رواية لما قالوا دي صبية كاملة بقلم ميمي عوالي
رواية لما قالوا دي صبية الفصل العاشر 10
كانت فرح تجلس امام كامل و هى فى حالة مختلطة من المشاعر المبهمة بالنسبة لها ، فكان الغضب من منصور فى اوجه ، و الغضب من كامل ايضا ، و لكنها كانت تشعر بنيران تنضرم بداخلها لاول مرة ، و لكنها كانت تعلم انها ليست نيران الغضب ، بل نيران الغيرة من ثبات كامل الى هذه الدرجة رغم تحليله المنطقى و الكامل لكل ماحدث و فى وسط غضبها قال كامل بهدوئه المعتاد : قلتى ايه
فرح و هى تحاول السيطرة على نبرات صوتها : انا مش فاهمة .. ايه علاقة اللى منصور بيعمله باننا نتجوز بسرعة كده زى ما انت عاوز
كامل و هو يناولها شريحة من الطعام : انا عاوزه يطلعنا من دماغه ، عاوزه يمارس الفراغ اللى هو فيه ده على اى حد تانى غيرنا
فرح بسخرية : منصور و فراغ فى جملة واحدة .. مش راكبة
كامل : سميه زى ماتحبى ، فراغ بقى .. حقد .. غل ، المهم انى عاوزه يفكة مننا
فرح : و هو يعنى جوازنا اللى هيخليه يشيلنا من دماغه
كامل و هو يلوك الطعام بفمه : على الاقل يبقى جبنا فيه جون
فرح بانتباه : هو انا ليه حاسة ان زى ماتكون واخد جوازك منى تحدى لمنصور
كامل ببساطة : ده جزء من الحقيقة مش الحقيقة كلها
فرح بفضول : ممكن تشرحلى اكتر من كده
كامل : مش هقدر انكر انى رغم انى شيلت ليلة من دماغى من يوم ما شفتها وعرفت انها اتجوزت و حامل كمان من جوزها ، و هى بنفسها قالتلى ان جوزها بيحبها و بيراعيها و يمكن ده لانى فسرت علاقتى بيها قبل كده انه يمكن كان احساس بالمسؤلية ناحيتها اكتر من انها تبقى مشاعر حب و بس ، لكن لانها كانت اول مرة فى حياتى احب بنت و اهتم بيها، كان ليها وقع تانى فى نفسى ، و رغم انى شيلتها من حياتى و تسيت زى ما قلتلك ، الا ان المرارة اللى منصور زرعها فى حلقى من ناحيته عمرها ما انتهت و لا عمرى قدرت انساها ، حسيت انه غلبنى ، بس ماغلبنيش بشرف لانه كان بيلعب معايا من ورا ضهرى ، و يمكن من يومها و انا حلفت انى لازم اردهاله باى طريقة
ثم اكمل بابتسامة : و اظن مافيش طريقة احلى من جوازى انا و انتى من بعض و كمان رغم انفه و هو على الهامش و واقف يتفرج من بعيد
و برغم ان فى ذلك الاحساس انتصار لفرح على منصور الا انها احست بغصة فى حلقها ، فهى لم تسعى ابدا لما حدث ، و لكنها اخلصت النية فى محاولة تقبل الامر كما طلب منها كامل ، و لكنها ان تعرف انها بالنسبة لكامل كنرد اراد القدر ان يجعله فوزا على منصور جعلها تغضب من داخلها ، و عندما لاحظ كامل جمود ملامحها اكمل حديثه قائلا : ايه .. كنتى فاكرانى مش هقول لك الحقيقة ، المفروض انك عرفتى عنى انى مابكذبش ابدا مهما كانت النتايج ، و بعدين انا قلت لك ان ده جزء من الحقيقة ، مش الحقيقة كلها
فرح : و ايه هى بقية الحقيقة يا ترى
كامل : انى اقتنعت بكلام بابا
فرح : كلام ايه
كامل و كأنه يقر واقع ما : اننا انسب اتنين لبعض ، و اننا لو سيبنا نفسنا لدماغنا اللى سايقانا ، هنرجع نندم وقتما لا ينفع الندم
فرح بفضول : و انت شايف اننا مناسبين لبعض ازاى بقى
كامل بابتسامة : فينا صفات كتير مشتركة ، و قبل ما تقوليلى زى ايه هقوللك انا ، الصراحة و الصدق ، عدم المكابرة ، عدم اللف و الدوران
و حاجات تانية كتير بس يمكن ذهنى مش حاضر انى احصرها كلها دلوقتى ، بس باختصار اعتقد انى كفاية اقوللك ، انى فعلا معجب بيكى و بدماغك و شخصيتك و انك ارجل بنت شفتها فى حياتى
فرح بذهول : نعم
ليضحك كامل بشدة قائلا : و الله ما اقصد حاجة وحشة ، انا قصدى انك بنت جدعة و كفاية انك رغم كل وسائل الرفاهية اللى كانت حواليكى ، الا انك قررتى انك تبقى مسئولة عن نفسك و انتى يا دوب كنتى لسه سايبة عتبة الطفولة بسنتين تلاتة مش اكتر ، صدقينى احترمتك اوى و اعجبت بصلابتك و اصرارك ، مش دايما بتلاقى البنى ادم عارف هو عاوز ايه ، انما انتى عرفتى هدفك وقررتى تحققيه و نفذتى بكل اصرار و تحدى
حتى لما طلبتك تشتغلى معايا ، اصريتى انك تكملى عقدك لاخر لحظة ، و اللى حسيته انه كان التزام منك ، مش خوف من شروط جزائية و لا غيره ، و رغم ان مرتبك هناك كان ضعف مرتبك معايا ، الا انهم لما عرضوا عليكى تجديد العقد رفضتى و فضلتى انك تبقى معايا هنا ، يعنى مش مادية ، لأ ، حسيتك عندك رسالة و بتحاولى تأديها
هنا تورد وجه فرح ، فهى المرة الاولى التى يمتدح خصالها احد ما ، تلك الخصال التى طالما لامها عليها الكثيرون
ليبتسم كامل بطريقة محببة و يقول : اول مرة اعرف انك بتتكسفى زى بقية البنات ، عموما انا هخلى عمك يكلم طنط فاطمة و عم عادل عشان يحددوا مع بعض معاد الجواز
فرح بانتباه : الموضوع مش سهل كده يا كامل
كامل : و ايه اللى هيصعبه بقى ، الشقة موجودة و متوضبة كمان و ان كان على الفرش ، ممكن خلال شهر بالكتير كل حاجة تبقى تمام
فرح ببعض التردد : ايوة .. بس احنا اتفقنا ندى لبعض فرصة اننا نفهم بعض اكتر من كده ، و كمان انا مش هكدب عليك ، انا لسه ما اخدتش قرار نهائى انى فعلا ارتبط و اتجوز ، بس طاوعتك و وافقت على اننا ندى لبعض فرصة اننا نحاول ناخد خطوة و نفهم بعض ، لكن احنا لسه ما عملناش ده
كامل : لازم تفهمى ان الواقع اثبت ان العشرة هى احسن حاجة تقدرى تعرفى منها طباع اللى قدامك ، اى حاجة تانية غير كده بيبقى تمثيل من الطرفين و عمرهم مابيعرفوا الحقيقة الكاملة غير برضة بعد العشرة يا فرح
و احنا قررنا نخطى خطوة ، سيبينا نخطيها بالراحة و احنا فاهمين احنا بنعمل ايه
و عندما صمتت فرح ، قال كامل : يبقى اتفقنا … ربنا يقدملنا كل خير من عنده ان شاء الله
………………..
فى غرفة مى ، كانت ترقد مى على فراشها و المرض يرسم ملامحها باسى طفولى و ليلة تحتضن رأسها بين ضلوع صدرها و هى تقول بدعاء : ان شاء الله المرة دى تبقى اخر مرة ، و باذن الله تخفى و تروقى و تعملى كل اللى نفسك فيه
ليقترب منها احمد على تخوف و هو يقول بقلق : ماما .. انا خايف
ليلة و هى تمسح دموعها : خايف من ايه يا حبيبى
احمد بهمس و كانه يخشى ان يسمعه احد غيرهما : خايف لا الدكتور يعرف اللى الحاج منصور قاللك عليه ، و يرجع يمشينا من هنا من غير ما يعالج مى ، انا مش عارف انتى ليه سمعتى كلامه ، ماكنتى سيبتيها فى المستشفى التانية ، ماهى اكيد كانت هتعمل العملية برضة
ليلة بتنهيدة شاردة : يعنى انت مش شايف الفرق بين هنا و هناك ، هنا هتبقى كل حاجة بسرعة و ببلاش ، مش زى هناك ، دول هناك عاوزين حتى العلاج احنا اللى نجيبه على حسابنا ، ده حتى الشاش و القطن بتوع العملية برضة على حسابنا .. ده اصلا لو عملوها ، هيفضلوا يمطوحوا فينا لحد امتى ، و اختك مابقيتش متحملة المطوحة دى كلها
احمد بتردد : طب و بابا
ليلة بانزعاج : ششششش ، اوعى تجيب سيرته هنا ، احنا مش اتفقنا يا احمد ، و انت وعدتنى انك هتبقى راجل و اقدر اعتمد عليك
احمد بامتعاض : انتى اول نوبة تكدبى كده و كمان عاوزانى انا كمان اكدب معاكى
ليلة بتنهيدة : ربنا العالم ، لولا عشان مصلحة اختك ماكنتش عملت كده ابدا ، بس معلش ، كله يهون عشان خاطر اختك ترجع لصحتها من تانى
احمد : طب هو انا هغيب من المدرسة كل يوم
لتزفر ليلة انفاسها بغضب قائلة : هو انت يعنى كنت بتاخد ايه فى المدرسة يا سى احمد ، و اللا يعنى حتى كنت بتذاكر ، دلوقتى بس عاوز تروح المدرسة ، مافرقتش بقى ، حتى لو هتعيد السنة ، مافيهاش حاجة بس اختك تبقى بخير
لينظر اليها احمد بتوجس و يعود الى مقعده ليجلس فى صمت محاولا كبت حديث طويل بداخله كان يريد ادارته مع امه
………………..
فى مساء ذات اليوم قام ابراهيم بمهاتفة عادل و فاطمة ، و قاموا بتحديد موعد فى اليوم التالى للاتفاق على موعد الزواج
اما فى اليوم التالى فتوجهت فرح الى مكتبها لتستعد لبداية عمل يوم جديد لتجد كامل بانتظارها و هو يتفحص بعض التقارير الطبية بيده ، لتقول فرح باستغراب : السلام عليكم ، انت نقلت مكتبك عندى و اللا ايه الحكاية
كامل : و عليكم السلام ، و لأ يا ستى ماتقلقيش ، ما نقلتش مكتبى عندك و لا حاجة ، بس عرفت ان التقاير بتاعة بنت ليلة طلعت ، فجيبتهم و جيتلك
فرح و هى تمد يدها باتجاه التقارير لتتناولها بفضول ، و بعد ان نظرت بداخلها على تقرير أشعة ما قالت بأسى : زى ما توقعت ، البنت عندها ثقب فى القلب و هنحتاج نعمل لها العملية فى اسرع وقت
كامل : ايوة ، بس لازم الاول نرفع لها نسبة الهيموجلوبين ، الانيميا عندها عالية اوى
فرح : ماتقلقش ، انا ان شاء الله هظبط الموضوع ده
كامل : هتعملى ايه ، انا عاوز نتيجة سريعة
فرح : ممكن نعمل لها نقل بلازما ، نظبطلها النسبة شوية ، مع الغذا و العلاج و الرعاية يظبطوا الباقى ماتقلقش
كامل : ماشى ، هتروحيلها
فرح : اكيد
كامل : تمام ، ابقى عرفينى عملتى ايه
فرح بفضول : ايه ، مش هتروح تبص عليها
كامل : لما تقرروا انها جاهزة للعملية ، تعرفينى ، وقتها هتفق مع جراح القلب و نبقى نبص عليها سوا
فرح بتردد : طب … لو ليلة سألت عنك
كامل بابتسامة سخرية : هى اكيد هتسأل عنى يا فرح ، رغم انها المقروض ماتسألش ، لكن لو سألت زى ما انا متوقع ، يبقى تخمينى صح
فرح : تقصد ان منصور بعتهالك انت مش انا
كامل : بالظبط كده ، ثم نهض قائلا : ياللا مش هعطلك ، و انا فى مكتبى لو عوزتى حاحة ، و اعملى حسابك اننا هنروح سوا ، حماتى عزمانى على العشا
فرح و هى تكبت ضحكتها : حماتك
كامل بمرح و هو يتجه للخارج : خليكى فريش كده و عيشى اللحظة
…………….
كانت فرح بعد ان قامت بالكشف على مى تدون بعض الملاحظات فى السجل الخاص بها و المرفق بفراشها ثم التفتت لمى مرة اخرى و قالت : ها يا مى ، مبسوطة هنا و اللا فى حاجة مزعلاكى
مى بطفولة : الابرة بتاعة النهاردة وجعتنى
فرح : انهى ابرة
مى و هى تشير باصبعها الصغير على الكانولا المثبته بذراعها : دى ، هى هتفضل كده ،انا عاوزة اشيلها
فرح : لا نشيلها ايه ، ده انا خليتهم يحطوهالك عشان مانشككيش تانى
ليلة : طمنينى يا دكتورة
لتلتفت فرح لليلة و تقول و هى تدقق بملامحها : ان شاء الله خير ، ممكن تتفضلى معايا برة شوية
لتذهب ليلة خلف فرح و ما ان خرجا من الغرفة حتى التفتت فرح الى ليلة قائلة : انتى اكيد عارفة ان مى عندها ثقب فى القلب
ليلة : ايوة عارفة
فرح : المفروض البنت كان اتعمل لها العملية دى من فترة كبيرة
ليلة و الدموع تتلألأ بعينيها : النصيب يا دكتورة
فرح : عموما ان شاء الله خير ، ماتقلقيش ، احنا بس محتاجين اننا نقويها شوية قبل مانعمل لها العملية
ليلة بتردد : طب ويعنى العملية دى مش هدفع فيها حاجة خالص
فرح : لا مش هتدفعى حاجة ماتقلقيش ، انتى بس حاولى ترفهى باستمرار عنها ، لان الحالة النفسية مهمة جدا فى المرحلة دى ، و احنا النهاردة هنعمل لها نقل بلازما ، و لو احتاجنا نكررها هنرجع تانى نكررها بعد كام يوم ، لان البنت الانيميا عندها عالية ، و هيجيلها اكل مخصوص ، شطارتك بقى انك تأكليها الاكل اللى هيجيلها
ليلة و هى تتلفت حولها : هو دكتور كامل مجاش النهاردة
فرح : خير ، محتاجة حاجة
ليلة : ها .. لا ابدا ، بس يعنى كنت عاوزة اشكره
فرح : لا و لا يهمك ، كامل مابيهتمش بالحاجات دى
ليلة بفضول : هو انتى بجد خطيبته
فرح و هى تمد يدها امامها : دى دبلته اللى فى صباعى
ليلة و هى تنظر لخاتم الخطبة : مبروك ، كامل طول عمره ابن حلال و يستاهل كل خير ، انا اصلى اعرفه من زمان
فرح و هى تدعى عدم الاهتمام : ميرسى كتر خيرك ، و لو احتاجتى اى حاجة بلغى اى حد من التمريض يبلغنى ، و دكتور القلب المختص هيوصل ان شاء الله فى خلال ساعتين ، و هبقى موجودة معاه ماتقلقيش ، المهم لازم تتطمنى اننا هنعمل لمى كل اللى محتاجاله ، كامل عمره مابيتخلى ابدا عن حد مريض و خصوصا لو طفلة صغيرة فى السن ده
ليلة : ربنا يبارك له و يباركلك .. شكرا
و بعد عودة ليلة الى غرفة طفلتها سمعت صوت هاتفها ، و عندما قامت بالرد قالت بخفوت : ايوة يا سيد .. ازيك
سيد : ازيك انتى يا ليلة و ازى مى دلوقتى ، طمنينى عملتوا ايه
لتقص عليه ليلة ما قالته فرح ثم قالت : و ادينى مستنية اما اشوف النتيجة هتبقى ايه
سيد : ان شاء الله هتخف و هتبقى كويسة ، بوسيهالى و قوليلها بابا بيحبك اوى و كان نفسه يشوفك
ليلة : و الله يا سيد انا خايفة
سيد : هو انتى فاكرة انى مبسوط من اللى بيحصل ، بس معلش ياليلة ، عشان خاطر مى
ليلة : و هو يعنى كان لازم اعمل كده عشان اجيبها هنا ، ما كان ممكن اجيبها هنا من غير اللفة دى كلها و برضة كانوا هيعملوا معايا اللى عملوه
سيد : و احنا كنا هنعرف عنهم منين يعنى ، اهو كتر خير الحاج منصور انه دلنا عليهم ، و بعدين ماهو قال لك انهم لما بيعرفوا ان العيل يتيم بيهتموا بيه و بيعملوا له كل حاجة ببلاش
ليلة بتنهيدة : بس خايفة لايعرفوا يا سيد
سيد : و ايه اللى هيعرفهم يعنى ، هم يعنى هيعملوا لك كشف عيلة
ليلة بتردد : اصل يا سيد الصراحة يعنى ….
سيد بتوجس : فى ايه يا بت مالك ، ماتتكلمى على طول ، حد اتعرض لك و اللا عمل لك حاجة
ليلة : لا مش كده ، بس الصراحة يعنى ، انا لما جيت عرفت ان المستشفى بتاعة ابن اخو منصور
سيد باستغراب : ابن اخوه مين ، ابن الحاج ابراهيم اللى كنتى شغالة معاه زمان
ليلة : ايوة ، يعنى كان ممكن اتوسطلنا عنده من غير اللفة دى ، او كان قال للحاج ابراهيم او حتى كان خلانى انا قلت له ، خصوصا ان اللى فهمته انهم عاملين جزء من المستشفى خيرى و بيعالجوا فيه الناس اللى على اد حالهم زى حالاتنا كده ، يعنى لو كنا جينالهم هنا من غير اللفة دى كلها ، كان ممكن برضة ياخدوا البت و يعالجوها من غير كل ده
سيد بفضول : و ابنه ده … اللى كان عاوز …
ليلة مقاطعة اياه : الكلام ده كان زمان و خلص يا سيد
سيد : شفتيه
ليلة : ايوة
سيد بحدة : و اتكلمتى معاه
ليلة : كان موجود مع الدكتورة و هى بتكشف على مى
سيد : شافك يعنى و افتكرك
ليلة : ايوة
ليسود الصمت لبرهة قبل ان تقول ليلة : ماشفتوش تانى من ساعتها ، و على فكرة هو خاطب الدكتورة اللى بتعالج بنتك
سيد : و عرفتى منين
ليلة : التمرجية اللى جابت الاكل لمى بالليل ، قالتلى ان الدكتورة فرح موصية على الاكل اللى جه لمى و قالتلى وسط الكلام انها هتبقى مراة الدكتور كامل صاحب المستشفى و تبقى كمان بنت عمه
سيد بدهشة : بس الحاح ابراهيم مالوش اخوات غير الحاج منصور ، يعنى ايه ، الدكتورة دى تبقى بنت منصور ، معقولة الكلام ده .. طب ازاى
ليلة : انا برضة استغربت زيك كده ، و بصراحة مش فاهمة هو منصور ليه عمل كده ، بس الصراحة من وقتها و انا متوغوشة ، انت عارف .. طول عمرى مابحبش منصور ، و لا بحب طريقة تفكيره ، و خايفة لا يكون قاصد يعمل حاجة معينة باللى عمله ده
سيد : ان جيتى للحق عندك حق ، الموضوع كده فيه ان
ليلة : ده ان و اخواتها كلهم يا سيد
سيد : ايوة بس يقصد ايه
ليلة : مش عارفة ، و ليه مانبهنيش و هو عمال ياكد عليا انى اقول انى ارملة و انى بشتغل مكان جوزى انا و ابنى ، و اننا لازم نبين اننا متهانين و متبهدلين ، ليه ماقالليش ان كامل هو صاحب المستشفى ، و ليه صمم انى اجيب احمد معايا ، و اللا كان عاوز يورينى لكامل و خلاص
سيد بحدة : و هو هيقصد يوريكى لابن اخوه ليه
ليلة بحدة مماثلة : و انا ايش عرفنى بقى يا سيد ، انا بحكيلك اللى حصل عشان تبقى معايا قى الصورة و ماترجعش تقول انى خبيت عليك حاجة
سيد بفضول : و انتى لما شفتيه يا ليلة ، حنيتيله
ليلة : اخص عليك يا سيد ، انت تعرف عنى كده برضة ، ثم لو ده حصل ما كنتش حكيتلك حاجة ، بالعكس بقى ، انا اول ما شفته ماكنتش عاوزة احكى الكلام اللى منصور حفظهولى
سيد : و حكيتى ليه
ليلة بتنهيدة : عشان خاطر مى يا سيد
سيد : يبقى هنكمل برضة عشان خاطر مى يا ليلة
ليلة بخوف : طب مش يمكن كامل يسأل عننا الحاج ابراهيم و يعرف كل حاجة ، و ساعتها ممكن يطردنا و برضة البت ماتعملش العملية ، و يبقى مانابناش غير اننا خسرنا مكاننا فى المستشفى التانية اللى كانت واخدة فيها دور و السلام
سيد بقلق : ايوة ، بس انا بقالى سنين ماشفتش الحاح ابراهيم و لا هو شافنى ، من ساعة ماقسموا الشغل و انا كمان بقيت فى المخازن مابقاليش اى تعامل معاه بقالى بتاع خمس سنين دلوقتى
ليلة بقلق : بس اكيد لو حب يسأل اى حد هيعرف فى ثوانى انى كدبت و ساعتها ممكن يطردونا من غير مايعملوا العملية للبت ، انا بس نفسى افهم كان غرضه ايه من اللى عمله ده ، نفسى اعرف بيفكر فى ايه
سيد بتنهيدة و اسى : سيبيها على الله بقى يا ليلة
ليلة بسخرية : اسيبها على الله و انا عارفة انى كدابة يا سيد ، ابنك وقف قدامى امبارح و بيحاسبنى انى كدبت و كمان طلبت منه ان هو كمان يكدب ، اللى كنت بموته من الضرب لو بس كدب كدبة صغيرة حتى لو بهزار
سيد : طب هنعمل ايه بس فهمينى
فرح بتردد : انا بفكر اروح اقول لكامل على كل حاجة
سيد بغضب : و انتى تروحى تتكلمى معاه بتاع ايه ، طالما هو مالوش احتكاك بيكى اصلا ، و اللا انتى اللى عاوزة تروحى تفتحى معاه اى كلام و السلام
ليلة بصدمة : انا يا سيد ، الله يسامحك ، اقفل يا سيد مع السلامة ، انا غلطانة انى بتكلم معاك
لتغلق ليلة الهاتف و قد بدأت عيونها تمتلئ بالدموع و هى تقول بأسى : يارب انت عالم بحالى و غنى عن سؤالى ، انا عارفة انى كدبت و غلطت ، خوفى على ضنايا خلانى مشيت ورا منصور و عملت اللى قاللى عليه ، انا عارفة انه مش عذر ، بس انا عاملة زى الغرقان اللى بيتعلق فى قشاية ، وكنت فاكرة ان منصور قلبه رق للبنت المريضة دى ، اتاريه بيلعب بيا و ببنتى الغلبانة دى كمان معايا ، و ياريتنى فاهمة هو بيلعب بيا ليه ، يارب .. يارب الهمنى الصواب و دلنى على الصح عشان اعمله ، و سامحنى يارب و استرها معايا ده انا ماليش غيرك
…………….
فى المساء ، كان الجميع على مائدة العشاء بمنزل فاطمة ، و كانت فاطمة قد دعت ايضا رحمة و ندا و ازواجهم ، و قام احمد بدعوة نادر و نبيل اللذان اصبحا قلما كانا يغيبان عن تلك التجمعات مهما اختلف مكانها
ابراهيم : تعبتى حالك يا ام رحمة ، تسلم ايديكى و الله الاكل زى الفل
فاطمة : و انا هتعب لاعز منكم يا حاج ، بالف هنا و شفا
نادر : بجد يا طنط اكلك بقى ادمان تسلم ايديكى
نبيل و هو يوجه حديثه لأبناء عمه : و انا اقول الناس دى بتتخن ليه ، اخيرا عرفت السر
حسين : يا بنى خليك فى طبقك و مالكش دعوة بينا
نبيل : اوعى تفكرنى بحسدك ، انا بقر بس
نادر : الا صحيح يا طنط ماعندكيش بنت اخت و اللا بنت اخ تكون بتطبخ حلو زيك كده
فاطمة بابتسامة : كان على عينى يا ابنى
رحمة : انتو على فكرة زى القطط ، بتاكلوا و بتنكروا ، طب ما انا و ندا كمان بنعرف نعمل اكل زى ماما و اللا ايه يا حسن
حسن بنحنحة : اااه ، ااه طبعا يا حبيبتى
حسين بضحك : الجبن سيد الاخلاق ، اكل ايه ده ، ده احنا اتهرينا اندومى
ندا بدفاع : ده بس لما بنبقى مش فاضين
حسين : ايوة فعلا
كامل : و انتو يعنى فيها ايه لو ساعدتوهم
رحمة بامتعاض : قول لهم ، يا بختك يا فرح ، صبرتى و نولتى يا حبيبتى
حسن بتحذير لكامل : يا تقول كلمة عدلة يا تسكت ، انت من ساعة ما رجعت من برة و هم عاملين علينا ثورة
لينهض ابراهيم من مقعده قائلا : سفرة دايمة يا جماعة
لتنهض فاطمة على الفور قائلة : حالا القهوة هتبقى جاهزة يا حاج
و بعد ان اجتمعوا حول المشروبات و الفاكهة ، قال ابراهيم : احنا محتاجين نحدد معاد لجواز فرح و كامل ، ايه رأيكم
عادل : و الله يا حاج زى ما تحبوا ، انا تحت امركم
فاطمة موجهة حديثها لكامل : انت عاوز على امتى يا كامل
كامل : والله يا طنط فاطمة انا مستعد من بكرة ، الشقة جاهزة ، بابا الله يبارك فى صحته موضبها من كله ، مش ناقصها غير الفرش ، و طالما مستورة و الحمدلله ، فالحاجات دى ممكن تتجاب فى يوم
رحمة باعتراض : يوم ايه بس يا كامل ، لا طبعا ، ده انتو محتاجين تلفوا على المحلات و تتفرجوا و تفارنوا و تختاروا وتنقوا و ليلة كبيرة اوى
كامل بابتسامة : لااا .. انسى ، انا مش كده خالص ، انا بقى محدد هدفى من الاول و مابحبش اضيع وقتى
حسن بانتصار : اهو .. شفتى ، عشان تعرفى بس انى بالى طويل و بصبر علي اللف و التنقية
لينظر كامل الى فرح التى كانت تلتزم الصمت منذ البداية قائلا بفضول : طب و انتى يا فرح ، بتحبى تنزلى و تلفى برضة زى رحمة كده ، لو بتحبى براحتك انا مش هفرض عليكى حاجة ، براحتك طبعا ده هيبقى بيتك و لازم تختارى كل حاجة فيه عن اقتناع
لتحمحم فرح بصوتها و تقول بهدوء : لا ماتقلقش ، طلعنا مشتركين فى دى كمان
عادل بود : من صغرها و هى عاقلة ، ماهياش زى البنات اللى مابيشغلهاش غير المظاهر
ندا : بس دى مش مظاهر يا بابا ، ده بيت هنعيش فيه الباقى من عمرنا
فرح : انا فاهمة يا ندا و عارفة ده ، و مش معنى انى مابهتمش بالمظاهر انى مش هيفرق معايا ، انا بس اقصد انى من النوع اللى لما بيعجبنى حاجة ، بجيبها على طول و مابحاولش اقعد الف بعدها و اقول يمكن الاقى الاحسن ، فده بيوفر معايا وقت و مجهود كتير
كامل : هو ده ، برافو عليكى
ابراهيم : يبقى على خير الله ، نقول شهرين كويس
كامل باعتراض : لا يا بابا ، شهر واحد كفاية
فاطمة : ايوة يا ابنى ، بس ممكن مانلحقش نخلص
كامل : ما احنا اتفقنا ياطنط ، وان شاء الله متيسرة ماتقلقيش ، هو شهر حلو اوى
فاطمة باذعان : خلاص يا ابنى اللى تشوفوه
نادر باحراج : بعد اذنك يا عمى ، هو حضرتك مش هتبلغ بابا
ابراهيم : اكيد يا ابنى ان شاء الله هبلغه ، بس كنت مستنى نتفق الاول
………………
فى المشفى .. كانت ليلة تغط فى نوم عميق لتفيق من نومها على كامل و هو يقف على رأس الفراش و يديه بداخل جيبى البالطو الطبى الخاص به و هو ينظر اليها بغضب لتقول بخوف : فى ايه
كامل و هو يشير باصبعه باتجاه الباب : فيه انى عاوزك تاخدى عيالك و تطلعى برة المستشفى بتاعتى يا نصابة
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لما قالوا دي صبية ) اسم الرواية