رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات
رواية اوتار حاده الفصل الثاني
《يا ليت كل الصدف كتلك التي جمعتني بك》
في الداخل قال عاصم لمصطفي: هتفكر في إيه يا بني أدم أنت
اعتدل مصطفي وقال: يا بني أنت مش فاهمني أنا خايف يحصل مشاكل ونخسر صداقتنا بسبب شوية شغل ومشروع مُعرض للفشل .
عاصم: لا يا اخويا متقلقش إحنا التلاته لزقين لبعض طول ما إحنا عايشين .... وبعدين أنت مش أبوك كل شويه يكلمك عشان تسيب الشغل معاه وتستقل وتبني نفسك اهي الفرصة جات لك
مصطفي: ماشي ...وربنا يستر
عاد ياسين وجلس بجوارهم ومن بعده أتي النادل ووضع الطعام قال مصطفي: أنا فكرت وموافق ...بس لازم نلاقي مكان مناسب ونشوف الإجراءات والحجات دي هنيجي لك بكرا نتكلم في التفاصيل
ياسين: أ كيد طبعاً....و إن شاء الله تكون فتحت خير علينا
قال مصطفي وعاصم معاً: إن شاء الله
ثم بدأوا في تناول الطعام
دلفت نور وجلست علي الأريكة بجوار صديقاتها قالت إيمان: لقتيه ولا لا
هزت رأسها أيجابا .
قالت نيفين: مش هنتعشاء بقا ولا أي
ضحكت نور وقالت :دايما همك علي بطنك كدا ...ارحمي شويه
فضحكت الفتيات ثم طلبوا الطعام وظلوا يتحدثون
دلف للمنزل وجلس علي الأريكة بعدما ألقي مفاتيحه علي المنضدة عقله عالق بين الماضي والحاضر يفكر فيما حدث وما سيحدث سأل نفسه هل سينجح حقا تلك المرة أم سيتحول النجاح لفشل في النهاية كما المرات السابقة ؟!
كان كلامه مع أصدقائه يحمسه ويزرع فيه الأمل ولكنه يخشي أن يحطم أحلامهم وتضيع صداقتهم كما قال مصطفي دعاء الله أن يوفقه وييسر له الطريق وظل قلبه يعتصر ألماً رغم رضائه بقضاء الله!.
أستيقظ في الصباح وجد نفسه قد غفي علي الأريكة نظر في ساعته التي كان يرتديها, ثم أمسك هاتفه واتصل بمصطفي قال: الو صحيتك ولا إي ؟!
مصطفي: لا أنا في الشركة هخلص واجيلك انا وعاصم بعد ما نفاتح بابا في موضوعنا
ياسين: تمام ...هستناكم
أغلق الهاتف ودلف للمطبخ ليعد الأفطار وعقله مشغول بمشروعه الجديد ولكنه دائما يسلم أمره لله فهو علي يقين أن الله سيجبر بخاطره ومهما طال الحزن ستفرج .
في شركة والد مصطفي الخاصة بالاستيراد والتصدير دلف مصفي وعاصم أبن عمه لمكتب والده وجلس كل منهم علي المقعدين أمام عثمان
قال مصطفي: أزيك يا بابا ...إحنا كنا عايزين نكلمك في موضوع مهم .
قال عثمان وهو يشير لهم ليتحدثوا: اتفضلوا انا سامعكم .
نظر مصطفي لعاصم فقال عاصم: إحنا يا عمي هنسيب الشغل في الشركة هنا .
نظر لهم عثمان بغضب وقال: إيه هتقعدوا في البيت زي الستات ؟!!
قال مصطفي بسرعه :لا يا بابا إحنا هنشتغل طبعا بس في شغلنا الخاص .
قاطع عاصم مصطفي قائلا: يا عمي إحنا قررنا نفتح مشروع كدا يعني ونستقل زي ما حضرتك كنت عايز.
أبتسم عثمان فرغم أنه لا يريد أن يتركه أبنه كي يتعلم كيف يدير الشركة من بعده إلا أنه كان يعلم أن هذا العمل ليس مناسب لأبنه وأنه يحتاج لما يجد فيه نفسه ويخرج قدراته وأيضا أراد أن يعلمه تحمل المسؤولية ويجعله يبدأ من الصفر كما بدأ هو من الصفر .
قال عثمان: أنا مبسوط جدا أنكم خدتوا القرار ده, بس أي طبيعة النشاط الي قررتوا تبدأوا فيه .
مصطفي :لسه محددناش يا بابا بس أول ما هناخد قرار هنبلغ حضرتك اكيد .
أبتسم عثمان وهز رأسه متقبل حديث أبنه وقال :وأنا هساعدكم في الإجراءات .
قال عاصم معارضاً: لا يا عمي شكراً إحنا عايزين نعمل كل حاجه لوحدنا نبدأ من الصفر ونبدأ صح .
عثمان: برافو عليكم أنكم قررتوا الاعتماد علي نفسكم
قال مصطفي بتعجب: أنت غريب أوي يا بابا! .
ضحك عثمان وقال :ليه عشان عايزكم تتشتغلوا لوحدكوا ومعملتش زي رجال الأعمال ما بيعملوا مع عيالهم ؟!
هز كلاهما رأسه فضحك وقال: أنا أذكي منهم كلهم.... عايز قبل ما أسبلكم ثروه كبيره أعلمكم أهميه أن الإنسان يبدأ لوحده ويعتمد علي نفسه, أعلمكم تشيلوا المسؤولية من بداية مشرعكوا لحد ما توصلوا للكرسي ده .
قال جملته الأخيرة وهو يشير علي مقعده ثم أكمل: عشان تقدروا تحافظوا علي الشركه دي والورث ده لازم تخوضوا تجربة لوحدكم وتدوقوا طعم الفشل والنجاح .
أبتسم كلاهما وزاد الحماس في أعينهم وهذا ما رآه عثمان فزادت سعادته بأولاده ودعاء الله أن يوفقهم فيما عزموا عليه.
كان يوعك الطعاك ارتشف قليل من المياه, سمع صوت جرز الباب, فوضع الكوب وذهب ليفتح وجدها شيرين قال: نعم يا أنسه ؟!
قالت شيرين وهي تبتسم: كنت عايزه اعزمك علي عيد ميلادي هو بكرا وهعمل حفله في البيت كدا ياريت لو تيجي
نظر لها ياسين بتعجب وقال : كل سنه وأنتي طيبه .....بس أسف مش هقدر اجي ....مبحضرش أعياد ميلاد
ابتلعت غصت حلقها وقالت بحزن دفين وعميق: وأنت طيب ....عن أذنك
توقفت سيارة عاصم بينما رحلت وهي حزينة قال مصطفي: أوبااا مين دي يا عم روميو
ضحك عاصم وقال :شكل الصنارة غمزت
قال ياسين بضجر: متلم نفسك يلا أنت وهو
دلفوا للداخل وأوصد الباب فكر قليلاً في هذه المسكينة التي كسر بخاطرها منذ قليل ولكنه لم يكن يقصد ما ذنبه أن كان لا يعترف بأعياد الميلاد تلك ولا يحب المخالطة والصخب
أما شيرين ولجت لمنزلها ومن ثم لغرفتها وألقت جسدها علي الفراش وهي تفكر في هذا الغريب ومعاملته الجافه
طرق باب غرفتها قالت ببكاء :مين؟!!
غادة: أنا ماما يا حبيبتي....قافله بالمفتاح ليه ؟!
قالت شيرين وهي تنهض من علي الفراش وتجفف دموعها: ثواني يا ماما
دلفت للمرحاض وغسلت وجهها ثم فتحت الباب قالت: نعم يا حبيبتي ؟!
غادة: جايه اطمن عليكي قبل ما أروح الشغل ...أنتي مش إجازتك خلصت ؟!
شيرين: فاضل أنهادره يا ماما وبكرا هرجع الشغل
غادة: خلي بالك من نفسك ....سلام
غادرت غادة وتركت فتاتها تعتصر ألماً
أوصدت الباب ونظرت في المرآه قالت لنفسها: هو انا زعلانه ليه ....لا لا مش معقول.....مستحيل ده حتي بيعاملني بطريقه وحشه ومفهوش حاجه تتحب .
شيرين هي فتاة قصيرة القامه ونحيفه وبيضاء الوجه لديها عينين عسلية اللون وشعر شديد السواد عمرها سبعة وعشرون عام ومهندسة ديكور بارعة في عملها .
خرجت نور من الجامعة بعدما انتهت من شرح المحاضرة للطلاب صعدت سيارتها فكانت تلك المحاضرة الأخيرة لها اليوم, وتوجهت للمنزل .
توقفت بسيارتها أمام الفيلا وسرعان ما دلفت للمنزل وجدت والدها يجلس علي الأريكة وفي يده ملف وأمامه كوب من العصير .
قالت بتعجب وهي تخطوا نحوه: بابا أنت جيت بدري ليه ؟!
أبتسم ياسر ووضع الأوراق من يده وقال: حبيت أرتاح شويه وسبت الشباب يتابعوا الحالات الي في المستشفى
جلست سريعا وقالت بخوف: بابا أنت تعبان؟! فيك حاجه ؟!
قال ياسر بنفي :لا لا يا حبيبتي متقلقيش أنا كويس جداً
نور: متأكد يا بابا؟ متخبيش عليا عشان خطري
ضحك ياسر وقال: هخبي عليكي ليه بس ؟! ضمها إليه واكمل وهو يداعبها قائلا: حبيبة بابا بتخاف عليه
اعتدلت نور وقالت: كتييير عشان مليش حد غيرك ومبحبش حد اكتر منك
ياسر : اهاا يمكن عشان مش مرتبطة حاليا
نور: لا متخفش مفيش حد مهما كان يقدر يخدني منك أبدا
قالتها وهي تنهض من علي الأريكة لتصعد لغرفتها
قال ياسر وهو يقف مبتسم : هنشوف !!
ظل عاصم ومصطفي ينظران لياسين وهو ينظر في الأرض تارة ولهم تارة أخري
قال ياسين وهو يحاول تبرير ما حدث ولينتهي من نظراته الشك تلك :بقولك إيه أنت وهو هتفضلوا تبصو لي كتير.البنت كانت جايه تعزمني علي عيد ميلادها وأنا رفضت ....وعشان ترتاحوا لا أنا بحبها ولا عندي وقت وطاقه اضيعهم في الكلام الفارغ ده
مصطفي: ايوا بس كدا اكيد زعلت...و
قال عاصم لينهي هذا الحديث: طب نشوف شغلنا بقا ...مش فاضين يا مصطفي
نهض ياسين وقال: تشربوا إيه الأول ؟!
مصطفي: أي حاجه.....أقولك أعمل شاي دلف ياسين ليعد لهم الشاي فقال عاصم لمصطفي موبخاً: مكن تبطل تتدخل في الي ملكش فيه ...انت عارف أن ياسين هيتعامل بجحود مع أي واحده عشان مش فاضي للكلام ده بلاش حوارات تافهة
ضحك مصطفي وقال :يا عم أنا فاضي ونفسي أتجوز والله
أتي ياسين ووضع الشاي علي الطاولة وقال: نجوزك يا سيدي بس نخلص مشروعنا وبعدين ندور لك علي عروسه
مصطفي: وأنا موافق
قالها بنبرة حماس وطفوله جعلتهم يضحكون
فقال عاصم ساخراً: بس يا رب الحماس ده يستمر للنهاية
ياسين: سيبكو بقا من الكلام ده وتعالوا نحدد النشاط عشان نبدأ نشوف معرض مناسب من بكرا
مصطفي: عربيات ولا موتسكلات ؟؟
عاصم: أنا شايف أن شغل الموتسكلات بياكل مع الشباب وكمان سهل ومش مكلف أوي يعني هيكون مكسب لينا وبدايتنا.... وبعدين لو الشغل مشي معانا نبقي نفتح معرض تاني بالمكسب
ياسين: تمام حلوه الفكرة ....بصوا انا معايا مبلغ يعني هما الي باقين من بعد حسارة المشروع القديم ربت مصطفي علي قدمه وقال :ان شاء الله ربنا هيعوضك ....واحنا كل واحد معاه تقريبا زيهم
عاصم: يبقي نبدأ من بكرا التدوير علي المعرض وبعدها نشوف هنجيب الموتسكلات من برا ولا من توكيل هنا
علي مائدة الطعام يجلس عصام ووالده
" عصام ياسر شاب أبيض البشرة أسود الشعر نقيب في شرطة المكافحة ذو الثلاثة والثلاثين عام وهو حاد الطباع تسيطر عليه شخصية الضابط سواء في العمل أو غيره ويعد من أ كفأ الداخلية" .
نزلت نور وجلست علي مقعدها قالت: فين إياد؟!
ياسر: في أوضته دعَ الخادمة وطلب منها أن تذهب وتوقظه قالت نور وهي تقف: استني يا دادا أنا هطلع أشوفه
دلفت نور لغرفة إياد وجدته نائم قالت بصوت رقيق: إياد ..... حبيبي قوم عشان نتغداء
نهض إياد وقال وهو يفرق وجهة ليفيق: حاضر
نور: عملت أي في أول يوم جامعه
قال إياد بملل وهو يتذكر يومه: محاضرات وتعارف وكلام عن النظام وشوية دكاترة رخمين قاعدوا يقولوا الي بعدي والي قبلي وكلام تافه كدا
نور: ممكن تحترم نفسك شويه وتحسن أسلوبك ...وبعدين انت بكرا هتبقي دكتور ونشوف يا خوي هتعمل أي في السكشن
ضحك إياد وقال:لااااا أنا كفاية عليا الشهادة يا حبيبتي عايز أعيش حياتي معنديش وقت للمجستير والدكتوراه وتضيع الوقت ده....أنتي فكراني زيك ولا أي
قالت نور بسخريه وهي تُكزه في كتفه لينهض: طب يلا يا فالح... يلا
نهض وقال: هغير وأحصلك
نهضت من علي الفراش وكانت متوجهه للأسفل ولكنها تذكرت شيء هام فاستدارت إليه وقالت: اه من الحق متحسبناش علي الي عملته الصبح وكلامك الي أتقال
هرول إليها وقبل يدها قائلا: لا والنبي وحيات أغلاء حاجه عندك أنا مصدع ومش ناقص محاضرات .....كفاية الجامعة ضحكت نور وقالت: ربنا يهدي يا رب
ثم نزلت للأسفل وتركته يبدل ثيابه
عند نشوي جلس الأطفال علي الأريكة بمرح قالت نشوي: يلا عشان نكلم ياسين
قالت خديجه بمرح وطريقة طفوليه: هيييييي ياسين وحشنيييييي أوي
ضحكت نشوي هي وعمر ثم اتصلوا بياسين علي Skippy
قالت نشوي بعدما فتح ياسين :عامل ايه يا حبيبي
ياسين: أنا كويس الحمد لله....أنتي عامله إيه
نشوي: كويسه...الأولاد عايزين يكلموك
قال عمر وهو يأخذ الهاتف من أمه :ياسين مجتش ليه زي ما قولت ؟!
ياسين: عندي شغل أول ما الأمور تستقر هنا هجيلك علطول فين ديجه حبيبة قلبي ؟!
قالت خديجه بطريقه طفوليه وهي تبتسم: أنا كويسه يا ياسين مش ناوي تتجوز بقا عشان تجيب نونو نلعب بيه
ضحكت نشوي وياسين
وقال: يا أروبه ....لما ألقي عروسه الأول
قالت وهي تشير بيدها في حركة طفوليه علي خدها وتتصنع التفكير: أنت مش قولت مش فاضي خلي ماما تشوفلك عروسه عايزين نفرح بيك بسرعه
ضحك ياسين وأخذت نشوي الهاتف منهم قال عمر بحزن وهو يضرب الأرض بقدمه: يا ماما هاتي أنا متكلمتش أنتي وخديجه الي اتكلمتوا
نشوي :استنا يا حبيبي هقول لعمو حاجه وبعدين اسيبكم براحتكم
قال ياسين: مش بنتك صغيره أوي علي الكلام ده دي يدوب سبع سنين ضحكت نشوي وقالت: أطفال أخر زمن المهم
قاطعها ياسين قائلا: نشوي لو هنتكلم في نفس الموضوع بلاش احسن أنا مش فايق.... هقفل دلوقتي واكلمك بعدين
أغلق الهاتف فقالت نشوي بضجر وضيق: ماشي يا ياسين لما أشوف أخرتها معاك
دلف نادر فقالت نشوي وهي تقف :ثواني والغداء هيكون علي السفرة
نشوي فتاه بيضاء اللون عينيها بنيه وترتدي الحجاب....عمرها سبعة وثلاثون عام تعمل معلمه في أحدي مدارس الكويت .
انتهت نور من تناول الطعام قال عصام وهو ينهض من علي مقعده: نور تعالي عشان عايز أتكلم معاكي شويه
ابتسمت نور وقالت: أ كيد,ثم نهضت,نظر عصام لوالده وأبتسم ثم خرجوا سوي وجلسوا في الحديقة.
قال إياد لوالده: هو عايزها في إيه يا بابا ؟!
قال ياسر بحده: متتدخلش يا ولد
نهض إياد وقال: تمام....انا خارج علي فكره واحتمال اتأخر متستنويش علي العشاء
خرج إياد وأشار لنور وعصام بيده مودع
قالت نور لعصام: هي مرات أبوك فين ؟! مشفتهاش يعني من ساعة ما جيت
عصام: في شرم وبابا كان رايح ليها أنهاره بس أجل سفره وهيروح بكرا بدري أنتي عارفاها طبعاً مردتش تستنا أو تأجل الشوبنج بتاعها
ضحكت نور وقالت: مش عارفه بابا بيحب فيها إيه ؟! ثم اكملت بحزن: ومش عارفة إزاي نسا ماما
قال عصام: مش عايزين حزن ولا دموع.... ده أنا هكلمك في حاجه هتفرحك
اعتدلت نور وصمتت لتترك له فرصه للحديث فقال: عارفه شريف ....شريف صحبي... عرف أنك رجعتي وطلب أيدك واحتمال يجي بكرا باليل هو ومامته عشان يطلبوا أيدك
نور: وبابا عرف ؟!!!
هز عصام رأسه: وإحنا موافقين....شريف ظابط شاطر وكمان عنده ورث أبوه ....ده غير أنو ابن خالت مرات أبوكي وصاحبي وعارفين أخلاقه كويس ....أنا وبابا شايفين انو اكتر شخص مناسب ليكي
نهضت نور وقالت بتعجب واعتراض: عشان غني يبقي مناسب؟!!!
نهض عصام أيضاً وقال : نور أنا مبخدش رأيك أنا بعرفك إلي إحنا قررناه
قالت نور بحزن: بابا مستحيل يوافق علي حاجه أنا مش عايزاها عمره ما هيجبرني علي شيء يا عصام عن إذنك
رحلت نور وتركت عصام, جلس علي الأريكة, بينما في الداخل قالت نور لوالدها: بابا أنت موافق علي جوازي من شريف
قال ياسر: أنا شايف أنو مناسب ولو موافقتيش عليه خلاص الموضوع أنتهي بالنسبة ليا وليكي ....بس بشرط أنك تقابليهم وبعدين تأخدي قرارك
نور: ماشي يا بابا... عن إذنك عندي شغل
ياسر: ماشي ...بس مش عايزك تتسرعي اه وكمان أنا هسافر بكرا وأرجع تاني يوم الصبح عشان هيجوا بعد بكرا
هزت رأسها إيجابا و صعدت لغرفتها وهي تفكر في أمر الزواج هل تقبل ؟أم ترفض ؟! .
في المساء دلف غرفته لينام جلس علي طرف الفراش وظل يفكر في الماضي الذي يلاحقه في كل وقت وكل مكان, يفكر الأيام التي كان يشاهدها وهي تضيع ولن تعود الأيام التي لم يستفيد بها والتي كانت أسوأ ما عاش في حياته بأكملها .
زفر بقوه ووقف من علي الفراش أزال الستار عن النافذة ونظر وجد نور غرفة شيرين مُضا فتذكر ما فعله معها ولكنه تهرب من أفكاره وأغلق الستار ثم غط في ثبات عميق .
أما في غرفة نور كانت تجلس علي الفراش تفكر في كلام أخيها رن هاتفها وجدتها إيمان ردت قائله: الو يا حبيبتي
إيمان: مساء الخير ....عايزين نشوفك بكرا عشان نعمل شوبنج
نور: حاضر هخلص المحاضرات واكلمكم عشان نتفق أو ممكن نبقي نروح بعدها ونتغداء بره كمان
إيمان: ماشي بس يا رب عمو يوافق ويسيبك تتغدي برا
ضحكت نور وقالت: لا ما هو مسافر الصبح وهيرجع تاني يوم ...ثم أردفت بضيق: رايح عند حرمه المصون مدام عصمت الشرقاوي بنت أغني رجل في مصر سابقاً
ضحكت إيمان وكذلك نور, قالت إيمان: يا بنتي أنا لولا إني أعرفك كويس كنت قولت أنك شريرة ومطلعه عينها
نور: أنتي عارفه إني مبطقهاش مش قادرة أصدق أن الست دي خدت مكان أمي في البيت
إيمان: طب مش ناويه تروحي تشوفيها
نور: نفسي......هموت وأشوفها.... بس هستنا لما بابا يسافر
إيمان: طب أسيبك تنامي ونكمل كلامنا الصبح
أغلقت الهاتف وظلت تائهة تفكر في أمها حتي غلبها النعاس .
أستيقظ من نومه وهو مغموم خرج من غرفته توضأ وصلي ثم خرج من منزله وجدها تخرج من منزلها نظرت له بضيق وحزن ثم سارت في طريقها ندها عليها قائلا: أنسه شيرين
توقفت ذهب إليها رغم أنه بداخله لم يكن يريد ذلك ولكن ماذا يفعل؟! يجب عليه أن يعتذر عن ما فعل بحقها وأن كان لا يري في الأمر شيء ليعتذر عليه .
قالت شيرين بضيق :هاا حضرتك عايز أيه تاني ؟!
صمت ياسين لبرهة ثم قال :أنا أسف علي كلامي معاكي إمبارح ....وكمان مش عايزك تيجي البيت تاني
نظرت له بتعجب وهي ترفع حاجبيها
فقال مبرراً: مش قصدي حاجه والله بس أنتي بنت وأنا شاب عازب ومينفعش حد يشوفك عندي أنا خايف عليكي مش علي نفسي
قالت شيرين بضجر وهي ترحل من أمامه: شكرا
شعر أنها مازالت غاضبه فقال :طب يا تري هل لسه ليا مكان في احتفال أنهاره
ابتسمت ثم استدارت ونظرت له
قالت: اكيد تنورنا وفرصة تتعرف علي ماما
ياسين: دا شرف ليا
رحلت شيرين وهي متعجبة من تقلباته والعجيب في الأمر أكثر أنه لا يطيل النظر إليها
اما هو كان بداخله يلوم نفسه علي ما فعل ولكنه لم يكن يريد أن يترك أثر حزن أو جرح بسبب كلامه الأحمق ولم يجد أمامه سوء ذلك .
في فيلا ياسر علام وضع السائق الحقيبة في شنطة السيارة وقبل أن يصعد ياسر كانت هي تنزل من علي الدرج, أسرعت إليه واحتضنته, قالت: خلي بالك من نفسك
ياسر: وأنتي كمان
قال عصام الذي كان يقف خلفها وهي لا تراه: متتاخرش يا بابا عشان الناس الي جاين
ياسر: حاضر
قالها ياسر وهو يقبل جبهة نور ويودعها ثم صعد السيارة
وأشارت إليه مودعه, استدارت لأخيها الذي مازال يقف واضع يداه بجيوب البنطال نظرت له بغضب ورحلت
قال عصام: مالك ؟!! زعلتي ولا إيه ؟!
استدارت مره أخري وقالت: لا خالص المفروض إني أفرح أنك عايز تتدخل في حياتي وتجبرني علي حاجه صح
عصام: بنت أنتي عارفه شريف ويعتبر متربين سوء وأنا أخوكي الكبير بقولك علي مصلحتك
نور: أديك قولت متربين سوء ...يعني زي أخويا
خطي عصام نحوها وقال :حبيبتي أنتي لسه مشوفتيش شريف الفترة الي سافرتي فيها....فيها حجات كتير اتغيرت.... بلاش تحكمي قبل ما تشوفيهم ماشي
هزت رأسها إيجابا وقالت: ماشي....هطلع أغير عشان أروح الجامعة
رحلت من أمامه فأبتسم علي أخته العنيدة ثم صعد سيارته وتوجه لعمله .
جلست شيرين علي مكتبها بحزن وظلت شاردة لدقائق قالت صديقتها :مالك يا بنتي في أي
قالت شيرين بضيق: مفيش حاجه يا أسيل
أسيل :طب مستر لقي عايزك
قالت شيرين بضيق: يوووووه عايز أيه ده كمان
قالتها وهي تنهض لتذهب إليه, بعد دقائق من سيرها, طرقت باب مكتبه ثم دلفت قال لقي: متأخرة النهار ده ليه؟!
شيرين: الطريق كان زحمه شويه
قال لقي بغضب: هي الحجج دي مبتخلصش ....أردف وهو يشير للمقعد: أقعدي
جلست شيرين فأردف: ده أخر تحذير ليكي لو أتاخرتي تاني هخصم لك فاهمه
هزت رأسها إيجابا فقال:طب أرجعي علي مكتبك وكملي شغلك عشان هتوريني التصميمات أخر اليوم
شيرين: حاضر....حاجه تانية
لقي: لا تقدري تفضلي
عادت لمكتبها وهي مكدره من كلامه، جلست وانشغلت في التصميمات التي أمامها قالت أسيل: إيه زعق تاني
هزت شيرين رأسها إيجابا وأردفت: سيبك منه يلا خلينا نركز في شغلنا عشان ميقعدش ينط لنا كل شوية
ضحكت أسيل فضحكت شيرين هي الأخري .
كانت تقود سيارتها عائده للفيلا رن هاتفها وجدتها إيمان ردت قائله: ايوا
إيمان: أنتي فين أنا خلصت شغل ورايحه للبنات
نور: طب خلاص هاتيهم وتعالي هستناكم في العربية قدام المول
إيمان: ماشي ...سلام يا عمري
أغلقت الهاتف وألقته علي المقعد ثم أشعلت جهاز الراديو لتهز رأسها مع أنغام الموسيقي .
في المول كان يتجول في المحلات بحث عن هدية لشيرين التي وعدها بالذهاب لحفل ميلادها, رن هاتفه وجده مصطفي فرد قائلا: أهلا يا رخم
مصطفي :أهلا ...حضرتك فين يا بيه ؟! أنا وعاصم قدام الباب بتاع البيت
ياسين: بشتري حاجه من المول ثواني وأ كون عندكم
مصطفي: لا خليك خلص لف و إحنا هنجيلك نخدك ونروح نشوف معرض
ياسين: ماشي.....بس خليكوا في العربية تحت بقا وأنا هخلص وأنزلكم
ضحك مصطفي وقال مازحاً: أنا مش مرتاح يا صحبي
ضحك ياسين وقال: لا مفيش حاجه من الي في دماغك دي أنا لوحدي وأنت عارف إني مليش في الكلام ده
قال مصطفي: المصيبه إني عارف ثم ضحك
فقال ياسين بغضب :غور يلا أنا مش فضيلك
أغلق الهاتف ووضعه في جيب بنطاله وجد متجر للهدايا, فولج إليه قال للبائع: أنا عايز هديه شيك كدا
ظل ينظر للأشياء قليلاً ثم أشار علي عقد أنيق ورقيق وقال: هاخد ده
قال للبائع: تمام يا فندم
وضعه البائع في العلبة وأعطاه إياه، فأنقده ياسين النقود
في الأسفل صعدت هي وصديقاتها للأعلى قالت نيفين: مش كنا كلنا الأول
قالت إيمان بضيق :يا رب أرحمني ... ثم أردفت وهي تدفعها للأمام أنجري قدامي يا بت
قالت نيفين بقلة حيله ونفاذ صبر: ماشي أنا غلطانه لو خرجت معاكم تاني
ضحكت نور وقالت وهي تنظر لها: الله يكون في عون إلي هيتجوزك ....أمه دعيه عليه
ارتطمت بشاب فوقع الهاتف من يديها وتحطم نزلت علي الأرض لتحضره فانسدلت خصلات شعرها فأعدتها للوراء وكذلك العلبة التي كانت في يده وقعت منه أيضا ووقع العقد
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية