رواية لا تخبري زوجتي البارت الخامس والسبعون 75 بقلم مونت كارلو
رواية لا تخبري زوجتي الفصل الخامس والسبعون 75
كثيره هي الأحلام
التي نادرآ ما تتحقق
إرتقيت مقعد السياره الخلفي في طريقنا نحو مطار القاهره الدولي
كانت رحلتنا تمام الساعه العاشره وأربعين دقيقه، وكنت غير مهتمه لما سوف يحدث لاحقآ، لم أكن تخطيت ازمتي بعد، عوني وبانجو وتلك الليله الكئيبه، بعض المواقف لا تعبرنا بسهوله، تترك رواسب عالقه في اعماقنا ولا نفلح في التخلص منها، بينما انخرط ادم وتلا في حديث ودي عن ترتيبات المعرض، كيفية عرض اللوحات وترتيب عرضها
كانت تلا تري عرض اللوحات الأكثر قيمه بداية المعرض لاحداث ضجه وجلب الكثير من الزوار ، بينما كان لادم رأي آخر، فرضية التنويع
بين لوحاته حتي لا يفقد المعرض قيمته في أخر وقته، عندما طلب رأي قلت لا مشكله، انا وزن زائد، سأكون راضيه عن أي ترتيب مهما كان نوعه.
طلبت مني تلا ان اكتب اسم اللوحات التي سأقوم بعرضها بالترتيب حتي يتثني لها المتابعه مع صاحب المعرض وعدم حدوث أخطاء
كتبت اسم اللوحات كيفما اتفق لي بلا مبلاه.
اقلتنا سياره من المطار نحو الفندق، كان لدينا يوم فراغ حتي نستريح من عناء الرحله
خرج ادم وتلا للتنزه بيننا ظللت في غرفتي لم أرغب بالتسكع في شوارع لندن.
بمضي الوقت شعرت بالملل، بدلت ملابسي ونزلت نحو المكان الذي قابلني فيه شكري
ظننت انه من الممكن أن أكون محظوظه واجده هناك يمارس هوايته في جلب النقود
لكن المكان كان خالي الا من بعض الماره، غربت الشمس وكان علي العوده للفندق حتي لا اتسبب في قلق لا داعي له
ورغم عودتي متأخره بعض الوقت الا ان ادم وتلا كانا بالخارج لم يعودا بعد.
تناولت وجبه خفيفه عن طريق خدمة الغرف، واكتفيت بكوب عصير، شاهدت فليم اجنبي علي احد القنوات ثم غرقت في النومِ
إستقبلنا يوم ضبابي عندما فتحت عيني، كانت الريح تعوي خارج غرفتي محنيه روؤس الاشجار، مضطهده أوراقها، مذلة افرعها، مغتصبه جذوعها العتيه، وراكله ذرات التراب أمامها
رفعت كتفي وفردت ذراعي قبل أن اهز رأسي لأطرد بقايا نوم علقت بجفوني، سمعت طرقات على باب غرفتي
كنت بلباس النوم، لذا إرتديت سدال بسرعه وفتحت الباب،تناولت طعام الإفطار من خلف الباب وشكرت النادل
صببت الشاي الانجليزي الأحمر واستمتعت بقطعة انجلش كيك، كان الوقت باكر رغم ذلك سمعت خطوات ادم التي اعرفها، نحنحته وسعاله، زهره؟
لم تبدلي ملابسك بعد؟
امنحني لحظات من فضلك، سنذهب الأن؟
اوه زهره، تعرفين ان اليوم الأول هو الأصعب، علينا ان نشرف علي تعليق اللوحات واستقبال الوفود الصحفيه، ذلك الهراء الذي لابد منه
حسنا، لن اتأخر
كان ادم في كامل اناقته عندما لمحته، ابتاع بذله ماركة جيوفاني واهديت اخر اليه علي سبيل الدعايه
بينما أكتفيت ببنطال واسع وقميص وستره صوفيه زرقاء وحذاء لبني ابتعته في تصفيات شانيل
اما تلا فلم اعرفها في البدايه، أرتدت فستان زهري بسيط وانيق وتركت شعرها على هيئة زيل حصان
بدت جميله ورقيقه، بعيده عن التكلف، انطلقنا نحو المعرض كنت أعلم أن يوم ممل ينتظرنا
لذلك جلست في احدا النواحي العب في هاتفي وادعو ان يمضي الوقت
علقت اللوحات في الحوامل في أماكنها قبيل الظهر، التقي ادم بعض مندوبي الصحف المهتمه بالرسم
كما تقرر خصص اليوم الأول والثاني للوحات ادم، علي ان تنشر لوحات بداية من اليوم الثالث
حضر بعض أصدقاء ادم، رسامين من بلاد مختلفه للمباركه له في الظاهر ومراقبة اعماله عن قرب، لم يخلو المعرض من بعض الرواد
لكن وقت الذروه كان معروف، في اليوم الرابع والخامس حيث تكون كل اللوحات متاحه
لم يظهر شكري خلال اليومين الأولين حتي ظننت انه اختفي او غادر لندن، حتي هاتفه كان مغلق، فص ملح وداب
كانت نسبة حضور المعرض معقوله ترتفع في نسق تدريجي، بيعت بعض لوحات ادم بمبالغ جيده، ادم رغم بساطته كان رسام موهوب وماهر، في اليوم الثالث علقت بعض لوحاتي تحت مسمى رسامه مبتدائه، لكن لوحات ادم كانت اكثر زخم وعمق لذا لم يلتفت لها ولا شخص حتي ان بعض الحضور كان يوليها ظهره ما ان يصل إليها
لم اتفاجيء، لم تلجمني الصدمه، كان امر متوقع فلوحاتي تفتقد للدقه، رسمت بطريقه متهوره وكان بها بعض الأخطاء
اليوم الرابع كان المعرض مزدحم وكان من ضمن الحضور شكري الذي ظهر اخيرا ورغم لهفتي لرؤيته الا انني كنت انتظر شيء آخر
ظل شكري يمدحني لكنه لم يتطرق ولا مره للوحاتي، فهمت، لوحاتي لم تكن على القدر المتوقع، شعرت بالخيبه لكني مره اخري لم أكن متفاجأه
لكن ما اندهشت له ان شكري ودعنا بسرعه ورحل كأنه يؤدي مهمه، لن تكون أول هزيمه ابلي بها
استطيع ان اقول برحيل شكري بلا كلام انطفأت شمعتي.
اليوم قبل الأخير وحينها كنت ارافق ادم من باب المجامله بعد أن فقدت الأمل في نجاحي وكان الوقت حينها ظهر حيث استراحة الغداء في مطعم مجاور ظهر شكري مره اخري من العدم، كان علي عجاله من أمره وبدأ خائف همس لي أن شرطة سكوتلاند يارد تبحث عنه في كل مكان
قال انه لا يمتلك الوقت وان علي ان أعرض لوحتي الغامضه المخفيه في قبل الساعه الرابعه عصرا وان لا اخضع لمعارضة تلا او صاحب المعرض، قال ان هناك مفاجأه سعيده تنتظرني، هل تسمعي يا فتاه؟
قلت اجل اسمعك
حسنا علي الرحيل الان، بقائي يعني هلاكي، ابتسم شكري ورحل
سألتني تلا ما أخبرني شكري؟
قلت لا شيء، كان يتفوه بالهراء
ظللت ساكنه في مكاني حتي وصلت الساعه للثالثه والنصف عصرا
حينها دون أن ينتبه احد أخرجت لوحتي المركونه في المخزن، حملتها وشرعت في وضعها علي الحامل
اعترضني صاحب المعرض وتلا، قال ان هذا ليس الاتفاق الذي تم بيننا
أبدت تلا أيضا معارضتها، لقد رفضت كل محاولتهم، حتي ان صاحب المعرض صرخ ارجوكي انسه زهره لن يتم هذا بالقوه
ربع ساعه نتجادل في موضوع اللوحه كان صوتنا قد ارتفع وطلب مني ادم ان اشرح له لما الاصرار علي تعليق اللوحه الأن؟
لم أجد مبرر يناسب كل تلك الجلبه التي احدثتها
حينها دلف رجل خمسيني أنيق من باب المعرض ترافقه فتاه شابه جميله ومشي تجاهنا تمامآ، كنت متعلقه باللوحه حينها، احتضنها بكل ما أوتيت من قوه
بدا انه شخص مشهور حتي ان صاحب المعرض رحب به وتودد له بكل الطرق
سأل ما هذه اللوحه؟
قال صاحب المعرض انها لا شيء، امر تافه
قال أرغب برؤيتها
- يتبع الفصل التالي عبر الرابط (رواية لا تخبري زوجتي) اضغط على أسم الرواية