رواية انت عمري كامله بقلم احمد محمود عبر مدونة دليل الروايات
رواية انت عمري الفصل الثالث
كنت حاسة إني نايمة وبحلم ورجليَّ مش شيلاني، هو وافق بجد؟! قومت بسرعة اتسحب خرجت من أوضة جدي ونزلت على بيتنا، لسه جاية أدخل سمعت صوت عمار عندنا
استني، يا جويرية
ايوه يا عبد الرحمن ؟
تعالي عمار عايز يكلمك
حسيت إن هيجيلي ساكتة قلبية، فردّت ضهري ومشيت ورا عبد الرحمن أخويا ووقفت جنبه، عمار كان متعصب جدًا ومش طايق نفسه، كان باين عليه حتى لو هو بيحاول يخبي
اقعدي يا جويرية هروح أجيب الشاي وجاي عمار عايز يقول لك حاجة
كنتِ فين؟
كنت عند جـ... كنت فوق، فوق السطوح
بتعملي إيه؟
كنت قاعدة
طب بعد كده شباك أوضتك اللي ع الشارع ده ميتفتحش، سامعة؟
ليه؟
من غير ليه؟
فهمني طيب!
امممم واضح إنها زينة فعلًا يا جدي، هي مرافعة ولا إيه الكلمة اللي اقولها تتسمع، بدل ما أجيب خشب ومسامير واقفل الشباك خالص
طيب حاضر
اتفضلي اخرجي
هاااا يا عمار قولت لها؟
اقول إيه يا عبد الرحمن؟ اقول لها النهاردة هتقدم لك وروحي قولي لجدك إنك مش موافقة؟
مش أحسن ما تتجوز أختي وإنتوا مش عايزين بعض يا عمار طب أفرض اتعلقت بيك ؟ أنا مش موافق ولا هسمح لحد يأذي أختي أو يجبرها على حاجة مش عايزاها احنا فين هنا؟
دا اللي حولت افهمه لجدك بس هو رافض حتى يسمعني وبيكلمني بتهديد، يا إما أوافق يا إما يتبرى مني، معرفش بس حسيت كده من كلامه!
كمان!
..
دخلت أوضتي وأنا عمالة أراجع تاني كلامه وحاطة إيدي على قلبي مفهمتش هو ليه طلب مني كده! بيغير عليَّ مثلًا ولا إيه؟ مفهمتش، تاني يوم عرفت إنهم اتجمعوا بليل عند جدي وطلبوني منه وجدي وافق، وبابا رجع من عند جدي مبسوط وفرحان، وأنا كالعادة مكنتش عارفة استوعب هو اللي بيحصل ده جد وحقيقي ولا حلم وهفوق منه مكسورة، كان خلاص فاضل اسبوعين على التخرج، فاضل اسبوعين وأودع كُليتي، سمعت بابا وماما بيتكلموا عن كتب كتابي، يوم الجمعة الجاية، كنت عايزة اطلع اقول لهم بعيد يوم الجمعة لو ينفع خلوه النهاردة، حاولت أكون مُتزنة وامسك أعصابي، خرجت عادي من الأوضة كأني رايحة أشرب ومسمعتش حاجة، لاقيت بابا بينادي عليَّ
أنا عايز افهم حاجة، جواز إيه؟ اللي محدش سألك فيه عن رأيك ولا حتى فكرتي تعترضي؟
يا عليّ مش أبوك قال لك متفتحش معاها كلام في الموضوع ده
ماهي حاجة تجنن العاقل دي ماقلتش أي حاجة ولا حتى أدنى اعتراض
طب وإنتَ زعلان ليه؟
مش زعلان بس مستغرب، ما تتكلمي يا بنتي
أنا هعمل شاي تشربوا معايا؟
شاي!
أيوه، عشان هدخل اذاكر
يا بنتي كتب كتابك الأسبوع الجاي مش عايزة تشاركي برأيك في حاجة؟
كنت حاسة إني هقول لبابا إني معترضة على يوم الجمعة، وعيزاه النهاردة، استعنت باللّٰه وهديت أعصابي
لأ، مش عايزة أقول حاجة بعد جدي.
أموت وأعرف إيه اللي بينك وبين جدك؟
بعد الشر عنك يا بابا، هتشرب شاي؟
شاي إيه؟ اعملي كركديه عشان دمي فاير منك ومن جدك
من عنيا يا أحلى بابا
بنتك شكلها بتحب عمار يا عليّ !
بس هو شكله مبيحبهاش ومغصوب عليها يا أم عبد الرحمن!
ربنا يستر
..
مكنتش مصدقة إن لمة الرجالة دي كلها عشاني أنا وعمار عشان كتب كتابنا، جدي رفض تكون خطوبة من غير عقد، عمار حاول معاه بس هو رفض، على قدر فرحتي بكل حاجة كانت بتحصل حواليَّ على قدر الرعب والخوف اللي كنت فيه إن عمار يفضل رافضني كده، وميحاولش حتى يعرفني من جوايا ويكتشف قدر حبي له! بعد ما بقيت خلاص مراته، مش مجرد خطيبة ممكن يفسخ معاها في أي وقت!
مبروك
اللّٰه يبارك فيك
هتروحي تنامي؟
مش هنخرج!
نخرج ليه؟
أقصد يعني تخرجني نتعشى سوا زي ما عبد الرحمن خرج هو وخديجة يوم كتب كتابهم!
عبد الرحمن وخديجة خرجوا يوم كتب كتابهم، عشان كانوا بيحبوا بعض، خرجوا عشان هما عايزين يخرجوا فعلًا، مش خارجين تمثيل!
..
حسيت إن في حاجة بتحرقني في عنيا، لما دموعي نزلت على خدي واكتشفت إني ببكي ومش قادرة أرد عليه حسيت بوجع أكبر، حسيت إن كلامه انغرس في قلبي، مقدرتش اسمع منه ولا كلمة، قومت وسيبته دخلت أوضتي وقفلت الباب بالمفتاح، وعرفت إني محتاجة وقت كبير جدًا عشان أخلي عمار يحس بيَّ ويعرف إني بحبه وهو كمان يبدأ يحبني!
تاني يوم كان عندي كُلية، نزلت بدري قبل ميعادي بكتير كنت عايزة اتمشى شوية وافكر في حياتي الجديدة، وقفت قدام النيل على الكورنيش أول ما عنيا لمحت دبلة عمار نسيت أي حاجة كانت مزعلاني ومسببة لي ألم، مفتكرتش غير عمار حبيبي اللي امبارح بس بقى جوزي، حضنت إيدي اللي فيها دبلته وأنا بيتجدد جوايا أمل جديد إن ربنا هيساعدني مش هيسبني لوحدي وهيخلي عمار يحبني عشان هو وحده اللي بإيده قلوب العباد، رميت ورا ضهري أي خوف واستعنت باللّٰه وأخدت بعضي ومشيت عشان ألحق اللي هعمله في الكلية لأن امتحاناتي كانت خلاص قربت تخلص، بعدها بحوالي خمس ساعات رجعت البيت مكنش فيه حد تقريبًا كان بابا وأخويا في شغلهم وماما وأخواتي كانوا في بيت جدي تحت كالعادة، دخلت أوضتي فكيت الحجاب وغيرت هدومي وروحت المطبخ أدور على حاجة أكُلها لاقيت طبق السيريلاك بتاع عُبيدة ابن عبد الرحمن اخويا في التلاجة كنت لسه هحضر أكل واسخن كسلت جدًا، لاقيت الباب بيخبط جامد من اللبخة خرجت افتح الباب والطبق في إيدي، عمار!
في إيه؟
إنتِ مُتخلفة؟ رايحة تفتحي الباب بشكلك ده؟
حسيت إني جالي فقدان في الذاكرة وحاولت افتكر أنا لابسة إيه؟ افتكرت وياريتني ما افتكرت، طلعت اجري على الأوضة أو كنت لسه هجري لاقيته شدني من دراعي و..
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية انت عمري) اضغط على أسم الرواية