رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات
رواية اوتار حاده الفصل السادس 6
مر يوم تقريباً علي لقاءه الثاني بنور التي كانت تحتل عقله ولم يكف عن التفكير فيها حتي مساء الخميس, اقتربت الساعة من الثانية عشر مساء الخميس وهو يجلس علي أريكته كانت تحتل جزء كبيراً من ذهنه, فقد مر عليه ساعتين لم يكن يشعر فيهم بالوقت كل ما كان يفعله التفكير فيها, كلما تذكرها كان يطارده الماضي أكثر وأكثر وكأنه يلعب معه ليزعجه كما يفعل الأولاد الصغار حين يعبث أحدهم بالجرز فيزعجك ويفر هارباً قبل أن تلحظ من بالخارج, كان هذا ما يحدث معه يعود الماضي ليزعجه فيغلق بابه في وجهه ولكن في النهاية عكر صفوه, ظل يجاهد نفسه كي لا يوقعها في الذنب ويسحبه الشيطان لطريق لا رجعة منه, ولكن أغلب محاولته باءت بالفشل فهي تسيطر علي عقله كما القيد من الحديد .
شعر بأحد يهمس في أذنيه وكأنه ملك مُنزل من السماء, لينقذ روحه المكبلة بالقيود والأغلال : أنتبه يا ياسين ولا تدع الشيطان يتلاعب بك, قم وصلي وأستغفر ربك .
نهض من مكانه سريعاً وهو يستغفر الله، ثم توضأ وظل يصلي قيام الليل وانتهي قبل الفجر بساعة واحده, أمسك المصحف وظل يقرأ سورة (ص) وحين أتهي قرأ صورة (الزمر) وحين وصل لقوله تعاليك : ( قُل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) شعر ان الآيات تخاطبه وتلامس روحه ففرت دمعة من عينه وبعدها نزلت دموع مقلتاه كأنها شلال, فلم يستطيع اكمال القراءة وأغلق المصحف وهو يقول يصوت متقطع : صدق الله العظيم ,ظل يبكي ويستغفر ربه حتي أَذَّنَ المؤذن بنداء الفجر فخرج من بيته ليصلي في المسجد, عاد لمنزله ليريح جسده قليلاً بعدما هدأ تماماً .
أشرقت شمس الجمعة نهض ياسين في تمام الثامنة علي صوت المنبه, نهض من فراشه ودلف للمرحاض ليغتسل, خرج من منزله وعاد للجامع ليحضر مقرأة القرآن, بعدما تعرف علي الشيخ (عبدالرحمن) صديق والده القديم, وكان دائم الجلوس معه هو ووالده وهو صغير .
في الجمعة السالفة ذهب ياسين إلي مسجد (مصطفي محمود) بالمهندسين وهناك تعرف عليه الشيخ قال وهو يقترب منه :
أنت ياسين ابن الشيخ بلال الله يرحمه .
ألتفت ياسين لمحدثه وبعدما دقق في ملامحه قال : أيوه أنا...أنا فاكر حضرتك...الشيخ عبد الرحمن صح.
_ : أيوه يا بني....أخبارك أيه... وأخبار أختك نشوي .
_: بخير الحمد لله حضرتك عامل أيه .
_ : الحمد لله يا بني...مبسوط أني شفتك .
_ : هو حضرتك بتصلي هنا علطول .
_ : أيوه يا بني...أنا الأمام بتاع المسجد .
ظلوا يتسامرون وطلب منه الشيخ أن يأتـي دائماً ليصلي معهم في المسجد بعما عرف منه أنها المرة الأولي التي يأتي فيها إلي هنا, وأخبره عنوان منزله حتي إذا أحتاجه يلجئ إليه .
استيقظت نور في الثامنه وظلت تعمل علي الحاسوب إتصلت بها إيمان فردت قائلة وهي تضع الهاتف أسفل أُذنها لتتمكن منت أ كمال عملها:
أيوه يا إيمي .
_ : ماما عزماكِ علي الغداء أنهاره متنسيش...والبنات هيجوا .
منستش متقلقيش .
ماشي....هسيبك بقا عشان أنزل
أغلقت الهاتف وأكملت عملها وسط الأوراق المبعثرة علي الفراش وعقلها معلق بما حدث في المعرض, جعلها ذلك مشتتة تركز في عملها لما يقل عن دقيقتين, ثم تتركه وتعود إليه مجدداً, حتي تركته نهائياً وهي تقول بضجر: يوووه....إيه إلي بيحصل دا بقا .
نهضت من علي الفراش وهي تجاهد نفسها كي لا تفكر في هذا الغريب الذي أحتل عالمها, كان الشعور بالذنب يراودها, كلما تذكرت وقاحتها معه في المرتين التي التقته فيهم بالصدفة .
فجأة تذكرت كل ما حدث في المعرض وكلامهم سوياً, رغم ضيقها كان هناك شيء من الفرحة وابتسامة زينة ثغرها!.
في الواحدة ظهراً نزلت نور من منزلها لتذهب عند إيمان وتتناول معهم الغداء وجدت عصام في الأسفل فألقت عليه التحية وخرجت, وصلت بعد نصف ساعة وصعدت لمنزل إيمان التي تقنط مع والدتها في الدور الرابع, دلفت بعدما فتحت لها والدة إيمان التي رحبت بها واحتضنتها بشوق وهي تقول: أخيراً....وحشتيني يا حبيبتي .
_ : وحضرتك كمان يا طنط وحشتيني جداً .
ثم تابعت في تسأول وهي تدلف للداخل : هي إيمان فين؟! .
قالت والدت إيمان وهي تغلق الباب: في أوضتها رجعت من المقرأة مفكرتش حتي تساعدني .
قبلت نور جبينهها وقالت : أنا هطلعلك روحها دلوقتي .
دلفت لغرفة إيمان بعدما طرقت الباب, بينما ذهبت والدت إيمان لتكمل الغداء .
قالت إيمان وهي تنهض من علي الفراش وتغلق الكتاب الذي كانت تقرأه : أهلاً...أخيراً عملتيها وجيتي مره قبل سارة ونيفين .
قالت نور وهي تتنهد بقوة: مبطلتش تفكير فيه .
لكزتها أيمان في كتفها وقالت بحده: بت بطلي أفوره...إلي حصل حصل خلاص مش هتغيريه وكفاية تفكري فيه متشيليش نفسك زنب.
قالت نور وهي تشير لنفسها بسبتها: أنا أوفر .
هزت إيمان رايها وحملت الوسادة وضربت نور قائلة:اه...جداً .
حملت الوسادة الثانية وضربتها بها فردتها لها إيمان ولكنها كانت أقوي من السابقة .
شهقت نور إثر ضربت إيمان فسمعا صوت والدت إيمان تقول : في إيه يا بنات ؟!
كتموا ضحكهم وقالوا : مفيش ,نظروا لبعضهم البعض فانفرطوا ضاحكين مجدداً.
خرج ياسين من المسجد بعدما انتهي من صلاة الجمعة, وقف بالخارج مع الشيخ عبدالرحمن, رن هاتفه فوجده مصطفي رد قائلاً : السلام عليكم .
أتاه صوت مصطفي الغاضب وهو يقول: أنت فين يا عم
ياسين .
_ : خلصت صلي وجاي أهو. مسافة السكة وأكون عندك .
_ : ماشي...سلام .
أستأذن ياسين من الشيخ ووعده بزيارة قريبه في منزلة, قصاقحه الشيخ وغادر.
بينما مصطفي أغلق الهاتف فنهره عاصم الذي كان يستمع للمكالمة قال:
يا بني ما تسيبه دا أحنا مصدقنا نشوفه مبسوط بجد...أنت ما شفتش كان عامل إزاءي الجمعة إلي فاتت وهو بيحكلنا عن الي حصل في مقابلته مع الشيخ عبدالرحمن .
قال مصطفي ساخراً : ماشي يا حنين, ثم ضحك فتركه عاصم وذهب ليكمل عمله وهو يقول له: طب روح يا فالح كمل الشغل .
وصل ياسين للمعرض وجد كل منهم منشغل في عمله فقال : السلام عليكم .
نظر له مصطفي نظرة متوعده بينما نزل عاصم مسرعاً وصافحه قائلاً :عليكم السلام ورحمة الله .
قال مصطفي :يا بني أرحم أمي وتعالَ مره بدري .
_ : معلشي يا سيدي...عموماً أنا عزمكم علي العشاء, تعويض عن التأخير دا يعني.
ضحك مصطفي وقال : علي كدا بقا أتأخر كل يوم براحتك .
ضحك الثلاثة ولكز ياسين مصطفي في كتفه وقال مازحاً: مصلحنجي من يومك ...مش هتتغير أبداً .
_ : عيب أنا هجيبه من برا....الطيور علي اشكلها تقع يا صديقي.
ضحك ياسين وقال وهو يدفعه بيده بعيداً عنه:
طب يلا يا عصفور طير علي شغلك .
جلست الفتيات علي الأريكة قالت إيمان : هنروح فين باليل .
نظرت لها نور متعجبه فأكملت إيمان : علي العشاء يعني .
قالت نور : أنتي شكلك كدا ناويه علي موتي...عشاء وغداء برا دا كان ياسر بيه قتلني .
ضحكت نيفين وقالت: إيمان وخدانا علي الحامي أنهارده .
_ : ملكيش دعوه بعمي ياسر يا نور أنا هقنعه .
قالت سارة : متعملوش حسابي يا بنات أنا هتعشاء مع عصام...عزمني أنهارده .
قالت إيمان وهي تغمز لها: يا سيدي...يا سيدي علي العشاء الرومنسي
ضحكت سارة وقالت: رومانسي....لا عصام حبيبي حياته كلها ضرب نار وبس .
نور: ممكن تبطلوا هزار....أنا بقول نخليها بكرا أحسن .
_ : مش هيحصل أنا رتبت نفسي علي أنهارده...عايزه أقضي وقت طويل معاكم قبل ما أسافر عشان الشغل .
وضعت صفيه والدت إيمان العصير وقالت: خلاص بقا يا نور مجتش من يوم ...لو تحبي أ كلم والدك أنا .
قالت إيمان وهي تتناول هاتفها : أنتي لسه هتتحيلي عليها يا ماما .
نور: طب خلاص هكلمه أنا, تحدثت مع والدها واستأذنت منه علي البقاء مع الفتيات, وتناول العشاء بالخارج, فوافق بعد جدال طويل, ثم أغلقت الهاتف .
فقالت سارة : همشي أنا بقا عشان ألحق أجهز .
طلبت منها نيفين أن تنتظر ليعودوا سوياً بعدما أخبرتهم أنها ستكون في مكانهم المفضل في التاسعة كعادتهم .
قالت نور لإيمان : طب تعالي نروح نقعد مع ماما شوية قبل ما نروح المطعم .
_ : هلبس الطرحة وننزل .
احتضنت زينب فتاتها ومن ثم إيمان التي تحبها بشده لأخلاقها, كانت تتمني لو تقتنع أبنتها بالحجاب وترتديه هي الأخرى , قالت إيمان : أزيك يا طنط .
_ : كويسه يا بنتي طول ما نا شيفاكم .
دلفت الفتيات وجلسن علي الأريكة فقالت زينب : تشربوا إيه يا حبيبي .
ابتسمت إيمان وقالت: إحنا مش جايين نتعبك يا حبيبتي .
_ : تعبكم راحة...هعملكوا فراولة أنا عارفه أنكم بتحبوها .
ذهبت زينب للمطبخ فقالت إيمان : تصدقي يا نور كل ما بشوف طنط بزعل أوي...الله يكون في عونها..الوحدة صعبه أوي .
كانت نور تستمع لها وعقلها شارد, هي أيضاً حزينة وتتمني أن تعلم سر انفصال أبويها, كانا كثير الشجار في الفترة التي سبقت انفصالهم, كانت دائماً تسمع صوت والدها وهو يصرخ في وجه أمها وينهرها ورغم ذلك لم تكن تسمع صوت والدتها يعلو ولو لمرة واحده .حتي يوم انفصالهم, لم تكن تسمع من حديثهم سوي كلمات بسيطة لا تساعدها علي فهم ما يحدث .
قالت إيمان بعدما طال صمت نور: وصلتي لفين يا جميل .
_ : هااا...معاكي...معاكي .
_ :متأكدة.
وضعت زينب العصير وجلست علي المقعد المجاور للأريكة التي تجلس عليها الفتيات . سألت إيمان عن حالها وحال والدتها وظلوا يتحدثون في مواضيع شتى .
في الكويت عادت نشوي من عملها هي والأولاد بعدما أحضرتهم من المدرسه جلست علي الأريكة لترتاح قليلاً, نهضت بعد عشر دقائق لتعد الطعام قبل عودت نادر .
بينما أخذ الأولاد الهاتف وأتصلوا بياسين رد بعد المرة الثالثه قالت خديجه بضيق وطريقة طفوليه:
كل دا يا ياسين...مش بترد ليه .
_ : مشغول يا ديجه والله .
_ : أشمعنا ماما لما بترن بترد عليها علطول .
_ : اه يا مقروضه يا صغيرة .
_ : أنا مش صغيرة معتش بروح الحضانة خلاص كبرت ورحت المدرسة .
ضحك ياسين وقال: اكيد...اللماضه دي كلها مينفعش معاها صغيرة خالص ماما فين .
أخذ عمر الهاتف من أخته وقال: في المطبخ بتعمل الأكل... أسمع قبل ما تيجي يا ياسين أنا عيد ميلادي بكرا أوعي تنسا تبعت هديتي .
_ : طب بلاش عيد ميلادي دي لحسن نشوي تسمعك .
_ : ماشي بس متنساش .
_ : حاضر....يلا سلام عشان عندي شغل .
أغلقوا الهاتف, خرجت نشوي من المطبخ وهب تقول : بتكلموا مين يا ولاد .
_ : مفيش يا ماما .
قال كلاهما ذلك في وقت واحد فقالت نشوي : طب يلا قوموا خلصوا واجبتكم علي ما أخلص الأكل .
قاموا وذهبوا لغرفهم بينما عادت نشوي لتكمل أعداد الطعام .
في المساء دلفت سارة مع عصام للمطعم وهي في غاية الفرح, جلسوا وطلبوا الطعام, ظل الصمت سائد بينهم حتي قطع حديثهم النادل الذي وضع الطعام فشكره عصام ورحل الشاب, قال لها عصام: بالهنا
_ : علي قلبك يا حبيبي .
صمت عصام أكلت سارة وهو أخذ يعبث بالشكوة التي بيده, يقلب الطعام فقط, شعرت سارة أن هناك ما يريد قولة ولكنه لا يعرف كيف يبدأ؟ أو أنه لا يزال مشغول بالقضية التي تم الحكم فيها صباح الأمس! قررت أن تسأله خاصة أنه حين أتصل بها لم يخبرها سوي بطلبه علي العشاء وأغلق الخط بعدما أخبرته موافقتها .
_ : هو إيه إلي حصل في المحكمة امبارح؟
_ : الحمد لله أتحكم عليهم بالإعدام .
_ : الحمد لله...مبروك يا حبيبي, ثم تابعت قائله:
بس واضح أن، القضية دي مهمه أوي عشان تشغلك من إمبارح للنهارده .
_ : اه مهمه جدا بس مش هي بس إلي شغلاني .
صمتت سارة لتسمع فتابع قائلاً: سارة أنتي عارفه أنا بحبك قد أيه صح .
هزت رأسها إيجاباً وقالت: أيوه بس إيه لزمت الكلام دا دلوقتي .
صمت عصام لا يعرف ماذا يقول, فزاد توترها في تلك الدقيقه التي كساها الصمت, حتي كسر الصمت قائلاً: عشان كدا يا بنت الناس أنا مش هظلمك معايا...أنا واحد مش ضامن عمره في أي لحظه...حياتي مش ملكي...مش هينفع أربط حد بيَ أو بحياتي....لازم نسيب بعض .
كانت تسمعه بصدمه حتي قالت : ومين فينا ضامن عمره...أي حد ممكن يموت في أي لحظه .
_ : يمكن معاكي حق....بس الموضوع مختلف بالنسبة ليا أنا بطلع من بيتي وشايل روحي علي إيدي....مستني الموت في أي لحظه ...عشان كدا عايز لك حياة أفضل مع حد تتهنوا بحياتكم مع بعض .
لم ينتظر حتي يسمع ردها, خلع الدبله ورحل, تركها! دموعها تنهر بشده وهي تشاهد طيفه حتي أختفي من امامها, فوضعت رأسها بين كفيها, ونظرات الناس تراقبها في صمت .
كانت تقترب من الثامنة والنصف, دلف الشباب للمطعم وجلسوا علي الطاولة التي حجزها ياسين من قبل طلبوا الطعام
وظلوا يتحدثون أخبرهم ياسين بما حدث معه بالأمس بعد عودته من العمل فقال
حين دلفت الفتيات للمطعم ولكن وجدوه متكدس بالزبائن أتي إليهم النادل وقال: أهلا نور هانم, أنا أسف الترابيزه بتاعكم
الشباب قاعدبن عليها ومفيش مكان فاضي أنهارده...كله محجوز .
نظرت إيمان ونور ونيفين للمكان الذي اعتادوا الجلوس فيه, وجدوا شابين يجلسون في الناحية المقابله لهم, دققت إيمان في ملامح الشاب الذي بدأ مألوف لها حتي قالت: إيه دا نور بصي ...مش دا عاصم .
ذهبت نحوه ومعها الفتيات قالت عاصم نهض وقال : إيمان إزيك...وخلتي عامله إيه.
عاصم هو ابن خالتها ويكبرها بعدة أعوام .
كان مصطفي ينظر لهم وقف ليرحب بهم, نظر كلاهما للفتاة التي تقف خلف إيمان مع صديقتها, أنها هي الفتاه التي رؤاها صباح الأربعاء في معرضهم وكانت تتحدث مع ياسين, قال عاصم: بتعملوا إيه هنا ؟!
_ : مفيش جاين نتعشاء بس ملقناش مكان فاضي هنا هنروح مكان تاني .
قال مصطفي مرحب: أتفضلوا معانا إحنا التلاته لوحدنا, صاحبنا الثاني بيغسل وشه وجاي .
شاور عاصم علي أحد يقترب من بعيد وقال : أهو جه أهو .
نظرت نور فوجدته كما توقعت, شعرت بتوتر وقلق شديد حين رأته, لم تتكن تتوقع رؤيته مجدداً, ولكن يبدو أن القدر يلعب لعبته معهم .
همست نور لإيمان قبل أن يأتي ياسين: مستحيل نقعد معاهم دا نفس الشاب إلي أتخنقت معاه .
نظرت إيمان له وأحتقن وجهها اختبأت نور خلف صديقتها حين أصبح أقرب إليهم .
وقف ياسين قائلاً: عاصم ...مين دول ؟!
أِشار عاصم لإيمان وقال : إيمان بنت خالتي والأثنين دول صحابها .
أشارت له نفين فرأها!, راء نور التي يحفظ ملامحها, تجمد مكانه بينما ازدردت هي ريقها .
قال مصطفي : أتفضلوا يا بنات مش معقول هتفضلوا واقفين كدا .
طلب مصطفي مقعدين أخرين من أحد العمال فاحضر لهم مقعدين من أحدي الطاولات التي بها مقاعد فارغه, حاولت إيمان ونور الآفلات ولكن عاصم ومصطفي أصروا علي بقائهم
لاحظت نظراته التي ابتعدت عنهم وأصبحت مسلطة علي الأرض.
جلسوا الفتيات الاثنين بجوار بعضهم وفي مقابلهم الشباب, لم يجلس كلا من نور وياسين قالت نور في حرج وتوتر شديد: أنا أسفه عشان إلي حصل المرتين إلي فاتوا .
قال ياسين ببرود : هو إيه إلي حصل .
ابتلعت ريقها وقالت وهي تمد يدها لتسلم عليه :أنا نور .
نظر ليدها الممدودة نحوه وتمني لو يقطعها, ويقطع لسانها الطويل أيضاً .
ترك يدها معلقة في الهواء فقال عاصم : ياسين مبيسلمش يا نور .
نظرت لياسين وقالت ساخرة: ليه خايف من المكروبات.
ضحك الجميع وهي كذلك فقال ياسين: لا بطبق حديث الرسول ﷺ (لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له .) عن أزنكم عشان أنا تعبان شويه .
كاد ينصرف حتي سمعها تقول : أسفه مكنتش أقصد .
عاصم : أقعد بقا ياسين بالله عليك يا أخي لتقعد .
_ : معلشي هسيبكم أنا .
_ : لو وجودنا هيسبب مشكله إحنا ممكن نمشي .
نظر لها بغضب بينما قال مصطفي : وحيات حبيبك النبي يا شيخ لتقعد .
_ :صلي الله عليه وسلم .
رددوا خلفه الصلاة علي النبي ولكن لم يجلس ياسين ورحل الذي كان يشغله هذا الفرق الرهيب بين إيمان التي ترتدي ملابس محتشمة وغطاء للرأس وصديقتها المقربه نور, هي ترتدي ملابس formal wear ( ملابس رسميه) واسعه ولكن ليست شرعية بالأضافه إلي غطاء الرأس الذي لاترتديه أيضاً . فهل ستجمعه الأيام بمثلها يوم ما!
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية