رواية كوابيس كاملة بقلم ابتسام محمود الصيري عبر مدونة دليل الروايات
رواية كوابيس الفصل الثاني 2
في القطر
اللي قاعد جنب عويد بضيق: انت يابنى، اقعد كويس وبطل فرك عمال تخبطني فرجلى كل شويه.
عويد بصله وسند راسه على الكرسي واتكلم بغطرسه: أنى راكب زيى زيك وبفلوسى واخبط وارزع واتشقلب كيف مانى رايد، زى ما انت راكب بفلوسك يا خويا.
وهمس لنفسه: جاتك القرف فعنجهيتك رحت الكلونيا الفاخره بتاعتك نفخت بطنى، وكرشك باظظ من كتر لغ المحمر والمشمر، ما انتوا مولدين في بقكم معلقه دهب وواخدين على الشخط والنتر والامر على مخاليق ربنا الغلابه وضريتو الناس تخاف منكم وتعملكم الف حساب ولا عمركم هتحسوا في يوم بواحد عشته متكحرته شبهي، اهله معدمين بياكلوا يوم وعشره لا، وبيلبسوا الحاجه بعد ماتطلع وراها ١٠٠ موضه وتقدم وتبقى بتراب الفلوس، وتعليمه بالسلف واهله كل امنياتهم أنه ينقلهم لعيشه أفضل، أه يا عالم...... اقول ايه بس،
وأفتكر أنه قاعد وسطهم وكلها كام سنه تعب ومجهود ويبقا واحد منهم، قعد بتعالى وعدل هدومه وكمل كلامه لنفسه: بس عاد وكفياك لت وعجن كيف النسوان.
وبص للراجل وقال بتهديد: نام بدال معفاريتى يطلعو عليك الا أنى مخاوى وعفاريتى عتتنطط قدام عنيا دلوكيت، نام ياخويا، نام ياحبيبي.
وبالفعل الراجل استسلم قدام لماضة عويد وسند دماغه على الكرسى بتاعه وغمض عنيه وهرب بالنوم من عويد اللى اتأكد انه هيقرفه طول ساعات السفر .
بعد وقت وصل القطر محطة القاهره اللي طبعا لا غنى عن وصفها، زحمه بطريقه لا توصف الناس لزقه في بعض، واللى داخل واللي خارج واللى واقف مستنى، وناس بتخبط فبعضها ولا يوم الحشر ، حط عويد شنطته فوق راسه وعافر أنه يطلع، لكن كل ما يطلع خطوة الناس ترجعه عشرة، وفجأة لقى طفله بتجري وبتستخبى فيه وبتحاول تمسك هدومه جامد ، حس أنها خايفه من حد من رعبها الواضح ومش عارفه تمسكه من فين وايدها بتتحرك ع هدومه كلها بزعر وبتقول بنفس متقطع: الحقني يا عمو الحقني.
ساب عويد شنطته المحتاس بيها وشال البنت اللي عمرها ميزدش عن سبع سنين: مالك يا قمر؟
ردت بخوف وهي بتبص حوليها زي حرامي خايف من الحكومة: عايز يضربني.
عويد رفع حاجبه وهو بيسأل بستفهام: مين؟
اخيرا واحده و واحد قربه منهم والست مسكت البنت اخدتها من ايده ومشيت بيها والطفلة ضحكت ليها بابتسامة حيرته وفضل باصص عليهم ف الشاب أو باباها حرك وش عويد ليه: معلش يا بلدينا البت شقيه وغويه تمثيل ومرازيه في خلق الله.
هز عويد راسه وهو بيدعي أن ربنا يهديها ويحفظها، وميل اخد شنطته واتحرك كام خطوه وإذ فجأة يرمي شنطته ويحسس على جيبه اللي جنب صدره الشمال بمجرد ما حس انه خف، و مالقاش محفظته، رفع ايده حطها على راسه، فعينه وقعت على معصمه مش لقى كمان الساعة وبسرعة البرق افتكر الكردان بتاع أمه حط ايده على الصدري و اطمن عليه، ومكنش فارق معاه المحفظة غير في البطاقة اللي هيطلع عينه على ما يطلع غيرها، لان المحفظه مفيهاش اى فلوس ولا اى حاجه غير البطاقه، حاول يستوعب إزاي اتسرق وافتكر حركات الطفلة الكتير اللي مخلتهوش يحس، لكن طلع نائبها على شونه، وفضل عويد واقف مش قادر يستوعب ايه اللى حصله من طفلة زي دي، وازاي يتسرق بالسهوله دى وفي ثانيه وهو قعد ساعات ياخد احتياطات الأمان تيجى طفلة وتغفله.
اخد نفس كله تراب وعوادم سيارات وزعق بعلو صوته: بشايرك هلت عليا من أولها يا أم الدنيا.
وفي ثانيه يميل شاب يمسك شنطة عويد بتلقائية عامل شيال في المحطة وطار زى الرهوان قدام عويد، فسرع خطوته ومسكه بعنف: جرا ايه يابن الهرمه عتسرجني عيني عينك.
الشاب بصله و ضحك: عيب يا بلدينا لسه الدنيا بخير، أني بلقط لقمة العيش هنا، بشتغل شيال.
و مد ايده ليه الفاضيه يتعرف عليه: محسوبك حماده، ها اسم الكريم ايه.
فضل واقف عويد يفتح ويقفل في عينه ومش قادر حتى ينطق اسمه من كتر الفرهده: بص كده والله أعلم اسمى عويد.
ابتسم ليه حماده وهو ماشي: عاشت الأسامي يا بلدينا.
و أول ما طلع عويد فضل يتشاهد، وبعدها بص للشاب: هو ده يوم الحشر ولا ايه ..ايه العالم ديه ..يابووووى.
ضحك حماده: لا هو ده حال القاهرة.
عويد بص للزحمه ورجع حط ايده على دماغه من كتر سخونية الشمس: لا أني أكيد ميت وبتحاسب ودى جهنم، أنى عارف اصلى من يوم ماضربت الواد زعزوعه وأنى حاسس أن حاجه هتحصلى عشان الفقري ده بركه وكرماته لازمن هتعمل فيا حاجه.
ضحك ليه الشيال ابتسامة بشوشة وماشي بعد ماساب الشنط بتاعته.
★***★
أول ما عوض فتح عينه قال بصوت تخين أثر النوم: انتى يا به.
سعده فتحت عينها بسرعة اللي كانت بتحاول تنام طول الليل وقعدت على السرير وهي بتلم فستانها الابيض اللي انصبغ بدمها وردت بخوف: نعم.
عوض: جومي يا به حضري الفطور.
قامت سعده اتنطرت من مكانها زي ما تكون لدعها عقرب ومن سرعتها وهي بتقوم، لتتأخر ثانيه ويفضل يزعقلها، لكن قبل ما تطلع من الأوضه قالها بأمر: عشان تبجى عارفه خلفت عيال ماليش فيهم، تتصرفي ومتخلفيش.
سعده بصتله باستغراب بقت مش عارفه إزاي تعملها، بس من خوفها هزت راسها بالموافقة وجريت دخلت المطبخ تحضر ليه الأكل، كانت وقفه بتتقطع من جواها، على معتقد أن الواحده بعد الجواز ترتاح، مكنتش تتخيل أن الجواز يطلع بالشكل ده وبدل ما يقولها صباحيه مباركه بيأمرها متخلفش، خلصت الأكل وطلعته ليه وسألته قبل ما تتحرك من قدامه: تأمر بحاچه تاني.
عوض شاور ليها تمشي، سابته ودخلت الحمام تاخد دش فتحت الماية السقعه المتلجه امل انها تتجمد وترتاح من الكابوس اللي حطت نفسها فيه.
★******★
فضل عويد ماشي كتييير وكل فتره يسأل على مكان الكليه بتاعته، بعد وقت وصل عويد للكليه وكان استنفذ كل اللى تبقى من طاقته، من غير ميعدل حتى هيئته، ولسه هيدخل وقفه امن الكليه: رايح فين يا اخينا انت بشنطتك دى انت فاكر نفسك داخل فندق ولا ايه؟ دى جامعه يا بنى.
عويد نزل الشنطه وطلع منديله يمسح عرق جبينه: والله عارف انها جامعه وانى اتقبلت فيها وجاى عشان اقدم اوراقى وابقى طالب رسمى فيها وليا فيها حقوق وأول حق ليا تحترمونى وتقدروا وجودى فكليتكم المتواضعه دى.
الاتنين الامن بصوا لبعض وبصوله باستغراب وواحد منهم رد عليه: سيب يابنى شنطتك دى هنا وادخل قدم واطلع خدها ممنوع تدخل بشنط جوه.
عويد بصله بقرف: ايوه ايوه معشان مهبل أنى اهمل شنطتى تخطفوها وتجرو وتعملولى كيف البت المفعوصه، واقعد انى اغنى ظلموه بعد إكده ..لاه ده بعدكم، وبعدين ايش عرفنى أنى انكم أمن بحق وحقيق، مش يمكن نصابين وعاملين أمن، بطايقكم منك ليه ليه.
الاتنين بصو لبعض ورجعوا بصوله والشراير بيتطاير من عنيهم وقربو منه على وشك يفترسوه بطريقتهم، لكنه لقى ايد بتنتشله من بينهم وبص شاف شاب من سنه مسخسخ على روحه من الضحك وخلاه ورا ضهره وهو بيشاورلهم: خلاص هو هيدخل معايا وهيسيب شنطته هنا.
عويد لسه هيعترض لكن الشاب وقفه وهو بيسحبه معاه لجوه الحرم الجامعى وعويد بيقاومه بكل قوته.
عويد: سيبنى يابنى آدم انت، اوعى ياحرامى تلاقيك تبعهم، وتلاقيكم كلكم تبع البنية المفعوصه، أنى هبلغ عنكم وهوديكم فستين داهيه وحفظت ملامحكم.
حمزه اتكلم من وسط ضحكه: يا بنى اهدا شويه يخرب بيتك، صعيدى صعيدى يعنى، أنا زميل ليك هنا فالجامعه ودى اول سنه ليا ولسه مقدم اوراقى وشفتك تايه قولت اساعدك، هاه قولى كلية ايه؟
عويد بفخر وهو بيرفع بنطلونه: تجاره بعون الله.
حمزه مد ايده ليه: اشطا نفس كليتى، مراحب يا زمل، تعالا التقديم من هنا.
واخده وقدمله ومن حسن حظ عويد أنه كان مخبى الدوسيه بتاعه والاوراق جوا السديرى بتاعه وصور للبطاقه ومخيط عليهم الجيب زى الكردان ووقف فك الخيط وطلعهم وسط ضحك حمزه اللى كان هيغمى عليه من الضحك: كل الأمن والأمان والاحتياطات دي وخايف تتسرق.
عويد بغيظ من العيله اللي علمت عليه في أول يوم: ايوه اضحك اضحك منتا لو اتقلبت كيف ماعيمله معاى هتدس حاجتك ف بطنك، عموما الحمد لله انى دسيتهم إكده والا كان زمانى متسوح ولا كليه ولا يحزنون.
اخد الاوراق ومشى مع حمزه عشان يقدم، وبدأ يتعرفوا على بعض وقال حمزه وهو بيعرفه على نفسه: أنا حمزه الدمرداش، من اسكندريه.
- بحراوي يعني، أنا بقى صعيدى من نجع حمادي.
حمزه مد ايده يسلم عليه: اجدع ناس.
حمزه عجبه عويد وارتاحله اوى ووصفه بأنه لذيذ وانه سعيد انه قابل واحد زيه.
عويد بفرحه: بص انا مش لذيذ بس، ده أنا موفر ومسلي أكتر من عشرين جنيه لب سوري.
ضحك الشاب: اشمعنى سوري؟!
عويد بمزاح: اه اصل الاسمر تمنه غالي عاد، واخاف تطمع فيا.
- تعالى تعالى ده انت نمره.
عويد بمشاكسه: نمره مين! ما قلنا عويد عاد.
خلصو تقديم وطلعوا اخدوا شنطة عويد، وقابله مي صديقة حمزه او بمعنى اصح حبيبته، وعرض حمزه على عويد بما أنه مغترب وبيدور على سكن يسكن معاه فالسكن اللى واخده حمزه ويشتركوا فيه سوا ويدفعوا اجاره بالنص مع بعض، وركبوا ميكروباص وحمزه كان هيطلع فلوس، عويد مسك ايده: والله ما يحصل تدفع وأني موجود.
ـ واحد يا عويد الريحات والجيات كتير.
ـ لا ابدا أني هدفع.
حمزه رجع فلوسه: طب براحتك.
تنحنح عويد بحرج ومسح ارنبة مناخيره: ايه يا جدع مسمعتش على عزومة مراكبيه.
ضحك حمزه وطلع حساب الميكروباص، وأول ما وصلوا مي روحت بيتها اللي قريب منهم، وحمزه اخد عويد وطلع البيت، فتح الباب ودخل يفرجه على الشقه: دي الصاله وده بقى المطبخ وده الحمام.
عويد وهو يمسك راسه من كتر الصداع: هو انت ليه محسسني أنك بتعرفني على واحده، ولا جايب خطبتك تفرجها على الشقه، ما تلخص وقول السرير وين عاوز اتخمد ؟
حمزه: مالك يا جدع اتحولت كده ليه ؟
عويد: شوف يا حمزه دقيقتين تانى وعتلاقينى اتحولت لمستذئب وهجمت عليك وكلت دماغك من الغلب اللى انى فيه، قول فين السرير وكفاياك عاد دودودو؟
حمزه شاورله على الأوضه من غير ما يتكلم، دخل عويد نام على السرير وهو بيتاوب ويقول لحمزه : تشكرااااات كتيييييييي......
وقبل ما يكمل الكلمه راح في سابع نومه، وسحب على طول على الرابع وفضل يشخر. وحمزه واقف مراقبه وضرب كف على كف من غرابة البنى آدم اللى اسمه عويد ده.
★*******★
نام عويد بعد لف كتير على تدوير على شغل، وبربش بعنيه وهو بيفتكر سنين عدت وافتكر بالتحديد اربع سنين قضاهم فالكليه كفاح وسهر وتعب لغاية ما اخد الشهاده اللى كان فاكرها زى أهله المصباح السحرى اللى هيحققله كل احلامه بمجرد ما تبقى بين ايده، لكنه اهو قرب على ٦ شهور من ساعة ما اتخرج وهو بيدور على شغل هو وحمزه، ومش لاقين غير شغل عماله اى حد جاهل يشتغله والاتنين حسوا بالخذلان وخصوصا عويد اللى كل يوم اهله يتصلوا بيه منتظرين خبر تعيينه.
حمزه: يعنى أنا بس نفسى افهم ايه سر التناحه اللى بتنزل عليك كل يوم أول ماتصحى من النوم دي، وتفضل مبرق للسقف كده مسافه ..والله انا بفكر اسأل يمكن دا مرض ولا علاج من مرض خطير !
اتعدل عويد من على السرير بكسل واتسند على دراعه وهو بيبص لحمزه اللى نازل على الارض وبيعمل تمارين ضغط اليوميه واتكلم بزهق: والله مافى حد عاوز علاج غيرك انت عشان تتعالج من الجفاف اللى انت فيه ده وجتتك تشيل اتنين كيلو لحمه بدال مانت عامل زى خلة السنان كده وفوق دا كله نازلى تمارين ليل نهار لما قربت تختفى مش عارف بتعمل فنفسك كده ليه ؟
حمزه: ياجاهل قلتلك الف مره انا بعمل فورمه، يعنى تمارينى دى هى اللى هتطلع عضلات وتخلى جسمى يفرد بعدين.
اتنهد وبص بعيد واتكلم بتمنى وهو لسه مستمر فتمارين الضغط: حلمى ابقى زى الشحات مبروك كده، يااااه امتى بقى .
قام عويد ولبس شبشبه ووقف ورد عليه وهو متوجه على الحمام: احب ابشرك أنك حققت نص حلمك، بقيت شحات ومبروك بقى يجي مع أول خلقه.
قالها ودخل الحمام وقفل الباب وحمزه بطل تمارين وقعد على الارض واتربع وقال بضيق: احبطت عزيمتى على الصبح يا برميل الكأبه، لازم يعني كل شويه تفكرني انى شحات ومعييش فلوس، مش تسيبني ناسي شويه ومندمج فعالم الاحلام !
عويد خرج من الحمام وهو بينشف شعره بالفوطه: طب احلام بتسلم عليك وبتقولك قوم اتشطف والبس عشان ننزل ندور على شغل زى مااتفقنا أمبارح، وأنا قريت فصفحة إعلانات مبوبه فالجورنال أن فيه شركة تأمين طالبه موظفين تعالى نروح نشوف ايه الدنيا هناك.
حمزه اتحرك بسرعه وخطف الفوطه من على دماغ عويد وهو ماشى: ثوانى وهتلاقينى جاهز على ماتحضرلى الفطار والقهوه التركى بتاعتى، واه متنساش تحمص التوست اصلي مش هاكله غير محمص وكتر بيض ولبن عشان البروتين مطلوب للعضلات والترابيس.
دخل الحمام وعويد باصصله وهو فاتح شفايفه نفسه يشتمه بس هيقول ايه لواحد عايش في ماية البطيخ، حمزه ضحك على منظره ورماله بوسه فالهوا وقفل الباب وعويد ضرب ايديه فبعض وأخيرا نطق: ده انت الظاهر لسه مخرجتش بره حلم الشحات مبروك شهل يا حبيبي عشان نلحق ناخدلنا شقتين فول من عم عدلى قبل ما يشطب نفطر بيهم فالطريق، يلا يا خويا يا ابو قهوه تركى وعيش توست محمص انت.
بعد دقايق نزلوا الاتنين وراحو شركة التأمين واللى كانت شروطها أن مرتبها هيكون عباره عن عموله على كل وثيقة تأمين يأمنوها والنسبه على حسب المبلغ وكل اللى كان جاى للوظيفه اعتذر ومشى لكن عويد وحمزه مقدامهمش حل غير انهم يقبلوا بالوظيفه مؤقتا لغاية ما ربنا يفرجها بشغل احسن.
واخدوا كل واحد دفتر فيه وثائق تامين وخرجوا فأول محاوله ليهم فالشغل بعد ما موظف فاهمهم هيعملو ايه ويقنعوا العميل ازاى انه يأمن .
★******★
- فى الوقت دى وفى جامعة العلوم.
وبكده خلصت المحاضره، في اي استفسار.
قالتها بنوته في ملامح باربي، كل حاجه فيها صغيره، صوتها رقيق ناعم، كانت لبسه بنطلون قماش اسود وعليه بلوزه كلاسيك بيضه.
كل الطلاب اللي في السكشن شكروها على تواضعها ومساعدتها ليهم قبل دخول الأمتحانات.
خرجت من القاعه وهي تبتسم، وصلت عربيتها ركبتها واتحركت، تليفونها رن برقم غريب فتحت وقبل ما تقول الو وصلها صوت مستنجد بيها: جودي الحقيني، أنا بموووت.
جودي بلهفه وخوف بعد ما عرفت صاحب الصوت الحنون: بابا؟! انت فين؟ بابا طمني عليك، بابا رحت فين؟
انقطع الاتصال وبقت زي المجنونة، اتحركت بسرعة على فيلتهم، ودخلت فتحت باب الفيلا بقلق، ربعت ايدها بعد ما شافت مرات ابوها تقعد على رجل باباها، اتكلمت بملامح كلها استفهام: ممكن أفهم اللي حصل من ربع ساعه؟!
قامت مرات ابوها اللي بتعملها زي بنتها وقالت بهدوء: ايه يا قلبي اللي حصل؟
جودي بصت على باباها بأعصاب تعبانه: بابا انت اتصلت بيا، وقولتلي الحقيني بموت.
بصت مرات ابوها عليه بخضه وعيون قلقه، قام باباها حط كف ايده على مراته يطمنها، وبعدها قرب من بنته واتكلم بنبره غريبه : حبيبتى أنا متصلتش بيكى النهاردة خالص، حتى التليفون اهو.
جودي حطت ايدها على راسها بتعب وبصتله بتركيز: بابا أنا مش هتوه عن صوتك، وانت اتصلت بيا من رقم غريب.
عامر :محصلش انتى اكيد موهومه ياحبيبتى.
مرات ابوها دينا: اطلعي يا قلبي ارتاحي في اوضتك.
طلعت جودي بعد ما باست باباها على خده وطلعت السلم سلمه سلمه وبين كل سلمه والتانيه تبص لباباها وتتأكد انه فعلا بخير وانها كانت بتتوهم فعلا.
دينا بصت ل عامر بتوتر: ازاي حصل كده؟
عامر: مش عارف بس اكيد اللى حصل ده ميتسكتش عليه، بس اطمنى انا معاكى.
دينا هزت دماغها بتفهم وابتسمت لكنها مقدرتش تخبى القلق اللى بان فعنيها ...
ياترى عويد وحمزة هيقدروا يوصلوا لاحلامهم؟
ياترى مين اللي اتصل بچودي وعمل نفسه باباها؟ياترى المتصل هيكلمها تاني، ولا هيبقى اتصال عابر وراح لحال سبيله؟!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كوابيس ) اسم الرواية