رواية سفير العبث الفصل السادس و الاربعون 46 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الفصل السادس و الاربعون 46
| إن النهاية تقترب، وكُلما شعرتُ أن الحياة لم تُكافئني كما أستحق، يخرُج من داخلي قبل الأوان صوت أحد المظلومين.. كأنه سُجن على ذنب لم يقترفهُ وظل طوال السنوات يحاول إقناع البقية أنه بريء.. وبعد أن تم إعدامُه.. أثبتت برائته! كذلك سعادتي، تأتي بعد فوات الأوان دائمًا |
#بقلمي
والدة عيسى بصدمة: جرى لعقلك إيه يا حج؟ شحال مكونتش شايل نعشها بإيدك مع بقية الرجالة
يوسف بإصرار: بقولك عيسى كلمني وقالي شوفت أمل! شوفتها بعيوني، يعني مُستحيل يكون بيكذب ما إنتي عارفه عيسى يما
قعد الغُريبي على الكنبة وهو بيقول: مش بقولك صدقيه، أهو مصدع دماغي في قلب المحل بالحدوتة دي.. ف صدقيه وخُديه على قد عقلُه
خبطته والدتُه على دراعُه وهي بتقول بغيظ: وقعت قلبي يا ولاا، أخوك بيتخيلها بس عشان نتأثر باللي حصلها.. أمل ما_تت قُدامه وحضرت الغُسل مع أمها
رجع يوسف ظهره لورا وقال بشفقة: يعني أخويا إتجنن خلاص!
مسكت والدتُه الشبشب وهي بتقول: بعد الشر قوم يالا من وشي روح شوف نيللي فين وإقعُد معاها
الحج الغُريبي بصوت جهير: لا نيللي إيه، إنزل إكنسلي المحل لأحسن شوال الكمون وقع يعوض عليا ربنا.. إكنُس بواقيه وظبطهولي عشان ضهري واجعني مش قادر أفردُه
يوسف قاعد سرحان ف خبطتُه أمه في دراعُه وقالت: ما تنزل مش سامع أبوك؟؟ وعيسى لما يقولك شوفت أمل تاني قوله تهيؤات عشان هو مش قادر يتخطى اللي حصل، فاهمني؟؟
يوسف وهو بيعدل شعرُه: ماشي! أنا نازل
سحب المقشة ونزل لتحت عشان يكنُس الدُكان، وحطت والدتُه إيدها على خدها وهي بتقول: يا حبيبي يابني
الغُريبي: إستهدي بالله هيبقى كويس، عاوز بس يقتنع يروح دكتور يعالجُه
والدة عيسى وهي بتبُص لفوق قالت بقهرة: ياارب!
* داخل منزل عيسى
فتح عيسى باب الشقة وفتح الأنوار ومياسة داخلة وراه، قفلت الباب وراها وهي بتقول بفضول حاولت متبينهوش: هو الإتصال اللي جالك في حاجة وحشة؟ لإن وشك قلب أول ما قفلت.
فهمها عيسى ف قال بصوت هادي: لا مفيهوش.. الأوضتين موجودين كالعادة لو حابة تنامي جنبي معنديش مشاكل.، وزي ما وعدتك قبل الفرح إن الفيلا بتاعتنا بتجهز يعني هتاخُد شهر بالكتير و..
قاطعتُه مياسة وهي بتقول: أنا عجباني الشقة هنا، بحب كُل حاجة فيها وبحب ذكرياتنا فيها.. مش حابة فيلا ولا شيء
عيسى وهو بيتأملها: الفيلا دي حقك عادي ووعد بنفذُه
مياسة بإبتسامة حلوة: تسلملي.
قربلها وهي مُبتسمة كدا وهو مركز على نُقطة مُعينة في وشها ف رجعت لورا خطوتين وهي بتعُض شفتها اللي تحت وقالت: مش هتغير هدومك؟ وتاخُد شاور كدا وتروق؟
رمش بعينُه كذا مرة وقال: أه.. أيوة عشان الناس اللي جايين، هدخُل انا طيب.
مياسة: الثلاجة فيها حجات تتقدم صح؟
عيسى بسُرعة: كُل حاجة أنا جايب كُل حاجة، حجات ساقعة وكُنافة وشوكولاتات يعني ظبطي الدُنيا كدا
راح ناحية الأوضة وبدأ يطلع هدومه عشان يدخُل ياخُد شاور، مياسة فتحت الثلاجة لقت بيبسي وعصاير وفيريرو روشيه وكوكيز راحت قايلة بسعادة: دا شكل سهرتي هتبقى صباحي معاكُم، إحم بس نجهز للضيوف الأول.
طلعت صينية وبدأت ترُص الحاجة فيها وهي بتبُص للساعة بقلق خايفة ييجوا قبل ما تجهز.
* في فيلا عزيز الإبياري.
سيليا وهي بتسرح شعرها: بس قلة ذوق مننا نروحلهُم أول يوم كدا، ولا تفتكر هناخُد معانا إيه.
عزيز وهو بيحلق دقنه في الحمام: علبة شوكولاتة، إسوارة ذهب للعروسة.. حجات كدا مش حوار، المُهم جهز نفسك يا ملبن عشان ساعة ساعتين بالكتير ونروحلهُم.. هنتغدى برا وبعدين نتحرك عليهُم
سيليا بتنهيدة: خلاص هودي سيلا عند مامي و..
قاطعها عزيز وقال: لاا سيلا هتيجي معانا! عيسى طالبها بالإسم، وبعدين إيه كُل شوية عند ماما.. هي جدتها اللي هتربيها وأمها عايشة؟ ما تخلي البنت تقعُد وتخرُج معانا.. إتعبي نفسك شوية يا مدام سيليا.
حدفت سيليا الفُرشاة بتاعة الشعر على المرايا وقلعت الروب بتاع قميص النوم الإسود بتاعها، وراحت ناحية الحمام ووقفت على الباب بميل وهي حاطة إيديها في وسطها وقالت بغيظ: يعني قصدك تقول إني مُهملة في بنتي؟ لا بقى محدش بيهتم بيها وبيحبها قدي وهي متعلقة بيا بس مامي بتحبها برضو! وبتحب تشوفها من وقت للتاني.
بصلها عزيز من فوق لتحت وهي القميص متفصل عليها راح قال بمُغازلة: وأنا برضو بحبها أووي.. وبموت في الملبن.
سبلت عينيها وقالت: يا س_م، وقتك دا
جت تطلع ف عشان عزيز يلحقها راح إتجرح في وشه بالموس.. راح رامي الشفرة وهو بيفتح المياة.. رجعتله سيليا بقلق وهي بتلمس خده وبتقول: يالهوي مش تخلي بالك.. ! دي بتنزف!
حط إيدُه ورا ظهرها وهو بيبوس خدها وقعدها على الحوض قُدامه.
سيليا وهي متضايقة: إستنى أشوف الجرح اللي في وشك!
عزيز وهو بيبعد وشه عن إيديها وبيقربلها قال: مش لما تشوفي الجرح اللي في قلبي الأول.. دا مفتوح خمس غُرز ومحتاجك يا ملبن.
زقته سيليا وطلعت تجري برا ف جري وراها في الأوضة راح شايلها من وسطها بإيد واحدة ولف بيها وهي بتضحك بصوت عالي.
و…
* في منزل نوح
مروة: أنا تعبانة بجد مش هقدر أروح هيبقى الموضوع زحمة على الفاضي، وديني عند أهلي وروح إنت وقريبتك.
نوح بسُخرية: أهلك أه، مش دول اللي في المستشفى إتبروا منك تقريبًا!
مروة بضيق: أهلي مُستحيل يتخلوا عني وقالوا كدا من غضبهُم مش أكتر، مسمحش لواحد غريب زيك يتدخل بيني وبينهُم!
نوح: أنا حاليًا مش غريب أنا جوزك.. ومن حقي إن.
قاطعتُه مروة وقالت: إوعى تنخدع في الورقة اللي مكتوب فيها إسمي وإسمك، إنت عارف كويس إنك إتجوزتني عشان تضمن إني أتخرس قُدام ليث باشا.
نوح بحزم: بالظبط! عشان مش طالبنا واحدة مش عارفة أي حاجة في أي حاجة تيجي تبلغ عننا.
مسكت مروة سندات الكُرسي بتاعها بغيظ وبصت لنوح بنظرة نارية وقالت: طب إيه رأيك بقى لو طلبوا شهادتي هشهد ضدك! حتى لو بيني وبينك ورقة جواز
نوح بجدية تامة وهو باصصلها من غير ما يرمش: يبقى هتودعي حد من عيلتك بعدها، ومتسألنيش إزاي.. حتى لو أنا إتسجنت
مروة بصريخ: طلقني يا بتاع إنت.. طلقنيي
نوح بزعيق هز أرجاء البيت: إسمي الرايق، ولما تتكلمي معايا توطي صوتك!
إرتعشت مروة وهي بتسند ظهرها على الكُرسي تاني بتاعها وبتتنفس بسُرعة وهي بتبُصله، على الجهة التانية رفيف اللي مستخبية ورا الحيطة وخايفة من نوح برضو، لإنه لأول مرة يتعامل معاهُم بالشكل الغاضب دا!
* داخل قصر أمير الدهبي
صِبا وهي بتلبس الجزمة: بقيت حاسة إن عندي ورم في بطني مش حمل، مبقتش قادرة أوطي حتى أربُط الجزمة.
أمير وهو بيسرح جوانب شعرُه قاله بصوت رايح من البرد: خلاص هبقى أربُطهالك أنا
صِبا بدلع: مش هنتعبك؟
لف أمير وبصلها بإستغراب وقال: تتعبوني؟
حطت صِبا إيديها على بطنها وقالت: أنا والبيبي
أمير بنفس الصوت الرايح: إنتي وهو كُل حاجة في حياتي من بعد أمي.. مستحيل أحس بتعب لو بعملكُم حاجة
قامت صِبا وحضنتُه من ورا وهو باصص للمرايا، بعدها همست عند ودانه وقالت: مش ناوي تحلق دقنك عشان بقت كثيفة؟
رفع أمير حاجب وقال: مش عجباكي؟
لف وبصلها وش لوش راحت قالت وهي حاضنة رقبتُه: ما هي عشان عجباني بقولك مش ناوي تحلقها؟ أصل هحبك أكتر من كدا إيه.
سند راسه على كتفها وهو بيقول: أنا نفسي لما أقفل علينا باب الجناح بتاعنا أنا وإنتي.. يتقفل كل أصوات العالم.. معاهم الذكريات اللي في عقلي من قبل ما أقابلك.. معاهم وشوش الناس، ونفضل أنا وإنتي بس
قربلها وقال بجدية: أنا مهووس بيكي يا صِبا.. ومش هتردد ولو لثانية أشهر سلاحي في وش أي حد يحاول يبعدك عني
بلعت صِبا ريقها وإبتسمت وهي بتقول: مين قالك إن أنا هبعد؟ أنا حباك وحابة حياتي معاك.. بس ليه بتقول مهووس؟
أمير بتكشيرة وهو تعبان من البرد: عشان أنا فعلًا مهووس
إتنحنح وهو بيقول قبل ما الكلام ياخُد مُنحنى تاني: يلا؟ عشان منتأخرش؟
سمعوا صوت تخبيط على باب الجناح ف إتنهدت صِبا وهي بتعدل ياقة القميص بتاعة أمير وقالت: دي أكيد نانسي، متتعصبش عليها عشان خاطري أنا هشوفها عاوزة إيه أنا بعرف أتعامل معاها
أمير: أتعصب عليها ليه ما أنا عارف ظروفها.. شوفيها طيب.
مشيت صِبا ناحية باب الجناح وفتحتُه وهي بتقول بترحيب: أهلًا، إيه يا ننوسة محتاجة حاجة؟
نانسي بصتلها شوية وبعدها قالت: عاوزة أروح الكوافير يعملي شعري
بصت صِبا لساعة إيدها الألماس وقالت: ممم طبعًا هنروح! وأنا كلمتُه وحجزت بس مش إنهادرة قالي الصُبح تعالوا.. الصُبح بقى هاخدك ونظبط نفسنا ونعمل كُل اللي تحبيه، ماشي يا قلبي؟
حركت نانسي راسها وقالت: إنتي ليه لابسة!
صِبا بهدوء: هروح أعمل حاجة كدا ومش هتأخر هرجع بسُرعة.
أمير وقف ورا صِبا وهو بيقول لنانسي: محتاجة حاجة؟
نانسي بتكشيرة: لا!
أمير بهدوء وهو بيوسع صِبا: طب عديني يا حبيبي خليني أروح أتطمن على شجن هانم قبل ما نمشي.
خرج أمير من الجناح وفضلت نانسي لمُدة نُص دقيقة تبُص لصِبا بتفحُص بعدها مشيت على أوضتها، خدت صِبا بعدها نفس عميق وقفلت باب الجناح عشان تكمل لبس.
* داخل جناح عزيز وسيليا
صحي عزيز جنب سيليا على السرير من صوت مُكالمة فيديو من برا.
إتعدل في السرير وعدل شعره بإيدُه ورد وهو بيقول: حبيبي
إبنُه: هيي دااد أي ميس يو
عزيز بإبتسامة: ميس يو أكتر يا حبيب داد، فينك بقى بقالك يومين مكلمتنيش، لف ليا الفون على چايدا كدا.
لف إبنُه الكاميرا على چايدا وهي بتقول: عزازي
إتعدلت سيليا جنبه وهي رافعة حاجب ومن الضيق راحت رافعة اللحاف ونزلت تروح للحمام عشان تجهز
بلع عزيز ريقُه وأول ما قفلت سيليا باب الحمام راح قال عزيز من بين سنانُه: ما تقولي عزيز! عاملين إيه محتاجين حاجة؟ وهتنزلي مصر آمتى عشان أشوف الولد.
چايدا وهي بتبرد ضوافرها: صعب عشان مدرستُه.. الأفضل تيجي إنت وأهو تغير جو.
عزيز: حاولي في الأجازة تجيبيه لإن صعب أسيب شُغلي هنا، مُضطر أقفل دلوقتي عشان ورايا ميعاد متأخر عليه
حبيب بابي
بصله إبنه في الكاميرا ف بعتله عزيز بوسة وقال: هكلمك فيديو تاني بالليل قبل ما تنام.
إبنُه: أوك دادي لاف يو باي
قفل معاه وخرجت سيليا من الحمام وهي واقفة في الدريسينج روم عشان تلبس
عزيز قبل ما يدخُل الحمام قالها: متأخرين ملبن حاولي تلبسي بسُرعة.
قفل على نفسُه الباب وأول ما عمل كدا.. مسكت سيليا الفُستان ورمته على الأرض بغيرة وغيظ عشان ﺟايدا قالتلُه عزازي.
* في منزل عيسى
خرج من الحمام وهو عاري الصدر بس لابس البنطلون والحزم، وبينشف شعره بالفوطة.. لقى مياسة واقفة قُدام ثلاث صواني واحدة فيها كاسات فاضية والثانية المشروبات والعصاير والثالثة الحلويات وساندة بميل على رُخامة المطبخ وفاردة شعرها..
رفعت نظرها وشافت عيسى وقلبها دق لإن شكله كان حلو أوي
إتنحنح هو وقال: ناقصك حاجة وكدا؟
مياسة: لا لا كُله تمام
رن جرس الباب ف دخل عيسى جوا بسُرعة وراحت مياسة تفتح الباب لقت حماتها في وشها وبتزغرط
حضنت مياسة وهي بتقول: مبرووك ربنا يصلح حالك يا عيسى ويرزقكُم الذُرية الصالحة
مياسة بضحكة: أميين، إتفضلوا تعالوا.. إتفضل يا يوسف إتفضل يا عمو
الغُريبي: يا ساتر.. عيسى لسه بيغير؟
مياسة وهي بتقفل الباب وراهُم: أه اخد شاور عشان لسه راجعين من الفُندق، ثواني ويطلعلكُم.. إتفضلوا.. في ساقع وفي سخن لو حابين، قهوة شاي كُله
حط الغُريبي إيده على صدره وقال: تُشكري يا بابا
سحبتها والدة عيسى وهي بتقول: ساقع إيه وسخن إيه إقعدي يا عروسة كدا.
قعدت جنب مامته ف مسكت إيديها وهي بتلبسها إسورة وبتقفلها
مياسة بصدمة: إيه دا يا طنط؟
والدة عيسى: دي بتاعة حماتي الله يرحمها، عشان أنا مرات البكر.. وإنتي برضو مرات إبني الكبير ف هي من نصيبك دلوقتي
مياسة بسعادة: دي حلوة أووي أوي بجد
باست والدة عيسى راسها وقالت: تلبسيها في الصحة والعافية يارب.
خرج عيسى وهو لابس قميص لونه زيتي وفاتح أول زرارين مبين السلسلة
أول ما أمه شافته زغرطت وهي بتقول: هو العرسان بيبقوا حلوين كدا يا حج؟
باس عيسى إيد أبوه وهو بيقول: مش مصدق إنك نورتني يا حج
الغُريبي: ألف مبروك يا بابا، عُقبال ما أجيلك اخدك للعُمرة.. مش هيأس وعارف اليوم دا جاي
عيسى بعدم إتزان: إن شاء الله
قام يوسف وخبط كف عيسى جامد وهو بيقول: برووو.. إيه يا مان كُل دا جمدان
ضحك عيسى وهو بيحضنُه بإيد واحده بعدها قعدوا
عيسى بتساؤل: تشربوا إيه؟ أكلتوا حاجة ولا أبعت أجيب أكل
والدتُه: لا تبعت تجيب أكل إيه إحنا متغديين وزي الفُل، وصنيتك بتاعة الصباحية إنت وعروستك في المطبخ يوسف لسه مدخلها
عيسى: طب ليه يما تعبتي نفسك! كُنت هجيب عادي
والدة عيسى بهزار وضحك: متغيرلناش العادات والتقاليد لو سمحت.
قامت مياسة وجابت الصواني وقدمتها ف قالتلها والدة عيسى: متقوميش تاني بقى ممكن؟ إقعدي يا بنتي إرتاحي هو في عروسة بتخدم على ضيوف
مياسة بإبتسامة حزينة عشان إفتكرت يوم صباحيتها
لما حماتها أم نبيل قالتلها ” ما تتحركي تجبيلي كوباية مياه! لازم أقولك عطشانة المفروض تعرفي وتخدمي على الناس اللي في بيت جوزك ”
فاقت على صوت عيسى بيقول: طب أنا هقوم أعملي فنجان قهوة عشان أفوق، أعمل لحد معايا؟
كلهُم قالوا لا راحت مياسة قالت: خليك يا عيسى هقوم أعملهالك أنا بسُرعة
عيسى: مش هتزبطيها زي ما أنا بزبطها
مياسة: قولي بس بتحبها إيه وهعملهالك
عيسى: ثلاث معالق بن ونص معلقة سُكر
قامت مياسة تعملهاله وبدأ الغُريبي يكلم إبنُه ويقول: عمك طاهر من البلد بيسلم عليك، قال معرفتش أسلم عليه في الفرح كان قاعد في الترابيزات الأخرانية
عيسى: همم.. الله يسلمه، مكونتش فايق لحد في الفرح بصراحة.
يوسف كان باصص على عيسى بحُزن عشان بيتخيل أمل، ف قال فجأة: المهم إنت مرتاح هنا في الشقة دي ولا متزاول؟
عيسى وهو بيضيق عينُه: يعني إيه متزاول يا معلم؟
بلع يوسف ريقُه لما أمه خبطته في دراعُه راحت ضحكت عشان تغطي على المقصد وقالت: يعني مبسوط ك عريس فينا ولا غريبة عليك مش زي إنت عازب؟
عيسى: أكيد مبسوط.. عُقبالك يا يوسف
بصت والدة عيسى ليوسف بعتاب وهي بتقول: يارب!
* في المقابر
عاصم لرهف: مش يلا عشان أروحك ولا إيه؟
رهف ببرود: هروح مع شوقي عشان أتطمن عليه
كور عاصم إيدُه وهو بيقول بغضب أعمى: متخلنيش أحفرلُه قبر جنب أبوه ويلا عشان مفقدش أعصابي
رهف بغضب: إزاي تتكلم كدا من غير ما تراعي مشاعر واحد المفروض إنه صاحبك!
عاصم بغضب أكتر: زي ما إنتي مش قادرة تراعي مشاعر راجل بيغير عليكي.. وبتقوليلي ببجاحة أنا هركب مع شوقي! شوقك مين متخلنيش أغلط
رهف: أنا حررة! أركب في الحتة اللي أحس فيها إني هبقى كويسة ومرتاحة، لكن معاك طول الطريق هبقى مضغوطة وأنا بسمع تلقيحاتك رغم إنك إنت الغلطان
شبك عاصم صوابع إيده بصوابعها وهو بيقول: مش هتكلم أوعدك
داعب صوابع إيديها بصوابعه وهو حاسس بنعومتها وقال: المُهم تبقي جنبي ومتركبيش مع حد غيري
بلعت ريقها وهي بتبُص للناس حواليهُم وبتقول: الناس بتبُص علينا، مش خايف على إسم العائلة الكريمة؟
عاصم من ورا نظارتُه قال: أنا بقى عندي خوف أكبر من كدا، بقى عندي خوف إني أفقدك وتكوني لغيري
رهف بصوت هادي بعد ما كانت متعصبة: خلاص يا عاصم هركب معاك، الناس بتبُص علينا بجد!
الصحافة من ورا السور كانت بتصور شبكة إيديهُم وقُرب عاصم منها، ولما فتحلها باب العربية.
* في عربية القائد.
عزيز بتكرار: مُتأكدة مش جعانين ونروح لعيسى الأول؟
سيليا ببرود وهي باصة للشباك: أيوة هنقعُد مع الناس ساعة ونمشي.
بص عزيز لسيلا في مراية العربية وقال: أجبلك حاجة يا بابا تاكليها؟
سيلا: لا هاكُل مع مامي
إبتسمتلها سيليا بحُب ورجعت بصت للشباك تاني
عزيز بإستغراب: مالك مش على بعضك ليه من ساعة ما خرجنا من الفيلا؟
سيليا: مفيش إرهاق .
عزيز خد نفس وقال: مش حاسس بكدا
سيليا بدون مُناقشة: أوك.
رفع حواجبه مرة واحدة عشان مستغربها بعدها كمل سواقة لحد ما وصلزا للبيت، فتح عزيز علبة الإسوارة الذهب وقال لسيليا: كان المفروض نجيبها ماس صح؟
بصت سيليا للعلبة بطرف عينها وقالت بغضب مكتوم: هي مراتك يعني عشان تجيبلها ماس؟ كدا كويس يا عزازي.
نزلت وقفلت باب العربية، فهم عزيز إنها متضايقة من دلع چايدا ليه وراح نزل مع سيلا وهو ماسك إيديها عشان يطلعوا.. شاف عربية بتركن لقى أمير ف وقف يستناه هو وسيليا
نزل أمير من العربية وفتح الباب لصِبا ونزلت هي كمان وهُما شايلين علبة شوكولاتة زي سيليا وأمير معاه علبة صغيرة
ضحك القائد بصوت عالي وهو بيقول: متقولش إسوارة ذهب؟ يخربيت الكرياتيفيتي بتاعتنا!
صِبا بضحك: قصدك الصدفة
أمير: : بس دي مش إسوارة دي سلسلة شافتها صِبا وقالتلي هتليق على مياسة.. هي ذهب بالفعل
القائد بتساؤل: هو الرايق لسه موصلش!
أمير: تلاقيه عطلان بينقي الحاجة أو مستني مراتُه تخلص لبس
صِبا بتساؤل: إيه دا هي رفيف مش هتيجي معاه ولا إيه؟
أمير: معتقدش
القائد عزيز: طب يلا نطلع عشان وقفتنا في بير السلم شكلها مش لطيف؟
طلعوا سوا وعلى السلم لقوا الغُريبي ومراتُه ويوسف نازلين، سلموا عليهُم وكملوا طلوع السلم
سيلا بطفولية: أنا اللي هضرب الجرس أناا
وسعلها أمير وهو بيقول: إتفضلي يا أمورة
وقفت على أطراف صوابعها وضغطت بصوباعها جامد على الجرس مش راضية تسيبُه
سيليا بتبريقة: بسس بس كفااية صرعتي الناس، والله لأقطعك يا سيلا
سحبها القائد وهو بيقول: إيه اللي بتعمليه دا عيب!
فتحت مياسة بإبتسامة وهي بتقول: معلش كُنت بودي الحاجة المطبخ، إتفضلوا إتفضلوا
دخلت سيلا وراهُم ف سحبتها مياسة وهي بتشيلها وبتقول: أهلًا أهلًا بأمورتنا الحلوة
سيلا وهي بتاكُل شوكولاتة قالت وهي بتفتح الغُلاف: إنتي هتعيشي مع العقرب هنا
مياسة بصدمة: العقرب! أه يا حبيبتي
لغوصت سيلا مناخير مياسة بالشوكولاتة وشدتها من شعرها
سيليا ضربتها على إيدها الصُغيرة جامد ف عيطت بصوت عالي وهي مغمضة عينيها وفاتحة بوقها.. شالتها سيليا من إيد مياسة وهي بتقول: حقك عليا أنا تعالي معايا وايبس.
مياسة بزعل: ليه ضربتيها دي طفلة حرام، مش مُشكلة إتفضلوا إرتاحوا هغسى وشي وهاجي.
سيليا قعدت جنب عزيز وقعدت سيلا جنبها وهي بتقول: والله يابنت الصرمة لما نروح هعرفك تحترمي وجودك في بيت الناس إزاي.
عزيز بضحكة مكتومة: بنت الصرمة! إتطورنا أوي يا ملبن يا بتاع اللغات.
سيليا بضيق منه: طول عمري كدا عشان بنت بدوري وسيا وهُما طريقتهُم كدا.
عزيز: لا بس إنتي معتقدش بدر الكابر كان بيغلط فيكي دا روحه فيكي
سيليا بغيظ وهي بتحط رجل على رجل: مظبوط، ياريتني ما سيبته بجد
عزيز وشه قلب من الضحك للضيق وبقى يهز رجله بتوتُر وغضب، لغاية ما طلع العقرب وهو بيقول: دا إيه النور دا يا جماعة، نطفي اللمبات بقى
سلم عليهم وهو بيبوس أمير قال: أزمال الرايق فين
أمير بتعب: تصدق لسه عزيز سألني السؤال تحت، قولتله يمكن بيجيب حاجة
راح عيسى يسلم على عزيز وهو بيقول: وإيه ياعم الحجات اللي جايبينها دي هتزعلوني منكُم والله
باس عزيز بعدين بص لسيليا وقال: منورة يا مدام سيليا
سيليا نزلت رجليها ذوقيًا وقالت: دا نورك اشكُرك
بص عيسى لسيلا لقاها وشها أحمر والدموع تحت عينيها وبوقها متلغوص شوكولاته راح شايلها بإيد واحدة وبصلهم برفعة حاجب وقال: معلش عشان أفخم بس، مين مد إيدُه على خطيبتي المُستقبلية
ضحكت صِبا وهي حاطة إيديها على بطنها: لا لا لا إيه الكلام دا إنت ناوي تتجوز على مياسة في المُستقبل؟ دا إحنا نناديها بقى
سيلا بطفولية: أنا كُنت بحب أقعُد معاك إنت ليه جبت طنط الغلسة دي
سيليا وهي بتخبط على فخدها قالت: شكلي كدا هقوم تاني.
ضحك عيسى وهو بيقول: دي مش غلسة خالص دي بتعرف تلعب اللعبة اللي بتحبيها
تنحت سيلا ف همس عيسى في ودانها وقال: وأقولك التقيلة؟ بتعرف تعمل كريم كراميل حلو أوي
سيلا بصدمة: وبرجر سلطع؟
عيسى بضحك: وبطاطس كمان
سكتت سيلا شوية وبعدها مسكت السلسلة بتاعتُه وقالت: خلاص خليها.
ضحكوا كلهُم راح الجرس ضرب، حط عيسى سيلا على رجل عزيز وهو بيقول: الرايق وصل يجدعاان
راح فتح الباب لقى نوح ماسك علبة جاتوه غالية وهدية تانية وبيقول: إتأخرت ولا إيه؟
عيسى وهو بيفتح الباب على الأخر: خُش الجماعة كلهُم جوا
دخل نوح وهو بيقول: إحم إحم
عشان يظبط صوته، شاور عيسى لرفيف وهو بيقول: أهلًا وسهلًا إتفضلي
دخل نوح ولقاهُم قاعدين راح قايل: مساء الخير
عزيز: يا عم إفتكرناك مش جاي
نوح وهو بيهرش في دقنه بإيد وبالإيد التانية بيحُط الحاجة على الترابيزة الصُغيرة: لا طبعًا إزاي وأنا أقدر، كُنت بوصل المدام لعيلتها عشان تطمن عليهُم كان نفسها تيجي بس قالتلي خُد رفيف غيرلها جو
صِبا بإبتسامة واسعة وهي بتطبطب على الكنبة جنبها: خير ما عملت، تعالي إقعدي جنبي
نوح بهمس: روحي
راحت رفيف قعدت جنب صِبا وحضنتها ف قالتلها صِبا: والله كُنت هزعل لو كانت هي اللي جت، ملهاش قبول عندي معرفش يمكن عشان حضرت خطوبتكُم؟
لعبت رفيف في الفُستان بصوابعها بعدها قالت لصِبا: أنا مكونتش هاجي والله بس نوح أقنعني.. كُنت خايفة
رفعت صِبا حاجب وقالت: ولا تخافي ولا بتاع هنقعُد نتكلم أنا وإنتي ما صدقت شوفتك
حضنتها رفيف وهي بتقول: وأنا والله
خرجت مياسة وهي شايلة صنية عملتها تاني بعد ما أهل عيسى مشيوا وحطتها وقالت: بصوا متتعاملوش ك ضيوف بقى كُل واحد ياخُد اللي بيحبه
عيسى: ثواني بس، إنتوا أتغديتوا يا جماعة؟
كلهُم بكذب: ياعم أه لسه واكلين.. لسه قايمين من على الأكل حالاً
عيسى: إنتوا كذابين كُلكُم، هطلب مشاوي وأمي جايبة صنية أكل ليا أنا وماسة وهناكُل.. متفقين؟ هنسهر سوا إنهاردة
مياسة بسعادة: وأنا هقوم أسخن صنية الأكل لحد ما إنت تطلُب المشاوي
رفيف بذوق: إستني يا مياسة أنا جاية أساعدك.
لفت سيليا وقعدت جنب صِبا وقالت: بقولك إيه، مش ملاخظة حاجة غريبة؟
صِبا بتركيز: لا! حاجة إيه؟
سيليا بصوت واطي: على جوزك مثلًا، حساه نخبي حاجة عنك صح؟
ميلت صِبا على سيليا وقالت بهدوء: أيوة بس مش عاوزة أسألُه عشان منتخانقش
سيليا بهمس لصِبا: أنا بقى أقطع دراعي إن مكانتش السهرة بتاعة إنهاردة دي هياخدوا جنب ويتكلموا سوا، صدقيني مش متطمنة
صِبا بقلق: هتخوفيني ليه يا سيليا! ربنا يستُر.
* في منزل ليث الصفتي
كان قاعد بياكُل مع نرجس ومبسوط وبياكُل بشهية
سندت نرجس خدها على كف إيدها وصفرت بهدوء لحد ما ليث إنتبهلها
نرجس بتساؤل: اللي واخد عقلك
ليث بغزل: مفيش غيرك واخد عقلي.
نرجس: أنا عارفة دا، أنا أقصد حاجة تبع الشُغل مثلًا
ليث بإستغراب: إيه اللي خلاكي تقولي كدا
حطتله نرجس سلطة في طبقُه وهي بتقول: أصل يا سيدي ساعات ترجع من الشُغل متضايق وضارب بوز وبتحاول تداريه عشاني عشان متزعلنيش بس بلاحظ، لكن إنهاردة الإبتسامات والضحك دا كُله مش إبتسامة واحد بيداري زعل لا دي من القلب
ليث بتغيير موضوع: وإنتي تكرهيلي دا يا نرجسي؟
نرجس: يا سيدي ربنا يفرح قلبك كمان وكمان، بس على فكرة.. متعودتش تخبي عني حاجة.
ساب ليث الشوكة وخد نفس عميق وقال: بإختصار، بُكرة هريح دماغي من عصابة مش عارف أمسك عليهُم دليل، بُكرة بقى همسكهُم متلبسين وخلاص
نرجس بسعادة: طب دا حلو أوي، جوزي شطور يا ناس..
وشها بهت ورجعت قالت: بس عشان خاطري إلبس واقي الصدر بتاع الرصاص، إنت كُل يوم لما بتنزل بحُط إيدي على قلبي والله
ليث مسك إيديها وباسها وقال: متخافيش يا نرجسي، لو بكرة يظبط اللي في دماغي هنرتاح كُلنا
شدت نرجس على إيدُه وهي بتبُصله بحُب وقالت: يارب!
* في عربية عاصم
وقف تحت بيتها ف جت تنزل راح قافل الباب عليها
بصتله رهف وقالت: إيه الجنان دا؟
عاصم بهدوء: ما تيجي ناكُل سوا، أنا حاسس إني جعان ومش هاكُل كويس غير وإنتي قُدامي
سندت رهف ظهرها لورا وهي بتاخُد نفس عميق بعدها بصتله وقالت: وأخرتها يا عاصم؟ ليه مُصمم تحصُرني في دور مش دوري!
عاصم: تاني يا رهف!
رهف بصوت عالي: هو دا موضوع يتقفل من الأساس؟ أنا كُنت واضحة وصريحة معاك.. وإنت عاوز تمسك العصاية من النُص عشان تريح نفسك وتريح عيلتك على حسابي، وقولتلك دا مش هيحصل
عاصم بل شفايفُه بلسانُه بعدها قال: طب إنتي عاوزة إيه يتعمل عشان أعرف أكون معاكي؟
رهف بجدية: تواجه عيلتك بحُبنا طبعًا، وتواجه الصحافة والناس والكُل.. أنا مش فاهمة ليه إسمها إيه دي مُصرين يجوزوهالك
عاصم بصدق ميقصدش بيه إهانة: عشان المستوى الإجتماعي لعيلتها مُتكافيء مع مستوى عيلتي الإجتماعي
رهف عينيها ملت دموع وقالت وهي بتضغط على شنطتها بإيديها: كويس! ربنا يهني سعيد بسعيدة.
نزلت من عربيتُه ورزعت الباب وجت تطلع راح ساحبها لبير السلم وثبتها في الحيطة وقال: عاوزة إيه أكتر من إن عقلي وقلبي معاكي إنتي؟
رهف بضيق: عاوزة أكون في النور بتاع مُجتمعك، مش في ضلمة بير السلم.
غطا وشه بإيدُه وقال: يا رهف أنا..
رهف بعياط: إنت جبان يا عاصم وقولتلك كدا مليوون مرة بجد جبان ومتعرفش يعني إيه تحارب عشان حُبك
عاصم بصوت عالي زيها: أحارب مين وإزاي!!
رهف خبطتُه بالشنطة وهي بتقول: تحارب الفِكر الرديء بتاع مجتمع الأثرياء إنك لازم تاخُد بنت من مستواك عشان إسم عيلتك مع إن لو بنت على قد حالها زيي هتصونك وتشيل إسمك أحسن من مية بنت ذوات
عاصم بصوت عالي: الموضوع مش بالسهولة اللي بتتكلمي بيها دي، اللي بتقوليه دا بيحصل في الروايات والأفلام لكن على أرض الواقع صعب.
رهف ضغطت على سنانها وقالت: يبقى تنساني خالص ومتحُطنيش في بالك وأنا أتجوز اللي اتجوزه المُهم شخص يمسك بإيدي في النور ويفتخر بيا، أنا المُحامية رهف عبد السلام مش قُليلة برضو، أما أنت طالما فضلت الواقعية عن قصة حُبنا اللي بتقول خيالية، يبقى لازم تواجه ذاتك الأنانية ومتحاولش تاخُد الجاه والحُب
مسحت وشها وقال بعياط غصب عنها: اللي هو واضح أنك إختارت مركزك الإجتماعي عني!
طلعت جري على السلم ووقف عاصم يبُص على السلم مُتردد..
مُتردد يطلع وراها ويوريها إنه شجاع وبيحبها بالفعل.. ولا يرجع عشان تعب أبوه وأجداده ميتسحبش منه ويروح لأخوه البايظ.. ويبقى خذل عيلتُه
حتى في دي مُتردد يا عاصم؟
مش تردُد.. لكن ليه الحياة صعبة كدا.. ومش بتدي كُل حاجة عشان نرتاح!
* عند منال وراغب
عصافير! ربنا ينتقم منك انا مش عارفة إنت مريض نفسي ولا إيه
سحبها راغب وهو بيقول: بتتحسبني في الراجل ليه! دي أكله معروفة بيعملوها ساندوتشات قُدام المدارس و..
ااااااااهع
قاطعته منال وهي بتقول: ما هي مفيهاش لحم!
راغب بإبتسامة عريضة: لا ماهما بياكلوها بعضمها
غطت منال بوقها بإيديها وهي بتقول: غور يالا من قُدامي يخربيت قرفك.
راغب بيغيظها: يعني إنتي بتاكلي لسان العصفور وقرفانة من العصفور نفسُه!
بصتله منال شوية بعدها قالت: يمكن عشان لسان العصفور دا مكرونة مثلًا؟
راغب بسخافة: خلاص إعتبري العصفور مصنع مكرونة هههه.
منال بقرف: إنت يالا بارد يالا بجد.. انا همشي
راغب قالها: إستني بس، طب بالنسبة لدكر البط اللي واقف قُدامك اللي هو أنا. ” بيغمزلها ” إيه؟
منال قربتلُه وهمست وقالت: لا دكورة البط بنحشيهم ورق عنب ونحطهُم في الفُرن.* بتغمزله نفس الغمزة *
مشيت ناحية العربية ف قال راغب: رايحة فين؟ مش هناكُل سوا.
عدلت شعرها القُصير بإيديها وهي بتقول: ليه؟ ناوي المرادي تعزمني على سحالي ولا ضفادع.
وقف راغب قُدامها مانعها تتقدم خطوة تانية وقال: ناوي أتكلم معاكي وأقعد عشان أتأمل فيكي وإنتي بتاكلي.. أنا لما قولتلك موضوع ضروري في الفون وجيتي تشوفيني ولقيتي إني عاوز اتغدى معاكي قدرت عصبيتك عشان خدعتك.. بس غصب عني، حاولت أكلم أي بنت من اللي رقمهُم متسجل في فوني لقيت نفسي برزع الفون في الأرض، مشدود ليكي إنتي ولشخصيتك.. عاوز أتعمق حتة حتة في شخصيتك
للحظة منال قلبها مال وهي بتسمعها ف إبتسمت على جنب بعدها قالت بجدية: يبقى ناكُل على مزاجي أنا ومتعترضش، أمين؟
قالها بإبتسامة واسعة: أميين أكيد.
فتحت العربية وركبت جنبه وركب هو في كُرسي السواقة وأتحرك.
أول ما إتحركوا رفع واحد الفون وإتصل على الإدريسي بيه وقال: أيوة يافندم، ركبت معاه العربية أهو.
الإدريسي: عينك عليهُم كويس أوي، راغب هو اللي قرر ينهي البت دي.
* صباح اليوم التالي
إستعد ليث وبلغ القوات إن هيتم اليوم القبض على أربعة من أكثر الأشخاص خطر على الإطلاق.. هيتم القبض عليهُم مُتلبسين في مُحاولة منهُم لإغت_يال الطبيبة النفسية المذكورة أدناه ****.. في مكتبها الكائن في منطقة ****.. وتم رصد الخطة عن طريق مُراقبة الهواتف الخلوية للأربع أشخاص.
دخلت منال مكتب ليث وهي ماسكة كوباية ورق قهوة وقالت بتعب: صباح الخير
ساب ليث القلم وقال بإبتسامة: صباح الفُل.
قفلت منال باب المكتب وراها وقالت: خلاص قررت إنهاردة؟
ليث بصلها وقال بحماس: وإنتي هتكوني معايا أنا والقوة.
منال بإبتسامة: مينفعش يا حضرة النقيب لازم تعرف أن القوة بيقودها ظابط واحد بس.
ليث: مش شرط.. هتيجي معايا يا منال إحنا تعبنا أوي عشان نمسك على ولاد ال **** دول حاجة.
منال سكتت شوية ف بصلها ليث وقال: قولي اللي عندك يا ستي
منال زفرت وقالت: مش متطمنة خالص يا ليث على عكسك! حاسة إن في حاجة هتغير الموازين وإحساسي عُمره ما خاب.
ليث: سيبيها على الله، إحنا الصح والحق ف عشان كدا ربنا هيحمينا وهيتم القبض عليهُم على خير.. متخافيش وجمدي قلبك
منال: جامد متقلقش.. هخلص كام حاجة كدا في مكتبي وبعدها هكلم رهف أتطمن عليها
ليث بإستغراب: ليه خير مالها؟
منال بحُزن: كانت بتعيط طول الليل وتعبانة، مكانش هاين عليا أنزل الشُغل إنهاردة وأسيبها.
ليث: طب يا بنتي لو عاوزة تستأذني لعُذر ما لحد قبل الميعاد عادي هما هيروحوا بالليل!
منال: لا لا عشان محبطش معنوياتك، رهف جامدة انا عارفة وميتخافش عليها.. البني أدم بشكل عام بيحتاج ينهار عشان يقدر يوقف على رجليه مرة تانية
إبتسمت لليث وقفلت باب المكتب وراها وإتجهت لمكتبها.. وهي حاطة إيدها على قلبها وحاسة بشيء مش مُريح
* في غُرفة رهف / منزل وسط البلد
كانت نايمة على السرير بتعيط جامد وجسمها بيتهز ومشغلة تامر عاشور. ” ولا سامع ولا راضي وأقوله هموت يقول عادي وبيحسسني بذنوبي وبيفكرني بالماضي، بموت جوايا وببكي على حالي وأحزاني اللي جيالي ”
قطع الأغنية إتصال من شوقي ف بصت للشاشة بعياط وقالت: ودا وقتك إنت التاني.. هووف.
مسحت وشها وعدلت صوتها وهي بتقول: صباح الخير يا شوقي، أخبارك إيه دلوقتي؟
شوقي بجدية: رهف! فتحتي سوشيال إنهاردة؟
إتعدلت رهف وهي مكشرة وقالت: لا خير! حصل إيه؟
شوقي بضيق: الصحافة مصورينك مع عاصم صور مش لطيفة وكاتبين عنك كلام وحش أوي.
رهف قلبها بدأ يدُق ومن توتُرها قفلت في وشه، فتحت سوشيال وبدأت تشوف الصور والكلام المكتوب فوقيها
شاااااهد فضيحة المحامية رهف عبد السلام مع المالك الأصلي لمرسيدس..
التعليقات: أهو أي واحدة تعمل إنجاز في شغلها وتتشهر لازم تت***، الراجل فرحه كمان كام يوم وبنت الو*** دي مش فارقلها وقاعده تفعص في إيدُه
تعليق تاني: إخص على التربية، الصور مش مبينة مثلًا إنهُم أصدقاء.. المحامية دي كُنت فكراها محترمة من إسمها اللي ليه سيط.. طلعت أي كلام، يعني إحساس الغلبانة خطيبتُه إيه لما تشوفه معاها كدا
تعليق تالت: حربوقة أوي وصفرا بجد.. مبحبش البت المدلوقه اللي بتلف على الرجالة المرتبطين
رهف بلطم: يا نهار إسود!! يا نهار إسوود يالهوي علياا يالهوي يالهووووي!!
أعمل إيه! أعمل إيه يارب كُل حاجة راحت مني كدا!
* في منزل عيسى
صحي من النوم لقى مياسة بتعمل قهوة وفطار، بص بإستغراب للمطبخ لقاه نضيف وزي الفُل وممسوح رغم إن السهرة طولت عليهُم إمبارح
عيسى بهدوء: صباح الخير
مياسة بإبتسامة حلوة: صباح النور كُنت لسه هصحيك عشان نفطر سوا.
عيسى: تسلم إيدك يا حبيبي.. بس أنا مش جعان.. هكتفي بالقهوة بس
طفت مياسة على القهوة وصبتها وقدمتها لعيسى وهي بتقعُد جنبُه وبتقول: ليه كدا؟ إنت حتى إمبارح مأكلتش حاجة أنا ركزت ولقيت طبقك زي ما هو يادوب معلقتين من السلطة! في حاجة مضيقاك حصلت؟
حرك عيسى راسُه يمين وشمال وقال: لا مفيش بس فعلًا ماليش نفس.. أنا كدا أكلتي خفيفة.. إفطري إنتي عشان إنتي تعبانة وأنا قاعد معاكي اهو.. تعالي في حُضني
قربت مياسة بجسمها ناحيتُه وحطت راسها على صدرُه، شرب بوق من القهوة بعدين باس راسها وهو بيقول: فراولة وحياة أمي.
حطت مياسة إيديها على قلبُه وقالت: نفسي أكون انا بس اللي فيه
عيسى بتساؤل: وإنتي شايفة حاجة غير كدا! انا إتجوزت مين يعني؟
مياسة: أنا
عيسى وهو بيبوس راسها تاني: عشان بموت فيكي، عُقبال ما أنول شرف إني أبوس شفايفك.
خبطته مياسة على صدره وهي بتقول: إتلم.
حط عيسى فنجان القهوة على جنب وقال: طب بقولك إيه أنا دماغي قفل وقفلت معايا إني هبوسك شفايف دلوقتي.
مياسة بصدمة: عيسى إتلم بتكسف!
شاورلها على خدُه وهو بيقول: طب هنا.
قربت وباستُه بهدوء على خده ف لف وشه وقالها: الناحية التانية عشان متزعلش
ضحكت مياسة وقالت: لا هههه عرفاها الخدعة دي تقوم لافف وشك مرة واحدة وبايسني في بوقي.
بصلها عيسى بتأثُر لدرجة إنها صدقتُه وقال: إنتي تعرفي عني كدا!
مياسة: طب هات خدك التاني بسُرعة.
لفلها وشه وجت تبوس خده راح لافف وشه مرة واحدة ومسكها من أكتافها وهو بيديها قُبلة على شفايفها.
بعدت عنُه وهي بتخبطُه وبتمسح بوقها وقالت: والله كُنت عارفة أنا بجد مش هلعب معاك تاني هو إيه أصلُه دا
رجع عيسى ظهرُه لورا وهو بيضحك جامد على برطمتها.
« الوقت الموعود.. أمام عيادة الطبيبة النفسية»
فضل ليث مستني وجنبُه منال
منال بتعب: وبعدين يا ليث! فات ساعة ونُص ومحدش جه.
ليث بتركيز على الشارع اللي قُدام البوابة: إستني بس جايز.. أهووو!
ظهرت عربية نوح وعدت من قُدام البوابة.. ركنت جنب العيادة، نزل نوح من العربية وليث باصصلُه زي الأسد اللي مستني ينقض على الفريسة بتاعتُه.
إتحرك نوح عادي جدًا ببرود ودخل الكُشك اللي جنب العيادة.
بهتت ملامح منال وقالت : إيه دا!
ليث بأمل: جايز هيشرب مياه قبل ما يطلعلها
منال بصدمة: مياه إيه! واحد طالع يهدد واحدة هيكشف نفسه بالبرود دا للكُشك!
مسك نوح إزازة باربيكان ساقع وفتحها وشربها وركب عربيتُه تاني وهو بيتحرك من قُدام العيادة
ليث ببُهتان: إيه التهريج اللي بيحصل دا!
منال بإحباط: أنا قولتلك يا ليث! مش قولتلك مش بالسهولة دي؟ أكيد عرفوا الكمين بطريقة ما وخدوا حذرهم.. في جاسوس معانا في القسم
ساق ليث العربية بتاعتُه جامد وطلع ورا عربية نوح
منال بصدمة جنبه: بتعمل إيه
ليث مبيرُدش عليها لحد ما وقف عربيتُه قدام عربية ليث وقال وهو بيفُك حزام الأمان: خُدي عربيتي وروحي إنتي يا منال.
منال بخوف: نعم! لا طبعًا هتعمل إيه
ليث بزعيق جامد وعصبية: إعملي اللي بقولك عليه يا منال!
سحب ليث سلاحُه وركب جنب نوح.. وبص قُدامه وهو بيقول بغضب واضح على ملامحُه لنوح: إطلع بالعربية.
بصلُه نوح بإستغراب ف رفع ليث سلاحُه وحطُه على حنب راس نوح
ضحك نوح بصمت وهو مبين سنانُه وقال: عشان خطتك الخايبة في القبض عليا فشلت تقوم مضيع نفسك ك ظابط كُفأ! خُسارة!
ليث وهو لسه حاطط السلاح على راس نوح: خايف عليا يا إبن ال **** ” شتيمة بالأم ”
فجأة إتحولت ملامح نوح لنظرات شيطانية.. وداس على زُرار في الباب بتاعُه قفل ماسوجرات العربية كُلها وقال: أنا مبخافش من حاجة.. حتى الموت مبخافش منه.. وهثبتلك دا دلوقتي
طلع نوح بعربيتُه بأقصى سُرعة مُمكنة ومعاه ليث
نزلت منال من العربية وهي بترزع الباب وحاولت تجري وراهُم لكن فشلت!
جريت على فوق عند الدكتورة النفسية وهي بتترعش وعمالة تضرب الجرس بتاع المكتب.
كانت الدكتورة بتلم حاجتها عشان تروح لكنها فتحت لمنال وقالت بصدمة: حضرة الظابط منال، خير؟
منال برعشة وتوتُر: ز زم زميلي، زميلي ركب مع نوح ونوح مشي بيه بعيد و…
الدكتور بصدمة: ثواني معلش ركب معاه فين!
منال بدأت تعيط من التوتر: الع العربية، انا مقدرش أبلغ لإن ليث جه هنا وجاب قوات من غير إذن سيادة اللواء و..
الدكتورة بمُقاطعة لمنال: لازم تبلغي يا منال! نوح عنده نوبات غضب حادة ممكن تخليه يأذي نفسُه هو واللي معاه!
_________________________________
فضل نوح سايق العربية جامد وليث ماسك في المقبض وهو مغمض عينُه
نوح بإنفصام: إيه؟ خايف! أنا مبخافش.. كان المفروض تودع المدام والأولاد قبل ما تجيلي
ليث من كُتر السُرعة صدع ف قال لنوح: وإنت ودعت اللي تعرفهُم؟
نوح بتركيز: مش مهم هما، المهم إني رايح لأمي.. لإنها وحشتني بقالي سنين محروم منها.
قرب بالعربية ناحية حافة عالية ونزل بالعربية من عليها جامد وقوعًا في النيل.
* شقة رهف
الجيران: حد يتصل بأختها يا جماعة، وعرفوها اللي حصل لا حول ولا قوة إلا بالله
واحدة من الجيران: البنات دول طول عمرهم عاقلين وهاديين في حالهم إيه اللي جرالهم بس
إتنين بيتوشوا: تلاقي عشان الكلام اللي إتنشر عنها على النت والصور!
واحد من الجيران: مين معاه رقم أختها يا إخواننا؟
* بعد يوم
راغب دخل مكتب الإدريسي وقميصُه عليه د_م وقال بعيون حمرا: ليه عملت فيها كدا! لييييه! عشان انا حبيتها؟؟ عشان لأول مرة ألاقي بنت تخليني بني أدم مش صايع زي ما بتقولي! عملت في منال كدا لييييه!!!؟!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية سفير العبث" اضغط على اسم الرواية