رواية لا تخبري زوجتي البارت الواحد و السبعون 71 بقلم مونت كارلو
رواية لا تخبري زوجتي الفصل الواحد و السبعون 71
خارج عن السيطره
Out
ألقت سولين اللوم علي أدم بكل موضوعيه وصراحه، انت سمحت بحدوث ذلك بلا مبلاتك وغبائك
كنت تعلم ما هي مقبله عليه، صارحتك وحدك بطبيعة مشاكلها، رغم ذلك اخترت ان تتركها وحيده في الصراع
صرخ ادم، لم أفعل ذلك، اصمتي، انت لا تفهمين شيء، اعتقدت زهره انها قادره على حل مشاكلها وصدقتها
تري ما ادي اليه ذلك سيد ادم؟ كدنا ان نفقد زهره، والأن هناك شخص مجرم يتربص بها؟
ستقبض عليه الشرطه، دافع ادم عن موقفه، وإذا لم تفعل سأقتله بنفسي
لديك الكثير من الصفات الحسنه، لا انكر ذلك سيد ادم، لكن ليس من بينها قدرتك علي القتل
لا فائده من الجدال، قالت تلا وهي تحاول أن تركز، زهره في خطره علينا أن نجد طريقه لحمايتها
لن اتركها تمد قدمها خارج المنزل دوني وضح ادم، سالتصق بها كذبابه
عليك ذلك، قالت سولين بنبرتها الحلزونيه، صحح الأخطاء التي اوقعتنا فيها
منذ عودتها من الاسكندريه وسولين ليست علي سجيتها، تعتمد نبره هجوميه، غاضبه دومآ ولا يمكن اقناعها بغلق فمها
يفهم أدهم ذلك، يحاول بشتي الطرق عدم إثارة زوبعات غضبها
انها ليست مجرد خادمه، بل صديقه واخت
من كان يتخيل منذ خمسة عشرة سنه أن تقبل فتاه شابه متعلمه تخرجت من الجامعه للتو الاقامه مع شاب اعزب وخدمته؟
لقد كان ضرب من الجنون، عندما دفع ادم مقابل اعلان طلب الوظيفه في الجريده كان يدرك ان ما يطلبه مستحيل، لكنه حدث
لقد تولت سولين خدمته بكل تفاني وحرص حتي الآن ولم تقصر ولا مره في أداء مهام، ظيفتها!
عليك حمايتها ادم، سمع ادم تحذيرات سولين التي اخرجته من شروده
سأفعل قال وهو يحدق بعيني سولين الغامضه
سأفعل، أعدك.
ليس هناك ما يدعو للشك عندما يقطع ادم وعد، نظف الطاوله امرته سولين وهي تهم بالذهاب لغرفته
حاولت تلا ان تعترض وتوبخها، رأت ان سولين تعدت حدودها وليس من حقها ان تعامل ادم بتلك الطريقه
رفع ادم يده مشيرآ لتلا ان تلتزم الصمت، ليس الآن همس في اذن تلا، أنه ليس الوقت المناسب.
اسماعيل موسي
جمع ادم الأطباق من علي الطاوله ووضعها في حوض التشطيف قبل أن ينظف غطاء الطاوله ويلتقط بقايا الطعام
انت لست مجبر علي ذلك، خاطبته تلا بنبره مشفقه، نسيت انك السيد هنا؟
لم انسي شيء اجابها ادم وهو يضع مأذر على وسطه ويجلي الاطباق
لقد تحملتني في اوقات اكثر تأزمآ من تلك، عندما لم تكن مضطره تمامآ لذلك، في اوقات هزيمتي ونوباتي انفعالي تحملت زعيقي، صراخي، لست مثاليآ علي الدوام تلا
اقول لك، وحدق ادم في تلا، أما ممتن لوجود سولين في منزلي، ولست من أنصار علي الحكم على الناس في اوقات ضعفهم.
أنت تهدد بتدمير المنزل بتلك الطريقه، إذآ كان شخص غريب هنا سيحتار من بينكم مالك المنزل
الحمد لله انك لست غريبه قال ادم وهو يضحك!
انت تعصبني يا اخي، انفعلت تلا، تعلم مثلي ان بأمكانك إحضار اكثر من عشرة خادمات مثل سولين؟
معك حق تلا، لكنهم سيكونون مثل باتي مجرد خدم، لن يصل احد منهم لمنزلة سولين، سولين شريكة نجاحي المتواريه في الظل، لقد جعلتها أميره، عبده، جاريه، عاهره، شيخه، شحاذه متغطرسه كل ذلك وأكثر، مع كل رسمه كنت أعمل عليها، لبلوغ التوهج والاندماج مع العدميه، سولين كانت كل هولاء
لكي ان تتخيلي وصمت ادم دقيقه قبل أن يضحك، ان يصرخ عليك شخص قبل أذان الفجر وانت نائم، تفتح عينيك تجده واقف فوق رأسك ملطخ باالألوان مثل مهرج، يقول قهوه بسرعه يا حثاله وينصرف!
وماذا يكون رد فعله؟ ينهض بسرعه، يعد فنجان القهوه، يضعه أمامك، يسألك بعيون ناعسه كيف العمل؟ هل كل شيء يجري بخير؟
تقول نعم، ثم تأمره بالذهاب للنوم بنبره ليست خاليه من الجد.
لقد كانت ليالي طويله تمضي علي هذه الشاكله، كنت اعتزل في غرفتي ايام كثيره حتي يظن البعض انني مت، ملقيآ على سولين مسئولية المنزل كامله، ناسيآ انني لم اترك ولا جنيه واحد لهم
اتعلمين ماذا كانت تفعل سولين؟
كانت تبتاع كل شيء من مرتبها، النقود التي تحتفظ بها ولا مره طالبتني برد تلك المبالغ، انسي كثير كما تعلمي لذلك لم أعلم تلك الحقيقه الا بعد مضي ثلاثة أعوام عن طريق الصدفه
استخدمت سولين مالها الخاص عدت مرات من خلف ظهري لابتياع الطعام، التبغ، القهوه، سداد فواتير الكهرباء، المياه، مليء خزان بنزين السياره وغيرها، كان المهم بالنسبه لها أن لا ينقص شيء
ان يكون كل شيء معد وجاهز، لا يمكنني أن انسى كل ذلك وابتلع ذيلي في فمي.
اسماعيل موسي
نظف إذآ واكنس واطبخ ايه المثالي المتفاني، انسي انك رسام شهير صورك عبرت البحار والمحيطات واحرص ان تكون اللوحات جاهزه على اخر الشهر، وضعت تلا حقيبتها على كتفها، سأنصرف الان
لن اعطلك وانت تغسل الاطباخ
تعلمين انك لست مضطره على المغادره، لديك غرفتك الخاصه هنا!
لدي بعض الأعمال الهامه ادم، لا أمتلك رفاهية الوقت مثلك
علي كل حالك علي أحدهم ان ينظف خلفك، لا تنسي ذلك.
ودعها ادم على حافة الباب، متمنيآ لها ليله سعيده، بعدها انهار علي أقرب مقعد، كان عقله اكثر ضجيجآ من ان يسمح له بمواصلة العمل
لا أحد يدرك مقدار قلقه على زهره حين اختفت، لا أحدا يفهم ما يشعر به، شيء صعب ومؤلم ان تكون مضطر للتماسك رغم دوامات الهلع داخلك من أجل الأخرين، ان تتحطم بصمت علي وجهك أبتسامه تخبرهم يمكنكم الاعتماد على.
تنهد أدم، لست الشخص الذي يعتقدون لكن علي ان اكون كذلك، الشيء الوحيد الذي يمكنني أن اسمح لمخاوفي بالتحليق فيه هو لوحاتي، ارتمي علي الاريكه واضعآ قدميه علي طرفها وأشعل سيجاره
كان السقف أمامه يحدق به، داخل عينيه، رسم الدخان أحدا لوحاته فوق رأسه، بدرت منه آنه طويله، زهره؟
انهض جذعه وسيجارته لازلت في فمه، تسلق السلم بمساعدة الدرابزين، شعر انه كهل، كبر عدت سنوات خلال الليالي الماضيه
وصل غرفت زهره، طرق الباب منتظرآ الرد
زهره؟ لازلتي مستيقظه؟
كان صوت يشبه الهمس لكنه مسموع، زهره؟ انه انا
اعلم من انت، في المره القادمه لا تتسلل مثل اللصوص ادم
حسنآ، هكذا اطمأن ادم علي زهرة المنزل
احلام سعيده دافنشيتي!
- يتبع الفصل التالي عبر الرابط (رواية لا تخبري زوجتي) اضغط على أسم الرواية