رواية سفير العبث الفصل الاربعون 40 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الفصل الاربعون 40
| إنها ليست قضية لنُجابه بعضنا في المحكمة! هي قصة عشق نهايتها السيئة مُحتمة |
#بقلمي
* قبل يومين
- في منزل بوسط البلد
وقفت رهف قُدام الباب اللي عاصم قفله وراه، ووقف عاصم قُدامها وهو بيتنفس بصعوبة وبيبُص على خُصلات شعرها المبلولة اللي بتنقط مياه، وعلى البورنص اللي لافف عودها بطريقة جذابة.. وقال وهو بيقلع نظارتُه: أنا عارف إن كلامي فاجئك.. بس كُل ما موعد الفرح بيقرب، كُل ما بحس برغبة شديدة ناحيتك إنتي، كُل ما توحشيني مبقدرش أتحكم في حالة الجنون اللي بيصيبني لو مشوفتكيش!
بصتله رهف وعينيها بدأت تحمر من الدموع وقالت: إنت جبان ومعندكش شجاعة، لو فعلًا حبتني كُنت وقفت قُصاد العالم عشاني.. مش جاي تقولي نهرب زي المُجرمين، إخرُج من بيتي يا عاصم بيه
عاصم بغضب من بين أسنانُه: في فرق بين الجُبن، وبين إسم العيلة اللي هيوقع لو واجهت العالم بيكي
جت رهف عشان تضربُه بالقلم، مسك إيديها وعلقها في الهوا وقال: أنا عاوزك ليا، بس شرطك صعب
سحبت إيديها المتعلقة في الهوا وقالت بتبريقة: دا مش شرط دا اللي المفروض يحصل لما قلبك يدُق!
نزل إيده وقربلها وهو بيمسك مؤخرة راسها وبيقرب راسها ناحيتُه وبيقول بحُب: قلبي إتسحب من يوم ما شافك، لما إقتحمتي حياتي يا مودموزيل.. فقدت السيطرة عليه
قربت وشها ناحيتُه وقالت بتحدي: معنديش أي موافقة إني أهرب معاك في حتة، أنا مش ع_ار عشان أهرب والتانية تعلن زواجك منها بخبر على التليفزيون، أنا أحسن من أي حد كمان.. ف خُد بعضك وإخرُج من بيتي، وياريت متظهرش في حياتي إلا وإنت بتقول أنا هتقدملك قُدام العالم يا رهف، غير كدا خِد ضعفك وروح فرحك على الأنسة التانية
بص عاصم بنظرة حُزن ليها ف بعدت هي عينيها عنُه وهي بتضغط على سنانها عشان متعيطش، مسك الباب بتاع الشقة فتحه وخرج منه ورزعه ورا، كتمت هي بوقها بإيديها جامد وهي بتعيط بحُزن على حظها.
* في منزل عيسى الغُريبي
بدأت والدة عيسى في نشر الملابس، وقعد يوسف قُدام التليفزيون ومياسة على الكنبة المواجهة ليه وهي بتلعب في فونها
طلع عيسى من أوضته وهو بيقفل أزرار قميصه الإسود وبيدخل السلسلة جوا، كان لسه راشش برفان وبيوزعه على رقبته بإيده وهو بيبُص ليوسف ومياسة اللي قاعدين.. يوسف كان قاعد بيتفرج على التليفزيون ومياسة ماسكة فونها مركزة فيه وهي رافعة شعرها لفوق ورافعة حاجب ومتجاهلة عيسى
وقف شوية وهو بيبصلها من تحت لتحت بعدها قرب ليوسف اللي قاعد جنبها وخبطه بصوباعين على قلبه وهو بيقول ك تلقيح على مياسة: سامح غيرك عشان الدنيا تسلك، ميبقاش قلبك إسود زي لون قميصي كدا يا واد يا أجنبي
بصله يوسف بإستغراب وهو مش فاهم وقال: بتكلمني أنا؟
شاورله عيسى على مياسة بعيونه وغمز.. مياسة هرشت في شعرها وهي رافعة حاجبها وبتعض شفتها اللي تحت
عيسى ركز على حركتها وقال ليوسف: مسيرك يا مانجا تجيلي ع المعصرة
خبت وشها بإيديها وهي بتضحك راح قال عيسى: مسيرك والله.. أنا نازل يا ماما هتعوزي حاجة؟
خرجت والدتُه من البلكونة وهي بتقول: أه يابني، معلش تجبلنا رُبع جبنة فلمنك، دورت عليها في كُل حتة في المنطقة مش لقياها، بما إنك معاك عربية يعني
ضحك عيسى وهو مبين سنانه وقال: حاضر عاوزة حاجة تانية؟
فكرت شوية بعدها قالت: لا كُل حاجة موجودة، ربنا يستُر طريقك ويرجعك لحُضني سالم يارب
ميل عيسى على مياسة وهو بيقول بهمس: ويرجعها لحُضني برضو يارب
وشها إحمر من الكسوف ف نزل هو وقفل الباب وراه.
* في عربية الرايق
فتح سبيكر وهو بيكلم عيسى بيتصل عليه
رد عيسى بعد وقت وقال: أيوة يا رايق، أنا سايق
الرايق: كلمت القائد وأمير؟
عيسى بتركيز في الطريق: مكلمتش حد أنا حسبتك إنت كلمتهُم، هقفل معاك وهبلغهم.. هسحبهم في طريقي
الرايق بجدية: بسُرعة يا عيسى، إسبقوني على كافيه ***
_ بعد مرور ساعة، داخل الكافيه
عزيز بصدمة: نعم؟؟ يعني إيه العسكري سمع الكلام دا والبت بتوصفنا وبتوصف مكان الحادثة! دا مش هزار يا رايق دي فيها كلبوش
أمير ببرود: إنت واصل لدرجة الحكومة؟
عيسى بتوتُر: مش وقته الكلام دا، البت دي لازم نلاقيها
شرب الرايق فنجان قهوته وقال بتفكير: هنعمل بيها إيه مش فاهم، ما اللي حصل حصل!
عيسى بصوت مُرتفع نسبيًا: تغير أقوالها بنت ستين في سبعين دي! دي لبستنا في حيط
عزيز بحذر: وطي صوتك يا عقرب، بالهداوة! الرايق بس يعرفلنا طريق اللي جابوها فين.. وعلى الأساس دا نتحرك
الرايق: أنا خليت واحد من رجالتي يروح القسم وقت وجود البت دي هناك ويعرف مكان بيتها.. بلغني إنها مسافرة مع أهلها ف كلفته يمشي وراهم.. رايحين الساحل
عزيز بحماس: خلاص! نروح إحنا كمان
أمير بتفكير: مش لما نعرف ليث باشا مراقبنا ولا لا.
الرايق بجدية: لا، أنا عرفت إنه مش معاه دليل ضدنا ف مش معاه إذن ييجي ناحيتناك مُراقبة من الأساس
إنحنى عيسى على الترابيزة وبص للرايق بجدية وقال: هو الساحل بياخُد كام ساعة طريق؟
* داخل منزل كادر وميرا
كان واقف كادر بيغسل المواعين وميرا ممدة على الكنبة بتعب وعمالة تتحرك وتتلوى.
كادر عينُه كانت عليها بعدها طفى المياه وقال بقلق: مالك يا حبيبي، تحبي نروح الدكتور؟
ميرا بتعب: مش عارفة ياكادر، من إمبارح ألم فظيع في ظهري ومعدتي من تحت.. حاسة إن خلاص
ساب اللي في إيده ونشفها في فوطة المطبخ وهو بيقرب منها وبيقول بقلق: خلاص إيه؟ تعالي أشيلك أحطك في العربية والدكتور يشوف مالك!
لمست ميرا وشه وشعرُه وقالت بإبتسامة على وشها المُرهق المُتعب: متقلقش، أقصُد خلاص هولد.. وبعدين إنت مش مقصر معايا ومش مخليني محتاجة حاجة.. أنا بحبك أوي إنت أحسن حاجة حصلت في حياتي
باس كادر بطنها وقال: أنا اللي بموت فيكي، إنتي اللي أجمل حاجة طلعت بيها من العيلة دي.. عشان كدا قررت أخدك بعيد عن عيشتهُم ومشاكلهُم وتكوني معايا دايمًا
خدت ميرا نفس عميق بعدها إتعدلت في قعدتها بالعافية وقالت: خلاص أنا بقيت زي الفُل بعد كلامك دا، هقوم أكمل المواعين و.
قاطعها كادر وقال: المواعين خلصت أساسًا فاضل كوبايتين هقوم أخلصهُم دلوقتي، قوليلي نفسك تاكلي إيه؟
حطت ميرا إيديها على بطنها وقالت: ولا حاجة أنا أصلًا نفسي مسدودة
فضل كادر باصصلها بتأمُل وهو قاعد على رُكبه قُصاد الكنبة اللي هي ممددة عليها، ظهرت إبتسامة على وشها وقالت وهي بتبُصله بحُب: بس عارف! نفسي أوي أقعُد على البحر
بصلها بإنتباه وهو عينيه مفتحة بعدها إبتسم وقال: دا البحر هو اللي نفسُه يشوف عينيكي الحلوة والله
إتكسفت ميرا راحت بعتالُه بوسة في الهوا
قربلها كادر وهو مكشر وساند راسها بإيدُه وقال بالقُرب من شفايفها: متخليش الهوا مرسال بيننا.. أنا قُدامك أهو وكُل حاجة فيا عوزاكي
قُبلة واحدة، بعدها رفعها كادر بين إيديه وهي بتسند راسها على صدره وقال: هخلي البحر يشوفك، بس تكوني في حُضني الأول ♡
* في قصر أمير الدهبي
صِبا بضيق وهي شيفاه بيغير هدومه: يعني إيه رحلة رجالي مش فاهمة؟ هو برفان!
أمير وهو بيلبس: يعني طالع مع صحابي إيه الغريب في اللي بقوله!
صِبا بغيرة: صُحابك دول أهم مني ولا إيه؟
قربت منه وهي بتلعب في شعرُه وقالت بدلع يمكن يغير رأيه: يعني بتتبسط معاهُم أكتر مني؟
أمير بجدية عشان ميضعفش ويقعُد جنبها: يا حبيبتي هُما يومين بس، وليكي عندي إسبوع عسل بحالُه لينا أنا وإنتي
كتفت صِبا دراعاتها وقالت بضيق: وأنا أقعُد يومين من غيرك في قصر طويل عريض أعمل إيه، إنت عارف إني بحس بالأمان في وجودك!
أمير باس كتفها وقال: متكبريش الموضوع بقى بعدين معاكي شجن هانم، سليها يعني وإقعُدي معاها.. المُهم أنا وعدتهُم ومقدرش أخلف بوعدي.
نزل أمير على السلم وهو بيربُط القميص ووقفت صِبا على باب الجناح وهي بتقول بغيظ طفولي: طب والله يا أمير لا تندم وتكلمني فيديو كول من هناك عشان وحشتك ومش قادر تقعُد معاهُم.. يا رخم.
* في فيلا عزيز القائد
سيليا وهي بتسرح شعرها: طب ما أجي معاك! نُص اليوم تقضيه مع صُحابك، والنُص التاني معايا أنا!
أمير وهو بيرُش برفان على جسمُه: على عيني يا ملبن والله، أنا مبعرفش أقعُد في حتة من غيرك.. بس أعمل إيه كُل اللي رايحين معايا رجالة وسايبين مراتاتهُم، أكسر أنا القاعدة وأخدك معايا يعني ولا إيه؟
سابت سيليا المشط وقربتلُه وهي بتلمس الوشم اللي على كتفُه وقالت وهي لاوية بوزها: إكسرها، إنت كسرت قاعدة الإنتقام عشان بتحبني.. مش هتكسر قاعدة هبلة زي دي.
مسكها من وسطها ورفعها بدراع واحد وهو حاضن جسمها وقال: أكسر أبوها كمان، وأقعُد معاكي لا أروح شُغل ولا أشوف شارع
ضحكت سيليا وهي بين دراعُه لكنه إضطر يتماسك وقال: بس حالتنا المادية هتتدهور ودا ميرضكيش، يومين بس وراجعلك
قرص خدها وهو بينزلها ف قالت: ما هو سيلا عند بابي، ولو إنت سافرت مش هيسيبني قاعدة لوحدي هيقولي تعالي إقعُدي معانا
عزيز: ياريت عشان أبقى متطمن عليكي أكتر
سيليا بإستسلام: خلاص هاخُد شاور سريع عشان أروح لبابي وتاخُدني في طريقك وبعدها تسافر مع صُحابك
عزيز بجدية: لا روحي بعربيتك لإني مش هروح بعربيتي.. نوح صاحبي هيفوت علينا بعربيتُه وهنسافر كُلنا بعربية واحدة.
سيليا وهي بتغير عشان تدخُل الحمام: أوك.. هروح أجهز أنا بقى
* في منزل الرايق
بصتلُه رفيف بحُزن وهو بيشرب من الڤايب بتاعُه، رفع عيونه وبصلها وشاف نظرتها ليه ف قال: يومين بس مش أكتر. أنا عارف إني سايبك لوحدك كتير بس والله بحل كام حاجة مُهمة.
سكتت رفيف شوية بعدهاميلت رقبتها على جنب وقالت بحُزن: كُل الحكاية إني هخاف أكون وحدي وإنت مش موجود
نفخ دُخان الڤايب وهو نظرُه ثابت عليها وقال: يعني بتحسي بالأمان معايا؟
عينيها لمعت وهي بتعدل راسها وقالت بصوت باهت: قولتلك قبل كدا أه
وقف الرايق وقربلها وهو بيقول: أنا عاوزك تكوني قوية يا رفيف.. مش عايز يصيبك اي حاجة وحشة، في وجودي في غيابي تكوني قوية لنفسك.. عشان لو جرالي حاجة أء..
قاطعتُه رفيف وهي بتقول بخوف حقيقي: بعد الشر!
نوح نسي الوقت وإنه مسافر وبصلها وقال: متخافيش عليا، أنا من وأنا صغير، وحي مش ملكي.. الشُغل علمني كدا، هفضي نفسي في يوم وهعلمك كُل حاجة تخليكي تحمي نفسك من العالم اللي برا.. ولو ليا عُمر ونصيب.. هنتجوز، ويبقى دا بيتنا.. صح؟
رفيف عينيها لمعت بدموع وقالت بخوف: صح
مسح بطرف صوباعه جفن عينيها وقال وهو بيحضُنها: قلب نوح إنتي.. الحاجة الوحيدة اللي بتربُطني بأدميتي
باس راسها وهو بيقول: لازم أتحرك عشان متأخرش، الفيزا بتاعتي معاكي إخربي الدنيا بيها..
خد نفس عميق وقال: خلي بالك من نفسك
رفيف وهي حاضنة بكف إيديها سلسلة مامته اللي على رقبتها: وإنت كمان يا نوح
إتحرك من قُدامها بسُرعة عشان ميضعفش وركب عربية جبهاله الحرس وإتحرك بيها عشان ياخُدهم.
* في منزل الغُريبي
والد عيسى: يعني إيه صحابك؟ تعرفهُم منين مش إنت توبت! يبقى ليه تعرف ناس من الشُغل العوج دا!
عيسى: لا دول صُحابي ملهومش علاقة بشُغلي، الحياة بتخلينا نعمل علاقات كتير مع ناس كتير مش شرط مُحيط واحد
مياسة كانت واقفة ورا الباب المردود وهي مكشرة عشان هيسافر
عيسى لبس جزمتُه وقال: يا بابا متقلقش يومين سفرية إنبساط مع صحابي مفيهاش حاجة دي
الغُريبي: طب خُد أخوك يوسف معاك يغير جو معاكُم طالما إنتوا رجالة سوا
عيسى بجدية: لا، مش عنده إمتحانات! يسافر ليه؟ أنا هبقى أخُدكم سفرية حلوة للعيلة بعدين.. أنا نازل يا حج.
الغُريبي وهو داخل أوضته: ربنا يوصلك بالسلامة هقول إيه
خرجت والدتُه وهي ماسكة حافظة وبتقول: عملتلكُم كيكة تتسلوا بيها في الطريق
عيسى وشه بهت وقال: يا ماما كيكة إيه! لا خليهالكم إحنا جايبين حجات للسكة
أمه بزعل: هتكسر بخاطري بعد ما وقفت عملتهالك! من ساعة ما إتصلت وقولتلي مسافر يا ماما عملتهالك بسُرعة والله، طِعمة دي بالبُرتقال
سحب عيسى الحافظة من إيد والدتُه وقال: تسلم إيدك يا أمي.. تمام هاخُدها
إبتسامة عريضة ظهرت على وشها وهي بتقول: بألف هنا، هتعجبكُم أوي
سابته والدتُه ودخلت المطبخ تجهز كام طبق لأهل البيت
بص عيسى وشاف مياسة اللي بتراقبُه من ورا الباب المردود ف إبتسم وهو بيتحرك ناحية أوضتها.. دخل فجأة وقفل الباب
شهقت هي ف سحبها من دراعها وقال: لما إنت الشوق تاعبك مجنن أمي معاك ليه.
سحبت مياسة دراعها وقالت: شوق إيه وشاهندا ايه.. أنا واقفة عادي عشان مكسوفة أطلع
العقرب وهو بيفرُك صوابع إيديها بإيدُه: حد يتكسف من حبيبُه؟ إنتي في بيتي يعني بيتك.. عشان إنتي حرم عيسى.. وحرم العقرب.. وحرم السفير.. وكُل الألقاب دي بتعود عليا أنا
مياسة بغيظ منه: نننينيني.. كان في تسعين واحدة قبلي حرم ليك.
سند حافظة الكيك على سرير ومسكها من أكتافها قربها ليه وهو بيقول: مفيش واحدة كانت على ذمتي أو شالت إسمي.. غيرك قُريب يعني، أه عملت علاقات مع ستات كتير بس أنا قلبي كان بهتان.. ميت من غير روح لحد ما قابلك.. أنا بحبك يا ماسة
مياسة عضات ضوافرها وهي بتقول بصوت مُرتجف عشان متعيطش: وبتحب أمل.. إنفصام الشخصية اللي جواك قولت إنك في كُل حالاتك بتحبني، ليه مش قادرة أحس بكدا يا عيسى؟
عيسى بصوت منبوح: عشان عبيطة.. قلبك أعمى مبيحسش
إتحكم في نفسُه قبل ما يتصرف بتهور وجه يطلع من أوضتها ف قالت: هتتأخر في سفرك؟
لف العقرب وغمزلها وقال: يومين وراجعلك.. مش هلحق أوحشك.
خرج من الأوضة بعد ما خد حافظة الكيك ف قالت مياسة وهي بتقعُد على السرير قالت: إنت وحشتني من قبل ما تمشي أساسًا!
* بعد مرور ساعة ونصف داخل سيارة يقودها نوح
عزيز وهو قاعد جنب أمير ورا قال: إفرض وقعنا في كمين، مش تتصرف في عربية رُخصها تكون ع المظبوط!
الرايق وهو باصص للطريق: مش هنعدي غير على كمين واحد قبل الساحل والظابط اللي فيه أنا مروق عليه ف هيعدينا على طول.
عيسى بتشاؤم: تخيل تلاقي النقيب ليث الصفتي هو اللي في الكمين؟
أمير بضيق: يا ساتر
الرايق بضحكة: لا أنا عرفت إنه مبيحبش الكماين، متقلقش
بص الرايق على إيد عيسى وقال: هي إيه الحافظة اللي معاك دي؟
عيسى بإنتباه ليها بعد وقت طويل قال: أااه، دي كيكة عملتها أمي عشان فكراها سفرية فُسحة وبتاع.. مرضتش أزعلها وخدتها
ضحكوا كُلهم ماعدا نوح قال: تسلم إيديها، الأم دايمًا حنينة وبتفكر في ولادها.. جدع إنك مزعلتهاش
سرح نوح في الطريق وإفتكر والدتُه، فتح عيسى حافظة الكيك وبدأ يعزم عليهُم وعجبتهُم أوي
أمير: فاضل كتير على الساحل؟
الرايق بإستغراب: كتير إيه يابني إحنا لسه متحركين! أه قُدامنا شوية حلوين
بص أمير قُدامه وهو باصص للشباك وقال: خير..
مرت ساعات وبدأ أمير يروح في النوم وهو ساند راسُه لورا، وعيسى قاعد مُرهق
ظهر كمين ف إتعدل الرايق في قعدتُه وقال: إتصرفوا طبيعي فُل؟
بص الرايق من شباك عربيتُه للظابط ف شاورله بإيدُه يعدي من غير تفتيش.. عدا الرايق وهو مُبتسم وقال بحماس: منورين الساحل يا رجالة
* في فيلا الإدريسي
الإدريسي: الواحد بيخلف عيال عزوة وسند، إلا أخوك الغبي.. الطايش اللي مبعتر فلوسي يمين وشمال
راغب ببرود وهو بيشرب العصير: نعيش ونبعتر فلوسك يا بابا
الإدريسي بغضب: نعم يخويا؟ أنا بتعب فيها عشان تكبروها ولا تبعتروها! حالكُم مايل مش عاجبني، واحد بتاع مُخ_درات.. والتاني بتاع نسوان! " على راغب "
راغب بص لوالده وقال بصراحة فظة: وإنت بتاع فلوس! جمع الفلوس يُعتبر إد_مان
الإدريسي بغضب: الفلوس من الحكمة تتصرف في أماكن مُناسبة مش مُضرة، وجمعها مش حرام طالما بالحلال.. الحرام اللي إنت وأخوك بتعملوه.. ف قبل ما تيجي تقول عني مُد_من.
وقف والده وقال: هدخُل أنام، شوف أخوك الفاشل إتعشى ولا لا.. وجهز نفسك عشان هتنزل معايا الشُغل بُكرة
راغب بإعتراض: بس أنا مش ع..
قاطعُه والده الإدريسي وقال: مش عاوز حجج فارغة.. النقاش إنتهى
طلع غُرفته وساب راغب متضايق وبيضغط على سنانُه.. رزع كاسة العصير وهو بيقول بشخط وزعيق: يا راماا، تعالي شيلي الأكل!!
* في الساحل
وقف الرايق وهو بيعمل حاجة في فونه والباقي حواليه ساندين على العربية
عيسى بتعب: هنعرف البت فين إزاي؟ ما جايز مش نازلة في فُندق وعندهُم شاليه في الساحل!
الرايق: شكل عيلتها تقدر تصيف في الساحل لكن متشتريش شاليه.. ريحوا شوية بس وأنا هلقُط أي خبر عنها
إتحرك الرايق قُدام شوي ناحية بوابة الفُندق، دخل للإستقبال لقى بنت اللي واقفة ف إبتسم وقال: مساء الخير
البنت: مساء النور، سويت ولا سينجل يافندم!
الرايق: ثواني معلش.
بعت مسج للعقرب قاله " تعالالي عند إستقبال الفُندق، في بنت وأنا مبعرفش أظبطهُم زيك "
بعت الرسالة، شوية ودخل العقرب وهو بيقلع الأيس كاب الإسود بتاعُه وبيعدل شعرُه.. سند على الكاونتر بتاع الإستقبال وهو بيبُص للبنت الشقرا
البنت بإبتسامة: سينجل ولا دبل؟
غمز العقرب وقال: هي سينجل لحد ناو، بس لو حصل في الأمور جديد.. هتبقى دبل
البنت وشها إحمر وضحكت بهدوء وقالت: خلاص هجيب لحضرتك أوضة دبل، أستأذنك في البطاقة؟
خرج البطاقة من جيبُه اللي ورا ف سحبتها البنت وهي بتقرأ إسمه وبتقول: عيسى الغُريبي؟
عيسى: هو بعينُه
خلصت الإجراءات وسلمته مُفتاح الأوضة وهي بتقول: الساعة أتنين بالليل
بصلها بجدية راحت غمزتله ف فهم..
مشي جنب الرايق وهو بيقول بضحكة مُصطنعة: لازم أطلع معاها أوضة النوم عشان تبلغني ببيانات النُزلاء
الرايق: يابني بيانات ليه وأوضة إيه! فكك منها أنا هسألها عن البت وخلصنا!
العقرب من بين سنانُه: هتسألها عن البت وإنت معكش بيناتها غير إن إسمها مروة!
الرايق بوشوشة: وأبوها إسمه محمد الوكيل، فكك من البت بتاعة الأستقبال وأنا هعرف هي فين..
العقرب بصوت عالي: أومال قولتلي إدخُل ظبطها ليه!
الرايق: عشان تلين في الكلام ومتقولش بتسألوا ليه والجو دا.. هوف حاسس أني من التوتر كبرت الموضوع.. بُص هروح أسألها على البت وكدا وبعدين نشوف هنتصرف إزاي
العقرب وهو بيلبس الأيس كاب تاني: فُل عليك
سألها الرايق وأكدتله إن مروة محمد الوكيل نزيلة في الفُندق عندهُم.. ولعن غبائه إنه خاف يسألها من الأول.
_ الوقت الحالي
حركت مروة كُرسيها في الرُدهة عشان تروح الحمام.. كان صوت الموسيقى عالي برا والكُل بيرقُص على الإستيدج والأغاني العالية.
حبت مروة تروح الحمام ف إتحركت بالكُرسي.. فجأة لقت قُدامها أمير واقف حاطط إيدُه في جيبُه ولابس أيس كاب زيتي وجاكيت إسود
شهقت وهي بتلف بالكُرسي عشان تهرب منه لقت عزيز وراها وهو ساند بإيديه على رُكبته وواقف بيبُصلها بترقُب
صوتت بس صوت الأغاني عالي..
جت تلف الناحية التانية وهي بتجري بالكُرسي بتاعها بسُرعة
رجل العقرب ثبتت كُرسيها ووطى وهو بيقلع الكمامة السودا بتاعتُه وبيبتسم وهو مبين سنانُه وقال: إزيك يا مروة.. هنتكلم كلمتين سوا لو ينفع. أنا ما صدقت أنفرد بيكي
مروة برُعب: معرفكش عشان أكلمك.. إبعد عني
فجأة الرايق مسك كُرسيها المُتحرك من ورا وقال: هتعرفينا كويس، إحنا ما صدقنا لقيناكي لوحدك.
مسكت مروة سندات المقعد المُتحرك والهوا بيحرك خُصلات شعرها وهي مرعوبة وبتقول: على.. على فكرة عيلتي هتفتقد وجودي إنتوا بتعرضوا نفسكُم لخطر أكبر
سحب عيسى الكُرسي من بين إيدين الرايق ومشي بيها وإنحنى فجأة على ودانها وقال: متخافيش علينا بنعرف نسلك، لو مفيش قُطة نونوتها بتوصل للحكومة زيك.
مروة بصويت: حد يلحقنييي، أاااااااع
* في قصر عاصم التُركي
عاصم بهستيريا: رفضت تيجي معايا.. رفضت تمامًا، أنا مش عارف أعمل إيه يا شوقي!
شوقي بهدوء وروية: طبيعي هترفُض! واحدة شايفة فرحك قرب عاوزها تعمل إيه؟ وبعدين معتقدش شخصية رهف من نوعية البنات المُستسلمة للظروف وبتحب تستخبى.. هي جريئة أكيد مبتحبش اللي مُتردد أو اللي بيستسلم للواقع رغم حُبه فيها! هي عاوزة واحد يمسك إيديها ويقول للعالم دي مراتي، وتوقعت منك دا لكنك خيبت ظنها يا عاصم.
عاصم بنبرة غيرة: إنت حللت شخصيتها! بتتكلم عنها كدا ليه؟؟ هي فاكرة إنها لما ترفُض تهرب معايا هسيبها لغيري!
شوقي بتساؤل: هتأذيها؟
عاصم بخوف من الفكرة: مُستحيل! مفيش حد بيحب حد بيأذيه.. أنا مش مُختل، أنا مهووس بتفاصيل الأنثى والطفولة اللي مجموعين فيها.. مبحبش حد يدقق في تفاصيلها ولا تفاصيل شخصيتها غيري!
شوقي بحزم: يبقى لازم تختار بينها أو بين إسم عيلتك والكلام اللي إنت قولته دا كُله.. فاهمني
عاصم بص بعيونه الحلوة لشوقي وقال: أنا مش عارف مهووس ولا لا.. بس عاوز أشوفها قدامي طول الوقت.. بحاول أبان ثابت وهادي بس غرورها وكلامها عني.. بيضايقني! بيخليني عاوز أكسر عضمها في حضني! أنزثتها وقوتها بيستفزوني أوي.. عشان كدا أنا عاوزها أكتر من أي حاجة
شوقي بتنهيدة: هتقدر تواجه عيلتك أنك مش هتتجوز النسيبة الشرفية.. وهتتجوز البنت اللي قلبك دق ليها!
عاصم بتردُد: مش عارف!
* في عربية الرايق
قعدت مرو بين عزيز وعيسى ورا.. وأمير قعد جنب الرايق قُدام
مروة بعياط: إنتوا هتعملوا فيا إيه.. إنتوا بتستغلوا عجزي وأني مش هقدر أجري منكُم؟
أمير قلبه وجعه عليها ف بص للرايق بنظرة شفقة.. الرايق بصله بنظرة أنه تماسك يعني.. وقال لمروة: كان في حكاية قديمة يا مروة.. حكاها ليا اللي قاعد على شمالك " يُقصد عزيز "
كمل الرايق وقال: في مرة.. بنت شابة خرجت في نُص الليل، شافت واحد ومراتُه بيتخانقوا.. تدخلت وقالتله بتعمل في مراتك كدا ليه، مكانتش تعرف بقى إن الراجل مبيحبش الناس الحشرية.. ودا حطها في مشاكل كتير معاه
كمل عزيز قصة حماه وحماته وقال: بس إنتي مش زي الشابة دي.. لإن الراجل مكانش مرتبط ف حصل بينهم تجاذب وحب، لكن إحنا الأربعة بالصلاة ع النبي ا قلبنا مشغول.. ف حظك هيبقى أوحش معانا
لف عيسى دراعه حوالين رقبة مروة وتنى دراعه خلاها تبُصله وقال: متخافيش من اللي بيقولوه.. بس قبل ما تدخلي مش يمكن مش إحنا اللي عملنا كدا في الراجل اللي لاقوه؟ وكُنا زيك ماشيين في الحتة ودخلنا المهجع وشوفنا وهربنا من الخوف
مروة ووشها مليان دموع قالت بتكشيرة من بين سنانها: كُنت هصدقك لولا إنكُم خاطفني
قرب عيسى عينه لعينيها وقال: مش يمكن هنتعشى سوا ونرجعك؟ ليه دايمًا سيئة الظن.. شوية ثقة في..
قطع كلامه لما بص في عينيها وإفتكر أمل..
كان بيقولها تثق فيه قبل ما يشيلها على ظهره وهُما صُغيرين
بدون مُقدمات عينيه قلبت أحمر وأتملت دموع.. خط من الدموعدي نزل على خده وهو سرحان في وشها
لدرجة إن مروة شهقت من أستغرابها إنهم عندهم قلب مخليهم يحسوا ويعيطوا!
لكنها تأكدت إنهم بدون قلب.. لما وصلوا ل...
* صباح اليوم التالي / مكتب رهف عبد السلام
رهف قبل ما تدخل المكتب كانت بتكلم منال فون
رهف: يعني إيه رايحة الساحل مع زميلك في الشُغل؟ فين الجدية في الحياة يا حضرة الظابط!
منال: أنا في العربية يا بنتي بقولك وبديكي خبر عشان لو إتأخرت تتغدي إنتي.. صعب نتجمع على الغدا إنهاردة بصراحة.
رهف بتكشيرة: تمام هطلب أي حاجة سريعة وهعدي اليوم بس طمنيني عليكي من وقت لل..
وقفت كلام لما دخلت مكتبها وشافت عاصم قاعد.. بجوانتي جلد إسود.. وشعره جميل.. وبنظارة الشمس المفيمة.. ساند على العصاية بتاعتُه وهو مستنيها..
وقُدامه شنطة سودا..
رهف بلعت ريقها وقالت: تمام يا منال هضطر أقفل دلوقتي، أوك يلا باي.
قفلت رهف معاها وهي باصة لعاصم وللشنطة.. قالت بنبرة باهتة: إيه اللي جابك؟ أظُن كُنت واضحة معاك.
إتحرك عاصم خطوتين ناحيتها.. تخطاها وقفل باب المكتب.
قلع الجوانتي والنظارة.. ومسك شعرها
فرده من التوكه وهو بيزيحُه على جنب عشان الحسنة بتاعتها تبان. بعدها بص لوشها بتأمل وقرب منها و..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية سفير العبث" اضغط على اسم الرواية