رواية مرايا القلب كاملة بقلم ريهام حلمي عبر مدونة دليل الروايات
رواية مرايا القلب الفصل التاسع
في فيلا أكرم المهدي ،،،،
جالسه بضجر علي الاريكه وهي تستمع الي كلمات والدها الموبخه وبجواره زوجته الخبيثه من وجهه نظرها ،لتأفف بضيق قائله بحنق :
=قولتلك مكناش نعرف انه يحصل كده يعني عاوزني اسيب صحبتي لوحدها..
غضب أكرم من حديثها وتلك النبره التي تتحدث ليرد عليها بعصبيه :
=انتِ هتجينني يا بت انتِ ازاي تمشي وراها كده معندكيش عقل تفكري بيه افرض كان حصل ليكي حاجه او تسجنتي كنت هعمل ايه انا؟!!
مسحت سوزي علي زراعه تحاول تهدأته بينما دهشت شهد من حديثه احقا يخاف عليها ،لتبتسم من زاويه فمها بسخريه قائله بنبره غير مهذبه :
=لا ما تقوليش انك خايفه عليا قولي حاجه تاني يمكن اصدقك !
ازدادت وتيره انفاسه بغضب واشتعلت عينيه بنار تكاد تحرقها ،ليجذبها من زراعها بشده هاتفا بصوت جهوري :
=انتِ قليله الادب اظاهر ان دلعي ليكي جاب تتيجه عكسيه ،بس ملحوقه وهربيكي من اول وجديد .
ترك زراعها بعنف ،بينما تنظر له هي بتحدي قائله بنبره قويه:
=زي كده ما عملت مع ماما وموتها .
اغمض عينيه بشده ثم فتحهما بغضب ،لا يريد ان يؤذيها لا يريد تعنيفها ،ليهتف بنفاذ صبر :
=امشي علي اوضتك يا شهد وخروج من البيت مفيش بعد كده ..
مازالت ناظره له بتحدي ،ليجز علي اسنانه بضيق ثم صرخ بها بقوه :
=يلااا..
التفتت بكل برود تعطيه ظهرها وكم كانت سعيده بداخلها انها اغضبته بذلك الحديث ،بينما همست سوزي له بهدوء:
=خلاص بقا يا حبيبي هدي نفسك هي اكيد متقصدش اللي قالته..
جلس ليضع رأسه بين راحه كفيه بهم ،ليرد عليها بألم :
=لا يا سوزي هي تقصد كل كلمه قالتها ،لسه معتبراني السبب في موت مامتها ..
فركت يدها بتوتر لا تدري ماذا تقول له ،فأصعب شئ في الحياه ان يظن بك احدهم شئ لم تقترفه ،حاولت موساته لتهتف بلطف :
=علشان خاطري متزعلش نفسك ،قلها الحقيقه يا أكرم وريح مفسك من العذاب ده..
ابتسم بمراره ليقول بعدها بنفي :
=مقدرش ،مقدرش اشوه صوره مامتها بعد السنين دي كلها ،وكمان ليلي مالهاش ذنب في حاجه هي كانت بعمل كده..اا..
بتر كلماته ما ان ادرك انه سيفصح عن سر زوجته المتوفيه ،لتبتسم سوزي بسخريه ها هو لا يريدها ان تعرف ماذا حدث في تلك الليله،بينما شعر بها أكرم ليجذبها الي احضانه ثم هتف له بهمس :
=اسف عذبتك معايا كتير بس سامحيني مش خقدر اقول سرها علشان خاطري ما تزعليش..
مسحت دموعها التي تساقطت علي وجنيها ثم اومأت برأسها بتفهم ولكن بداخلها تريد معرفه ماذا حدث في تلك الليله ادي الي موتها …
________________
في قصر زين الهواري ،،،،
تسمرا قدميها بصدمه مما نطق به ،لتلتفت اليه مجددا بعينين متسعتين لتهتف بعدم فهم:
=ق .ااقصد حضرتك ايه؟!!
نهض من مقعده الجلدي الوثير ،واضعا كفيه بجيب بنطاله ثم رد عليها ببرود:
=اعتبار ما سيكون ،انا وانتي هنتجوز ..
اغمضت عينيها بغضب داخلي ثم فتحتها لتطلع اليه باستنكار لما يقوله ،لترد عليه بهدوء :
=اللي حضرتك بتقوله مستحيل يحصل ،لاني عمري ما هتجوز بالطريقه دي والاهم اني مش بفكر في الجواز ..
ابتسم ولكن دون مرح علي حديثها ليرد عليها ببساطه :
=هو انتِ ليه محسساني اني بخيرك يامريم انا بقولك علي اللي هيحصل ،مش بقولك لسه ما تعرفنيش !!
صمت ليري وجهها الي تحول الي اللون الاحمر من شده الغضب الذي تكتمه ،ليتابع ببرود :
=عموما الايام لسه جايه ما بينا وساعتها هتعرفيني كويس ..
شعرت ان لسانه توقف عن الحديث ،تنظر له بغضب لا تصدق انه يفرض رأيه عليها ،ولاسيما في موضوع كهذا ،وما ان حاولت الحديث حتي قاطعها بحزم :
=بعدين ،بعدين يا مريم هنتكلم لاني مش فاضي حاليا ،اتفضلي .
شعرت غي تلك اللحظه كأنه دلو ساقع وقع علي رأسها فهو تقريبا يقوم بطردها بكل برود ،لتجز علي اسنانها بعصبيه ثم استدارت لتذهب بهدوء مثلما اتت ،فهي كذلك حتي وانا حاولت العصبيه واخراج ما بداخلها ،يتغلب طبعها الهادئ علي شخصيتها …
بينما ظل زين يتابع رحليها بنظرات ثاقبه ،ليريح ظهره علي المقعد ،ثم ابتسم ابتسامه بالكاد ظهرت علي شفتيه عندما رآها تكتم غضبها بداخلها ،وكأن الاخلاق خُلقت لها..
اما مريم فذهبت باتجاه غرفتها ولكن قطع طريقها نوال التي رمقتها بخبث مقتربه منها ثم تقول لها بعجرفه :
=بجا انتٌ تبجى بت هدي اللي وطت راس ابوها في الطين وچبتلهم العار ..
ارتجف داخلها بألم ما ان اتت بذكري والدتها الفقيده بتلك الكلمات المسمومه ،لتدمع عينيها بالدموع ،لترفع عينيها اليها قائله بنبره باكيه :
=من فضلك ما تقوليش علي ماما كده ..
سخرت نوال من دموعها واغتاظت بشده من هدوئها فكم ودت لو ان تتشابك معها ربما تشفي غليلها ،ولكن جاء صوت رجولي من خلفهم اربكهم معا :
=في ايه يا مرت عمي!!
التفتت له مريم وكذلك نوال ،لتوتر نوال نعم فهي تخشاه كثيرا لتقول بتلعثم :
_مفيش حاچه يا ولدي اني ..اااني كنت برحب ببت الغاليه..
رفع حاجبيه بعدم تصديق ،فملامح مريم لا تدل علي ذلك بتاتا ،ليرد عليها بتنبيه :
=طب خلي بالك من كلامك امعاها يا مرت عمي اصل الدكتوره بتزعل بسرعه ولو زعلت هي انا هزعل..
كان كلامه عباره عن تهديد غير مباشر بمن يقترب منها ،لتغتاظ نوال كثيرا فها هي قد ربحت اقوي فرد بالعائله يدافع عنها ،بينما تعجبت مريم من حديثه فالواضح انه يقوم بتهديد الجميع عنها ،ليصبح ما فكرت به صحيح فاجبروت والقاء الاوامر هما نهج حياته..
____________________
في مستشفي غياث البكري ،،،،
ذهبت ياسمين لتعرف ما بها ،ثم اتجهت الي الطبيبه ،بينما رحبت بها الطبيبه ثم دعتها للجلوس قائلا بعمليه :
=حضرتك بتشتكي من ايه ؟!!
رفعت عينيها اليها ثم ردت عليها بنبره هادئه :
=صداع جامد ووشعور بالقئ وودوخه ..اا.،ساعات..اا. بحس اني مش حاسه ..ا..بالناس اللي حواليا وة.اا ولساني حساه تقيل معرفش ايه اللي بيحصلي..
فهمت الطبيه ما تشكو منه ،لتشك بأمر ما وتطلب منها عمل تحاليل هامه ليزداد قلق ياسمين لتقول بتوتر:
=في حاجه ..حضرتك ..اا. شاكه في ايه ؟!!
لم تريد الطبيبه ان تصرح بشئ قبل اجراء التحليل لذا ردت عليه بجديه :
=خلينا نشوف نتائج التحليل الاول وبعد كده نتكلم ..
اومأت ياسمين بقلق لتنهض مسرعه لتقوم باجراء تلك التحاليل ،ثم انتظرت نصف ساعه ريثما تظهر النتائح وهي تفرك كفيها بتوتر ،مرت عليها تلك النص ساعه كأنها الف عام ..
واخيراا ظهرت النتائج لتمسكها وتقرأ ما بها لتتسع عينيها بزهول وسرعان ما نزلت دموعها لا تصدق ما حدث ،لتجلس بصدمه تحاول تسوعب ان جسدها دخلته تلك السموم ،زاغت عينيها بتوهان كيف حدث هذا كيف ؟؟،تذكرت ليان ومعاملتها الجيده في الايام الاخيره واصرارها علي ارتشاف العصائر التي تقدمها لها وكذلك تلك الاقراص..
وضعت رأسها بين كفيها لتهتف بشهقات أليمه:
=غبيه يا ياسمين غبيه ازاي صدقتيها ازاي.
ظلت علي حالها نصف ساعه اخري ،لتنهض بكل قوتها ذاهبه للطبيه لتقرر معالجه نفسها من تلك السموم لتكن الصدمه الاخري لها ما قالته الطبيه:
=تكاليف العلاج مش كتير 20الف جنيه ،اهم حاجه تكون عندك الاراده القويه..
لم تدري بحالها الا وهي تسقط تحاليلها من يدها تستوعب تلك الرقم من اين ستأتي بهذا ،فوالدها يعمل لبل ونهار ليوفر لها مصاريف كليتها الةقيله..
خرجت بدون ادني كلمه غير منتبه لنداء الطبيبه عليها ،حتي انها لم تنتبه انها تسير علي اقدامها حتي وصلت الي ڤيلا غياث البكري،لتذهب مباشره لتتواري في غرفتها تحاول التفكير في تلك المصيبه ،ولكن استقبلها والدها قائلا بابتسامه :
=ازيك يا حبيبتي عامله ايه؟!!
ابتسمت له ابتسامه بسيطه تنم عن الم شديد لترد عليه بخفوت :
=الحمد لله يا بابا.
نظر لها والدها لبضع لحظات ليهتف بفرح :
=كبرتي يا حبيبتي وبقيتي عروسه ..
تعجبت ياسمين من تلك الكلمات لتنظر لالي والدتها التي تبتسم بفرح ،لم يهملها والدها للحديث كثيرا ليخبرها بسعاده :
=الدكتور غياث طلب ايدك مني ..
شعرت بتلك اللحظه بدلو ثلج بارد اسقط علي جسدها بعد جمله ابيها ثم تبعتها دموعها الي اسقطت علي وجنتيها ،لتدور رأسها حتي انها شعرت ستسقط بأي وقت لتهتف بخفوت :
=بعد اذنكم ..
تركتهم في حيرتهم وخاصه والدها الذي يشعر ان ابنته بها شئ فهو يعوفها جيدا ،ليدخل الشك الي قلبه عازما علي معرفه ما بها فهي دون عن اشقائها لها مكانه خاصه بقلبه …
اما في الناحيه الاخري حيث فيلا غياث البكري ،اخبرهم بانهم ينوي الزواج لتجفل ليان من مكانها لينتابها الشك بينما سعدت والدته ووالده لتقول بسعاده شديده :
=ده يوم المني يا حبيبي ،مين بقا العروسه حد نعرفه !!
اومأ غياث برأسه ليرد بهدوء:
=ياسمين بنت عم صابر !!
ابتسمت والدته بحنان فهي لن تجد فتاه لابنها مثلها فهي تعرف كم انها خلوقه وجميله ايضا ،اما والده فربت علي يده قائلا بجديه :
=علي خيره الله يابني البنت كويسه واهلها طيبين ،حدد معاهم ميعاد علشان نخطبها.
ابتسم برزانه لهم ،ببنما الاخري تكاد تغلي من الغضب وتصاعدت الشياطين الي رأسها الا يكفي انها حصلت علي الجامعه والان تريد الزواج من اخيها ذو الحسب والنسب ،لتهتف بعنف :
=ياسمين مين دي يا غياث اللي بتفكر تتجوزها دي اخرها خدامه واا..
_لياااان !!
حذرها غياث بنظره مرعبه اخافتها ،لتبتلع باقي كلماتها في فمها بينما حدجها والدها بنظره غاضبه قائلا بانفعال :
=ليان وبعدين معاكي قولتلك ميه مره مفيش فرق ما بينا واياكي اسمع الكلام ده منك تاني ..
اومأت ليان برأسها وتتآكل بداخلها بغيظ ثم هنفت بأسف مصطنع :
=انا اسفه يا بابا ،اسفه يا غياث.
صمتا ولم يردا عليها مكتفين بنظراتهم الغاضبه الموجهه اليها بينما هزت والدتها رأسها قائلا بنفاذ صبر :
=ربنا يهديكي يا بنت بطني ..
نظرت اليها ليان مكتفيه بصمت وهي تنوي بداخلها تدمير تلك الفتاه اكثر ..
________________
في قسم الشرطه ،،،
جلست عبير امام مكتب اسر وهي تفكر بشئ واحد هل عثروا علي بصماتها ام لا ،لتبتلع ريقها وهي تراه يدق علي سطح مكتبه بالقلم لتنتبه له ،رفعت نظرها اليه تحاول الثبات ليسألها بجديه :
=تعرفي حبيبه الحاوي من امتي ولسه ليكي علاقه معاها ولا لأ..
اخذت نفسا عميقا لترد عليه بهدوء:
=اه طبعا علاقتنا مستمره حبيبه صحبتي من ثانوي وحاليا في جامعه واحده ،هي بنت كويسه جدا ..
ابتسم من زاويه فمه علي اخر حديثها فتلك تشكر بها بينما الاخري تحملها جريمه القتل بدون دليل،ليهتف ببرود:
=طبعا عرفتي جريمه القتل اللي حصلت وان حبيبه الحاوي المتهمه الاولي في القضيه ..
اومأت برأسها بثبات ،بينما هو تابع بنفس النبره :
=هي بتتهمك انكِ كنتي علي علاقه بالمجني عليه وكمان تعرفي انه اتقتل قبل ما يطلعوا الشقه ..
ابتسمت بداخلها فتلك الاسئله عاديه تعني انهم لم يعثروا علي بصماتها ،لترد عليه ببكاء:
=انا. اعمل كده ليه يا حبيبه تقولي عني كده ده جزاتي اني سترت عليكي واا..
قطعت باقي كلماتها متعمده لتزداد شهقاتها بخبث ،ليمد يده آسر ايناولها منديل ورقي قائلا بجديه :
=اهدي يا آنسه لو سمحتي علشان نعرف نكمل التحقيق ..
مسحت دموعها ثم اومأت برأسها قائله بحزن :
=انا اسفه غصب عني مقدرتش امسك نفسي بعد الاتهام الفظيع ده .
بقي صامتا ينظر اليها نظرات ثاقبه ،ليتحدث بنفس النبره :
=سترتي عليها في ايه ،ومش من مصلحتك انكِ تكدبي علشان ده يعتبر تستر علي جريمه القتل ..
اصطنعت الخوف لتومأ برأسها ثم هتفت بنبره باكيه :
=حبيبه كانت علي علاقه مع تامر محسن ،كانت دايما بتحكيلب عنه وبتقولي انهم بيحبوا بعض ،لحد ما جات عندي من اسبوع وهي بتعيط جامد انه ضحك عليها ولقت معاه واحده في الشقه ..
صمتت تتابع رده فعل لتتابع بخبث :
=وفي وسط عياطها وغضبها حلفت لتقتله انا قولت يمكن مضايقه ويومين وهتهدي لحد ما اتصلت بيا من يومين وطلبت اني اروح معاها بس كان عندي ظروف منعتني اروح ،لحد ما شوفت علي الانترنت خبر قتله ،ليه عملتي في نفسك كده يا حبيبه ليه !!
عاد يدق بقلمه علي سطح المكتب يفكر فيما قالته عبير يحاول استنتاج دافعا وراء القتل ،لتخرجه من عبير من شروده قائله بطيبه مصطنعه :
=والله حبيبه طيبه بس معرفش انها ممكن تعمل كده يارتني كنت روحت معاها يمكن كنت منعتها ..
عاد بظهره علي مقعده ليفكر ويفكر وتوصل ان تلك حبيبه ماهي سوي فاسقه قامت بقتل احدهم وتريد الهرب بتلك السهوله …
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مرايا القلب ) اضغط على أسم الرواية