رواية شد عصب البارت الرابع 4 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية شد عصب الفصل الرابع 4
بعد مرور يومين
ليلًا
منزل صلاح.
بتلك المضيفه التى بأعلى المنزل
توقف جاويد عن تكملة تشكيل تلك القطعه الفخاريه التى كانت بيديه، نهض يشعر بـ سأم من كل شئ،شئ واحد فقط يُفكر فيه "سلوان" تلك الجميله التى سلبت تفكيره قبل أن يراها،فجأه نهرهُ عقله لائمًا:
عقلك خلاص هيتجنن يا جاويد بجالك كام يوم مش مركز فى حاجه،لأ والأدهى إنك كمان ناسي إلتزامتك وبتروح تجعد طول اليوم فى الاوتيل تستناها لحد ما تنزل من أوضتها،كله من الوليه العرافه اللى جابلتها فى المعبد بكلمتين منها لخبطت حالك.
لكن بنفس اللحظه ذم قلب جاويد عقلهُ:
كل اللى جالتلك عليه إتحقق وفعلًا جابلت سلوان.
همس إسم سلوان برنين خاص يخترق قلبه مباشرةً وإبتسم وهو يتذكر ملامحها وبالأخص شفاها لعق شفاه بلسانه بإشتهاء متشوقًا يشعر برغبه فى تذوق قُبله من شفاها يُعطي لنفسه تبرير أن تلك رغبه لا أكثر:
بصراحه شفايفها تجنن... لو...
قطع حديث جاويد من فتح باب الغرفه وسمع آخر جمله له وأستغرب قائلًا بغمز:
مين اللى شفايفها تجنن يا ولد الأشرف، ولو أيه كمل كلامك ؟.
نظر جاويد نحو باب الغرفه صامتًا، ثم جلس على أريكه بالغرفه دخل الآخر وجلس جواره قائلًا:
كمل يا وِلد الأشرف، مين اللى شفايفها تجنن.
لكزه جاويد قائلًا:
إنت اللى سمعت غلط،وبعدين أنت مش راچع من المستشفى هلكان زى كل يوم،أيه اللى طلعك لإهنه دلوكيت.
تنهد جواد يشعر بشعور خاص يختلج بقلبه لا يعلم ما هو سببه،أو ربما يعلم جزء من السبب هو الإعجاب وكثرة التفكير بتلك الطبيبه التى لم يتحدث معها سوا مره واحده فقط، ولكن يراها بممرات المشفى عن بُعد، يود أن يتحدث معها مره أخرى ربما علم سبب ذالك الشعور الغير مفهوم، ما بها أثار إنتباهه مثل أى فتاه عاديه، ربما يريد معرفة سبب ملامحها الحزينه، لكن لا ليس ذالك فقط هذا يعتبر فضول وتطفُل منه.
لم يرد هو الآخر على سؤال جاويد وبدل دفة الحديث ونظر نحو تلك الطاوله قائلًا:
برضك نسيت تعملى الماج اللى جولت لك عليه، عالعموم أنا هعمله لنفسي دلوك ولا الحوچه لك.
نهض جواد من جوار جاويد وقام بتشمير كُم قميصه عن ساعده وجلس خلف تلك الطاوله، وبدأ بتشكيل قطعة الفخار.
إبتسم جاويد ونهض هو الآخر يجلس خلف تلك الطاوله وبدأ بالتشكيل هو الآخر كأنهما يتباريان معًا بصناعة الأميز،يتجذبان الحديث بأمور تلك الصناعه الى أن مر بهم الوقت دون شعور منهما سمعا صوت آذان، ترك جواد ما كان يفعله ونهض يتثائب قائلًا:
الحديت أخدنا والوجت كمان
ده آدان الفجر الاولاني،أما أقوم أفرد ضهري عالسرير شويه،لحد الفچر ما يأذن أصلي وبعدها وأنام ساعتين،عندي عمليه الساعه خمسه العصر ولازم أبجى فايج ليها.
نهض جاويد هو الآخر قائلًا:
أنا كمان عندي أشغال مهمه ولازم أكون مركز.
بعد قليل إنتهى الإثنين من صلاة الفجر
خلع جواد ثيابه وظل بسروال فقط،وتوجه ناحية الفراش،وتمدد عليه يتثائب لكن لفت نظره جاويد وهو يخلع ثيابه،نظر الى تلك الندبه الظاهره بصدره قائلًا:
لساه آثر الچرح ده معلم مكانه فى صدرك.
نظر جاويد الى تلك الندبه التى بصدره يشعر بآلم مازال عالق بـ فؤاده تنهد بغصه قويه.
شعر جواد بنفس الغصه قائلًا:
إنت عارف إنك السبب إنى أغير مسار حياتي وأبجى فاشل عيلة الأشرف وأدرس الطب،لما شوفتك غرجان فى دمك ومبجتش عارف أعملك أيه عشان نزيف الدم ده يتوجف،وجتها جولت لازمن أبجى طبيب عشان محش أنى ضعيف وبلا حيله مره تانيه.
إبتسم جاويد بغصه قائلًا:عارف،كلنا فى لحظه إتغيرت أمنياتنا للـ المستقبل.
تنهد جواد بغصه هو الآخر قائلًا:
أنا فاكر إنك كنت عاوز تبجى مهندس مدني وتبني قصور كبيره زى المعابد الجديمه، بس إنت اللى أختارت تدرس سياسه وإقتصاد وبرضك شيدت مصانع كبيره.
تسطح جاويد على الناحيه الأخرى للفراش كل منهم يشعر بفقد شيئ كان ذو أهميه كبيره بحياته.
تنهد جاويد قائلًا:
اللى حصل مكنش سهل، بس
غريب القدر بلحظه كلنا بدلنا أمنياتنا... أنا حققت أمنية غيري، بس مع الوجت إكتشفت أنها كانت أمنيتي أنا كمان، كان حِلم حياته يبجى حدنا مصنع واحد بجوا مصانع بس هو مبجاش موچود بينا.
أغمض كل منهما عيناه يُخفي ذالك الحزن الساكن بلقبيهم، لكن سكنت خيال كل منهم أميره آتيه من بعيد كأن لها تعويذة سِحر خاص ألقتها على قلبه.
ـــــــــــــــــــــــــ.....
بالفندق قبل قليل
أغلقت سلوان التلفاز تتنهد بسأم وضيق ألقت جهاز التحكم وتسطحت فوق الفراش
تذمرت قائله:
هى دى الرحله الممتعه اللى خططتِ لها يا سلوان آخرها معظم الوقت محبوسه فى أوضة الأوتيل مفيش غير ساعتين العصر بتنزلى تتمشى فى جنينة الأوتيل، كل ده بسبب فرم القطر شنطة الهدوم ومعاها شنطة ايدك، كويس إنه لقى بطاقتى الشخصيه الله أعلم لو مش وجودها كان زمانى فين، حتى روحت فرع البنك هنا عشان يطلعلى ڤيرا جديده قالى مش هطلع الڤيزا قبل خمستاشر يوم،
كويس إنى كنت محوله مبلغ جزء من حجز الأوتيل،بس ده كمان مع الوقت قيمة الحجز هتخلص وممكن الاوتيل يطلب منى دفع جزء تاني هعمل أيه دلوقتي وهصرف منين أنا مش معايا أى فلوس حتى تمن تذكرة القطر عشان أرجع للـ القاهره من تاني، وحتى لما كلمت بابا من تليفون الاوتيل كل اللى على لسانه إنتِ فين، بس النظام ده يخنُق أنا بقيت حاسه إنى زى اللى فى سجن بيخرج ساعتين يشم هوا ويرجع تانى،أنا الصبح هكلم بابا وأقوله يحولي فلوس عالأوتيل هنا... بس أنا كدبت عليه وقولت له أن موبايلى ضاع دلوقتي هقوله أيه كمان عالڤيزا لو قولت له اللى حصلي وإنى كان ممكن أدهس تحت عجلات القطر زى الشنط وقتها الله أعلم برد فعله، هو سبق وحذرني من السفر لهنا قبل كده رغم إنى قولت له قبل كده نفسي أزور الاقصر بس هو كان بيمانع معرفش السبب، وأهو أول خطوه ليا فى الاقصر لو مش...
توقفت عن حديثها مع نفسها تذكرت ذالك الموقف وهى بين يدي ذالك الغريب لحظه بلحظه عقلها يُعيد ما حدث وتقاربه منها كذالك حين أمسك طرف وشاح رأسها يُخفي شعرها الذى شبه إنسدل خلف ظهرها وخصله منه تمردت فوق جبينها وفمها شعرت بيده التى أخفت تلك الخصله أسفل وشاح رأسها،وضعت يديها حول عضديها بمكان يديه اللتان أمسكها بهم شعرت بحراره تغزو جسدها شعور غريب عليها لأول مره تصادفه بحياتها،لا تفسير لديها لهذا الشعور،رغم أن وقتها كان عقلها فصل عن الإدراك لكن خزن عقلها كأنه شريط ڤيديو تعجبت من ذالك وقتها كانت بلا إدارك لكن فهمت ماحدث لها أنها
الذاكره البشريه أقوى من أعظم ذاكره إليكترونيه فهي تُسجل ما يحدث دون ضغطة ذر إدخال المعلومات، تنهدت تستعجب من ذالك الشعور لديها تخيلت عصرًا أنها رأت ذالك الغريب بالفندق وأرادت النداء عليه لكن صمتت لا تعرف بماذا تنادي عليه، وحين أقتربت من مكان تواجده بالفندق كأنه إختفى، زفرت نفسها وأغمضت عينيها تشعر بنبضات جديده على قلبها، ربما ذالك أثر ما حدث لها قبل يومين.
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفه صغيره بـ بيت مخصص للمُغتربات
غرفه مُرفقه بحمام مناسب لها
خرجت إيلاف من الحمام بيديها منشفه تُجفف بها وجهها، ثم وضعتها على أريكه صغيره بالغرفه وجذبت سِجادة صلاه وفرشتها بإتجاه القِبله،
تنهدت ببسمه قائله:
الست المُشرفه بتاع الدار رغم أن شكلها قاسيه بس لما سألتها عن إتجاه القِبله قالتلى عليه، أما أصلى الفجر وبعدها أقرى ورد القرآن بتاع كل يوم.
بعد قليل أغلقت المصحف، نهضت من فوق سجادة الصلاه،وضعت المصحف على طاوله جوار الفراش،ثم فتحت شباك الغرفه تنفست تلك النسمه الصباحيه العليله والمنعشه بهواء شبه بارد لكن بنفس الوقت شعرت بوخز بسيط فى عينيها كآن بعض الرمال الناعمه دخلت الى عينيها،ورابت الشباك وعادت نحو المرآه وتنظر لإنعكاس عينيها لكن كما خمنت السبب، دخول بعض الرمال الناعمه لعينيها،
لحظات وينتهى هذا الوخز،لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفها،إبتسمت وهى تعلم من التى تتصل عليها بهذا الوقت،جذبت هاتفها وقامت بالرد:
صباح الخير يا ماما،لازم كل يوم تتصلي عليا بعد العشا بعد الفجر مباشرةً...وتتأكدي إن كنت صليت الفجر أو لاء.
ردت والداتها:
فى صلاة الفجر بركه كبيره يا بنتِ،ربنا يبعد عنك كل شر.
آمنت إيلاف على دعاء والداتها قائله:
والله أنا بقالى تلات أيام هنا فى الاقصر معاملة الناس هنا كويسه جدًا،ناس طيبين،يعنى متقلقيش أنا هنا فى أمان،عكس اللى كنا بنسمعه عن أهل الصعيد وتشددهم ومشكلة التار اللى منتشره بينهم.
تنهدت والداتها قائله:
بلاش تآمنى ولا تحكمي عالناس بسرعه كده،مفيش دخان من غير نار.
تنهدت إيلاف قائله:
إنتِ عارفه انى مش باخد عالناس بسرعه بس ده اللى لغاية دلوقتي شيفاه عالعموم أنا لسه فى الاول وصعب أحكم على شئ هنا،بس بتمنى يفضل الوضع كده هادي،أنا من المستشفى لـ دار المغتربات ماليش أختلاطات بحد غريب .
آمنت والداتها على أمنيتها،تشعر بغصه فى قلبها تعلم سبب أن من صفات إيلاف الإنزواء عن البشر خشية أن تسمع كلمه تجرح شعورها،لكن قالت:
ومديرة الدار بتعاملك لسه بنشوفيه.
ردت إيلاف:
هى واضح أنها ست مش بتحب الأستهتار حتى قالتلى اما يبقى ليا نبطشيات ليل فى المستشفى أبقى أقولها تصوري يا ماما طالبه منى تقرير من المستشفى بأيام نبطشيات الليل بتاعتى، شكلها ست قويه حتى سمعتها إمبارح بتزعق مع بنت وقالت لها تخلي أوضتها بسبب تأخيرها وانها كدابه مش بتتأخر فى شغلها.
ردت والدة إيلاف:
وهى مالها بمواعيد شغلها.
ردت إيلاف:
خايفه على سمعة الدار، وكمان لاحظت أنها بتخاف عالبنات أوي، وكمان شوفتها بتقعد مع بعض البنات كأنهم اصحابها، أنا زى ما قولتلك فى حالي.
بعد قليل قبل خروج إيلاف من دار المغتربات قابلتها مديرة الدار قائله:
كنت لسه هطلع لك أوضتك، كويس إتقابلنا قبل ما تخرجي من الدار، أنا لاحظت إنك بتخرجي الصبح وبترجعى العشا تقريبًا،إنتِ مش ليكِ مواعيد محدده فى المستشفى.
ردت إيلاف:
هو المفروض ليا ورديات معينه بس أنا لسه جايه جديده غير كمان وجودي فى المستشفى يعتبر عمل إنساني،حضرتك عارفه مستشفيات الحكومه الدكاتره بتهرب منها وبصفتى غريبه عن هنا بحاول أشغل وقتى وأفضل فى المستشفى أهو يمكن أتسبب فى إنقاذ مريض محتاج إستشاره طِبيه ومش قادر على فيزيتا عياده لدكتور.
إبتسمت مديرة الدار بإنشراح وشعرت بألفه خاثه إتجاه إيلاف قائله:
تمام،بس متنسيش أبقى هاتيلى من المستشفى تقرير بأيام النبطشيات الليله بتاعتك عشان الدار ليها نظام،فى هنا ممرضات انا طلبت منهم مواعيد نبطشياتهم،عشان باب الدار بيتقفل بعد الساعه عشره بالليل،بس إستثناء للى بيقدموا تقارير أن مواعيد شغلهم ممكن تبقى ليليه،أنا بدي للمشرفه خبر تستنى لحد ما يرجعوا عشان تفتح لهم باب الدار،وده بس للى بيقدم تقرير،لكن اللى بتدلع وتفكر إن ده تدخل مني فى شؤنها تقدر تشوف لنفسها شقه خاصه أو أوتيل،إحنا هنا دار مغتربات وملتزمين بالقوانين وقبل القوانين الأخلاق المحترمه.
إبتسمت إيلاف قائله:
حاضر هجيبلك تقرير من المستشفى بمواعيد نبطشياتي الليله.
إبتسمت لها مديرة الدار برحابه قائله:
تمام،إتفضلى روحي لشغلك وربنا يوفقك.
إبتسمت إيلاف وغادرت،إبتسمت من خلفها مديره الدار بتنهيد قائله:
واضح إن زى ما إتقالي عليها،محترمه ومؤدبه،شكلها تستاهل التوصيه من عم "بليغ"، ربنا يحرسك يا بتِ من كل شر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ.........
منزل صلاح
غرفة جاويد
لم يُكمل إرتداء بقية ثيابه وفتح درج بمرآة الزينه وجذب تلك البطاقه الإتمانيه،وإبتسم وهو يتذكر بالأمس حين رأى سلوان بحديقة الفندق هو منذ يومين يراقبها عن كثب،رغم أنها لا تخرج من غرفتها الأ بعد العصر،وتظل قليلًا بحديقة الفندق او تسير بمكان قريب من الفندق ثم تعود له وتذهب الى غرفتها ولا تغادرها،لاحظ أيضًا أنها ترتدى نفس الثياب التى كانت بها تلك الليلة ، أجزم ان ربما ذالك بسبب، حقيبتب ثيابها ويدها اللتان أندهسا اسفل عجلات القطار، تذكر أيضًا أن من عثر على تلك البطاقه الإئتمانيه هو" بليغ" وأعطاها له كي يعطيها لها بالفندق الذى أوصلها له، بالفعل بالغد كاد أن يعطي لها تلك البطاقه لكن آتى له إتصال هام وغادر سريعًا من الفندق، لكن اليوم لن ينتظر الى أن تخرج الى حديقة الفندق عصرًا.
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
بالحديقه التى تتوسط بين منزلي، صلاح وصالح
أثناء خروج جاويد من المنزل توقف جوار سيارته حين رأى دخول مِسك الى المنزل
إبتسم حين إقتربت منه قائله بإنشراح:
صباح الخير يا جاويد.
رد عليها الصباح مُبتسمًا.
إنشرح قلب مِسك أكثر قائله:
أنا جايه عشان أخد حفصه وننزل الأقصر نشتري شوية طلبات ومستلزمات عشان كتب الكتاب،وكمان نشتري لينا فستانين حلوين.
رد جاويد بمجامله بريئه:
إنتم مش محتاجين فساتين حلوه إنتم تزينوا أى فستان،عالعموم،حفصه تلاجيها بتشيل مع ماما الفطور،أدخلى ليها لأنها بتاخد وجت على ما تجهز.
كاد قلب مِسك ان يخرج من صدرها من كلمة جاويد البريئه وقالت بإنشراح قلب:
ما هو ده السبب إنى جيت النهارده جبل كتب الكتاب بكام يوم عشان عارفه حفصه صعب تعچبها حاجه،عشان يبجى فى وجت لو معجبهاش فستان چاهز نلحق نفصل فستان على ذوجها.
إبتسم جاويد وهو يفتح باب سيارته قائلًا:
عارف حفصه هى كده دايمًا متردده وفى الآخر بترجع لاول شئ،عالعموم،عجبالك إنتِ كمان يا مِسك جريب إن شاء الله،أو أجولك يارب تبحي صُحبه مع حفصه،يلا أنا لازمن أمشى عندي ميعاد مهم.
قاد جاويد السياره مُغادرًا، ومازالت مِسك سارحه تنظر الى سيارة جاويد أن غاب عن رؤية عينيها...تشعر بسعاده بالغه،ظنت نهاية حديث أنه تلميح منه،تنهدت بإنشراح،هامسه:
شكل عمل المحبه هيچيب مفعول،وجاويد هينطج(هينطق) أخيرًا ويجول عاوز مِسك تبجى مرتي.
لكن سُرعان ما سأم وجه مِسك حين رأت إقتراب زاهر من مكان وقوفها تجاهلته وسارت بخطوات سريعه نحو منزل صلاح،غير آبهه حتى بنداؤه عليها لا تود إفساد مزاجها بعد حديث جاويد معها الذى ادخل أمل سعيد بقلبها.
.... ـــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره بشقة هاشم
دخلت دولت الى المطبخ قائله:
برضوا بتشرب قهوه عالريق،بقالك أكتر من يومين مش بتنام ساعتين على بعض مش عارفه سبب لقلقك ده؟.
نظر هاشم لها بآستغراب قائلًا بذم:
وعاوزاني أنام براحه وأنا معرفش بنتِ فين؟
تنهدت دولت قائله:
مش إتصلت علي التليفون الأرضى للبيت كذا مره وطمنتك عليها يبقى لازمته أيه القلق الزايد ده.
تنرفز هاشم قائلًا:
أيوه أتصلت وطمنتنى انها بخير وقالت أن موبايلها ضاع منها،بس لما سألتها هى فين توهت فى الكلام،
بنفس اللحظه بالأقصر
بالفندق
جذبت سلوان الهاتف الارضى الذى بالغرفه وطلبت من الاستقبال الأتصال برقم أعطته له،وإنتظرت لدقائق تُزفر نفسها بلوم قائله:
معرفشى كان عقلك فين يا سلوان حتى كنت لبستي أى خاتم او سلسله دهب من بتوعك كان سهل تتصرفى وتبيعها وبتمنها حتى تشتري تذكره للرجوع للقاهره،لكن كنتِ بتسحبى زى الحراميه وإنتِ طالعه من الشقه،مفيش معايا غير السلسه الصغيره اللى فى صدري دى ودى مستحيل أبيعها دى آخر تذكار ليا من ماما.
بنفس اللحظه صدح الهاتف الارضي رفعت السماعه سريعًا،سمعت صوت زوجة أبيها شعرت بضيق قائله:
أنا سلوان ممكن تديني بابا.
ردت دولت برياء تدعى اللهفه الكاذبه:
سلوان إنتِ فين.
خطف هاشم سماعة الهاتف من يد دولت حين سمعها تقول سلوان،وقام بالرد عليها متسألًا:
إنتِ فين يا سلوان؟
ردت سلوان:
أنا بخير يا بابا إطمن وكنت متصله عليك عشان.
قاطعها هاشم بلهفه قائلًا:
عشان أيه عشان تطمنى أبوكِ المغفل،اللى سافرتى من غير ما تاخدى الاذن منه،كأنى مش موجود،قولى لى إنتِ فين.
شعرت سلوان بفداحة ما فعلته وقالت بحياء:
أنا آسفه يا بابا،أنا كنت هقول لحضرتك،بس خوفت ترفض إنى أسافر،وكمان أنا سافرت عشان أسيبلك الشقه مع طنط دولت إنتم عرسان جداد.
زفر هاشم نفسه بغضب قائلًا:
عذر أقبح من ذنب يا سلوان،أنا طول عمرى كان عندي ثقة فيكِ بس سفرك بالشكل ده بدون ما تقولى لى فقدتى ثقتى،قولى لى إنتِ فين.
ردت سلوان بتبرير:
انا مش اول مره أسافر
حضرتم عارف إنى سافرت قبل كده كذه مره لوحدي.
تنهد هاشم بغضب:
كنت ببقى عارف إنتِ رايحه فين وبوصلك بنفسى للطياره،لكن المره دى أتفاجئ إن بنتِ مش فى الشقه وأتصل على موبايلها مش بترد ولما ردت بهد نص الليل تقولى أنا سافرت حتى مقالتليش هى فين،قولى إنت فين؟.
ردت سلوان:
بابا أنا بتصل عليك عشان كده،أنا محتاجه تحولي فلوس عشان أرجع للقاهره تاني.
تعجب هاشم قائلًا:.أحولك فلوس ليه والكريديت بتاعك فين؟
ردت سلوان:.الكريديت بتاعي ضاع مني ومكنش معايا اى فلوس سايله.
تسأل هاشم بشعر بشعور سئ:
الكريديت والموبايل الإتنين ضاعوا منك إزاي.
توترت سلوان بماذا تُجيب على والداها،وأغلقت الهاتف بلحظة خطأ منها.
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفندق
إتخذ جاويد القرار ولا تراجع،
وقف أمام موظف الأستقبال قائلًا:
من فضلك عاوز أتصل على أوضة نزيله هنا فى الفندق.
تسأل الموظف قائلًا:
أوضه رقم كام حضرتك.
أعطى جاويد رقم الغرفه للموظف الذى سُرعان ما أستجاب وأتصل على هاتف الغرفه
ردت سلوان سريعًا:
أيوا يا بابا ...لكن شعرت بحياء حين تحدث لها موظف الاستقبال بالفندق وأخبرها أن هنالك شخص يود الحديث إليها،فى البدايه تعجبت فهى لا تعرف أحد هنا لكن الفضول جعلها تسمح له أن يعطى له الهاتف.
رد جاويد:
أنا آسف حضرتك أنا اللى وصلتك للفندق قبل يومين.
تنهدت سلوان وتذكرته سريعًا قائله:.آه أهلاً وسهلًا..خير.
رد جاويد:
خير،حضرتك فى ليكِ أمانه معايا ممكن نتقابل عشان تاخديها.
تعجبت سلوان عن أى أمانه يتحدث،لكن قالت:
تمام عشر دقايق وأكون فى لوبي الاوتيل.
اعطى جاويد سماعة الهاتف الى موظف الفندق مبتسمًا...وظل واقفًا مكانه يترقب حضورها.
بينما سلوان كادت ان تخرج من باب الغرفه،لكن صدح الهاتف الأرضى،ذهبت ترد عليه سريعًا،سمعت صوت والداها قائلًا بتهجم:
قفلتى الخط ليه،قوليلى إنتِ فين؟.
ردت سلوان:
أنا فى الأقصر يا بابا ومحتاجه تحولى فلوس.
صدمه بل صاعقه ضربت قلبه،ظل للحظات صامتًا قبل أن يقول:
إرجعى للقاهرع فورًا.
ردت سلوان:
مش هعرف مش معايا حتى تمن تذكرة القطر،عشان كده بقولك حولى فلوس.
تنهد هاشم بغضب قائلًا:
لأ مش هحولك فلوس،خدى عربيه خاصه من الأقصر وإرجعى القاهره ولما توصلى انا هحاسب صاحب العربيه،بس ممنوع تفضلى عندك،فهمتي.
تنهدت سلوان قائله بإستسلام:.تمام يا بابا.
قالت سلوان هذا وأغلقت الهاتف تشعر بغصه،أرادت رد آخر من والداها ان يُرسل لها المال دون تحكم منه،تدمعت عينيها للحظات،لكن تذكرت حديثها مع ذالك الغريب،أرادت معرفة ما هى تلك الامانه الخاصه بها،حسمت أمرها بالنزول ومعرفة الامر ثم بعدها،ستطلب من الفندق إغلاق حسابها وتعود للقاهره مره أخري،غادرت الغرفه.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأستقبال
إنشرح جاويد حين رأى سلوان تقترب من مكان وقوفه، كانت كل خطوه تسيرها يشعر بخفقان يزداد فى قلبه، كذالك هى تشعر بنفس الخفقان الى أن أقتربت من مكان وقوفه، رسمت بسمه قائله:
آسفه أتأخرت عليك بس كان معايا مكالمه مهمه، خير، أيه هى الامانه اللى تخصنى.
إبتسم جاويد قائلًا:
أنا اللى متأسف إنى أزعجتك، بس الامانه اللى معايا أكيد مهمه ليكِ.
وضع جاويد يده بجيبه وأخرج تلك البطاقه ومد يده بها لـ سلوان قائلًا:
الكريديت دى أكيد بتاعتك،عم بليغ لقاها بين قُضبان القطر وإدهالى عشان أجيبها ليكِ.
بدهشه مدت سلوان يدها وأخذت البطاقه منه قائله:
فعلاً الكريديت دى مهمه جدًا ليا وجت فى وقتها المناسب،أنا بشكرك جدًا وكمان عاوزه أشكر عم بليغ وأرجع له الچاكت بتاعه،بس معرفش اوصله إزاي.
رد جاويد يشعر بإنشراح فى قلبه بسبب بسمة سلوان الصافيه:
الچاكت بتاعي مش بتاع عم بليغ.
إبتسمت سلوان قائله:
تمام ممكن تستناني خمس دقايق هطلع أجيبه من ألاوضه وانزل بسرعه.
أومأ جاويد لها رأسه، ود لو يقول لها سأنتظرك الباقى من عمري،لكن لا تتأخري.
.....
بينما هاشم
عاود الإتصال مرات على رقم الهاتف التى إتصلت منه سلوان، يتنهد بإستجداء قائلاً:
ردى يا سلوان.
بينما دخلت دولت عليه مُتعجبه من منظره وجهه الموجوم كذالك من محاولات إتصاله التى لا رد عليها، فقالت:
فى أيه هاشم ، مش خلاص عرفت مكان سلوان، هى يومين هتتفسح فى الأقصر هتروق مزاجها وترجع لهنا تاني.
نظر لها هاشم بتعسف وبعقله يتردد قول تلك المُنجمه التى قابلها قبل سنوات بالاقصر:
إرحل ببتك من إهنه، وحاذر بتك ترچع تاني لإهنه إن رچعت للـ الأقصر مره تانيه مهتعاوديش لك، دمها الفديه قُربان فك طلسم لعنة الماضي.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية شد عصب) اضغط على أسم الرواية