رواية في قبضة العشق بقلم امل الهلاوي
رواية في قبضة العشق الفصل الخامس 5
جذبتها يد قويه الى الداخل وأغلقت الباب سريعا وراءها كانت ظهرها لظهر ذلك الشخص ويكمم فمها بيد ويثبتها باليد الأخرى تتملص بشده ولكنه الأقوى كانت هلعه وخائفه عقلها توقف عن التفكير لاتدرى ماهية مايحدث الى ان استمعت الى ذلك الصوت يقول بهدوء بجانب اذنها حتى انها احست بانفاسه على وجهها
-اهدى وماتتحركيش عشان تخرجى من هنا لازم أتكلم معاكى انا عارف انك عاقله ومش هاتصرخى عشان الفضايح انا هاشيل ايدى وارجو انك تهدى
كان هذا الصوت هو صوت يونس تركها بهدوء وأدارها له ولكن دون ان يفلتها كانت يداه ممسكه بيداها لتثبتها ينظر اليها في عينيها مباشرة ولايحيد بنظره عنها
نظرت له ساره بتعجب وقالت بغضب:انت اتجننت ايه اللى انت بتعمله ده انت واعى ومدرك سيبنى سيب ايدى انت مين اداك الحق تتعامل معايا كده سيبنى بقولك
افلت يونس يدها قائلا:ادينى سيبت ايدك لازم أتكلم معاكى
ساره بغضب:تتكلم معايا في ايه احنا مافيش بينا كلام
وهنا همت ساره نحو الباب وحاولت فتحه ولكن دون جدوى لم يتحرك قيد انمله فقد اغلق الباب بالمفتاح ووضعه في جيبه نظرت له بغضب وجدته واضعا كلتا يداه في جيبه منتظرا إياها تكمل ماتفعله
يونس بتبلد :ها خلصتى محاولاتك لفتح الباب اهدى بقى واسمعينى
صرخت فيه قائله:افتح الباب ده لااصوت والم عليك الناس
يونس بعناد:الباب ده مش هايتفتح الا لما أتكلم معاكى ولو عاوزه تصوتى اتفضلى صوتى ونشوف الناس لما تتلم ايه اللى هايحصل
سارة بضيق شديد وصوت مختنق:انت عاوز منى ايه
يونس بحنيه:عاوزك انتى مش عاوزه تصدقى ليه
ساره بغضب:قلت لك انا مش للتسليه
يونس:ومين قالك انى بتسلى
ساره بتهكم:اه نسيت ابارك لك على خطوبتك من منى يازين مااختارت من نفس العيله وغنيه سيب بقى الفقرا في حالهم لما يجى لهم اللى يقدرهم بنات الناس مش لعبه في ايديك عشان تتسلى بيهم ولما تيجى تتجوز تروح للى زيك
يونس بدهشه:ايه اللى بتقوليه ده مين قالك الهبل ده
ساره بجمود:مش ده كلامك
يونس بغضب:كلامى انا مين قالك كده
ساره بسخريه:ميرفت اختك قالتلى كده امبارح
يونس وهو يزفر بشده:اه ميرفت انا كده فهمت كل حاجه وفهمت ليه اتحولتى وليه عاملتينى بطريقه وحشه وليه اللى حصل امبارح ده حصل
جاءت ساره لتتكلم فقاطعها قائلا:لا انا سمعتك ده دورى بقى أولا انا مافيش حاجه بينى وبين منى ولا أصلا في نيتى انى اتجوزها لانى مقتنع ان الانسان بيحب حد واحد بس والحد ده بيتشد ليه من اول مره وقلبه بيدق ليه من اول كلمه والحمد لله انا لاقيت الحد ده وكنت رايح اعترف له امبارح بس هو صدمنى صدمة عمرى ثانيا مافيش حاجه اسمها فقير وغنى انتى اى حد في الدنيا دى يتمناكى انتى بنت جميله ومؤدبه ومحتشمه ومتعلمه تعليم عالى الفلوس دى اخر حاجه الانسان يفكر فيها
ثالثا وده الأهم انا مش عارف سبب كره ميرفت ليكى وليه عملت الحوار ده كله بس اللى انا متأكد منه انها شاكه ان بينا حاجه او قالت لك الكلام ده عشان تجرحك وخلاص وتبين الفوارق الاجتماعيه وده ان دل يدل ان عندها نقص
ساره بعناد:وانا ايه اللى يخلينى اصدقك
يونس بابتسامه وهو يشير الى قلبها:ده ده اللى مفروض يصدق ياساره وانا عندى الادله كمان ده تليفونى افتحى الواتس اب بينى وبين خالد هتلاقينى باعت له فويس بقوله على موضوع منى وان ماما عاوزانى اخطبها وانا رفضت
بالفعل فتحت ساره الهاتف وجدت رساله صوتيه مفاداها
"ياعم خالد امى شغاله زن عاوزانى اخطب منى تصدق لو اخر واحده في العالم عمرى ماهخطبها هو انا هاتجوز فلوس انا خلاص اخترت ونويت وان شاء الله هاتقدم لساره"
صمتت ساره قليلا ثم قالت:يعنى ايه الكلام ده
يونس بابتسامه:يعنى انا بحبك ياساره بحبك انتى والله بحبك وأول مره في حياتى يحصلى كده بحبك ومش عارف امته ده حصل اول مره شفتك ماشيه في الشارع كنت لسه راجع من إنجلترا لو أقول لك انى تنحت ازاى مش هاتصدقى بعدها بقيت استناكى عشان اشوفك بس يوم بعد يوم حسيت قلبى بيتشد لك ولما جيت لك عن الكليه اتأكدت من مشاعرى ونويت انى اصارحك ساره انتى اول حب في حياتى وأول دقة لقلبى انا مش عاوز اخسرك ومش هاخسرك
كانت ساره تستمع ايه في هدوء لاتدرى لما استمعت له هكذا
تلون وجه ساره باللون الأحمر القانى ثم قالت بهدوء:انا لازم امشى من هنا كفايه لحد كده انا اتاخرت
يونس بابتسامه:طيب صدقتينى
ساره :لازم امشى يايونس لو سمحت اللى بيحصل ده غلط
يونس:طالما يونس بس يبقى صدقتينى دقيقه هافتح لك الباب وانا اسف على الطريقه اللى استخدمتها معاكى عشان اكلمك انتى عامله زى القمر عالى اوى وصعب اى حد يوصله
بالفعل فتح يونس لساره الباب وذهبت الى منزلها كان قلبها يدق بشده لقد اعترف لها انه يحبها ويريد ان يتزوج منها لم يكن يتسلى بها ابدا ولكن لما أحدثت ميرفت تلك الوقيعه بينهم دلفت الى غرفتها ظلت تفكر وتفكر الى ان وجدت اتصال منه لم تجيب عليه فوجدت رساله مفادها
"انا عارف انك متلخبطه دلوقتى وحيرانه في اللى قلته بس والله العظيم انا بحبك انا مانمتش من امبارح من وقت مارجعتى الهديه ليا وصدتينى ساره كل حاجه هاتكون تمام خليكى واثقه فيا وان شاء الله قريب يحصل خير ياحبيبتى"
نظرت ساره الى الرساله وقرأتها أكثر من مره انه ينعتها حبيبتى كانت تتنهد مبتسمه وقلبها يدق بشده هو جاد لقد عرض الزواج عليها لقد قال لابن عمه انه سيتقدم لخطبتها هل يحبها بصدق كما يقول لتدع الأيام تثبت ذلك ولكن السؤال المهم الان هل هي تحبه ام لا
....................
صعد يونس الى غرفة ميرفت كان غاضبا للغايه ولكنه قرر الا يفاتحها في الامر ليعلم لما فعلت ذلك وليعطيها الأمان ليرى مايدور في رأسها ولكى لا تتمادى مع ساره اكثر من ذلك
يونس:عامله ايه دلوقتى ياميرفت
ميرفت :كويسه يايونس كنت فين كده
علم يونس من سؤالها انها تعلم مابينه وبين ساره وفعلت مافعلت لكى تنهى مابينهم
يونس:كنت في اوضتى ماحبتش اقعد وساره هنا
ميرفت :ليه دى حتى طيبه اوى
يونس:بس متكبره وشايفه نفسها وماحدش عجبها
ابتسمت ميرفت وراى يونس ذلك في وجهها فتيقن انها تعلم ماكان بينهم هو لايعلم كيف علمت ولكن دعها للايام ستوضح كل شيء هم ليخرج من الغرفه فقالت ميرفت:يونس
يونس:نعم ياميرفت
ميرفت:انا عارفه ان ساره كويسه ومتفوقه بس انا مش عارفه ليه بضايقها امبارح كنت ماشيه معاها وقلت لها ان انت هاتخطب منى بنت عمنا عشان غنيه
يونس بوجه خالى من التعبير:وانت عملتى كده ليه ياميرفت
ميرفت ببكاء مصطنع:عشان احسسها انها فقيره واننا متوفقين عليها بحاجه
يونس:اتكلمى عن نفسك ياميرفت وماتدخليش اسمى في اى حوارات هايفه بعد كده لو سمحتى بالذات مع ساره
ميرفت:ليه ليه يايونس
يونس:عشان هاتجوزها ياميرفت وبحبها فلو سمحتى مادخليش نفسك في حوارات مالكيش فيها
ميرفت:انا اسفه يايونس والله يازين مااخترت انا مش عارفه ليه بحس بنقص وانا بكلمها رغم انها بسيطه في كل حاجه
يونس بحنيه:ميرفت انتى بنت كويسه وجميله ومن عيله عندك مميزات كتير ماتبصيش على اللي في ايد الناس بصى على اللى في ايدك ياحبيبتى
ميرفت ببكاء ولكن حقيقى هذه المره:هي اجمل هي اشطر ابوك وامك ذلونى لما جبت مجموع قليل وهى طلعت الأولى ابوك عمره مااهتم بيا لا سالنى مالك هي ابوها كان بيوصلها كل يوم المدرسه على العجله ويجيب لها ساندوتشات في الفسحه لو نست تاخد ساندوتشتها عرفت ليه يايونس انا حاسه بنقص
يونس بهدوء:كل واحد ياميرفت بياخد رزقه كامل في الدنيا 24 قيراط ربنا مش بيظلم حد ياحبيبتى لازم تعرفى ده وتصفى قلبك
ميرفت:اوعدك يايونس انى أحاول اتغير ربنا يسعدك يااخويا انا عاوزه سعادتك بس
هنا قبلها يونس وغادر الغرفه فهو يشفق عليها وعلى حالتها تلك فالغل والكره والحسد مرض صعب ان يتخلص منه الانسان بسهوله
نظرت ميرفت في اثره وقالت بغضب محدثه نفسها:اتجوزها يايونس دا انا هاساعدك كمان انك تحبها ونشوف مين اللى هايضحك في الاخر انا ولا بنت البقال
.........................
خرج يونس وجد امه وابيه في بهو البيت يشاهدون التلفاز جلس بجانبهم وقال لامه:بنت ممتازه ساره دى ياماما
صفيه:الصراحه ولاد ماهر كلهم مؤدبين وشطار حتى الصبيان ماشاء الله بيطلعوا الأوائل زى اختهم وبيصلوا ولا بيقعدوا على قهوه ولا ليهم في اى حاجه وحشه
محمود:اه الصراحه مربى ولاده كويس بنته ساره دى بتشتغل في الاجازه في جمعيات خيريه متطوعه لمساعدة الايتام والمحتاجين كانت بتيجى مع الجمعيه بتاعتهم عشان نتبرع للبنات اليتامى وكانت تعرفنى بالايتام والواحد كان بيطلع اللى فيه النصيب اتمنيت ميرفت تشترك معاها بس كانت بترفض وتقول هبل
صفيه:دا غير كمان انها ماشاء الله الناس الفقرا كانوا يروحوا الصيدليه يقيسوا الضغط او السكر بعشره جنيه هي بقى بتعمل كل ده لوجه الله وماهر ابوها عمره مابيرد حد ابدا
كان يونس سعيد وهو يستمع لابويه وهم يتحدثون عن ساره وكان فخورا بها جدا لقد علم منهم أشياء جديده لم يكن يعلمها كم جميله تلك الساره في كل شيء لم يكن مخطئا ابدا حين اختارها استمع لهم دون ان يعلق هو سيفاتحهم في الامر ولكن ليس الان ليتأكد أولا من مشاعرها نحوه ليتخذ خطوه اكيده مع والديه
............................
لا يكفى ان تكون انسان ناجح ليحبك كل الناس يوجد ناس ستكرهك لمجرد انك ناجح او محبوب بل يصل الكره الى اقصى مراحله ويسعوا في تدميرك ....
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية في قبضة العشق) اسم الرواية