رواية قدرها الأسود بقلم سابا صفي الدين
رواية قدرها الأسود الفصل الثاني 2
ابتعدت بخوف فاقترب منها اكثر وهو يقول : مالك ... اوعي تكوني خايفة تؤتؤ ده انا حتي كيوت .
قالها وهي يحاصرها ويحاول تقبيلها وهي تجاهد لإبعاد جسده الثقيل بسبب ثمالته .... ظلت تبكي وتحاول إبعاده وهي تري أحد كوابيسها يتحقق .
لتصرخ بإرتجاف: الحقيني يا مامااااا.
ارتعبت صفية التي كانت تصعد الدرج وهرولت نحو مصدر الصوت لتجد طارق يحاول الإعتداء عليها لتبعده عنها صافعتا إياها بقوة.
شهقت هدي ببكاء وقال طارق بصدمة: بتضربيني علشان دي علشان واحدة عا*هرة
انهارت هدي وأرضا بينما قالت صفية بقهر وألم: حسبي الله ونعم الوكبل فيك.... حسبي الله ونعم الوكيل ليييه كده
وانهارت أرضا تبكي بحسرة وهو يشاهد بدهشة بينما اندفعت أغاريد نحوه قائلة: في ايه يا طارق
دفعها طارق وتوجه لغرفته وأغلق خلفه الباب بينما صعد يسري الدرج ليشاهد صفية تبكي وتحتضن هدي ببكاء وأغاريد تبكي أيضا وهي تقول بخوف: بتعيطي ليه يا ماما.
توجه نحو أغاريد قائلا: ايه اللي حصل
أغاريد: مش عارفة يا بابا
انخفض نحو صفية وسحبها قائلا:مالك يا صفية
ارتمت في أحضانه تبكي قبل أن تفقد الوعي ليفزع يسري صارخا: اتصلي بالدكتور يا أغاريد وركضت نحو الهاتف وحملها يسري نحو الفراش ووقفت هدي تتابعهم ببكاء .
حضر الطبيب و أخبرهم أنها حالة انهيار عصبي وقامت أغاريد بتوصيله للخارج وعندما عادت وجدت هدي تقف علي الباب تشاهد صفية بألم فقالت بغضب :انتي لسه هنا بتعملي ايه .
هدي:قصدك ايه.
أغاريد : يعني بعد كل اللي عملتيه بتسألي
هدي: بس انا معملتش حاجه
أغاريد: انتي مش محتاجه تعملي انتي أصلا بني آدمة شؤم
قالتها ودلفت الغرفة وأغلقت الباب بينما انكمشت هدي بخوف وتوجهت نحو غرفتها تلملم أشيائها وقد قررت الرحيل.
في صباح اليوم التالي استيقظت صفية فوجدت أغاريد تنام بجانبها ويسري جالسا ممسكا بيدها لتبتسم وهي تقول : يسري يا يسري اصحي رقبتك هتوجعك.
استيقظ يسري وقال بهلع:انتي كويسه
صفية بابتسامة:أنا كويسه
ثم اختفت ابتسامتها وهي تقول : امال فين هدي.
كاد ينطق لكن قاطعته أغاريد قائله: في أوضتها.
صفية: سبتوها لوحدها يسري بتعجب:وفيها ايه يعني
نظرت نحو أغاريد فقال يسري:سبينا لوحدنا يا حبيبتي.
امأت له ورحلت بينما قصت عليه صفية ما حدث فقال بإقتضاب: شكل طارق عايز يتربي من اول تاني.
صفية:انا مش قادرة أصدق ان ابني يعمل كده.
احتضنها يسري: اوعدك اني هعاقبه وهعمل كل حاجه أقدر عليه .
ابعدته وهي تقول: صحيح في حاجه عاوزة أقولها لك
يسري: ايه هيا .
كادت تخبره بما رأت البارحة لكن الخادمة طرقت الباب وقالت: صفية هانم في حاجه مهمة لازم تعرفيها
صفية: ادخل
دلفت الخادمة وقللت : هدي هانم مش موجودة في اوضتها
صفية : تلاقيها في الجنينة
الخادمة: لقيت الورقة دي علي السرير بتاعها .
أخذتها صفية وبدأت بقرأتها: ماما صفية انا عارفة انك أكيد زعلانه مني بس والله مش ذنبي وأكيد كمان شايفه انه بسببي اتخانقتي مع ولادك وجوزك فأنا علشان بحبك قررت اسيبك معاهم علشان تبقي سعيدة ... ماما صفية انا بحبك اوي كنت اتمني انك تبقي امي بس زي ما بتقولي ليا دايما ربنا يفعل ما يشاء ... أنا بحبك اوي يا ماما صفية هتوحشيني.
انهارت صفية باكية وأخذ يسري الورقة وقرأها ليقول بضيق: الغبية .
قالها ودلف خارج الغرفة متوجه نحو غرفة طارق مقتحما إياها ليجده يجلس يشرب سيجاره ليلكمه فيه أرضا .
فيمسكه من ياقة قميصه ويصرخ بوجه قائلا : انا مش حاسبك دلوقتي علي اللي عملاه بس قسما عظما لو مخرجتش دلوقتي تدور علي البنت وتوجع بيها يبقي هتشوف الوش التاني ليسري الرشيدي سامع .
زفر طارق وقال ببرود : أشرب بس قهوتي .
لكمه يسري مرة أخري صارخا: مين غير قهوة يا حيلتها .
وتركه يستشيط غضبا صارخا: لو لقتها هقتلها.
وقفت هدي أمام المنزل بتردد قبل أن تطرق الباب ليفتح الباب وتخرج منه فتاة تصرخ بفرحة : هدي .
ارتمت في أحضانها فقالت هدي: اهدي يا سما
ابتعدت سما وقالت : كل ده مش بتسألي .
هدي بتوتر : انتي عارفة الجامعهة بقي .
سما : الجامعة برضو .
زفرت هدي وقالت بدموع : مش عايز حد يقول عليكي حاجه
سما : انا ميهمنيش كلام الناس وانتي عارفة كده كويس
احتضنتها هدي وهي تقول : انا تعبانه اوي وانتي وحشاني كمان .
سحبتها سما للداخل وهي تقول : تعالي بقي احكيلي كل حاجه
جلست هدي وهي تظفر براحة قبل أن تقص عليها ما حدث .
سما : وانتي زي الهبلة واقفة وسيباه يعمل اللي يعمله
هدي بدموع : كنت خايفة وكأن الموقف بيتكرر كنت زي المتكتفة.
سما : وبعد كل اللي عملاه معاكي سبتيها ومشيتي .
هدي : علشان تعيش سعيدة
سما : انتي هبلة يا بت سعيدة دي تبقي خالتك .
هدي : يووه هو انا كل ما اعمل حاجه تزعقيلي .
سما : أيوة ... علشان انتي مش بتفكر بعقلك .
هدي : يسلام ... امال بفكر بإيه .
سما : مش عارفة انتي رمتيه ورا وبقتي تقعدي عليه شوفي بقي بتفكري بإيه .
زفر هدي بغيظ فقالت سما : خلاص خلاص روحي نامي دلوقتي ولما تصحي نشوف هنعمل ايه .
طرقت الخادمة الباب وهي تقول : صفية هانم الأنسة نور بره .
نظرت صفية لأغاريد لتقول : هيا اتصلت تسأل فقولت لها .
زفرت صفية بضيق وقالت : دخليها .
دلفت نور وقالت بابتسامة: حمد الله على السلامة يا طنط صافي .
ابتسمت صفية قائلة: الله يسلمك يا حبيبتي تعالي .
جلست نور علي السرير وهي تقول : يعني ينفع أعرف بالصدفة من أغاريد .
صفية وهي تربت علي يدها : يا حبيبتي كفاية اللي مامتك فيه هيا عاملة ايه .
نور : لسه زي ما هيا يا طنط ... محدش عارفة ايه اللي حصلها فجأة .
تنهدت صفية : ربنا يعنيكم يا حبيبتي أنا صعبان عليا يزيد متعلق اوي بيها طارق بيقولي انه دايما زعلان ومكتئب.
نور بحزن: كلنا نفسنا تصحي من غيبوبتها وعلي كل يوم بيزورها في المستشفي بس هيا مش راضية تستجيب .
صفية بمواساة: ان شاء الله خير ... أكيد ربنا كاتب لكم الخير .
مسحت نور دمعة فرت وقالت وهي تحاول أن تداري حزنها : انتي مشوفتيش صور حفل تخرجي .
صفية : لأ يا ستي ... حظنا مش من السما مبنسفرش إيطاليا.
ضحكت نور : انا صورتها وهوريكي .
أغاريد بحقد : وانتي زعلانه علي مامتك ولا بتتصوري
صفية بحزم : أغاريد ... ايه اللي بتقوليه ده .
زفت أغاريد بضيق فقالت صفية : روحي ذاكري يلا .
نظرت لها بضيق ورحلت فاحتضنت صفية نور التي بكت قائلة: أنا ماما وحشتني اوي .
صفية : وحشتنا كلنا يا نور .... ادعيلها يا حبيبتي .
نور بألم : حاسه ان انا السبب علشان كنت بيتخانق معاها الدكتور قال انه ده بسبب الضغط النفسي
ابعدتها صفية وهي تقول : يا حبيبتي حنان طول عمرها بتقولي انها خلفت احسن ٣ اولاد في الدنيا وانها مهما لفت عمرها ما تحب زي علي ويزيد ونور وخصوصا نور الحرباية الصغيرة .
ضحكت نور فقالت صفية : طول عمرها شايفاكي صحبتها .
نور : وانا كمان انا كنت بحكيلها كل حاجه علشان كده مش عارفة اتصلي عن وجودها بقالي سنة بحاول بس مش قادرة .
ربتت عليها وهي تقول : ان شاء الله هتفوق وترجع زي الاول انا كمان عايزة صحبتي شوفي مرات عمك عايدة اهي أختي بس بحب حنان عنها .
ابتسمت نور وقالت : ماما الكل كان بيحبها .
صفية بحب : يبقي لازم تبقي فرحانه
دلف يسري فقال بحرج : انا آسف .
نور وهي تمسح دموعها : لأ يا عمي ولا يهمك ده بيتك انا أساسا كنت هروح علشان يزيد قالي نص ساعة بالكتير .
امأ لها يسري فقالت : هاجي تاني أكيد... بعد إذنك
صفية : إذنك معاكي يا قلبي.
رحلت نور فقالت صفية : انت عملت ايه .
يسري : خليته يدور عليها .
صفية : تلاقيها عند صاحبتها هيا كانت حكيت لي عنها
يسري : خليه يدور ويلف حولين نفسه .
صفية : انا عاوزة اطمن عليها
يسري: متقلقش انا كلفت حد يعرف مكانها .
صفية : طب وانت بتعمل كده ليه .
يسري: علشان قررت قرار مهم .
صفية: ايه .
يسري : طارق هيتجوز هدي
يسري : طارق هيتجوز هدي .
صفية : انت بتقول ايه يسري
يسري : زي ما قلت لك.
صفية: بس طارق مش هيوافق وبعدين ...
قالتها وصمتت قليلا فقال يسري : ويعدين ايه
صفية بتردد : ولا حاجه يا يسري ... ولا حاجه .
جلس بجانبها وقال : انا متأكد من قراري .
امأت له وقالت : وأنا واثقة فيك .
طبع قبلة على رأسها وقال : هسيبك ترتاحي .
ابتسمت له قبل أن تختفي ابتسامتها بعد رحلة وهي تفكر مليا قائلة: طب أنا المفروض أقول ولا لأ .
ضغط طارق علي المكتب وهو يزفر بضيق قائلا : راحة فين دي بس .
ثم أمسك الهاتف واتصل بيزيد الذي أجابه : ايه في حاجه حصلت لنور .
طارق بضيق: اهدي يا عم ... أختك كويسه شوفتها وأنا خارج من البيت .
يزيد وهو يتنهد براحة : انت عارف انها تعبانة الفترة دي علشان كده كنت قلقان ... قلي التعامل ايه
طارق : انا كويس ... بس في خدمة عاوزها منك .
يزيد : قول .
طارق: في واحد إسمها هدي أيمن عبد الله دور لي عليها
يزيد بتعجب : هدي أيمن دي مش في الكلية مع أغاريد
طارق : وانت عرفت منين.
يزيد : كانت صاحبة أغاريد ونور .
طارق بصدمه: صاحبة أغاريد ... انت متأكد .
يزيد : أيوة .
طارق ة طب معلش دور لي عليها ... بس بسرعة .
يزيد: تمام ... متخفش هعرفلك مكانها بأسرع وقت .
استيقظت هدي من نومها علي صوت طرقات عنيفة علي الباب فنهضت بفزع وتوجهت نحو سما التي كانت تقف خلف الباب صارخة: والله لو مشيت يا أدهم لاتصل بالبوفيه علشان يبقي محضر حقيقي .
أدهم بغضب : بترفعي عليا محضر تعدي والله لوريكي هعمل فيكي ايه يا سما الكلب .
قالها ورحل فقالت سما براحة : اهو غار ... معلش بقي علي الأصوات .
هدي بصدمه: مين ده .
سما : واحدة قابلته في الكافية عينه عليا .
هدي: عايز يتجوزك .
ضحكت سما وقالت : يتجوزني... هيا الأشكال دي بتاعت جواز
هدي : امال .
سما : عايز يومين في شرم الشيخ .
هدي : طب وانتي هتعمل ايه .
سما : هعمل ايه يعني وانا ليا حد ولا حتي الملجأ اللي مصدق رمانا هيعبرنا .
هدي وهي تجلس بخيبة امل : هو احنا ليه بيحصل معانا كده .
سما وعي تجلس بجانبها : لا ن قدرنا أسود
هدي : هو في حد قدره أسود .
ضحكت سما : في عايشينه اهو ... لأ اب يحمي ولا ام تطبطب و الكل شايفك لحمة رخيصة .
هدي : اتفألي.
سما ساخرة: اتفائل ... يوم ما قررت اتفاىل وابص للسماء زي الناس ملقتش غير أسود في أسود والدنيا مغيمة.
تنهدت هدي بيأس : انا كمان مش شايفة غير الأسود.
احتضنتا بعضهما وقالت هدي : اتمني يجي اليوم اللي أشوف في لون غير الأسود .
وقفت أغاريد ترتدي معطفها وهي تقول بالهاتف: سامع يا أمير... نص ساعة والقيك في مكانا اوعي تتأخر .
أمير: ليه ... طارق مات ولا القيامة قامت .
أمير : قامت قيادتك يا بعيد .
أمير بضيق : تمام .. طب ..
أغلقت الهاتف بوجهه وأخذت حقيقتها وتوجهت نحو الأسفل واستقلت سيارتها نحو المكان الذي سيلتقيان فيه وهي تتذكر ما حدث منذ قليل .
أمسكت الهاتف تتصل بأحمد ليجيب بتحفظ: ايه يا اغاريد في حاجه .
أغاريد : انت اللي فيه حاجه هو انا ضايقتك .
احمد : لأ مفيش حاجه .
أغاريد : امال مبعتش الموقع ليه ومبتتصلش ليه عليا زي الاول .
احمد : مبعتش الموقع انتي بتقولي ايه
أغاريد : انا اللي بقول ايه ولا انت اللي بتعمل ايه .
أحمد : يووووه يا أغاريد انا مشغول بس اليومين دول .
اغاريد : احمد بطل كدب في ايه .
احمد : تمام ما دام مصرة يبقي هقولك ... ابن خالتك جه هنا في وسط شغلي وضربني وقالي لو حاولت تقرب منها هزعلك وأنا مش مستغني عن عمري .
أغاريد بصدمه: أمير
احمد : أيوة ... انا أسف يا اغاريد انا عندي اخوات بنات وخايف عليهم .
قالها وأغلق الهاتف فنظرت للهاتف بصدمه وقالت : والله لاوريك يا أمير .
كان طارق يتناول كوب قهوة في سيارته وهو ينظر للوقت بضيق لقد أوشكت علي أن تدق الثانية عشر ليلا وفجأة دق هاتفه.
فاجاب : ها يا يزيد فين مكانها
يزيد : هبعتلك اللوكيشن عند واحدة صاحبتها .
طارق : تمام هستناك .
أغلق معه الهاتف ووصله الموقع بعد دقيقتان فتوجه نحو علي عجلة .
وقف أمام المنزل يفكر في ماذا سيقول قبل أن يطرق الباب بقوة لتفزع هدي التي كانت تشاهد التلفاز بإندماج .
تركت سما الصحون من يدها وذهبت نحو هدي : يعني ولا بتطبخي ولا بتغسلي وكمان مش هتفتح الباب .
هدي بنعاس : جسمي واجعني.
توجهت سما نحو الباب وقالت : أيوة يا اللي بتخبط في ايه .
فتحت الباب وقالت : افندم .
نظر لها طارق بتفحص وقال : هدي هنا لا
سما: لا .
كادت تغلق الباب لكنه اوقفها بقدمه والف وهو يقول : ده مكنش سؤال .
سما : امال
طارق : حالة تعجب .
جاءت هدي وهي تقول : مين اللي عالباب يا ...
توقف لسانها وألجمتها الصدمة عن الحركة لتقول : طارق
نظر له سما بغيظ وقالت : ليك عين تيجي هنا .
نظر لها طارق وقال : قهوة سادة .
قالها وذهب ليجلس علي الأريكة وهو يقول : ويا ريت تسيبنا لوحدنا .
هدي : انتوا تعرفوا بعض .
سما بغيظ : انتي غبية بيكلم عليكي .
قالتها ورحلت وهي تدلف المطبخ لتجلس هدي علي الاريكة أمامه قائلة: نعم .
طارق : هاخد معايا .
هدي : نعم .
طارق: زي ما سمعتي .
هدي : انت اتجننت مش كفاية اللي عملته
طارق ببرود : كنت سكران ومش مركز .
هدي : يا سلام .
طارق : كده كده هتيجي معايا .
هدي : انا عمري ما هرجع البيت ده تاني .
طارق: هنشوف .
قالها وهو ينهض ويسحبها من يدها لتصرخ هي : انت بتعمل ايه ابعد عني .
دلفت سما خارج المطبخ وهي تقول بصدمه: نهارك أسود
واقتربت منه تحاول ابعاده عنها لكنه أخرج من جاكيته مسدس وصحبه نحو سما التي ابتعدت بفزع .
طارق : فكري تقربي خطوة كمان علشان تبقي اخر خطوة ليكي .
توقفت سما بصدمه وسحب هدي التي لم تقاومه ابدا وجعلها تصعد السيارة .
بعد القليل من الوقت قالت هدي : انت رايح فين .
لم يجيبها فشعرت بالخوف وقالت : ده مش طريق القصر .
طارق : عارف ... احنا رايحين حته تانيه .
ابتاعت ريقها بخوف ٣ أيام فقط مرت علي اول لقاء والآن هي في سيارته متوجه نحو مكان لا تعرفه تري ما سيحدث معها .
هذا ما فكرت به قبل أن تضع رأسها علي زجاج نافذة السيارة وهي تشعر بالنعاس لتغطية في النوم .
نظر نحطها طارق بتردد في مشاعره ... ما الذي يريده طارق الآن منها .
هناك شخصان بداخله شخص يريد وأدها كما كانوا يفعلون والآخر يريد تقبي....
نفض رأسه وهو يتنهد بضيق ويأمر عقله بالتركيز علي الطريق ولكن من وقت لآخر كانت عينه تحيد نحوها لتسرق نظرة علي هيأتها التي تدب باوصاله الراحة .
هبط أمير من السيارة وهو يشعر بالإنقباض من ذكري هذا المكان بينما كانت تقف هي وتحرك قدماها بغيظ .
أمير : خير .
أغاريد : وانتي يجي منك خير .
أمير: العالم كله متفق انه ميجيش مني .
أغاريد : انت قولا حاجه لأحمد .
أمير : أحمد مين .
أغاريد : متسطعبتش .
أمير : مش عارف بجد بتتكلمي عن مين .
أغاريد : أمير اللي بينا انتهي ومش هيرجع تاني وانا حرة أصاحب او أحب أن شالله حتي تلاقيني في حضن راجل .
صفعها أمير قائلا : هقتلك انتي وهو .
أغاريد بصدمة: انتي ازاي تعمل كده يا ...
قاطعها عندما التهم شفتيها بين شفتيه بعنف بتحاول هي دفعه فيمسك يدها ويثنيها خلف ظهرها ويمسكها بيد ويحيك وجهها بيده الآخرين مقربا إياها لتبدا بتحريك يدها قبل أن تحررها وترفعها تلفها حول عنقه وتدنيه منها ...
أغاريد : أمير اللي بينا انتهي ومش هيرجع تاني وانا حرة أصاحب او أحب أن شالله حتي تلاقيني في حضن راجل . .... صفعها أمير قائلا : هقتلك انتي وهو .
أغاريد بصدمة: انتي ازاي تعمل كده يا ...
قاطعها عندما التهم شفتيها بين شفتيه بعنف بتحاول هي دفعه فيمسك يدها ويثنيها خلف ظهرها ويمسكها بيد ويحيك وجهها بيده الآخرين مقربا إياها لتبدا بتحريك يدها قبل أن تحررها وترفعها تلفها حول عنقه وتدنيه منها أكثر .... دامت قبلتهم لأكثر من دقيقتان قبل أن تبعده عنها بحاجتها للهواء .
استنشقت الهواء بصعوبة ووصل لعقلها الذي استوعب فداحة فعلتها لترفع يدها صافعتا إياه : دي علشان ضربتني .
صفعته مرة اخري وقالت : ودي علشان بوستني.
نظر لها بصدمة لتقول : معاك سيجارة .
في صباح اليوم التالي استيقظت هدي وظلت تنظر للغرفة من حولها بصدمة تفحصت ملابسها وزفرت براحة قبل أن تشهق بصدمة عندما وجدته يدلف عارف الصدر وهو يقول : صباح الخير .
وضعت يدها علي عينيها وهي تقول بخجل : صباح الزفت اللي انت عامله ده .
قال طارق ببراءة وهو يجلس : عامل ايه .
هدي بضيق وهي تنظر له بغيظ : مش لابس .
نهض واقترب منها مما جعلها تبتعد وقال ببطء مميت لها : انت مش شايفة البنطلون.
هدي بإحمرار : انت وقح .
ابتعد وهو يقول : عارف.
نهضت وهي تقول : انت جيتني هنا ليه .
طارق : علشان نصفي حسابتنا .
هدي بصدمة : حسابتنا ... انت ملكش عندي حاجه يا بجح انت سامع .
التفت لها فانتفضت وهي تراها يقترب وهو يقول : لأ ليا عندك مثلا كره امي ليا بسببك مش هتبقي راضية تبص في وشي .
هدي: انت اللي غلط ... إتحمل نتيجة غلطك .
طارق ساخرا : ما انا مستحملها اهو لدرجة اني مضطر ابص في وشك لأكتر من دقيقة .
هدي : محدش اجبرك .
ضغط علي أسنانه وقال : مش هنخرج من هنا إلا لما نتفق انك تقولي انك مسمحاني.
هدي بصراخ : مستحيل أسامحك سامع .
طارق : يبقي مش هنخرج .
دلف يسري الغرفة وهو يقول : في ايه يا صفية .
صفية : هدي فين ... النهار طلع ولسه مجاش بيها .
يسري : متقلقيش.
صفية : يعني ايه مقلقش ... انت عارف هيا فين .
يسري : اه .
صفية : امال مش راضي تقول ليه
يسري: علشان عارفك هتقلقي .
صفية : ليه .
يسري بضيق : علشان هدي مع طارق .
صفية بصدمة: ايه ... ومش عايزني أقلق يا يسري .
يسري : متخافيش هو عرف غلطه .
صفية : حرام عليك يا يسري .
يسري : يا صفية المؤمن لا يلدغ من حجر مرتين .
صفية : المؤمن يا يسري ... ده طارق مش مؤمن ده عمره ما ركعها.
ضحك يسري وقال : متخافيش انا خليت حد يراقبهم
صفية : طب وأغاريد فين
يسري : اتصلت بيها بتقول عند وحدها صاحبتها.
صفية : يسري انا قلقانه اوي عليها ... حاسه ان في حد واكل دماغها .
يسري : متقلقيش علي أغاريد دي تاكل دماغ بلد .
صفية : يا رب استرها .
دلف طارق المطبخ ليعد كوبا من القهوة وبدأ يدندن وهو ينظر لتلك التي تستشيط غصبا.
طارق : اعملك كوباية معايا .
هدي : مش عايزة حاجه منك .
امسك كوبه وجاس بجانبها علي الآريكة وبدأ يشاهد فيلم وتلك تضرب الأرض بقدمها لتقول صارخة: أنا عاوزة أروح .
طارق: سامحتيني.
هدي : لأ .
طارق: يبقي مفيش مرواح .
هدي : يعني ايه ... انا ممكن أبلغ عنك البوليس دلوقتي .
طارق : بلغي .
هدي : ما انت قافل الباب هبلغهم ازاي .
نهض طارق وفتح الباب وقال : اتفضلي .
عاد مكانه ببرود مما جعلها تشعر بالريبة فالتفت وحلفت خارج الغرفة لتشهق بصدمة.
فقد كانت الغرفة عبارة عن كوخ وسط صحراء لتدلف للخارج وهي تقول : صحرا جايبني الصحرا.
طارق بسخرية: اه ما انتي متربية في باريس مش كده .
صرخت بضجر : روحني بقولك .
نظر لها ثم قال ببرود : فيلم روك هيبدأ أعملك معايا فشار
استيقظت أغاريد وهي تشم رائحة غريبه ففتحت عينيها لتجد نفسها في سيارة أمير تقبع بين احضانه بينما يشرب هو سيجاره .
ابتعدت عنه وقالت : انت ازاي تحضني كده .
أمير: انتي اللي حضنتيني وانتي نايمة .
تذكرت أغاريد والدها فقالت بصدمة : بابا .
أمير: بعت له رسالة منك أنك بايته عند واحدة صاحبتك
أغاريد : ومروحتنيش لييه .
أمير: كنتي عايزاني اروحك واقول لأبوكي معلش أصلها نامت بعد ما شربت سيجارة علشان تعدل مزاجها .
رفعت حاجبها فاكمل ببرود : ولا اقوله أصلها اغمي عليها بغد ما بوستها.
ضربته علي صدره وقالت : يا كداب .... اغمي عليا ليه أن شاء الله.
أمير وهو يقترب منها: علشان بتضعفي قدامي .
ابتلعت ريقها بتوتر وهو يقترب من اذنها ويهمس : اعترفي أن قربي بيخليكي ضعيفة .
ثم ابتعد قليلا وقال أمام شفتيها: لازم تبقي عارفة ان انتي ملكي انا وبس .
طبع قبلة علي شفتيها ثم ابتعد وهو يخرج من السيارة ليستقل الكرسي الأمامي.
بينما زفرت هي بضيق وهي تلعن ضعفها أمامه ...ووضعت رأسها علي نافذة السيارة تفكر بوضع علاقتها معه الآن ... كيف ستكون بعد ما حدث الأمس .
توقف بعيدا عن البوابة بقليل وقال : وصلنا .. عربيتك هخلي حد يوصلها لك .
أمات له وهبطت من السيارة متوجه نحو القصر دون أن تنطق بحرف .
كادت تصعد غرفتها ولكن الخادمة اوقفتها وهي تقول : أغاريد هانم .
أغاريد : أنا دماغي مصدعة موت .
الخادمة : في حاجه مهم .
أغاريد : بعدين بعدين .
الخادمة : حاجه مينفعش تتأجل .
وقفت اغاريد وهي تقول : عارفة لو مش مهمة هقطع رأسك من علي رقبتك .
الخادمة : طب ولو مهمة .
أغاريد : في ايه يا بت انطقي
الخادمة : اصل انا سمعت صفية هانم ويسري بيه وهما بيتكلموا امبارح .
اغاريد : خلصي انتي هتنقطيني .
الخادمة : حاضر ... لقيتهم بيقولوا انهم هيجوزو طارق بيه .
أغاريد : هيجوزه
الخادمة : ومش هتصدق لمين .
اغاريد : لمين .
الخادمة : لهدي هانم .
أغاريد بصدمة : نعمم.
الخادمة : زي ما بقولك كده يا ستي والله .
اغاريد : غوري من وشي دلوقتي .
رحلت الخادمة وصعدت أغاريد الغرفة وأطلقت الباب خلفها وأخذت الغرفة ذهابا وإيابا وهي تشعر بالإختناق .
أمسكت اغاريد الهاتف واتصلت بطارق.
طارق: ألو ايه يا أغاريد .
أغاريد : مصيبة يا طارق.
فزع طارق قائلا : ماما حصلها حاجه .
أغاريد: لأ يا اخي .
طارق: امال في ايه
اغاريد : بابا قرر يجوزك هدي .
طارق بصدمة : نعمم .
أغاريد : ايوة ... احنا لازم نتصرف بسرعة مستحيل الحقيقة دي تبقي واحدة من العيلة سامع .
ألقي الهاتف بغضب ثم صرخ بهدي: أنا مش فاهم انتي مين علشان يعملوا كل ده علشانك ... ها وراك ايه يخلي أمي يغمي علبها علشانك وراك ايه يخلي ابويا يضربني علشانك او يخلي أغاريد تكرهك بالشكل ده .
ابتلعت ريقها وقالت : أنا مش فاهمة انت بتكلم علي ايه
طارق بغضب: بصي بقي انا اضطريت أقعد مع واحدة زيك بس علشان أمي ... بس انا مش هتجوز واحدة صورها غي كل حته .
دمعت عيناها وقالت بصدمة : تتجوز.
اخذ مفاتيحه وقال : يلا علشان نمشي .
في الطريق كان الهدوء يعم المكان ويقطعه من حين لآخر صوت أنين هدي وشهقاتها .
وصل الإثنين القصر ودلف طارق بغضب وقال : انتوا يا اللي هنا .
هبط يسري ومعه صفية التي ركضت هدي لأصحابها تبكي بينما قال يسري : في ايه يا طارق بيه .
طارق : صحيح اللي انا سمعته ده .
يسري : وانت سمعت ايه .
طارق : انت هتجوزني البتاعة دي .
يسري : البتاعة دي هتبقي مراتك عيب تقول كده
طارق بجنون : برضو بيقولي مراتي .
يسري : قدامي علي المكتب .
طارق: مف....
يسري صارخا: قوات قدامي .
دلف الإثنين المكتب بينما أمسكت صفية يد هدي وجلست وهي تقول : عاملة ايه يا قلبي
هدي ببكاء : أنا كويسه بس ايه اللي بيقولوه طارق ده
تنهدت صفية : أنا عارفه ان الموضوع غريب عليكي بس صدقيني ده الحل المناسب لكل اللي بيحصل في حياتك .
هدي : بس احنا بنكره بعض .
صفية: انت قلبك ابيض وعمره ما يكره وبالنسبة لطارق فده طيش شباب انتي لازم تتجوزي علشان الشاب ده يبطل يهددك وعلشان نسكت الناس .
هدي : بس ...
صفية : مفيش بس ... لازم تسمعي الكلام هو ده الحل .
دلف طارق مع يسري خارج المكتب وقال طارق: أنا آسف علي كل اللي قولته وموافق علي اي حاجه تجوزوني ولا حتي تقتلوني
هدي : وانا كمان موافقة بس بشرط
طارق بغضب : انتي هتتشرطي كمان .
صفية : طارق.
وضع يده علي فمه فقالت صفية : قولي يا حبيبتي
هدي : العصمة هتبقي في ايدي.