رواية مرايا القلب كاملة بقلم ريهام حلمي عبر مدونة دليل الروايات
رواية مرايا القلب الفصل الثاني عشر
في ڤيلا غياث البكري ،،،،
اخذت تسير بغير اتزان بعدما تناولت جرعتها اليوميه وهي تشعر بتنميل جسدها ثم نظرت الي جميع الغرف التي تسير أمامها وتوقفت أمام غرفه حبيبها الذي تعشقه بجنون ،وبدون تردد ووعي دلفت الي غرفته بوجه منهك
بينما كان غياث ممدا علي علي الفراش نائما علي ظهره ويضع زراعه علي وجهه ولا يدري بشي من حوله ،ابتسمت ببلاهه ما ان وجدته نائما بهدوء ،ثم اقتربت منه بعدما اغلقت الباب خلفها حتي جلست علي طرف الفراش وهي تتحسس عضلات صدره العاري ،بينما هو استيقظ علي حركه غريبه علي صدره ،فابعد زراعه وتطلع اليها بنعاس سريعا ما انتفض جالسا وهو يهتف بصدمه :
=انتِ ايه اللي دخلك هنا؟
سألها لينهض بحده يرتدي قميصه علي عجاله ،بينما هي اقتربت منه بعيون زائغه وما زالت ترسم تلك الابتسامه البلهاء علي شفتيها ثم ردت عليه بحب:
=جيت علشانك يا حبيبي ،انا بحبك اوي يا غياث .
صدُم مما يسمعه فلو كان بموقف اخر لكان سعد كثيرا ولكن ماذا تفعل الآن في غرفته ،ذهب بخطوات بطيئه ليفتح ضوء الغرفه ثم رفع نظره اليها مضطرا ليصعق مما يراه ما هذا الذي ترتديه ،ليبتلع ريقه ويغمض عينيه بشده ثم اردف بنبره خشنه:
=اطلعي براا ..
زمت شفتيها بغضب فكيف يطردها ثم اخذت تفرك عينيها بحده تحاول ابعاد الصداع عنها الذي يستولي علي رأسها ،بينما هو انتظر خروجها ولكن فاجأته عندما امتدت زراعيها لتحضنه من ظهره وهي تهتف بهمس متخدر :
=بس انا مش قادره ابعد عنك ،بقولك انا بعشقك افهم بقا وحس بيا .
انتفض علي اثر ملامستها لجسده فتلك المره الاولي التي تلمسه امرأه لا تحل له ،فابعدها عنه بحده ليقول بحده :
=انتِ اتجننتي ،مالك فيكي ايه وايه الحاله اللي انتِ فيها دي ؟!!
مازالت تنظر له ببلاهه حتي انها لم تعي ماذا يقول ،بينما هو تنهد بأسي وقرر يري ما بها فالآن سيعاملها كمريضه لديه نظر لها و شاهد الهالات السوداء تحت عينيها وبشرتها الشاحبه ،ابتعد ليأتي بادواته الطبيه …
عاد بعد دقيقه وجدها تنظر حولها كما هي ،اشار له بكفه دون ان يلمسها قائلا بجديه :
=اقعدي يا ياسمين ..
ذهب لتجلس علي الفراش بلا وعي بينما هو مازال حائرا من تلك الحاله التي انتابتها ،فاقترب منها وجلس امامها ثم اخرج المنظار الخاص بالعين فبدأ يقربه الي عينيها ولكن فاجأته عندما كادت ان تقبله علي شفتيه ليتفادها باخر لحظه منتفضا من مكانه …
غضب كثيرا واشتد غيظه من تلك الحاله التي باتت عليها ،ليجذبها من زراعها بقسوه ثم صرخ بها بغضب :
=اخفي من وشي دلوقتي وبكره نتحاسب يلااا..
دارت بعينيها وانتفضت من قوه صوته لتككر بهذيان :
=انا بحبك يا غياث بحبك اوي ..
لم يبال بحديثها فسحبها من زراعها بغضب ليجرها خلفه حتي وصل الي غرفه شقيقته مطرقا الباب عده طرقات حتي فتحت ليان وهي تشهق بصدمه مصطنعه :
=ايه ده يا غياث؟!!
دفع ياسمين داخل الغرفه بقسوه ثم هتف لشقيقته بحده :
=خلي البت دي تبات عندك للصبح ،واياكي امها تشوفها بالمنظر ده وانا هحاسبها علي اللي حصل ده كويس .
قال جملته ليتحرك الي غرفته بعصبيه بعدما استغفر بسره للمس امرأه لا تحل له ،بينما دلفت ليان الي داخل الغرفه مجددا وهي ترمق ياسمين بشماته ثم امسكتها من فكها بعنف لتهمس بجانب اذنها :
=انتِ خلاص انتهيتِ يا ياسمين وغياث مش هيبص في وشك تاني ..
لم تبدو انها تسمعها ،فدفعتها بقرف عنها ثم تابعت ببغض :
=غوري يلا اتخمدي في ايه حته مضطره استحملك للصبح .
تحركت ياسمين كأنها دميه تحركها حتي جلست ارضا جالسه لتغرق بعدها بالنوم وهي تشعر بتنميل اطرافها ،ثم دلفت نادين الي الغرفه وهي تتطلع بخبث لياسمين ثم الي ليان ثم هتفت بلهفه :
_ها طمنيني حصل ؟
اقتربت ليان وهي ترد عليها بانتصار :
=حصل يا قلبي ،ولسه اللي هيحصل لها بنت الخدامه علشان تفكر نفسها حاجه
ابتسمت نادين بسعاده لنجاح مخططهم فما عليها سوي الانتظار قليلا لتحظي بغياث البكري..
_____________________
ڤي قصر زين الهواري ،،،
ما ان نطقت والدته بتلك الكلمات جعلت الشياطين تتصاعد الي رأسه،فكيف لها ان تهرب يوم عقد قرانهم ،اذاً هي لم تأخذ حديثه علي محمل الجديه ،وفي لحظه خرج من الغرفه ومنها الي حديقه القصر مناديا علي حارسه بصوته الجهوري :
=حسان يا حسان ..
جاء الاخر علي الفور ملبياً نداء سيده ،قائلا بوجل :
=اوامرك يا جناب العمده.
نظر له نظره ارعبته ثم سأله بغضب شديد:
=كيف مرتي تخرج من الجصر وانتوا جاعدين يا بهايم ؟
ابتلع حسان ريقه ليرد عليه بعدم معرفه :
=مشفتش حد خرچ ولا طلع يا جناب العمده يمكن طلعت من الباب الوراني..
رمقه بشر ثم اقترب منه خطويتين واردف بتهديد :
=اچمع رجالتك ودورو عليها في كل حته في البلد ولو لچيوها بلغني علي طول و اياكم حد يجي جمبها يلا غور.
اومأ سريعا برأسه ثم خطي بخطوات راكضه ليجمع برجاله منفذا امر سيده ،بينما هو اتجه للخارج يبحث عنها بنفسه فان لم يجدها فسمعته ستبقي بالارض ناهيك عن فقدانها بعدما وجدها للسنوات طويله …
اما مريم فدلفت بالمنزل التي اخذتها به ورد ،لتجد فتاه في يبدو من هيئتها انها بأوائل الثلاثينات ولكن الغريب انها لم يبدو عليها اثار التعب بل بالعكس فوجهها مليئ بادوات التحميل التي لطخت به وجهها..
اقتربت مريم منها ثم هتفت ببرائه :
=اتفضلي يا مدام علشان اكشف علي حضرتك.
ظلت سميحه تتفحصها من اخمص قدميها الي رأسها بحقد ،ثم حولت نظرها الي ورد قائله بنبره آمره :
=ررحي انتِ يا ورد .
ذهبت ورد بينما ظلت مريم تنادي عليها لتنتظرها ريثما تفحصها ولكن الاخري لم تعيرها اهتمام ،بينما سخرت سميحه منها قائله بتهكم :
=ما تتعبيش نفسك علي الفاضي يا ضاكتوره .
قطبت جبينها بعدم فهم ،ثم ردت عليها بهدوء:
=بس انا كده مش هعرف طريق القصر غير كده هتأخر النهارده كتب كتابي ..
اومأت لها بسخريه ثم فأجأتها حين جذبتها بحده من زراعها تأوهت الاخري بخفوت علي اثرها ثم دفعتها لتجلس علي الاريكه بألم ،لتردف مريم بتذمر :
=في اي حضرتك بتعامليني كده ليه؟
جلست سميحه بجانبها ثم همست بجانب اذنها بنبره غاضبه :
=زين الهواري يخصني وحركاتك وسهوكتك دي ما هتدخلش علي ،والچواز دي مش هيكمل واصل فهمتي يا ضاكتورة ؟
حاولت مريم النهوض ولكن امسكت بمعصمها مره اخري لتجلسها رغما عنها ،لتدمع عيني مريم ثم هتفت بدموع:
=لو سمحتي سيبي ايدي ،انا عاوزه امشي انا كنت جايه اساعدك ليه بتعملي فيا كده؟
كادت ان تتحدث ولكن طرقات عنيفه علي الباب قاطعتها ،لتبتسم سميحه بمكر عالمه بهويه الطارق ،لتقف قليلا امام المرآه تهندم شعرها ثم ذهبت لتذهب ،وما ان وجدته امامها واقفا بشموخ حتي اردفت بترحيب :
=يا مرحب يا مرحب يا عمده مش تچول جاي تزورني كنت فرشتلك الارض رمله..
رمقها بحده واشمئزاز ،ليسألها بخشونه :
=مرتي وين؟!!
ضحكت بمياعه لتفتح الباب علي اخره وتظهر له مريم الذي انكمشت مكانها ما ان رأت هيئته الغاضبه وهو ينظر اليها ثم قال له بنبره آمره تحمل في طياتها الحده:
=تعالي ..
ابتلعت ريقها بخوف لتتقدم اليه بخطوات بطيئه ليصرخ بقسوه :
=اخلصي ساعه علي ما تيچي !!
اسرعت اليه ولكن مدت سميحه زراعها علي اخره امامها تمنعها من التقدم اليه ،ثم هتفت له بخبث :
=مش هتشكرني يا عمده ،علشان منعت مرتك تهرب وتهملك ..
اتسعت عينا مريم بزهول مما تسمعه فتلك المرأه تكذب بلا حياء امامها ،لتحاول الحديث ولكن كان هو الاسرع منها حين امتد كفه الكبير ليجذبها من معصم يدها بخشونه لتتأوه بخفوت من شده قبضته علي معصم يدها ،بينما رمقته سميحه بابتسامه مستفزه حين حذرها بنبره قويه:
=اياكي المح طيفك چنب مرتي تاني والا انتِ عارفه زين اللي هيحصلك مني.
رمي كلماته بوجهها ليجذب تلك الفتاه التي اوصلته لاقصي مراحل غضبه اليوم ،بينما حاولت مريم افلات معصمها من قبضته قائلا بألم :
=لو سمحت سيبني مينفعش تمسك ايدي كده حرام .
رمقها بغضب ليزأر بوجهها كالاسد الغاضب:
=اخرسي
انكمشت من صوته الذي ارعبها فادمعت عينيها علي الفور ،بينما هو لم يبالي بها ولم يفعل سوي انه خفف قبضه يده من معصمها..
بعد ربع ساعه وصلوا الي القصر ،فترجل من السياره لتتبعه هي الاخري ثم امرها ان تسير خلفي ليعبروا من الباب الخلفي للقصر حتي لا يراهم احد من المدعوين ،ولكن كان بانتظارهم جميع العائله امام الباب مباشره وعلي رأسهم الجد عثمان الذي اقترب منها رافعا كفه عاليا ليسقطه علي وجنتها …
امسك زين بكفه قبل ان تصل اليها لينزلها برفق ثم هتف بنبرته الرجوليه :
=مرتي ما تتضربش يا چدي طول ما اني عايش ..
رمقه الجد بغضب ليصرخ بعصبيه مفرطه:
=البت دي لازم تتربي عاوزه تحط راسنا في الطين كيف ما عملت امها جبل سابج (سابقا)
نزلت دموعها علي وجنتيها ،لا لم تعد تتحمل فمنذ ان وصلت الي ذلك القصر الجميع يذكرون واادتها بالسوء ،لذا صرخت بانهيار :
=كفايه بقا حرام عليكم ماما كانت اشرف ست ازاي تقول عن بنتك كده ،ازاي تطعنوا في شرف واحده ميته !!
غضب الجد كثيرا ليس منها بل لانه بالفعل لم يراعي حرمه ابنته ،هو يعلم انها كانت اعف فتاه ولكن خوفه من فقدان ما هي ذكري منها جعلت الكلمات تتفوه من فمه بلا وعي …
اما زين فكان غاضبا كثيرا من صراخها امامهم فغير مسموح هنا بعلو صوتها ليأمرها بحده :
=اطلعي علي اوضتك ومش عاوز كلمه تاني تخرج منك يلااا..
نكست رأسها وذهبت من امامها وبالكاد تري من عينيها التي اغرقت بالدموع ،فالجميع يعاملونها هنا كأنها خاطيه هي ووالدتها الفقيده …
_____________________
في فيلا مصطفي الحاوي ،،،،
دلفت شهد الغرفه بعدما ابتاعت كل ما يلزمهم من ادوات التجميل ،وجدت حبيبه تنام بوضع الجنين تحتضن نفسها كأنها تحتمي من شئ..
انتبهت لها حبيبه لتنهض وتنظر اليها بعينيها الباكتين قائله بدهشه:
=شهد !!
اقتربت شهد منها لتحضتنها ثم مسحت دموعها من وجنتيها ،ثم اردفت بحنان:
=خلاص بقا يا بيبه بطلي عياط ،انا جبتلك الحل اللي هينقذك من السجن .
انتبهت حبيبه لها كالغريق الذي يتعلق بقشه لتسألها بلهفه :
=ازاي ؟!!
ابتسمت له بخبث ثم ردت عليها بحماس:
=هتهربي يا روحي ..
تبدلت لهفتها الي خيبه امل عند سماع ذلك الحل ،لتدير شهد وجهها اليها ثم تكمل بتشجيع :
=حل مؤقت يا بيبه لحد ما افضل ورا البت عبير واكشفها علي حقيقتها .
ابتسمت حبيبه بسخريه ثم هتفت باحباط:
=يبقي هضيعي وقتك علي ما فيش .
نفت شهد برأسها لترد عليها بغرور :
=يا بنتي انا دماغي دي ألماظ بس اللي يقدر هتشوفي هكشفها ازاي..
صمتت لتتابع بحماس :
=يلا بقا قومي علشان اعملك التنكر اللي هتهربي بيه..
بعد ثلاث ساعات متواصله من المهاره والخبره والموهبه في استخدام لادوات التجميل ،انتهت شهد من وضع لمساتها الاخيره علي وجهها ثم ادارتها لتتطلع الي المرآه وشهقت عندما رأت حالها قائله بصدمه :
=داده فاطمه عملتيها ازاي دي ؟!!
رفعت زقنها بغرور بعد انبهار حبيبه بموهبتها ثم هتفت بفخر :
=دي اقل حاجه عندي يا بنتي ،دلوقتي بقا انتِ بقيتي داده فاطمه هتهربي بالشكل ده علشان العسكري اللي برا ما يخدش باله منك..
اومأت حبيبه بابتسامه فهي لم تنسي اي شئ من الشعر الابيض تحت الحجاب وطقم الاسنان ،حتي كفيها كأنهما قد هرما بالفعل ،لتقول لشهد باعجاب:
=انتِ عبقريه يا شهد بجد ازاي كده ..
شكرتها علي حديثها بطريقه مسرحيه ،ثم اقتربت منها وهتفت بتحذير :
=بس اهم حاجه صوتك يتغير يا بيبا قلدي داده فاطمه ها..
اومأت برأسها لتسألها بتفكير :
=طيب ما الميكب ده اكيد هيتمسح..
ابتسمت شهد لها ثم مدت يدها بعبوه تحتوي علي ماده مسمره للبشره ،ثم هتفت لها بشرح :
=ده هخلي بشرتك مسمره خالص وده لنسيز باللون الاسود ،اول ما يتمسح الميكب هتحطيهم ،فهمتي يا حبيبه؟
اومأت برأسها لتحضنها شهد ثم قالت لها بدموع :
=هتوحشيني اوي شهد .
زمت شهد شفتيها بحزن لترد عليها هي الاخري ببكاء:
=وانتِ كمان وقريب اوي هثبت براءتك متخافيش ..
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مرايا القلب ) اضغط على أسم الرواية