على الهرب
انت ابن تقي
قال نعم
والدك هو..... قال ارجوك لا تنطقها، أنه فقط الرجل الاخر، لن أكون أبنه ابدآ حتي لو كنت لقيط ابن حرام
لقد اغتصب والدتي، حبسها، قطع أجزاء من جسدها
لكن والدتك حاولت قتلى؟
كانت خائفه انت لا تعرف ماذا فعله بها، نفذت ما طلبه منها حتي لا يؤذيني
والدتي لم تكن تعلم أن ذلك الملعون حي، رأته يحترق
وكيف خرج من المقبره برأيك؟
في هذه البلده لا تسأل عن الحقيقه
والطب الشرعي والمشرحه؟
يؤسفني ان اخبرك انك مغفل كبير سيد محمود، الطبيب الشرعي يعمل على بحث هام ويتلقي دفعات من أجساد حديثة الوفاه او جثث مكتمله، برأيك من يوفرها له؟
هذه جريمه
الجريمه ستحدث اذا لم أتمكن من قتله، والدتي في خطر
وصلنا ما يشبه ورشة حداده مهجوره، قال علينا أن ننتظر هنا اذا كنت تنتوي دفن تلك الجثه سنتتظر الليل
سألت تسنيم ولورا ان كان بمقدورهم الانتظار قالتا بصوت واحد لن نتحرك من هنا حتي نري جثته، انت لا تعرف ما بمقدوره ان يفعل
انه يراقبنا الان وشرعتا في البكاء
انتظرنا ساعه، راحت الطمأنينه تزحف لورا وتسنيم، قالت لورا لم أعلم حقيقته عندما تزوجنا
سامحني يا محمود لقد استخدمني الإيقاع بثروت وتسنيم
انت لم تكن جزء من اللعبه
كان يعذبني ولم اجرؤ علي معارضته، كان سيقتلك يا محمود وانا احبك
بعد أن اختفى من حياتي ظهر فجأه، انتحبت لورا، قلت هذا ليس وقت عتاب سابلغ الشرطه، ستتولي القضيه
قال الشاب لن تفعل، هذه قضيتي انا وسأقوم بحلها بمفردي
قلت، ستفقد مستقبلك
قال بربك اي مستقبل ينتظرني؟ انا اعيش علي امل التخلص منه
انا نتاج علاقه آثمه سيد محمود، اعيش في العار منذ والدتي، الشيء الوحيد الذي منعني من الانتحار، حلم قتله
هذا ليس حلم بل جريمه صدقني!
لا يمكنك أن تنطق كلمات محكوم عليه بالإعدام سيد محمود ولا ان تشعر بها لأن رقبتك حره
حل الليل سريعآ، وضعنا الجثه معنا وانطلقنا تجاه المقابر، استطعت ان استميل التربي فسمح لنا بفتح المقبره، أنزلنا الجثه داخلها انا والشاب
عندما خرجنا
كان هناك رجلين يقيدان تسنيم ولورا بينما ثروت الحقيقي يحمل بيده مسدس
قال لقد وفرتم على الوقت، المقبره لازالت مفتوحه وأطلق ابتسامه ساخره
صرخ الشاب ساقتلك واندفع نحوه
أطلق عليه رصاصه في قدمه اسقطته ارضآ
زحف الشاب علي الأرض لكن عزيمته خارت
اندفع احد الرجلين نحو الشاب قال سأقتله
منعه ثروت، لن نقتله، شاب بمثل صحته يعد كنز سنجني من ورائه نقود كثيره مثل أخوته
اما انت فقصتك انتهت صوب مسدسه نحوي وأطلق رصاصه أخترقت كتفي
سقطت علي الأرض جوار جسد التربي المضرج في دمائه
تملصت تسنيم من بين يدي الرجل الاخر والقت بجسدها فوقي
قالت إذا كنت ستقتله اقتلني معه
جذبها من يدها وطرحها في الجدار، قال لن تموتي اليوم انت تحملين طفلي
وضع قدمه فوق صدري أطلق ابتسامة الوداع، وخرجت رصاصه
سقط بكامل ثقله فوق جسدي
بينما هرب الرجلين الأخرين، حركت جثته من فوقي وزحفت خطوات
اقتربت تقي وصوبت الطبنجه علي رأسه وصرخت مت، مت
أطلقت العبوه كلها في رأسه التي تفجرت
ثم انحنت نحوه وراحت تضربه بمؤخرة الطبنجه وهي تصرخ مت، مت، دفعت يدها بعيد بصعوبه قلت انتهي أمره
القينا به داخل المقبره واغلقناها.
كان علينا أن نكافح للوصول للمشفى دون إبلاغ الشرطه للحفاظ على تقي وابنها الذي رفض هو الأخر الذهاب للمشفى وبعد ان اغلقت فم التربي بمكافأة نهاية الخدمه.
تحاملت لورا علي نفسها وقادت السياره نحو عيادة طبيب تربطه علاقه بمديحه، اخرج الرصاصات من كتفي ومن قدم الشاب
بعد أن اعلمنا بخطورة الموقف وانه يخلي مسئوليته عن أي آثار جانبيه
رحلت تقي وابنها بعد ساعه دون انتظار بينما ظللت انا في العياده ثلاثة أيام كامله تحت عيني تسنيم ولورا
كانت تسنيم تبكي خلالها، تلعن الحياه، تقص علي كل ما حدث لها
تخليت عن نرجسيتي بسببها، كنت أعلم انني السبب في كل ذلك
كانت مصره على التخلص من الطفل، وضحت لها اكثر من مره انها ستكون زوجتي سواء تخلت عن الطفل او احتفظت به
منحتها كامل الحريه
قالت، لن اتحمل جزء منه في احشائي كانت مصره وطلبت منها ان تنتظر حتي استطيع الحركه.
كنت جوارها عندما اجهضت الطفل، كانت متعلقه بيدي كأنني أعظم إنتصاراتها، تزوجت تسنيم ابذل كل ما بوسعي لأعوضها عن الماضي
توقف كل شيء عند تلك اللحظه، دفنت الماضي خلفي، تسنيم هي حاضري ومستقبلي.
ارجو ان تكون النهايه جيده
سأرد على كل الاستفسارات الغموض في حلقه منفرده
او في الايف
للتوضيح الرجل الثاني لم يظهر الا في الحلقه الاخيره كان تابع للأخ التؤام لثروت، ينفذ تعليماته واوامره
تمت الرواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:"رواية فراشة المقبرة"اضغط علي اسم الرواية