رواية هي بيننا بقلم ديانا ماريا
رواية هي بيننا الفصل السابع 7
أسرعت سلام نحوها وركعت على الأرض وهى تصيح: شيماء!
مدت يدها لها وهى ترتجف ولكنها لم تستطع أن تلمسها فأعادت يدها لها، نهضت تبحث عن حقيبتها ثم أخرجت هاتفها واتصلت بالإسعاف وهى تبكي.
وقفت تضم الهاتف إلى صدرها ثم وكأنها تذكرت أنها ممرضة ويمكنها المساعدة و نجدة الطفلة المصابة، نظرت حولها فأحضرت منشفة ووضعتها على رأس شيماء المصاب وضغطتها بقوة تحاول السيطرة على النزيف.
بعد قليل وصل الإسعاف وأخذوا شيماء وأصرت سلام على الصعود معها إلى سيارة الإسعاف.
كانت الإسعاف تابعة للمستشفى التى تعمل بها سلام، رفض الطبيب السماح لها بالدخول مع شيماء لأنها قريبتها وحتى وإن كانت ممرضة محترفة لن تستطيع رؤيتها بهذه الحالة دون أن تتأثر.
انتظرت بالخارج وهى قلقة ثم تذكرت أنها يجب أن تخبر والدها ليحضر على الفور، بحثت عن حقيبتها ثم انتبهت إلى أنها قد نسيتها فى المنزل فى ظل خوفها على شيماء.
بحثت عن أحد حتى تستعير منه هاتفها وقد وجدت زميلة لها التى أعطت هاتفها بكل لطف.
حاولت طلب رقمه عدة مرات دون أن يجيب حين ملت وتأففت نظرت لها الممرضة بشفقة وقالت لها: خليه معاكي شوية وحاولي تتصلي تاني وأنا كدة كدة عندى بايتة هنا النهاردة.
عادت سلام تقف أمام غرفة الطوارئ تنتظر خروج الطبيب بجزع.
كان إياد عائدا من منزله بعد أن ذهب سريعا ليستحم ويبدل ملابسه ثم يعود لدعاء التى كانت نائمة حين لمح سلام تقف أمام باب الطوارئ، رأي أنها تبكى ولا ترتدي ملابس العمل كممرضة، وبدون شعور وجد نفسه يسير إليها.
وقفت أمامها وقال بتساؤل: آنسة سلام فيه حاجة؟ حضرتك واقفة كدة ليه؟ وبتعيطي ؟
حدقت إليه سلام بتوتر واستغراب وقالت قالت: حاجة بسيطة بس متشغلش بال حضرتك.
كان على وشك الرد عليها وسؤالها عن سبب بكائها حين جاء الطبيب فألتفتت إليه سلام بلهفة: شيماء كويسة؟
قال الطبيب بعملية: هى كويسة الحمدلله دلوقتي إصابتها مش كبيرة ولا خطيرة وأحنا خيطنا لها الجرح بس محتاجة تفضل هنا يومين .
أومأت سلام برأسها ثم شكرت الطبيب بشدة و إياد يقف يتسائل بداخله من هى شيماء، حين غادر الطبيب لم يستطع إياد كبح فضوله.
إياد: هى مين شيماء، دي أختك؟
نظرت له سلام دون تعبير ثم قالت بنبرة غامضة : حاجة زي كدة.
لم يستشف إياد من إجابتها أي شئ بل على العكس زادت حيرته ولكن لم يقدر أن يسأل مرة أخرى فهذا تعدي على خصوصيتها وهو بالنسبة لها غريب.
قال بلطف: طب محتاجة مساعدة فى أي حاجة ؟
قالت سلام بنبرة هادئة: شكرا لحضرتك لكن لا مش محتاجة حاجة.
شعر بأن وجوده أصبح زائد عن الحد فقال: تمام على العموم أنا فوق لو حضرتك احتاجتي حاجة.
ثم أنصرف قبل أن ترد أما هى راقبت مغادرته في دهشة وأنه حتى عرض عليها المساعدة مرة أخرى بعد أن صدته ورفضت، حركت رأسها بعدم اهتمام قبل أن تذهب للاطمئنان على شيماء.
جلس إياد بجانب سرير شقيقته يتفقد هاتفه بملل حين وجد رسالة من منار التى كانت تنص على أنها تعتذر منه وأنها لم تقصد الإساءة إليه بأي شكل لكنه خطيبها ولم تتحمل أو تفكر حين رأت الممرضة بين ذراعيه.
تأفف إياد بضيق وهو يفكر أن الوضع أصبح غير مريح أنه يحب منار ولكنه لا يحب ما يحدث بينهما من خلاف ولا يريد لهذه العلاقة أن تكون مليئة بالمشاكل ولا يحب إتجاه الأمور بينهما.
نظرت سلام بحزن وشفقة إلى شيماء التى تنام فى سرير المستشفى ورأسها ملفوف بضمادات.
تنهدت قبل أن تحاول الإتصال مرة أخرى حين رد عليها صوت غريب.
قالت باقتضاب: أنت مين؟ وسيد فين ؟
ضحك الشخص بقوة وسخرية وقال: سيد مش فاضي، نايم.
غضبت سلام بشدة: أدي له التليفون بسرعة لازم أقوله حاجة ضروري.
رد عليها باستهزاء: بقولك نايم أنتِ متفهميش أما يصحي هبقي أقوله.
وأغلق الخط فى وجهها، حدقت إلى الهاتف بعد تصديق ثم ضغطت عليه بقوة من فرط غيظها، وضعت الهاتف بجانبها فهو لم يكن بأي حال هاتفها وليس له ذنب أن والد شيماء عديم المسؤولية لا يرد على هاتفه ويتركه لأشخاص تافهين مثله حين تتصل به لتخبره عن حالة أبنته!
عاد إياد يحدق إلى هاتفه حين كتب لمنار أنه عند خروج دعاء من المستشفى سيجلسان سويا ليتحدثا فى كل الأمور بينهما ثم أغلق الهاتف، خطرت سلام بباله فجأة وتسائل ماذا يمكن أن تكون تفعل الآن؟
نهض من مكانه وهو يفكر أنه سيذهب ليرى إن كانت تحتاج لشئ ما، عاد إلى نفس الطابق وهو محتار فى أي غرفة هى حتى سأل ممرضة عنها ووجهته إليها.
طرق على باب الغرفة وانتظر أن يرد أحد، طرق مرة أخرى دون رد فتعجب، كان أمامه خيارين أن يغادر فربما هى مشغولة الآن أو يطرق مرة أخرى فالاحتمال الآخر أنها لم تسمعه.
طرق مرة أخرى وحين لم يجد رد مجددا فتح الباب بهدوء، ثم نظر للداخل بتفحص حين اتسعت عيونه بدهشة ووقف مكانه ساكنا.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية هي بيننا ) اسم الرواية