رواية سليمة كاملة بقلم ميمي عوالي
رواية سليمة الفصل الثالث 3
مرت الايام على وتيرة واحدة ، و ماكانش فى جديد غير الخناقات اليومية اللى بين ثريا و تفيدة ، و كل واحدة فيهم عاوزة تفرض سيطرتها على الدار من غير منازع ، و طبعا السيد مابينهم و هو كابش النار بايديه الاتنين و مش قادر ينصر واحدة فيهم على التانية
كانت اكتر حاجة بتضايق ثريا من تفيدة ، انها اما كان حد يجيلها من اخوات السيد و معاه ولاده .. كانت تقعد ترمى بالكلام على ثريا انها اتأخرت فى الحمل رغم انه مر عليها ست شهور بس ، و لما كانوا احفادها يلعبوا فى حاجة و اللا يوقعوا حاجة ، كانت تقول لهم فداكم ، ده كله من شقى عمكم ، و لما ثريا كانت تتكلم لان هى اللى كانت بتنضف مطرحهم كانت تفيدة تشتمها و تهينها قدام اللى موجودين ، و كانت ثريا تسكت و ماتردش عليها قدامهم ، رغم انها بعد كده كانت بتخلصه منها بس و هم لوحدهم
لحد ما فى يوم كانت ثريا قاعدة فى الاوضة بتاعتها بعد ما عبد الهادى راح الغيط ، و كانت بتروق الدولاب بتاعها و لقت بين الهدوم بتاعة عبد الهادى علبة صفيح فيها حجة الارض و حجة البيت و اللى كانوا باسم تفيدة و لقت كمان منديل صغير مربوط ، و لما فتحت العقدة بتاعة المنديل لقت فى المنديل ختم ، و مابقيتش عارفة ختم ايه ده و لزمته ايه لان السيد بيعرف يقرا و يكتب ، فجابت ورقة و جربت الختم عليها عشان تشوف ده ختم ايه ، لقته ختم تفيدة ، و يبقى الختم بتاعها اللى بتستخدمه فى كل حاجة
و ما كان من ثريا غير انها حطته فى صدرها ، و لبست عبايتها و خرجت قالت لتفيدة انها رايحة تشترى حاجات للدار
و راحت بسرعة على بيت ابوها ، ثريا كان اخوها بيشتغل عرضحالجى ، و طلبت منه انه يعمل لها عقد ببيع الدار بتاعة تفيدة باسمها ، و لما اخوها اعترض ، قالت له ان ده بس ضمان ليها ان تفيدة ماتعملش فيها زى ماسبق و عملت فى سِليمة اللى كل البلد عرفت اللى حصل لها من تفيدة ، و كمان عشان اخوات السيد مايطمعوش فى الدار بعد ما تفيدة تموت
و فعلا اخوها طاوعها و عمل لها عقد ابتدائى ببيع الدار بالارض اللى عليها من تفيدة لثريا ، و بعد ما ختملها الختم على العقد ، سابت لاخوها العقد و الختم و طلبت منه يوثق لها العقد ده فى الشهر العقارى باقصى سرعة ، و روحت بعد ما اشترت طلبات للبيت ،
و تانى يوم اخوها كان فعلا وثق لها العقد بواسطة علاقاته فى الشهر العقارى ، و بعدها ثريا رجعت الختم مكانه و خبت العقد اللى اخوها عملهولها بعيد تماما عن ايدين اى حد
و فى يوم و عبد الهادى قاعد فى الدكان لقى اللى جاى عليه و هو بيقول بمرح : السلام على من اتبع الهدى
عبد الهادى قام بفرحة و ترحاب و قال : اهلا يا رحيم و حشتنى يا جدع ، و اخدوا بعض بالحضن جامد لدرجة ان عبد الهادى عيونه دمعت ، فرحيم قال له بمشاغبة و هو بيقلد اللهجة الصعيدية : اباه عليك ، لا هو انت كل ما هتشوفنى هتبكى كيف الحريم و اللا ايه عاد
عبد الهادى بابتسامة : وحشتنى يا رحيم ، عامل ايه ، تعالى اقعد
حكيم قعد و قال له : و الله يا هادى مشاغلى كتير و انت عارف ابويا بقت صحته على قده ، و مشيلنى كل حاجة على اكتافى
عبد الهادى : و انت قدها و قدود يا صاحبى ، الله يكون فى العون
رحيم : و انت كيف احوالك ، و العيال اخبارهم ايه
عبد الهادى بابتسامة : كلنا بخير ، نشكر الله ، فاطمة اهى مبسوطة فى المدرسة ، و فهمى بوديه كل يوم عند بنت شيخ الجامع بتاع البلد ، بتراعيه لحد اخته مابترجع من المدرسة
رحيم : و هى معاها عيال زيه
عبد الهادى بضحك : ربنا ما رزقهاش ، بس فهمى و فاطمة حبوها اوى من يوم ما خلصتهم من عزة
رحيم هو كمان ضحك و قال : و الله وحشتنى البت دى و شقاوتها
عبد الهادى : ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها ، اهى المدرسة شغلتها شوية
رحيم : الحقيقة عبد الله ابوها هو اللى ساعدنى و جابلى الارض و الدكان و كمان اقنع اخو مراته يبيعلى البيت
عبد الهادى ضحك اوى و قال : اهو البيت ده بقى يا سيدى سبب المعرفة ، و حكاله على خناقة عزة مع ولادة بسبب البيت لما سِليمة حاشتهم عن بعض
رحيم ضحك و قال : رغم ان عبدالله عمره ما كان كده ، اهو طول عمرنا و احنا زمايل انا و هو ، و طول عمره كان فى حاله و مش بتاع مشاكل ، مش عارف البت دى طالعة كده لمين
عبد الهادى : طب قوم ياللا لما نروح
رحيم : و هتسيب الدكان لحاله كده
عبد الهادى : لا ، ايوب هيفضل و يبقى يقفل براحته ، و انت كمان سيب عربيتك هنا عشان مش هنعرف نتحرك بيها براحتنا جوة البلد ، و بعدين التفت لايوب و قال له : انا مروح انا يا ابوب ، و انت خلى بالك من الدكان
ايوب : فى عينى يا سى عبد الهادى ، مع السلامة انت
و مشيوا مع بعض فرحيم قال : و اخبار الارض ايه يا هادى
عبد الهادى : تمام الحمدلله ، زرعتها كلها شتلات موالح ، انت عارف انا ماليش فى الزراعة ، و اتفقت مع المهندس بتاع الجمعية الزراعية انه يراعيها
رحيم : طب تمام ، الله يعينك و يصلحلك الاحوال
رحيم بيبص لقى عبد الهادى سابه و جرى فجأة و هم بيتكلموا ، و لما سرع مشيته و راح وراه يشوف فى ايه ، لقى عبد الهادى بيجرى ورا واحدة شايلة فهمى فى حضنها و بتجرى بيه و عمال يقول لها بلهفة : فى ايه يا ست سِليمة ، فهمى مالة
سِليمة و هى بتجرى : سخن من الصبح يا سى عبد الهادى ، و لازم حكيم يشوفه
عبد الهادى جه يمد ايده يشيله عنها قالت له و هى بتمنعه و لسه بتجرى بيه : سيبه فى حضنى ، انا حطة فوطة مبلولة على كتفى عشان يسند عليها دماغه
عبد الهادى : طب انتى رايحة فين بيه ، الموقف الناحية التانية
سِليمة و هى لسه بتجرى : سيبنى بس انا هتصرف
رحيم كان حصل عبد الهادى و سمع لكل الحوار ده و قال لعبد الهادى : طب اجيب العربية يا هادى
كانوا وصلوا قدام بيت صغير فسِليمة قالت و هى بتنهج : خلاص وصلنا ، و بعدين خبطت على الباب و هى بتنده بصوت عالى و بتقول : يا عم سالم ، عم سالم
فتح الباب راجل عنده فوق الستين و اول ما شافها قال : خير يا سِليمة ، مالك يا بنتى
سِليمة : عاوزة الدكتور مصطفى يا عم سالم ، غيتنى الله يباركلك احسن الواد سخن مولع و مش عارفة اعمل له ايه
جه من وراهم شاب و كان واضح انه راجع من برة ، و لما لقاهم قال : السلام عليكم
كلهم التفتوا و ردوا السلام ، و سِليمة قالت بلهفة : الحقنى يا دكتور مصطفى الله لا يسيئك ، الوله سخن اوى و مش عارفة اديله ايه
مصطفى شاور لهم على البيت من جوه عشان يدخلوا ، و حط فهمى على كنبة و فتح شنطته و ابتدى يكشف عليه وسط قلق اللى حواليه و خصوصا سِليمة اللى كانت دموعها مغرقة وشها ، و بعد ما مصطفى خلص كشف بص لهم و قال بضحك : لزومه ايه الهيصة اللى انتو عاملينها دى كلها ، و بتعيطى ليه يا سِليمة
سليمة و هى بتمسح دموعها : طمننى الله لا يسيئك
مصطفى بابتسامة : اتطمنى ، هو بس فى ضرس عنده عامل له التهاب فى اللثة بتاعته ، و هو اللى مسخنه كده ماتقلقيش مافيش حاجة
سليمة و عياطها مأثر على صوتها : من الصبح و مش راضى ياكل و لا يتكلم و لا حتى راضى يلعب زى عوايده ، و اما لقيته سخن قلبى اترعب من الخضة عليه
ابو مصطفى ضحك وطبطب على كتفها و قال : عقبال ما ربنا يراضيكى يا بنتى ، معلش ما انتى لسه ما جربتيش كل الكلام ده ، بكرة ان شاء الله لما ربنا يرزقك هتشوفى من ده كتير
سليمة بابتسامة و هى بتعدل هدوم فهمى و بتشيله من تانى : طب قولى اديله ايه و اللا اعمل له ايه
مصطفى كتبلها علاج فى ورقة و قال لها تجيبه و تديه منه و تفضل تعمل له كمادات
سِليمة بامتنان : معلش يا دكتور ، تعبتك ، بس الحمدلله انى عترت فيك
عبد الهادى شكر مصطفى و حاول يديله فلوس ، بس مصطفى رفض و قال له ان سِليمة خيرها سابق عليه
فشكروه كلهم و مشيوا ، فعبد الهادى قال لسِليمة اللى كانت حاضنة عبد الهادى بخوف و قلق : هاتيه عنك انتى بقى يا ست سِليمة ، كتر خيرك ، تعبناكى معانا بزيادة و الله ، انا مش عارف اودى جمايلك دى كلها فين
سِليمة و هى مكملة مشى من غير ما تقف : روح انت لحالك يا استاذ عبد الهادى ، و انا هخلى فهمى معايا لحد ما يبقى زى الفل و بعدين ابقى خده
عبد الهادى باعتراض : لا ازاى بقى ، ده حتى خاله جاى مخصوص من السفر عشان يشوفه و يقعد معاه
هنا سِليمة وقفت و بصت لرحيم و بعدين رجعت بعينها لعبد الهادى من تانى و قالت له بمحايلة : بالله عليك .. سيبه معايا لحد ما اتطمن عليه و يصحصح كده و ياكل لقمة ، و وقت ما اتطمن عليه هجيبهولكم لحد باب الدار
عبد الهادى ما بقاش عارف يقول لها ايه ، و بص لرحيم يشوف رايه ، لقى رحيم مركز مع تفاصيل وشها بابتسامة هادية ، فرجع بص لها و قال لها : انا مشفق عليكى
سِليمة قالت بسعادة : لا ما يهمكش ، انت بس سيبه معايا ، و ان شاء الله هيبقى زى الفل
عبد الهادى : طب سيبينى اوصلهولك لحد البيت
سِليمة و هى بتحضن فهمى بزيادة : مامنهاش لازمة بقى نقعد نبدله بناتنا لا الولا يتملخ مننا و هو تعبان كده
عبد الهادى باستسلام : طب هاتى الورقة اللى الدكتور كتب فيها العلاج ، و انا هروح اجيب الدوا و اجيبهولك
سِليمة ناولته الورقة و التفتتت و مشيت بعد ما قالت : ماشى ، و اهو تاخد الاكل بتاعك كمان و العيش
عبد الهادى باستغراب : و لحقتى تخبزى و تطبخى ازاى و فهمى عامل فيكى كل ده
سِليمة سابته و مشيت من غير كلام ، فرحيم قال : لا … افهم بقى
عبد الهادى اخد رحيم و راح يجيب الدوا ، و و هم فى الطريق حكى له على القصة من اولها
رحيم باستغراب : بقى دى اتجوزت و اتطلقت
عبد الهادى : ااه .. تخيل
رحيم : لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ، صغيرة اوى على الكلام ده
عبد الهادى : اللى عرفته من الشيخ مدبولى ، ان عمرها حوالى اتنين و عشرين سنة
رحيم باعجاب : و بتقول كمان انها بتحفظ فهمى قرآن
عبد الهادى : من ساعة ما بدأ يروح لها .. حفظ حزب و قرب يكمل الجزء اهو
رحيم : ماشاء الله تبارك الله ، بس تعرف .. عيالك ليهم حق يحبوها
عبد الهادى : الحق بتاع ربنا انا ماشفتش منها غير كل خير ، بس دايما العيال بيشكروا فيها و لما بيبقوا معاها ، مابيبقوش عاوزين يفارقوها ابدا
عبد الهادى و رحيم اشتروا الدوا و ودوه لسِليمة فى بيت الشيخ مدبولى ، و هناك سِليمة ادت لعبد الهادى العيش و الفطير و الاكل اللى كانت عاملاه عشانه هو و الولاد ، و لما طلب منها تاخد من الاكل عشان فهمى ، مدبولى قال له بزعل : بقى كده برضة ، لا هو بيت مدبولى هيضن باللقمة على العيل العيان ده برضة
عبد الهادى بحرج : ابدا يا شيخنا ، انا ماقصدش و الله ، بس انا ما بيحلاليش الذات الا اما اعرف انه نزل منه فى جوف عيالى قبل منى
سِليمة علت صوتها من جوة و قالت : احنا طابخين لينا نفس الاكل ، ماتشغلش بالك ، و ما تقلقش على فاطمة ، اول ما هتيجى من المدرسة هبعتهالك طوالى
عبد الهادى اخد الحاجة بقلة حيلة و مشى مع رحيم راحوا على البيت بتاعه ، و طول الطريق رحيم يقرب الحاجة اللى شايلها من وشه و يقول : ريحة الفطير تجنن يا هادى ، و الاكل كمان
عبد الهادى : الصراحة سِليمة نفسها فى الاكل لا يعلى عليه
و اول ما وصلوا البيت ، رحيم مد ايده قطع حتة فطير و اكلها و هو مغمض عينه و بيستطعمها بالراحة و بعدين قال : الله … ايه الطعامة دى ، قال و انا اللى كنت حامل همك انت و العيال و عمال اقول زمان جالكم تلبك معوى من العك اللى بتعكهولهم كل شوية
عبد الهادى بضحك : انت بتقعد مع البت فاطمة من ورايا و اللا ايه
رحيم : اشمعنى
عبد الهادى : اصلها من اول ما داقت اكل سِليمة ، و هى زلانى و كل شوية تعايرنى و تقول لى انا نفسى اعرف انت الاكل اللى كنت بتعملهولنا ده كنت جايبه منين و مين قال لك عليه
رحيم بضحك : اهو ربنا بعتلهم النجدة من عنده
عبد الهادى : طب ياللا اغسل وشك على ما اجيبلك حاجة من عندى عشان تغير هدومك تكون فاطمة رجعت من المدرسة و نتغدا كلنا
رحيم : طب هى فاطمة ليه بترجع على بيت سِليمة مابترجعش على هنا على طول
عبد الهادى و هو بيشيل العيش و بيحضر الاكل : الاول كان عشان تجيب فهمى و مايمشيش فى البلد لوحده ، لكن بعد كده بقت تحب تقعد مع سِليمة شوية تحكيلها على المدرسة و ساعات بتساعدها فى الواجب بتاعها
رحيم بابتسامة : هى متعلمة
عبد الهادى : الشيخ مدبولى قاللى ان معاها دبلوم ، بس ما اعرفش دبلوم ايه
رحيم بابتسامة : سبحان الله ، الدنيا دى غريبة اوى ، واحدة زى سِليمة دى حلوة و تعليمها معقول و حافظة قرآن و شكل اخلاقها عالية ، و محترمة ، و كانت راضية بحالها و يتعمل فيها اللى جوزها و حماتها عملوه ، و واحدة تانية زى سهير ، ما كانش ليها اى ميزة غير انها بنت عمى و فى الاخر هى اللى طلبت الطلاق ، و كمان رمت العيال و لا حتى بييجوا على بالها تسأل عنهم
عبد الهادى طبطب على كتف رحيم و قال له : الحمدلله يا رحيم ، ما تنساش برضة ان لولا اللى حصل ، ما كانتش علاقتك اتصلحت بابوك لحد النهاردة
رحيم بتنهيدة : ده لانه حس بالذنب يا هادى
على فكرة ، ابويا عاوز يشوف العيال
عبد الهادى بخضة : يشوفهم ازاى يا رحيم ، ما انت عارف اخواتك ممكن يعملوا ايه لو شافوهم و عرفوهم
رحيم : ما تخافش ، انا اتفقت مع ابويا انى هجيبه معايا لحد هنا ، بس قلت اجى اقعد معاك و اعرفك من قبلها عشان تبقى عامل حسابك
عبد الهادى بشرود : ينور طبعا ، بيت بنته و ولادها يبقى بيته
رحيم بابتسامة : طول عمرك تعرف الأصول يا هادى
و بعد ما رحيم غير هدومه ، و كانوا قاعدين مستنيين فاطمة فرحيم بص لعبد الهادى و قال له : كنت عاوز اسألك على حاجة كده يا هادى
عبد الهادى : خير
رحيم : ما بتفكرش تتجوز
عبد الهادى بص لجلال بزعل و فال : يحرم عليا جنس الحريم من بعد نادية
رحيم : انسى انى اخوها ، و افتكر انى صاحبك ، انت برضة لسه فى عز شبابك ده انت يا دوب تلاتة و تلاتين سنة ، زيك كتير لسه ما دخلوش دنيا
عبد الهادى : و انا كان كل منايا من الدنيا دى نادية ، و من بعدها خلاص يا رحيم ، الله يرحمها ، ربنا يقدرنى و اصون امانتها فى ولادها ، عشان اما اقابلها فى الاخرة اكون صنت و وفيت
فاطمة دخلت تجرى من الباب و اترمت فى حضن رحيم و هى بتقول له : ازيك يا خالو وحشتنى
رحيم و هو بيضمها بحب : البنات الحلوين اللى كبروا و راحوا المدرسة
فاطمة : ياريتك شفتنى الصبح و انا رايحة المدرسة ، بتبقى هدومى نضيفة و شعرى حلو اكتر من دلوقتى
عبد الهادى : انتى اتأخرتى ليه النهاردة يا فاطمة
فاطمة : عديت على طنط سِليمة عشان كنت عاوزة منها حاجة
عبد الهادى : حاجة ايه
فاطمة : فى الفصل ، الابلة قالت لنا ، ان بكرة كل واحد يجيب معاه حاجة حلوة مامته تعملهاله فى البيت عشان فى حفلة
عبد الهادى : طب و هى طنط هتعملك ايه
فاطمة : قالت لى هتعمل لى لقمة القاضى ، بس قالت لى هتبعتهالى مع باباها بعد العشاء عشان اخودها معايا الصبح
عبد الهادى بعتاب : و ليه بس يابنتى نتعب الناس معانا بالشكل ده ، ما انا كان ممكن اديكى من الدكان حاجات حلوة تاخديها معاكى و خلاص
فاطمة باعتراض : لا .. انا عاوزة طنط تعمل لى ، و بعدين هى اللى قالت لى المرة اللى فاتت انى لازم اقول لها و هى هتتصرف
عبد الهادى بفضول : انهى المرة اللى فاتت دى و كان فيها ايه
فاطمة : اول السنة لما كان كل اسبوع بيعملولنا حفلة ، و كانوا برضة بيطلبوا مننا كده ، بس انا ما كنتش بجيب حاجة عشان ماعنديش ماما ، و لما طنط عرفت قالت لى لما يطلبوا منكم حاجة حلوة تانى قوليلى و انا هعمل لك
عبد الهادى بتنهيدة : كتر خيرها ، بس مش عاوزين نتقل عليها بالشكل ده ، و كمان فهمى اللى عيان ده
فاطمة : لما كنت عندها ، كانت مقعدة فهمى على رجلها و بتاكله
عبد الهادى : و هو كان فايق كده
فاطمة : كان ساند راسه على كتف طنط سِليمة و مش عاوز ياكل ، بس طنط قعدت تلعب معاه و خلته اكل و بعدين اديتله الدوا و نيمته تانى
رحيم بمرح : طب ياللا يا ست فاطمة عشان جوعتينى انا و بابا ، جعانين و عاوزين ناكل و مستنيينك
عبد الهادى و رحيم قابلوا الشيخ مدبولى فى الجامع وقت صلاة العشاء ، و سلموا على بعض ، و الشيخ مدبولى بعد الصلاة ، ناول عبد الهادى شنطة بلاستيك فيها علبة و قال له : وفرت عليا المشوار يا ابنى ، خد العلبة دى اديها لفاطمة
عبد الهادى بامتنان : و الله ما عارف اودى جمايلكم دى كلها فين
الشيخ مدبولى : يا ابنى لا جمايل و لا حاجة ، ربنا يخليهم لك و يطرح لك فيهم البركة ، بس سليمة وصيتنى ابلغك ان فهمى مقريف ، و انك مش هتقدر عليه ، فبتستأذنك تسيبه معاها الليلة دى ، و انه على بكرة بالمشيئة هيبقى زى الفل باذن الله
عبد الهادى بقلة حيلة : اللى تشوفه ، كتر خيرها ، و تسلم ايدها على كل حاجة
مدبولى : تسلم يا ابنى
تانى يوم الصبح بعد ما فاطمة راحت المدرسة ، رحيم راح الارض مع عبد الهادى ، اتفرجوا عليها سوا ، و قابلوا المهندس الزراعى و اتكلموا معاه ، و بعد كده رحيم راح الدكان مع عبد الهادى ، لقوا ايوب فتح الدكان و بيكنسها ، فصبحوا عليه و اخدوا كرسيين و قعدوا مع بعض قدام الباب يتكلموا ، فعبد الهادى قال : طب هو انت هتجيب الحاج امتى يا رحيم
رحيم : يعنى .. اسبوع كده و اللا اسبوعين ان شاء الله ، اخواتى فاهمين انى نازل مصر ادور على دكتور كبير عشان الحاج ، فهفهمهم انى حجزت له و هاخده و اجيلك على هنا ان شاء الله
عبد الهادى : طب افرض حد من اخواتك حب يروح معاه للدكتور
رحيم بسخرية : صلى على النبى فى قلبك يا هادى و اسكت ، كل واحد فيهم ملهى فى حاله و الدنيا واخداه ، الا ما حد فيهم حتى بيسال انا و ابويا عايشين ازاى و اللا بناكل ازاى ، و اللا عارف اتصرف مع عيالى ازاى من غير امهم
عبد الهادى بزعل : لا حول و لا قوة الا بالله ، كلهم يا رحيم
رحيم : الوحيدة اللى بتطل علينا كل ما بتعرف .. ناهد ، الله يبارك لها و يفك كربها
عبد الهادى : ليه ، هى مالها
رحيم : ما انت عارف ان جوزها يبقى اخو سهير ، و من وقت طلاقنا و هو زى ما يكون بينتقم من ناهد ، و رغم انه عارف و متاكد ان الطلاق كان برغبة اخته ، و ان ما حدش ابدا داس لها على طرف
الا ان ناهد كل ما تيجى تطل على ابوها و اللا عليا و على ولادى يعمل لها ازعرينة و دوشة و يقرفها قرف ما بعده قرف
عبد الهادى بتنهيدة : مسكينة ناهد ، دفعت تمن حاجة مالهاش ذنب فيها
رحيم : ايوة ، بس يعلم ربنا انى حاولت امنع الجوازة دى بكل قوتى ، لكن هى استسلمت و خافت على ابويا و امى ، و برضة سامى ما كانش ساكت بعد هروب نادية منه ، و ياريت صان ناهد الا انه مزهقها اخر زهق ، رغم أنه المفروض يحمد ربنا انها واقفة جاره و ما اتخلتش عنه بسبب الخلفة ، لكن هو بالعكس تماما ، نظام حسنة و انا سيدك
عبد الهادى بتعاطف : ان شاء الله ربنا يعوضها كل خير من عنده
رحيم : اهى ناهد الوحيدة فى اخواتى اللى تعرف انى جايلك ، و هى اللى موصيانى اصور لها الولاد عشان تشوفهم ، كان نفسها تيجى معايا ، بس ما باليد حيلة
عبد الهادى بقلق : وصيتها ماتجيبش سيرة
رحيم : ما تقلقش ، دى هى اللى بتوصينى
عبد الهادى : ربنا يستر
رحيم شاور فى اتجاه معين و قال لعبد الهادى : مش فهمى ابنك اللى جاى ده مع الست سِليمة
عبد الهادى بص مكان ما رحيم شاور ، لقى سليمة ماشية بتتكلم و بتضحك مع فهمى اللى ماسك فى ايده حتة فطير بياكل فيها ، و جايين عليهم و اول ما قربوا منهم ، فهمى جرى بالراحة ناحية عبد الهادى اللى اخده فى حضنه و باسه و اتطمن انه بقى كويس ، و بعدين اداه لرحيم اللى حضنه بحب و تهليل كتير عشان يفرح فهمى
عبد الهادى بص لسِليمة بامتنان و قال لها : انا والله ما عارف اشكرك ازاى على كل التعب اللى انتى تعبتيه معانا ده
سِليمة بابتسامة : كله يهون فدا سلامة فهمى ، ربنا يحميه و يخليه
رحيم و هو لاول مرة يوجه كلامه لسِليمة : الحقيقة انا اللى بشكرك ، نادية الله يرحمها لو موجودة ما كانتش هتعمل ابدا اكتر من اللى انتى عملتيه ، ربنا يجازيكى كل خير
سِليمة بصت لرحيم و فهمت ان نادية دى تبقى ام فاطمة و فهمى فبصت فى الارض وقالت بكسوف : الله يبارك لك يارب ، و بعدين بصت لفهمى و قالت : ياللا بينا بقى يا فهمى
عبد الهادى باستغراب : ياللا على فين انتى هتاخدبه تانى معاكى
سِليمة : انا قلت اطمنك عليه و نرجع تانى نستنى فاطمة على ما تيجى بالسلامة
رحيم : انا بستأذنك تسيبيهولى النهاردة ، اشبع منه قبل ما اسافر ، انا ماسافرتش بدرى مخصوص عشان اتطمن عليه
سِليمة بلخبطة : يعنى هسيبه هنا ، مش هيرجع معايا
عبد الهادى : اعتبرى نفسك افراج النهاردة ، تريحى نفسك شوية بعد التعب اللة تعبتيه معانا امبارح ، و من الصبح ان شاء الله هيبقى عندك من تانى
سِليمة و هى بتبص لفهمى اللى على دراع رحيم : طب اصله ممكن يجوع ، و لسه بدرى على معاد فاطمة
عبد الهادى : ما تقلقيش ، لو جاع هعرف اتصرف ، و بعدين لما يبقى يخلص الفطير اللى فى ايده الاول
سِليمة بصوت واطى : الله اكبر ، مطرح مايسرى يمرى يارب
رحيم ضحك جامد اوى و هو بيحضن فهمى ، فسِليمة اتكسفت وقالت : طب فوتتكم بعافية ، و مشيت
عبد الهادى و رحيم : الله يعافيكى
و بعد ما مشيت رحيم فضل يضحك جامد و بعدين بص لهادى و قال له : انا فى حياتى ماشفتش طيبة بالشكل ده
عبد الهادى : و لا انا ، ربنا يديها على اد نيتها و يعوصها خير عن كل اللى شافته
رحيم بشرود : تفتكر لو واحد زيى اتقدم لسِليمة ، ممكن توافق عليه
عبد الهادى بابتسامة : و انت مين دى اللى ممكن ترفضك يا رحيم ، ده انت سيد الرجالة ، بس ايه ، عجبتك بسرعة كده
رحيم بابتسامة : ما اكدبش عليك ، اول ما شفتها امبارح خطفت قلبى معاها ، فيها حاجة كده شدتنى ، و لما كمان حكيتلى على ظروفها ، حسيت ان قلبى وجعنى عشانها اوى
عبد الهادى بمرح : تعالى يا اخويا و انا اخطبهالك من دلوقتى
رحيم : لا … لما الحاج ييجى ، لما اسافر ان شاء الله هفاتحه فى الموضوع و لو وافق هخليه يخطبهالى
عبد الهادى : و هو ممكن يرفض بعد اللى حصل النوبة اللى فاتت
رحيم : الله اعلم ، ربنا يقدم اللى فيه الخير ، بس تفتكر لو حصل ، ممكن تحب ولادى زى ما بتحب ولادك كده ، و هم هيتقبلوها بسهولة
عبد الهادى : ولادك لسه صغيرين برضة يا رحيم ، و هى حنينة بطبعها ، و انا متاكد ان لو ربنا جعل لكم نصيب مع بعض ، انها هتحبهم و هم كمان هيحبوها
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سليمة) اسم الرواية