رواية سليمة كاملة بقلم ميمي عوالي
رواية سليمة الفصل الثامن عشر 18
فجأة على صوت الصريخ و هرج و مرج و الكل بيحاول يحوش ربيع ويبعده عن ناهد اللى كانت مبرقة عينيها من الصدمة و الرعب من اللى حصل و هى مش فاهمة حاجة
رحيم و عبد الهادى و رامى و سليم حاوطوا ربيع و بالعافية قدروا يسحبوا ناهد من بين ايديه ، و عبد الهادى زق ناهد ناحية سِليمة و سلوان و نبيلة اللى اخدوها فى حضنهم و هم بيخبوها من ربيع من غير ما حد منهم يبقى فاهم حاجة
ربيع بثورة على عبد الهادى لما شافة بيخبى منه ناهد : انت ليك عين تفضل واقف وسطينا يا عديم الشرف يا حرامى
عبد العزيز بحزم : انا عاوز افهم فى ايه بالظبط
رحيم بصوت عالى : ما هو لو يقعد شوية و يهدى يمكن نقدر كلنا نفهم مع بعض ايه الحكاية بالظبط
ربيع بحدة : انت لسه هتشوف و تفهم ، ما الحاجة فى ايدك اهيه ، و كمان هى بنفسها و بعضمة لسانها بتقول ان الحاجة بتاعتها ، تقدر تقوللى حاجتها دى راحت بيته ازاى
رحيم و هو بيحاول يكتم غضبه جواه : ما انت لو فكرت شوية هتسال سؤال اهم من كده يا ربيع
ربيع بغضب : احنا هنقعد نسال و نسيب فضيحتها وعارها
رحيم بحدة : ما انت لازم تسال : لو الكلام ده حقيقى و دى حاجتها و كانت فى بيته ، جت تانى من بيته ازاى و مين اللى جابها و ليه
ربيع و هو بينهج من كتر الغضب : انت عاوز توصل لايه انا مش فاهم
عبد العزيز بقلة صبر : ما تفهمونى ايه الحكاية ، العلبة اللى جاتلك دى .. كان فيها ايه جننه كده يا رحيم
رحيم بص لعبد الهادى و هو بيهز رأسه يمين و شمال بقلة حيلة و قال : معلش يا عبد الهادى .. ماتزعلش من اللى هتسمعه
ربيع اتشنج من كتر الغضب و قال : انت بتعتذر له ، دنس شرفك و جابلنا العار و لتانى مرة و بتعتذر له
عبد الهادى لاول مرة يفقد أعصابه فقال بغضب : كده كتير اوى بقى ، انا عارف من زمان انك بتكرهنى و رافض وجودى وسطكم ، بس كنت فاهم السبب ، لكن انا دلوقتى مش فاهم حاجة ، ماتفهمنى ايه الحكاية الاول و بعدين ابقى اعمل اللى تعمله و اللا قول اللى تقوله
رحيم : معلش يا هادى ، هتفهم كل حاجة
ربيع بزهق : يا دى النيلة ، ده بدل ما تقتله ، قاعد بتاخد بخاطره .. انت عاوز تجننى
عبد العزيز بحزم : ما تنطق يا رحيم و تقول فى ايه
رحيم و هو بيبص لسامى و سهير بجنب عينه : الصندوق اللى جه ده ، مبعوت فيه قميص النوم ده و اللى عرفنا انه بتاع ناهد ، و معاه غيارات حريمى و ايشارب .. بتوع سِليمة مراتى و معاهم جواب بيقول ان الحاجات دى كانت فى بيت عبد الهادى و شوية كلام مالهمش لازمة من بنى ادم حقير
رامى : كلام ايه يعنى يا رحيم ما تفهمنا
رحيم : مكتوب فى الجواب .. ياريت تحاول تعرف الهدوم بتاعة الحريم بتوعك كانوا فى بيت عبد الهادى بيعملوا ايه .. لولا انكم تعزوا عليا ، كانت الفضيحة زمانها مالية البلد كلها
عبد العزيز كان قاعد بيتنقل بعينه بين سِليمة و ناهد و عبد الهادى و اللى كانوا كلهم بيسمعوا كلام رحيم وهم مزهولين
ناهد وسط زهولها وجهت كلامها لربيع و هى منهارة من العياط : و انت بقى افترضت ان هدومى بتعمل ايه فى بيت عبد الهادى يا اخويا يا كبير ، يا اللى المفروض لما تسمع عنى نص كلمة تقتل اللى قالها من غير ما تفكر اصلا ان كنت تصدقها و اللا تكدبها ، بقى انا يا ربيع تظن فيا كده .. انا ، الله يسامحك ، لكن عمرى ما هسامحك ابدا على اللى قلته و لا اللى عملته فيا النهاردة
ربيع بغضب : انتى ليكى عين تتكلمى ، قميص نومك كان بيعمل ايه فى بيته يا هانم يابنت الاصول يا محترمة
رحيم : هو انت ما بتفهمش ، انا نفسى اعرف انت ازاى بعقليتك و دماغك دى وصلت للمركز اللى انت فيه ، انت لاغى عقلك للدرجة دى
ربيع بحدة : انت بتكلمنى انا ، روح دور ورا خيبتك ، و شوف حاجة مراتك كانت بتعمل ايه هى كمان فى بيت صاحبك اللى شكله مدورهم هم الاتنين
عبد الهادى بحدة : يا حاج عبد العزيز ، انا مش عاوز اتكلم احتراما لحضرتك ، لكن الكلام ده انا ما اقبلش بيه ابدا ، و ما اعرفش اللى عمل كده ، عمل كده ليه و يقصد ايه بالكلام ده
رحيم بقوة : يقصد يطلعك من وسطينا يا هادى
سِليمة كانت دموعها مغرقة وشها وهى بتتفرج و بتسمع ، و كانت مش قادرة تستوعب الموقف كله على بعضه ، لكن اول ما رحيم قال كده ، ردت عليه و هى صوتها بيتهز من الانفعال و العياط : و اللى عاوز يطلعه من وسطنا ، يقوم يطلعه بفضيحة ليا و لناهد ليه ، اللى عاوز يعمل كده يخوض فى الاعراض ليه ، حرام كده .. حسبى الله و نعم الوكيل .. حسبى الله و نعم الوكيل
و فجأة سِليمة وقعت على الارض مغمى عليها ، رحيم جرى على سِليمة شالها و راح بيها على فوق و هو بيقول : تعالى معايا يا ناهد ، و انتى يا سلوان من فضلك كلمى دكتور
طول الوقت كان سامى عمال يبص بغيظ لسهير بعد ما غيرت هدومها و خرجت من الاوضة و بعد ما عرف ان الحاجة اللى جابتها له مش كلها بتاعة سِليمة ، و كان بيحاول انه مايبينش ده ، و راسم على وشه ملامح الصدمة و ليلى بتتفرج على اللى بيحصل و هى قاعدة فى مكانها من غير ما يتهزلها جفن اكنها بتتفرج على فيلم فى التليفزيون ، اما سهير ، فكانت مرعوبة ان رحيم يفهم ان هى اللى اخدت الحاجة من البيت
و لما رحيم اخد سِليمة و ناهد و نبيلة و طلع على فوق ، سهير قالت لسامى بخفوت : ياللا بينا ، احنا مالناش لازمة فى قعدتنا دى
سامى بغيظ : اتهدى و اقعدى على ما نشوف هترسى على ايه
سهير : انا خايفة ، رحيم شكله هرش اللى حصل
سامى بحزم : شششش اكتمى خالص ، مش عاوز اسمع صوتك
عبد الهادى بقى قاعد على نار و لا عارف يقعد و اللا عارف يمشى ، و شوية و لقوا جرس الباب بيرن و وصل المحامى اللى كان الكل نسيه تماما وسط اللى حصل ، فعبد العزيز اخده على المكتب و قعد معاه هو و سليم خمس دقايق بالظبط ، اعتذر له و ااجل القاعدة ليوم تانى و ودعه
فى الاثناء دى كان رامى ماسك الجواب اللى كان فى الصندوق مع الحاجة و قاعد وسط ربيع و عبد الهادى و هو عامل زى حارس المرمى اللى بيحاول يعرف التسديدة هتيجى من اى اتجاه عشان يصدها ، لحد ما عبد العزيز و سليم رجعوا قعدوا معاهم من تانى و هم ساكتين تماما ، لكن فجأة رامى قام وقف و سحب ربيع على اوضة المكتب و هو بيقول له : تعالى معايا بسرعة ، عاوز اوريك حاجة
ربيع قام معاه و هو عمال يبص لعبد الهادى بغل ، و اول ما دخلوا المكتب و قفلوا الباب وراهم ، عبد الهادى قال لعبد العزيز : انا مش عارف اقول لك ايه يا حاج ، لكن كل اللى اقدر اقوله دلوقتى ، انى مستعد اقسم لك على كتاب الله انى ما اعرفش اى حاجة عن الحاجات اللى جت دى ، و انها عمرها ما دخلت بيتى ، و انى عمرى ما افكر ابدا انى اخون و اللا اعمل حاجة حرام .. مصدقنى يا حاج عبد العزيز
عبد العزيز بهدوء : حتى لو مش مصدقك يا ابنى ، عمرى ما اصدق على بنتى و بنت اختى نص كلمة من كلام الزور ده ابدا
سليم برزانة و عقل : واضح جدا ان فى حد خسيس عاوز يوقع العيلة كلها فى بعضها ، بس ازاى يبقى بالغباء ده ، عمر ما حد فينا ابدا ممكن يصدق نص كلمة من الكلام ده على اى طرف من الاطراف
ليلى و سهير و سامى بصوا لبعض بامتعاض و رجعوا بصوا لعبد العزيز و عبد الهادى من تانى
الدكتور وصل و سلوان اخدته على اوضة سِليمة ، و غاب عندها حوالى ربع ساعة و نزل مع رحيم اللى كان مرسوم على وشه ابتسامة رايقة ، و بعد ما وصل الدكتور و شكره ، عبد العزيز قال له بنبرة حزينة : مراتك عاملة ايه دلوقتى يا ابنى
رحيم بابتسامة واسعة و هو بيدور عينيه وسط الكل : باركلى يا حاج ، سِليمة حامل
عبد العزيز بفرحة : الله اكبر .. الله اكبر ، مبروك يا ابنى ، عقبال ما تشيله فى حضنك و يتربى فى عزك
عبد الهادى : الف مبروك يا رحيم ، ربنا يتملها بخير
سامى قام مرة واحدة و شد سهير معاه قومها من مكانها بغيظ و قال : انا همشى انا بقى يا عمى ، و لو احتجتنى فى حاجة انا موجود ، السلام عليكم
الكل : و عليكم السلام و رحمة الله و قبل مايوصل للباب ، كان ربيع و رامى خارجين من اوضة المكتب ، فرامى قال : انت ماشى يا سامى
سامى : ااه ورايا مشاوير مهمة ، عاوز حاجة
رامى و هو بيمدله ايده بورقة و قلم : ااه .. ياريت لو تكتبلى هنا عنوان المأذون اللى طلقت عنده ناهد ، عشان عاوز من عنده شوية اوراق تخص ناهد
سامى اخد منه الورقة كتبله فيها عنوان و رجعهاله تانى و قاللهم السلام عليكم و مشى ، و بعد ما مشى رامى بص فى الورقة و ابتسم و اداها لربيع و هو بيقول له ياريت تفهم بقى
ربيع بص فى الورقة و رجع قال بامتعاض : برضة لازم اتأكد
رامى بقلة حيلة : اتأكد براحتك اهى معاك هى و التانية اياكش حتى توديهم لخبير خطوط
ليلى و الفضول هيموتها راحت وقفت جنب ربيع و سالته و هى بتبص على الورقة : هو فى ايه يا ربيع
رامى : فى ان فى ناس مابتحبش الخير لحد يا ليلى ، و عشان كده ياريت نبطل نمشى ورا كل كلمة كده على الفاضى
ليلى : انا مش فاهمة حاجة
رحيم : انا افهمك يا مراة اخويا عشان بس الكلام ده يتقفل عليه و مايطلعش تانى برة ، اللى عمل كده ولاد عمنا و هم عاوزين يضربونا فى هادى ، الظاهر ان الهانم لما كانت بتعمل حجتها انها عاوزة تقعد مع عيالها و تقعد هنا وسطينا ، كانت بتقعد تلملم فى الغيارات و الهدوم و اللى واضح جدا انهم مغسولين و مش ملبوسين ، تفتكرى كانوا واخدين هدومهم هناك يغسلوها مثلا ، ثم يعنى معلش اللى بعتهم ده دخل بيت هادى ازاى عشان يجيبهم من عنده ، الصراحة الغل خلاهم اغبيا زيادة عن اللزوم و ماقدروش يحبكوها ، و ده طبعا يخلينا نحمد ربنا و نشكر فضله
ربيع بضيق : انت مالك بتتكلم و انت مالى ايدك من كلامك بالشكل ده
رحيم بابتسامة : لانى عارف مراتى اللى حياتها فى كتاب الله و تعاليمه و اختى اللى مربينها كلنا على ادينا و مربينها كويس و واثق فى صاحبى زى ما انا واثق من روحى و عارفه و حافظه زى ما انا عارف و حافظ صوابع ايدى يا ربيع و عارف انه لا يمكن يخون و لا يمكن يعمل حاجة تغضب ربنا ابدا
عبد الهادى كان باصص بامتنان شديد لرحيم طول ما هو بيتكلم
رامى : و اهو الورقتين فى ايدك نفس الخط و الاسلوب ، انا لا يمكن اتوه ابدا عن خط سامى ، ماتنساش انه اتعامل معايا كتير فى شغل و كان دايما خطه بتتريق عليه عشان كان بيدخل الحروف فى بعضها زى ما انت شايف كده
ليلى بسخرية : ماشاء الله ، بقينا كلنا وكلاء نيابة
كانت سلوان نازلة من فوق و وراها ناهد اللى بتبص بتحدى لليلى و ربيع و هى و نبيلة ساندين سِليمة اللى كان وشها باهت و عنيها وجفونها حمرة من كتر العياط و نازلة و هى بتدور بعنيها على سامى و سهير ، و اول ما سلوان سمعت ليلى بتقول كده راحت ناحيتهم و قالت : انا فى معايا حاجة عاوزة اوريهالكم
رامى : حاجة ايه يا سلوان
سلوان : انا مش من عادتى ابدا انى اقف اتسنط على حد و كلكم عارفين عنى ده ، لكن انا النهاردة بالصدفة سمعت كلام .. ربنا الهمنى فى ساعتها انى اسجله ، و كنت ناوية انى اسمعه لرامى بس عشان يتصرف ، بس اللى حصل النهاردة خلانى اقرر ان الكل يسمعه مع بعضه ، و عشان كده صممت ان ناهد و سِليمة هما كمان ينزلوا يسمعوه معانا رغم انى سمعته لهم فوق قبل ما ننزل
ليلى اول ما سمعت سلوان حست على طول ان الكلام اللى متسجل ده هى طرف فيه فقالت : كفيانا بقى كلام فى المواضيع دى ، الواحد صدع ، ياللا يا ربيع خلينا ناخد الولاد و نمشى ، انا تعبت
ناهد بحدة : مكانك يا ليلى ، ده انتى و جوزك .. اللى يبقى اخويا الكبير المحترم اللى كان عاوز يقتلنى و بيتهمنى فى شرفى اول ناس لازم تسمعوا الكلام ده ، عشان يعرف انه اوى فى بيته حية و متلفع بيها
ربيع بحدة : اتكلمى بادب يا ناهد احسنلك ، و الزمى حدودك ، انا لسه ماخلصتش من حكايتك اللى الله اعلم هتخلص على ايه
ناهد بغضب : الادب ده تعلمه لمراتك يا ربيع ، انما انا الحمدلله عارفة حدودى كويس و عمرى ما اتخطيتها ابدا ، و انا ماليش حكاية يا ربيع عشان تخلص منها
عبد العزيز بحدة : هو خلاص انا مابقيتش فارق معاكم للدرجة دى ، كل واحد واقف للتانى و مش عارفين تحترموا انى قاعد وسطيكم ، و بعدين التفت لسلوان و قال لها : تعالى اقعدى جنبى يا سلوان و قولى كنتى عاوزة تورينا ايه
سلوان راحت قعدت جنب عبد العزيز و قالت : اسمع يا بابا ، و اسمعوا كلكم
و شغلت الريكورد اللى سجلته لليلى و سهير و اللى اول ما اشتغل و ليلى اتأكدت من احساسها وشها جاب الوان و الكل عمال يسمع و يبصلها بغضب على زهق و اشمئزاز ، لكن ربيع كان بيبصلها بصدمة و هو مش مصدق ابدا انها ممكن تتفق مع ولاد عمه على اخواته
و اول الريكورد ما خلص ، ربيع قرب منها و مسكها بغضب شدها من مكانها و قال لها من بين سنانه : ايه القرف اللى انا سمعته ده ، انتى ازاى تعملى كده .. انطقى
ليلى بحده : الكلام ده مش حقيقى طبعا ، انا بس كنت بسايرها عشان افهم اللى فى دماغها ، لكن عمرى ما كنت هعمل حاجة تضر حد
ربيع بغضب : اومال ماقلتليش ليه ان سامى جالك ، و جالك فين ، و قعد معاكى فين انطقى
ليلى شدت دراعها من ايد ربيع بعنف و قالت بغضب : كان عنده مصلحة فى البنك و عدى عليا ، ايه المشكلة
ربيع : و ماقلتيليش ليه
ليلى بعجرفة : نسيت ، ايه المشكلة انى نسيت ، ايه ، هتعلقلى المشانق يا سى ربيع عشان نسيت و اللا ايه
ربيع : لا ما نسيتيش يا ليلى ، و كان جايلك مخصوص كمان
ليلى : يووووه ، قلت لك كان جايلى فى شغل
ربيع : لو كلامك ده حقيقى كان عدى عليا انا اولى ، لكن ده انا ما شوفتوش نهائى ، يعنى كان رايح لك مخصوص عشان تدبروا و تخططوا ، و مسيرى اعرف كان بيتفق معاكى على ايه و على مين من اخواتى
ناهد بسخرية : و احنا من امتى يا ربيع بقينا اخواتك
ربيع التفت لناهد و قال لها باستغراب : ايه اللى انتى بتقوليه ده
ناهد : ماحدش جرأ مراتك علينا غيرك، و لا حد سمحلها تبخ سمها وسطنا غيرك
رامى راح ناحية ناهد و غمزلها و قال لها : اهدى شوية يا ناهد ، احنا بنحاول نهدى الامور
ناهد بغضب : لا يا رامى مش ههدى ، انت عاوزنى اعذره ليه ، و اهدى عليه بمناسبة ايه ، هو عمل ايه عشان اى حد فينا ، طول عمره و هو مابيهموش غير نفسه و الفلوس و بس ، و سبحان الله .. ماجمع الا اما وفق ، ربنا رزقه باللى شكله و طبعه ، حطت على طمعه طمع و على قلبه صخر ما بيتحركش ، و بعدين بصت لربيع و قالت له :
فاكر عملت معايا ايه عشان تجبرنى اتجوز سامى ، فاكر لما قعدت تستنفذ ضعفى و حبى لابويا و امى ، فاكر لما هددتنى انى لو ماوافقتش هتسافر ورا نادية و مش هترجع غير و دمها و دم جوزها محنى كفوفك و يبقى بدل ما ابونا و امنا مايكونوا خسروا نادية بس يبقى خسروكم انتو الاتنين ، فاكر و انت مشغللى اسطوانة السمعة و العار ، و فى الاخر اعرف ان كل ده عشان الارض اللى كنت شاريها مع سامى عشان تتاجروا فيها
بعتنى عشان مصلحتك لوحدك و انت عارف ان سامى متجوزنى تخليص حق عشان ينتقم من نادية الله يرحمها فيا ، انت الوحيد اللى عارف حياتى مع سامى كانت ازاى ، انت الوحيد اللى اشتكيتلك حالى و انا كنت فاكرة انى هصعب عليك و هتسمحلى اتحرر من سجنه ، انت الوحيد اللى عارف السبب الحقيقى اللى خلانى ما خلفتش و رغم ذلك ماكنتش بتتورع ابدا انك تلقح عليا بكلام زى السم انت و مراتك و رغم ذلك سكتت و مارضيتش اتكلم و لا اشتكى و لا احكى على طمعك ، و كنت بدعيلك كل يوم ان ربنا يغسل قلبك و يهديك و تفهم ان الفلوس مش كل حاجة ، و ان المفروض ابقى اهم عندك من شغلك و تجارتك مع سامى ، و فى الاخر الاقيك انت و مراتك عاوزبن ترمونى لسامى من تانى ، و كأنك قررت انى افضل كبش فدا طول عمرى من غير ما يبقالى رأى
فوق بقى ، لازم تفهم ان انا بنى ادمة من لحم و من دم ، و من هنا و رايح ماحدش هيقرر خطوة واحدة فى حياتى من غير رأيى
و بعدين التفتت لابوها و هى بتنهج على اخرها و قالت : بعد اذنك يا بابا ، ياريت حضرتك تؤمر ان الحية دى ماتدخلش بيتنا تانى مهما كان السبب
ليلى راحت ناحية السلم بغضب و قالت : انا هغير هدومى و هاخد ولادى و همشى حالا و مش هتشوفوا وشى تانى
ربيع بجمود : لوحدك يا ليلى
ليلى وقفت و التفتت له باستفهام فقال لها : هتمشى معايا لوحدك يا ليلى ، الولاد هيفضلوا هنا على ما نصفى حساباتنا سوا
ليلى بغضب : بتحلم يا ربيع ، انا مش هسيب ولادى هنا ابدا
سليم : يا مدام ليلى ، الولاد النهاردة شافوا حاجات كتير اوى زيادة عن اللزوم ، اعتقد لو سيبتيهم مع ولاد عمهم و عماتهم افضل لهم من انهم يسمعوا اكتر من كده
ليلى بعجرفة : يا ريت كل واحد يخليه فى نفسه و مايتدخلش فى اللى مالوش فيه
نبيلة مسكت ايد سليم و سحبته لورا عشان يقعد و هى بتقول : اقعد استريح يا سليم ، و ماتنفخش فى قربة مخرومة و تتعب روحك على الفاضى ، حقك عليا انا
ليلى بحدة : نعم يا ست نبيلة انتى كمان ، ايه ، يوم ما هيطلعلك صوت هيطلع عليا انا
نبيلة بصت لربيع و قالت له بصفة الامر : خد مراتك و امشى و حلوا مشاكلكم مع بعض بعيد عن هنا يا ربيع
ربيع مد ايده عشان يشد ليلى ، ليلى بعدت ايده عنها بغضب و هى بتنده على ولادها بحدة و بتقول له : قلت مش هتحرك من غير ولادى ، انت ايه .. ما بتفهمش
ربيع نزل ايده و بصلها بحدة و فجأة رفع ايده مرة واحدة و ضربها بالقلم
عبد العزيز قام وقف راح ناحيتهم و قال لربيع بجمود : الكلام ده مايصحش يبقى فى بيتى ابدا ، انا اللى بقول لك مش حد من اخواتك ، خد مراتك و ابعدوا بسمكم عن هنا ، و يكون فى معلومك لا انت و لا هى هتشوفوا ولادكم و لا هتتعاملوا معاهم قبل ما تغسلوا روحكم و تتطهروا من الغل و الطمع اللى ماليكم ، و انا ليا كلام تانى مع اهلك يا ليلى
ليلى كانت مصدومة من القلم اللى اخدته من ربيع ، فربيع لما سمع الكلام اللى ابوه قاله مد ايده شدها بغضب و قال لها : هتمشى معايا زى ما انتى كده حتى من غير ما تغيرى هدومك ، ياللا و كفاية كده
و خرج و الغضب ماليه و هو ساحبها وراه لغاية ما ركب عربيته و مشى ، عبد العزيز بيبص على فوق لقى كل الولاد واقفين بيتفرجوا عليهم من فوق السلم ، فقال لنبيلة و سلوان : اطلعوا لموا الولاد و اقعدوا معاهم و سروا عنهم و حاولوا تطيبوا خاطرهم و تنسوهم
نبيلة : حاضر يا بابا ، و اخدت سلوان و طلعوا على فوق لموا الولاد كلهم فعلا و راحوا قعدوا معاهم
عبد العزيز راح اخد سِليمة تحت جناحه و باس راسها و طبطب عليها و قال لها : الف مبروك يا بنتى ، ربنا يتملك بكل خير و يقومك بالسلامة انتى و اللى فى بطنك ، شفتى كرم ربنا ، كان عاينلك الخبر الحلو ده عشان ينسيكى اللى حصل و يسرى عن قلبك
سِليمة انفجرت فى العياط فى حضن خالها و قالت : قلبى واجعنى اوى يا خال ، انا عمرى ما اذيت حد ، لما عرفت ان ليا اهل فرحت و قلت هتدفى بيهم و اتحامى بيهم من الزمن ، يقوموا يعملوا كده .. ليه يا خال .. ليه
عبد العزيز بتنهيدة : إن النفس لأمارة بالسوء يا بنتى ، مش كل بنى ادم بيقدر يغلب شيطانه ، زى ما فى ناهد اللى قدرت تضحى بكل حاجة عشان خاطر اهلها ، فى سهير اللى رمت حتى ولادها عشان خاطر نفسها ، و زى ما فى سامى اللى طمعان فى اللى مش من حقه ، فى عبد الهادى اللى عارف حدوده و حدود ربه ، و صوابعك يا بنتى مش زى بعضها ابدا
ناهد كانت قاعدة وشها احمر جدا من كتر العياط و الانفعال ، و رامى راح قعد جنبها و اخدها فى حضنه و باس راسها و كان بيحاول انه يهديها ، و عبد الهادى كان قاعد كل تركيزه معاها و متضايق جدا عشانها بس حاسس انه متكتف و مافيش فى ايده حاجة يعملها ، بس فى الاخر قام وقف و قال : بعد اذنكم يا جماعة انا هضطر استأذن انا ، حاسس ان وجودى مابقالوش لزوم
عبد العزيز : ماتقولش كده يا هادى ، انت بقيت واحد مننا يا ابنى ، و خقك عليا انا يا ابنى فى اللى حصل ده كله
عبد الهادى : العفو يا عمى ، حقك على راسى ، و معلش يا عمى ، بس انا محتاج امشى و كمان عندى شغل ، اكيد حضرتك عارف و مقدر
عبد العزيز : ماشى يا ابنى على راحتك .. اتفضل
رحيم راح مع عبد الهادى لغاية الباب و قال له و هو بيسلم عليه : بكرة الصبح ان شاء الله هحاول افضى نفسى و اجيلك نقعد سوا شوية ، انا عارف انك عاوز تتكلم
عبد الهادى بتنهيدة : خليك مع مراتك دلوقتى ، و بعد كده نبقى نقعد يا رحيم ، الايام جاية كتير
رحيم : هتيجى و تجيب معاها كل خير ان شاء الله
عبد الهادى هز راسه بالموافقة و رجع بص على ناهد لقاها بتبص عليه و عيونها غرقانة بالدموع فابتسم لها و قال : هونى على نفسك يا ام فهمى ، و خرج و قفل الباب وراه
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سليمة) اسم الرواية