رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات
رواية اوتار حاده الفصل العاشر 10
نفس الصوت المزعج كل صباح, صوت والدها العالي وصراخ أمها أثر لكماته, نهضت فزعة وحالت بينهم وهي تقول :خناق خناق خناق مش معقول كدا .... عايز أيه منها .
أجابت والدتها التي تحتمي خلفها بصوت باكي :هيكون عايز إيه ... هو إحنا بنشوفه إلا لو كان عايز فلوس .
دلفت لغرفتها وفتحت خزانتها بعنف, ثم أخرجت بعض النقود وأعطتها لوالدها الذي سأل لعابه فور رؤيته النقود, ورحل بعدما نال ما يريد, جلست أمها علي الأريكة تبكي ندماً وحسرة علي حالها وحال بناتها, وزوجها الذي من المفترض أنه عائل لأسرته ولكنه عال عليهم, بينما هي جلست جوار أمها لا تعرف هل تواسيها أم توأسي نفسها .
لم تكن حالتها أقل من أمها, كانت متحسرة علي حالهم أيضاً, بل كانت أسواء منها, كانت تكره كل صباح يحل عليها في هذا المنزل, تعشق اليل لأنه يخلو من المشاكل وصوت والدها الذي لا يفكر إلا في المال كانت أجمل أوقاتها تلك التي تخلد فيها للنوم قبل سطوع الشمس التي تحمل لها الألم, دلفت لغرفتها سريعاً بعدما هدأت أمها وكفت عن النحيب, جلست علي الفراش وبدأت هي في البكاء, لماذا لا ترحل من هذا البيت كلما أتتها الفرصة لذلك ؟ لماذا ترفض كل من يتقدم للزواج منها وهي تكره هذا البيت ؟! وهل إذا أتتها فرصة جديده للخروج من بيتها ستفعل أم ستبقي عقدة الزواج عائق أمامها إلي الأبد؟! . كل هذه الأسئلة كانت تدور في ذهنه دون أن تجد جواب لها فتزيد من بكائها وألمها ولكن ما كان يزيد الأمر ألم أنها تخشى أن يأتي يوم تطر فيه للذهاب لطبيب نفسي يحل لها عقدتها!, لم تكن تخشي علي سمعتها فهي طبيبة مثقفه تعلم أن ربط الناس للمرض النفسي بالجنون أمر خاطئ, لكن فكرة وجود عقدة تحتاج للحل كانت تشعرها بمرارة حقيقه .
أستيقظ ياسر ونزل لغرفة المكتب بعدما غير ثيابه, جلس علي مقعده وفتح الدُرج الذي وضع فيه أشياء نور من قبل, ظل ينظر للدرج وهو يسند ذقنه علي ذراعيه, كان يفكر في أعادتهم لها ولكنه تذكر زينب وكلامها له فأغلق الدرج بالمفتاح, ثم خرج من المنزل وهو غاضب, تحدث مع السائق كامل قليلاً, ثم صعد سيارته ورحل .
لم تكن الأجواء في المستشفى علي ما يرام, فقد أستقبله شاب يبدو في عقده الرابع ويرتدي بدلة زرقاء, أخبره أن منظمة الصحة ستأتي اليوم في العاشرة ولم يبقي علي وصولهم سوء ساعتين, وفي خلال ساعة كان كل شيء في المستشفى تم تنظيمه تحت إشراف ياسر قبل أن يصل الوفد الذي مر علي عنابر وأقسام المستشفى والغرف وخرجوا من المستشفى وعادت الأجواء لهدوها, دلف مكتبه وألقي ثقله علي مقعده المتحرك وهو يتنهد بقوة قال الشاب ذاته: الحمد لله .
قال ياسر: يلا يا دكتور سامح علي شغلك عندك عمليات أنهارده .
قال سامح وهو ينهض ويغلق زر بدلته : حاضر يا دكتور .
ثم خرج من المكتب وترك ياسر الذي أبتسم ساخراً وهو يتذكر ما كان علي وشك الحدوث اليوم .
قبل ذلك في الثامنة كانت نور تقف في شرفة غرفتها بعدما استيقظت كانت قد حلمت بأياد وهو يجلس القرفصاء ويضع جبهته علي ركبتيه منزوي في إحدى جوانب غرفته, ثم رأت أمها وهي تتقدم نحوه وتضع يدها علي شعره, فرفع رأسه نحوها, كان وجهه بأس خالي من الحياة وحين راء أمه عاد لوجهه نضارته التي كان عليها وابتسامته التي لم تكن تفارقه من قبل, أسرع وأحتضنها وظل يبكي لثواني وهي تربت علي كتفيه وتمسد شعره أحياناً ليهدأ, ثم استيقظت من نومها علي صوت أذان الفجر, لم يغفل لها جفن من وقت ذاك وظلت تفكر وتنتظر أن يأتي الصباح بفارغ الصبر كي تذهب لملجئها الوحيد (إيمان) .
رأت والدها وهو يخرج بعدما تحدث مع السائق انفرجت أسارير وجهها وهي تراه يبتعد عن المنزل بسيارته, فدلفت للداخل مسرعة وغيرت ثيابها وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها وشعرها المنسدل علي كتفيها, ونظرت لوشاح إيمان الموضوع علي التسريحة أمامها, لم تشعر بيدها التي امتدت لتسحبه وترتديه, نظرت لنفسها مجدداً فشعرت وكأنها شخصين مختلفين, واحدة تعرفها والأخرى جديدة عليها لكنها تألفها, غيرت ثيابها التي ارتدتها بالثياب التي أخذتها من إيمان بالأمس, ثم حملت حقيبتها وخرجت من غرفتها لحسن حظها لم يكن هناك أحد بالأسفل, طلبت من كامل أن يوصلها أولاً لمنزل إيمان .
وصلت لمنزل إيمان التي كانت ستصعد لسيارتها ولكنها توقفت حين رأت نور, أسرعت إليها نور قائلة : كويس إني لحقتك قبل ما تروحي شغلك .
_: أنتي كويسه .
هزت رأسها إيجاباً فقالت إيمان : طب يلا اركبي العربية .
صعدت مع إيمان سيارتها, بعد قليل من الصمت أخبرتها عن الحلم الذي رأته بالأمس, قالت إيمان وهي تبتسم : الرؤية واضحه يا حبيبتي إياد لازم يعرف الحقيقة.
_: أنا عارفه يا إيمي بس خايفه .... هيحس أني كدبت عليه معاهم وثقته فيا هتقل, وكمان ماما .
نظرت لها إيمان بتعجب وقالت : مالها طنط .
_: متعرفش أن إياد فاكرها ميته واكيد لو عرفة الحقيقة هتزعل مني هي كمان .
_: أنتِ غلطتي يا نور إزاي متقوليش لطنط علي الحقيقة .
قالت نور بحزن : عايزاني أقولها إيه .... أقولها فهموا ابنك إنك ميته عشان يبعدوه عنك .
صمتت إيمان فقالت نور : أنا هصلي استخارة مره تانية وهشوف .... بعدها هاخد قراري النهائي . ابتسمت إيمان وأومأت لها برأسها موافقة .
وضع للنادل المال علي الطاولة بعدما أنتهي من تناول الإفطار وقهوته, ثم غادر, كان يعلم أن التحقيقات مازالت مستمرة في قضيته, كان فقط ينتظر النتيجة, ينتظر رؤية هذا المحتال خلف الأسوار الحديدة وهو عاجز عن الخروج من تلك الجريمة التي أرتكبها في حقه وحق أُناس غيره, لم يكن المال ما يهمه في الأمر بل ثقته التي أعطاها لهذا الشخص وما أعطاه له من حب وود وصداقة حقيقة لم يراعيها, وداس عليها بقدمه بكل بساطه, ظل سائر علي كورنيش الإسكندرية حتي جلس, وظل يتأمل البحر والسماء الصافية ويسبح الله ويحمده علي حقه الذي عاد إليه, أخرج هاتفه وأتصل بعاصم الذي رد قائلاً : السلام عليكم .... ليك وحشه هتيجي أمته .
_: عليكم السلام ... أنتو كمان .... سعات ببقي مش عايز أرجع وسعات تانيه بفكر أرجع وخصوصاً أن الموضوع خلاص خلص وأنا مليش لزمه هنا .... بس عايز أستنا عشان أشوفه وهو محبوس وبيتوجع زي ما طير برج من نفوخي وحسسني فجأة أني دايماً غلط عشان بثق في الناس أكتر من اللازم .
_: شكل الموضوع ده قلب عليك المواجع كلها يا صحبي ... بس صدقني أحنا مش غلط هما إلي غلط .... الناس الي أتغيرت والطمع عماها والدنيا ضحكت عليهم وقدرت تخدعهم .... أنت عارف إحنا غلطنا الوحيد ممكن يبقا إيه ... أننا اختارنا غلط بس هي الدنيا كدا لازم تغلط عشان تتعلم .... توقع كتير عشان لما تقف علي رجلك تاني تقف صح .... المهم أنك ترضي ربنا وتنام باليل وأنت ضميرك مرتاح ومتأكد أنك مأزتش حد وخلي بقا الدنيا للي عايزها .
_: صح .... خلي الدنيا للي عايزها .... المهم أنت والواد مصطفي أخباركم إيه .
_: كله تمام .... بس في حاجه كدا كنت عايز أكلمك فيها بس خليها لما ترجع بقا ... عشان تلاقي خبر حلو كدا أول ما ترجع .
ضحك ياسين وقال : ماشي يا عم شوقتني أنت وخلاص ... طمني الشغل ماشي ولا إيه نظامه .
_: متشغلش بالك بالحجات دي كل حاجه هنا تمام الحمد لله .
_: الحمد لله .... سلام .
كانت زينب تجلس علي سفرة الطعام ولم تتناول منه لقمة واحده, تشعر بأن قلبها يتمزق كلما تذكرت ياسر وهو يقول لها ( وبنتي أنا عارف إزاي أمنعها من أنها تيجيلك تاني ) منعها من الذهاب إليها وكانت هي الوحيدة التي تؤنس وحدتها في الحياه, ها قد عادة وحيدة وكأن نور مازالت بالخارج تتعلم لتحصل علي رسالة الماجستير, نهضت لتصلي, ظلت تبكي وتتضرع إلي ربها وحين انتهت رفعت يديها للدعاء وقالت وهي تبكي (اللهم كما جمعت بين يوسف ويعقوب وبين موسي وأمه أجمع بيني وبين أولادي, اللهم يا رب الضلال يا راد للضاله أردد عليّ ضالتي بعزك وسلطانك فأنها من فضلك وعطائك, اللهم يا جامع لناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين اولادي.)
خرج إياد من الجامعة ولم يكمل محاضراته اليوم, قاد درجته البخارية وهو يفكر في الذهاب لياسين ليشكره ويتحدث معه, ذهب للمعرض وسأل عاصم عنه فأخبره أنه ما زال في الإسكندرية, خرج من المعرض وجلس علي دراجته دون أن يتحرك بها وأتصل بياسين بعدما أخذ رقم هاتفه من عاصم, قال : الو أستاذ ياسين .
_: ايوه مين معايا
_: انا إياد كنت جيت المعرض عشان أشكرك علي وقفتك معايا وكمان الموتسكل وعرفة أنك مسافر ... فحبيت أرن عليك وأشكرك .
_: تشكرني علي إيه يا إياد .... أي حد مكاني كان هيساعدك وبالنسبة للموتسكل فدا شغلي .
_: ميتهيقليش أن أي حد كان هيروح مع واحد المستشفى لمجرد أنو أشتري من عنده موتسكل .
_: أولاً يا سيدي الحكاية مش كدا خالص ... لو أفترضنا أنها مساعده فهي مساعده إنسانيه مش أكتر وبعدين أنت باين عليك شاب محترم .
_: شكراً جداً دا من زوقك .
_: الشكر لله .
ظل يتحدث معه قليلاً ثم أغلق هاتفه وهو يبتسم فقد أعطاه ياسين
معاد وأخبره أنه سيعود غداً, قاد درجته وعاد للمنزل .
وجد نور في الممر وهو في طريقه لغرفته, أستوقفها قائلاً : نور أستني عايز أتكلم معاكي .
توقفت واستدارت تجاه قالت دون أن تنظر له : نعم يا إياد .
_: نور أنتِ مخبيه حاجه عني .
_: هخبي إيه يعني يا إياد .
رفع كتفيه بأنه لا يعرف وقال : مش عارف بس ليه كا ما بتشفيني بحس أنك عايزه تجري من قدامي وكمان مبتبصيش في عيني وكأنك خايفه من حاجه .... أنتي زعلانه مني عشان إلي حكيت لك عليه صح .
هزت رأسها نافية ونظرت له قائله : لا إياد مش زعلانه منك ... أنا بس راجعه تعبانة وعايزه أنام عن أزنك .
تركته ودلفت لغرفتها سريعاً لم تكن تقوي علي النظر في وجهه, وكانت خائفة أن تري ما رأته من علامات البؤس وتلك الهالات السوداء التي أفسدت وجهه, أغلقت الباب خلفها وجلست علي المقعد تفكر قليلاً, ثم ذهبت للمكتبة وأخذت منها كتاب (القرآن الكريم) وشرعت في قراءة سورة (يس) .
في المساء في منزل سارة كان عصام ووالده يجلسون مع والدها في الصالون يتحدثون بشأن الزواج قال عصام : حضرتك أنا جاهز وسارة كمان يعني مفيش داعي نستنا كل ده .... أنا بقول نخلي الفرح يوم الخميس الجاي حضرتك رأيك إيه .
_: والله يا بني هسأل سارة ولو موافقه مفيش مانع وخير البر عاجل .
أبتسم عصام وأستأذن منهم اللواء وذهب لسارة يسألها فأخبرته موافقتها, خرج إليهم مجدداً وأخبرهم بموافقة الجميع وارتفعت الزغاريد في المنزل .
مر صباح اليوم التالي علي الجميع كسابقة, نيفين علي الصوت المزعج الذي اعتادته في الصباح الباكر ولكن اليوم أصرت أمها علي طلب الطلاق وهددته برفع قضية في المحكمة, فكانت تري أمها وهي تنهار أمامها ولا تقوي علي فعل شيء, ولا يمكنها أيضاً أن تطلب منها التراجع عن هذا القرار, فقد نفذ صبر الجميع, ولكن أمها انفجرت اليوم أمامها بشكل لم تراه من قبل بعدما رأت منها الكبت والصبر علي والدها ولكن الكبت يولد الانفجار دائماً وهذا الأمر كان متوقع مهما طال الوقت .
أما نور فلم يتكرر معها الحلم بل شعورها بضرورة معرفته الحقيقة كان يزداد, وشعرت بالارتياح تجاه تلك الفكر فقررت الذهاب لإيمان مساءً لتخبرها قرارها ووجدتها فرصة جيده لتنفيذ ما خططت إليه .
بينما في المعرض دلف ياسين علي الساعة الرابعة عصراً, ذهب إليه مصطفي سريعاً فور رؤيته وأحتضنه بشوق قائلاً : حمد لله علي السلامة يا صحبي .
هرول عاصم إليه ورحب به هو الأخر قال ياسين : قولي بقا عاملين إيه من غيري.
ضحك عاصم وقال : أستنا بس أنت مش ملاحظ حاجه غريبه النهارده .
رفع حاجبيه قائلاً : لا .
قال عاصم : مصطفي متكلمش علي تأخيرك انهارده .
ضحك ثلاثتهم وقال مصطفي : تعال في المكتب واحكي لنا عملت إيه .
دلف الثلاثة للمكتب وجلس كل منهم علي مقعد, أخبرهم بما حدث في القضية وأن النيابة حكمت علي (جما خطاب) .
قال مصطفي : بس القضية خلصت بسرعة .
عاصم : يا بني لا بسرعة ولا حاجه .... طالما المحضر أتقفل صح وكان في شهادة الشهود إلي بتقيد الواقعة خلصانه ... يأجلوا ليه .
مصطفي : ما علينا المهم أنها خلصت .... عشان تفوق بقا للبيه إلي في مصر .
رمقه عاصم, بينما قال ياسين : أنا مش هنتقم من حد يا مصطفي ... مرجعتش مصر عشان أنتقم .
مصطفي : يعني هتسيب حقك يا ياسين .... هتسيب عمرك وحلمك إلي ضاع .
قال عاصم : يعني لو أنتقم عمره إلي ضاع هيرجع .... حلمه هيتحقق .
ياسين : عاصم معاه حق مفيش حاجه هتتغير ... وأنك تسامح وترمي حملك علي ربنا وتصبر وتستنا انتقامه إلي هيكون أضعاف انتقامك مش ضعف يا مصطفي .... وأنا مؤمن جداً بالمقولة الإسبانية إلي بتقول (لذة الانتقام لا تدوم سوء لحظه, أما الرضا الذي يوفر العفو فيدوم الي الأبد) وأنا أخترت العفو .
خرج كل منهم الي عمله, بعد فتره ذهب ياسين لعاصم وقال : قولي بقا مفاجأة إيه الي مستنياني .
_: أنا قررت أخطب إيمان بنت خالتي .
أبتسم ياسين وقال : مبروك يا برنس .... هتروح أمته .
_: أنهارده باليل وأنت ومصطفي هتيجوا معايا .
_: أكيد .... يلا روح كلمهم وخد من خالتك معاد .
تركه ياسين وأتصل بإياد وطلب منه تأجيل المعاد للغد, فوافق, ثم عاد ياسين لعمله.
أصبحت السابعة مساء ذهب كل من عاصم ومصطفي وياسين ووالد مصطفي لمنزل إيمان بسيارة مصطفي, وصلوا بعد قليل, جلسوا في الصالون وجلست والدت إيمان معاهم بينما بقت إيمان في غرفتها .
قال والد مصطفي لوالدة إيمان : بصي يا مدام قمر أنا هدخل في الموضوع علطول يعني إحنا جاين ناخد أمانة عندك وطلبين إيد بنتنا إيمان لعاصم أبننا .
فرحت قمر كثيراً وقالت : دا يوم المني ... بس أسمحولي نسأل عروستنا الأول .
ذهبت قمر لتتحدث مع إيمان, بينما رن جرز المنزل فقام ياسين ليفتح, فتح الباب فوجدها أمامه نظر لها لثواني قبل ان ينظر في الأرض, كانت ثوان معدودة لكنها تساوي عمر بأكمله, فمن رآها اليوم تختلف كثيراً عن الفتاة التي رآها من قبل في المول, أفسح لها مجال لتدخل, تفاجأت بوجود الجميع فأخبروها عن ما يحدث, كان إياد معها صافح ياسين والجميع, بينما ذهبت هي لغرفة إيمان .
ظل جالس علي مقعده صامت يفكر في تلك الفتاة التي دخلت منذ قليل, أتلك حقاً نور! , كانت ترتدي طقماً أخر واسع وتلف وشاح علي رأسها يغطي منطقة الصدر بالكامل ولا تنبعث منها تلك الرائحة الفواحة لتي كانت تسبقها بعدة أمتار, كانت وكأنها شخصاً أخر حقاً .
خرجت أم إيمان وتركت الفتيات قالت نور لأيمان : أنا جتلك عشان أقولك أني هروح لماما وهاخد إياد معايا .... هقد معاكي شوية وبعدين هطلع .
_: باباكي يعرف .
_: بابا ميعرفش إني خرجت أصلاً .
رمقتها إيمان فقالت : مفيش قدامي غير كدا .... بابا في المستشفى وقال الصبح أنو هيتاخر ومفيش فرصة أحسن من دي .
_: وخرجتي إزاي يا مجنونه أكيد كامل شافك وهيقوله .
_: لا استنيت لما راح الحمام وخرجت .
_: وإياد ملاحظش حاجه ولا عرف .
هزت رأسها نافيه ثم قالت : إحنا هنرغي كتير الناس قاعده برا يا عروسة .... قومي يلا طلعي الشربات .
خرجت إيمان وهي تحمل صينية الشربات وتبعتها نور, جلسن بجوار بعض وكان ياسين وعاصم ومصطفي أمامهم علي الأريكة, كان ينظر تجاهاهم أحياناً فيشعر بالسعادة لأجلها علي تلك الخطوة الرائعة , وكانت أعينهم تلتقي أحياناً فيشعر كل منهم برعشة في جسده, بينما عاصم كان يتحدث مع خالته في بعض التفاصيل لم تكن إيمان تسمعه كل ما كان يشغل ذهنها ما ستفعله نور بعد دقائق, والكارثة التي ستحل بعد ذلك .
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية