رواية سفير العبث الفصل الثاني والاربعون 42 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الفصل الثاني و الاربعون 42
| أحيانًا، ليس عليك أن تتدارك الموقف.. حطم الموقف على رأس من وضعك به.. ولا تُرهق نفسيتك المُمتلئة بجروح لم تلتئم بعد|
* داخل منزل رفيف القديم
كانت واقفة قُدام الحوض بتعيط وهي بتغسل المواعين وعمرو قاعد على الكُرسي اللي برا وهو بيقول: مش عاوز زن! إنتي حبيتيه يا بت ولا إيه؟
مردتش عليه رفيف، أختها الصُغيرة كانت قاعدة جنبُه ف بصلها بطرف عينُه وقال: مبترُديش ليه يا ست رفيف، إتطرشتي زي أختك؟
قفلت رفيف المياه بعد ما وقفت عياط وخرجت من المطبخ.. وقفت قُدامه وقالت وهي حاطة إيديها في وسطها: طب الحمدلله إنها طرشة.. بس على الأقل متقطعش منها حاجة. ” قالتها بسُخرية ”
وقف عمرو وقرب ناحيتها وهو بيسحبها من دراعها ناحيتُه وبيقول: وحياة أمك؟؟ بتعايريني باللي **** بتاعك دا عمله فيا؟
رفيف من بين سنانها قالت بألم من مسكتُه ليها: تسلم إيدُه، مقصرش فيك.. فوق إنك متجوز ومخلف خربت عليا حياتي مع الإنسان الوحيد اللي قلبي دق ليه وحبيتُه.. إنت إييييه يا أخي مش مكفيك تهديد فيا لحد ما جبت عاليها واطيها!!
عمرو بغضب وهو بيشدها من دراعها جامد قال بزعيق: الوحيد اللي قلبك دق ليه؟؟ يعني أنا وإنتي كُنا إيه! بتعامليني مُعاملة أبو نواف اللي بيصرف عليكي!
رفيف بدون خجل: حاجة زي كدا، وإنت اللي حطيت نفسك في الموقف دا مش أنا.. إوعى تفتكر إني هكتم في قلبي تاني
عمرو بقسوة: طب أنا بقى هرميكي في الشارع لكلاب السكك تاني إنتي وأختك، وريني بقى سي نوح هينقذك إزاي وهو مش طايق يبُص في خلقتك وشايفك خاينة.
حدفها على الأرض ف إتألمت.. إتعدلت وقعدت على الأرض وهي بتبُصله وقالت بتشفي: على الأقل منتقمش مني زي ما عمل فيك، شافك زي المرا في صفاتك ف راح قالبك مرا بجد، دا أنا حتى مش خايفة من قُعادك معايا أنا وأختي في الشقة.. عشان واثقة إنك عاجز مش هتقدر تعملي حاجة زي ما حاولت قبل كدا.
نزلت حبات العرق على وش عمرو اللي بيبُصلها بنظرة الصقر اللي شايف فريستُه وعاوز ينقض عليها
بالفعل مكدبش خبر ونزل بكُل جسمُه فوقيها وهو ماسكها من شعرها وبيهبد راسها في الأرض بعُ_نف وبيقول: أنا أرجل من اللي خلفوكي، يا لقيطة ياللي مش لاقية حد يصرف عليكي ويديكي لُقمة
رفيف كانت بتصوت بعلو صوتها ف جت أختها مسكت مزهرية قديمة ونزلت بيها على دماغ عمرو جامد..
لحظة صمت، قبل ما نُقطتين د_م ينزلوا على وش رفيف يلوثوه.. بعدها يرتطم جسد عمرو الثقيل فوق رفيف.. صرخت رفيف بعلو صوتها وأختها مش سامعه ومبتنطقش كالعادة.. بس شايفة المشهد
وبدون مُقدمات أختها نطقت وقالت: أءء.. ءء مش.. قصدي
بصتلها رفيف بذهول وهي موسعة عينيها على الأخر كإنها مش مصدقة ودانها!! دا علاج رباني؟ هل الصدمة ساعدت لسانها على الحراك والنُطق! هل بتسمع زي ما بتتكلم؟؟ في إيه!
* داخل شاليه في الساحل
ليث وهو رايح جاي بغضب قُدام منال اللي قاعدة على الكنبة وساندة راسها على إيديها بنفاذ صبر
ليث بغضب: يا ولاد الكلب، سحبوا الشاهدة لصفُهم.. وخفوا الواد بتاع القهوة، وم**** أم القضية بقت فشنك.. لعبوها صح
منال بتعب: مُمكن تهدى يا ليث لو سمحت؟ ما هُما مش أغبياء برضو، لازم تعرف إنك بتتعامل مع أقذر شريحة في شُغلنا.. المافيا!
قعد ليث جنبها وهو بيقول بتركيز وغيظ: منال، أنا لو محطتهُمش ورا قُضبان السجن الحديد هيجيلي إنهيار عصبي، لازم أفكر بذكاء شوية.. لازم أعملهُم فخ أوقعهُم بيه
إبتسمت منال بهدوء وقالت: بقيت تتكلم بطريقة الناس الإنتقامية.. مش بطريقة النقيب ليث اللي حالف القسم.
ليث بهدوء: كان من ضمن القسم.. إننا نحافظ على الوطن وأهله وسلامة أراضيه.. دول بيخربوا وخارجين عن القانون، ولازم حد يردعهم.
فتحت منال إزازة المياه وشربت منها شوية وهي بتفتكر لما شافتهُم ورفضت تقول لليث.. بعدها إبتسمت وقالت: يلا نرجع القاهرة؟
رجع ليث شعرُه لورا بنفاذ صبر وقال: يلا.
* داخل منزل قديم بالساحل
دخل الرايق وهو شايل أكياس فيها أكل وأزايز مياه معدنية وبيصفر بروقان من الخطة اللي إتعملت..
لسه مكملش خطوتين لقى خشب سقف واقع ومروة جنبه وكُرسيها مقلوب وعجلُه بيلف
حدف الرايق الأكياس من إيدُه وجري عليها وهو بيمسك راسها وبيحضُنها وبيقول: مروة!! إيه اللي عمل فيكي كدا؟؟
إيديها الشمال كانت بتتحرك ببساطة لكن مفيش فيها نفس تمامًا
رفعها بين دراعاتُه ف بصت نانسي عليهُم من فوق وهي بتقول بتوهان: كانت عاوزة تُخرج، ساعدتها!
الرايق بإنهيار عصبي: سا إيه؟؟ ساعدتيها!! قصدك ريحتيها من الدُنيا!
جري بيها الرايق لبرا بسُرعة، شافُه عزيز ف نزل من العربية وهو بيبُص بصدمة وبيقول: إيه اللي حصل؟؟ البت دي لو جرالها حاجة مية في المية هندخُل السجن!
الرايق بزعيق: سجن إيه وزفت إيه! إوعى خليني ألحقها
حطها الرايق في عربيتُه جنبه وربط الحزام على جسمها المدشدش.. وقعد في كُرسيه وفتح الشباك بتاعُه وهو بيقول بصوت عالي: إلحقوا نانسي شكلها إتجننت تمامًا، لازم تنقلوها مستشفى أمراض عقلية.
ساق الرايق العربية بأقصى سُرعة وهو قلقان ومش هلى بعضُه.
بص عزيز لعيسى وأمير اللي معاه في عربيتُه، نزل أمير وهو بيقول بضيق: أنا ههتم بنانسي وهرجعها أحسن من الأول.. إلحقوا إنتوا الرايق بالعربية وطمنوني حصل إيه بالفون..
طبطب عزيز على كتف أمير وراح يرجع لعربيتُه، بعدها فجأة لف وقال: طب وهتتحرك من هنا إزاي مع بنت عمك؟ هاتها وتعالوا معانا في العربية!
بص أمير للبيت القديم بتردُد وهو بيبلع ريقُه وقال: ماشي.. هدخُل أجيبها..
إتقدم ناحية البيت بجزمتُه السودا لحد ما دخل جوة، بص على كُرسي مروة المقلوب وخشب السقف الواقع.. سمع صوت حمام جاي من فوق ف بص لقى شُعاع ضوء جاس على عينُه ووشه مخليه مش شايف، قرر يطلع عن طريق السلم اللي أخره باب خشب إسود مليان تُراب.. مقفول بمُفتاح من برا والمُفتاح في الباب
حرك المُفتاح في المقبض وفتح الباب بهدوء، سمع صوت همهمة أنثوية وشاف نانسي مديالُه ظهرها وهي ماسكة مراية الإيد بتاعتها والفُرشاة بتاعة الشعر.. وقفت همهمة وتسريح وهي بتحرك المرايا ناحية الباب اللي مدياله ظهرها وقالت بنبرة ناس عاقلين: إنت كُنت أخر واحد أتوقع حضوره وإنه يفتح الباب دا بإيدُه.
رمش أمير بتوتُر وقال بتكشيرة حُزن: ليه؟
نزلت نانسي إيديها اللي فيها المرايا والفُرشاة ولفت بهدوء وشعرها بيلف حواليها.. ببصتلُه وقالت ببرود: أصلك ظلمتني كتير وخرجتني من بيتك أنا وبابي.. عشان عملالك مشاكل، جاي دلوقتي تعمل حنين ومُهتم ليه؟
رفع أمير راسُه وبصلها وقال: ما إنتي عاقلة أهو!
قامت نانسي من على السرير اللي عمل صوت تزييق ومشيت برجليها الحافيه فوق الخشب.. وقربتلُه من ناحية الباب بعيد عن الكسر بتاع العلوية وقالت: عشان سبب جنوني واقف قُدامي.. مش عاوز عقلي يرجعلي إزاي؟
غمض عينُه وخد نفس عميق وهو بيحاول يحُط إيده عليه ف رجعت خطوة لورا.. رمش بعينُه من ردة فعلها وقال: يلا يا نانسي.. يلا عشان نمشي من هنا و.
قاطعتُه نانسي بحزم وقالت: مش بمزاجك!! أنا مرتاحة هنا، مش رميتني هنا بمزاجك؟؟ جاي عاوز إيه؟؟
أمير بصوت عالي: أصلح غلطتي ك قريبك!! أه بكرهه أبوكي بس مكانش ينفع أحُطك كطُعم ليه عشان أأذيه.. أيوة إنتي غلطانة إنك سلمتي جسمك لصاحبي.. بس مكانش ينفع إني أخرجك من بيتي وأسيبك عروسة ماريونيت في إيد أبوكي.. غلطان في حجات كتير وعاوز أصلح غلطي وأرجعلك حياتك! عاوز أحُط راسي على المخدة وأنام وأنا مرتاح إني عملت حاجة واحدة كويسة في حياتي، ساعديني!
نانسي بدموع: وإبني اللي نزل د_م! كان إحساس بشع.
أمير: كان لازم يحصل دا، عشان تبدأي حياة جديدة متتمرمطيش زي مرات عزيز اللي برا مصر.. لإن قلبه هنا مع مراته سيليا.. عشان القصة دي متتعادش!
نانسي بعياط: أنا مش فاهمة حاجة، بس مش عاوزة أسمع كلامك ولا أتحرك من هنا.. أنا خلاص رضيت بقدري.
أمير بحزم: دا مش قدرك وأنا مكونتش راميكي.. كُنت باعدك عن شر أبوكي وكُنت محتاج أخفيكي عنه.. من إنهاردة هترجعي لقصري، وهجوزك أحسن راجل أحس إنك كويسة معاه، وهنهتم بيكي أنا ومراتي، بس عاوز أسمع إنك مسمحاني!
سكتت نانسي شوية وهي باصة للأرض بعدها فجأة رفعت راسها وبصتله في عيونه وقالت بصدق: حتى لو أنا سامحتك، في ناس كتير مش هتقدر تطلُب منهُم السماح غير قُدام ربنا. كُنت إنت السبب في أذيتهُم برضو.
خبط أمير الباب جنبها ف أترعشت ف قال وهو مُتماسك أعصابُه: نتكلم في الحوارات دي بعدين؟ دلوقتي هنركب عشان نمشي.. قادرة تمشي على رجلك ولا أشيلك؟
نانسي بتعب نفسي: لا بمشي.. أنُط من هنا عشان أثبتلك؟ ” بتشاور على الفراغ اللي وقعت منُه مروة ”
إنحنى أمير وشالها بين دراعاتُه وهو بيقول: دي رايحة منك على الأخر.
نزل بيها لتحت لحد ما وصل للعربية، عيسى شافها وإستغرب حالتها وعزيز بص لأمير اللي شايلها بإنتظار إنُه ينجز
أول ما نانسي شافت عيسى راحت حاضنه أمير جامد وهي مش عاوزة تبُص لعيسى.. بص عيسى لتحت بندم بعدها بص في المرايا لعزيز بضيق
عزيز بهدوء: هتبقى بخير وهنظبُطلها حياتها.. متشيلش هم إنت عشان فرحك قرب.
فتح أمير العربية من قُدام وقال: معلش يا عزيز خليها هي جنبك عشان خايفة.. وأنا هقعُد ورا جنب العقرب
عزيز ظبطلها الكُرسي وبدأ أمير يربُطلها الحزام بتاع الأمان
ركب عزيز بعدها ورا جنب العقرب وهو بيتنهد وبيقول: أنا خايف نروح المُستشفى نلاقي ليث هناك!
عزيز وهو بيدور العربية قال ببرود: أيوة نعمل لأمه إيه مش فاهم؟
أمير: يابني هيسأل سين وجيم ومين اللي عمل فيها كدا!
عيسى بهدوء: الرايق بيقول إنهم سابوا الشاليه ف أعتقد رجعوا القاهرة عشان يجهزولنا خطة على الهادي.
إتحرك عزيز بالعربية وقال: نتكلم في المواضيع دي بعدين؟ ” بيشاور بعيونه على نانسي ”
أمير بتنهيدة: عندك حق نتطمن الأول على وضع مروة وبعدها اللي يحصل يحصل.
* داخل قصر عاصم التُركي.
كان قاعد سرحان في صور رهف وضاغط على نفسُه بصعوبة عشان ميكلمهاش.. بدون مُقدمات دخلت عليه عمتُه وفتحت الباب بطريقة عشوائية، قعدت قُدامه وحطت رجل على رجل وخرجت سيجار فاخر وهي بتولعه قالت: خطيبتك بتشتكي منك، ومن إهمالك ليها وتقصيرك معاها.
عاصم بنفاذ صبر: عندها حق، لو متضايقة ننهي الموضوع بطريقة لطيفة ونقول للإعلام إن..
قاطعتُه عمتُه وهي بتنفُث دُخان السيجار وقالت: إن إيه؟ إن وريث العيلة غير قادر على تحمُل المسؤولية بجدارة وإنه غير أهل للثقة؟
وقف عاصم ورفس الكُرسي بتاعُه وهو بيقول بغضب ناري: هو تحمُل المسؤولية بالنسبالكُم إني أتخلى عن حُبي!
نفضت عمتُه غُبار السيجار وهي بتبُصله بوش مشدوهه وفجأة ضحكت ضحكة قصيرة وقالت بسُخرية: يعني كمان ليك عشيقة غير الزوجة الرسمية اللي هنظهرها وجهه لعيلتنا! يا للعار!
عاصم خلع نظارتُه وقال بعصبية: عار، الحُب بقى عار؟
عمتُه ببرود وهي بتطفي السيجار: إنت مش أول واحد من عيلة مُحترمة وكبيرة يتنازل عن الحُب في سبيل المظهر الإجتماعي، والمثال الأكبر ليك هو الأمير تشارلز.. إتجوز الأميرة ديانا رغم إنه مبيحبهاش وليه عشيقة تانية اللي هي كاميلا.. مخالفش ومخرجش عن طوع ال..
قاطعها عاصم وقال: إيه المثال السخيف دا؟؟ جايبالي مثل لواحد إتجوز بأرادته من واحدة وهو بيحب واحدة تانية وفي الأخر برضو إتجوز اللي بيحبها! الموضوع هنا مختلف خالص الموضوع بتاعي غير أي قصة وأي مثل!
وقفت عمتُه بغضب مرة واحدة وقالت: إنت جاي تقولي الكلام دا دلوقتي! خلاص كُل تجهيزات الفرح الملكي بتاعكُم بتجهز، إيه الرجوع في الوعد وشُغل الأطفال دا!
عاصم فك أزرار قميصُه وهو بيقول: شُغل الأطفال على حق هعمله دلوقتي.
عمتُه بحزم وتحذير قالت وهو مديها ظهره وسايبها: لو إتصرفت أي تصرف جنوني وغير لائق، أوعدك إن الميراث كله هيروح لأخوك الطائش اللي سفرتُه.. لولا إني عميقة كان زماني مخلفة ولد يمسك كل الثروة دي.
تجاهلها عاصم تمامًا وطلع لجناحُه وبدأ يغير هدومه.. وهو مش شايف غير حاجة واحدة بس قُدامه. ” رهف ♡ ”
* في المُستشفى
الدكتور: واضح إنها وقعت من مُرتفع عالي بطريقة صعبه، هل هي بتعاني من مشاكل نفسية؟.
نوح رفع راسُه وبعدها قال بهدوء: لا!
الدكتور: ممكن أعرف حضرتك تقربلها إيه؟
نوح بهدوء: أنا جوزها.
بص الدكتور على إيدُه عشان يشوف الدبلة ف قال نوح بعصبية مُبالغ فيها: مش لازم ألبسلك أم الخاتم بتاع الجواز يعني ما جايز نسيته في البيت ولا قلعته على مراية الحمام، *** هو إثبات الجواز اليومين دول مبقاش بالعقد بقى بالخواتم؟
جري عيسى ناحيتُه وهو بيسحبُه بعيد عن الدكتور وبيقول بلباقة: معلش هو نفسيته متأثرة عشان مراتُه بس، إعذُره..
الدكتور: على كُل حال جبسنا دراعها اليمين لأن الكسر كان شديد فيه لإنها نزلت عليه، دراعها الشمال سليم مفيهوش حاجة، وفي كسر بسيط في الحوض.. هي عاجزة عن المشي؟
نوح بغضب مكتوم: هممم..
الدكتور: حالتها ساءت أكتر، لازم دكتور علاج طبيعي يتابع معاها
نوح بعصبية: هي فاقت يعني وكويسة تقدر تتكلم وتسمع ولا إيه؟؟
الدكتور بنفاذ صبر: أيوة فاقت.. لكن متلمسش جسمها لإن عضمها هش.
تجاهله نوح ودخل للأوضة لقى مُمرضة واقفة بتظبطلها قعدتها وبتحُط مخدة ورا ظهرها
نوح بهدوء للممرضة: إطلعي برا..
بصت المُمرضة لمروة اللي قاعدة على السرير ومش قادرة تحرك رقبتها عشان بتوجعها.. وخرجت بعدها
قفل نوح الباب وراها جامد وقرب للسرير وهو بيقول بإعتذار لمروة: أنا أسف
سكتت مروة شوية وهي باصة قُدامها، بعدها بإيديها الشمال حطت إيديها على رقبتها بألم وحركتها عشان تبُص لنوح وقالت: على إيه بالظبط؟ متبقاش عامل زي اللي عشان يطفي حريقة قال تف! ياريتني ما شهدت شهادة الحق دي عشان مشوفش خلقتك يا أخي!
نوح بجدية: أنا عارف إنك مش طايقة تشوفيني ولا طايقة تشوفي حد مننا بس عاوزك تسمعيني مرة واحدة جايز تفهميني.
مروة بضحكة سُخرية: أنا لو سمعتك من هنا للسنة الجاية مش هصدق حرف خصوصًا بعد ما إتفقت عليا إنت والرُباطية اللي معاك وخطفتوني وبهدلتوني وخسرتني عيلتي لما إتجوزتني غصب عني.. وقال إيه إسمعيني.
كملت مرة بغضب مكبوت وقالت: والبنت المسكينة اللي عقلها باظ بسببكُم وكانت فاكرة إنها لما توقعني من فوق هتنقذني عشان مبقاش زيها.. دي هتتحاسبوا عليها برضو..
نوح بتوضيح: دي بنت عم صاحبي.. وكُنا باعدينها عن أبوها عشان راجل م..
قاطعتُه مروة بعصبية وقالت: إنت هتحكيلي قصة حياتك؟؟ عاوزني أعمل إيه أتعاطف معاك وأكتبلك كتاب أسميه قصة حياة مُج_رم كيوت؟
ضحك نوح وهو باصصلها ف قالت بإنفعال: إيه المضحك في كلامي؟؟
نوح بتركيز معاها: لما كان شاب يقولي البنت لما بتتعصب بتبقى أحلى من طبيعتها كُنت بعتبر دا مُحن وإنشف يالا.. لحد ما شوفت دا مثال حي قُدامي.
فتحت مروة بوقها بكسوف غاضب بعدها بلت شفايفها وهي بترفع إيدها اليمين عشان تشيل شعرها عن وشها ف إتألمت وصوتت لإن إيدها اليمين مكسورة.
ضغطت على شفتها جامد بسنانها من الألم ف حط نوح إيدُه على الجبس بتاعها وهو بيقول: إنتي كويسة؟
مروة بحزم: شيل إيدك دي عني! أنا بخير بس عاوزة أشوف أهلي، ولا ممنوع عشان بقيت على ذمتك؟
نوح بهدوء وإبتسامة حلوة: حاضر، مكونتش هسامح نفسي لو كان حصلك حاجة وغلاوة أمي.
قام وخرج من الأوضة ف قالت مروة: ننيننيني.. طالما حنين كدا ما تسيبني لعيلتي! نقصاكُم أصلها!
* برا الأوضة
عيسى بهدوء: ها مراتك كويسة!
نوح بتعب: أكيد جسديًا ونفسيًا لا، لكن هي بخير وبتتكلم وحواسها كويسة.. ومكونتش حابب بنت ملهاش ذنب توصل للحالة دي بسببنا
عزيز بضيق: ما هي لسانها فالت! وكانت هتودينا في داهية بنت ال..
قاطع كلامُه نوح وهو بيقربلُه وبيقول بتبريقة: بنت ال إيه؟ دي على ذمتي ف إظبُط كلامك ومحدش يجيب سيرتها
أمير بضحكة عجيبة: الله! هنحب يا رايق ولا إيه؟ طب بالنسبة لرفيف إيه النظ..
الرايق بزعيق: كلمة كمان وشراكتنا دي تتفض، أنا مش عاوز هرتلة في حياتي الخاصة كتير!
قلع الجاكيت بتاعُه ومشي الناحية التانية في ممر المُستشفى
أمير بإستغراب: ماله دا ياعم؟ هو حبها بجد ولا إيه؟
عيسى بنظرة غريبة: أكيد لا، بس شكلُه في حاجة قبل ما ييجي هنا حصلت ومأثرة عليه.. عشان كدا يجدعان محدش ينكُش فيه، فُل؟
عزيز وهو بيولع سيجارة: حاجة إيه يعني..
سحب أمير السيجارة من بوق عزيز وهو بيقول: إحنا في مُستشفى ممنوع التدخين، تصدق أنا كمان طلباني أدخن؟ تعالي نطلع برا المستشفى نشرب سيجارتين.. هتيجي معانا يا عيسى؟
عيسى بتعب: لا روحوا إنتوا.. أنا هشوف الرايق وهاجي
نزل عزيز مع امير وإتحرك العقرب ناحية الحمامات..
* داخل الحمام الرجالي
كان رافع أكمام قميصُه وواقف قُدام المرايا وشعره بينزل
نُقط مياه على وشه.. باصص بنظرة نارية للمرايا وكإنه كاره الشخص اللي قُدامه.. وأصوات كتير بتدور في عقلُه زي صوت والدتُه وكلامها الحلو عنُه، والصوت اللي كان بيفوق الشيطان الساكن جواه كان صوت رفيف وإعترافها بخيانتها في الفون! وإستغلالُه للعبتها مع عمرو.. كور إيده وجه عشان يكسر المرايا لقى إيد بتمسك إيدُه بقوة وبتقول: طب ما تحكيلي أسهل عشان غضبك يزول؟
بص الرايق جنبه لقى العقرب ماسك إيدُه وبيبصُله بحُزن
سحب الرايق دراعُه وسند ظهرُه على الحيطة وهو مخبي وشه بدراعاته الإتنين، خرج منه صوت عياط وهو بيقول: خانتني رغم إني مأذيتهاش.. كُنت أكتر حد واقف معاها وفتحتلها قلبي وبيتي..
قربله عيسى وقال وهو بيحاول يشيل دراعات نوح من على وشه: هتنساها.. وهتحب غيرها، إسألني أنا! هياخُد وقت أه.. بس مع الوقت اللي هياخدُه دا مشاعرك هتتجدد لحد تاني.
نزل نوح دراعاتُه وعينيه اللي لون ولون كانت بتلمع من الدموع وقال: إنت اللي بتقول كدا؟ بعد السنين دي كُلها! الناس كانت بتقولك دي مشاعر طفولة عشان أمل طفلة، بس إنت حُبها كان بيكبر جواك كإنها لسه عايشة وبتكبر قُدامك.. سنين إيه؟؟ دي نُسخة من أمي في الشكل.. لكن الصفات؟ لا.
عيسى عينيه رفت وقال بصوت مي_ت: فوق يا رايق عشان مراتك اللي تعبانة دي.. وعشان أيامنا تعدي على خير.. هتعدي صدقني.
مد عيسى إيدُه ناحية نوح، اللي نزل أكمام قميصُه وخرج مع عيسى ناحية أوضة مروة، لقى بنت شابة ساندة على الحيطة برا وبتلعب في فونها
رفعت أخت مروة راسها وهي بتبُص لنوح وعيسى بتتنيح
نوح بتعب: هو في حد مع مروة جوة؟
اختها: أه بابا وماما، إنت جوزها صح اللي شوفتك في ال..
نوح قاطعها وقال: أيوة جوزها.. المفروض متتعبوهاش بكلام مالوش لازمة عشان تتعافى أسرع
رفعت أختها أكتافها بقلة حيلة وقالت: والله عن نفسي بوستها وإتطمنت عليها بس، لكن بابا وماما معرفش بيعملوا إيه جوة..
* داخل غُرفة مروة
أبوها: اللي بيمشي قرارتُه من دماغُه ميرجعش يقول يا بابا ويا ماما، لما يرميكي في الشارع بعد ما يزهق منك ويتعب من خدمتك ساعتها هتعرفي إن أهلك حبوكي بدون مُقابل.
مروة كانت باصة قُدامها وخطين دموع على وشها وهي بتضحك ورافعة حاجب بعدها قالت: ياااه، للدرجة دي أنا حِمل تقيل على أي حد!
والدتها: شوف إحنا بنتكلم ف إيه وإنتي بتتكلمي في إيه؟ إحنا بنقول قراراتك من دماغك ومش مقدرة إن مش كُل الناس زي بابا وماما اللي ربونا وكبرونا وخلونا عرايس حلوين.. ف بدل ما نفرح بيكي بفرح يليق بيكي تتجوزي بالطريقة دي.
مروة بألم نفسي: فرح يليق بيا! بتضحكي على نفسك ولا على مين؟ هو أنا مش أتنشن ومش مُعترضة على قضاء ربنا بس مش عاوزة أعمل فرح المعازيم فيه يتوشوشوا لبعض يا حرام العروسة ربنا عوضها خير بعريس قبلها زي ما هي.. أوووه دي مشلولة سو كيوت أزاي العريس عند روح إنسانية كدا!! أنا حبيت واحد وإتجوزته بإرادتي بالطريقة اللي شيفاها صح ومُناسبة ليا وإنتهى الأمر.. عاوزين تفضلوا معايا وتدعموني ك أب وأم مبيبيعوش ولادهم عشان أخطاء دا شيء هيسعدني ويخليني أتحسن، عاوزين تسيبوني مش هجبركُم!
قام والدها وقف ومعاه والدتها وهي بتلبس الشنطة
قال والدها بنظرة ترفُع: لا خلاص، طالما إختاراتي حد شيفاه هياخُد بالُه منك أكتر مننا.. مفيش داعي لوجودنا.. يلا عشان نمشي يا هانم
خرجت والدتها معاه ورزعوا الباب بتاع الأوضة.. رفعت مروة إيديها الشمال وهي حطاها على بوقها وبتعيط بهستيريا..
* خارج الغُرفة
خرج والد ووالدة مروة وهُما بيقولوا لأختها: يلا نمشي إحنا غلطانين إننا جينا.
نوح بعصبية: غلطانين إنكُم جيتوا تطمنوا على بنتُكم؟؟ إنتوا زعلتوها وهي في الحالة دي!
والد مروة: إسمع يا بني أدم، متوجهلناش كلام كفاية العملة السودا اللي عملتها وخطفت بنتنا مننا.
نوح وهو بيرجع شعره لورا قال: هعديهالك عشان اللي جوة دي بس، بس أنا مش عاوز أشوفكم هنا تاني ولا حتى بتسألوا عنها لما تُخرج.. عشان عاوزها تقوم وتبقى كويسة كدا، واللي بتعملوه دا هيدمرها
أختها وهي مُبتسمة وباصة لنوح بإعجاب: الراجل الحنين رزق
والدها بعصبية: إنزلي قدامي يلا، بلاش كلام فارغ.
نزلوا التلاتة ف دخل نوح بسُرعة على أوضة مروة لقاها بتعيط
قفل الباب وقعد عىى طرف سريرها ف قالت هي بشحتفة من العياط: مش عارفة أهزقك عشان مجرم، ولا أشكُرك عشان عرفتني إن أهلي مبيحبونيش!
نوح وهو بيتأمل ملامحها: تعالي في حُضني عشان أنا وإنتي محتاجين دا.
سحبها من ظهرها ف صوتت من الألم، راح مقرب هو صدره لصدرها وحضنها وهو بيملس على ظهرها بإيدُه وبيقول وهو مغمض عينُه: أنا جنبك ومعاكي.. وإنتي كمان معايا، نسيني كُل الوحش اللي حصل.. وأنا هنسيكي كُل حاجة.. خلينا أنا وإنتي نمسح ذكريات بعض
كرمشت مروة قميصُه بإيديها وهي بتعيط بإنهيار وشحتفة أما نوح نزل خط من الدموع على وشه وهي في حُضنه.
* داخل منزل بوسط البلد
رهف كانت بتتاوب وهي بتقول: حاسة بإرهاق ما بعدُه إرهاق
منال وهي خارجة من الحمام لافة فوطة على رقبتها: تلاقيكي تعبتي نفسك في الشُغل
رهف وهي بتتمطع: إنتي بتقولي فيها! إيه هتنامي ولا إيه؟
منال وهي بتتاوب: السفر كان مُتعب بجد وعاوزة أدخُل أرتاح شوية، مش هتنامي؟
رهف بنبرة حزينة: لا هقعُد شوية.. أدور على فيلم لذيذ يريح دماغي من العك شوية
حضنتها منال من ورا وهي بتبوس خدها وبتقول: إنتي أجمد من كدا يا رو، فُكي كدا
رهف وهي بتطبطب على منال: أنا زي الفُل عيب عليكي، متسيبيش التكييف شغال على الفاضي والمليان.
دخلت منال الأوضة وأول ما قفلت الباب حطت رهف إيديها على صدرها وبدأت تعيط بصوت مكتوم عشان منال متسمعهاش
وصلها مسج على تليفونها ف فتحته لقته ماسنجر، توقعت إنه عاصم لكن لما شافتُه لقته شوقي محمد الموكل بتاعها
كاتبلها ” مساء الخير أستاذة رهف، هزعجك لو أتعشينا سوا إنهاردة، موضوع مُهم ”
كشرت رهف بإستغراب وكتبتله ” خير؟ يخُص القضية! ”
شوقي محمد يكتبُ الأن
…
” لما تيجي هتعرفي، أبعتلك لوكيشن ولا أجي أخدك بنفسي؟ ”
رهف كتبتلُه ” أبعتلي لوكيشن من فضلك ”
بعتلها ف قامت رهف عشان تغسل وشها وتداري أثار الإرهاق والعياط بالميك أب.
* داخل المُستشفى
نوح: بُكرة الصُبح هنسافر، سألت الدكتور قالي عادي بس نتفق مع دكتور عظام كويس في القاهرة.
بلعت مروة ريقها وقالت: وأنا كدا المفروض لما أنزل القاهرة هعيش معاك في بيتك صح؟
نوح بهدوء: أيوة لإنك مراتي رسمي، وبعدين لو مجيتيش تعيشي معايا هتروحي لأهلك يعني؟ معتقدش هيقبلوكي.
مروة بغيظ من بين سنانها: البركة فيك وفي خططك وفي اليوم اللي ورطت نفسي في حوار ميخُصنيش.
سقف نوح بإيدُه وهو بيقول: إهدي وإقفلي الحوار دا، مش هلمسك متخافيش.
مروة بتبريقة: تلمسني إيه يا حيوان أنت مش شايف أنا ملفوفة زي المومياء في الشاش إزاي؟
نوح بعصبية: بت إنتي لسانك ميطولش معايا! أنا بقولك فيما بعد يعني
مروة بعصبية: ولا حتى فيما بعد، تنسى الحوار دا تمامًا والحقوق الشرعية والجو دا.
نوح بنفاذ صبر: يارب نص ثقتك في نفسك، مأكلتيش ليه!
مروة بتكشيرة: مش عاوزة أكل.. أكلهم بارد ومالوش طعم.
نوح بإستفزاز: دا الصحي ليكي.
مروة بتعب: يلا بس بلا صحي بلا سباكة، ناديلي الممرضة توديني الحمام.
نوح: طب ما أوديكي أنا!
بصتله مروة وقالت: إنت مبتفهمش؟ بقولك عاوزة أروح الحمام وأنت واقف تستظرف
نوح: على فكرة أخدتي عليا أوي، أقصد أدخلك وأقعدك وبعدين أطلع..
مروة بتجاهُل ليه: يا دكتوور، حد يجيليي
داست على الجرس اللي على سريرها، جت المُمرضة ف قالتلها مروة: حمدالله على السلامة، حضرتك أنا هحتاج حد جنبي بنت زيي.. عاوزة أروح الحمام ولا أنتوا حاطين ليا بامبرز في الشاش دا ولا نظامكُم إيه
نوح ضحك على خفة دمها ف بصتله بقرف عشان هو السبب في المصايب اللي بتحصلها
الممرضة: هما المفروض بالفعل بيحطولك شيء شبيه للبامبرز وبيغيرولك.
ضحك نوح بصوت عالي ف قالت مروة بعصبية: عاوزة كُرسي متحرك أنا هروح بنفسي.. إنتوا هتذلوني ولا إيه!!
راحت الممرضة تجيبه ف قال نوح لمروة: ما تتظبطي يا بت! بتتكلمي كدا ليه مع الناس ومعايا؟
مروة بغيظ منه: يارب وريني عجايب قدرتك فيه وهو مزنوق في وسط صحرا ما فيها حمام
نوح بهزار: بس صحرا يعني مليانة تراب عادي.. هي القطط أحسن مننا في إيه
مروة بصدمة: يععع إنت مقرف بجد إيه اللي بتقوله دا.
نوح: خلاص بقى قلبتي معدتي بالحوار دا كل دا عشان عاوزة تخشي الحمام
جت الممرضة وجابتلها الكُرسي ف قالتلها مروة: تعاليلي من ناحية الشمال عشان أسند عليكي بإيدي الوحيدة الكويسة فيا.. عشان في ناس ولاد حرام جابوا أجلي.
هرش الرايق في دقنه وهو بيشاور على رقبته علامة السكينة عشان تسكُت
قعدتها الممرضة على الكرسي وودتها، وفضل نوح واقف في الأوضة مستنيها تخلص.
* في القاهرة، أمام منزل نوح
رفيف وهي حاضنه أختها: أبوس أيدك محتاجة أقابلُه ضروري.. إنت مش شايف حالتي!
الحارس بزعيق: إنتي مبتفهميش؟ الباشا قال ممنوع تيجي هنا وبعدين هو مسافر مش موجود جوة عشان تقابليه.
رفيف بعياط: طب أنا هقعُدلكُم على الرصيف هنا لحد ما يرجع من السفر، أصل هروح فين من الصُبح وأنا في قسم الشرطة بعدها المستشفى عشان الحيوان اللي لحقوه معنديش مكان أروحه.
الحارس التاني بوشوشة لصاحبه: دخلها على الأقل الجنينة.. دي واحدة ست ومعاها بنت صغيرة غلط نسيبهم كدا بالليل
الحارس: أنت مجنون؟ نوح باشا طردها طردة وحشة يعني أكيد خطر عليه وعلى شغله وإنت عاوز تدخلها بيتُه تاني؟ ملناش دعوة ياعم إنت تراعي شُغلك بس
لكن الحارس التاني كان بيبُصلهم بشفقة، فتحلهُم الباب الصغير اللي بيقعُد فيه حارس الأمن وقال: طب إقعدوا هنا في الدفا، وفي غطا تقدري تغطي بيه الأمورة الصغيرة من البرد.. نوح بيه لو مجاش الصُبح تتكلي على الله لإنك كدا هتسببيلنا مشاكل.
رفيف بعياط: موافقة، كتر خيرك يارب ما يوقعك في ضيقة ويوسع رزقك يارب
فتحلها الباب ف دخلت قعدت هي وأختها وقفل عليهُم تاني
الحارس اللي كان بيطردها قال: إنت المسؤول عن وجودها هنا، متنساش تبرر موقفك دا لنوح بيه.
الحارس التاني: على الله.
* داخل أحد المطاعم الراقية
دخلت رهف وهي بتقعد على الترابيزة وبتبُص حواليها.. جه الجرسون اللي كان مشغل نور خافت في المكان وبدأ يولع الشمع اللي قُدامها
رهف بهدوء: حضرتك مُتأكد إني دي ترابيزة الأستاذ شوقي محمد؟
الجرسون بذوق: أيوة يافندم
رهف بإستغراب: وهو اللي قالك تشغل شموع وتعمل الكلام دا؟
الجرسون: بالظبط.
إنسحب الجرسون بهدوء وفضلت رهف لوحدها تبُص على الورد اللي مرمي على الترابيزة والشموع الشغالة، فضلت تخبط بضوافرها على الترابيزة..
حست فجأة إن في حد بيزيح شعرها عن رقبتها ومن الحركة دي وريحة البرفان عرفت إنه عاصم.. ف قامت أتنفضت وهي بتبُصله وبتقول: إنت.. إنت إزاي ت
قاطعها عاصم وهو بيقول: أنا واجهت عمتي بالحقيقة، إني رافض الجواز من البنت دي عشان مظهر العيلة الإجتماعي، واجهتها إني بحب.. وقلبي مشغول بواحدة تانية
رهف كانت عينيها واسعة على أخرهم وبوقها مفتوح.. بعدها رجعت ريأكشن وشها الطبيعي وقالت: أنا ميهمنيش كُل دا.. يهمني النتيجة.
عاصم صدمها وقال: طب ليه لما شوقي بلغك بميعاد فرحي.. إنهارتي عياط!
رفعت راسها وبصت لوشه وقالت: هو حكالك؟
بلع عاصم ريقُه وقرب منها بعد ما قلع نظارتُه وقال: أنا أكتر راجل مُمكن تقابليه في حياتك بيتمسك بالحُب أكتر من المظاهر الإجتماعية
عيطت رهف ودموعها بدأت تنزل ف مسك وشها بإيدُه وقال بهمس: ليه طالما بتحبيني زي ما بحبك، بتعذبي نفسك وتكابري!
رهف بحشرجة بُكاء: عشان عندي كرامة ومش رخيصة أكون عشيقة لواحد هيتجوز..
عاصم وهو وبيلمس بصوباعه دموعها قال: قطع لسان اللي يقول عنك كدا
رهف بلوية بوز وهي بتعيط: يعني قطع لسانك؟
نظراتُه كانت مركزة على شفايفها وهي بتتكلم.. بدأ يميل لا إراديًا ناحيتها ف أنسحبت بعيد عنه وقالت: مفيش شعره، هتطولها مني.. غير لما عيلتك المعروفة تتقبلني وسطهُم ك زوجة ليك.. غير كدا هشوف حالي زيك
مسك عاصم الشمعة وطفى نارها بأيدُه ف برفت رهف خوف عليه
عاصم بنبرة غاضبة لأول مرة تسمعها رهف وكأنه تحول تمامًا قال: الراجل اللي هيفكر يدخُل بيتك ك مُتقدم ليكي، هتسمعي خبره تاني يوم في الوفيات.. إوعي تستفزي غيرتي عليكي بالإسلوب دا!
جريت رهف عليه وهي بتقوله: وريني إيدك إتحرقت ولا إيه! إنت مجنون؟؟؟
عاصم بنبرة غريبة: مجنون أه، عندي هوس مش بيخليني أعرف أنام.
رفعت راسها ف نظراتها إتخبطت في نظراتُه مرة تانية
قالت بضعف ناحيتُه: لو بتحبني إظهرني لنور عيلتك ومتخبنيش في ضلمة العشق.
عاصم بهمس وهو بيحسس على رقبتها: بموت فيكي، ضلمة.. نور.. فجر، في كُل أوقات الدنيا عاوزك تكوني معايا.
من ورا الستار الصحافة كانت بتصور درجة قُربهم ولما حاول يبوسها وفشل صوروا كُل حاجة. عشان الصور تنزل في الصُحف الإنجليزية والمصرية تاني يوم.
* صباح اليوم التالي
نوح وهو سايق بص لمروة اللي قاعدة جنبه ومسند ظهرها بمخدة: مرتاحة ولا تريحي على الكنبة اللي ورا؟
مروة بضيق: سألتني السؤال دا تلاتين مرة، قولتلك تمام بخير المُهم نوصل.
نوح وهو باصص للطريق: إفتحيلي علبة العصير عشان أشرب.
صوت صرصور الحقل! إضطر نوح يبُصلها لقاها بتبُصله وهي متغلفة بالشاش وقالت: إنت قليل الذوق ومُتنمر ليه! ما إنت عارف إني معنديش غير إيد واحدة!! الإيد التانية مكسورة بفضلك.
نوح وهو باصص للمرايا: خلاص قربنا نوصل على بنزينة هركن فيها وأشربك عصير معايا.
مروة بإعتراض: لا لو سمحت كمل الطريق عشان نوصل بسُرعة
نوح بنفاذ صبر: يا ستي عنك ما شربتي! أنا حاسس إني عطشان!
مروة: ما صحابك ماشيين قُدامنا بعربياتهُم أهو! محدش فيهُم بيصيح زيك ليه؟
نوح بتقليد صوتها: عشان معاهُم ناس يشربوهم كياه وعصير مش متجبسين!
مروة بغضب: هتفضل تتريق كتير وربنا هيبليك باللي عندي، الشماتة ملهاش رجلين
نوح بإستغراب: هو مش كان الكذب تقريبًا؟
مروة بضيق: الحجات الوحشة ملهاش رجلين..
بص نوح على رجليها عشان مبتمشيش راحت ضربته بإيديها اليمين وهي بتزعقله وبتقول: لا دا إنت بني أدم مستفز ع الصبح بقى.
نوح من بين سنانه: بس يابت بدل ما أربُطك في سقف العربية! هنعمل حادثة
مروة: أحسن عشان تتلف في شاش زيي.. حيوان
نوح بزعيق: مااااشي، لما نوصل هوريكي الحيوان على أصوله.
* بعد مرور ساعات/ القاهرة
_داخل قسم الشُرطة
دخلت منال لمكتبها وقفلت الباب، جت تلف لقت راغب قاعد على مكتبها وفاتح الكمبيوتر بيلعب سوليدير.
منال بصدمة: إيه المنظر دا؟
راغب بتركيز في شاشة الكمبيوتر: إنتي مملة أوي يا نونة، معقول معندكيش كريزي تاكسي ولا حتى gta?
منال رمت الورق من إيديها على الأرض وقالت: إيه التهريج دا! دا مبقاش قسم شُرطة! دا بقى عيد ميلاد بتورتة.
وقف اللعبة وأتحرك بالكُرسي اللفاف بتاعها وقام من ورا مكتبها، قربلها وهو بيبُصلها وقال: القافية لما بتطلع من الشفايف اللي زي العسل دي، بتبقى حلوة أوي.
منال بإبتسامة: وكمان مُتح_رش؟ دا أنا عنيا ليك.
راغب سحب الهوا بين سنانه وقال: عينيكي بس؟ لا أنا عاوزك كُلك.. عليكي جمال أجمد من جمال عبد الناصر.
منال: كح كح.. كمان معاكساتك قديمة وتنحة زيك.. إخرج برا عشان ملبسكش قضية.
راغب: تلبسيني قضية ليه هو خاتم الجواز قصر معاكي في حاجة؟
منال كتفت إيديها ورفعت حاجب وقالت: هعد لثلاثة.. لو مخرجتش بعدها وبطلت شغل النسوان دا.. هخرجك من هنا بفضيحة.
غمضت منال عينيها وبدأت عد.
واحد
إتنين
ثلاثة.
فتحت عينيها لقته قاعد على كُرسيها وفارد رجله على المكتب وبيقولها: تارااا.. عوزاني أختفي في ثلاث ثواني؟ عيدي العد وهطلع بعدها بجد.
منال: لا وعلى إيه!
فتحت باب مكتبها ونادت بصوت عالي: يا عسكري!!
راغب ببرود: نسكافيه من غير سُكر معاكي يا نونة، ولا ناوية تطلُبيلنا ليمون؟
جه العسكري وأدى التحية العسكرية ف قالت منال وهي بتشاور على راغب: خرجوه برا.. وإعمله محضر إزعاج سُلطات.
راغب بدأ صوته يرجع طبيعي بخشونته ومبقاش بارد وقال: إزعاج سُلطات إيه هو أنا متصل عليكي الفجر بقولك لابسة إيه؟ أنا قُدامك في مكتبك جايلك في حوار.
منال بعصبية وغضب: هو إيه الحال المايل دا! معقول دا قسم شُرطة!
قام راغب وقف وقربلها وهو بيمسك دراعها وبيقول بجدية: لا حقيقي عاوزك وجايلك.. تعالي نروح بعربيتك لأي مكان نقعُد فيه بعيد عن القسم
سحبت منال إيديها وقالت بعصبية: إنت هتصاحبني يالا! مكان وبعيد عن القسم؟؟ فاكرني إيه فوق لنفسك وبُص للبدلة!
بص لجسمها بإعجاب وقال: أنا باصص للي جوة البدلة عشان كدا ب..
مكملش كلامه رزعته منال كف على وشه سمع القسم كله.
منال: أنا برضو بعرف أوقف السفالة وأنهي المهزلة.. ولو مخرجتش من هنا دلوقتي الكف التاني هينور وشك.
راغب: وحياة أمك ما هسيبك. هتجوزك وهندمك على الكف دا وأخليكي تقوليلي يا جوزي يا سندي كمان.. وحياة حلاوة أمك ما هعتقك، عشان أنا واثق إن ورا الميري في بسكوت فيري.. وهدوبه في الشاي بتاعي.
خرج من مكتبها ووراه العسكري، رزعت منال الباب وقعدت تتنفس بسُرعة وهي مكشرة، بعدها ملامحها لانت وإبتسمت على جُملته الأخيرة وعلى إنه مخه رايح!
* داخل قصر أمير الدهبي
صِبا حضنت أمير جامد وهي بتقول: كُل دا وسايبني؟
باس أمير خدها وهو بيقول: معلش يا حبيبي أديني جيت
شجن بهدوء: حمدالله على سلامتك، لما كلمتنا من الطريق صِبا جهزت الأكل بنفسها.
أمير بهدوء: ماما.. صِبا، معايا حد عاوزكم تهتموا بيه عشان هيعيش معانا على طول.
صِبا إتخضت وإفتكرتُه إتجوز عليها ف وقفت تبُصله
دخلت نانسي وهي بتبُص للقصر بعيون باهتة وحالة يُرثى لها.
شجن بصدمة: نانسي!! إيه اللي عمل فيها كدا؟؟؟
صِبا لطمت وقالت: يا نهار إسود! إتجوزت نانسي عليا؟؟
أمير بحزم: إنتي عبيطة! أنا مفيش ست بتملى عيني غيرك! أنا جايبها هنا عشان من د_مي ومبقاش ليها حد غيرنا، فقدت عقلها لازم نهتم بيها
خدت صِبا نفس وقالت وهي بتخبُطه: خضتني، قلبي وجعني. ” قالتها بدلع ”
أمير بإبتسامة وغمزة: سلامتُه، هداويه أنا.. بس الأول نهتم بنانسي عشان هي جاية معايا مرعوبة
شجن بطيبة: مرعوبة ليه يا بنتي؟ دا بيت أخوكي وإنتي متعتبريش ضيفة خلاص هتبقي واحدة مننا
نانسي إبتسمت بتعب بعدها قالت: عندكُم فُرشاة شعر؟
لمست شعرها وقالت: حاسة إن شعري خرب من الطريق
سحبتها صِبا من إيديها وهي بتقول: في فُرشاة ومرايا وروچ.. وأوضة حلوة أوي ليكي تعالي.
جت عشان تطلع بيها فوق ف وشوشها أمير وقال: خلصي بسُرعة وتعالي لجناحنا.. عشان وحشتيني أوي.
إتكسفت صِبا وطلعت بنانسي فوق عشان تساعدها تاخد شاور وتاخُد راحتها.
بص أمير لشجن ف إبتسمت شجن وقالت: كويس إنك عملت كدا.. البنت ملهاش ذنب باللي أبوها عمله، أنا مش متضايقة بالعكس ههتم بيها زي بنتي.
أمير رفع أكتافه وقال: بحاول أعمل حاجة كويسة.. بدل العك دا كُله.
* داخل منزل الغُريبي
دخل عيسى البيت وقفل الباب وراه وهو سامع أغنية صوتها عالي من تليفون، أغنية للي لمحمد منير
دخل المطبخ وأوضة أبوه وأمه وأوضة يوسف ملقاش حد.. غالبًا مفيش في البيت غير مياسة
ندهها بصوت واضح وقال: مااسة
قرب لأوضتها كان الباب مردود، كانت لافة الطرحة بتاعة مامته على وسطها وبترقص على مقطع.( بعيونه بضرب مية مثل أول ما بيطلوا دوقتوا من طعم الغزل دوقني من ذُله وبحب أنا مهما حصل طب مين بقى يقوله.. ما هو لو حبيبك كان عسل متخلصهوش كُله)
سند على الباب وسرح فيها، جت تلف لقته واقف ف إتكسفت وشالت الطرحة عن وسطها وقفلت الأغاني.. بدأت ترجع شعرها ورا ودانها بإرتباك وهي بتقول: مش تخبط ولا تقول إنك جيت؟
عيسى بإعجاب: مكسوفة مني؟
مياسة: أيوة طبعًا هو حد قالك إني بجحة؟ مفيش حد في الشقة قولت.. قولت.
دخل عيسى وهو بيقربلها وبيقول: طب لما نتجوز.. هترقُصيلي ولا هتستني أما أنزل من البيت عشان أشوف الحلاوة دي؟
مياسة بإحراج: إيه أرقُصلك دي وسع كدا
شدها عيسى ناحيتُه وقال: وحشتيني.
بعدت وقالت: إتلم وإطلع.. مفيش حد هنا وميصحش
عيسى: هطلع بس جاوبيني، هترقُصيلي بعد الجواز ولا لا!
مياسة بكسوف: لما نتجوز هنشوف، السفرية كانت حلوة؟
عيسى بنظرات إعجاب بجمالها: كانت نقصاكي ♡
* في فيلا عزيز القائد
عزيز لسيلا: ششش، مامي فين؟
سيلا: في المطبخ بتعملي ميلك شيك.
عزيز: طب روحي إلعبي في أوضتك وشوية وجايلك
سيلا: هييييه يلاا
جريت على فوق ودخل عزيز بهدوء للمطبخ.. سيليا مكانتش سمعاه.. مرة واحدة خبطها عزيز من ورا ف إتفزعت وصوتت
قعد يضحك ف قالت سيليا بخضة: والله الولد اللي أنا حامل فيه دا هينزل مسروع من حركاتك.. رخم
شدها من وسطها وهو بيقول: بتعمل إيه يا ملبن، موحشتكش؟
سيليا: والله حضرتك المفروض أنا اللي أسأل السؤال دا.
عزيز: وحشتيني أوي، عشان كدا مطولتش هناك.
بص عزيز للفراولة المتقطعة ف قال: فراولة بتعمل فراولة، مفيش حاجة تحت الحساب؟
سيليا: لا إبعد عشان سيلا هنا
عزيز وهو بيقربلها: لا ما هي بتلعب في أوضتها، تيجي أحكيلك عن السفرية بضمير؟
شالها ف صوتت وقعدت تضحك ف قالها عزيز: مبدئيًا، أي مكان مبتكونيش فيه بيبقى ناشف.. عشان كدا برجع لطراوة الملبن تاني
سيليا: هههههه.
* أمام منزل الرايق
نزل من العربية وحط الكُرسي بتاع مروة على الأرض، شالها بين إيديه وحطها على الكرسي وبدأ يتحرك بيها
الحارس بإنتباه لزميلُه: نوح باشا جه..
سمعت رفيف كدا ف خرجت من مكان الحارس ووقفت وهي بتبُص بحُزن لنوح اللي معاه واحدة.
بص نوح بنظرة نارية كلها غضب وكُرهه بعدها قال بعد ما قرب للحرس: مين اللي جاب دي هنا!!
رفيف بنبرة عياط: نوح أنا..
نوح بغضب وزعيق: مييييين!!!
* داخل قصر عاصم التُركي، صباح اليوم التالي
عمة عاصم: يادي المُصيبة!! يادي النكسة اللي عيلتنا هتتعرض ليها.. يا عاااااااااصم
نزلت عُلا من فوق وهي بتقول بخضة: في إيه يا عمتو؟
عمتها بإنهيار: أخوكي فضحناا.. خلاص ضعنا!!
مسكت عُلا الجورنال وهي بتشوف الصور وإفتكرت رهف لما فطرت معاهُم وكلمتها.. إبتسمت عُلا لا إرادي لكنها فاقت من إبتسامتها على صوت جسم عمتها بيتهبد على الكُرسي بإنهيار
رمت عُلا الجرايد وهي بتقول برُعب: عمتوو!!
* داخل قسم الشُرطة
منال كانت بتلم حاجتها عشان تمشي.. دخل عليها ليث فجأة وهو بيقول بلمعة عين وسعادة: منال، وأخيرًااا
القضية إتحلت.. مبروك علينا الترقية ومبروك عليهُم السجن.
منال بإستغراب: ليه؟ حصل إيه!!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية سفير العبث" اضغط على اسم الرواية