رواية حكاية كاميليا كاملة بقلم احمد محمود عبر مدونة دليل الروايات
رواية حكاية كاميليا الفصل الثالث 3
أول ما سمعت آخر جملة ضغطت بوهن على بطني كالعادة عشان ترد عليا بخبطة بس المرة دي ماكنش فيه خبط ، المرة دي مش حاسه بوجودها !!!!
حاولت أتكلم حسيت لساني تقيل، فضلت أحاول لحد ما خرجت مني صرخة، الممرضات جريوا عليا فضلت أصرخ " بنتي فيييين؟" شديت المحلول من إيديا ولما حاولت أقف وقعت ع الأرض ، جريت الممرضة سندتني فصرخت ف وشها " ابعدي عنيييي ، بنتي كانت أملي الوحيد ربنا ينتقم منهم بنتيييي" ماهديتش غير لما سمعتها بتقول " هتبقى كويسة إن شاء الله يا حبيبتي " يعني إيه؟ بنتي عايشة؟؟
عرّفوني إني ولدت بس البنت بتموت في الحضّانة والمصيبة إللي كانت تقصدها الممرضة هي إن جوزي سابني في المستشفى وهرب عشان مايحققوش معاه بسبب الحالة إللي جيت بيها ، الممرضة نصحتني لو أعرف حد يسلفني فلوس وأنقل البنت لمستشفى خاصة أو مكان فيه رعاية عشان المستشفى هنا إللي داخلها حي بيخرج منها ع القبر ، طلبت أشوف بنتي ، سندتني لحد عندها ، أول ما شوفتها انهرت، كنت عاوزه أخدها ف حضني عشان أنا إللي محتاجة لضمتها مش هي ، بقالي شهور مستحملة ومستنية حضنها ده بفارغ الصبر ، حجمها كان صغير أوي و جسمها مصبوغ بالأصفر والأزرق ، الممرضات بيقولوا إنها مش هتعيش بس أنا مش هقدر أقف أتفرج عليها وهي بتموت لازم أعمل حاجة ، مالقتش هدوم غير سيدال الصلاة إللي جابوني بيه وده غرقان بدمي، الممرضة سلفتني هدوم وفلوس وعدتها إني هردها لما أرجع من عند أهلي ، أيوه قررت أروح لأهلي، وصلت عند فرع شركة في اسكندرية أخويا الكبير كان ماسكه، دعيت ألاقيه موجود ، الأمن رفض يدخّلني ، ماصدقنيش لما قلت إني كاميليا بنت صاحب الشركة، لمحت ابن خالتي خارج من الباب فندهتله ، ماعرفنيش ولما قربت منه قبل ما أنطق قال بصدمة "مش ممكن كاميليا!!!!"
حكيتله وضع بنتي وكتر خيره ما سألش لا عن جوزي ولا عن أي تفاصيل تانية ، جه معايا المستشفى وخلّص كل إجراءات نقل البنت لأكبر مستشفى خاصة في اسكندرية ، دفع الحساب وكان بيجي كل يوم يتطمن علينا من غير ما يطول الكلام بينا لحد ما في يوم قعد وسألني :
_ فين جوزك يا كاميليا؟
ماردتش فقال :
_ بقالك أسبوع هنا ومالمحتهوش ولا حتى شفت حد من أهله ، كنت متردد اسأل بس وضعك وشكلك مطيّر النوم من عيني ، والكدمات إللي في وشك دي واجعة قلبي، هو بيمد إيديه عليكِ؟
_ ل لا لا خالص هو أصلاً مسافر و و أنا وقعت من ع السلم عشان عشان كده يعني ولدت ولادة مبكرة و ومعرفتش أتصرف، رحت أقابل أي حد من إخواتي بس مارضيوش يدخلوني ولقيتك إنت فلجأتلك وكعادتك شهم وجدع ماردتنيش
_ أردك ازاي!! إنت ناسية إنتِ بالنسبة ليا إيه؟ صحيح دلوقتي الحمد لله ربنا رزقني بزوجة بحبها وبحترمها جداً بس هتفضلي ليكِ مكانة في قلبي لو مش عشان إللي كنت حاسه زمان ناحيتك فعشان إنتِ بنت خالتي لحمي ودمي
ده كان آخر يوم لينا في المستشفى ، ربنا نجّا بنتي من الموت وأراد إن أملي في الحياة مايروحش علشان كده سمّيتها
" أمل" ابن خالتي اداني ورقة فيها رقمه و فلوس وقالي لو احتجت أي حاجة أكلمه..
مشيت وأنا مقررة ماكملش لحظة زيادة مع محمود ولا حتى عاوزه أشوفه ، كنت هأجر أوضه في فندق لحد ما أدبر أموري بس خفت المبلغ يخلص وماقدرش أصرف على بنتي ، افتكرت الممرضة إللي استلفت منها فلوس في المستشفى ورحت عشان أردهالها وأشكرها ويمكن تلاقيلي مكان لحد الصبح بس وبعدها هنزل القاهرة وأرجع لأهلي أعمل المستحيل عشان يقبلوني تاني ، وصلت المستشفى وقابلت الممرضة ، ردتلها فلوسها ولما طلبت منها توفرلي مكان ليلة كلمت أصحابها في السكن ووافقوا يستقبلوني ، قالتلي استناها بره لحد ما تمضي وتغير هدومها ، استنتها على كرسي في الاستقبال حاضنه أملي وأنا مش مصدقة إنها عايشة كويسة وطبيعية، فضلت أحمد ربنا على نجاتها لحد ما حسيت دمي بيغلي من الغضب وأنا شيفاه قدامي ، مش هنكر إني حسيت بالخوف منه و شديت ضمتي على بنتي ، قرب مني وركع جنب رجلي ، حاولت أقوم منعني ، قولتله كل إللي جوايا ، وصفتله قد إيه بقيت بكرهه و إني ندمانه عشان بعت أهلي بسبب واحد رخيص زيه ، الغريب إنه ماضربنيش رغم كل الكلام إللي قولته ، كان بيبكي ويبوس إيديا ويتحايل عليا عشان ماسبهوش ، قولتله إني خلاص مابقتش لا طايقة ألمح وشه ولا حتى أسمع صوته ولا مستعدة أعيش مع أمه تاني ، طلبت الطلاق فزاد بكاه وقالي إنه خلاص عرف غلطه وعشان كده هنعيش مع بعض في القاهرة ونربي بنتنا بعيد عن مامته وبعيد عن أي مشاكل ممكن تنغص علينا حياتنا تاني ، طلب مني فرصة تانية ووعدني بعد الفرصة دي هشوف إنسان تاني، شال البنت وفضل حاضنها وبيبكي بصيت لبنتي في حضنه وقررت أديله الفرصة دي عشانها يمكن فعلاً يتصلح حاله وتتربى البنت وسط أسرة مستقرة وماكنتش أعرف إن كان لازم أتمسك برأيي وأتطلق يومها عشانها...
روحنا القاهرة ، أجرنا شقة أوضة وصالة ، ومحمود حاول يثبتلي إنه فعلاً اتغير ، حياتنا استقرت شهرين ، خلالهم محمود لقى شغل بس طبعاً المرتب قليل جداً، اقترحت عليه أشتغل عشان أساعده ، في الأول رفض بعدين لمّا المصاريف زادت علينا وافق ، اشتغلت في حضانة قريبة من البيت وكنت باخد أمل معايا ، كإن ربنا بعتلي أمل عشان تهوّن عليا الأيام الصعبة إللي عشتها ولسه هعيشها ، الحياة بيني وبين محمود بقت جافة ، طول اليوم في الشركة إللي اشتغل فيها يجي يتغدا وينزل للشغل التاني وأنا برجع من شغلي أفضل أنا وأمل لوحدنا طول اليوم يرجع بالليل نكون نمنا ، أي حد هيشوفها حياة مملة وازاي زوجين مستحملين كده لكن بالنسبة ليا دي أحلى حياة، على الأقل مش بشوفه ، عايشة تفاصيل يومي أنا وبنتي وبس هعوز إيه أكتر من كده !!
كنت مقررة الطلاق بس مستنية الوقت المناسب ، مستنية أقدر أقف على رجلي وأصرف على بنتي ، عشان كده كنت شايله المبلغ إللي اداهولي ابن خالتي وبحوش عليه من مرتبي وأخبيهم ، لحد ما محمود اترقى في شغله ونقلنا لشقة أوسع قريبة من شغله وأنا قعدت في البيت واتفرّغت لتربية أمل ، رجع يبقى وجوده في البيت أكتر من الأول ورجعت الخناقات على أتفه الأسباب ، بقى لازم يوم في الأسبوع تحصل فيه خناقة كبيرة يا اتضرب فيها يا اتحبس في أوضتي من غير لا أكل ولا شرب ولا أمل!
كنت مستحملة عشانها وبصبّر نفسي إني جمعت مبلغ كويس وتنفيذ قرار الطلاق خلاص مسألة وقت ، لكن في يوم لقى الفلوس إللي مخبياها ، أخدها كلها وحبسني ، كإني عايشة في كابوس مش عارفة هيخلص امته ولا حتى عارفة أرجع أحوّش لإنه منعني من الخروج من البيت وبيديني المصروف بالعافية ويدوب بيكفي رغم إن مرتبه زاد ، وسط كل العك ده بدأت مامته زن ع الخلفة تاني عشان يجي الولد ، ولما رفضت اتخانق معايا فاضطريت في يوم وهو في الشغل أنزل اشتري حبوب منع حمل من الصيدلية إللي تحت البيت ، كنت باخده من وراه ، الأيام بتمر وأنا بدبل ، الحاجة الوحيدة الحلوة في ده كله هي أمل ، نفسي أعمل أي حاجة وأهرب بيها من المستنقع ده ، نفسي تتربّى في جو سوي وطبيعي، تتربّى بعيد عن الزعيق والخناقات والضرب ، نفسي تتربّى قوية زي ما كانت أمها زمان ...
وكالعادة عصبيته ضيعت كل حاجة ، اتطرد من الشركة ورجع يدور على شغل، أمل تعبت وماكنش معانا فلوس الكشف ، أخدناها مستشفى حكومي بس البنت لسه تعبانه والدوا مش جايب نتيجة ، افتكرت الورقة إللي متسجل فيها رقم ابن خالتي ، بعتله رسالة استلف منه فلوس على الأقل بس عشان أكشف على بنتي أو يمكن يحكي لأهلي عن حالي فيحنّوا ويرضوا عني ، بعت الرسالة، أخدت بنتي في حضني ونمت وصحيت على الصفعة بعد ما لقى الحبوب وشاف الرسالة وأهه قاعدة في الشارع لا عارفة أروح فين ولا أتصرف ازاي ولا عارفة أتطمن على بنتي ، افتكرت حياتي زمان كانت عاملة ازاي وقلت ياريت بابا يومها ضربني ألف ألم وحبسني في أوضتي ، ياريتني ما جريت ورا الأوهام ورخّصت نفسي، بس أنا استحق ، كان طبيعي بعد إللي عملته كل ده يحصلّي ، أنا بس مش عاوزة أي حاجة غير بنتي والبني آدم ده مستحيل أعيش معاه تاني ، حاولت أهدا عشان أعرف أفكر لحد ما لقيت الحل إللي هرجّع بيه بنتي وأتخلّص من أسره للأبد.....
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حكاية كاميليا ) اسم الرواية