رواية طعنة من قريب بقلم روان محمد صقر
رواية طعنة من قريب (2) الفصل الأول 1
النهاردة الجمعة وعدى كتير قوى على وفاة هنادى اختى وظلى قومت من النوم وأنا بفرك فى عيونى من أثر عياط امبارح كنت نايمه فى اوضتها وحضنه هدومها وبشم رائحتها اللى بتفكرنى بطفولتنا وحبنا لبعض
خرجت من الأوضة وأنا جهزت نفسى عشان أمشى أروح لها أقعد معها شوية اتعودت من يوم ما سبتنى وأنا بروح المقابر يوم الجمعة واقعد معاها وأحطلها ورد التوليب اللى كانت بتحبه وافضل احكى معاها لغاية ما تمل منى ومن كلامى وتقولى قومى كنت بحس بيها والله كنت حاسه أن روحها بتحوم فى المكان حوليا وأنا بتكلم كنت حاسه بدموعها اللى بتنزل على حالى وضعفى كانت حاسه بكسرة ضهرى
بس لما روحتلها المرادى مكنتش لوحدى كان معايا رفيق بس كان خفى جوايا ردفت بدموع وأنا قدام قبرها
: أنا حامل يا هنادى
هيبقى عندى بيبى بس مش عارفه من مين !!؟؟؟؟
جوايا روح تانية !!؟؟؟؟
خلاص قرب يجى على الحياة كلها أسابيع ويشرف على حياتى اللى ما بقتش حياة !!!؟؟؟
أعمل إيه !؟؟
ليه عملتى فيا كده وفى نفسك !!؟؟؟
حرام عليكى يا هنادى !؟؟؟
حولتِ حياتى لكابوس مش عارفه أصحى منه لدرجة أن كل ما أجى أصحى الاقيه بياخدنى فى عتمته تانى وكأن نجاتى من فعلتك بقى شئ محال !!؟؟
كملت وأنا بضحك ضحكة خفيفة وبمسح دموعى بأيد بترتعش من كتر القهر
وقولتلها : بس تعرفى على قد ما أنا مقهورة على قد ما أنا فرحانه بأن ربنا إدانى فرصة وحاجه أعيش عشانها حد يونس روحى وقلبى بعد موتك !؟؟؟
قربت من قبرها اكتر وسندت رأسى عليه وفضلت أحسس على قبرها بأيدى وردفت : مشيتى ومشى معاكى الونس يا أختى !!؟؟؟
مشيت بعد فترة من المقابر وبعد وداع حافل ودموع مكتومة وقلب مش عايز يمشى وكأنه عايز يدخل معاها فى القبر
وصلت البيت فضلت انادى على ماما كتير كنت سيبها تعبانه شوية من ساعة ما بابا وهنادي ماتوا وهى عايشه وخلاص معايا من غير ضحك أو أى حاجه عايشين أنا وهى كأننا مجُبرين على العيشه وخلاص نفس طالع ونفس خارج زى ما بتقولوا
لغاية ما وصلت اوضتها لاقيتها نايمه على السرير بوجع رهيب قربت منها بحنو وردفت : مالك يا عيونى عيونك دبلت ليه كده !!؟؟؟
ردت عليا بوجع وحسرة : عمرى دبل عشانك يا ست البنات وبدأت حبات لؤلؤ غالية تتجمع فى عيونها مسحتها بسرعة بأيدى ومسكت أيديها وحطيتها على بطنى بسعادة طالعه من قلبى وروحى متتوصفش وقولتلها : أنا خلاص هبقى أم قريب وأنتى هتبقى تيتا
كملت وأنا خلاص مش قادرة من الضعف والوجع وقعت فى اللحظة دى كل أقنعة قوتى بعد ما حسيت بريحة الموت اللى احتلت الأوضة الرايحة دى مش غريبة عليا حسيتها كتير لما ماتت هنادى وبعدها بابا ردفت بضعف وأنا نايمه فى حضنها : أوعى تسيبينى وتمشى وحياة بنتك !!؟؟؟
بنتك هتموت من بعدك !؟؟؟
متسبنيش أكمل لوحدى أنا خايفه !؟؟؟
ضمتنى لحضنها اكتر وردفت بجملة واحدة بس : أنا بنتى قوية وهتكمل لغاية ما تبنى حياة تليق بيها وتصلح كل حاجه
مسكت أيدى بحنان وقالتلى : اوعدينى بكده أنك هتحفظى على إبنك ونفسك وحياتك لغاية ما توصلى لبر الأمان يا ملاكى
بوست أيديها بكسرة ودموع مكتومة : أوعدك يا ماما !!؟؟
وهنا كانت الطعنة بس المرادى مش من شخص ده كانت طعنة من القدر طعنى فى قلبى وحياتى واخد كلى معاه ومشى من غير ما يرفله جفن
أول ما بدأت أحس أن ماما مش بتتنفس وضربات قلبها مش حاسه بيها قومت من حضنها وفضلت احرك فيها بهستيريا : يا ماما قومى ما تمشيش وتسيبينى لوحدى والله أنا بخاف لوحدى كلكم مشيتوا و سيبتونى من غير حتى ما تودعونى ليه كده يارب ليه !؟؟؟؟
وبصوت هز كل ركن فيا لدرجة أنى حسيت بطفلى بيهتز جوايا : يا مامااااااااااااااا لا مااااااااااااا
وكانت الصدمة أول ما وقفت صريخ لاقيت دممممممممم
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية طعنة من قريب) اضغط على أسم الرواية