رواية مرايا القلب كاملة بقلم ريهام حلمي عبر مدونة دليل الروايات
رواية مرايا القلب الفصل الخامس
ڤي ڤيلا مصطفي الحاوي ،،،،
عندما دلفا شهد وحبيبه بالغرفه التي تحتجز بها مريم بعدما قامت شهد بنسخ مفتاح الغرفه صعقوا مما حدث لمريم ،فقد كانت ترتعش بشده في زاويه الغرفه والكدمات تغطي وجهها الابيض ،ركضا اليها الاثنين ،لتقول حبيبه بخوف :
=مين عمل فيكي كده يا مريم؟
ازداد بكاء مريم الصامت ولم تستطع التحدث ليس بسبب آلامها بل لا تريد تشويه صوره والدتها امام حبيبه ،فيكفيها ما تعيشه مع تلك المرأه التي نُزعت من قلبها الرحمه …
بينما شهد كانت بعالم اخر فقد تذكرت والدتها وصراخها عندما كان يضربها والدها ،وضعت يدها علي اذنيها بشده فتلك الاصوات لا تريد ان تتركها ابدا ،انتبهت مريم لها ،فأغمضت عينيها بألم وتحاملت علي نفسها لتنهض وتقترب منها ثم جلست بجوارها ،لتهمس لها بحنان:
=شهد ..
عندما لم تنصت لها ،ابعدت كفيها عن اذنها وهي تتابع بنفس النبره :
=انا كويسه يا حبيبتي متخافيش احنا مع بعض ،شهد بصيلي .
رفعت نظرها اليها التي امتلئت بالدموع ،لتبتسم مريم مرغمه ثم ربتت علي كتفها بحنان ،لتتابع بهدوء:
=قوليلي بقا انتم جايين علشان تحضروا الحفله النهارده ؟
هكذا هي مريم تنسي نفسها ودائما تحاول التهوين علي الاخرين ،فأي فتاة هذه ،تلك الكلمات همست بها شهد لنفسها ،لتزداد اصرارا في تهربيها باسرع وقت من ذلك البيت المشؤم ،فحاولت استجماع قوتها لتقول بنبره عاديه :
=لا يا مريم احنا مش جايين لحفلات ،احنا جايين نهربك من هنا .
حاولت مريم التحدث ولكن قاطعتها حبيبه بتأييد :
=ايوه يا مريم اهربي من هنا وروحي لاهل ممامتك .
مسحت مريم دموعها وكادت ان ترد عليهم ولكن قاطعها محاوله احدهم فتح الباب ،في الحال استطاع كلا من شهد وحبيبه الاختباء في مكان ما ،كادت ان تبتسم مريم علي طفولتهما ،بينما دلفت جيهان للغرفه بتعالي لتسألها بغطرسه واضحه:
=لسه برضو ما عقلتيش يا بنت أخويا ؟
ابتلعت مريم ريقها وهي تتذكر ما حدث ،لترد عليها بتوسل تحاول استعطافها:
=علشان خاطر بابا يا عمتو ما تعمليش فيا كده والله هسمع كلام حضرتك في كل حاجه بس مقدرش احضر حفلات زي دي ومستحيل اقلع الحجاب ابدااا..
شهقت كلا من حبيبه وشهد بخفوت ما ان استمعوا لحديثها ،بينما اغتاظت چيهان بشده منها لتقترب منها وعلي حين غره جذبتها من شعيراتها الطويله ،لتضغط الاخري علي شفتيها لتكتم ألمها بداخلها ..
قلبت چيهان عينيها بها ثم هتفت بجانب اذنها بشر :
=مفيش حاجه عندي مستحيله يا مريم ،وهتنفذي كلامي بالحرف الواحد ،انا ما صدقت ابوكي مات علشان تبقي تحت أمري وتكملي اللي انا تعبت فيه السنين دي كلها ..
صدمت مريم مما سمعته ،فكيف لها ان تكون بذلك التحجر ،لتحاول جذب شعرها من بين قبضتها القويه ،قائله بألم :
=اااه يا عمتو شعري ،حرام عليكي والله هعمل اللي انتي عاوزاه بس مقدرش اقلع الحجاب ..
نفضتها عنها چيهان واعتقدت مريم انها ستكتفي ولكن فاجأتها بصفعه عنيفه بكفها القوي ،صرخت مريم علي اثرها ،بينما ارتعبت شهد وكادت ان تبكي كالاطفال مما تتراه.،اما حبيبه فحالتها لا يرثي لها بعدما شاهدت والدتها بتلك الجبروت والتحجر..
امسكت جيهان ما تحمله بيدها ثم رمته بوجهها لتقول بأمر وتهديد :
=نص ساعه والاقيكي جاهزه ،وابقي اخفي اللي فوشك بالمكياح وشعرك يتظبط ،ولو ما نفذتيش الكلام هخلي عمك يجوزك لابنه واخلص منك .
بصقت كلماتها بوجهها وخرجت بتعالي مثلما دلفت بينما شهقت مريم ببكاء واضعه كفيها علي وجهها تبكي بقهر علي آلت اليه حياتها بعد وفاه والدها ..
خرجت شهد وحبيبه ثم اقتربوا منها وهم يقومون باحتضانها ببرائه ،تعالت شهقات مريم كثيرا لا تدري ماذا تفعل ،بينما ارتسمت معالم المكر علي تلك الماكره الصغيره لتقول شهد باصرار :
=يلا يا حبيبه ننفذ الخطه .
وافقتها حبيبه بعد ما مسحت دموعها ،لتنظر لهم مريم بدهشه من بين بكائها لتهتف بتعجب:
=خطه أيه ؟!!
افتربت شهد لتهمس بأذنها ببعض الكلمات ،لتبتسم مريم فأخيرا سوف تنجو من عمتها..
----------------------------
ڤي مشفي غياث البكرى،،،،
دلف غياث الي غرفه العمليات بعدما قام بتعقيم يده ،ثم نظره حوله ليتطلع الي الاطباء الذين تحت تدريبه ،حتي وقعت عينه عليها فابتسم بداخله ابتسامه لم تصل لعيناه ،ليقول بجديه :
=جاهزين ؟!!
ليرد الجميع من بين بينهم الممرضين:
=جاهزين يا دكتور .
بدأ غياث في فتح المريض أمامه وكانت ياسمين منصبه كل تركيزها في عملها في تلك اللحظه ،حتي افتخر غياث بنفسه من اتقانها للعمل وتوقع ان تصبح طبيبه مشهوره في المستقبل …
وبعد مرور ساعتين انتهي من عمليته ليختار ياسمين لتقوم باغلاق المريض ،لتومأ ياسمين بطاعه وتتعالي دقات قلبها من صوته الرجولي الذي هز كيانهاا..
ازالت ياسمين الكمامه ثم نظرت ارضا لتقول بخجل :
=متشكره جدا يا دكتور غياث .
نظر اليها غياث ليرد عليها بجديه :
=ما تشكرنيش يا دكتوره ،واضح عليكي انك طالبه متميزه وده اللي شوفته واحنا في العمليه ،بتمني تكوني علي نفس مستواكي ده دايما..
اتسعت ابتسامه ياسمين وهي مازالت ناظره ارضا ،لتقول بعدها بنبره متلهفه :
=انا التالته علي الدفعه خمس سنين ،وبأذن الله هكون عند حسن ظن حضرتك .
اومأ غياث برأسه موافقا ،لتركها ويرحل ،لترفع هي عينيها بهيام في اثره ،وما ان تذكرت ما قالته حتي هتفت بضيق:
=ايه اللهفه اللي كنت فيها دي ،هيقول عليا ايه دلوقتي !!
انتفضت ما ان ربتت الممرضه علي ظهرها وهي تقول بهدم فهم :
=حضرتك كويسه يا دكتوره ياسمين.
عضت علي شفتيها بخجل ،فهي تحدث نفسها حتي سمعتها الممرضه ،لترد عليها بارتباك:
=انا كويسه عن اذنك..
سارت بخطوات راكضه وهي تلوم نفسها علي رعونتها ،ثم دلفت الي غرفه المتربين بينما عقلها شاردا هناك حيث غياث البكري
__________________
في ڤيلا ياسين الصياد،،،،
دلف آسر الي غرفه صديقه ياسين بعدما عاد من محافظه أسيوط ،فاستقبله صديقه بترحاب حافل ،بينما هتف أسر بمرح:
=والله انا بدخل البيت ده وانا مطمن علشان كله رجاله .
ضحك ياسين علي مزاحه ثم جاءه صوت من خلفه يقول بابتسامه :
=ازاي بقا اومال خالتك ام ياسين راحت فين ؟
استقام أسر ما ان سمع صوتها ،ليصافحها باحترام وهو يرد بأدب :
=حضرتك الخير والبركه ،اخبار حضرتك ايه؟
ردت عليه …بترحاب:
=بخير الحمد لله ،انستنا ونورتينا يا آسر يابني.
ليرد عليها آسر بابتسامه :
=الله يبارك في حضرتك يا أمي .
تبادلت معه الكلمات لتستأذن منهم مصره عليه ان يتناول معهم وجبه العشاء ، بينما جلس أسر مره اخري بجانب صديقه ثم سأله بهدوء:
=فين الرجاله الصغيرين بتاعتنا.
ابتسم ياسين ثم رد عليه بسخريه :
=موجودين ومغلبني وخصوصا "علي" الايام دي مش مظبوط.
كاد آسر ان يسأله ما به باهتمام ولكن قاطعه دلوف "علي" الي الغرفه بوجوم وما ان رأي آسر حتي ركض اليه ليحتضنه بحزن فهو يعتبره اخيه وصديقه المقرب ،ربت آسر علي ظهره بحنان ،فوجهه يوحي بمشكله ما ،ليبعده قليلا ثم سأله بنبره هادئه :
=مالك يا علي ؟
ادمعت عيني علي ،ليلاحظ كلا من ياسين وآسر ذلك فقبض ياسين علي كفه بغضب فتؤلمه كثيرا رؤيه اخيه علي هذا النحو ،ليصرخ به بغضب :
=في ايه مالك ما تظبط كده يا علي ،انا علي اخري منك الايام دي .
نهض آسر ليهدأ صديقه ان يتمادي اكثر ،ثم همس لياسين برجاء:
=ياسين ما ينفعش اللي انت بتعمله ده ،لو سمحت سيبني معاه وانا هتصرف.
رمقه شقيقه بضيق ثم اومأ برأسه وترك الغرفه لهم ،ليتقدم آسر من "علي" وهو يربت علي قدمه قائلا بجديه :
=احكيلي بقا يا استاذ "علي"فيك ايه ؟
نظر اليه علي بعينيه الدامعه ليرد عليه بحزن:
=شاهنده ،دي بنت اتعرفت عليها علي الفيس وكنت اول مره اكلم بنات ،بعد كده طلبت مني رقمي وبدأنا نتكلم فون ،وليها اسبوعين ما بتردش عليا ،انا خايف ليكون جرالها حاجه يا آسر .
مسح اسر علي وجهه بحيره مما يقصه عليه ثم قال له بنبره هادئه :
=طيب هات رقم البنت دي وانا هعرف ايه حكايتها بالظبط .
انتفض علي بعد قوله ثم رد عليه بخوف :
=اوعي تأذيها يا آسر .
تعجب آسر من حالته تلك علي فتاه لم يعرفها ،فتنهد ليرد عليه بابتسامه :
=ما تخافش انا هعرفلك تفاصيل عنها مش اكتر .
ابتسم له علي بفرح ثم اعطاه رقم هاتفها ،واخذ يتبادلون الاحاديث حتي موعد االعشاء ..
_________________
امام ڤيلا مصطفي الحاوي ،،،،
نجحت كلا من حبيبه وشهد في تهريب مريم من هذا القصر وتلك المرأه المتوحشه ،ليرن هاتف شهد عاليا وما ان تجده "علي" حتي تأففت ثم اغلفت الهاتف تماما ثم نظرت الي مريم بعدما اوقفت سياره اجرة ثم قامت باحتضانها لتقول لها بحب :
=مع السلامه يا مريم اول ما توصلي طمنيني ها.
اومأت له بفرح ثم قامت حبيبه هي الاخري باحتضانها لتقول باعين دامعه :
=هتوحشيني يا مريم ،مع السلامه يا حبيبتي .
ودعتهم مريم باعين دامعه ثم صعدت الي السياره الاجره هاربه من عمتها ومن ظلمها فهل ستنجو من براثن الظلم ام ستقع في ظلم آخر؟
بعدما رحلت مريم من امامهم ،حتي التفتت حبيبه الي شهد لتهتف ببكاء:
=هتوحشني اوي مريم .
احتضنتها شهد بقوه لترد عليه باعين دامعه :
=وانا كمان بس المهم تبعد من هنا .
اومأت لها حبيبه بتفهم ،لتتذكر امر ما لتهتف مسرعه :
=ازاي نسيت ميعادنا النهارده ؟
قطبت شهد جبينها بتعجب لتسألها بعدم فهم :
=ميعاد ايه؟
جذبتها حبيبه من معصم يدها بعد ان اوقفت سيارة اجره لتهتف بنفس النبره :
=يابت المطرب تامر محسن ،هروح اسمعه صوتي النهارده .
ابتسمت شهد بسعاده لانها تحبه كثيرا ،فوافقتها علي الفور لتنطلق معها الي حيث العنوان الذي املته للسائق ،وبعد نصف ساعه كانوا امام عماره راقيه يقطن بها ذلك المدعو تامر محسن ،ابتسمت حبيبه بسعاده ،ولكن قبل ان تخطو الي الاعلي رن هاتفها ،ولمن تكن سوي صديقتها عبير الذي ساعدتها للوصول لذلك المطرب ،لتجيب عليها حبيبه بامتنان :
=ميرسي اوي اوي يا بيرو .
انتظرت رد الطرف الاخر ثم اجابت بسعاده :
=خلاص انا طالعه اهو انتِ مش هتيجي ؟
اعتذرت عبير عن المجئ ،لتومأ حبيبه بتفهم ثم اخبرتها بضروره الذهاب لانهم تأخروا عليه ثم اغلقت معها لتنظر الي شهد التي تتابعها بغموض ،فسألتها بعدم فهم :
=في ايه يا شهد ؟
تنهدت شهد ثم رد عليها بعدم راحه:
=البت عبير دي انا مش برتحلها .
هزت حبيبه رأسها بنفاذ صبر ولم تنظر حديثها الذي لم يجدي معها ،ثم جذبتها من معصمها وهي تركض كالطفله للوصول الي أعلي …
وجدت اسمه مدون علي لافته الشقه الراقيه ،وظلت تقرع الباب بنفاذ صبر وما ان تأخر عليهم ،وضعت كفها علي الباب فوجدوه مفتوحا،تعجبت شهد لتقول لها بقلق :
=يلا يا شهد نبقي نيجي في وقت تاني .
حدجتها حبيبه بنظره شرسه ثم ردت عليه بغضب :
=لأ يا شهد عبير قالتلي موجود في شقته ،يلا بقا متخافيش.
دلفا سويا الي داخل الشقه ،فشهقت حبيبه ما ان رأته ممدا علي السجاده الفاخره وغارقا بدمائه ،فارتعبت حبيبه عليه وبدون وعي منها امسكت السكين لتجذبها من معدته ،فصرخت شهد بها بنبره مرتعشه:
=لا يا حبيبه ما تمسكيش السكينه .
ولكن قبل ان تستوعبان ما حدث كان الشرطه تعم تعم المكان ،بعدما ابلغهم شخص مجهول الهويه بتلك الجريمه …
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مرايا القلب ) اضغط على أسم الرواية