رواية هي بيننا بقلم ديانا ماريا
رواية هي بيننا الفصل العاشر 10
عاد إياد إلى منزله ثم جلس في غرفته يفكر كيف قام بالاعتذار إلى سلام وأقنعها بأن تكون ممرضة أخته.
حين كانت دعاء على وشك المغادرة ذهب للبحث عن سلام ووجدها تتحدث فى الهاتف بعصبية ثم تغلق، مين رأته تحولت ملامحها للبرود التام وكانت على وشك الذهاب حين أوقفها قائلا بسرعة: آنسة سلام لو سمحتِ اسمعيني دقيقة واحدة بس.
توقفت وهى تزفر بنفاذ صبر أسرع يقول: صدقيني أنا يوم ما جيت لحضرتك مكنش قصدي أي حاجة خالص أنا والله كان قصدي كل خير، أنا صح معرفكيش لكن ممتن للي كنتِ بتعمليه مع دعاء أختي.
تنحنح متابعا: حسيت أني عايز أرد لك الجميل بأي طريقة فلو احتاجتِ حاجة هساعدك فيها علشان كدة قولت اجي أشوف لو محتاجة حاجة خصوصا أني همنا أنه المريضة عزيزة عليكِ وطبعا أنا غلطان لما دخلت بس أنا خبطت ومحدش رد وصدقيني كنت هخرج فورا من غير ما تحسي بيا على العموم أنا بعتذر ليكي جدا أنا مكنش قصدي حاجة وحشة فعلا.
نظرت له سلام بتفكير ثم لانت ملامحها قليلا وقالت بنبرة هادئة: تمام اعتذار حضرتك مقبول.
كانت على وشك الذهاب حين أوقفها مجددا بإبتسامة: معنى كدة هتقبلي تكوني ممرضة دعاء الخاصة؟
عقدت حاجبيها بإستغراب كبير: ممرضة خاصة؟
أكد إياد: ايوا أنتِ كنتِ مع الدكتور لما قال إنه دعاء لازم لها ممرضة خاصة معاها في البيت كام يوم بعد ما تخرج.
سلام بتعجب: طب ليه اختارتني أنا ؟ تقدر تختار أي حد تاني.
قال إياد بإبتسامة هادئة: لأني مش هثق في حد تاني، طبعا حضرتك عارفة أنه دعاء محتاجة معاملة خاصة جدا وأنا مش هضمن أي ممرضة تانية يمكن تعاملها يشكل مش كويس، لأني شوفت كفاءتك ومعاملتك مع دعاء مش هقدر أثق فى حد يمكن يأذي نفسيتها.
ظهر الاقتناع في عينيها وقد أقرت بينها وبين نفسها أنه محق، هناك بعض الممرضات التي لا تقدر هذه الحالات بل تتعامل معهم بطريقة غير لائقة بتاتا وغير إنسانية.
أومأت سلام برأسها: موافقة.
إياد بإبتسامة ارتياح: شكرا يا آنسة سلام صدقيني مش هتندمي.
نظرت له بحذر ولم ترد ثم بعدها ذهبت لتتابع عملها قبل أن تخبر رئيسها بذهابها مع دعاء.
عاد إياد إلى الواقع وهو يفكر مجددا فى الشخص الذي ظهر أمام باب منزلها، من هو؟ هل هو أبيها أو أخيها ؟
فكر بأنه لا يهتم وهذا ليس من شأنه قبل أن ينظر إلى الدبلة التي في يده وابتسم، ربما حياته مع منار تكون هذه بداية طريق جديد للسعادة.
في الصباح استيقظت سلام من النوم ثم نهضت ودلفت إلى الحمام، نظرت لنفسها و لاحظت وجود علامة على خدها من آثار الصفعة التي تلقتها.
تأففت بضيق وهى تتحسسها برقة وتفكر كيف تخبئها حتى لا ينظر أحد لها أو يسألها أحد ولكن لم تضيع الوقت كثيرا في التفكير فهى لا تهتم بالناس أو بأي أحد قد يسألها ومن سيهتم أصلا!
تحضرت للذهال لمنزل إياد ومن الهدوء الذي يوجد بالمنزل خمنت أن سيد لم يعد للمنزل.
حين قابلتها والدة إياد ظهر على ملامحها الذهول وإن كانت لاحظت شئ فهى لم تتحدث، قضت سلام وقتها في العناية بدعاء حتى بعد الظهيرة حين خلدت دعاء لقيلولة صغيرة فخرجت سلام إلى الشرفة لتجلس قليلا.
لم تشعر بعودة إياد للمنزل وهو لاحظ وقوفها فخطى إليها.
قال بإبتسامة: السلام عليكم ورحمة الله.
التفتت سلام بفزع حيث لم تسمعه وهو يتقدم نحوها لأنها كانت شاردة.
قال إياد بتعجب: فيه حاجة ؟
تنفست بعمق وقالت : لا ابدا أنا بس كنت سرحانة شوية.
أبتسم بتفهم قبل أن يلاحظ الكدمة التي على وجهها، عبس وسألها: أنتِ كويسة؟ ليه خدك لونه كدة؟
ارتبكت و ارتفعت يدها تلقائيا إلى خدها وقالت بإرتباك :
لا لا أبدا ده أنا اتخبطت أمبارح فى الباب وأنا مش واحدة بالي.
نظرت بعيدا حتى لا ينظر إلى عيونها ويكتشف أنها تكشف بينما هو لم يصدق أبدا حديثها، كيف ستصاب هكذا من مجرد أن تصطدم بالباب؟
تذكر فجأة الرجل الذي ظهر أمس وقبلها فى المستشفى ؟
توسعت عيونه وهو يفكر هل هو السبب؟ أيعقل أن سلام تتعرض للعن’ف المنزلي؟!
قال بتروي: آنسة سلام أنا….
قاطع حديثه صراخ قوي أتى من غرفة دعاء فركضوا سريعا إليها، فتحوا الباب ثم صدموا مما رأوا أمامهم!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية هي بيننا ) اسم الرواية