رواية كوابيس كاملة بقلم ابتسام محمود الصيري عبر مدونة دليل الروايات
رواية كوابيس الفصل التاسع 9
منصور حط ايده على عصيته وفضل يحرك ايده عليها كأنه بيدعك مصباح علاء الدين، وبدأ كلامه بتهكم: مش هجول لاء من غير نقاش.... عايزك تسمع كلامي زين يا رحيم..... خليك يا ولدي دايما شايل قلبك على يدك وأوعاك وطريق الحب، الحب هيخليك تدخل جلبك جوه ضلوعك وتخاف عليه، الحب واعر ويخلي الراجل منينا يتدهول ويتصرف كيف الحريم، وانت هتبجى الكبير من بعدى ولازما تبقى أسد قلبك تحت رچلك وكل الخلق يعرف بأكده عشان لازم الكل يعرف أنك يوم ما تجف في مشكله تكون داخل وشايل كفنك ومش فارج معاك حاجة واصل، خليهم يهابوك ويخافوا منيك من كتر جلبك الميت.
رحيم اضايق في الوقت ده من كلام أبوه اللي كمل وقال: وبنت عاشور هتختار بنفسك عريس ليها.
رحيم وقف وبثوره: كيف يا ابوي ده الخلق كليته يعرف أني بحبها.
منصور بتوضيح: ما عشان إكده سبتك وخليتهم يسمعوا الخبر عشان الكل يعرف أن جلبك دست عليه جبل أي حد.
رحيم وخلاص قرب يتجنن: يا ابوي اللي بتجوله صعب، اهملها لحالها ماشي، بس اختارلها عريس كيف؟!
منصور اخد نفس وبص ل ابنه: إسمع يا ولدي ولاد الكلب اللي كانوا بيعقبوا عن الاثار اللي بلغت عليهم سأله وعرفوا أنك انت اللي هتكسرني، وقبل ما يكسروني بيك هيكسروك بسعده لأنك انت اللي كنت ماسك الموضوع ومهودهم لحد مجلبت عليهم الدنيا
رحيم وبرج من دماغه خلاص هيطير: ومن ميتى التار عيتاخد من حريم؟!
منصور رد بمنطق وأقناع: انت مش في حرب مع أهل بلدك .... انت مع عدو كبير ولا بيعرف عادات ولا تقاليد.
رحيم قعد مصدوم وخاف عليها من الموت، قرر منصور كلامه: هتجبلها عريس في أقرب وقت وفرحك على بنت عمك الجمعة الجاية.
رحيم زاد زهوله: ابوي انت عارف أني مش بتجبل فرحه واصل.....
منصور قطعه بحزم وهو بيوقف يضغط على عكازه: بس هي بتحبك، الكلام خلص، واي لت في الموضوع هعتبرك كيف الحريم وهقول يا رحمن يا رحيم عليك ولا كأني جبت رچاله.
رحيم قام بضعف وقف ورا ضهر ابوه: فعلا خلص يا بوي.
★*******★
في بيت عاشور
سعده دخلت اوضتها بقلب متقطع ودماغها راحت ليوم ما رحيم جالها بيتها زي ما وعدها يطلب ايدها كان داخل بكل ما لذ وطاب من خير كان قلبها بيرقص من الفرحة والسعادة، لحد ما ابوها دخل ليها ياخد رأيها في العريس الهمام وقبل ما يتكلم قالت بكسوف ممزوج بالفرحة: اللي تجول عليه يا بوي أنا موافجه عليه.
عاشور كأن اصتبغ وشه بالسواد: مش لما تعرفي مين العريس.
سعده بخبث لأنها تعرف أن باباها يعرف أنها بتحب رحيم : ماتكسفنيش بجى يابا.
عاشور أتأكد أنها بتفتكر العريس رحيم فقال بتوضيح: يعنى موافجه على چوازك من عوض ابن عتمان.
سعده برقت عينها ثواني وسألت بصدمه وذهول: مين؟!
عاشور قال كلامه مره تانيه يأكد ليها اللي سمعته، كذبت ودنها، وحاولت تطلع حروفها وتسأله عشان تتأكد من مقصده: انت متأكد يابا أن رحيم ابن النجعاويه جاي يطلب يدى لعوض.
عاشور هز راسه بقلة حيلة: إيوه يا بتي.
سعده وقفت بعد ما لبست جلباب الكبرياء مع أنها تعرف طبع عوض الزفت اللي النجع كله بيتحاكوا عليه: اطلع جول للكبير المنتظر اللي تجول عليه هي هتمشى عليه، ما هو الكبير المنتظر ويعرف طبع عوض ابن عتمان زين.
عاشور بخوف على مستقبل بنته: بس يا بتي.....
قاطعة كلامه: إطلع يا بوي.
وبفعل طلع بقلة حليه ما هو يعرف طبع بنته، دماغها ناشفه، وقال كلامه ل رحيم اللي أول ما سمع الكلام دخل في قلبه زي الخنجر التلم، حاول يتمالك نفسه وقال بتهكم: عال العال، عوض زين وبيشتغل في القاهرة وهيسعدها بعون الله نجرا الفاتحة يا رجالة.
كانت واقفة من ورا الباب الصدمه اتملكت من كل جسمها حاولت تكذب ودنها لكن عينها كانت بتأكد كل اللي بيحصل وقعت على الارض بعد ما جسمها بقي زي الجيلي المهتز بيروح شمال ويمين ومبقتش قدره تصلب طولها.... فاقت من شرودها على صوت سعدية اللي كانت مسكه صنية مليانه أكل: الوكل يا بت ابوي.
قالتها سعديه بعد ما قعدت واستنت أختها ترد او تمد ايدها تاكل، لكن كانت في عالم تاني، كملت سعديه كلامها وهي بتقطع لقمة العيش بتغمز الملاخيه وتحطها في بقها: يلا بسم الله.
اتنهدت سعده بحرقة بركان: ماليش نفس يا سعديه.
قالت كلامها وقامت تستعد تطلع بره البيت، قامت وراها سعديه وبتسائل: رايحه فين دلوجيت؟
فتحت الباب الخشب وقالت بضعف: هروح اتمشى في الغيط.
سعديه ضربة أيدها على صدرها بخوف من كلام الناس من وجهة نظرها هي: تتمشي دلوجيت، الوقت متأخر الناس هتجول عليا ايه؟ سبتك تخرجي وانتى على لحم بطنك.
سعده مسكت الباب بكل قوتها بغيظ من منطق اختها وردت بعصبية على اختها اللي تفكرها مش ليه اي علاقة ب اي منطق ولا عادات: مخنوجه يا سعديه مش قادرة اتنفس، هملينى عاد.
سابتها سعديه راحت كملت أكل وهي بتقول: ادينى هملتك، شوفي مين هيعملك وكل لما ترچعي.
مشيت وسابتها سعده وفضلت تمشي في الشوارع زي الطفله اللي ابوها مات قدام عينها في الشارع وهو بيشتري ليها هدوم العيد، كانت بترسم أمال وأحلام ليوم العيد، وفجأة كل الاحلام والامنيات اختفت لما مات بسبب اهماله وهو بيعدي الطريق بطريقة اختارها جنونية، مابقاش في دماغها غير أزاي تقف على بر أمان بر يحميها من بطش وغدر المستقبل، بر يعوضها حنان كل ما ليها، لكن للأسف خلاص ولا في امان ولا حتى حنان.
رجل سعده اخدتها ل أكتر مكان كانت بتحبه مكان كل الذكريات اللي بتجمعها مع رحيم، اتمنت انها مكنتش شافته ولا اتقابله يوم فرح اخته الكبيره....
كان معمول شادر كبير ومليان ناس وأغاني الموال شغاله، كانت سعده وقفه مع شوية بنات في الشارع جمب الصوان وأول ما أخدت بالها من ابن الكبير مسكت عصايه كبيره وحطتها في الرمله وطيرت الرمل في الهوا، لحد ما الرمل دخل في عين رحيم عن قصد، قرب منها رحيم بعصبية وهو نافخ نفسه: انتى هبله يا به، كيف تدخلي الرمل في إعنيه؟
وقفت تبصله وقالت بفرحه عشان واقف قدام عينها: هو إني كنت اجصد.
رحيم بصوت عالي وهو بيحاول يتخن صوته لأنه كان في سن البلوغ: إيوه تجصدي.
بصت ليه وهي بتمد إيدها تحطها ورا راسه تقربها منها: وريني عينك إكده.
كانت قصده تتمعن في عيونه اللي صابتها بسهام الهوا من أول نظرة.
قربت من عيونه اوي، وبعد ثواني في تبادل النظرات الحاره، اللي خلته يبقى مش على بعضه، بعدت عينها أخيرا وبصت بعيد على مجموعة من الناس وقالت بخبث: يا عيب الشوم، هما الاتنين اللي هناك دول لبسين كيف إكده.
رحيم راح بعينه مكان ما بتبص وقال : هما دول اتنين برضك؟ دول سته، ومال خرجتهم ما عال العال اهي.
سعده ابتسمت بخبث ورفعت حاجبها: والله ما في حاجة زي الفل غير عيونك يا ابن النجعاويه، يلا اتوكل على الله عينك عال العال.
رجع بص لعيونها جامد نظرات تحمل التحدي، وهي قبلته بنظرات تحدي أكبر مع ابتسامة انتصار
رحيم بغل: إوعي تفتكري هعدهالك بالساهل.
سعده حطت ايدها في وسطها وبوش كله ضحكه: إكده أني واحد وانت صفر.
جملتها ولعته كأنها بتولع سيجارة بكل مهاره، وهنا بدأت التحديات والرهانات اللي مش ليها أول من أخر.
فاقت وهي قدام شجرة الجميز اللي بعيد عن البلد مسافه، كانت دايما تجمعهم ومن هما لسه صغيرين، و أول ما عينها جت عليها لقتها اختلفت أختلاف كبير عن زمان، الشجرة كبرت وفروعها زادت وجذرها اتمسكت أكتر بالأرض ووقفه زي الوتد، حست بنار بتولع في كل حته فيها، قربت أوي وبصتلها بحنين للماضي المميت، بصتلها اوي وكلمتها: كيف مرت عليكى الأيام، شكلها زين، ياريت الزمن كان غيرني للأحسن زي ما غيرك.......
سكتت ثواني وسابت العنان لدموعها وقالت بضعف:
فروعك كبرت ونضجتي وبجيتى فرعه، لكن أنا صبتني الشيخوخة ودبلت ورودى قبل الأوان... من وأنا لسه في عز شبابي، ولسه يا دوب ببدأ حياتي.
سرحت بخيالها وافتكرت أول مرة حفرت اسمها عليها، كانت ماسكه حجر ليه سن حاد وكانت بتنقش اسها قرب منها رحيم وقال وهو قاصد مشاكستها: مبسوطة عاد أنك بتعرفي تكتبي اسمك، شكلك متعرفيش تكتبي غيره.
هزت راسها وهي تتريث في الرد عليه: طب لو كتبت كمان انجليزي.
رحيم وهو بيغظها: لاه متعرفيش.
سعده بنظرات تحدي: تتحداني؟
رحيم بابتسامة: اتحداكي طبعا.
كتبت اسمها واسمه بالانجليزي وبصت عليه وهي بتربع إيدها: جه الدور عليك يلا ورينى مهارتك.
رحيم اخد من ايدها الحجر وهو بيبصلها بهيام وكتب تحت الأسامي
"l love you in front of everyone
كانت ساعتها متعرفش معني الكلمة لحد ما حفرت الحروف في عقلها وسألت وتأكدت أنه بيحبها زي ما بتحبه ومش بس كده قدام العالم كله، وفعلا بقى يعرف كل الناس انها تخصه وكل الناس بقت تخاف حتى تقرب ليها، اتنهدت بوجع وحرقه وهي بتقول: ياريت الزمن يرجع تاني، وكان يبقى مقلب من مقلبك معايا وكنت تفاجأني بأنك انت العريس اللي بحق وحجيجي.
كانت بتقول كلامها وهي بتحط ايدها جامد على قلبها من الوجع، وبتحاول تعصر الشجرة بايدها التانيه، لحد ما سمعت انفاسه الحارقه وبعد ما اتأكدت انه هو رُحيم من صوت خطوات رجليه اللى حفظاهم زى دقات قلبها ..غمضت لما أتنحنح عشان يجلی صوته ويقدر يتكلم بعد ما صوته هرب منه وحست دا فحشرجة حروفه لما طلع مبحوح ..غمضت عينها وهي بتسمعه بینادي اسمها ولاول مره متحسش بجمال حروف اسمها وهي طالعه من بين شفايفه، لاول مره متبقاش ملهوفه تبص فعنيه وتستمد منهم الامان، عدم التفاتها ليه كانت سكاكين بتقطع فقلبه لانه اتأكد أن حبيبته وصل بيها الكره انها مبقتش قادره تبص فوشه وزاد تأكده لما مسکت حجر وبمنتهی العنف ابتدت تمحی اثر اساميهم من على الشجره وحس وقتها انها بتمحى حبه من قلبها بالحجر دا مش مجرد اسامی علی شجره وغمض عنيه بألم بيحاول يكبت دموعه وهو بیلتمسلها كل اعذار العالم ولكنه مش لاقي عذر واحد يقدمهولها يقدر يخمد جزء من النار اللي قايده جوا قلبها وروحها وفالاثناء دي هي رمت الحجر وتخطته مبتعده من غير حتى ماتبصله، وقفها بصوته الخشن منادي على اسمها مره تانيه.
وقفت سعده أخدت نفس عميق ملت رئتها بالاكسجين، جمعت قوتها، وهي بتخرج أنفاسها بهدوء، هي كانت متأكد انهم هيتقابلوا ويتواجهوا لكن مش بالسرعة دي، استعدت للقاء وهي بتلف تبصله بعين حاده خاليه من اي مشاعر: لساك فاكر المكان؟
حاول يجمع حروفه: عايزك تفهمينى يا سعده.
سعده بقهر: أفهمك؟ أفهمك كيف؟ ده أنا أكتر واحده فهماك زين، ده أنا كنت بفهمك من نظرة عينك جبل حتى ما ينطجها خشمك، بس
شكلك انت اللي مش فاهم تعالى لما افهمك أني..
أنت عملت فيا ايه انتى دبحتني، واخدت عزايا يوم كتب كتابي على اسوء بنى ادم انت اخترتهلي فجي دلوجيت تقولي افهمينى ،شوفتني والنار قيده فيا وانت واقف مش هاين عليك تطفيها، رمتني وسبتني ورحت تشوف حياتك، اتچوزت ولا يوم سألت على ضحيتك كيف سارت الأيام معاها مر يوم وشهور وسنين وكل يوم النار فيا بتقيد وتزيد وانت عايش متهني، عمرك سألت ضحيتك عايشه كيف وانت عارف اللي انت سلمتني ليه بيدك دي عامل فيا ايه، لولا العيبه كنت كشفت خلجاتي ووريتك اثار التعذيب اللي في كل حته في جسمي، لكن هقول اية في جلبك القاسي اللي اتشال واتحط مكانه حجر صوان، ولا بيرق ولا بيلين عارف......
سكتت شويه حاولت تبلع مرارة الايام و بصت عليه بنظرات لوم وعتاب وقهر.
كان كلام سعده ليه مش كلام كان زي الرصاص، كلامها كان بمثابة طلقات الرصاص ولا هو عارف يرد ولا بيموت عشان يخلص من الوجع وتقطيع قلبه، اتمنى الموت في اللحظه دي عشان يوقف احساسه بالتعذيب وهو مش عارف يرد، ماهو هيرد يقول ايه ما هو الجاني والمجني عليه، فاق على مسكتها ل ايده وهي بتقول بوجع: كف يدك ياما نزل على خدي كل ليلة اوعاك تفتكر أنها كانت يده هو، آه هو اللي كان وجف قدامي لكن كنت بحس بيدك انت اللي كانت بتنزل عليا.
اندهش رُحيم من كتر كلمها القاسي.
لحظة اندهاشه اللي اترسم على معالم وشه: مستغرب ليه إكده؟ مش يدك دي اللي كانت شهده على جوازي، بيدك دي انت اللي سلمتني للي جتلني وخلاني جسد من غير روح، إياك فاكر أني اللي وجفه قدامك دي سوسو بتاعة زمان، لااااه سوسو خلاص انت جتلتها وادتها للكلب المسعور اللي بجى ينهش فيا كل ليلة.
رُحيم رد بأندفاع وثوره: مش لوحديكى اتعذبتى أنا اكتر منك.....
قطعت كلامه بعصبية: اتعذبت تعرف ايه انت عن العذاب كانت بتعاملك مرتك بقلة قيمه، كانت بتهينك بتسمعك ابشع الكلام، كانت تضربك، بتصبح وتمسي عليك بعلقه كبت على وشك في يوم الوكل، انتى بقى كنت بتعاملها ازاي؟؟؟ مش أحسن معامله حتى لو مش بتحبها يا رُحيم ...
سكتت ثواني وقالت بسخرية:
رُحيم هااا، بيجولوا كل واحد بياخد من اسمه نصيبه،
وانت مرحمتنيش انت المفروض كان سموك جبار لان انت مرحمتش قلبي اللي دايب فيك، آااااه.
لمحت حجر وطت اخدته وقربته لقلبها وكملت بعد آهات تقطع القلوب: ياما نفسي اشق صدري واطلع قلبي اللي حبك في يوم، وادوسه تحت رجليا عشان لايفكر ولا يحن ليك في يوم.
رُحيم كان لسه هيرد سمع صوت تليفونه بيرن، فتح ورمى السلام، رد عليه المتصل بتوسل قال رحيم : لازم يعني إچي حالا....... طب أني چي سلام.
قفل التليفون وبصلها: أني لازم امشي دلوجيت.
سعده صرخت فيه بعصبية تشبه الجنون: انت هتسبني تاني واحنا كلمنا لسه مخلص.....
سكتت ثواني وهي بتربط على ضيقها وبتقول بكبرياء: وايه يعني لما تسيبني دلوکیت ما انت هملتني من زمان وراك ولا التفت تشوفني مت من بعدك ولا قاعده عايشه ... روح يارحيم .. روح ياولد الكبير ومفيش كلام ما بينا يتقال عشان كل حبال الكلام ما بينا انقطعت بخنجر قسوتك يوم ما سلمتني لايد غيرك تعمل فيا ما بدالها وتستباح جسمی وروحي وقلبي اللي كانو ملكك انت وبس ... فرطت فملكك زي واحد فرط فأرضه اللى عاش طول عمره يراعيها ويزرع فيها شجر حب كبر وطرح عشق وبدال میقطف محصوله اللي زرعه بيده اداه لغيره ببلاش ....
اتحرك رحیم من قدامها ومبقاش قادر يسمع كلام أكتر من كده، عشان كل حرف وكل كلمه بتقولها بتوصف احساسه قبل احساسها ومبقاش قادر على احساسه بأنه طلع صغير قدام عينها ومقدرش يحافظ على حبه، وكل ذنبه أنه مشي ورا كلام ابوه وداس على قلبه وقلبها قبل منه.
مشي ونار الشوق والحنين بتاكل فقلبه، واتجدد جواه كل حبه لسعده اللي بمجرد أول ما شافها نفضت تراب السنين من فوقه ورجع يضوي جواه أكتر من لأول.
وفالاثناء دي هو استعد الرحيل بابتسامه، كان بيبعد عنها وهو بيرجع لورا بضهره وعينه عليها، كانت بترسل ليه نظرات بتتوعد ليه فيها بعذاب وندم، اللي هي متعرفش أنه عايش فيهم من يوم ما سلمها بأيده لغيره واللي اثار استغرابها ابتسامته اللي لسه مرسومه على وشه، خلت نارها قادت أكتر، لأنها فاكره أن الابتسامة دي استهزاء بمشاعرها والمها، لكن ابتسامته مكنتش إلا ارتياح وفرحه بأمل اتجدد من تاني بعد ما كان فقده، ركب عربيته وسند دماغه بأرتياح على الكرسي وغمض عينه وهو بيحلم أن يحتل قلبها ويشغل تفكرها من جديد.
فضلت عنيها تراقبه وهو بيبعد بعربيته، لحد ما اختفى، حطت ایدها على قلبها، واتمنت أن دی اخر مره تشوفه فيها.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كوابيس ) اسم الرواية