رواية تائهه بين نيران القسوة كاملة بقلم شهد زاهي عبر مدونة دليل الروايات
رواية تائهه بين نيران القسوة الفصل الثالث و العشرون 23
لتتنهد بخفوت وهي تروي عليها كل الذي حدث الليلة الماضيه مرورا من انقطاع الكهرباء علي الحارة جميعها و مكالمته لها طبعا لم تدخل في مواضيع الكلام ....ثم شعورها باحد في الشقه لم تروي عليها القبلة التي عصفت بروحها و قلبها بكل طاقك كانت تملكهت لتنهار بين يديه علي اضاءه هاتفه يتخبطون في الاثاث لتعض علي شفتيها بخفه لتهمس بخفوت
(بعدها معرفش ايه الا حصل كنت خايفة من النور و كده فقعدنا بكل هدوء و ادب و اخلاق ...هو الا قطع النور علي الحارة علشان يشوفني و معاه نسخه من المفتاح متسالنيش عملها ازاي لانه جاوبني برد غير متوقع شكله كان حرامي مز وهو صغير ....احم المهم عرفت ان الفرح بكره الا هو النهارده معنديش اي فكره انا المفروض اعمل ايه و مامته و عمرو ايه موقفهم انا مش عارفه اتصرف و حاليا انا محتجاكي جمبي يا هنا )
لتقف مكانها بنفس وقفتها لم تستطيع ان تعتدل حتي يبدو ان فقراتها لم تساعدها علي الاعتدال ....ربما تولاي سقطت علي راسها ليله امس و حلمت بارسلان العمري ....ما هذه الصدمة التي تلقتها الليله هي زفاف تولاي و هي ليس لديها علم من الاساس الا قبلها بساعات معدوده
لتصرخ بصدمة وهي تنظر لها بعصبية
(استني يا تولاي .....انتي فاهمة الا انتي بتقولي ايه ؟!! ....عايزه تفهميني ان ارسلان العمري جه امبارح وعرض الجواز انا شوفت عربيته وهو خارج من الحارة ... انتي عارفه لو كان منسي هو الا شاف عربيته وهو خارج و لا راجل من رجاله الحاره كانو عملوا ايه ؟!!
كانت الحاره قلبت فوقيها تحتيها ...انتي ازاي بقت حياتك بعيده عني للدرجاتي من امتي واحنا بنبعد كده ...انا مبقتش اشوفك طول الوقت مشغوله بارسلان و عشق ارسلان ..... هتدخلي وسط مجتمع هتنسيني و هتنسي الدنيا كلها بعد ما تتعودي عليهم ....انا مش عايزه اعرف اي حاجه من هنا و رايح يا تولاي انسيني )
لتبتعد عنها بهدوء لتستدير وهي تنظر لها بدموع هاتفه ببرود
(الف مبروك يا تولاي هانم ....)
لتدخل الي الغرفه وهي ترتدي ملابسها بسرعه لتجري خلفها تولاي وهي تتمسك بها تبكي بقوه وهي تهمس بصوت مرتعش
(انا اسفه يا هنا والله ....انا عارفه اني كنت مأثره معاكي الفتره الا فاتت انا اسفه والله انتي دايما عامله زي ماما الا مشوفتهاش اصلا و مش فكراها ...استحملتيني طول الوقت و كنتي امي الا مشوفتهاش رغم اننا نفس السن ....خليكي معايا يا هنا متسبنيش في يوم زي ده اواجهه فيه عالم انا مش قده و لا قد مواجهته دلوقتي !)
لتنظر لها وهي تبتسم بسخرية هاتفه
(انتي الا اخترتي العالم ده يا تولاي ....وانتي الا هتقفي قدام العالم ده علشان ارسلان العمري ......انا رفضت و هرفض كل ده لان ده مش شكلي و لا ده عالمي ....انا مرتبتش في قصور و لا شكلي اجنبي انا هنا محمد بنت بسيطه دبش ...رجوليه ومبسمحش لحد يقرب مني ولا ده لوني و لا ده طبعي ....ربنا يسهلك امورك لكن انا اوت من كل ده )
لتمسك حقيبتها الرياضيه وهي تلقيها علي ظهرها خارجه من الشقه و تولاي تجري خلفها باكيه لم تستطيع ان تتمسك بها كانت تجري بسرعه مبتعده عنها ....لينظر لها الحارس وهو يهتف بجدية ناظرا الي الساعه
(يلا يا تولاي هانم ياريت تجهزي بسرعه.....)
لتنظر له بدموع وهي ترفع عباءتها مسرعه الي شقتها تحتمي بها جالسه خلف الباب لن تجهز و لن تذهب الي اي مكان بدون صديقة عمرها و امها الوحيدة التي علمتها ....تعلم انها اخطات في حقها وحق نفسها و اختها كثيرا و هي تجري هنا و هنا لم تلتف الي حياتها البسيطة التي كانت تحتويها .....لتقترب منها ترنيم ناظره لها بدموع هامسه بصوت مختنق
(انتي هتمشي يا تولاي تاني و تسيبني و هيجي وحش زي مروان و يضربك )
لتهز راسها برفض وهي تضمها لها بعنف متمسكه بها كل منها تشهق ببكاء متمسكه بالاخري بشده ...لقد تركها ابيها في منتضف النطاف تائهه بين النيران لا تعلم الي اي نار تختار و تذهب لتحترق في نيران هذا تاره الي ان أنطفئت ثم ترتمي لتحترق في نيران الباشا حتي الان مازالت تحترق و ان تنطفئ الا بوجودها بجانبه
لن تستطيع ان تخسر اختها و صديقه عمرها ايضا لتظل علي هذه الحاله لفتره طالت و طالت ......
--------------------------------
ينزل علي الدرج بخفه وهو يرتدي ساعته بلامبالاه ليبتسم برقة لم تظهر الا معها هي ...ليتذكر الجنون الذي اصابه ليله امس لابتعادها عنه ليله واحده ظن انها سنة مرت عليه وهو يتعذب و يتلوي في الفراش ليلا حالما بالليله التي ستكون به في شقته ...علي سريره الذي لم تطئه رأس فتاه طوال حياته ...رغم انه كان علي علقات مع نساء كثيرا حتي انه اصبح لا يميزهم لكن لم تكن واحده فيهم ولن تكون من تروض الذئب ....فقط هذه التولاي هي من جعلت من الذئب هادئ معها هي فقط ....
لم تاتي من تجعله ينظر لها بسحر و هو لا يستطيع ابعاد نظره عنها
هي بسحرها بملامحها الصافيه ....عينيها كليله شتاء يكمن بها البرود و الدفئ في ذات الوقت كانت عاصفة بكل ما بها
عاصفه للغاية ....كحبه فريسه تنظر من سيفترسها علي اقل من مهلة وسيكون هو بكل رحب سعة هذا الذئب !!
ليرفع رأسه ينظر الي جوان التي خرجت توها من المصعد ناظره له بدموع باعده نظرها عنه ....ليتفحصها لكي يطمئن قلبه انها بخير حتي اذا كان قلبه غاضب عليها
ليبعد عينيه بهدوء عنها ليمر من جانبها واقفا الي جانبها هاتفها بجمود صاعق
(جهزي نفسك علشان الفرح النهارده ....مش هسمحلك متجيش ده امر مني و انا مبعدش كلامي مرتين )
لتؤمي موافقه بصمت كما كانت دموعها ساقطه علي وجنتيها بصمت ليبتعد عنها تاركا اياها شاهقه ببكاء هامسه بعتاب وصل الي مسامعه جيدا
(قلبك قسي اووووي يا ارسلان .....قسي لدرجه انه وجع بنتك الا قلبها اتكسر اصلا !!!)
ليتوقف مكانه لدقائق دون ان ليتفت لها ليقرر اخيرا ان يحنو عليها وهو يلتف لها ناظرا لها بقسوك هاتفا بسخريه وهو يضع يديه في جيبه
(البنت ديه هي الا كسرت قلبها بنفسها لما فكرت انها نكلم عيل ابن **** قرر انه يهدد و يلعب علي اخت ارسلان العمري ...فاهمه يعني ايه جوان العمري تلعب لعبه حرقت بيها نفسها ....قتلت بنفسها اكثر حاجه حلوك جواها بنتي ..... متجيش تلومي ان قلبك اتكسر و انتي اول سبب فيه سبتك و قولت هترجعي عن الهبل الا بتعمليه وقولت عيله بتخرج لكن تصاحبي واد ابن **** و **** وقعتي تحت ايده في اقرب فرصه قدر انه يجيبك تحت رجله تصرخي خوف ....مكنتيش خايفه و انتي بتكلميه ...مكنتش خايفه لما هددك وقررتي بكل غباء انك تخبي عني ...اديكي ضعتي و ضيعتيني و ضيعتي شرفك ياريت تكوني استريحتي كده يا هانم ....كلامي هو الا هيمشي عليكي غضب عنك مش عاجبك عندك اربع حطان اخبطي راسك فيها )
لينظر لها بجمود هاتفا اخيرا منهيا حديثه
(قلبي قسي و هيقسي .... جوازك من مراد انتي حره مش هغصبك بس يكون في علمك محدش هينفعك غير مراد السيوفي ...محدش هيقدر يسامحك و يحن عليكي من كل الرجاله الا مراد السيوفي ....لو متصرفتيش صح ساعتها انا الا هتصرف مفهوم ؟!!)
ليخرخ من القصر تاركا اياها تنتحب بقوه ناظره له بصدمة انه محق في كل كلمة قالها . ..كل كلمه جرحتها بقوه جرح لن تستطيع ان تنساه لكنه محق !!
لقد علم كل شئ ...علم كل شئ
كيف لها ان تجعله يسامحها و يغفر لها الان
بعد اغتصابها لقد كان صبور ...حنون لم يتركها لحظه تبتعد عنه حتي انه كان ياتي ليلا بعد ليله طويله مرهقه في الشركه ينام الي جانبها لكي تغفو وهي تتشبث به
لكن هي التي طعنته في ظهره عندما تحدتثت مع شخص لم يستحق
لم يستحقها و لم يستحق براءتها التي اختلسها منها بكل جبروت انه محق !!!
ليخرج من القصر واقفا في الحديقة رافعا هاتفه اليه وهو يتصل بكبير الحراس التي تقف امام المبني مانعه اي رجل من الصعود الي دورها ....ليستمع الي صوته وهو يهتف بجديه
(ايوه يا باشا ....تولاي هانم قافله علي نفسها الشقه بعد ما نزلت هنا هانم و طلعت كانت بتعيط و قفلت علي نفسها مبتردش )
ليغمض عينيه وهو يهتف بجمود لم يستطيع توقع ما الذي حدث بينهم بكنه بعرف بانه لن يجعلها تتراجع مهما حدث !
(ريع ساعة وهكون قدامك ...اعرفلي هنا فين حالا تبعتلي مكانها ؟!!)
ليغلق معه وهو يضع يديه حول رأسه بتعب المشاكل كل يوم تتعقد اكثر من قبل كلما ظن انها حُلت لكنها كانت تتعقد ليتنهد بخنقه وهو يرفع رأسه ناظرا الي السماء وهو يتنفس بصعوبه ليهز راسه بعنف وهو يخرج من القصر مصتدما بامه التي كانت تدخل من الحديقة وجهها شاحب منذ ليله امس يبدو انها لم تنام ليله امس ليهتف بجمود
(صباح الخير .....النهاردع الغرح الساعه 8 بالليل هرجع بعد ساعتين تكونوا جهزتوا ....مش عايز مشاكل النهارده الحراسه هتفضل معاكم لو احتجتي حاجه بلغيني )
لتبتسم بدموع وهي تهمس بخفوت
(كويس انك لسه فاركنا والله ...فيك الخير يا ابني عالعموم انا مش هعمل مشاكل ...ربنا هو الا عالم ان الجوازه ديه مش هتكمل من اول شهر يا ارسلان ...لا حياتك الاولي و لا انت نفسك هتقدر تتغير )
لينظر لها بابتسامه واثقه وهو يهتف بتحدي
(لو علي حياتي فانا رمتها ورايا و حرقتها بايدي اما لو انا فانا اتغيرت من اول ما دخلت علي الشركه علشان تتدافع عن ابوها فخليكي واثقه اني هنجح انا وهيا مهما حصل )
لتؤمي بابتسامه وهي تهتف بجدية
(هنشوف يا ارسلان ....هنشوف يا ابني )
ليركب سيارته وهو يديرها بسرعه خارجا من القصر تاركا الرياح خلفه داهمت خصلات شعرها الحريريه المترابطه مع بعض خصلات فضيه زادتها جمالا فوق جمالها الجذاب لتدخل الي القصر برشاقه وهي تنظر الي جوان بابتسامه هاتفه
(قومي اجهزي يلا علشان فرح الباشا ...مهما حصل هيفضل هو الباشا )
ليرفعوا نظرهم الي عمرو الذي كان ينزل بخفه علي درجات الدرج وهو يتحدث الي هاتفه بصوت هادئ هاتفا
(قريب هاجي اخدك ....متقلقش مش هتفضل هناك كتير ... محدش هيقدر يقرب منك متنساش انت ابن العمري .... خليك فاكر وعدنا ....كل من يحمل اسم العمري ذئب ....و الذئب وحش العمري )
ليغلق الهاتف وهو ينظر لهم بتساؤل هاتفا بجديه
(في ايه و ارسلان فين مش ظاهر النهارده ؟؟!)
لتنظر له نور بحنان وهي تهتف بابتسامه
(كلمك النهارده ....؟!!)
ليؤمي بهدوء هاتفا بجمود وهو ينظر الي جوان الباكيه
(ايوه كلمني .....في ايه و باصين لبعض ليه ؟!)
لتنظر له نور بقوه وهي تهتف بجدية
(النهارده فرح الباشا ....الساعه 8 هيبعت انا العربيات و الحرس معانا ...روح و هليك معاه يا عمرو هيحتاجك اكيد )
لينظر لها بجديه وهو يهتف بهدوء
(لسه مصمم علي رائيه ....هو عارف هو عايز ايه سيبيه طول عمره هو الا ممشي البيت ده و موقفه علي رجله و مش هيسمه كلام اي حد خصوصا عن تولاي احمد رشوان ....احنا منعرفش ايه حكايتها بس شكلها مش بتاعه كده ...اهدي و اتصرفي بحكمتك تاني )
لتؤمي موافقه وهي تؤمي بابتسامه دامعه رغما عنها
(عندك حق يا عمرو ....انا مش مصدقه ان ارسلان هيتجوز اخيرا ....مش قادرك اصدق ان النهارده فرح ابني بقالي سنين بتمني اشوفه في اللحظه ديه مش هقدر اني مروحش و اعند معاه ....اخيرااا)
ليؤمي بحنان وهو يجلس علي قدميه امام جوان ماسحا دموعها الصامته ليهتف بحنان
(بطلي عياط ....دموعك ديه غاليه يا غالية وحياتك عندي يا اميرتي هترجعي احسن من الاول ...ارسلان هيسامحك فوقي يا جوان ...انتي جوان العمري يعني بنت العمري و الملكات مبتتكسرش مهما حصلها هترجعي و تقفي علي رجلك ...هترجعي جوان العمري القوية اميرتنا )
لترتمي في احضانه متشبثه به بقوه وهي تبكي بهستريا تخرج كل الوجع الذي بداخلها لم تحزن و تبكي هكذا عندما استيقظت من الحادثه لكن ارسلان عندها ابيها هو من رباها منذ صغرها هو مثلها الاعلي .....كلمته كالسيف هي ابنته المدلله لكن احزنته بقوه قبل ان تحزن نفسها ليبتعد عنها بعد ان هدأت اخيرا ....يالله من هؤلاء النساء لديهم قدره عجيبه علي البكاء لكن هذه المتوحشه التي التقي بها لم يراها تبكي قط ...فقط مثل الدبة متوحشه علي الجميع لم يراها منذُ ثلاثه ايام لقد اشتاق ان يجعلها تطلق لسانها التي يلقي بالحجارة في وجوهه الجميع يا لها من جميلة متوحشه.....سوف تكوني متوحشتني يا جميلة و انا من ساروضك علي قلبي بكل رحب و سعة !
--------------------------------------
يدخل الي الشقة ليجدها تجلس علي الاريكه ضامه نفسها بقوه و الي جانبها هذه الصغيرة التي لم يلتقي بها الا مرتين لم يتحدث اليها ليحملها و يضعها علي الاريكه الاخري بحنان ليقترب من تولاي وهو يجلس الي جانبها لتفتح عينيها المتورمه من كثره البكاء لم تكن نائمه ....انها واعيه لكنها لم تستطيع ان تنهض لكي تري من الذي دخل لم تسمع الي صراخ هنا لذلك لم تقف لتنظر له بدموع وهي تهمس بصوت مختنق
( ارسلان ...... انا مخنوقة )
لم ينتظر منها السبب او العذر فقط جذبها ضاممها الي صدره محسسا علي شعرها بهدوء و كانت حقا تحتاج الي هذا الحضن لتنفجر البكاء شاهقه بعنف ليهمس بخفوت
(هششششش ...اهدي و بطلي عياط ....اهدي ايه الا حصل ؟!!)
لتشهق باكيه كالاطفال وهي تبتعد عنه هامسه ببكاء عنيف
(هنا اتخانقت معايا بسبب الا حصل امبارح و انها معرفتش ان فرحي النهارده وهي امي و اختي و مقولتلهاش .....انا بعدت عنها الفتره الا فاتت و اتعصبت من كل حاجه ...هي زعلانه و انا مقدرتش اتكلم معاها انشغلت بعالم غير حياتي انا مش هعمل حاجه منغيرها )
لينظر لها بهدوء هاتفا بحنان مرتبا شعرها المبعثر بفوضويه اثرت قلبه
( قومي البسي يا سيدة القلب ....هنا مش هتقدر علي زعلك قومي اجهزي يلا و انا هستناكي تحت و صحي ترنيم و جهزيها هاخدها لماما تهتم بيها )
لتهز راسها برفض وهي تنظر الي ترنيم بندم
(لا خلي ترنيم معايا .....هي زعلانه فكراني همشي و اسيبها تاني زي ما حصل )
ليغمض عينيه وهو يتذكر مره اخري انها تزوجت مروان و اسرها مبعدا اياها عنه و عن هذه الصغيره لا يعام انها باتت تخاف الابتعاد عن اختها ليؤمي موافقا وهو ينزل الي الاسفل ساندا علي سيارته لم تطل الفتره وهي تنزل ببنطلون ازرق جينز و بلوزه بيضاء فوضاويه عليها اظهرت حمره شفتيها ووجنتيها من البكاء والي جانبها هذه الصغيره التي حملت من جمالها الكثير عينيها الزرقاء بياضها و صفاء بشرتها لتتمسك باختها مبتعده عنه بهدوء لتنظر بها تولاي بابتسامه خافته هاتفه
(احم ....ترنيم سلمي علي ....!!)
لم تعلم ما الذي عليها قوله ليتولي هو هذه المسئوله وهو ينزل الي مستواها لم يقلل من هيبته و شموخه ناظرا لها بحنان هاتفا بابتسامه رقيقه
(انا ارسلان العمري ....وانتي ؟!)
لترفع نظرها الي تولاي التي اؤمت لها بعينيها مطمئنه اياها لتهمس بصوت خافت
(ترنيم احمد رشوان .... انت هتحبس تولاي انت كمان ؟!)
ليعقد حاجبيه بجمود حاول السيطرة علي ذاته ناظرا الي تولاي التي تهربت بعينيها مبتعده عنه ليهتف بهدوء
(لا يا ترنيم ....انا مش كده انا بحب تولاي ومش هحبسها و لا هبعدك عنها هتعيشي معانا و هنا هتبقي جمبك هيا كمان علشان متبعدوش عنها ....ديه هديه انا جايبهالك افتحيها لما توصلوا انتي و تولاي )
لتلمع عينيها ببريق عندما علمت انها ستظل الي حانب اختها و سوف يعطيها هديه لتفقد عينيها بريقها مره اخري وهي تتذكر وعد مروان لها الذي اخلي به لتصمت وهي تجلس في السياره من الخلف ليقترب محسن بغضب منهم هاتفا بصوت عالي
(علي فين يا ست البنات ؟!!)
لتشهق بعنف وهي تراقب ارسلان الذي لمعت عينيه بشر لم تراه من قبل ....ليقترب منه وهو يصرخ بصوت جهوري هز ارجاء الحارة
(جرا ايه يا بن ***** ....انت متعلمتش من المره الا فاتت و لا شكلك بنحب الخرايط ... تولاي احمد رشوان مراتي ....حرم ارسلان العمري )
ليقترب منه بخطر و يبتعد الاخر مسرعا ليهمس بفحيح
( انا لو لمحتك تاني جمبها او ماشي في شارع هي ماشيه فيه ....متسالنيش هعمل فيكِ ايه يا محسنه )
ليغمز له بشراسة وهو يمسكها بقوه راكبا سيارته وهو يديرها خارجا من الحارة بسرعه جنونيه تركت خلفها الكثير من الغبار ...رأت في عينيه نظره شرسه لم تراها من قبل ...ليس لديها القدره لكي تسأله لكنها ستعلم بكل تاكيد ما الذي حدث من خلفها
ليتوقف امام بيوتي سنتر هائل لتنظر له بتوتر هاتفه بايدي مرتعشه
(انا خايفه ...؟!)
لينظر لها بابتسامه مطمئنه وهو يمسك يديها
(متخافيش ....كلها ساعات وهتبقي ملكي و في حضني و ....)
لتضربه علي كتفيه وهي تصرخ خجلا
(اتلم في طفلة صغيره تخدش حياءها و حيائي بالا انت بتقوله ده ؟؟)
ليغمز لها بخبث وهو يعض علي شفتيه بخفه
(انتي لسه شوفتي قله حياء ...)
لتهز راسها بيأس وهي تخرج سريعا من السياره متمسكه بترنيم داخله الي هذا المكان لتجد مجموعه من العاملين علي رأسهم صاحبه المكان هاتفه بابتسامه
(اهلا بيكي .... مدام العمري )
لتؤمي بابتسامه رقيقه وهي ترفع راسها متنهده بخفه
( ....اهلا بيكي ...)
لتبدا يومها الشاق للغايه وهي تتفاجئ من الجميع لقد كانت تعامل كملكه حقيقيه لم تتوقع هذا اطلاقا لتدخل الي غرفه الملابس لتشهق بصدمه وهي تنظر الي هذا الفستان ....يالله ما هذا الجمال انه رقيق للغايه يليق بملكه رقيقه ...ربما يليق بسيدة القمر لترتديه بابتسامه وهي تتامل ونفسها يالله لم تشعر بالوقت لقد مرت ثلاث ساعات وهي من راحة الي راحة اخري الفستان ينساب علي جسدها برقه ليس لها مثيل لتستمع الي السيده وهي تهتف بابتسامه
(بسم الله ماشاء الله يا تولاي هانم ....زي القمر انتي مش محتاجه حاجه اصلا له حق ارسلان الباشا اخيرا يتجوز . .ربنا يسعدك يارب ....عربيات الباشا و الحراسه في انتظارك )
لتؤمي بابتسامه وهي تخرج من البيوتي لتصتدم بالهواء الذي رفرف شعرها خلفها بجمال ساحر ليفتح لها السائق السياره بابتسامه وهو يعطيها بوكيه من الورود الحمراء الفاقعه تتناسب مع بياض فستانها و حمره شفتيها الورديه الخفيفه لتركب بهدوء الي السياره بعد فتره كانت تدخل الي القاعه التي فتحت ابوابها بقوة توقف علي اثرها الجميع وهو يثبت نظره علي الملكة التي توقف امام القاعه ناظره لهم بصدمة بريئه لم تتوقع هذا العدد ابدا من الحضور .....لقد ظنت ان القاعه ليس لها نهايه هذا الضوء الذي سلط عليها مع الموسيقي الراقيه جعلتها تتوقف مكانها بصدمه تنظر في وجوه الجميع لعلها تجد من تعرفه لتنزل نظرها الي الارض وهي تمسك الباقه بتوتر لكن ترفع راسها ببطئ وهي تستمع الي هذه الموسيقي التي كانت تتراقص عليها بين احضانه في الحفلة عندما تاهت بين نيرانه لم تجد النجده الا في عشقه اختلطت موسيقاها مع موسيقاه لتفتح عينيها علي هذا الضوء الذي سلط عليه مثلها رافعا نظره وهو ينظر لها بصدمه ساحره كأول لقاء لهما ....كانت رقيقه كالفراشه ....فخمه كالملكه ....منيرة كالقمر
كانت ملكه هو ...كانت حرم ارسلان العمري
لتقترب منه قدماه دون اراده منه توقف الجميع عن الهمس ....كما توقفت انفاسهم كان اللقاء ساحر ...اشتعلت الحراره في القاعه الذهبيه كلها لم ينزل احد نظره من عليهم ...لتقترب منه برقة رافعه راسها بثقه اخيرا وجدت عالمها كله ....لم تعد تحتاج لان تجد احد تعرفه لانها بكل تاكيد لم تجد ...لم يكن لديها احد غيره ...
لتتوقف امامه لينظر الي عينيها بعشق ليمسك لديها بقوه متفحصا نبضها ككل مره
ليهمس بعشق خافت ذو بحه مميزه
"يا قمر عالي ...جمالك اهلك العيون بسحرك ....... انواري تحمل شراستي و حنانك ...... صوتك نسمه تداوي الجروح ..... نورك شفاء لقلبي يا سيده القلب ....... يا سيدتي"
لتتمسك بيديه وهي تهمس بعشق خالص
"يا روح القلب ....يا اسم غير الاسامي ...يا قلبا لا يعرف العشق .... تخرجني عن المالوف .... تسحرني بهذه النظره .... تاخذ روحي يا حبيب القلب "
ليحيط خصرها وهو يقترب من طاوله المأذون اخيرا لتجلس امامه و تبدا مراسم عقد القران لينتهي ويختم بقوله
(بارك الله لكما و جمعكما في خير )
لم يتحمل اكثر من هذا لم يلتف الي احد وهو يجذبها من خصرها شاهقه بصدمه وهو يحيط خصرها كأول رقصه لهم و لم تكن الاخيرة و لن تكون ما دام علي قيد الحياه لترفع راسها وهي تنظر له بسحر وهي تعيد اللقاء من جديد هاتفه بابتسامه هامسه
(انت مين ؟! ....)
لينظر لها بابتسامه وهو يهتف ببساطه
-قولتلك انا ارسلان العمري
لترفع نظرها وهي تنظر الي عيونه بابتسامه
(بتعمل معايا كده ليه مظنش انك بتعامل الكل كده لان بابا قالي انك وحش ؟!)
ليضحك بكل صوته الرجولي وهي تنظر الي ملامحه التي ازدادت وسامه وقحه ليهمس
(انتي غير يا ضئ القمر انتي غير ...)
لينتهي هذا اللقاء بجذبه من خصرها علي انغام العشق التي حلقت علي الجميع ....ليتقابل كل منهم اخيرا ربما كان طريق كل منهم مختلف لكنهم في نهايه المطاف انتصرت الفريسه علي الذئب
ليضم خصرها به بقوه وهو يقتحم شفتيهت بقبله ساحقه ليست كأي قبله ...قبله مشتاقه وجدت طريقها اخيرا بعد سنين من تشرد الذئب لترفع يديها وهي تضعها علي صدره متحسسه نبضه التي انتفض اسفل يديها لم يهتم اي منهم بالحاضرين ليبتعد عنها وهو يبعدها عنه مرجعا اياها الي احضانه مصتدمه بصدره الصلب هاتفا بثقه رافعا رأسه بشموخ
(ارسلان العمري كلمته مبتكررش مرتين يا سيدتي )
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية تائهه بين نيران القسوة ) اضغط على أسم الرواية