رواية مرايا القلب كاملة بقلم ريهام حلمي عبر مدونة دليل الروايات
رواية مرايا القلب الفصل السادس
في شقه عبير صديقه حبيبه،،،،،
تعالت ضحكاتها الخبيثه بعدما اوقعت تلك الساذجه في الفخ ،ثم اختفت بسمتها تدرجيا لترتسم معالم الشر علي وجهها وهي تتذكر ما حدث قبل ساعتين ..
دلفت عبير الي تلك الشقه الراقيه بعدما فتح لها ذلك المدعو تامر بتأفف ،لترمقه هي بغيظ شديد ثم سألته بغضب :
=ما بتردش علي مكالماتي ليه؟!!
ابتسم تامر من زاويه فمه بسخريه ثم رد عليها ببرود :
=ماليش مزاج ارد .
اعطاها ظهره بالامبالاه ،لتذهب هي خلفه ثم جذبته ليستدير لها ،لتهتف بحنق :
=بلاش تلعب معايا يا تامر هتندم ،مش انا اللي اترمي كده بعد ما سلمتك نفسي.
تعالت ضحكات تامر باستخفاف فهو يعرف انها تهدد فقط ،ليرد عليها بنفس النبره:
=بلاش انتِ النبره دي معايا يا عبير لاحسن اندمك بقيه حياتك ،ودلوقتي اتفضلي مع السلامه علشان معايا ميعاد مع صحبتك ،ومتخافيش هخليها تحصلك.
ختم كلامه ثم كركر ضاحكا بخبث ،لتنفجر هي بداخلها من الغضب ،ثم مدت يدها لتخرج سكينا من حقيبتها وبدون تردد طعنتها بمعدته بلا رحمه …
اتسعت عينا تامر من المفاجأه والالم الذي يغزوه ،لتخرجها عبير من معدته وتقوم بطعنه مره اخري بغل ،ثم جعلته يهوي علي السجاده الفاخره ،نظرت الي كفيها التي تلطخهم الدماء ،لتنفض فزعا مما فعلته بحالها ،ثم نظرت له وجدته يصارع وما هي الا دقائق حتي وجدته يفارق الحياه …
امسكت حقيبتها لتهرب بالحال ثم تذكرت حبيبه واهداها عقلها الماكر ان تستدرج حبيبه بسذاجتها لتحمل عنها تلك الجريمه
لتهاتفها بعد ساعه بالضبط قائله له بطيبه مصطنعه :
=ما تشكرنيش يا بيبا انت تستحقي الفرصه دي ،ويلا بقا علشان مستنيكي من بدري..
استمعت لها ،ثم اجابت عليها بخبث :
_انا اسفه يا حبيبه بس حصلت ظروف ومش هقدر اجي ربنا يوفقك..
فاقت عبير من تذكر لما حدث ولكن تذكرت أمر ما جعلتها تنفض مكانها بخوف :
=يلهووي ازاي نسيت اخد السكينه بصماتي عليها روحت في داهيه ..
نهضت بقلق وزعر ثم تناولت حقيبتها ،لتختبئ في مكان ما ظنا منها ان مازالت بصماتها علي السكين ولم تدري انا حبيبه بسذاجتها قد محت هذا الدليل …
_________________
في شقه تامر محسن ،،،،
افلتت حبيبه السكينه من يدها بزعر بعد صراخ شهد عليها ومن ثم محاوطه الشرطه لها ،لتنظر لهم بضياااع وهي تري رجال الشرطه شاهرين اسلحتهم بوجهها خوفا من ان تهرب …
اقتربت شهد منها بخطوات مرتعشه لتقوم باحتضانها بخوف هي الاخري وما هي الا ثواني ،كان يظهر آسر امامهم وهو يرمقهم بغموض شديد …
عجزت حبيبه عن الحديث بينما حاولت شهد الحديث لتقول بتلعثم خائف :
=احناا..اا لقينااه..اا مقتول…ومنعرفش.ااايه اللي حصل..
مازال آسر يرمقهم بجمود ولم يتحدث ثم نظر الي كف حبيبه وجد الدماء عليه ثم اخرج من جيب بنطاله منديل ورقي ليقوم بمسك السكينه ليقوم بوضعها داخل كيس بلاستك ،ثم اشار للعسكري بأمر :
_خد البنتين دول علي البوكس .
ازداد زعر كلا من حبيبه اللتي بدأت بالبكاء وشهد التي تشدد من احتضان صديقتها بعد جملته لتصرخ حبيبه ببكاء:
_انا ما قتلتوش والله ما قتلته ..
لم يستمع احد منهم اليها ليقوم العسكري بجذبها بغلظه من معصم يدها وكذلك مع شهد لينزلهم للاسفل ،بينما ظل آسر ينظر الي الجثه الماثله أمامهم متابعا عمله ببرود شديد…
وبعد ساعه ،
ظلت ترتجف بشده وهي تتمسك بزراع شهد كالطفل الصغير ،فاشفقت عليها شهد ومن ثم ربتت علي كفها لترسل لها رساله انها بجانبها دوما ولن تتخلي عنها ،بينما نظرت اليها حبيبه بقلق ومن همست باذنها بنبره علي وشك الانهيار:
_شهد انا خايفه اوي .
تنهدت شهد بقلق ولكن لم تشئ ان تظهر ذلك لتلك الخائفه ،لذا ردت عليها بقوه زائفه:
_بس يا هبله خايفه من ايه ،هيحققوا معاكي وهيعرفوا انك بريئه ويخرجوكي بلاش عياط بقا..
اومأت حبيبيه بقله حيله وقد نجحت صديقتها في بث الامان لها ،ثم عاد قلبها للخفقان من جديد عندما توقفت السياره بهم ،وقبل ان يستوعبوا شئ كان العسكري يسحبهم بعنف مبالغ فيه لينزلهم ،صرخوا بألم علي اثرها فبالطبع من اين لها ان يعرفوا تلك المعامله وهم يعاملونهم كقطه الالماس …
بعد دقائق كانت تقف هي وصديقتها امام ذلك الضابط القاسي كما نعتته فهو لم يعرف ان يتعامل معهم قط ،بينما هو تفحصهم جيدا يحاول اكتشاف خبياهم ،وفجأه ضرب بكفه علي المكتب بقوه ،جعلت شهد وحبيبه تنتفضان من مكانهما من اثر الرعب ...
استند بمرفقيه علي مكتبه ثم سألها بخشونه:
_ها قولوليلي بقا قتلتوا تامر محسن ازاي.
زاغت اعين الفتاتين بتوتر ودموع حبيبه تبلل وجنتيها بينما هو لاحظ ارتجاف حبيبه وتمسكها بزراع صديقتها بشده ،فابتسم بخبث ثم ضغط علي الجرس ليأتي له العسكري ،وبعد ثواني كان امامه قائلا له بتحيه :
_اوامر سعادتك يا باشا .
تطلع آسر لهم ثم اشار علي شهد قائلا بجديه :
_اتحفظ علي البت دي بره وسيبلي التانيه .
اتسعت عينا حبيبه بعد جملته وهي تهز رأسها بهستريه ثم تمسكت اكثر بصديقتها وهي تهتف ببكاءحاد :
_لا يا شهد ما تسبنيش بليز انا خايفه اوي ا..اا..
ضرب بكفه علي مكتبه مره اخري قائلا للعسكري بامر:
_يلا بني نفذ الاوامر بلاش دلع .
دفع العسكري حبيبه بقوه عن شهد حتي ترنحت فكادت ان تسقط ولكن تماسكت علي اخر لحظه ثم جر شهد للخارج تحت دموعها علي صديقتها الخائفه ،بينما ارجع آسر ظهره للخلف وهو يتفحصها كالنمر المفترس ثم سألها مجددا :
_قتلتي المجني عليه ازاي؟!!
رفعت نظرها اليه هو قرر وتأكد ويريد ان يسألها فأجابت عليه ببكاء:
_انا معملتش حاجه انا عاوزه أمشي من هنا.
رفع حاجبه بغيظ ثم اجاب عليها بسخريه :
_والله!!وعاوزه ايه كمان سعادتك .
ابتلعت ريقها لصعوبه ثم رددت نفس جملتها ببكاء:
_مش عاوزه حاجه ،انا عاوزه امشي.
نهض من علي مقعده ومن حظها السيئ انه نهض ثم وقف امامها فظهر فرق الطول والعرض بينهما ،ثم قرب وجهه من وجهها قائلا بتحذير :
_اتعدلي يا بت ،وبلاش دموع التماسيح دي ولما اسألك سؤال تردي كويس لحسن اديكي قلم يعدلك .
خافت من تهديده وخشيت ان يمد يده عليها بالفعل ،فأومأت برأسها عده مرات بتلقائيه مما زاده غرورا وتسلطا ،فهتف بجديه :
_يلا احكيلي قتلتيه ازاي؟
ابتلعت ريقها ثم عضت علي شفتيها بخوف وهي تتذكر ما حدث ثم اخذت تقص له ماحدث من بدايه حديثها مع عبير صديقتها حتي دلوفها الي الشقه والتي انتهت بجذبها للسكين من معدته وما ان انتهت حتي ابتسم هو بسخريه ثم هتف بتهكم :
_وانت عاوزاني اصدق الهبل اللي بتقوليه ده!!
رد عليه بلهفه ممزوجه ببكاء :
_والله العظيم دي الحقيقيه هي قتلته انا ما عملتش حاجه بليز صدقني .
اغتاظ آسر من حديثها فمماطلتها بالحديث جعلته يشعر انه احمق واقفا امامها ،فجز علي اسنانه بغضب ثم فجأه صرخ بها بقوه:
_ما تخلصي ياروح امك واعترفي انا بلعب معاكي هنا ؟!
انتفضت حبيبه للمره الثالثه من صوته الغاضب وابتلعت الاهانه بغصه وهي تنكس رأسها للاسفل ،تتمني لو كان ذلك كابوسا وتخرج منه علي خير فالوضع ليس مطمئنا لها ،ولكن فجأه تزكرت والدتها فشهقت بخوف ماذا ستفعل ان علمت ما فعلته بحماقه ،ازداد توترها ثم رفعت عينيها الي ذاك الذي يدور حول نفسه بعصبيه ثم هتفت اليه بتعب:
_ممكن اقعد !!
رفع حاجبيه واستنكر طلبها ولكن نظر الي حالتها وجدها ترتحف كالعصفور الصغير المبتل ،فزفر بضيق ثم رد عليها بسخريه :
_اقعدي لما نشوف اخرتها معاكي.
جلست علي المقعد وقد زفرت بارتياح فقدميها تؤلمها حقا ،ظلا هكذا في صمت حتي قاطعه هو بقوله الجاد :
_مش هتعرفي حد من اهلك انك هنا ؟
اومأت برأسها ثم رد عليه بانتفاض من اثر بكائها :
_بابي ومامي اكيد قلقانين عليا دلوقتي.
اومأ برأسه متفهما ثم املته الرقم وانتظر حتي يرد عليه احد وهو مسلط نظره عليها يحاول اكتشاف ما تخبئه وسيكتشفه…
_____________________
ڤي ڤيلا غياث البكري ،،،،
صعدت ياسمين الي الطابق العلوي بعدما بعثت لها ليان البكري الخادمه تريدها في أمر هام ،تعجبت ياسمين كثيرا فلا يربطها بينهما شئ ليتحدثان سويا ..
طرقت الباب بخفوت لتأذن لها الاخري بالدخول ،دفعت ياسمين الباب بخفه لتقول بهدوء:
_حضرتك طلبتيني يا ليان هانم ؟
نظرت اايها ليان بخبث مخفي ،لتنهض ثم امسكت كفها برقه ثم ردت عليها بطيبه مزيفه:
_ليان بس من فضلك يا ياسمين مفيش فرق بنا ..
تطلعت اليها ياسمين بدهشه لاتصدق ما تسمعه بينما تابعت ليان بنفس النبره:
_صدقيني انا فوقت لنفسي وعرفت اني ظلمتك كتير أوي بعد ما غياث فهمني يعني ايه تواضع ..
لم تكن فتاه اخري لتصدقها ولكن ياسمين مع طيبتها الزائده صدقتها علي الفور وخاصه بعدما ذكرت اسم غياث ،فهو لديه حضور قوي واقناع بحديثه ،ربما حقا جعلها تتراجع عما تفعله ،هكذا فكرت بنفسها ..
ابتسمت ليان بخبث بعدما شاهدت نجاح خطتها لتقول لها بفرح مصطنع:
_ها بقا سامحتيني ومش زعلانه مني .
اومأت ياسمين لها بابتسامه خلابه ،لتسع ابتسامه الاخري بانتصار وماهي الا دقائق معدوده حتي جاءت الخادمه بمشروبات لهم ،لتأخذها ليان منها وهي تغمز للخادمه بمكر فبادلتها الخادمه نظرتها بمكر اكبر …
اخذت ليان الكوب المنشود ثم اعطته لياسمين قائله بخبث :
_اتفضلي يا ياسمين ..
تناولته ياسمين بحرج بعدما جلست لتصر ليان عليها ان تترتشفه بالكامل ثم نظرت اليه بشماته وهي تهتف بنفسها :
_كلها مرتين تلاته وتبقي مدمنه وساعتها هخليكي تبوسي جزمتي علشان ارحمك ..
_____________________
في قريه دشنا محافظه قنا،،،،
وصلت مريم بتعب الي تلك القريه المدونه غي الورقه التي اعطاها لها والدها ،احتارت اين ستذهب ففكرت ان تسأل احد ،حتي وجدت فتاة تحمل طفلها ،لتقرر ان تسألها ثم اقتربت منها وهي تسألها بوهن:
_السلام عليكم .
توقفت الفتاه امامها وقد سرحت في جمالهت رغم الوهن البادي عليها لترد الفتاه بابتسامه :
_وعليكم السلام ،محتاجه حاجه شكلك مش من هنا؟
اومأت مريم لها ثم سألتها مجدد بنفس النبره:
_حضرتك تعرفي بيت عثمان الهواري فين ؟
تعجبت الفتاه من سؤالها ،ثم ردت عليها بابتسامه :
_انا حفيدته ورايحه عندهم ،تعالي اما وصلك ليهم ..
ابتسمت مريم انها وجدت اخد من عائلتها ثم سارت حذوها ،لتسألها الفتاه بفضول :
_انتِ عاوزاه ليه ؟
ردت عليها مريم بنفس البسمه :
_انا مريم بنت هدي بنته الله يرحمها .
توقفت الفتاه عن السير ما ان سمعت الاسم ،ثم نظرت اليها باشفاق عما سيحدث لها وكادت ان تخبرها انهم يبغضون ذكر سيرتها في القصر ولكن صمتت عندما وجدت تلك البسمه تعتلي وجهها رغم الكدمات والوهن الذي يجتاحها ،وقالت بنفسهت ربما زين يحميها من بطشهم ،لترحب بها هدي ثم تسير بحذوها مجددا ريثما يصلوا …
وبعد عشر دفائق كانوا أمام القصر ،وسمح الحراس لمريم بدخول عندما وجدو معها حفيده عثمان الهواري ،تثاقلت في مشيتها خوفا وتوترا من مقابلتهم لا تدري هل سيتقبلونها ام لا ،فاقت علي فتح احدهم للباب وما كان سوي فايز الذي انتفض ما ان رأي مريم أمامه ،ليقول بحنين:
_ههدي خيتي!!
ابتسمت مريم بتكلف ثم ردت عليه بحرج:
_انا بنتها مريم .
اصابته الصدمه بعدما سمعه منها ولم يفق من زهوله الا علي كلمه ابنه اخيه دعاء:
_وسع ياعمي خلي مريم تتدخل تشوف اهلها.
افسح لها لتدلف الي الداخل بخطوات مهزوزه ،لينادي فايز بصوته الجهوري:
_يا بوي يا بوي.
في اللحظه كان البيت مجتمع ينظرون الي الواقفه بزهول وعلي رأسهم الجد الذي شعر انه يريد القفز من مقعده المتحرك بعدما رأي صوره طبق الاصل من ابنته ،ليهتف فايز بسعاده :
_مريم يا بوي بت هدي الله يرحمها
تطلع اليها الجميع في صدمه والي هيئتها الرثه ،كيف يعقل هذا اهي حقا ابنه هدي انها تشبهها الي حد كبير كأنها نسخه مصغره منها ولكن ابت سعاد الاعتراف بذلك وهتفت ببغض دفين :
_البت دي كدابه وعاوزه تلهفلها قرشين بس علي مين يا حلوه يلا غوري ارجعي ما طرح ما جيتي.
ابتلعت مريم ريقها بخوف من تلك المرأه ولم تتحدث بينمها هتف فواز زوجها بغضب :
_بتقولي ايه يا وليه انتِ هي مش هتمشي دي بت اختي يعني لحمنا ودمنا .
وعند تلك النقطه ضرب الجد عصاه بقوه في الارض وهو يزأر بغضب :
_مش عاوز اسمع حس واحد فيكم .
طأطأ الجميع رؤسهم بينما التفت الجد الي مريم يحاول ان يداري شوقه لها ثم هتف بغضب :
_انا مليش حفيدة عاودي ما طرح ما جيتي ومعايزش اشوف وشك اهنا في البلد واصل
نزلت دمعتها علي وجنتيها بألم من حديثه ،وعلي الفور فاستدارت لتذهب وفكرت الي اين ستذهب بعدما تخلي عنها الجميع ولكن لن تظل في هذا البيت الذي حطم كبريائها ،شعرت بالوهن يجتاحها فهي ظلت حبيسه عمتها يومين بلا طعام فوضعت يدها علي رأسها تحاول ان تقاوم الشعور بالاغماء …
وفي نفس اللحظه كان يدخل زين بهيبته الرجوليه وهو يتطلع بتعجب الي تلك الوجه الجديد التي تأتي باتجاهه ويبدو عليها الوهن ،لم يستطع التدقيق في ملامحها بسبب يدها التي تمسح وجهها بعنف تحاول المقاومه ،وفي ثانيه كان يركض اليها عندما شعر بتراحخي جسدها ليتلقفها بين زراعيه بزهول….
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مرايا القلب ) اضغط على أسم الرواية