Ads by Google X

رواية كوابيس الفصل الثاني عشر 12 - بقلم ابتسام محمود الصيري

الصفحة الرئيسية

  رواية كوابيس كاملة بقلم ابتسام محمود الصيري عبر مدونة دليل الروايات 


رواية كوابيس الفصل الثاني عشر 12


نزل حمزه من بيته يقابل خطيبته، وهو بيشكر ربنا أنه فاق ضميره قبل فوات الاوان وهيصلح غلطته.... لكن طال انتظاره في الشمس واستغرب تأخرها لأنه مأكد عليها بليل تقابله قبل ما تروح الشغل، لكنها اتأخرت خالص، اتصل بيها، ردت بعد تفكير: ايوه يا حمزه.

حمزه باستغراب: انتى فين؟

مي رفعت شعرها وهي ماشيه في طرقت مكتبها: في الشغل.

حمزه بضيق: شغل ايه؟ انتى نسيتى الميعاد اللي بنا يا مي.

مي جمعت حروفها وهي بتاخد نفاسها: لا... بس المقابلة مش ليها لزووم.

حمزه غمض عينه وحاول يكدب كل اللي بيدور في دماغه وسألها بهدوء مخادع: ليه يا مي؟

مي بخوف من رد فعله: أنا قلت لدنيا هانم مكان عويد.

حمزه قفل ايده جامد وخبطها في لوحة متعلقه حديد ورد بعصبية مش ليها مثيل: تاني يا مي، ليه يا مي مصممه على الغدر؟ ليه يا مي ضيعتي كل احلامنا و حبنا؟!

مي ببرود بس الخوف اتملك قلبها: ومال حبنا باللي حصل؟

حمزه بقلب حزين: لان حبنا بقى مرتبط بالغدر.

مي بصوت فيه دموع: حمزه أنا عملت ده كله عشان بحبك، تعبت من الانتظار وتحويش الجنيه على الجنبه، نفسي نتجوز يا حمزه ويلمنا ببت واحد.

حمزه بعصبية: نبني بتنا من شقانا وتعبنا مش بالغدر.

مي تمسح دموعها: المهم اتبنى، ومش مهم اتبنى بأيه.

حمزه: لا يفرق كتير بيتنا بقى هاش حيطانه من ورق.

مي: تقصد ايه؟

حمزه: اقصد خلاص يا مي انتى طريقك بقى غير طريقي سلام يا مي.


قفل حمزه من غير ما يسمع اخر سلام منها، فضلت تصرخ بعلو صوتها في شغلها: حمزه حمزه حمزاااااااااه.

مشي حمزه تايه في الشوارع خسر كل الناس اللي بيحبهم بسبب غباء وطمع في لحظة ضعف، مسك تليفونه عشان يحظر عويد قبل وقوع المصيبه، لكن عويد كان سايب تليفونه في العربية لما وصلوا المصلحة الحكومية، كانت چودي مش مصدقه نفسها أن كل حاجة بتخلص بسرعة، ده غير أنهم اتعاملوا كلهم أحسن معامله بسبب وجود ابن الكبير معاهم فضلوا ساعة في المكتب ووصلت ليهم البطاقة، ولما خلصوا كان حمزه تعب من كتر الاتصال وفقد الأمل يرد عليه.

عويد وچودي ركبوا العربية وعويد مابصش في تليفونه، وطلعوا على اقرب سنترال نزلت چودي ومعاها عويد رجعلها خطها العزيز عليها وأول ما جم يركبوا: محمولك مبطلش رن يا عويد.

قالها رحيم اللي قاعد قدام، عويد مسك تليفونه وأول ما فتح: عويد دنيا عرفت مكانكم اهرب يا عويد.


قالها حمزه اللي بيتقطع من تأنيب ضميره، رد عليه عويد بصدمه: انت بتقول ايه، وعرفت من فين؟

حمزه بندم وصوت ضعيف: عويد عايزك تسمحينى، أنا ضعفت مره وقلت على مكانك بس والله غصب عني والله، ومي هي اللي قالت على مكانكم المره دي.

عويد حس انه بيتخبط من حيطه لحيطه: خلاص يا حمزه أنا هتصرف.

حمزه: عويد بالله عليك متزعلش مني.

عويد: خلاص يا حمزه اللي حصل حصل سلام.

وش عويد كان كفيل أنه يأكد أن فيه مصيبه، اتكلم رحيم من غير ما حتى يسمع من عويد: كنت متأكد أني هحتاج بطاجتك، بس مش بالسرعة دي، حضروا نفسيكم بليل هجيب المأذون وهكتب كتابكم.

الخبر نزل على چودي وعويد زي الماية اللي متلجه في عز الشتا، رد عويد: باااس....

رحيم بإصرار: ما بسش، ايه عنستنى اهلها ياخدوها اكده من وسطينا ونفضل نتفرج، الجواز ده هو اللي عيمنعهم يفكروا تاني عيجربوا منينا واصل، الجواز عيخلينا نمسك العصايه من النص.

عويد سكت ثواني وبص لچودي المذهوله في المرايه، يأكد ليها مافيش مفر من اللي قال عليه: عندك جول تاني يا عروسة.

چودي كانت مرتبكه متخيلتش في يوم حتى في احلامها أن حياتها تبقى فيها مغامرات وأكشن وتنتهي على جوزها بالطريقة دي.

عاد رحيم كلامه بصوته الخشن القوي: ها يا عروسة.

چودي بأرتباك: موافقه بس بشرط.

عويد هو اللي رد: من غير شروط يا چودي، أنا وعدتك أني هحميكى وفعلا عمري ما هعمل حاجة تخلف الوعد ده، أولا الجواز على الورق وكمان القسيمه هتكون معاكي.

كلام عويد نزل زي الصعقه الكهربائية على مسمع رحيم وخلاه يلف بسرعة صاروخ يبص عليه، ازاي راجل صعيدى يقبل على كرامته قسيمة الجواز تكون في ايد ست لا وكمان يكون الجواز على ورق !!!!

عويد بص لرحيم: ايه يا كبير احنا من البداية قرارنا نحميها فمنجيش احنا دلوجيتى اللي نجبرها على شيء.

اكتفى رحيم ببصاته اللي كلها نار وبص قدامه وقال: ماشي يا عويد، بس على ما اظن مافيش مانع انها تطلع من دواري عروسة زينه النجع كليته يتحاكه عليها.

عويد بص لچودي فهزت راسها بالموافقة.

عويد ابتسم وفرح، رحيم ضحك من جوه لما شاف فرحة عويد واتأكد من اللي بيعمله هو الصح، وصلوا عويد الأول عند بيته ولسه عويد بيفتح الباب عشان ينزل جرى زعزوعة على العربية ولزق وشه على الازاز وفضل يبص على چودي اللي اتخضت من شكلة غصب عنها ورجعت ورا، رحيم: واد يا زعزوعة عايزك تفرح الناس كلتها بفرح عويد الليله.

زعزوعة رجع تاني يبص على چودي وجودي كلنت محرجه من خزفها منه بس كانت فعلا خايفه يخبطها او يضربها فجأة.

سأل زعزوعة بحروفه المتقاطعه: ع ع على اللل جمر دي؟

رحيم ابتسم ليه: عجبالك يا واد.

زعزوعة بزعل: لاه أني عايز أتجوزها أني دي مهلبية.

ومد ايده مسك ايدها چودي اتخضت اخد باله رحيم وقال بهدوء: ده زعزوعة واد باركه، سلمي عليه متخافيش.

زعزوعة بفرحه: انتى كيف إكده.

چودي فضلت تقفل وتفتح في عينها بأحراج، رحيم قال: خلاص يا زعزوعة زي ما حولتلك عايز الخلق كله يعرف يلا سلام.

زعزوعة كان ماسك قصبه في ايده التانيه ومد ايده بيها ليها، اخدتها چودي وابتسمت ليه، واتأكدت أنه طيب جدا، امر رحيم السواق يتحرك وفضلت چودي باصه عليه وطلبت من رحيم يوقف العربية ونزلت من العربية وراحت لزعزوعة اللي بيوقف نص وقفه بسبب الشلل النصفي اللي عنده ومسكت ايده وهي بتبتسم وطابت منه: زعزوعة ممكن تدعيلي ربنا يصلح ليا الحال.

زعزوعة رفع ايده للسما وفضل يقول: ي ييييارب أعملللها كل خير من عندك.

چودي شكرته جدا على الدعوه وعلى القصبه زطلعت تجري على العربية ركبت بقلب مرتاح.

★****★

عويد أول ما طلع البيت طلب من ابوه يطلع معاه الشقه اللي فوق عند امه عشان يقولهم على موضوع جوازه المفاجأة، وبعد سلامات قال في وجود سعديه اللي أول ما شافت عويد نازل من العربية من جنب چودي طلعت تجري وراه.

وقال بهدوء: اما أني بحب وعايز اتجوز.

سعديه مسكت طرحتها وفضلت تغمض عينها جامد وتضم شفايفها على بعض بكسوف: موافجه موافجه.

عويد بصلها وهو بيرفع حاجبه: العروسه مش انتى يا سعديه.

سعديه بخضه: كيف تحب وتتجوز غيري، أمال أني رحت فين؟

عويد: اسكتى انتى دلوجيت يا سعديه، انتى عارفة أني طول عمري بحبك زي اختي.

فرحت سعديه بأعترافه بحبه ليها اللي هو مش مهم حب ايه المهم فيه حب.

فقال ابوه بفرحه: الف الف مبروك يا ولدي.

فقالت امه: العروسة من بيت مين في النجع.

رد عويد وهو بيقعد جنبها: من القاهرة ياما.

امه بعتراض على أنها بنت من مصر: بكره يا ولدي تزهج الغندوره من عيشتنا وتجول عايزه اعاود مصر .

عويد ابتلع حقيقة الطلاق اللي هو متأكد منها أنها هتحصل لا محال في اي وقت، وحاول يرد بسياسة: لما ياجي اليوم ده يبقى متلزمنيش ياما، أني بتكلم على دلوجيت.

امه قامت تنفض ايدها من الدقيق: متبصش تحت رجلك ياولدي.

عويد بهزار: وابص لبعيد ليه ياما وأنا تحت رجلي الماظ.

امه بجدية وخوف عليه: هيطلع ازاز.

عويد: لما تأكد الايام يبقى أني خلاص اتعودت على شكله وهتجبله زي ما يكون.

ابو عويد بعصبية: جرى ايه يا وليه ما تسيبى الواد يفرح، وخلينا نفرح.

ابتسم عويد وقام باس راس امه وابوه وقال لسعديه: اوعي تزعلي مني يا سعديه انتى اللي في الجلب يا به.

سعديه بأنشكاح: ايوه ايوه ما أني عارفه يا واد عمي.

★******★

وصل رحيم ودخلت معاه چودي وكان بيقولها: هشيع اجبلك احسن واحده حدانا تزوجك يا عروسة، مش عايزك تشيلى هم حاجة واصل.

وقبل ما رحيم ينده على فرحه لقاها طلعه عليهم رفعه عبايتها بايدها على وسطها الشمال ورافعه ايدها على الحيطه وبصلهم بقرف: بالسرعة دي لفت عليك وجبتك تحت باطها، كنت تجولي انك بتحب النوع ده وأني لو كنت جصرت كان يبقى ليك الحديت.

رحيم بدهشه: انتى مجنونة يا مره؟!

فرحه بجرائه: مجنونة عشان بحبك وبحافظ عليك.

رحيم اتعصب وقال بدون وعي: بطلي هرفته بالكلام يا سعده.

فرحه لطمت صدرها وهي بتصرخ بالم: يالهووووي سعده! هي كمان فيها سعده يا نهار الون عليكم، عايزني اسكت لحد ميتى، ها انطج، لما اشوفك داخل بيها اوضتك، اللي منعني حتى اخطيها؟

قالت اخر كلماتها بحزن وقهر ووجع، وعينها كلها دموع من حرمانها من ابسط حقوقها.

چودي اتحرجت من كلام فرحة، ووشها جاب الوان الطيف كلها، فقال رحيم بتحذير: لو مبلعتيش لسانك هقطعهولك.

فرحه بعصبية: مش هسكت يا رحيم، انت مش هتكون لحد غيري.

قالت كلامها وراحت تضرب چودي، مسكها رحيم وفضل يمنعها تقرب منها، لكنها نسيت نفسها وضربته بالقلم، هنا رحيم فقد علقه وكل حاجة وضربها كذا قلم على وشها وهو مسكها من عبايتها خنقها، كانت چودي مذهوله لكن قربت منهم وبعدته عنها وهي بتترجى: خلاص يا رحيم بالله عليك كفايه هتموت في ايدك.

أول ما بعد عنها قالت بدمع ضعف وحزن وهي حطه ايده الاتنين على خددها: دي اخرتها يا واد عمي تضربني عشان بحبك وبحافظ عليك وخايفه على بيتنا بعد كل صبري على اللي بيوحصلي منك وهجرانك ليا يكون ده جزاتي معاك؟! بجملة الظلم صب علي ظلم چديد يا واد عمي.

خلصت كلامها وجريت تستخبى في اوضتها بين دموعها.

تجاهل رحيم كل كلمه وكل حرف طلع من فرحه وقال بصوت متقطع لچودي: بعتذر على اللي حوصل، اتفضلي على اوضتك وهشيعلك المزينه.

چودي من الخوف حاولت تخرج صوتها المتحشرج وقالت: ممكن تدخل تفهما اللي حصل صح؟!

رحيم بقوه: متشغليش حالك، اتفضلي على اوضتك والحقيقة كلها مهما طال الوقت هتبان.

خلص كلامه ودخل أوضته يجلد نفسه.

★******★

چودي مسحت دموعها وراحت تخبط على باب فرحه تطيب خاطرها وتقولها الحقيقة اللي هي فهمتها غلط: فرحه ممكن تفتحي.

فرحه كانت بتتكلم في التليفون، وأول ما سمعت صوت چودي: بصي يا خاله زي ما فهمتك وكل طلباتك أوامر، يلا سلام دلوجيت وعبقى اشيعلك البه ساميه.

َ ــــــــ: وأول ما الفلوس تحضر مرادك هيحصل زي ما عايزه وزيادة.


قفلت فرح التليفون وجواها سعادة وانتصار، وفجأة اتغيرت ملامح وشها أول ما سمعت صوت چودي، والدموع سيطرت عليها: مين؟

چودي بصوت رقيق حزين: أنا چودي.

فرحه فتحت الباب بعيون معيطة: خير؟!

چودي: ممكن نتكلم؟

فرحه لفت وادتها ضهرها وربعت ايدها: مافيش ما بنا كلام يا غندوره.

چودي لفت وبقت قدامها: انتي فاهمه غلط... رحيم بيتكلم على فرحي على..

فرحه بغيظ: به انتى دخلتى علينا بالحنجل والمنجل، فكرك مش فاهمه الاعيب النسوان بتاعتك عاد.

چودي بهدوء: يا فرحه انتى ظلماني.

فرحه زقتها بره الاوضه بتاعتها وهي بتقول: يلا يا شاطرة انجري العبي بعيد، عشان العب مع الكبار بيفصل الراس عن الجسم.

خلصت كلامها ومش ادتها فرصة حتى تدافع عن نفسها وقفلت الباب في وشها، طلعت چودي زي الحمامه المدبوحه روحها بتطلع بالبطئ، دخلت الاوضه اللي خصصها ليها رحيم، وبعد دقايق لقت عويد اللي ساب أهله وجلها عشان يشوف طلابتها خبط عليها، وقبل ما تأذن ليه بالدخول مسحت دموعها، بس برغم من انها مسحت دموعها اثار الدموع واضحة على وشها لقاها بتعيط ومش عارفه كل ده بيحصل ليها ليه.

عويد بلهفه: مالك يا چودي؟

جودي مسحت دموعها: مافيش يا عويد ده بقى الطبيعي.

عويد: نفسي أعمل المستحيل وامسح ليكى كل ذكرى بتوجعك عشان اشوفك زي أول مره عم ليفل الوحش الشرس.

ابتسمت چودي: انت طيب اوي يا عويد.

عويد بابتسامة: والله عيونك وقلبك اللي بيشوفه كل حاجة حلوه.

چودي بابتسامه رقيقه: شكرا على موافقتك على الجواز.

عويد بهزار: هو أنا كنت احلم القمر ده يكون على ذمتى حتى لو بالكدب.

چودي: انت تستاهل احسن مني بكتير.

عويد: يا ستى متشغليش بالك أني راضي ومبسوط جوي كمان بكل اللي بيحصل.

بصت في سواد الليل اللي جوه عينه حست بأحساس بتعشقه أنها في مكان ضلمه وبتبص للسماء وكل النجوم واضحه أوي، وهو تاه جوه نهر عينها البندقية، وطلع من شروده أول ما سمع تليفونها بيرن بلع ريقه الجاف، وسأل باستغرب: مين اللي بيتصل عليكى؟

چودي قلبت شفتها: معرفش مين بيرن؟

عويد بعين بتفحص الرقم: هو انتى اديتى لحد الرقم ده قبل كده؟

جودي بعدم تذكر: مش فاكره.

عويد بعصبية: هو ايه اللي مش فاكره أني مأكد عليكى متتصليش بحد، والصبح انتي اكدتي أن الرقم مش مع حد.

چودي بعين بتلمع بالدموع من شك عويد فيها: يا عويد ثق فيا أنا متصلتش بحد، و هرد عليه قدامكم عشان اثبتلك.

عويد اخد منها التليفون وحطه على جنب وقرب منها قال بهدوء بلهجته الصعيدي: لا سيبيه..... چودي مش عايزك تعيطى في يوم مني، وصدقينى بثق فيكى، و اللي حعمله عشان احافظ عليكى، تيجى برضو تعيطى، طب أنا ععمل ليه إكده وانتى برضو مضايقه، خلاص عفركش كل حاجة وشوفي ايه اللي عيريحك وحعمله.

چودي حاولت تمسك دموعها: عويد أنا حزينه على حالي انت راجل زي الفل والف من يتمناك.

عويد بهزار: طب ادعيلى الالف يفضلوا يتمنوني لحد ما يحصل نصيب واقرر اتجوز بجد واحده منهم بس، اللي عتملى قلبي بالالف.

چودي بابتسامه: انت طيب يا عويد وربنا هيكرمك زي ما وقفت جنبي.

عويد بدالها الابتسامة: شكرا يا چودي، معلش حنعمل فرح مش قد مقامك عشان ارضي امي وابوي.

چودي: أعمل كل اللي يريحك يا عويد.

بص في عينها اووي وهو بيشكرها، وبعد ثواني

الباب خبط ودخلوا بنات كتير ماسكين طبله وبيغنوا ومسكوا عويد طلعوا بره بس عيونه كانت متعلقه بعيونها لحد ما الباب اتقفل، واستعدوا يجهزوا العروسة زي ما وصاهم رحيم.

★*****★

بعد ما فقد المتصل بچودي الأمل من الرد اتنهد وادى التليفون للدكتور اللي جنبه واستسلم لليأس، ضرب الدكتور ايد على ايد على حال الراجل اللي عجز في وقت صغير جدا من ساعة ما رجله خطت المكان.

★*******★

فرحه مسكت بنت كانت دخله تزوق چودي وأستفسرت منها على العريس، ردت البنت وهي بتندغ لبانه: العريس عويد.

هنا فرحه رقعت زغروطه من قلبها وبأعلى صوت، كان رحيم معدي استغرب من اللي عملته وقف وهو رافع ليها حاجب فقالت لغوايش: روحي انتى يا به واني چايه وراكي لازمن ازوجها معاكم....

وقربت لرحيم: ولا انت عايز الناس تاكل وشى وتجول البنيه طلعه ناجصها حاچة من دوارك.

رحيم هرش في دقنه وهو بيرد عليها بخوف حقيقي على حالتها المرضية: لاه ميصحش يا بنت الاصول يا عجله يا رزينه... طب والزغروطه اللي حوصلت من شوي ده اسميها ايه؟

فرحه قربت منه وحطت ايدها على كتفه وقالت بدلع وهي بتميل بجسمها على جسمه: فرحانه يا رحيييم ومن جلبيييي.

رحيم بعدها شوية عنه: يارب دايما، بس بلاش الفرحه الزايده لنبيت في المستشفى بسبب جلبك الرهيف.

فرحة بزعل: انت بتتريج على مرضي.

رحيم بجدية: لا إله إلا الله اتجاهلك تزعلي، اخاف عليكى برضو تز...

قطعته وهي بتبوس ايده: ابدا يا حبيبي عمري ما ازعل منيك واصل.

رحيم بصلها باستغراب وهو ضامم حواجبه على بعض وطلع من البيت.

وقفت هي تترقص بايدها ووسطها وبتقول: بركااااتك يا خاله.

وعلى طول دخلت للبنات وقربت من چودي تبارك ليها وباستها واخدتها بالحضن، فاستغربت چودي من تحولها المفاجأة دي لسه من ثواني قفله الباب في وشها، وانتبهت على صوتها بتقوله: حجك عليا يا غندوره إني كنت فاهمه الموضوع غلط.

چودي برقه: طيب الحمدلله أنك فهمتي الصح، ربنا يسعدكم دايما والله رحيم ده زينة الرجال.

فرحه بفرحه وهي سرحانه في ملامحه الرجولة الجذابه: انتى هتجوليلي ده واد عمي وإني ادره بيه.

چودي شورت ليها تقرب منها اكتر، واستجابت فرحه ليها وادتها ودنها، وقالت چودي لها على خطه تخليها تتملك من قلب حببها.

فرحه بعد ما سمعت كلامها كله وشها احمر وتكسفت وخبت وشها بالطرحه وهي بتضربها على كتفها بهزار: انتم عليكم كلام يخرب مطنك يا مصرويه.

ضحكت چودي: جربي بس وانتى دي وصفه مش بتخيب.

دورت فرحه الكلام في دماغها وابتسمت ابتسامه كلها تفائل، وفضلت تساعد البنات في تزويق چودي بحماس وحب، وكانت چودي جمالها كان كفيل يغطى على بنات النجع كله من غير اي لمسات تجميل، وهنا چودي عذرت فرحه على انفعالها معاها في البداية ما الحب والغيره مره، وقبل ما تطلع من البيت قالت فرحه: الدور عليا أنا اللي ازوقك.

صرخت فرحه فيها بخوف من رحيم: يا عيب الشمو تزوجيني، انتى عايزاني ابات في تربتي الليله.

چودي بتصميم: هو حد هيشوفك غير جوزك.

فرحه بخوف: الدوار مش بيفضى ده لو لمحني إكده يطخني.

چودي اصرت وعملت اللي في دماغها، لكن فرحه في النهاية فكرت في فكره متخليش رحيم ولا كل اللي في البيت ياخدوا بالهم من كل التغير اللي حصلها.

★******★

اتعلقت الأنوار والزينه والكوشه اتزينت وبدأ حفل الزفاف بمراسم صعيديه الرقص على الحصان والاكل اللي بيتحط لكل واحد بيدخل الفراشه، لحد ما جه وقت كتب الكتاب وعويد نفذ وعده وخلى العصمه في ايدها اللي خلى ابوه يتعصب من قراره قدام الناس، وبعد ثواني صوت المغنى والرقص وقف لما دخل بوكس ومجموعة من العساكر وظابط بيسأل على عويد، قام عويد وحظر چودى متطلعش مهما يحصل.


قام ورا عويد رحيم واللي لقى الناس كلها نزلت تتفرج استغل الفرصة ودخل المطبخ بعد ما عينه جت في عين سعده اللي كانت واقفه على بابه، أول ما شفته دخلت تجري أخر المطبخ وقالت بتحذير: أوعاك تجرب.

اتنهد رحيم من لعبة القط والفار اللي دايما بيلعبوها مع بعض: معدناش مراهجين يا سعده اعجلي الناس بره.

سعده بصت في المطبخ بصه سريعه ولقت منفض سجاد مسكتها زي الصياد الماهر: أني لسه زي ماني ولو جربتلي بالمنفض ده وهنفضها عليك.

ابتسم رحيم وهو بيقرب لها: اعجلي يا بت عاشور، لو انتى بتجولي بلسانك مش بتحبينى يكفينى عيونك دي اللي لسه بتصرخ بحبي.

كلماته قصرت على قوتها المصطنعة وارتخت ايدها قرب ليها أوي أنفاسه الملتهبة بحبها لفحت وشها حاولت تستعيد شرستها وزقته وقالت بصوت فيه ضعف: ياريت ما كان قلبي حبك، بس اوعاك تفتكر أني زعلت أنك رمتنى بيدك دي، انت علمتنى القوى.

رحيم حب يشاكسها ويفتكر أيام عندهم وتحديهم: هتستهبلي طول عمرك جوية.

سعده شاورت على نفسها: إني جويه يا رحيم طول عمري؟

رحيم هز راسه: ايوه.

سعده بعين دبلانه ارهقها الفراق ردت عليه بصوت فيه غدر: طيب.....

قربت ليه ومسكت ايده لكن بسرعة البرق عضتها جامد خلته يبحلق عينه ومحاولش حتى يشد ايده من بين سنانها المفترسه وسابها لحد ما قررت تسيبه: ايه رأيك في الجوة دي.

رحيم بص على ايده: يا بت العضاضه، اجول للناس ايه دلوجيت.

ابتسمت بسخرية وانتصار: وقال ايه كبييير وانت مش عارف تدافع عن نفسك جدام....

رحيم قطع كلامها وقال بحب: طول ما إني جدام عيونك دي بتسحرني.

صرخت سعده من بروده وطلعت تجري، استعاد رحيم ثباته وهو بياخد نفس عميق ونضف حلقه وقرر ينزل تحت مع الرجالة يشوف اللي بيحصل.

★********★

من دقايق، طلع عويد ووقف مع الظابط وعينه جت في عين دنيا وأحمد اتبدلوا النظرات الحاده، وبص للظابط : خير يا باشا؟

الظابط: معمول فيك محضر أنك خطفت بنتهم.

عويد حط ايد على ايد ورد بلامبالاه: خطفتها كيف، ودخلتى عليها النهارده؟!

اتعصب أحمد لدرجة الجنون ونزل من العربية يمسك

عويد اللي كان لابس جلبيه صعيدى: انت اجبرتها على الجواز... انت خطفت خطبتي.

عويد بثبات: اهدى يا عم اعصابك، براحه على نفسك ليطج ليك عرج، وثم أني خطفتها ولا إجبرتها على الچواز كيف والعصمة في يدها.

احمد بعصبية وغيره: أنا مش هسكت.

وبص للظابط وكمل كلامه: ادخل هاتها من جوه.

الظابط بعمليه: لو سمحت ممكن نشوف الانسه چودي؟

رد عويد عليه وهو يأكد على حروف أول كلمه:

مدام چودي مش بتتكشف على رچاله، بس طبعا الحكومه على راسنا تجدر تدخل تاخد اقولها بنفسك.

أحمد مسك عويد من رقبته، وكان عويد واقف باستسلام تمام ليه ووجه كلامه للظابط: ايه يا حكومه عجبك اللي بيحصل.

وقبل ما يتكلم الظابط وصل ليهم صوت من الشباك: الحج يا عويد ناس نطوا علينا وخطفوا چودي.

google-playkhamsatmostaqltradent