رواية عذراء علي أبواب الجحيم بقلم سندريلا انوش
رواية عذراء علي أبواب الجحيم الفصل الثامن 8
انخلع قلبه من مكانه اثر تلك الدماء..
كانت نيروز تنظر له بصمت مريب..
نهض مراد قال بصراخ:عملتي اي في نفسك.
لم تجيبه بل ظلت تنظر له..
ركض الي الباب وفتحهه ثم رجع اليها وحملها ونزل مهرولا حتي وصل الي سيارته..
فتحهها بالمفتاح الالكتروني ثم ادخلها برفق..
واغلق الباب واتجه الي مقعد السائق وانتطلق بسرعه..
في الطريق..
مراد بصراخ:عملتي اييي انطقيي.
لم تكلف نفسها حتي بالنظر اليه مما زاد من غضبه فداس علي قبضتي يده بغضب حتي وصل الي المشفى..
توقف بالسياره ونزل بسرعه واتجه الي بابها وحملها راكضا الي الداخل واخذ يصرخ بهم جميعاً حتي اتى احد الاطباء..
الطبيب:دكتور مراد سلمها لينا احنا هنتصرف.
نظر مراد إليه بحده ثم وضعها علي الناقله واختفت مع الاطباء..
جلس علي احدى المقاعد ورأسه بين يديه..لم يشعر بالوقت الذي مر عليه..لقد مر ساعه كامله ولكنه لم يدرك ذلك..
خرج الطبيب وهو يبتسم بأرتياح واتجه الي مراد وهزه بلطف فرع الاخر راسه..
الطبيب:متقلقش يا دكتور المدام والجنين بخير ووقفنا النزيف.
ابتسم مراد مجامله إليه فأكمل الطبيب:السبب الرئيسي في النزيف هو انهيار عصبي او حزن مفرط.
مراد بتهكم:رئيسي..مع كدا في اسباب فرعيه؟؟!
الطبيب:ايوا الاوهي قلة الاكل وحاجة الجنين للاكسجين.
مراد:تسلم يا دكتور..هي فين؟!
الطبيب:في اوضه 17 تاني دور اتفضل من هنا.
مراد:مش هتعرفني علي المستشفي انا عارف هلاقيها ازاي.
ثم ترك الطبيب ينظر إليه بصدمه..اتجه مراد وهو يغلي من الغضب حتي وجدها فدخل وسحب كرسى وجلس بجانبها..
كانت نيروز جالسه وواضعه يدها علي بطنها واليد الاخر بها ذلك المحلول المغذي وتنظر امامها..
مراد بهدوء:عملتي اي في نفسك.
نيروز:....
مراد بصراخ وهو يهزها من كتفيها:عاوزه تموتي ابني ليي مفكرني هرحمك لما يموت.
نيروز بصراخ:ياااريت انا اللي اموت ابعد عني وسيبني في حااالي مش ابنك دا مش اينننك دا ابني انا..مش هتاخده مني فااهم ابني هيتربي في حضني انا.
مراد وهو ينظر لعيناها قال بهدوء:هاخده يا نيروز مهما تعملي.
نيروز:يبقي هيكون علي جثتي يا..ياعمو.
نظر لها بشرار ثم جلس علي كرسيه مره اخرى وقال بغرور:اومال مي عامله اي؟!
نيروز بحقد:هتروح من ربنا فين يا اخي..انت انسان مقرف..مقرف لدرجه مرعبه.
مراد:وبعدين!
نيروز:انت انسان بارد مش معقول تكون طبيعي لا يمكن.
مراد بتهكم:اه مريض نفسي وبتعالج.
نيروز:ربنا ياخدك عشان نرتاح.
مراد:متخافيش هريحك مني بس تولدي.
لم تشعر نيروز بحالها عندما مسكتها من عنقه وهي تصرخ وتقول:مشششش هتااخده في احلااامكك.
انزل مراد يدها عنه ثم خرج من الغرفه تحت مسبتها إليه..
في المساء كانت خرجت معه من المشفي وذهبت الي بيتهم..
في الولايات المتحدة الأمريكية
كانت سارة تجلس في تلك الفيلا الانيقه وامامها والدتها..
سارة:مامي لو سمحتي انا قولتلك مش هنزل لمراد دلوقت.
والدتها:يعني اي مش فاهمه بقالك 8شهور عندنا هنا ولا اكنك متجوزه؟!
سارة:مراد لما يتصل يقولي انزلي هنزل اوك.
والدتها:As You like.
في مصر بعد ثلاثة اشهر..
كانت نيرور اقتربت ان تضع طفلها..مقدار شغفها لروئيته هو ذاته مقدار خوفها من مراد وان ينفذ ما في باله..
ذهبت نيروز مع مراد الي المشفي لتستعد لعمليتها الجراحيه..
كانت تجلس في غرفة التعقيم ترتجف علي الرغم انهم في فصل الصيف..
كان مراد يساعدها في ارتدى ملابس المشفى وهو يبتسم بمكر..
أتت الممرضه تخبرها انه ميعاد دخولها الي غرفة العمليات..
فأماءت برأسها ثم نظرت الي مراد قائله بتحذير:مش هتاخده انت فاهم.
ابتسم بسخريه قائلاً:هنشوف لما تفوقي من البينج.
نظرت بتوتر إليه ثم دلفت مع الممرضه..شعرت بانقباض في قلبها عندما رأت فراش العمليات امامها..
فتمسكت في الممرضه وكأنها حبل نجاتها قائله:عشان خاطري مش عاوزه اولد.
الممرضه:اهدي يا مدام هتاخدي بنتج مش هتحسي بشيء.
نيروز بنبره باكيه:هياخده مني هياخد ابني مني ارجوكم افهموني بس.
نظرت نهي إليها ثم قالت بأمر:مدام ضغطك هينخفض ودا غلط مش هنقدر نولدك قيصري كدا.
نيروز:يا دكتوره افهميني بس اللي برا دا هياخد ابني مني هو متجوزني عشان الخلفه والله.
تعاطفت معها نهي فقالت:طيب اتفضلي مع الممرضه برا وخدي نفسك وارجعي تاني.
خرجت نيروز وهي تلتقط انفاسها بصعوبه فتقابلت معه..
مراد بتوجس:في اي؟!
الممرضه:المدام ضغطها انخفض ودا مينفعش..وحالتها النفسيه مضطربه.
مراد:دا خوف ولادها..دخليها تاني.
الممرضه:مش هقدر يا دكتور.
مسكها مراد من ذراعها قائلاً:قولت دخليها تااني.
ابتلعت باقي كلماتها ثم اخذت نيروز مره اخرى الي غرفة العمليات..
نهي:اي دا؟!
الممرضه برعب:دكتور مراد قالي ادخلها دا خوف ولادها.
نيروز ببكاء:محدش يولدني ارجوكم.
نهي:اي الكلام دا يا مدام هو هيفضل في بطنك للابد؟؟
نيروز ببكاء هستيري:هياخده منننييي هياااخد ابني يا ناس افهمووا.
نهي:لا انا مينفعنيش كدا اتفضلي برا لحد ما تهتدي.
خرجت نيروز وهي تتكئ علي الجدارن وفتحت الباب وخرجت وجدته امامها..
مراد بغضب طفيف:بتعيطي هاه..انا هخليكي تولدي يا نيروز...ثم سحبها من يدها الي غرفه بها سرير والقاها عليه..
فدلفت الممرضه خلفه..
مراد بلهجه امريه:روووح هاتي حقنه طلق صناعي حاالا.
نيروز بصراخ:لالا ارجوك خلا..ص خلاص..وال.. له هو..لد..قيصري.
نظرت المنرضه اليه فصرخ مراد بها فركض تحضر تلك الحقنه..
مسكها مراد من ذراعها قائلاً:هخليكي تحسي بكل الوجع يا نيروز.
نيروز بترجي وبكاء:خلاص والللله ثم اخذت تشهق ببطئ قائله:هو..لد ون..بي ب..ب..لااش..طلق.
أتت الممرضه بالحقنه فاخذها منها وحقنها بها تحت صراخها المستمر..
ثم وقف امامها..نظرت نيروز إليه ثم اكملت بكاءها..دقيقه..الثانيه..الثالثه..ثم صرخت بألم ووضعت يدها علي بطنها وتبكي..
نيروز:وقققف الووجع داااا..ارجوووك.
اقترب منها قائلاً:هتدخولي تولدي ولا تولدي في مكانك.
نيروز ببكاء وصراخ من الآلم:هدخوووول ااااه خلصني من الوجع يا دكتور ونبيييي.
اشار مراد رأسه الي الممرضه فسحبت الفراش المتنقل الي غرفة العمليات..
جلس مراد ينتظر حتي سمع اول صوت لأبنه علي تلك الحياة..
وقف في مكانه حتي خرجت الممرضه به قائله:الف مبروك يا دكتور عريس زي القمر.
حمله مراد بين يده ثم فرت دمعه من عيونه وقبل جبينه..
مراد بحنان:نورت يا زين باشا.
بعد نصف ساعه فتحت نيروز اعينها بوهل..ثم نظرت حولها واغلقت عيناها مجدداً لتعتاد علي الاضاءه..
ثم اخيرا فتحت عيناها ونظرت حولها فلم تجد طفلها..نهضت بفزع فوضعت يدها علي بطنها بتألم..
فدلفت الممرضه اليها بالمسكنات..
نيروز بتعلثم:ابني فين؟!
الممرضه بجمود:مات.
نيروز بصدمه:اي مااات.. ثم ببكاء لا انت كذاابه لا ابني مامتش..قوليلي الصراحه هو قالك كدا صح الدكتور قالك كدا.
الممرضه:مش هقدر اخبي عليكي هقولك الصراحه.
نيروز بترجي:قولي ونبي قلبي هيقف.
الممرضه بحزن:مع دكتور مراد.
نيروز بتوجس:وهو الدكتور فين؟!
الممرضه بتعلثم:احم دكتور مراد مشى.
انخلع قلبها فقالت بنبره شبه باكيه:مشى فين؟؟
الممرضه:خرج من المستشفي ومشى وقالي اقولك انه مات ومتفكريش تدوري عليه تاني.
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عذراء علي أبواب الجحيم) اسم الرواية