رواية الحب لا يكفي كاملة بقلم قسمة الشبيني
رواية الحب لا يكفي الفصل الثامن عشر 18
عادت وفاء للمنزل وكانت أمها هناك ، ليس من عادة أمها التغيب عن العمل دون سبب قوى ، اقتربت منها بقلق لا يخفى على سميحة
_ جرى ايه يا ماما قاعدة من الشغل ليه؟
حاولت سميحة تنحية مخاوف وفاء جانبا وهى تجيب بمودة
_ أبدا مفيش قولت إحنا اصلا فى إجازة مدارس ارتاح يوم مش هيجرى حاجة ؟ المهم انت عاملة أيه؟
أرخت وفاء رأسها للخلف وهى تشعر بحاجة شديدة للراحة
_ هبقى كويسة يا ماما ماتقلقيش
_ بس انت بتحبيه يا وفاء!
نظرت وفاء لعينى أمها مباشرة وهى تجيب بثقة
_ مش كفاية يا ماما، الحب مش كفاية
تنهدت سميحة فهى خير من يعلم أن الحب بالفعل ليس كافيا لبناء حياة دون الوصول لنقطة تلاقى العقول فالقلب وحده لا يقيم الحياة ربما يمكنه دفعنا للمقاومة لكنه لا يكسب حربا وحده أمام عقول ترفضه وواقع يحاربه .
.................
وصلت استقالة وفاء أمام محسن الذى نظر فيها مطولاً وهو يصارع نفسه في قبولها أو رفضها ولم ينجح في إتخاذ القرار الذى ينهى هذا الصراع فهو رغم رفض عقله لها بكل تأكيد لازال يريدها بالقرب دون سبب واضح بالنسبة له.
أمسك هاتفه وطلب رقمها منتظرا سماع صوتها لكنها لم تجب، حاول مجددا لكنها لم تجب أيضاً، نظر للهاتف بدهشة هل تتجاهله فعلياً؟
أم أنها بالفعل تتألم وتهرب من الألم بالتهرب منه؟
أعاد المحاولة للمرة الثالثة ليسمع صوتها الحاد الذي أسرى ابتسامة فوق شفتيه
_ خير يا بشمهندس؟
دار عقله فوراً فهو قبل أن يتخذ قرار مهاتفتها لم يفكر فيما سيقوله لها لكنه سارع يتدارك أمره وهو يتساءل
_ خير منين وحضرتك مقدمة استقالتك؟ ازاى تستقيلى من غير ما تخلصى المشروع اللى انت بنفسك صممتيه؟ اجيب منين مهندس يكمل شغل حضرتك؟
كانت وفاء تستمع إلى أسئلته المتوالية وهى واجمة تماماً وعقلها يخبرها أنه من الأنانية التى تسمح له بالإبقاء عليها فقط لرغبته في ذلك، تعلم أنه لن يعترف بأخطاء فكره لذا فهو لن يتغير وهى لن تسمح له بعرقلة حياتها لفترة أطول، يكفيها ما قضته في صراع داخلى بسببه منذ لجأ إليها لحل خلافه وسهى ليستغل قلبها الفرصة ويلتصق به، لن تسمح له بالمزيد لذا قاطعته بهدوء
_ حضرتك عندك قسم بحاله يخلص الشغل مش مضطر تجيب حد وإن كان على التصميم لو قرأت الاستقالة كويس هتلاقى فى آخرها طلب تقييم سعر مناسب ليه، مفيش اي مبرر أنى أكمل فى الشركة بعد اللى انت قولته فى الموقع
_ وفاء اناااا
لم تمنحه فرصة للتبرير فهى لا تنتظره منه وتابعت بنفس النبرة القوية
_ من فضلك تخلى شئون العاملين يكلمونى لما ورقى يجهز لأنى هقدم فى شركة تانية واتمنى تمسح رقمى من عندك وماتحاولش تتصل تانى واظن أنك كبير كفاية على أنى اعملك حظر
نظر للهاتف والصدمة تحتل نظراته وهو لا يصدق أن احداهن تلفظه من حياتها بهذه الطريقة، تحكم فيه غضبه ليمسك القلم منهيا قصتها معه قبل أن يستدعى السكرتيرة ويطلب منها الإسراع بإنهاء خدمة وفاء مع منحها مبلغا مناسبا للتصميم .
...............
مرت عدة أيام دون أي تغير في حالة عثمان، تجلس بجواره كل يوم تحدثه بلا توقف ودون أن تحدد موضوع ما ستتحدث به بمجرد أن تجلس بجواره يتدفق الحديث عن الماضى وعن ذكرياتها التى لم تخبر بها أحد.
ضاق صدرها ككل يوم وهى لا ترى أي استجابة من عثمان أو بوادر لمرور هذه الأزمة ورؤيتها له مجددا وإن كانت نظراته الغاضبة هى كل ما ستراه .
اقتربت ليسترخى كفها فوق صدره ككل يوم قبل أن تغادر لكن غلبتها الدموع وتملك منها الانهزام لتقترب وتتوسد صدره تضمه إليها وهى تشهق متألمة فعليا من كل ما تمر به وتعجز عن مواجهته
_ قوم بقا يا عثمان انا تعبت أوى.
اجهشت ببكاء لا تعلم له سبباً محددا، فقط تريد أن تبكى قربه حتى تهدأ تلك الآلام وتسكن تلك الخفقات، انتفضت تبتعد عنه مع تغير رتابة الرنين الذى يصدر عن الأجهزة وحفظته وكأنه يصدر عن نبضها هى.
دارت عينيها تتفقد الأجهزة التى بدأت تعود لرتابة أصواتها لتعود دموعها وتغادر الغرفة فوراً.
.................
وصلت وفاء للمنزل منذ ساعة واحدة بعد رحلة من البحث عن عمل جديد، رغم أن لها قاعدة معارف لا بأس بها إلا أنها لم تلجأ لأي منهم فجميعهم على صلة بمحسن وهى لا تريد أي رابط بينهما.
كادت تسلم وعيها لعالم الأحلام ليعيدها للواقع رنين الجرس الذى افزعها فعليا بشكل زاد من خفقات قلبها، اعتدلت جالسة مع تكرار الرنين ثم انسحبت من الفراش لتتجه نحو الخارج.
فتحت الباب و قفت تنظر للغريب الذى يطرقه دون أن تتعرف عليه فتتساءل
_ أي خدمة؟
_ انت اكيد وفاء
صوته الهادئ وتلك الابتسامة التى تزين وجهه مع وقاره الظاهر ، اجتمعت الظواهر التى تدعوها للتمهل والتساؤل مجدداً
_ مين حضرتك وتعرفنى منين؟
_ أسمى عزيز وسألت وعرفت أن بنات عمى الله يرحمه اتجوزا وأن أنت قاعدة مع مرات عمي الله يرحمه.
إلتقى حاجبيها وهى تحاول أن تركز فيما يقول وتظن أن إدراكها مشوش لكونها كادت تغفو
_ انت بتقول إيه؟ عمك مين ومرات عمك مين؟ انت اكيد غلطت في العنوان.
لم تهتز ابتسامته وكأنه يقدر التشوش الذى تمر به وهو يحاول أن يكون أكثر وضوحاً
_ انا عزيز ممدوح ابن عمك اللى هو اخو والدك الله يرحمه
_ هو مات؟؟
لم تكن الدهشة هى كل ما يسيطر عليها بل غضب شديد وكأنها تتمرد على سنين الحرمان التى عاشتها بدونه وهى تتأكد أنها قد حرمت للأبد، طالما كان هناك صوت خفيض داخلها يخبرها أنه سيعود يوماً ما وينزع عنها هذا الحرمان، تلك الطفلة الباكية داخلها كانت منذ طفولتها تنتظر عودته ليأتى هذا المبتسم ويخبرها أنه لن يفعل .
_ أنا آسف كان لازم اجى بدرى عن كده، لكن والدى كان مع عمى الله يرحمه فى الحادثة وحالته كانت خطر ماكنتش قادر ادور عليكم قبل ما اطمن عليه.
لازالت عاجزة عن التعاطى مع كل هذه الأحداث التي يسردها بهدوء لينقذها صوت أمها متسائلا
_ بتكلمى مين عندك يا وفاء؟
زادت بشاشة هذا الغريب وهو ينظر خلفها
_ طنط سميحة مش فكرانى انا عزيز ؟
وجدت نفسها تجلس برفقة هذا الغريب وامها وهو يتحدث عن حادث مروري أصيب فيه والده وتوفى أخيه ، يتحدث بألم من عايش الألم عن الجراحة الدقيقة التي خضع لها أبيه متأثرا بجراحه وكسور فى منطقة الحوض ، عاد يسلبها من أفكارها
_ وبابا بيرجوا حضرتك تسمحى له يشوف بنات عمى، انا بقى لى أسبوع بدور لحد ما وصلت للعنوان من المدرسة اللى حضرتك فيها دلوقتى.
لم يبد على أمها التأثر بكل ما قاله فهى بالفعل فقدت التعاطف مع ذلك الرجل منذ سنوات طويلة، أما أخيه فربما تتعاطف معه فقد حاول مراراً في الماضى مساعدتها ومساعدته لكن لا يمكن لأحد مساعدة شخص يرفض مساعدة نفسه .
_ والله يا ابنى انا ماعنديش مانع بس زى ما انت شايف البنات كبروا وانا مش هغصب على واحدة فيهم، انتو كلكم بعدتم عننا من سنين
قاطعها بهدوء
_ انا معترف أن كل اللى حصل زمان غلط لكن ارجوك اتكلمى معاهم اكيد مش بنطلب منك تجبريهم بس بنطلب شفاعتك علشان يقبلوا يدونا فرصة وأقسم لحضرتك أننا مش هنخسر فرصتنا
ابتسمت سميحة مرغمة لاسلوبه اللبق والراقى لتتساءل
_ هو انت خريج إيه يا عزيز ولا بتشتغل فين؟
ظهر الأسى فوق ملامحه وهو ينكس عينيه هربا منها
_ انا خريج اقتصاد وعلوم سياسية وكانت أمنية حياتى اشتغل في السلك الدبلوماسي بس حضرتك عارفة الوظايف دى ليها شروط والله يرحمه كان محاوطنا بالمشاكل .
أدركت وفاء أنها ليست الوحيدة التي تأذت من ذلك الرجل لكنها تثق أنها الأكثر بينهم.
..............
أسندت سهى رأسها لكتف عمها الذى لم تعد تملك غيره وهى تتابع البكاء وتعلم أنه يعجز عن مواساتها بل يحتاج للمواساة ربما أكثر منها،
لم تكن تنتظر أن يتحدث فهو في الغالب لا يفعل لكن يبدو أنه يحاول ملأ الفراغ الذي تعانيه
_ هيبقى كويس يا سهى، عثمان شديد وهيقوم منها
دارت عينيها لتقف بباب الغرفة وهى تتمنى أن يتحقق حديثه
_ بس هو زعلان منى يا عمى، انا علطول بزعله
قطب جبينه غير مدرك أنها بحاجة للبوح بما تكنه بصدرها أو عاجز عن استقبال بوحها وتوجيهها للتصرف الصحيح ، ربما يمكن لزوجته أن تفعل لكنها اختارته هو فماذا يفعل؟
ظل على صمته لنصف دقيقة كانت خلاله تنتظر منه أن يطلب منها أن تتابع حديثها لكنه قال
_ حتى لو زعلان منك هو طول عمره بيحبك واللى بيحب مابيزعلش من حبيبه، بياخد على خاطره شوية بس مش زعل يفرق أو يبعد أصلا اللى بيحب مايقدرش يبعد.
رفعت رأسها تنظر إلى عمها بلهفة متسائلة
_ بيحبنى!! هو قالك كده يا عمى؟
_ لا ماقالش ، ومش هيقول، طيب ما أنا بحب هالة اكتر من روحى وماقولتش، اصل الحب مش بالكلام
_ بس يا عمى الكلام ضرورى ولازم نعبر عن مشاعرنا، الكلام مش هو التأكيد على الحب بس بنحتاج نسمع من اللى بيحبنا أنه بيحبنا
صمت لحظات كأنه يستوعب ما قالته قبل أن يهز رأسه
_ ماشى، بس مش كل الناس بتقدر تتكلم
_ ما هو يا تبقى محظوظ وتلاقى حد يقدر يا يبقى حظك وحش وتتوجع
عادت ترخى رأسها فوق كتفه ليعود لصمته وتتعلق اعينهما معا بالباب عله يعلن عما ينتظران بينما يفكر صبرى فيما أخبرته به ابنة أخيه متسائلا داخله؛ هل جميع النساء لهن نفس الفكرة ويعانين نفس الاحتياج؟
............
دخل عزيز لغرفة والده طريح الفراش لتتجه إليه عينيه بلهفة وسرعان ما كلل الإحباط ملامحه وهو يراه وحيدا فيتساءل
_ مارضيوش يجوا معاك؟
اقترب عزيز وهو يهز رأسه نفيا
_ انا ماشوفتش غير وفاء، سلمى ومنى متجوزين بس طنط سميحة هتكلمهم وترد عليا
_ ووفاء ماجتش ليه؟
لم يخف عليه لهفة أبيه الواضحة في سؤاله لكنه لن يتسبب له في المزيد من الألم
_ وفاء مصدومة يا بابا هم محتاجين وقت، ماتنساش أن تقريبا أول مرة يسمعوا عننا
اغمض ممدوح عينيه يوارى ألمه ويبدى ندمه على إتباع أخيه طيلة السنوات الماضية
_ ياما قولت له دول بنات ماينفعش نتخلى عنهم كان يتهرب منى ويقول مااعرفش مكانهم، وانا غلطت لما سكت كان لازم ادور عليهم من زمان واقف فى ضهرهم يمكن اللى جرى لى ده ذنبهم
اعترض عزيز بهدوء محاولا رفع روح أبيه المعنوية التى تتدهور بسرعة تنذر بخطر صحى
_ بابا بلاش تشيل نفسك فوق طاقتك
قاطعه ممدوح رافضا مواساته
_ الدبلوماسية بتاعتك يا عزيز مش هتنسينى انى غلطت انا معترف بغلطى، تخيل كده ريم اختك كانت يوم فرحها واقفة بطولها وأحنا على وش الدنيا؟ لو تقدر تتحملها هتعرف انا بتعذب ازاى على منى وسلمى
يقدر عزيز ما يمر به والده من لوم للذات ويبدو أنه يعجز عن تخفيف ألمه، وحدهن بنات عمه من تتمكن من رفع هذا الهم عن عاتقه ، فهل تقبلن ذلك أم تقابلن جحوده بالمثل.
أتجه عزيز لغرفته لتلحق به أمه ليلى ، أغلقت الباب واتجهت لفراشه لتجلس متسائلة
_ سميحة عملت معاك إيه؟
_ ولا حاجة قابلتنى كويس جدا وقالت هتكلم البنات يجوا يشوفوا بابا
_ الكلام ده تقوله لابوك علشان تصبره لكن انا عاوزة الحقيقة
ابتسم عزيز وأسند رأسه للفراش فهو يذكر جيداً ما كان يدور بين أمه وسميحة فى الماضى، لم تكن أمه من ذلك النوع الودود ولم تكن سميحة ممن يفرض نفسه لذا حافظت كل منهما على حدودها الخاصة مما سهل عدم الإتصال بعد طلاق سميحة لكنه حين وعى وقائع الحياة فهم أن أمه ليست ودودة مع الجميع وليس الأمر قاصرا على سميحة لذا لم يتمكن من لوم سميحة أبدا.
_ طنط سميحة طيبة اوى يا ماما وعاقلة، هى عارفة أنى ماكنتش طرف فى مشكلتها علشان كده قابلتنى كويس وانا هعدى عليهم تانى بعد يوم ولا اتنين وبردو هى معاها رقمى .
اكتفت ليلى من الحديث لتنهض متجهة للخارج
_ هروح اقعد مع ابوك شوية كنت سيباه لوحده
...........
استلقت وفاء بفراشها وهى لا تعلم سبب الضيق الذى يتخلل صدرها ويشعرها بالاختناق، تريد أن تحرر تلك الدموع التى تزيد من اختناقها لكنها لا تستطيع.
هى لا تعلم سبب حزنها، لأنه مات!!
كان ميتا منذ سنوات طويلة
لأنه لن يعود!!
عودته كانت أكثر ما تتشكك به ورغم ذلك لم تتوقف عن تمنيها
تحرك ذراعها لتلتقط هاتفها وهى على استعداد للتحدث إلى أي شخص مهما كانت هوية المتصل، لم تنظر للشاشة فقط قربت الهاتف وهى تجيب بلا تردد
_ مين؟
جاءها صوت اختها منى، الأخت الأكبر بينهن والتى شهدت بحكم عمرها على الكثير من الأحداث التي اغفلها عقل وفاء، سمعت صوت منى الباكى لكنها لم تتحرك فربما هى أيضاً بحاجة للبكاء
_ وفاء انت مصدقة اللى حصل؟ ماما بنفسها بتطلب مننا نروح نشوف إنسان مادورش علينا ولا سأل عننا! ماما بعد العذاب ده كله ...
قاطعتها وفاء وهى تحاول أن تبدو هادئة
_ ماما مش بتفرض على واحدة فينا حاجة، ماما بتدينا القرار زى ما طول عمرها بتعمل
صرخت منى بألم
_ كان المفروض تطرده وماتسمعش منه ولا كلمة
عادت وفاء للمقاطعة
_ منى ماما مش بتحجر على قرار واحدة فينا لأننا مش صغيرين وبعدين هى هتطرده ليه وهو مش طرف فى مشكلتها هو مجرد وسيط ليه حق أننا نسمعه وبعد كده هو بردو اللى هينقل قرارنا أي كان، ماما بتسيب لنا الباب مفتوح علشان كل واحدة تختار اللى يريحها وبتيجى على نفسها علشان تقدر تعمل كده يبقى المفروض نشكرها الأول وبعدين نفكر مش نصرخ ونعيط ونحكم على تصرفها
لم تلحظ وفاء أن نبرة صوتها قد تعالت تدريجيا لكنها ارتاحت للصمت التام على الجهة الأخرى، هى تعلم اختها الكبرى جيداً، انفعالية وعاطفية للغاية ورغم أنها الأكبر إلا أنها تحتاج للارشاد.
.............
لازالت الأعين معلقة بالباب لكنها ابتعد عن عمها فور وصول أمها وخالتها، ظهر الطبيب الذى دخل منذ وقت طويل للغرفة، وقت طويل بشكل أثار مخاوفهم جميعا ، اقترب من عمها ليتحدث بهدوء
_ الحمدلله المريض بدأ يفوق وخلال ساعات هيستعيد وعيه كامل ونقدر نقيم حالته .
صخب كامل بمجرد أن سمعت تلك البشرى ،صخب ظهر مردوده فوق ملامحها مع تردد صوت للسعادة داخلها ؛ سيعود عثمان
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الحب لا يكفي) اسم الرواية