Ads by Google X

رواية اوتار حاده الفصل الخامس عشر 15 والاخير - بقلم مروه اليماني

الصفحة الرئيسية

     رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات

رواية اوتار حاده

رواية اوتار حاده الفصل الخامس عشر 15 والاخير

كانت تجلس علي فراشها حين دخل أبيها, جلس بالقرب منها ثم قال وهو ‏يمسد شعرها بحنو: عروستنا القمر قاعده كدا ليه؟ مش تقومي تجهزي ‏العريس هيجي باليل هو وأهلة عشان تلبسي الشبكة .‏

هزت رأسها إيجاباً دون أن تُبدي أي اعتراض, فقال أبيها: نور أنا فاهم إلي ‏أنتي بتمري بيه .... وأنك أتخدعتي في يا...‏

قالت نور بحزن: بعد إذنك مش عايزه أتكلم في الموضوع ده .‏

صمت والدها ولم يضغط عليها, فقد وصل لغايته في النهاية وسيبعدها عن ‏هذا الشاب إلي الأبد, خرج من الغرفة وتركها لتنهار كما الجليد, بكت وبعد ‏دقائق نهضت وغسلت وجهها ونزلت للأسفل, أخبرت أبيها بأنها ذاهبه ‏لرؤية أمها فقال: أيوه بس أنتي لازم ...‏

قالت مقاطعة: عشان خاطري يا بابا ومش هتأخر .‏

أوم برأسه إيجاباً فابتسمت وغادرت ‏



كانت زينب تُطالع الجريدة الصباحية حين رن الجرس, نهضت لتفتح وهي ‏تبتسم: أتاخرتي أوي يا نور.... أنا مستنياكي من بدري .‏

‏ تعجبت نور من قول أمها, فهي لم تخبرها أنها ستأتي ولم يكن بينهم معاد ‏سابق, قالت والدتها التي قرأت ما تفكر به: أدخلي يا نور .‏

دلفت وجلست علي الأريكة فقالت والدتها: شكلك مجهد أوي .‏

أومأت بحزن وهي تفرق في يديها وتتجمع في مقلتاها الدموع, قالت لها ما ‏حدث منذ تقدم ياسين لخطبتها وذهابها إليه, أيضاً عن خطبتها اليوم علي ‏شخص أخر .‏

‏ قالت والدتها بحزن: ياسين مكدبش يا نور, صمتت كلتاهما قليلاً , حتي ‏قالت زينب: أنا ووالدك انفصلنا زمان لنفس السبب .... في البداية أول ما ‏أتجوزنا كنا لسه في بداية حياتنا وياسر كان شغال دكتور في مستشفى ‏وبيقبض مبلغ بيكفينا لأخر الشهر بالعافية ... بس مع الرغم من ده كنا ‏عايشين حياة سعيدة وربنا راضي علينا, بعد فتره جالي وقالي أن صاحب ‏المستشفى بقي بيثق فيه وعشان كدا هيخليه نائب رئيس مجلس الإدارة .... ‏صدقته وبعدها نقلنا من البيت البسيط إلي كنا فيه لبيت أحدث شويه ‏وخلفت عاصم وبعدها بفتره أتنقلنا للفيلا وهناك خلفت إياد أخوكِ, طول ‏الفترة إلي فاتت كنت بلاحظ أن أبوكِ سعات بيتاخر بره وكتير بيبات في ‏المستشفى بس مكنتش بسأل وبقول أكيد عنده عمليات كتير, لكن في يوم ‏سمعته وهو بيتفق عشان يبيع لواحد كلي, وقتها استنيت وتأكدت أنو ‏بيتاجر في الأعضاء وحياتنا من اللحظة دي قلبت لجحيم, كل يوم أحاول ‏معاه عشان يرجع عن إلي بيعمله وهو كان دائماً يزعق ويتعصب ويسيب ‏البيت, فضلت أحاول لحد ما خلاص فقدت الأمل أن ياسر يرجع زي ‏الأول, بقيت ببص في وشه معرفوش, وانفصلنا وخدكم مني .... بعدها ‏عرفت أنو كمان كان متجوز عليا عصمت الشرقاوي بنت صاحب المستشفى ‏‏. ‏

نزلت دمعة هاربة من عينيها, ضمتها زينب وقالت: ياسين بيحبك بجد يا نور ‏‏.‏

نظرت لها بحزن وقالت: لو بيحبني مكنش خدعني يا أمي . ‏

‏_: كان هيقولك بس يعد الخطوبة وأكبر دليل أنو مكنش بيعمل مؤامرة أو ‏بيخدعك أنو جالي هنا وقالي الحقيقة قبل ما يتقدم لك .‏

نظرت لها نور بذهول فقالت: أيوه يا نور ياسين كان هنا بعد ما كنتوا هنا ‏سوي جالي تاني يوم ‏

‏(فلاش باك)‏

فتحت زينب باب المنزل وجدت ياسين فقالت: ياسين! .‏

ياسين: أنا كنت حابب أقول لحضرتك حاجه مهمه عني , قالت: أتفضل ‏أدخل .‏

دلف ياسين وأخبرها عن كل ما حدث معه من يوم تخرجه حتي سجنه ظلم, ‏لكن لم يخبرها تفاصيل كثيرة ولم يخبرها الكثير عن من فعلوا ذلك معه كما ‏أخبر نور, وأردف: أنا عارف أن بعد الكلام اللي قولته لحضرتك ده...أنتي ‏هترفضي أني أرتبط بنور بس والله أنا مظلوم وبحب نور جداً ونفسي أقولها ‏عشان أريح ضميري بس خايف تضيع من أيدي عشان كدا جيت أقول ‏لحضرتك كل حاجه عشان أرتاح .... ومقدر قرارك أي كان .‏

‏_: أنا مصدقاك بس في النهاية ده قرار نور يا توافق يا ترفض قدامك مهلة ‏أسبوع من خطبتكم لو معرفتهاش الحقيقة هقولها أنا .‏

عودة .‏

نهضت نور وقالت: يعني أنتي كنتي عارفه.... وليه مقولتيش لياسين أني ‏بنت الراجل إلي سجنه؟! .... طبعاً حضرتك قولتي دي فرصة عظيمه أخلص ‏من ياسر وأرجع ولادي في حضني وأنا وياسين والباقي في ستين داهية... ‏المهم حضرتك تنتقمي وتدوقيه من نفس الكأس وخلاص .‏

قالت والدتها بحده: أنا لو كنت عايزه أخدكم من زمان كنت بلغت عن أبوكي ‏وخدتكم وأنتم صغيرين . ‏

‏_: أنا أسفه يا ماما .‏

‏_: أنا فضلت طول الفترة دي شايله الذنب عشانكم ... عشان لو أبوكم ‏أتسجن محدش يجرحكم بكلمة واحدة يا نور .... بس لما ياسين جالي قولت ‏ده الوقت اللي لازم والدك ياخد عقابه فيه... أنا يا بنتي خلاص معتش في ‏عمري كتير وممكن أقابل ربنا في أي وقت مش هقدر أقابله بالذنب ده .‏



في غرفة إياد كان يفكر في حديثه مع ياسين, الأن علم حقيقة والده لا يعلم ‏هل ‏

‏ يصدق ياسين أم لا, فهو أكثر من أذاه والده بكذب ولؤم ولولا ما فعله ‏معه لما صدق ياسين منذ الوهلة الأولي وكان ظن أنه يدعي ذلك ليشوه ‏سمعت أبيه وينتقم منه ,ظل حائر ولم يشعر بنفسه إلا وهو يلملم أغراضه ‏ويضعها في حقائبه, حمل الحقائب ونزل للأسفل وضع حقائبه في سيارة ‏أجرة (أوبر) وطلب منه أرسالها لهذا العنوان, ثم صعد دراجته ليذهب ‏ولكنه راء نور فتوقف ونزل قالت: أنت رايح فين؟! .‏

إياد: ماشي هروح أعيش مع أمي أحسن .‏

قالت نور بحزن: وهتسيبني لوحدي...هُنت عليك .‏

ضحك ساخراً ثم قال: إذا كنتي أنتِ هونتي علي نفسك وهترميها في النار ‏مستنيه مني إيه! .‏

صعد دراجته وغادر وهو حزين يعلم أن كلماته تلك أزعجتها لكن علها تكون ‏سبب في أفاقتها قبل أن تلقي بنفسها في تلك النيران . ‏



دلفت لغرفتها وهي حزينة .... قلبها ينتفض ويرتعد, كأنه يلفظ أنفاسها ‏الأخيرة, وصدرها يعلو ويهبط من شدة ضربات قلبها, كأنه يَأْبَي البقاء ‏بالداخل, روحها التي بدت وكأنها تريد أن تَشُقُّ طَرِيقا إلي جسد آخر غير ‏هذا الذي وقع ضحية لقلبها الذي خُذل في كل من يعرف .... فصارت وكأنها ‏لم تعرف هؤلاء من قبل. كأن الجميع صاروا غرباء فجأة. ‏



في منزل والدة إيمان جلست إيمان بجوارها وعاصم أيضاً قالت إيمان: ماما ‏مش ناويه تيجي تعيشي معانا بقي .‏

‏_:إيمان أنتي عارفه كويس أوي رأيي في الموضوع ده ... يلا قومي جهزي ‏السفرة .‏

نهضت إيمان لتعد السفرة بينما قالت والدتها قبل أن تدلف للمطبخ: أبقي ‏تعالي خدي الحاجه .‏

ضحكت إيمان وقالت: حاضر من عيني .‏

انتهوا من رص الأطباق وجلسوا علي مقاعدهم قالت إيمان: الله وحشتني ‏الملوخية من أيدك يا ست الكل .‏

‏_: بالعافية يا حبيبتي .‏

قال عاصم مازحاً: طب براحة شوية فضلك حبه وتأكلي الطبق .‏

أشارت له بيدها قائلة: لو سمحت مبحبش حد يعطلني وأنا بأكل .‏

ضحك هو ووالدتها وقال: يا بختها .‏

قالت إيمان بتعجب: هي مين دي ؟! .‏

ضحك قائلاً: هتكون مين يعني ... الملوخية .‏

فهمت ما يعني فابتسمت بخجل ونظرت لأمها التي تراقبهم وتبتسم, فنظرت ‏للأسفل خجلاً .‏



تذكرت زينب حديثها مع نور عن أبيها, تذكرت قدوم ياسر إليها ليخبرها ‏أنه ندم أخيراً علي ما فعله معها .‏

‏( فلاش باك )‏

ياسر: أنا طلقت عصمت.... زينب مش شايفه أن أحنا الأتنين خسرنا ‏كتير أوي لما سيبنا بعض...تعالي نرجع وصدقيني أنا هرجع ياسر بتاع ‏زمان تاني وحتي لو طلبتي أقفل المستشفى .... هعمل كدا عشانك .‏

قالت بثبات: ندمت علي إلي عملته.... علي كل عضو خدته من جسم ‏إنسان برضاه أو غصب عنه ... عن كل جثمان ماحترمتش حرمة موته ‏وشرحته عشان تبيعه قطع غيار وتكسب من وراه فلوس .‏

قال ياسر بحزن وضعف: زينب بلاش تقسي عليا اللي فات مات .‏

‏_: لا الي فات ممتش ... أنا مش هرجع معاك بيت أتبني من حرام ‏ولقمه من حرام ... كل حاجه في حياتك حرام.... أنا ممكن أرجع في حالة ‏واحده... لو سبت كل ده وجيت معايا نعيش هنا أنا وأنت وإياد ونور ‏ونشوف لعاصم ومراته شقه .‏

ياسر: موافق هبيع الفيلا وأجي نعيش هنا .‏

ضحكت قائلة: أنت فاهم قصدي كويس يا ياسر.... هتسيب كل حاجه ‏حتي الفلوس.... كل حاجه كونتها من مال حرام هتسيبها, وتعوض أهالي ‏الناس إلي أذيتها .‏

وقف ياسر وقال بغضب: أنتي مجنونه .‏

ابتسمت زينب وقالت: وأنت مش هتتغير ... عرضك مرفوض يا ياسر ‏بيه .‏

فاقت من شرودها علي صوت الجرز, فنهضت لتفتح إذا به إياد .‏

قالت: حمد لله علي السلامة... حجاتك جوه في الأوضه .... وثواني ‏ويكون الأكل جاهز .‏

أبتسم ودلف غرفته, هي أقل من غرفته التي كان بها لكنه أحب تلك ‏أكثر لينعم بالدفء في حضن أمه .‏



في منزل نيفين حملت حقيبتها وخرجت من الغرفة هائمه, وجدت والدها ‏يدلف من باب المنزل, قال حين راها وهي تحمل الحقيبة: علي فين ؟! . ‏

قالت نيفين وهي تضع الحقيبة من يدها: ماشيه.... في فلوس في أوضتك ‏هتكفيك لأخر الشهر...وفي أخر كل شهر هاجي أطمئن عليك وأسيب لك ‏مبلغ .‏

ضحك ساخراً وقال: لا والله كتر ألف خيرك, ثم تركها ودلف لغرفته, حملت ‏هي حقيبتها ونزلت متوجهه لمنزلها الجديد بعدما أتصلت بأمها وأخبرتها عنوان ‏المنزل فانتظرتها هناك, لم تعد تستطيع تحمل تصرفات والدها ومنظره كل يوم ‏وهو عائد في المساء, صار الأمر يثير أمعائها ويسبب لها الغثيان .‏

في طريقها للمنزل صدح هاتفها فردت قائله: أزيك يا سارة . ‏

‏_: الحمد لله ... أخيراً فتحتي تليفونك .‏

‏_: معلشى عارفه إني قلقتك بس كنت مسافرة وقافله التليفون ... هبقى ‏أحكي لك بعدين... أنتو فين دلوقتي البنات وحشني .‏

‏ _: خطوبة نور أنهارده.... العريس جاي هو وأهله كمان ساعتين ... ‏مستنياكي .‏

‏_:هروح الشنطة البيت وأجيلك .‏

أغلقت سارة الهاتف فقال لها عاصم: خلي بالك من نور .‏

ابتسمت سارة وقالت: هتوصيني علي أختي .‏

عاصم: أنا خايف عليها أوي.... حاسس أنها مش كويسه وأن إلي بتعمله ده ‏عشان تنسي ياسين ... بس كل ده غلط في غلط وأنا عاجز... أحساس ‏وحش أوي لما تبقي شايف حد غالي عليك بيتألم وأنت عاجز لا حول لك ‏ولا قوة .... شايف أن في حاجه نقصاه وأنت مش عارف تجيبها له أو ‏تعوضه عنها .‏



عند ياسين قالت نشوي وهي تغلق الحقيبة: ياسين الشنطة جهزت .‏

ياسين: هي الطيارة الساعة كام .‏

قالت نشوي وهي تجلس: عشرة باليل ...هقوم أجهز الغداء .‏

قال ياسين: أنا خارج أتمشي شوية .‏

تركها وغادر, صعد دراجته وظل يتجول بها كثيراً, ثم توقف أمام المعرض ‏وأعطاها لمصطفي قائلاً: أبقي حولي الفلوس علي البنك .... وأنا أسس فرع ‏هناك وهتابع معاكوا بالتليفون .‏

قال مصطفي بحزن: متأكد أنك عايز تسافر فعلاً .‏

ياسين: لازم أسافر علي الأقل دلوقتي, ثم أبتسم قائلاً: وبعدين ممكن ‏تلاقيني قدامك في أي وقت متقلقش .‏

ضحك مصطفي وقال: ماشي ... بس أنا وعاصم إلي هنوصلكم المطار تمام .‏

‏_:تمام .‏



في غرفة نور كانت سارة تساعدها في تجهيز نفسها, دلفت نيفين قائلة: ‏وحشني يا بنات, احتضنت كلتاهما, ثم جلست علي الفراش . ‏

قالت سارة بغضب: أنتي عارفه لو قفلتي تليفونك تاني هعمل فيكي إيه .‏

ضحكت نيفين وقالت: حاضر .‏

نظرت لنور وقالت: عرفتي الهانم كانت مسافرة وإحنا قالبين عليها الدنيا .‏

نيفين: الدكتور قال إني لازم أغير جو وأنعزل عن الناس فترة, كمان نقلت ‏البيت عارفين يا بنات وأنا بسيبه قلبي كان بيتقطع بس كان لأزم أبعد وعنه ‏هو بالذات لحد ما أبقي أحسن .‏

سارة: أن شاء الله أزمة وتعدي .... إيمان لو كانت هنا كانت ولعت فيكي .‏

‏_: مين بيجب في سيرتي . قالتها إيمان وهي تدلف الغرفة .‏

كل هذا بينما كانت نور في عالم أخر, عالم خاص بها فقط ولا يمكن لأحد أن ‏يجتاز حدوده. ‏



نزل الجميع للأسفل في ما عدا نور التي انتظرت في غرفتها, ظلت تفكر في ‏ما هي مُقدمة عليه الأن, بعد فترة صعدت إيمان لتطلب منها النزول ‏للأسفل لتجلس معهم وتتم الخطبة, فنزلت للأسفل وهي ترتدي فستان ‏أبيض قليل الزينة وواسع وترتدي حجاب دهبي اللون .‏

وقف الشاب حين رآها ثم مد يده ليصافحها, نظرت ليده الممدوة قليلاً, ‏ثم جلست دون أن تُسلم عليه, فأغلق زر سترته في حرج شديد ‏وجلس, قال: أنا سامح... دكتور سامح .‏

توقف عقلها عن العمل قليلاً, ثم نهضت قائلة: أنت بتشتغل مع بابا في ‏المستشفى صح .‏

أبتسم في فخر قائلاً: أه .‏

قال والدها: سامح دكتور شاطر وليه مستقبل يا نور .‏

توقف عقلها عن العمل شدة الصدمه وسرعان ما تذكرت كلام ياسين ( ‏كان عندي صديق أسمه سامح ) .‏

قالت نور في نفسها: ياااه معقول يا بابا أنا مش فارقه معاك للدرجة ‏دي... هتجوزني لشخص كل تفكيره الفلوس وبس... للأسف ده بالنسبة ‏ليك أحسن اختيار... لأنكم متفرقوش عن بعض كتير .‏

قالت بصوت عال: مش موافقه . ‏

لم يكد والدها يتكلم حتي ملأت الشرطة المكان بأكمله وألقوا القبض عليه ‏قال الظابط: دكتور سامح... كويس أنك هنا إحنا كنا لسه هنجيلك .‏

ثم نظر للعسكري وقال أمراً خدوهم يا بني .‏

قالت نور: أكيد ياسين إلي بلغ .‏

إيمان: ياسين هيسيب مصر النهاردة . ‏

خرجت من منزلها مسرعة وخلعت حذائها ذات الكعب العالي وقادة ‏سيارتها بسرعة شديده .‏



تجمع الناس علي تلك المرأة التي ألقت نفسها من الدور السابع, والدماء ‏تنهمر من رأسها, هرولت تلك السيدة التي كانت تحمل أغراض بيدها, ‏ألقتها فور رؤيتها لتلك السيدة, جلست القرفصاء بجوار تبكي وتندب عليها ‏قائلة: عصمت .... ليه عملتي في نفسك كدا يا عصمت ليه؟ .... مش أتفقنا ‏أننا هنبلغ عنه ونحرق قلبه . ظلت تندب وتحدث جثمان أختها وتصرخ بقوة .‏



كانت تقود سيارتها بسرعة شديده وهي تتجه لمنزل ياسين, فكرت في ‏الاتصال به, حاولت مد يدها لتأخذ الهاتف ولكن بعدما حملته أصدمت ‏سيارتها في مطب صناعي فوقع منها في السيارة, حاولت احضاره مرة أخري ‏وجاهدت لتصل إليه, بينما هي تحاول كان هناك شاب يعبر الطريق وهو ‏يرتدي سترة سوداء ويغطي رأسه بكاب تشو ( طاقية في السترة ) تخفي ‏جزء كبير منه, اصطدمت به نور فوقع أرضاً وبداء الدم ينهمر من رأسه ‏نزلت من السيارة مسرعة, فرأت ما لم تسطع عينيه رؤيته, أنه ياسين! .

نزلت من سيارتها وحملته بين يديها فأخطلت لون فستانها ويديها بدمائه ‏الساخنة التي تنهمر بغزارة, ظلت تبكي وتصرخ بقوة وهي تحاول أفاقته ‏قائلة: ياسين قوم عشان خاطري.... عشان خاطري ما تسيبنيش ‏لوحدي.... قوم بالله عليك قوم . ظلت تحدثه وهي تضمه إليها بقوة وتصرخ ‏وهي تنظر للسماء وتستنجد بالله, والناس من حولها تنظر بتعجب, حاولوا ‏أبعادها لم يتمكنوا في البداية, وبعدما أبعدوها وضعوا قماشة بيضاء عليه .

ظلت تنظر له بحزن, مات! لقد مات! أنا من قتلته, كانت تفكر وهي تبكي ‏وتصرخ وتجلس بجواره القرفصاء حتي أتت الإسعاف وحملوه فقامت لتمنعهم ‏وتنظر لهم برجاء كأنها تقول (أين ستأخذونه... أرجوكم أتركوه لي حبيبي... ‏أخيراً فرحت لأن الدنيا ستجمعنا... ماذا تفعلون ... أتركوه) أبعدوها بقوة ‏عن هذا الذي غرق في دمه, كأنه حين نزل من منزلة لم يكن يودع مصر ‏بل يودع الحياة, وينظر لها النظرات الأخيرة, ‏



نهاية 2‏

كانت تقود سيارتها بسرعة شديده وهي تتجه لمنزل ياسين, فكرت في ‏الاتصال به, حاولت مد يدها لتأخذ الهاتف ولكن بعدما حملته أصدمت ‏سيارتها في مطب صناعي فوقع منها في السيارة, حاولت أحضره مرة أخري ‏وجاهدت لتصل إليه فلم تستطع نظرت أمامها وجدت نفسها علي وشك ‏الاصطدام بشاب يعبر الطريق وهو يرتدي سترة سوداء ويغطي رأسه بكاب ‏تشو ( طاقية في السترة ) تخفي جزء كبير منه . ‏

ضغطت علي الفرامل بقوة وهي تغمض عينيها خوفاً من ما هو علي وشك ‏الحدوث الأن, توقفت السيارة ولم يكن بينها وبينه سوي خطوة صغيرة, ‏نزلت من سيارتها بسرعة وهي تعتذر, رفع الشاب وجهة ونظر لها, ‏انصدمت حين رأته وقالت: ياسين أنت كويس .‏

أوم برأسه إيجاباً, فقالت: لسه عايز نبقي مع بعض .‏

أبتسم وعادت الحياة لوجهة وقال: ومين غيرك بس هيطلعلي في كل مكان ‏أروحه .‏

ضحكت, فضحك أيضا, في المساء أجتمع الجميع في منزل والدة نور وأتي ‏المأذون, وضع ياسين يده في يد أخيها عصام, وتمت الزيجة. ‏

وظلوا في منزل زينب ليحتفلوا, ظل ياسين يتحدث مع نور ويضحكوا وكل ‏من زينب وإياد وعصام وسارة و شيرين ينظرون لهم ويبتسمون في سعادة, ‏وإيمان وعاصم يقفون بمفرهم ويتحدثون, بينما كانت نيفين تقف بمفردها ‏فذهب إليها مصطفي وقال: علي فكرة في واحد هنا هيعنس بسببك أنتي ‏حرة بقي شيلي زنبي .‏

ضحكت قائلة: وأنا مالي .... هو مفيش غيري .‏

‏_: أعمل إيه في قلبي وهو مش شايف غيرك .‏

صمتت فقال: لأخر مره هقولك... تتجوزيني .‏

تذكرت كلام الطبيب ( ليه لا أديله فرصة يا نيفين ), فقالت: موافقه .‏

‏_: أحلفي أنك موافقه .‏

‏_: والله .‏

أبتسم وقال : موافقه صح .‏

قالت بنفاذ صبر: أيوه ... لو مش عايز ممكن أرجع ي كلامي عادي .‏

‏_: مش عاي دا أنا مصدقت.... منك لله يا شيخة دوختي أمي . ضحكت ‏هي الأخرى, فبادلها الضحك, وامتلأت الأجواء بالسعادة والدفء .‏
‏(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‎ ‎‏﴾ ‏‎[‎الأنفال: 30 ‏‎]

‎ ‎تمت‎ ‎بحمد الله‎. ‎

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent