Ads by Google X

رواية سليمة الفصل السادس 6 - بقلم ميمي عوالي

الصفحة الرئيسية

    رواية سليمة كاملة بقلم ميمي عوالي 


رواية سليمة الفصل السادس 6

عبد العزيز بحزم : اعملوا حسابكم ، ان ولاد نادية لازم يتربوا فى حضنى

ربيع بغضب : كلام ايه اللى بتقوله ده يا بابا ، ازاى يعنى بعد الفضيحة اللى اتفضحناها

رامى بنرفزة : و ياترى بقى هتاخدهم فى حضنك لوحدهم و اللا هتاخد ابوهم كمان

ناهد بعياط : نادية خلاص ماتت ، و الله اعلم ماتت و هى عاملة ايه ، و حالتها ايه ، خلاص مايجوزش عليها غير الرحمة ، لكن ولادها ، ليه يتربوا بعيد عن اهلهم ، خلوهم معانا و انا هربيهم

ربيع بغلظة : هو انتى عشان ماخلفتيش لحد دلوقتى عاوزة تشبطى فى اى عيل و السلام

عبد العزيز بغضب : ربيع ، الزم حدودك و اعرف انت بتتكلم ازاى و مع مين ، و اعرف انت بتقول ايه ، انت بتكلم اختك و بتتكلم عن ولاد اختك

رامى بسخرية : و لاد اخته اللى امهم هربت عشان تتجوز على مزاجها

رحيم بهدوء : متهيألى كلكم عارفين ان اختكم ما اتجوزتش حد قليل

ربيع باستخفاف : و هو عبد الهادى بقى كان حيلته ايه ان شاء الله

رحيم و هو على نفس هدوئه : يمكن ماكانش على نفس مستوانا ، بس ما كانش معدم يا ربيع ، و حبها و اتجوزها و بعد بيها تماما عنكم و ما طمعوش فى حاجة من ممتلكات الحاج زى ماكنت طول عمرك بتقول ، و علشان كلكم تبقوا عارفين ، عبد الهادى ماكانش ناوى يرجع مصر تانى ابدا ، لولا وصية اختكم الله يرحمها

رامى : و هو انت يعنى يا رحيم كنت سمعت الوصية دى بودنك

رحيم : اختك فى اخر مكالمة بينى و بينها قبل ما تموت وصتنى على جوزها و عيالها ، و قالت لى انها وصته يرجع مصر لو حصل لها اى حاجة فى اى وقت .. و رغم ذلك ، هو برضة لما نزل ، فضل بعيد عنكم ، عارفين ليه .. لانه خايف منكم على ولاده ، و ماعندوش ثقة فيكم

ولاد نادية ، ولادنا و لحمنا ، و الدنيا مش دايمة لحد فينا ، و يا عالم بكرة مين اللى ممكن يبقى فوق الارض و مين اللى تحتها

رامى بزهق : يعنى ايه ، عاوز ايه يا رحيم

رحيم : عاوز اقول انى موافق الحاج ، ان ولاد نادية يرجعوا لحضننا

ربيع بعنف : يعنى على اخر الزمن هنستقبل اللى حط راسنا فى الطين فى بيتنا يا رحيم

نبيلة : استنى بس يا ربيع ، لو دى فعلا وصية اختك ، فوصية الميت واجبة مهما كان زعلنا منها ، و لو دى رغبة بابا يبقى خلاص ، ماحدش فينا من حقه انه يعترض

رامى بسخرية : ااه و انتى فارق معاكى ايه ، ما انتى عايشة فى دنيتك هناك و لا فارق معاكى حاجة من اللى بيحصل هنا

سليم جوز نبيلة قام وقف و اتكلم لاول مرة من ساعة ما ابتدت القاعدة دى ، و راح وقف قدام عبد العزيز و قال : معلش يا خالى ، لو تسمحلى بكلمة

عبد العزيز : اتفضل يا سليم

سليم : اولا بخصوص بنت خالتى رقية ، حمدلله على سلامتها ، و مبارك عليك يا رحيم ، ربنا يسعدكم

اما بقى بالنسبة لولاد نادية الله يرحمها ، فطبعا الكلمة الاولى و الاخيرة ليك لوحدك ، لكن انا معاك يا خالى ، الولاد الصغيرين دول مالهمش ذنب فى اى حاجة ، و من حقهم يتربوا فى خيرك

ربيع بسخرية : ااه طبعا و ماله

سليم : و معلش يا خالى اسمحلى ، انا هاخد نبيلة و نتوكل على الله ، عشان لسه مشوارنا طويل ، و عندى شغل مهم بدرى

عبد العزيز : ماشى يا ابنى ، و اعملوا حسابكم ، الجمعة الجاية فرح رحيم ، و لازما الولاد ييجوا معاكم ، اوعوا ما تجوش ، و انتى يا نبيلة .. اوعى ما تجيش

نبيلة : هنيجى يا بابا ان شاء الله

بعد ما نبيلة مشيت هى و سليم ، ليلى مراة ربيع اخدته على جنب و قالت له بهمس : ماتخسرش عمى يا ربيع ، عمى مصمم على رأيه ، بلاش تبقى انت الوحش

ربيع باعتراض : انتى بتخرفى تقولى ايه انتى كمان

ليلى : بقول لك بلاش تخسر عمى ، ما انتش شايف رحيم واكل بعقله حلاوة ازاى ، لا وكمان هيكوش لوحدة على ورث عمتك رقية ، لو عاديت عمى .. ممكن رحيم ينتهز الفرصة و يكوش على كل حاجة

ربيع بنفى : لا .. مش رحيم

ليلى : ماتضمنش ، اسمع بس الكلام ، طاوعنى

ربيع نفخ بزهق و بعدين قال : ماشى ، اما نشوف اخرتها

و فى نفس الوقت كانت سلوان بتتكلم مع رامى و قالت له : يا رامى يا حبيبى ، باباك اكيد نفسيته تعبانه عشان احفاده بعيد عنه ، حط نفسك مكانه عشان تحس بيه ، و بعدين بصراحة بقى ، ربنا كان بيحب نادية الله يرحمها انها اتجوزت جوزها ده و ما اتجوزتش سامى

رامى بصلها بوجوم فقالت له : ما كانش هيحبها و لا هيراعيها زى جوزها ده ، ما كلنا عارفين كان بيعامل ناهد ازاى ، و كمان كانت ايه النتيجة ، اديه رماها على طول دراعه من غير حتى ما يفكر فى مشاعرها و لا العشرة اللى بينهم و لا حتى قدر صبرها عليه

رامى اتنهد جامد فسلوان طبطبت على كتفه و قالت له بابتسامة : راضى باباك يا رامى ، ده عمره ما رفض لك طلب ، و سيبك من كلام ربيع خالص ، ما تخليهوش يلعب فى دماغك

و فى نفس الوقت كانت ناهد قاعدة وسط عبد العزيز و رحيم اللى كان بيحاول يسرى عنها اللى حصل فقال لها : اكيد ربنا هيعوضك خير

عبد العزيز و هو بيطبطب على رجلها : حقك عليا يا بنتى ، انا السبب فى جوازتك دى

ناهد : ده نصيب يا بابا

عبد العزيز : ايوة ، عندك حق ، و عشان كده اكيد ربنا هيعوضك ، و ماتزعليش من ربيع يا بنتى ، ما انتى عارفاه طول عمره بيرمى الكلام من غير ما يفكر

ناهد بهدوء ساخر : عادى يا بابا ، لا هى اول مرة و لا هتبقى اخر مرة

ربيع و ليلى قربوا منهم من تانى و ربيع قال بوجوم : خلاص يا بابا ، اللى تشوفه ، و اللى يريحك انا موافق عليه

و رامى كمان قرب و قال : و انا كمان يا بابا موافق ، حضرتك اعمل اللى يريحك

عبد العزيز قال بحزم و هو بيبص لربيع : لو صدر من اى حد كلمة او تصرف يضايق ولاد اختكم او ابوهم ، هيبقى لى تصرف يزعله

سلوان برقة : و مين بس اللى ممكن يعمل حاجة تزعل حضرتك يا بابا ، احنا كلنا بنتمنى رضاك

عبد العزيز بابتسامة واسعة : الله يعزك يا بنتى ، بنت اصول من يومك

ليلى و هى بتحاول تنول رضا حماها زى سلوان : طب انت مش محتاج اى مساعدة يا رحيم قبل الفرح

رحيم : تسلمى يا ليلى ، ناهد معايا و اكيد مش هتسيبنى

سلوان قربت من ناهد و باستها فى خدها و قالت لها برقة : ناهد دى ست البنات كلهم ، بس برضة يا رحيم ، احنا كلنا حواليك ، و اعتبرنى يا سيدى زى ناهد

رحيم بابتسامة : تسلمى يا سلوان ، لو احتاجت حاجة اكيد هقول لك

سلوان بمرح : بس انا بقى ماليش دعوة ، انا عاوزة احضر الفرحين ، اللى هنا و اللى عند العروسة

عبد العزيز ضحك و قال : خلاص ، يبقى تيجى معانا و احنا رايحين من يوم الاربع ان شاء الله

ناهد : و انا يا بابا طبعا هبقى معاكم ، عشان كمان اشوف ولاد نادية

ربيع باستغراب : هم ولاد نادية هيحضروا الفرح هناك

عبد العزيز : ولاد نادية هم السبب اننا عرفنا طريق سِليمة بنت عمتك

ربيع باستغراب : ازاى بقى

رحيم سبق ابوه و قال : سِليمة تبقى جارة هادى ، و كانت بتحفظ ولاد اختك قرآن

سلوان بصدق : الله .. ماشاء الله يا رحيم ، عقبال ما ربنا يرزقنى انا كمان بولاد ان شاء الله و تحفظهملى انا كمان

رحيم بضحك : ياستى خلفى انتى بس ، و مالكيش دعوة

سلوان بتمنى : يارب

ليلى : انت عارف يا رحيم انى ما اقدرش اسافر عشان الولاد و المدارس ، لكن ان شاء الله هنبقى معاك هنا طول اليوم ان شاء الله

عبد العزيز : رحيم هينزل الصبح يحجز اكبر قاعة افراح فى الفيوم ، اومال ايه ده فرح ولاد عيلة الغمراوى

ليلى بصت لربيع بسخرية و قالت بابتسامة صفرا : ربنا يتمم بكل خير

بعد ما الكل مشى ، فضل عبد العزيز و رحيم ، و ناهد طلعت عشان تنام فى اوضتها القديمة ، عبد العزيز قال بتنهيدة : هنعمل ايه مع سامى يا رحيم

رحيم : و لا حاجة يا حاج ، ماتشغلش بالك بيه

عبد العزيز : ازاى بس يا ابنى

رحيم : اسمع يا حاج ، انت عارف كويس ان جواز سامى من ناهد كان غلطة كبيرة اوى ، و ان طلاقه ليها نعمة من عند ربنا ، و عشان كده انا مستنى ورقتها بفارغ الصبر

عبد العزيز باستغراب : انا مش فاهم قصدك يا ابنى

رحيم : يا حاج ، ناهد لسه صغيرة ، و جميلة و فى عز شبابها ، و معاها شهادة جامعية ، ماهى خريجة تجارة زى اخواتها ، انا عاوز اقترح على رامى ياخدها معاه المكتب تشتغل معاه

عبد العزيز : مش هتستريح مع رامى

رحيم : خلاص ، تشتغل معايا ، انا فى حاجات كتير جدا ممكن ناهد تعملها معايا ، و ناهد طول عمرها مخها نضيف و ذكية ، و اهى تعرف حاجة جديدة و تعتمد على نفسها ، لحد ما ربنا يبعتلها ابن الحلال

عبد العزيز بتنهيدة : يا ريت يا ابنى ، يا ريت اتطمن عليها قبل ما اموت

رحيم : ربنا يديك الصحة و طولة العمر ، و بعدين ما تقلقش ، طول ما فيا نفس ، اخواتى البنات فى عنيا

تانى يوم رحيم نزل هو و ناهد حجزوا القاعة ، واشتروا فستانين فرح لسِليمة واحد عشان الفرح اللى فى البلد و واحد عشان اللى فى الفيوم ، و رحيم حدد المقاس بالوصف ، و بمساعدة ناهد اشترالها كل احتياجاتها تقريبا ، و اشترالها لبس كتير اوى بمشتملاته ، و ناهد اختارت له عباية شيك جدا و قالت له دى تديهالها تحضر بيها الحنة ، و قالت له انه لازم يسافر لها بالفستان و العباية عشان تقيسهم و يتأكد انهم مظبوطبن عليها قبل الفرح ، و اتحايلت عليه انه ياخدها معاه عشان تشوف ولاد نادية و كمان تشوف العروسة

و فعلا تانى يوم على طول رحيم و ناهد راحوا لبلد سِليمة ، واول ما العربية وصلت عند دكان عبد الهادى

عبد الهادى قال بترحيب : يا اهلا بعريسنا يا الف اهلا ، حمدالله على السلامة

رحيم نزل من العربية و راح حضن عبد الهادى و قال له : ازيك يا هادى ، عامل ايه

عبد الهادى بضحك : يا اخى ياريتك كنت جيتلى من زمان عشان كنت جوزتك من بدرى

رحيم بمرح : النصيب يا هادى يا اخويا ، و بعدين التفت للعربية و شاور لناهد تنزل و هو بيقول : تعالى يا ناهد ماتنكسفيش ، ده هادى جوز اختك

عبد الهادى بص على ناهد اللى نزلت من العربية و الابتسامة على وشها ، و لاحظ الشبه الكبير اللى بينها و بين نادية ، فقال بلخبطة : اهلا يا ناهد ، نورتينا

رحيم : طبعا انت اول مرة تشوف ناهد

عبد الهادى : الحقيقة فعلا ، و كمان ماكنتش اعرف انها تشبه نادية اوى كده

ناهد بابتسامة : بس انا بقى اعرفك يا استاذ هادى ، كنت بشوفك كتير مع رحيم

عبد الهادى : طب تعالوا اقعدوا

ناهد بلهفة : لا انا عاوزة اشوف الولاد

عبد الهادى : فاطمة لسه ما رجعتش من المدرسة ، و فهمى عند مراة خاله

قال اخر جملة و هو بيغمز لرحيم بمرح ، فرحيم شد ناهد على العربية و قال لها بضحك : حيث كده ، ياللا بينا بقى لما نشوف مراة خاله

عبد الهادى : هنتغدا سوا ، ده انا عندى اكل عجب

رحيم وهو بيتحرك من العربية خرج راسه من الشباك و قال بمرح : اذا حضر الماء بطل التيمم يا اخ هادى

طول الطريق لبيت الشيخ مدبولى كانت ناهد عمالة تضرب كلاكسات و تزغرد و رحيم عمال يضحك على اللى بتعمله ، بس كان فرحان و مبسوط جدا و اول العربية ما وقفت قدام البيت ، رحيم نزل و خبط على الباب ، و ناهد راحت وقفت قدامه

سِليمة فتحت الباب و لما شافت ناهد ، بصتلها باستغراب و قالت لها : اؤمرى

رحيم جه من ورا ناهد و قال بابتسامة : السلام عليكم ، ازيك يا سِليمة

سِليمة اتكسفت لما اتفاجئت برحيم فقالت بخجل : و عليكم السلام ، ان شالله تسلم يا سى رحيم

رحيم حط ايده على كتف ناهد و قال : دى ناهد اختى يا سِليمة ، يعنى بنت خالك برضة

سليمة بترحاب : اهلا و سهلا نورنى .. اتفضلى ، و سلمت على ناهد و حضنتها بحب ، و بعدين التفتت وراها و ندهت و قالت : يا ابة ، ده سى رحيم و اخته

جه مدبولى من جوة رحب بيهم و عزم عليهم يدخلوا جوة

ناهد دخلت مع سِليمة ، و رحيم رجع على العربية عشان يطلع منها الحاجات اللى جابها لسِليمة و دخل وراهم

سليمة شاورت لناهد على اوضة تدخلها ، و لما دخلت لقت فهمى قاعد بيشرب كوباية لبن ، فناهد راحت قعدت على الارض قدامه و قالت له بحب : انت فهمى مش كده

فهمى : ايوة

ناهد : انت عارف انا مين

فهمى هز راسه بالنفى ، فناهد قالت له : انا ابقى خالتو ناهد ، اخت مامتك

فهمى بصلها بعدم فهم و سكت ، لكن لما شاف رحيم داخل ، قال بتهليل و هو مكانه : خالو رحيم

رحيم اخد منه الكوباية حطها على ترابيزة صغيرة و شال فهمى بمرح و هو بيلاعبه و بيضحك معاه ، و بعدين نزله تانى و بعدين شاور له على ناهد و قال له : اهو انت دلوقتى عرفت خالتك وشوفتها قبل فاطمة ، مش انا ابقى خالو ، و كمان فى جدو عبد العزيز

فهمى هز راسه بالموافقة ، فرحيم قال : و دى كمان خالتو ناهد تبقى اختى و اخت مامتك نادية ، فهمت

فهمى هز راسه بالموافقة فناهد قالت : طب ممكن بقى حضن كبير لخالتو ناهد ، زى الحضن بتاع خالو رحيم كده

فهمى مد ايده لناهد اللى حضنته بكل قوتها و هى بتشمشم فيه بحب ، و دموعها مالية عيونها ، لحد ما سِليمة طبطبت على كتفها و فالت لها بالراحة : اقعدى و خديه فى حضنك عشان مايكشش منك

ناهد قعدت على الكنبة و هى واخده فهمى فى حضنها و مسحت دموعها بسرعة و قالت له بابتسامة مهزوزة : ها ، قولى بقى كنت بتعمل ايه قبل ما نيجى

فهمى : طنط سِليمة جابتلى لبن بالعسل اشربه ، عشان اعرف احفظ القرآن كويس

ناهد : و كنت بتحفظ سورة ايه بقى

فهمى : سورة عم

ناهد بفرحة : شطور خالص يا فهمى ، عارف … لما تيجى عند جدو ، هنخلى طنط سِليمة تحفظنا سوا ، بس عشان انت شاطر كده ، بص .. انا جبت لك ايه معايا

و طلعت من شنطتها شيكولاتاية كبيرة فتحتها و ابتدت تأكله منها و هو طبعا كان مبسوط جدا

ناهد بصت لسِليمة و قالت لها بمرح : معلش بقى يا بنت عمتى ، اصل دى اول مرة اقابل فيها الاستاذ فهمى

سِليمة بابتسامة : لا و لا يهمك ، خدى راحتك ، بس انتى تشبهيله اوى

رحيم : ما هى فيها شبه كبير من اختها الله يرحمها

مدبولى دخل عليهم و قال لهم : ياللا يا ولاد عشان ناكل سوا ، لقمة كده على ما اوسم

رحيم بود : لسه بدرى يا شيخنا ، ما تقلقش هناخد واجبنا ، بس كنت عاوز سِليمة تشوف الحاجات دى الاول و تطمننى على المقاسات بتاعتها

سِليمة بفضول : حاجات ايه دى

ناهد قامت من مكانها و قعدت فهمى على الكنبة من تانى ، و اخدت الحاجة من رحيم و قالت : ممكن تاخدينى معاكى فى اوضتك و انا هفهمك كل حاجة

ناهد دخلت مع سِليمة و فرجتها على الحاجات اللى رحيم جابهالها و خلتها تقيسها ، و انبسطت اوى ان الحاجات جت على مقاسها و حلوة عليها ، و قعدت تحكيلها على باقى الحاجات اللى جابوهالها فى الفيوم

فى بيت تفيدة ، كانت قاعدة زى عادتها لما كان رحيم معدى بالعربية و ناهد عمالة تضرب كلاكسات ، فقالت باستغراب : هو فى ايه فى البلد ، و ايه صوت العربيات ده

ثريا كانت قاعدة عند باب الدار و شافت العربية بتاعة رحيم فقالت بكيد : دى عربية الباشمهندس عريس سِليمة ، اما حتة عربية انما ايه ، تقوليش عربية بشوات ، و الله صبرتى و نولتى يا سِليمة و ربنا نصفك و نصرك

تفيدة بغيظ : و نصرها على مين بقى ان شاء الله

ثريا بتهكم : على اللى عايروها ان مالهاش اهل ، هيكون على مين يعنى

تفيدة : و هو انتى بقى هتتنك قاعدة كده على عتبة الدار لا شغلة و لا مشغلة ، و ما وراكيش اللا الفرجة على اللى رايح و اللى جاى ، ما تقومى تفزى تشوفيلك اى مصلحة تعمليها

ثريا : ماليش كيف يا حماتى ، النهاردة بالذات ماليش كيف اعمل ايتها حاجة

تفيدة : قومى قشرى كام بطاطساية و حمريهم جوزك زماناته جاى

ثريا : لا يا حماتى ، مش هحمر بطاطس ، النهاردة هناكل مش زى عيشتنا اللى معيشاهالنا

تفيدة : يعنى مش ناوية تقومى و تتلمى

ثريا ببرود : لا يا حماتى ، مش هقوم ، و ان كان على الاكل ، خير ربنا مالى الدار

تفيدة بخناق : انهى خير ده اللى بتتكلمى عليه ، قومى انجرى حضرى اكل لجوزك بقول لك ، انتى هتفضلى هاملة كده لحد امتى

ثريا بصتلها و قامت و راحت ناحية المندرة بتاعتها و دخلت و قفلت الباب عليها

تفيدة بغيظ : ااه يا بنت المركوب ، و راحت قايمة من مكانها بغيظ و راحت فتحت الباب على ثريا بغل و هى بتزعق لها و بتقول : يعنى هو انتى ابوكى بلانى بيكى و ماربكيش للدرجة دى ، يا عديمة الرباية يا قليلة الحيا

ثريا ببرود : ما قليلة الحيا غير اللى تدخل على الناس من غير اسئذان

تفيدة : لا هو انتى عاوزانى استأذن و انا داخلة عليكى ، لاااا ، ده انتى عيارك فلت على الاخر يا بنت الجابرى ، و شاكلك بتحربى على طلاقك لتانى مرة

ثريا لمحت السيد من الشباك و هو جاى من بعيد على حماره ، فقالت بخفوت : مش جديد عليكى خراب البيوت يا تفيدة ، طول عمرك خرابة بيوت

تفيدة بغل : طب انا بقى هوريكى خرابة البيوت دى هتعمل فيكى ايه ، و راحت جايباها من شعرها و هاتك يا ضرب

و ثريا كل اللى طالع عليها انها تصوت و تقول : عيب كده يا امة ، ما يصحش يا امة ، و تفيدة ترد و تقول بغيظ : انا هوريكى العيب و اللى مش عيب دلوقتى يا قليلة الرباية

السيد اول ما قرب من البيت سمع صريخ ثريا ، و هى عمالة تتحايل على امه ، و سمع امه و هى عمالة تشتم فى ثريا ، ساب الحمار و دخل يجرى عليهم فى المندرة بتاعته ، لقى تفيدة منيمة ثريا فى الارض و هاتك يا ضرب بالشبشب

السيد شد امه شالها و خرجها برة المندرة و هو ثاير و متنرفز و قعد يقول : و بعدهالك بقى يا امة ، ناوية على ايه تانى ، خربتى بيتى مرة و ناوية تخربيه التانية و اللا ايه

تفيدة بصدمة : انت بتقول ايه يا ولة ، مين دى اللى خربت بيتك

السيد بغضب : هيبقى مين يعنى غيرك ، مين اللى سود عيشة سِليمة و مرر ايامها لحد ماخليتينى طلقتها و رميتها و كمان كنتى عاوزة تاكلى حقها لولا الشيخ مدبولى و كبرات البلد ، و قلتى عشان الخلفة ، و انا طاوعتك ، و اتجوزت تانى ، عاوزة ايه بقى منى تانى ، ناوية على الخراب تانى ليه ، حرام عليكى بقى ، هو انتى ما بتتعبيش من اللى بتعمليه كل يوم و التانى ده

تفيدة بغضب : طب و رحمة ابوك ما انت بايت فيها لا انت و لا هى ، ايه قولك بقى ، و ابقى خليها تدفيك و تنفعك يا سيد

السيد بذهول : انتى بتطردينى من دار ابويا يا امة

تفيدة بغل : دى دارى انى مش دار ابوك

السيد : انا و اخواتى اللى كتبنا كل حاجة باسمك عشان تفضلى متعززة و متكرمة طول عمرك ، يبقى جزائى الطرد

تفيدة و الغل ماليها : يا تطلق بنت المركوب دى ، يا تطلع برة الدار انت و هى

ثريا من على باب المندرة بكيد بس بتمثل المسكنة قدام السيد : انتى بتطردينى انا و جوزى من دارى يا امة

تفيدة بسخرية : دارك .. ليه ، كنتى كسبتبها فى البخت اياك

ثريا راحت وقفت جنب عبد الهادى و حضنت دراعة و قالت : لا يا امة ، ما كسبتهاش فى البخت ، بس عرفت من زمان انك ناويالى على كده ، لما لقيتينى بحب السيد و بتمناله الرضا يرضى ، و انتى كرهانى ، زى ما يكون مش عاوزة حد يحب ابنك غيرك و عشان كده عملت حسابى

تفيدة : و عملتى حسابك ازاى بقى

ثريا بتشفى : خليت الدار باسمى يا امة ، عشان ماحدش يقدر يطرد جوزى منها ابدا

السيد بصلها باستغراب و تفيدة بصتلها و هى بتبرق عينيها و قربت منها بترصد و قالت : بتقولى عملتى ايه يا بت

ثريا و هى بتتحامى فى السيد : بقول لك الدار بقت باسمى

تفيدة بشر : و ده حصل ازاى بقى فهمينى

ثريا من ورا ضهر السيد : خدت الختم بتاعك من دولاب السيد و ختمت بيه على عقد البيع ، و سجلته كمان فى الشهر العقارى

السيد التفتلها و بص لها بتأنيب و قال : و انتى ازاى تعملى كده يا ثريا ، و من ورايا كمان

السيد فجأة لقى كفوف تفيدة نازلة على ضهرة بغل و هى بتقول : ايوة ايوة ، اعملوهم عليا انتو الجوز ، بقى بتتفق عليا مع مراتك من ورايا يا ابن بطنى ، هى حصلت انك تكوش على الدار و عاوز تطردنى منيها

ثريا : مين دلوقتى اللى طرد التانى يا امة ، بقى احنا برضة اللى طردناكى ، و اللا انتى اللى بتطرى السيد من داره

تفيدة بغيظ : داره و اللا دارك با معدلة ، الخايب النايب ، يوم مايفكر يلعب بديله يخلى الدار باسمك

ثريا : يا امة السيد برئ و ما كانش يعرف حاجة ، انا ماقلتلوش ، و ماكانش يعرف غير دلوقتى

تفيدة : الدار ترجعلى يا سيد يا اما هخلى اخواتك يقطعوك بسنانهم نساير نساير ، انت فاهم و اللا لا

السيد بقى واقف بين امه و مراته و هو زى التايه و عمال يبص لكل واحدة فيهم شوية ، و مش عارف يعمل ايه ، و فى الاخر سابهم و خرج من الدار كلها من غير و لا كلمة و اول ما ثريا اتأكدت انه بعد عن الدار بصت لتفيدة و قالت : انا عشان بنت اصول ، مش هطردك من دارى ، بس لو سمعت صوتك ، مانتيش بايتة فيها الليلة دى ، انا هسيبك بس عشان خاطر السيد

و دخلت المندرة تانى و قفلت عليها الباب من جوة بالترباس و هى بتقول بمكر ، و لسه … صبرك عليا يا تفيدة الكلب ، ان ما ربيتك ، ما ابقاش انا ثريا بنت الجابرى

عند سليمة ، كان رحيم و ناهد قاعدين عند الشيخ مدبولى فى جو مليان حب و مرح ، و بعد ما اكلوا ، قعدوا يشربوا الشاى ، و اتفقوا انهم هيرجعوا تانى يوم الاربع اللى هى ليلة الحنة بتاعة سِليمة ، و رحيم قال انه هيجيب طباخ و هيدبح وهيعزم اهل البلد كلهم ، و قال لهم انه هياكل الرجالة عند بيت عبد الهادى و هيسيب الستات عند بيت الشيخ مدبولى ، بس برضة هيبعت لهم الاكل لحد عندهم و قال لهم انهم فى الكام يوم اللى جايين دول مايعملوش حاجة غير انهم ينبسطوا و بس

سِليمة على قد خجلها ، على قد ما كانت مبسوطة جدا و فرحانة من وجودهم عندهم و من كلام رحيم اللى قاله ، لما حسسها انها حاجة غالية اوى عندهم كلهم

و شوية و رحيم استأذن و اخد فهمى و ناهد و فاطمة اللى كانت رجعت من المدرسة و فضلت قاعدة معاهم بعد ما اتعرفت على خالتها ناهد و فرحت بيها جدا ، رحيم اخدهم و راح على بيت عبد الهادى عشان يسلموا عليه قبل ما يسافروا

و لما راحوا لعبد الهادى كان قاعد مستنيهم و محضر لهم برضة واجب الضيافة ، لكن رحيم اعتذر له و قال له انهم اكلوا كتير عند الشيخ مدبولى ، و عبد الهادى بقى مستغرب من تعلق ولادة السريع جدا بناهد و انهم ماسكين فيها و بيتحايلوا عليها انها ماتمشيش ، بس استغرب اكتر لما لقى ناهد بتوجه له الكلام و بتقول له : هو انا لو طلبت منك تسيب فهمى ييجى معايا ، لغاية ما نرجع كلنا يوم الاربع ان شاء الله كلنا سوا توافق

فاطمة بزعل : و اشمعنى فهمى ، انا كمان عاوزة اروح معاكى لجدو

ناهد بحنان و هى بتضم فاطمة : لولا المدرسة بتاعتك ، كنت قلت اخدك انتى كمان ، بس مش عاوزاكى تغيبى عن المدرسة الاسبوع ده و انتى هتغيبى تانى الاسبوع الجاى لما تيجى معانا الفرح اللى هناك

عبد الهادى بص لرحيم باستغراب ، فرحيم قال : ابويا قعد مع اخواتى ، و قال لهم انه مش هيقدر يبعد عن ولاد نادية اكتر من كده

عبد الهادى بتوجس : و هم وافقوا كده بسهولة

رحيم بتنهيدة : اكيد مش بسهولة ياصاحبى ، لكن العبرة بالنتيجة

عبد الهادى : و ايه بقى النتيجة

رحيم : ان كلمة الحاج هتتنفذ بالحرف الواحد

ناهد بترجى : ها .. قلت ايه يا ابو فاطمة .. هتسيب فهمى ييجى معايا 

google-playkhamsatmostaqltradent