رواية انجذاب الروح كامله بقلم زينب خالد عبر مدونة دليل الروايات
رواية انجذاب الروح الفصل الواحد والعشرون
غرفة رهف
نامت على الفراش بعدما أبدلت ملابسها والإبتسامة على شفتيها مرسومة لا تصدق ما حدث هل ارتبطت حقا بيزن أم أنها مجرد أوهام يتخيلها عقلها الصغير .. تتذكر ما حدث وبكل مرة إبتسامتها تزداد اتساعاً .. أحاسيس ومشاعرة مبعثرة بداخلها ما بين الخوف من القادم وحب ببدايته الصغيرة التى بدأت تنمو بشكل رائع تحتاج فقط لمن يراعيها بإهتمام .. هتفت بإسمه بخفوت تتلذذ بسماعه لكن هل حقاً أحبته بهذه السرعة لا تنكر بأنها تعودت على وجوده على حديثه .. فى الفترة عندما انقطعت الحديث بينهم بدأت بالتفكير الدائم به .. لا يرحل أبدا عن تفكيرها لا تعلم هل تحبه حقا أم أحبت وجوده بجانبها خصوصاً بأنه ساعدها فى كثير من الأحيان عندما تلتجئ له .. تذكرت فى أحد المرات عندما كانت تشاهد إحدى المسلسلات وكان البطل يتسائل ما هو الحب وكيف نلاحظ بأننا وقعنا فى حب هذا الشخص .. لا يعتقد بمجرد استيقاظه فى الصباح فجأة يقول بأنه أحب هذا الشخص .. حيث أجاب أحدهم قائلاً " بلا ستستيقظ فجأة تقول بأنك تحب وستقولها صباحا ومساء .. هو من يجعلك تسير فى الليالى الباردة لا تفكر إلا به .. هو من يجعل النوم يهرب من مضجعه لمجرد تخيل وجوده حولك .. هذا هو الحب لكن يجب أن تصارحه حتى لا تندم لعدم البوح بهذا له " .. كل هذه الأشياء بدأت بالحدوث معها ليس جميعاً لكن التفكير به لا يبرح عن عقلها أبدا .. تنهدت قليلاً وخيالها ينسج خيوط مستقبلهم وحياتهم المستقبلية وبين الحين والآخر تبتسم بسعادة لمجرد التخيل بها ...
_______________________
شقة يزن
أغلق الباب خلفه ثم وضع المفاتيح بإهمال على المنضدة بينما اتجه بجسده لغرفته تلقائياً .. دلف الغرفة ثم سار بخطوات بطئيه نحو المرآه تمعن قليلا بهيئته .. راحة غريبة تغمره لا يعلم مصدرها .. تذكر رهف بهيئتها الفاتنة التى تجعل أى أحد ينجذب تلقائياً لها لكن هل سينجذب مثلما كان سينجذب أى شاب .. لا ينكر بأنه إنجذب لهيئتها الخاطفة للانفاس .. ابتسم عند لاح على ذاكرته إبتسامتها الخجولة وعينيها التى ترقص بسعادة كأنها فازت بمسابقة بها .. لاحظ نظراتها التى كانت تنظر بها ، هل أحبته أم أنها مجرد تخيلات ينسجها عقله .. لكن حقا لاحظ عيوانها التى تنطق حقا بإنجذابها .. مشتت قليلاً لا يعلم ما يشعر به بالتحديد كل ما يعرفه بأنه شعر بالراحة .. نظر حوله والغرفة خاليه من وجود أحد غيره .. لديه مالك الحق بأن الوحدة سيئه للغاية .. ومهما حاول التظاهر بعدم المبلالاة وتعوده عليها لكن سيأتى اليوم ويجد نفسه وحيدا حقا وحينها سيكون الوقت قد فات .. أبدل ملابسه ونام على الفراش ونظر للسقف بشرود وعينيه تائهه وعقله لا يبرح عن التفكير .. كيف ستسير الأمور بينهم ؟ سؤال يدور بعقله ولا يجد له إجابة .. زفر بقلة حيلة حيث هتف بضعف :
يا الله ..
دقائق وغرق بنوم عميق .. يوم مر على الجميع منهم من يشعر بالاضطراب ومن يشعر بالسعادة وأخرين خلدوا للنوم براحة خالية من أى شئ ..
__________________________
بعد يومين ..
محل الصاغة ..
كان الجميع متواجد فى أحدى محلات الصاغة الخاصة بالطبقة المخمرية .. يقف يزن ومالك وحازم بجانبهم سُليمان حتى هتف سُليمان بمزاح وهو يراقب زوجته وابنته تقوم بانتقاء بين أوراق الخواتم التى يضعها الرجل أمامهم :
أنت عامل حسابك يابنى .. لأن باين كدة هتروح مفلس
ضحك يزن بشدة على حديثه حيث هتف حازم بثقة :
حبيبتى تختار اللى هى عايزاه حتى لو حاجة مش موجوده هنا وهو عليه يدفع وهو ساكت
رفع يزن حاجبه قائلا بسخرية :
صحيح هو أنت دافع من جيبك حاجة .. أختك أهى ويلا بلاها جوازة
ابتسم مالك قائلاً :
يزن قدها واللى هى تطلبه مُجاب هى تؤمر بس
تحدث يزن بنبرة هامسة لمالك :
متتكش أوى على كلامك هااا عشان احتمال متقبضش الشهر الجاى
أجاب مالك سريعاً :
يلا يا يزن نروح بنتكم عندكم أهى .. ده فيها مرتب وأنا راجل مسؤول وعندى التزامات .. يلا نروح يا بنى
ثوان مرت حتى ضحك الجميع وامتلأ المحل بضحكاتهم حتى التفتت رهف و حنان و روضة ينظرن لهم بتعجب لكن سريعاً ما التفتوا مرة أخرى لتقوم رهف بإنتقاء الخاتم
بعد فترة
كانت رهف انتقت شبكتها التى كانت تتكون من خاتم من الماس يتكون من جزئين جزء به فص من الالماس والجزء الآخر يتكون من حبيبات الألماس اللامعة التى تجذب من ينظر لها من الوهله الاولى و دبلة وسوار بينما أهدائها يزن بطقم من الألماس مكون من سلسلة وسوار وحلق كانوا فى غاية الروعة حيث انبهر به الجميع واثنوا على زوق يزن بينما رهف كانت تلتمع عينيها من السعادة تفحص هديته بإبنهار وفرحة شديدة بينما قام يزن بشراء دبلة بلون الاسود يزينه خط رفيع من الذهبى الامع .. دفع يزن المال للرجل حيث أعطاه الكرت الخاص به .. ثوان حتى اتى الرجل ومعه الحقيبة التى تحمل بها شبكتها بارك للجميع متمنياً لهم الفرحة ...
فى الخارج
هنئ الجميع يزن ورهف وباركوا لهم متمنيين لهم السعادة بينما مال يزن الواقف بجانب رهف وعنيها تلتمع من السعادة هتف بإبتسامة :
مبروك يا رهف
نظرت له رهف بإبتسامة خجولة ثم أردفت بخجل :
الله يبارك فيك
ابتعد يزن عنها وعلى شفتيه إبتسامة خفيفة هتف للجميع قائلاً :
عشان المناسبة الحلوة دى عازمكم على الغداء
هتف مالك باعتراض :
لا العزومة دى عندى أنا .. أنت عريس يا حبيبي ومحتاج لكل جنيه اسمع مين
ضحك الجميع على حديث مالك حيت أجاب يزن بضيق مصطنع :
يووه ليه تضغط عليا كدة .. لو مكنتش أصريت ثم أكمل بمزاح طب يا جماعة عند أغلى مطعم ونقف عنده هو أصر وأنا مش هحرمه من حاجة
صدم مالك حيث أردف سريعاً :
مين قال أن عازم حد .. أنا هاخد مراتى حبيبتي وهنروح ناكل فى بيتنا
تحدث حازم بعبث :
للأسف أنت ادبست لا يوجد مجال للفرفرة .. وأنا عندى مطعم هندفعك فيه اللى وراك وقدامك متقلقش يلا يا جماعة
هتف مالك بحسرة قائلاً :
اى اللى خلانى اتسحب من لسان ما أنا واقف وساكت ..
وجه حديثه لروضة قائلا بحسرة :
كُلى بقى انهاردة لأن هنقضى باقى الشهر ناكل بطاطس وبنتجان
تعالى ضحكات يزن وحازم بشدة على مالك بينما يربط يزن على كتف مالك بمواساة بينما لم تستطع روضة أن تكبت ضحكتها أكثر من ذلك وأنضمت لهم بينما نظر لهم مالك بغضب مصتطنع لدقائق حتى شاركهم الضحك ..
ركبت رهف مع يزن فى سياراته خلفهم روضة ومالك واصطحب حازم والديه معه متجهين للمطعم لتناول الغداء معا .. مر اليوم على الجميع بسعادة خاصة رهف التى كانت تشعر بإحساس مختلف كُليا بين السعادة وراحة غريبة تغمرها خاصة عندما كان يزن يتحدث معها ويشاركهم الحديث بمزاحه المعتاد .. حقا اشتاقت له ولحديثه بشدة وتنتظر حتى يعود الحديث بينهم كما سابق عهده ...
______________________
فى اليوم التالى ..
شركة الاستيراد والتصدير ..
كانت رؤي تجلس على الطاولة بجانب حازم يتناقشون ببعض البنود المتعلقة بالصفقة الجديدة .. رفع حازم رأسه عن الأوراق بينما وقع عينه على رؤي منحية الرأس تنظر للورق باهتمام شديد .. نظر لها لبعض الوقت يتأمل وجها بينما كل الفنية والاخرى تسقط خصلة على عينيها فا تحجبها عن الرؤية لكن بانمالها الصغيرة تعيدها مرة أخرى مع أخواتها .. ظل ينظر لها وكأنه شرد بها يراقبها بإهتمام دون إراده منه .. رفعت رأسها تنظر له وجدته شارد بها ، خجلت قليلا حيث توردت وجنتيها بحمرة خفيفة تكاد تلاحظ .. انتبه لها حازم حيث ابعد ناظره عنها متعللا بشرودة الغير مقصود قائلا :
معلش سرحت شوية
أردفت رؤي بنبرة رقيقة :
لا عادى ولا يهمك
ابتسم حازم بخفة حيث تحدث بابتسامة :
رهف أختى خطوبتها يوم الجمعة الجاية على دكتور يزن الجبالى لو تسمعى عنه وأتمنى أنك تشرفينى فى الحفلة هستناكى ..
أبتسمت رؤي بفرحة قائلة :
أكيد طبعا سمعت عنه .. ألف مبروك وربنا يتممهلها على خير
أجاب حازن بإبتسامة :
هستناكى لازم تيجى مش هقبل أى أعزار بعدين مش لوحدك هعزم المديرين الشركة .. هيبقى عندنا فى القصر هبعتلك لوكيشن
لم تجد رؤي غير الموافقة وهى ترى الإصرار بعينيه حيث أجابت بإبتسامة :
إن شاءالله ..
تلاقت أعينهم فجأة وشرد كل منهم فى الآخر إنجذابت رؤي لعينى مالك بشدة .. ظل تواصل الاعين مستمر حتى فاق الاثنان من حالة الإنجذاب الغريبة التى حدثت من مجرد نظرة حتى ابتعدت رؤي بتوتر لاول مره تشعر به تجاه رجل حيث لممت أوراقها بتوتر شديد بينما تحاول أن تجمع شتات نفسها سريعا متحدثة بهدوء محاولة فى التغلب فى التعثر فى حديثها قائلة :
عن إذنك عشان عندى شغل ..
خرجت سريعا دون أن تستمع لاجابته بينما هو ينظر لها باهتمام حتى خرجت سريعا من الغرفة حيث تمم لنفسه يتعجب :
اى اللى حصل دة .. مالى بقيت اركز معاها ليه
نفضت سريعاً لجميع الأفكار التي تجمعت بذهنه محاولة لجمع شتات نفسه وارتداء زى الجدية على ملامحه مرة أخرى
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية انجذاب الروح) اضغط على أسم الرواية