رواية كوابيس كاملة بقلم ابتسام محمود الصيري عبر مدونة دليل الروايات
رواية كوابيس الفصل الرابع عشر 14
جه الصبح ببطىء على كل أبطالنا.
كانت مي حاسه بفراغ مميت ويومها ناقصه حاجات كتير زي ما تكون روحها سابتها برغم كل خناقهم مع بعض طول الوقت ومشاجراتهم، عمرها ما حست بنفس الإحساس اللي متملك منها دلوقت، كانت فاكره انه هيرجع زي كل مره يصالحها، حتى لو كانت غلطانه لكن المره دي فعلا بعد ومتكلمش بقاله يوم ولأول مره ومن ست سنين انه يبعد، اليوم عدى اه بس ببطىء سلحفاة وقدرتش أن اليوم ده كمان يعدي من غير ما تسمع صوته فقررت تتصل بيه
ولأول مره تبدأ هي وتصالح لكن مردش عليها برغم اتصالها الكتير سابت التليفون وكلمت نفسها بعصبية: يعنى دي اخرتها يا حمزه... هو انا اجرمت في اي؟! كل اللي عملته عشان انقذ حبنا اللي كان محكوم عليه بالايقاف وأول ما جتلي الفرصه استغلتها عشان اقرب المسافات و نتجوز... برضو مبتردش يا حمزززه.... لا مش معقول دي تكون نهاية حبنا...
قامت وهي بتحط تليفونها في شنطتها وقررت تروح ليه ومش هتتنازل غير لما تصالحه و باي طريقة، راحت لمديرها تاخد اذن رفض رفض تام، وهو بيقولها: ده شغل مش طابونة عيش.
فرجعت مكتبها وهي شيطه اكتر من العالم كله وفضلت تعد الثواني اللي مش بتعدي عشان تروحله.
★*******★
كان حمزه وصل شغله ودخل مكتبه حط فطاره على المكتب ولسه هيمد ايده ياخد أول لقمه افتكر صاحب عمره اللي اتعود يفتح عينه على هزاره وافهات على فقرهم بطريقته الكوميديا وافتكره وهو بيخطف منه الاكل زي الحدايه وابتسم على سنين عدت هوا، فضل باصص أكتر على الأكل وحس بفقدان صديق عمره، واللي زاد وجعه روحه اللي حلفت لتهجره وتبعد عنه من غير حتى استأذن، وافتكر تريقه عويد على مي وتحذيراته انها زي التعبان اللي بيبخ سمه لكن بكل شياكه، وحس في الوقت ده كان كل كلمه بتطلع من عويد على مي كان يقصدها ومش هزار زي ما كان بيبين ليه، قفل اكله من كتر المرار اللي في حلقه وطلب قهوه يكمل المرار
★*****★
عويد وچودي محدش فيهم لحد الصبح جه ليه نوم، لحد ما عويد قرب من السرير اللي نايمه عليه چودي، واخد نفس عميق شم رحتها ونام وهو بيحلم احلام ورديه، وبعد ساعتين سمع الباب بيخبط قام اتخض هو وچودي، وبقى مش عارف يفتح الباب ولا يغير ازاي بدلته في سرعة البرق، بص لچودي: قومي استخبي ورا العمود اللي هناك ده.
قال كلامه وهو بيقلع البدلة، قامت بسرعة من على السرير بتوتر ولسه هتجري اتكعبلت صرخت وقبل ما تقع ساندها وكان قالع هدومه اللي فوق، زاد توترها لما عينها جت على عضلات جسمه اللي بارزه، وهو داخ من قربها وريحتها اللي بتسكره،
سمعت أمه صوت صرختها ابتسمت، أما سعديه اتغاظت وخبطت الباب بكف ايدها جامد، بصتلها أمه: يا عيب الشوم يا حزينه حد يخبط على العرسان إكده.
سعدية بغيره: وه هما مش كانوا امبارح عرسان، كفايه عليهم إكده يجومه يسلموا على الناس.
فاق عويد وعدل چودي وكح نضف حلقه اللي عطشان من شفايفها: يلا روحي وأنا هفتح.
چودي وهي لسه مستردتش وعيها: ايه.
عويد بكسوف: روحي يلا هناك.
چودي شاورت على المكان: هناك.
عويد عمل نفس حركتها وشاور: اه هناك.
وقبل ما تتحرك رفع ليها فستانها ومسك ايدها: امسكى فستانك عشان بس الحوادث.
جودي ابتسمت وجريت تستخبى.
عويد بص يمين وشمال عشان يلاقى اي بنطلون يلبسه ملاقاش غير شورت لبسه بسرعة وقبل ما يفتح الباب نص فاتحه، نعكش شعره وقال بنوم: صباح الخير ياما.
امه بفرحه: صباحيه مباركه يا ولدي...
ورفعت ايدها وهي بتطلب: يلا هات.
عويد بعدم فهم: اجيب ايه؟
امه تبرق ليه: اخلص هات.
عويد رفع شفته: اهات ايه؟
سعديه بجرأة تزق الباب وتدور على چودي بعينها، عويد قلبه كان هيتخلع من مكانه عشان لسه لبسه فستانها، لكن بلع ريقه واتمسمر مكانه لما شافها غيرت ولبست قميص ابيض بروب، فتقول امه: يا الف نهار مبروووك يا عروسة ولدي.
چودي بكسوف: الله يبارك فيكي يا طنط.
امه: طنط ايه بجى جولي اما.
ابتسمت چودي: حاضر يا اما.
تاخدها أمه في حضنها وتقول: هاتي انتى.
چودى باستغراب: اجيب ايه؟!
امه: المنديل.
چودي بصت لعويد عشان تفهم: منديل ايه؟!
عويد لما فهم اللي تقصده أمه اخدها بعيد وقال بعصبية: ايه اللي بتقولي ده ياما سلوهم غير سلونا خالص وكمان اهلها مش بره انتوا عايزينه ليه؟!
امه بتلقائية: نفرح بيك يا ولدي.
عويد هرش في شعره وهو بيفكر في كذبه: بس...
امه بعصبية: مافيش بس هات.
عويد اتلجلج وبقى مش عارف يتصرف ازاي لحد ما جه في باله: اصل بصراحه مكسوفه ومش عارف اعملها ايه.
امه بعصبية من ابنها: لا احنا اللي نعمل.
عويد بخضه: تعملوا ايه؟!
امه بصرامة: نمسكها ليك.
عويد حط ايده على شفايفها: ايه اللي بتجولي ده؟
سعديه دخلت معاهم في الكلام وهي بتضحك: وانا امسكها معاكم.
عويد زق سعدية بضيق: لا طبعا روحي ياما وانا هتفاهم معاها وجبلكم اللي عايزينه.
امه بصرامة وحده: معاك ساعة لأهل البلد ياكلوا وشي.
عويد حرك شفايفه شمال ويمين: روحي ياما روحي، أنا لو هفحت الغيط مش هيتجلي إكده.
سعدية بضحك: ساااااعة.
بثق عليها وهو نفسه يخنقها وسابهم ودخل لچودي، وفضل ماسك شفايفه ب ايده يشدها، فقالت چودي: هما عايزين منديل ايه؟!
عويد: متشغليش بالك.
وسابها واخد تليفونه واتصل ب رحيم: رحيم الحجني
رحيم بصوت نايم: مالك يا صاحبي؟
عويد: امي عايزه المنديل، اعمل ايه دلوجيت أمي عايزه المنديل..
رحيم بنوم رد عليه: طب ما تديها المنديل، أني مالي بالموضوع ده عاد.
عويد لطم وشه بشويش: مالك كيف، ركز معايا؟!
رحيم بعصبية: أني جوزتك البنيه، مطلوب مني ايه تاني يا عويد، اعجل كلامك وانت بتتكلم معايا يا خوي.
عويد يفكره: انت نسيت أني وعدها مش هدخل عليها.
رحيم قام اعد على السرير وكان نفسه يردح ليه بس مسك نفسه وقال: وعدتها!! اللي مستغربه يا عويد يا خويا أن الشيطان سابكم أزاي في ليله زي دي؟
عويد ضحك وهو بيقول: معلش كان عنده نبطشيه في مكان تاني مع صاحب زعزوعة، جولي اتصرف كيف دلوجيت... رحيم اعور نفسي ولا اعمل ايه؟!
رحيم وصل لمرحله مش عايز يردح وبس لا ده هيقطع هدومه منه وعض شفته جامد يسيطر على أعصابه وقال: تعور نفسك كيف؟ انت اهبل فكرك يخيل على اهلك كلام المرهجين ده، دول بيعرفوا جاب قراره ولا لسه، ولا ناقص كام ملي.
عويد: طب والعمل....
عويد مصر على حل ومن رحيم اللي مش في ايده حاجة يعملها الا بقى لو هو يتجوزها بداله.
رحيم بغيظ: سبها عليا.
عويد: كيف يعنى يا رحيم.
رحيم بضيق: اقفل يا عويد هتصرف.
عويد بتحذير: اوعاك تتأخر علي مديني مهله ساعة.
رحيم قام من على السرير وهو بيضحك: والله كتر خيرها، لو فندام نفسه مش هيكمل ساعة.
عويد فهم قصده: انت ليك نفس تتريج علي؟
رحيم خلاص جاب اخره من عويد: اجفل يا عويد وكفاياك رغي عاد.
قفل رحيم و اتصل على الخاله نسمه تجيله حالا، وافقت وجاتله في دقايق، واول ما دخلت اوضة الضيوف ولمحتها فرحه اجنت وفضلت تاكل في نفسها عشان تعرف بيقولها ايه؟
رحيم: عايز منديل دخله لساته امبارح عندي واحد حبيبي مراته مش بتخلف وجالهم شيخ تعدي على منديل بس اهم حاجة دخلتها امبارح... اعتمد عليكى ولا اشوف غيرك.
الخاله نسمه شورت على عينها بثقه: عيب يا باشا عنيا عشانك.
ومدت ايدها تاخد الفلوس اللي طلعها ليها: ومن غير حاجة خالص خيرك سابج... نص ساعة واكون عندك بالمعلوم.
رحيم بتأكيد: مش هأكد عليكى تاني دخله امبارح.
الخاله نسمه: ده لو انت عايزها دلوقتي كمان يكون عندك.
رحيم: لو ينفع مش هجولك لاه.
خلص كلامه وشاور ليها تمشي، قامت بوش مبتسم وأول ما طلعت من الاوضه مسكتها فرحه: كنتى بتعملي ايه معاه... شكله دفعلك اكتر وناويه تسعدي، شكلك بجيتى تخرفي ونسيتى أني مين.
الخاله نسمه: وه ده كلام يا ست فرحه ده خيرك مغرجني ومغرج الاسياد.
فرحه لوت شفتها شمال ويمين وحطت ايدها على بعض بغيظ: طب فين اللي جلتلك عليه عاد؟
الخاله نسمه بصيت يمين وشمال وطلعت من صدرها ازازه صغيره: عشان تعرفي بس أنك غاليه ودي اللي هتجيب من الاخر.
فرحه بصت فيها ولقتها مش حجامه زي ما متعوده: يعني مش زي كل مره، ايه ده؟
الخاله نسمه: دي اللي هتجيب من الاخر، هتحطي منيها عشر نجط في كوباية الشاي وحتعمل احلى شغل، واوعى تنسي شاااي مش مع حاچة تاتيه واصل.
وقبل ما ترد عليها وصلهم صوت رحيم زي الرعد: بتهببو ايه عنديكم؟
صرخة فرحه من الخضه ونطت الخاله في مكانها وطلعت تجري بعد ما قالت: ولا حاچة كنت بطمن عليها.
فضلت فرحه متمسمره مكانها من الخضه وحطه ايدها على قلبها، وقفلت ايدها التانيه على الازازه، قرب منها رحيم وقال بصوت هادي: مالك يا به؟ وجفه زي التمثال اللي متحنط وملهوش عازه.
بلعت ريقها وقالت بصوت متقطع: ج ج ج جلبي...
رحيم بقلق حقيقي: ماله جلبك انطجي؟
فرحه حاولت تكون جمله: مالهوش يا رحيم بس من الخضه كان هيجقف.
كانت بتقول حروفها وصوت دقات قلبها زي الطبول من الخوف ليشوف اللي في ايدها، فقال بصوت عالي: امشي يا فرحه من جدامي مش ناجص خوته عاد.
طلعت فرحه تجري زي ما تكون لص وما صدق اخد افراج، ضرب رحيم ايد على ايد وقال: والله انتى اللي هتجلطيني، بتچري ولا اكنك دخله سباج تيران.
★*******★
كان عويد عمال يروح ويجي في الأوضه بتاعته زي اللي تايه في صحرا ومش عارف يمشي من فين، لحد ما سمع صوت طوبا على الشباك، راح بسرعة فتحه لقى رحيم ورمى ليه كيسه جواها طوبه صغيرة و منديل، فتح الكيس بسرعة رمى الطوبه واخد المنديل اللي أول ما عين چودي جت عيله اتحرجت جدا من مقصدهم اللي كانوا عايزينه، عويد فتح الباب ونادى على أمه اللي جتله في اقل من ثانيه: اتفضلي يا ست الكل، على الله تكوني مرتاحة دلوجيت.
امه وهي بتزغرط: الا فرحانه ومرتاحة.
وبعد دقايق، سمعوا صوت ضرب نار وزغريط كتير، چودي اتخضت طمنها عويد أن ده الطبيعي في بلدهم.
كانت سعده مبسوطة بالاحتفال لانها كانت شايفه في عين عويد حبه لچودي ما هي برضو حبيبه قديمه وتعرف وبسهولة تقدر تعرف لمعة الحب، شدتها اختها: سعدية تعالى نطلع نبارك للعروسة ونطلع ليها الفطور.
سعدية: هلم البنات وناچي وراكي.
سعده طلعت خبطت على الاوضه فتح عويد اللي كان قلبه هيقع ليكون حد اكتشف اللي عمله، وأول ما شاف سعده: خير يا سعده.
سعده بضحكة مزينه وشها: يلا يا عريس انزل سلم على الرچاله اللي تحت وهمل العروسه لينا شوي.
عويد ابتسم ليها: عجبالك يا سعده.
سعده ضحكة بمرار ووجع: خلاص يا عويد اخدت نصيبي.
عويد: طول ما فيكى نفس يبقى نصيبك لسه مخلص من الدنيا، ولا ايه جولك يا بنت العم.
سرحة سعده بدماغها لبعيد وابتسمت ورجعت بسرعة من شرودها وهي بتشده بره الاوضه: لساك رطاط يا عويد يلا طرجنا.
نزل عويد ودخلت سعده بوش بشوش بضحكة محتليه وشها كله: يالف نهار مبروووك منوره البلد كلتها يا أچمل عروسة في النجع كليته، إني سعده بت عم عويد.
چودي سلمت عليها وفضلوا يتكلموا ويضحكوا لحد ما كل البنات وصلت وفضلوا يتعرفوا على چودي.
★*******★
خلص حمزه الشغل بكل ملل و روح بخطوات تقيله ومن غير حتى ما يلبي نداء معدته اللي ليها حق عليه برغم انه مأكلش حاجة من الصبح حس انه نفسه مسدوده وشبعان كأن في خروف قافل نفسه عن الحياه كلها وصل عند باب شقته ولمح بعينه اللي اعده على درجات السلم وشاف نظرات الحزن في عينها مكنش مصدق نفسه أنها قدامه برغم كل الزعل اللي جوه كانت كل حاجة فيها وحشاه برغم اللي عملته في حقه وفي حق صاحبه كان حبها لسه بيجري في عروقه ما هي اصلا حب عمره والقلب عمره ما دق غير ليها.
نزلت مي الدرجتين وقربت منه وهي بتقول: هتفضل متنح ليا كتييير... ايه مش ناوي تدخلني، والا تكون ما صدقت سبتني وجبت واحده جوه وقافل عليها.
حمزه نفخ نفسه كله بعصبية وضرب كف على كف وقال بغيظ وهو بيفتح الباب: هتفضلي طول عمرك الشك فيا هوايه يا مي.... ما ترحمي اللي جابه اهلي، اي بنت بتروح بيت شباب بيحصل بينهم قلة ادب، وانتى الوحيده بتيجى مخصوص تتخانقي معايا.
مي وهي عينها هتخرم الباب عشان تشوف اللي جوه: طب افتح الباب وانجز.
حمزه هز راسه وهو بيفتح الباب وقال في سره: ربنا على المفتري يا بعيده.....
وقال بصوت عالي أول ما دخل: اوعى تطلعى انتى دلوقتي يا زيزي اصل معايا ضيوف.
خلص كلامه ووقع على الكنبه من قوة زقت مي اللي بقت زي المجنونة بتدور على زيزي، وفتحت باب الاوضه وسمعت صوت حركة تحت السرير، جريت بسرعة جنونيه تبص، لكن حمزه قال بصوت عالي: تعالى يا زيزي اجري لتعضك....
وفضل يضحك لما شاف مي اتخضت من اللي طلع يجري من تحت السرير عليه وقالت بخضه: ايه ده؟!
قال من بين ضحكاته: زيزي الكلبه بتاعتي...
مي بخوف : ودي جبتها من امتى وليه؟
حمزه اخد نفس وهو بيقول بوجع حقيقي: جبتها امتى من ساعة ما فقدت الامان وشوفت غدر البشر، وليه بقى؟ عشان مافيش اوفى منهم على الاقل لو تعبت او مت هتبكي عليا.
مي بحزن حقيقي وقربت منه وهي حطه ايدها على صدرها: هنت عليك يا حمزه تسبني؟
حمزه رد بقهر: بلاش انتى تتكلمي على مين اللي هان، عشان انا اللي هنت عليكى ودستي عليا، وخلاص يا مي انا فقدت الامان معاكي.
مي: لا اوعى تقول كده يا حمزه.
قالتها وهي بتقرب وتمسك ايده بدموع عينها، سحب ايدها من على ايده وقال بحده: لا هقول.... لو كنت انا مكان عويد كنتي بعتيني.
مي مسحت دموعها وحاولت تطلع حروفها: لا انت غالي اووي عندي... ازاي تفكر كده، صدقني عملت كده عشانك؟
حمزه ضحك بقهر: اه طبعا غالي ومصدق انك مكنتيش هتقبلي.
ابتسمت لتأكده من مشاعرها ليه، لكن صدمها لما كمل كلامه بنبره غريبة عنها كلها الم ووجع: فعلا المبلغ كان قليل عليا اووي... لو كان اكتر اه كنتى هتبعبني عشان أنا واثق ومتأكد أني غالي اووي عندك.... واللي اتضح ليا اني كنت مخدوع كل السنين اللي فاتت فيكى وأن الفلوس رقم واحد عندك وعشانها هتدوسي عليا قبل الكل.
مي غمضت عينها من كلامه اللي بيقتلها و صعبت عليها نفسها، فتحت عينها وهي بتسأل بتعجب:
بقا أنا كده يا حمزززه؟! هو ده اللي فهمته وعرفته عني برغم كل السنين دي؟
حمزه وقف زي الاسد و اداها ضهره وهو بيرمي كل المفاتيح وكل حاجة من ايده: خلاص يا مي الطريق بقى بنا سد انتى جبتى الناهيه.
مي بوجع: خلاص يا حمزه؟ وقدرت تقولها!
حمزه حاول يسيطر على أنفاسه وصوته: اه خلاص... اصل هنام جنبك ازاي وابقى مطمن... وأنا بفكر في الطعنه اللي هتجيلي منك في ضهري في اي وقت.
مي فقدت السيطرة على أعصابه وقالت بصويت: انت مستوعب بتقول ايه؟! انت بتهني يا حمزه !! ومن امتى غدرت بيك ولا خنتك ؟! ما ترد قول ؟!
حمزه ضحك بسخريه وهو بيقول: اقولك امتى، كام مره زعلتي مني عشان مش معايا ؟! كام مره ندمتي على حبك ليا عشان الفلوس ؟! كام مره اتخليتى عني ؟! وكان كل مره انا اللي اصالح، دايما كان تفكيرك في الفلوس، كان كل كلامك في الفلوس، حتى لو بكلمك عن حب تكلميني ناقص ايه وناقص كام، حتى يوم معزمتك اخدتي كل الفلوس وسبتيني ولا هان عليكى هحاسب ازاي؟ ها تحبي اقول تاني ولا كفايه كده !!
حطت ايدها في وسطها ورفعت حاجبها وهي بتقول بوجع: ده انت معبي بقى، وساكت ليه ياحمزه كل السنين دي وانا مش عجباك؟؛
حمزه: عشان كنت مغفل.
مي اخدت الكلام على كرامتها اووي: تصدق اني غلطانه اني جيت اصالحك... انت صح خلاص يا حمزه... انت كده جبت النهيه وأنا لو هموت عليك مش هوريك وشي تاني.
زقته مي بكل قوتها ومشيت وهي مقرره تقطع علاقتها بيه نهائي.
★***★***★
رحيم مشي من عند عويد وهو حالف ينفذ اللي قرره بليل ويصلح الغلط اللى ارتكبه فحق نفسه وحق سعده ويكفر عن ذنب اذنبه فحق قلبه قبل قلبها ...
رحيم فضل يدور عليها بعينه مش لقاها راح نده على اختها الصغيره: بت ياغوايش، انتى يا به.
غوايش وقفت من اللعب وراحت عليه وهى بتنهج: عاوز ايه يا رحيم ؟
رحيم ضربها على مأخرة راسها: رحيم أكده حاف ؟!
صوح صدقت سعده لما كانت تجول عليكى طالعالها نفس طولة اللسان، عقولك ايه روحى لأختك سعده وجوليلها روحى يم الشجره عشان الهوا عالى.
قالها وهو بيحط ايده فجيبه وطلع فلوس فضه، غوايش شافتهم وابتسامتها بقت من الودن للودن ومدت ايدها بسرعة خطفتهم منه وهى بتقوله: هخلص لعب وابجى اجولها.
في أقل من ثانيه جريت من قدامه قبل ما يمسكها، ورجعت تلعب مع العيال، فضل واقف يشتم فيها بصوت واطى وكل شويه يشاورلها بأيده عشان تروح وهى منفضاله خالص لغاية ما زهق وراح عند الشجره وقعد فاق الأمل أنه يقابلها النهارده بعد ما كان منى قلبه وعنيه يشوفها، مسك عصايه وفضل يخطط فالارض بشرود ولقى نفسه بيكتب اسمه واسمها جوا قلب كبير.
ياترى اتحكم على حب حمزه ومي بالاعدام خلاص؟
ياترى سعده هتلبي نداء رحيم؟
ياترى قلب جودي حن فعلا ولا ده مجرد عطف؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كوابيس ) اسم الرواية