رواية لا تخبري زوجتي البارت الثامن و السبعون 78 بقلم مونت كارلو
رواية لا تخبري زوجتي الفصل الثامن و السبعون 78
كان بيدي كتاب وانطلقت نحو تخوم الغابة، كان يمكن رؤية حقول العنب، أرض محروثة وتلك التي ينبت فيها القمح والشعير، علي طريق متعرج بين المراعي رأيت فلاحين علي رأسيهما قبعتان من القش
ثم اختفيا بين أشجار الصفصاف، وراء الصفصاف هناك أشجار شاهقة الأرتفاع كأنها تعانق السماء الزرقاء الملطخه بالغيمات، ورائها تنهض الجبال الكبيره، لا يمكنني أن اطلب أكثر من هذا، ربما خرير نهر، غناء الماء الصافي فوق الأحجار، خرجت من الجانب الخاطيء لم أكن أمام البيت الرئيسي وإنما وسط بعض الحقول، سمعت نباح بضعة كلاب لم أكن أراها وعندما عبرت الحقول رأيت تحت الظل الواقي لبعض أشجار الادفوكات أرضآ مزروعه بكل انواع الخضروات والفاكهه جديره بلوحه لارشيمو لدو، لمحت طفل وطفله يلعبان عاريين بجوار حفرة في الأرض، نظر الي الطفل كان خيط سميك من المخاط يهبط من أنفه الي صدره، ابعدت عيني بسرعه لكنني لم أستطع التخلص من شعور
رهيب بالغثيان، شعرت اني أسقط في الفراغ، في النهايه عندما استعدت تركيزي كان الطفل والطفله قد رحلو، وصلت الي ما يشبه حظيرة طيور، بالرغم من ان الشمس لاتزال في السماء رأيت الدجاج كله راقدآ علي سيقانه، علي مبعده يوجد اسطبل وحظيرة للخنازير دورت حولهما قابلتني شجرة صنوبر منتصبه، شديدة الجمال والعظمه
سمعت أصوات بعيده للغاية، تقدمت مطمأنه معتقده انني أسير نحو المنزل، عبرت قناه تجري فيها مياه، رأيت عشب القراص وكل انواع العشب البريه تخيلتني طفله ترتدي مرتديه سترة رثة من صوف الغنم أتحرك وسط تلك العزله المطلقة التي تسبق هبوط المساء في الريف تخيلت فأرآ، تخيلت خنزيرآ، تخيلت نسرآ ميتآ في وادي صغير لم تطأة قدم بشر، بعد القناة مشيت فوق عشب أخضر طويل حتي سمعت صوتها
كيف تتجولين في البريه دون أن تمنحيني خبر؟
ألم يخطر ببالك انك ربما تفقدين طريقك وتضعيين في الغابه؟
الكثير من الهراء، منذ البدايه وانا لم استثغ تلك الفتاه صوفيا
وعندما يحضرني ذلك الخاطر لا تفلح كل مبررات العالم بتغير وجهة نظري
مشيت للنقطه التى وقفت فيها صوفيا بصمت قبل أن ترافقني للمنزل
مصممه عدم التحدث إليها حتي لا اخرج اسوء ما في داخلي
أيضآ كانت لدي العديد من الأفكار التي تشغل بالي، افكار تتصارع من أجل أن ارسمها، قصدت غرفتي اخرجت عدة الرسم وبدأت العمل في الشرفه!!
كان علي ان استغل تلك الفرصه، هذه الأجواء الغريبه علي كيف ستوسع مداركي وتغير نوعية لوحاتي من صحراء قاحله لخضره ومطر
طرقت صوفيا باب غرفتي، قالت طعام الغداء جاهز، قلت شكرا لك لم أرغب ان تهرب مني اللحظه، سأتناول طعامي لاحقآ
لست خادمتك خاطبتني صوفيا بنبره مستعليه لاحقآ عليك ان تعدي طعامك بنفسك
حافظت على هدوئي، لا مشكله قلت وانا ابتسم
ماذا تظني نفسك؟ رسامه مشهوره؟ نابغة حضرت من صحراء الشرق؟
نظرت الي من فوق كتفها ورمتني بنظره ساخرة
حسنآ، فاض الكيل، اي حشرة استوائية لدغتك يا عزيزتي صوفيا؟
ألم يوضح لك ارنولد انني مالكة المنزل الأن؟
اسمعي، انا لا أبالي اي شيطان يلعب في دماغك التعيسة، انا سيدة المنزل رغما عنك، كلمة اخري وسأركلك على مؤخرتك خارج المنزل
انا لا احتاج خدماتك، كل ما عليك فعله ان تتجنبي رؤيتي حتي تمر تلك الأيام القليله بسلام.
صمتت صوفيا ، منذ اول لحظه وانا أدرك ان تلك الوغدة عاهرة ارنولد في اسكتلندا
برا، اغلقت باب الغرفه في وجهها وسمعت خطواتها تبتعد
لم أكن مسرورة لاني أخرجت اسواء ما في، لكن للأسف بعض البشر يفلح معهم االاسلوب القمعي فقط.
لزمت غرفتي كانت لدي لوحه علي الانتهاء منها قبل أن تهرب افكاري
رسمت فتاه تتلوي من الرعب الرفيع الضعيف مثل دودوة
كأنها تنتحب في حقل محروق
بألوان صفراء، منازل رماديه لوحة ريفيه بحته للقنوط، سحابتين صغيرتين وبعيدتين للغايه تجريان مثل طفلين يدفعهما الريح تقطران رماد، كانت الفتاه تجلس في صالة أرضها من خشب الزان وجدرانها من خشب الساج يتدلي منها مصباح غاز يرتعش ضوئة، ينتصب شعر ذراعيها كريش دجاجة، خليط بين السوريالية والطبيعية
- يتبع الفصل التالي عبر الرابط (رواية لا تخبري زوجتي) اضغط على أسم الرواية