رواية القاتل الراقي كاملة بقلم سارة بركات عبر مدونة دليل الروايات
رواية القاتل الراقي الفصل الحادي عشر 11
“جميعنا نستحق فرصةً أخرى”
ظلت واقفة أمامه تنظر إليه بعدم فهم من تلك الجملة التي قالها للتو “أنا قاتل؟!” … وما أثار فضولها هو إبتسامته الهادئة تلك، هل يراها مجنونة؟؟ غبية؟ حسنًا هي غبية لكن ليس لدرجة الجنون .. تنهدت مريم ثم أردفت بمزاح من حديثة ..
مريم بإستفسار:”هو إنت شايفني عيلة هبلة واقفة قدامك؟؟ إيه *قامت بتقليده* *أنا قاتل يا دكتورة* دي.”
ثم قهقهت كثيرًا على تلك الجملة ولكنها صمتت وهدأت عندما إختفت إبتسامة ياسين وعادت ملامحه للبرود مرة أخرى …
مريم بإبتسامة هادئة:”أنا عارفة إنك بتهزر معايا، *أكملت بتفكير* عشان إللي أعرفه إن القاتل عمره مايعترف إنه قاتل، لإنه بيكون مريض نفسي وإللي أعرفه أو قرأته في علم النفس هو إن المريض مش بيعترف بإنه مريض.”
ياسين وهو ينظر بعمق عينيها:”وليه بتفرضي إن القاتل لازم يكون مريض نفسي؟؟ ما ممكن يكون مجرم وبيقتل لغرض معين؟”
توترت مريم من نظراته تلك قليلًا ولكنها أكملت بثقة ..
مريم:”بس إنت عمرك ماتكون قاتل.”
ياسين بإستفسار:”ليه؟”
مريم بأمل متعلقة بعينيه:”عشان إنت أنقذتني، وعشان كمان إنت أنقذت الطفل الصغير إللي كان موجود في المستشفى هو محكاش حاجة بس ده إللي أنا إستنتجته، وجبت حق روان من إللي إغتصبها أنا مش عبيطة أنا واخدة بالي من كل حاجة، لإن من بعد ماحضرتك إتدخلت والولد إتعدم، ده غير إنك سجنت مرتضى بسبب إللي عمله، كل ده دليل يثبت إنك مش قاتل *ضحكت ضحكة خفيفة* وبعدين هو في قاتل تعامله راقي ولطيف كده؟ بيتعامل كإنه في عصر الستينات مثلا؟ زمن سعيدة يا هانم؟ بونسوار؟، أكيد لا طبعا مافيش الكلام ده، ده أنا على كده بقا أسميك “القاتل الراقي” لو الكلام ده صح.”
قهقهت ولكنها هدأت وظلت تنظر له بهدوء منتظرة ردًا أو تعليقًا منه على حديثها؛ أما بالنسبة لياسين فظل واقفًا أمامها لم يُجبها بأي شئ ولم يُعلق على حديثها، ينظر لها بهدوء ولكن يبدو على ملامحه أنه شارد وهو ينظر إليها ولكنه إستفاق من شروده سريعًا وعادت ملامحه إلى بروده المعتاد..
ياسين بهدوء:”في حاجة طيب أقدر أساعدك فيها يا دكتورة؟”
تحولت ملامحها للإستفهام ولكنها إستوعبت أنها مازالت موجودة بغرفة مكتبه ويبدو أن وجودها يزعجه فهي من إقتحمت غرفته ..
مريم بإحراج:”أنا آسفة، نسيت خالص إني المفروض أخرج بس أنا سألت حضرتك سؤال ومحتاجة رد عليه.”
ياسين ببرود:”أنا بالفعل رديت يا دكتورة.”
مريم بإستسلام وتفهم:”تمام من الواضح إنك في مهمة ولو قولت حاجة أكيد كل حاجة هتبوظ.”
عقص ياسين حاجبيه من تفكيرها الغريب ذاك .. تنهدت مريم ثم أردفت ..
مريم بإستفسار:”هشام فين طيب؟”
ياسين بهدوء:”تقدري تعرفي بنفسك يا دكتورة، إتفضلي.”
أشار نحو طريق الخروج من الغرفة … هل قام بطردها للتو؟؟ .. ظلت واقفة لعدة ثوانٍ تقوم بإستيعاب ما يحدث، هل ضايقته في شئ لكي يقوم بمعاملتها هكذا؟؟ … لكن لا، لن تسمح له بأن يُشعرها أنه قام بإهانتها للتو، رفعت رأسها بشموخ وإبتعدت عنه ثم خرجت من غرفة المكتب وهي تشعر بالضيق من شعور أنها تريد أن تبقى معه أكثر من ذلك … لا تصدق أنها تعيش مع مُنقذها في نفس المنزل .. بعد خروجها من غرفته توجه ياسين نحو فراشه وتسطح به وأغمض عينيه بنعاس لأنه لم ينم منذ أمس…
…………………….
دخلت غرفتها ولكنها تفاجأت بوجود عماد ينتظرها في الغرفة ..
عماد بقلق من ملامحها:”مريم، إنتي كويسة؟ انا كنت قلقان عليكي من إمبارح إنتي مرجعتيش ليه؟ وبعدين إنتي كنتي فين أصلا؟ وإيه إللي عامل في وشك كده؟”
تنهدت مريم وإبتسمت له بهدوء وأمسكت بمقبض كرسية وجعلته أمام فراشها والذي جلست عليه بعدها ..
مريم ممسكة بيدة:”أنا كويسة الحمدلله، ماتقلقش عليا، بالنسبة لباقي الأسئلة دي مش عايزاك تشغل بالك بيها.”
عماد بضيق:”إزاي مشغلش بالي بيها؟؟ إنتي مش شايفة نفسك يا مريم، ردي عليا إيه إللي حصل؟”
تنهدت مريم بصعوبة ثم أخذت تسرد له ماحدث … وبعد أن إنتهت من حديثها .. ظل عماد صامتًا لم يعلق على أي شئ مما قالته …
مريم:”عماد.”
إستفاق عماد من شروده ونظر لها بإستفسار …
مريم بإستفسار:”إنت ليه ماقولتليش إنك تبقى أبوه؟”
عقص عماد حاجبيه ولكنه تنهد..
عماد:”ماكنتش حابب أحكي حاجة، أنا وياسين علاقتنا مش كويسة أبدًا.”
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها عماد ..
عماد بجدية:”ماتسأليش عن أي حاجة تاني يا مريم تخصني وتخص ياسين، حافظي على سلامتك وبس، وحاولي على قد ماتقدري تبعدي عن ياسين.”
مريم بعدم فهم وإستيعاب لنفسها:”إزاي أبعد عنه بعد ما لقيته؟”
تحولت ملامح عماد للإستفسار مما سمعه وكاد أن يسألها ماذا تقصد، تنهدت بصعوبة فمخاوفه تلك عادت مرة أخرى، قررت أن تسايره …
مريم بهدوء:”ماشي، هبعد عنه حاضر.”
إبتسم عماد لها بحب أبوي وقام بالربت على يدها …
عماد:”إنتي غالية عندي أوي يا مريم، وطالما إنتي كويسة فأنا مرتاح.”
إبتسمت له بإطمئنان، وكانت تريد أن تسألة ماذا يعمل ياسين؟؟ ولكنها إحترمت رغبته في عدم التحدث عنه ..
…………………………….
كان يقف أمام غرفة مكتوب على بابها “المشرحة” .. ويشعر بالتوتر والقلق ويتمنى أن يكون كل هذا كابوس يحلم به فقط .. خرج الطبيب من الغرفة وتحدث له بهدوء..
؟؟:”إتفضل حضرتك.”
دلف طارق للغرفة ووقف أمام جثة مُغطاة بغطاءٍ أبيض … نزع الطبيب ذلك الغطاء وشهق طارق بفزع عندما وجده هشام .. إبن أخته وإبنه الوحيد الذي حظى به في هذه الحياة على الرغم من فارق السن بينهما إلا أنه كان بمثابة إبنه الوحيد فهو من حضر ولادته عندما كان مراهقًا وهو من حمله بين يديه وقام بتربيته ورعايته مع أخته الوحيدة… إرتعش جسده وإنهمرت الدموع سريعًا من مقلتيه .. إقترب طارق بخطىً مرتعشة نحو جُثمانه ..
طارق:”هشام.”
أمسك وجه هشام بين يديه يحاول إيقاظه …
طارق ببكاء:”إصحى يابني.”
ظل يناديه لكي يستيقظ ولكنه لم يستيقظ أبدًا … صرخ طارق بألم من فراقه …
طارق:”أنا السبب يابني، أنا السبب.”
بكى طارق بنحيب وهو يحتضن جثمان هشام بقوة .. وبعد عدة دقائق .. كان يجلس في الممر على كرسي ينظر أمامه بشرود وفي ذات الوقت تستمر دموعه بالهطول … إلتقط هاتفه يحاول التحكم في شهقاته وقام بالإتصال بأخته “بلقيس” …
بلقيس:”ألو.”
لم يستطع التحدث …
بلقيس:”طارق ماتقلقنيش إنت كمان، أنا بحاول أوصل لهشام من إمبارح ومش عارفة أوصله.”
لا يعرف كيف يخبرها؟؟ .. لا يعلم ماذا يفعل؟؟ .. سمعت صوت شهقاته …
بلقيس بقلق:”طارق، في إيه؟؟ إيه إللي حصل؟؟ هشام كويس؟؟”
بكى طارق بنحيب لم يستطع كتمانه أكثر من ذلك … بكت بلقيس أيضًا بسبب قلقها …
بلقيس:”أرجوك، طمني على إبني.”
طارق بصوت متقطع:”هشام… هشام… مات.”
رُمِيَ ذلك الخبر على سمعها كالصاعقة … فقد كانت ملامحها تعبر عن الصدمة التي تشعر بها، سقط الهاتف من يدها إثرًا لفقدانها الوعي ..
طارق:”ألو… بلقيس، ردي عليا.”
لم تُجبه ولكنه توقع ما يمكن أن يكون قد حدث لها قام بالإتصال بأحد خدم الفيلا للإهتمام بها حتى يعود من الإسكندرية … ظل ينظر لهاتفه وشعر بقلبه يحترق وكأنه يريد حرق ماحوله أو الإنتقام .. قام بتدوين رقم هاتفها وقام بالإتصال بها .. كانت تتحرك في غرفتها ذهابًا وإيابًا تحاول الوصول لهشام ولكن هاتفه مغلق … تأففت مريم، لا تعلم ماذا حدث له؛ نظرت لهاتفها عندما سمعت صوت رنينه … وجدته رقم خاله .. عقصت حاجبيها بضيق وقامت بالرد بتأفف..
مريم:”نعم؟؟ عايز إيه؟؟”
طارق بشرود:”عايشه حياتك صح؟”
تعجبت مريم من سؤاله …
مريم:”إيه لازمته السؤال ده؟؟ وبعدين مش أنا قولت ماتتصلش هنا تاني؟؟”
طارق بألم:”إنتي السبب، هشام مات بسببك، إتقتل بسببك.”
صُدمت مريم من حديثه، ماذا قال؟؟ مات؟؟ قُتِل؟؟ … إنتبهت لجملته الأخيرة قبل أن يغلق المكالمة الهاتفية بينهما …
طارق:”هييجي اليوم إللي هشوف فيه قلبك بيتحرق على أقرب الناس ليكي، هييجي اليوم إللي هتخسري فيه كل حاجة يا دكتورة، وأنا هبقى أول الشمتانين.”
أغلق المكالمة ثم إستقام عندما إقترب الطبيب منه، وقام توقيع بعض الأوراق كإجراء روتيني …
؟؟:”تقدر تستلم الجثة، وبالنسبة للقضية؛ فإحنا بعتنا تقرير الطب الشرعي للشرطة عشان يبدأوا التحقيق.”
طارق بهدوء:”شكرا لحضرتك، أنا هكمل من هنا.”
……………………………………………………
تجلس بفراشها بملامحٍ مصدومةٍ، هل مات هشام؟؟ .. لا تصدق!! .. كيف؟؟!! … من قتله؟؟ … هل من إختطفوها هم من قتلوه؟؟ … أم؟ … هزت رأسها بنفي لتوقعها أن ياسين من قام بقتله .. لأن هؤلاء الرجال هم من وصلوا لها أولاٍ … لم تشعر بالدموع التي تهبط من مقلتيها، وعماد الذي يسألها ماذا هناك؟؟ .. ولكنها لم تسمعه حتى ..
عماد بقلق:”مريم، في إيه؟؟ إيه إللي حصل؟؟”
أمسكها بكتفيها وجعلها تنظر له …
عماد بإستفسار:”في إيه؟؟”
مريم بعدم إستيعاب:”هشام مات!”
حزن عماد لذلك الخبر؛ وبكت مريم بشدة .. ضمها عماد لصدره وقام بالربت على ظهرها … وهي كل ماتفعله تبكي .. تبكي على صديقٍ مقربٍ لها …
……………………………………
(رواية/ القاتل الراقي .. بقلم سارة بركات)
في المساء:
كانت تنظر لسقف غرفتها بشرود .. حزينة على فراقه .. حزينة على عائلته … تريد توديعه … إلتقطت هاتفها وقامت بالبحث عن صفحة هشام الشخصية ووجدت منشور يُعلن عن وفاته وعن تفاصيل جنازته التي ستُقام صباح الغد…. ظلت في غرفتها هكذا حتى أشرق الشمس فلم يُجافيها النوم منذ أن علمت بخبر وفاته من خاله .. وحينما إقترب موعد جنازته قامت بإرتداء ثيابٍ سوداء ثم خرجت من غرفتها وهبطت لأسفل القصر ومرت من أمام غرفة الطعام التي يجلس بها ياسين وعماد …
قام عماد بمناداتها عندما رآها ولكنها لم تُجبه وخرجت من باب القصر … ترك ياسين الشوكة من يده ومسح فمه بهدوء ثم نظر نحو عماد الذي عاد ينظر لصحنه بحزن …
ياسين:”كُل يا عماد.”
عماد بغضب وهو ينظر إليه:”إنت السبب، أكيد إنت السبب في كل إللي بيحصلها.”
إستقام ياسين من مقعده ولم يُجبه وتركه وحيدًا في تلك الغرفة .. مشت مريم نحو أحد السائقين ..
مريم بصوت متحشرج:”لو سمحت، محتاجة إنك توصلني ل ******.”
أجابها السائق بحزن لرفضه طلبها:”أنا آسف بس ياسين بيه أمرنا ماتخرجيش في أي مكان الفترة دي.”
عقصت مريم حاجبيها بتعجب … قامت بسؤال سائقٌ آخر ولكنه إعتذر أيضًا …
مريم للسائقين بضيق:”مش عايزين توصلوني؟؟ .. تمام، أنا هوصل نفسي.”
قامت بالمشي في الطريق بين القصر والبوابة الرئيسية وتشعر بالغضب والضيق من تصرف ياسين … ظلت هكذا تمشي في طريقها مرتدية نظارتها الشمسية السوداء وعندما وصلت للبوابة الرئيسية وجدت عددًا كبيرًا من الصحافيين بالخارج … إندفع الصحافيين عندما رأوها تقترب منهم وحاولوا الإقتراب أكثر من البوابة الرئيسية، ولكن رجال ياسين الواقفين بالخارج يمنعوهم من الإقتراب أو التصوير ولكنهم على الرغم من ذلك يحاولون إلتقاط الصور لها .. إنتبهت مريم للسيارة القادمة من القصر والتي توقفت بجابنها … قام ياسين بتنزيل زجاج سيارته ونظر لها بهدوء ..
ياسين:”إرجعي للقصر يا دكتورة، من فضلك ماتعصيش أوامري.”
مريم بغضب:”لا مش هرجع، وهروح للمكان إللي أنا عايزاه ومش محتاجة مساعدة من رجالتك، ولا حتى منك، أنا أقدر أعتمد على نفسي.”
كانت تتحدث بنبرتها الباكية نظرًا لتأثرها بموت هشام .. تركته وإقتربت أكثر من البوابة والتي تم فتحها لسيارة ياسين للتو … خرجت من البوابة وإنهالت الأسئلة عليها من الصحافيين .. عن “ما علاقتها بياسين المغربي؟؟” … “هل هي عشيقته؟” .. “هل هي خطيبته؟” .. إبتعدت عنهم ومشت مترات قليلة ولكن توقفت بجانبها سيارة ياسين مرة أخرى ..
ياسين بهدوء:”إركبي يا دكتورة، هوصلك.”
زمت شفتيها بضيق كالأطفال ولكنها إستسلمت للأمر الواقع وركبت بجانبه ولكنها لم تنظر له ولم تتحدث إليه …
ياسين بإستفسار هادئ:”هتروحي على فين يا دكتورة؟”
مريم بشهقات خفيفة وهي تنظر للجانب الآخر من الطريق:”رايحة عند مقابر ******.”
أمر ياسين سائقة بالتحرك نحو المكان الذي ذكرته .. ظلت صامتة طوال الطريق كل المسموع في السيارة هو صوت شهقاتها … ينظر لها ياسين بطرف عينيه؛ فهي لم تكف عن البكاء طيلة الطريق … حمل ياسين عُلبة المناديل الورقية الخاصة به وقام بتقريبها نحو مريم الذي تزداد شهقاتها بسبب بكائها المستمر …
ياسين:”إتفضلي يا دكتورة.”
نظرت نحوه وقام بأخذ تلك العُلبه وأخذت منديلًا مسحت به دموعها … ونظرت من خلف النافذة للشوارع التي يتحركون بها، ولكنها أردفت بإستفسار وكسرت ذاك الصمت ..
مريم:”إنت إللي قتلته؟”
نظر لها بهدوء ووجدها تنظر له في المقابل برجاء منها أن يُجبها بالنفي … ظل الصمت هو سيد الموقف بينهما … ينظران في أعين بعضهما البعض … حتى قطعت مريم الصمت مرة أخرى ..
مريم ببكاء:”أرجوك رد عليا.”
لم تنتبه مريم لملامح ياسين التي تبدلت للحزن لثانية ولكنه عاد للجمود والبرود مرة أخرى …
ياسين:”لا، مش أنا.”
ثم أبعد عينيه عنها ونظر أمامه؛ أما هي تنهدت بإرتياح … ظلا هكذا حتى وصلت مريم للمكان المنشود وقبل أن تخرج من السيارة نظرت لياسين ..
مريم:”شكرا إنك وصلتني.”
لم يُجِبها ولكنه أمر سائقه بالتحرك .. للمرة الثانية تسأل نفسها … هل ضايقته في شئ؟ … لماذا تركها ورحل؟؟ لماذا تعامله الفظ هذا؟؟ … إستفاقت من شرودها وقامت بالإقتراب من المقابر ووقفت بعيدًة مرتدية نظارتها السوداء تتابع تشييع جنازة هشام … يبكي الجميع، الأصدقاء والأهل والأقارب .. تصرُخ والدته على فراقه؛ حتى خاله يبكي … قام الشيخ بالدعاء للميت وقام الجميع بالدعاء معه … تبكي مريم بنحيب وهي تقوم بالدعاء له، لا تدري لماذا تشعر وكأن هناك خطبٌ ما؟؟ …. كل ذلك الحب الذي يحبه الجميع له ويبكون على فراقه كان لشخصٍ محبوب .. شخصٌ لطيف مثل هشام الذي كانت تعرفه طوال فترة علاقتهما السابقة .. وليس هشام الذي ظهر بالفترة الأخيرة … ظلت تنظر لهم وتتابعهم حتى رحل كل شخصٌ يلي الآخر وتبقى في النهاية طارق الذي يحتضن أخته بلقيس والتي تبكي بشدة على فراق إبنها الوحيد … خرجا من المقابر وكاد أن يتحرك طارق نحو سيارته ولكنه إنتبه لمريم التي تقف بعيدا في الجهة الآخرى من المقابر … إستمر طارق في طريقه وقام بجعل أخته تجلس بسيارته، ثم تركها وتحرك في إتجاه مريم التي لم تعرف ماذا تفعل أو تقول ….
طارق بإستفسار:”عايزة إيه؟؟ جايه ليه؟؟”
مريم بتفهم لحالته:”جايه أحضر عزا شخص كنت بحبه في يوم من الأيام.”
طارق بضيق:”والشخص ده مات، عايزة إيه تاني؟”
مريم محاولة التحكم في بكائها:”أنا آسفة.”
طارق:”أسفك خليه لنفسك، أنا هاخد حقي منك وأنا عارف هاخده إزاي.”
كاد أن يتحرك أوقفته مريم ..
مريم:”أرجوك ماتحكمش عليا، هشام كان خاطفني و…….”
طارق بغضب مقاطعًا لها:”وخلاص إبني مات؛ فمين السبب؟؟؟ إنتي؟؟ ولا ياسين المغربي بتاعك؟؟”
نظرت له مريم ولم تستطع الإجابة فهي السبب الأساسي لما حدث، لو لم يختطفها لما قُتل لأن من قتله كانوا يريدونها هي فقط … نظرت أرضًا وبدأت بالبكاء ..
مريم ببكاء:”أنا آسفة.”
لم يُجبها طارق وتركها ورحل … أما هي إقتربت من قبر هشام وجلست بجانبه ..
مريم ببكاء:”أنا آسفة يا هشام، ياريتك ماكنت كلمتني عشان نتقابل، ياريتك كنت نسيتني وكملت حياتك، أنا السبب في إللي حصلك، سامحني.”
ملست على قبره بهدوء ولم تنتبه لذاك الذي يراقبها جالسًا في سيارته … يتابعها ياسين بعينيه، يرى بكائها على هشام … هل كانت تحبه لتلك الدرجة؟؟ … لم تنساه قبلًا؟؟ … لم يرحل، بل بقي يراقبها ويراها تبكي على فراق حبيبها السابق الذي لم ولن تنساه، لقد خانتك مشاعرك مرة أخرى يا “براء”، خانتك مشاعرك الغبية الطفولية، إرتدى نظارته السوداء وعاد لبروده مرة أخرى ثم أمر سائقه بالتحرك … بعد أن إنتهت من حديثها معه عند قبره قامت بالدعاء له؛ فحتى وإن كانت علاقتهم في الفترة الأخيرة سيئة إلا أنه سيظل أجمل صديق قد حظت به من قبل .. غادرت وتحركت بسيارة أجرة لعنوان القصر..
مرت الأيام وصارت مريم حبيسة غرفتها، تشعر بالإكتئاب لتأثرها بوفاة هشام … كثُرت الإشاعات والأقاويل عن علاقة ياسين بمن تسكن معه بنفس القصر … إختفى ياسين من القصر؛ فلم يأتِ منذ أن رآها تبكي على هشام … كان عماد يحاول مواساة مريم وجعلها تضحك؛ فكان يبقى بجانبها في غرفتها بعد إستيقاظها و يتركها حينما تنام .. وفي يومٍ ما … كانت مريم تنظر إلى نافذتها بشرود وعماد ينظر ..
عماد:”إللي يشوفك كده، يقول إنك كنتي لسه بتحبيه.”
نظرت مريم له بهدوء وأردفت بصوت مُرهق ..
مريم:”أنا فعلا كنت بحب هشام، كان في بينا أيام حلوة،كانت ذكريات جميلة عايشة في خيالي وبحاول أحافظ عليها عشان صورته ماتبقاش وحشة في نظري، لكن تصرفاته في الفترة الأخيرة كانت مخلياني مش طايقاه، وفعلا تخطيته، بس ده بني آدم وإتقتل بسببي يا عماد، أنا من يومها حاسة بتأنيب الضمير، هشام كان يستحق فرصة تانية، كلنا نستحق فرصة تانية.”
هبطت الدموع من مقلتيها ولكنها قامت بمسحها فورًا …
مريم مستأنفة حديثها:”كان ونعم الصديق، كان بيضحكني وبيقف جنبي، كنت بحس إني مطمنة وأنا معاه، قبل ما أقابلك يا عماد كان هو كل حاجة، بحكيله يومي ماشي إزاي؟، كنت بشاركه تفاصيل حياتي كلها، أنا مسامحاه ومش زعلانة منه أبدًا وبتمنى إنه يسامحني عشان ضميري بيأنبني من وقتها وأنا مش قادرة أعيش بالشكل ده.”
عماد وهو يربت على يديها:”إنتي محتاجة ترتاحي يا مريم.”
تنهدت مريم وصمتت قليلًا ثم نظرت نحو عماد وأردفت ..
مريم:”أنا حاسه إني ضايقت ياسين بيه الفترة الأخيرة، وبقاله فترة مش بييجي القصر، ماتعرفش هو فين؟ محتاجة أتكلم معاه وأعتذرله.”
عماد بضيق من الحديث عن ياسين:”معرفش.”
مريم بتنهيدة:”طيب، ممكن تروح تنام عشان إنت ترتاح؟”
هز عماد رأسه لها بهدوء ثم قبَّل مقدمة رأسها وخرج من الغرفة .. نظرت مريم نحو التلفاز وقامت بتشغيله لعلها تتسلى قليلًا وتنسى ما تمر به .. ولكن لم يكن هناك أي شئ سوى الأخبار .. ولكنها تعجبت من عدم وجود أخبارعن حالات القتل التي قام ياسين بها، والتي هي بالطبع تابعة لعمله ..
مريم:”طبيعي ظابط، وبيتستروا على إللي حصل.”
أغلقت التلفاز وإلتقطت هاتفها تحاول البحث عن رقم لياسين لتتحدث معه ولكنها لم تجد أي رقم له … تأففت بضيق وإستقامت من مقعدها وخرجت من غرفتها تبحث عن أحد رجاله ليعطيها رقم هاتفه ولكن لتعجبها لقد رفضوا جميعهم .. ماذا يعني ذلك؟؟ …هل هذا يُعقل؟ لقد أخبرها سابقًا أنها إذا إحتاجت إلى التحدث معه فرقم هاتفه يوجد مع رجاله، ماذا تغير؟؟؟ .. عادت لغرفتها وقامت بإرتداء ثياب لتخرج بها وطلبت من أحد السائقين إيصالها لشركة ياسين .. بمرور الوقت … دلفت للشركة وقام رجال الأمن بإيقافها..
؟؟ بإستفسار:”على فين؟”
مريم بهدوء:”أنا جايه لياسين المغربي، أنا أبقى دكتورة والده الأستاذ عماد، محتاجة أتكلم معاه شويه بخصوص حالته.”
نظر رجال الأمن لها قليلًا ثم قاموا بالإتصال بطاقم حرس ياسين ليخبروه ويقوموا بإيصال رده وبعد دقائق وصلهم رده بالقبول؛ ثم سمحوا لها بالدخول صعدت للطابق الذي يوجد به مكتبه كما تذكر من المرة السابقة .. فكما تذكر كان في ذلك الطابق غرفتان كبيرتان .. إحداهما كانت غرفة الإجتماعات والأخرى بالطبع هي غرفة مكتبه … توقفت أمام الغرفة الأخرى وقام بالطرق على بابها … لا تدري لماذا ينبض قلبها بشدة هكذا، هل لأنها ستراه؟؟ … وقفت لثوانٍ قليلة ثم دخلت الغرفة، وأول ما رأته كان هو .. يقف أمام الحائط الزجاجي خلف مكتبه معطيًا إياها ظهره، ويضم يديه الإثنتين خلف ظهره .. واضعًا سترة حُلته الراقية كالعادة على كرسي مكتبه الضخم .. يرتدي قميصًا أبيض يناسب جسده تمامًا وبنطال أسود ذو قماشٍ رائع … من أين يأتي بثيابه؟؟ .. إستفاقت مريم على صوته الهادئ والغريب نوعًا ما ..
ياسين:”إتفضلي يا دكتورة عماد ماله؟”
مريم بتردد:”بصراحة أنا مش جايه عشان عماد.”
ياسين بإستفسار:”جايه ليه يا دكتورة؟”
مريم بدقات قلب عنيفة:”جايه عشانك.”
إلتفت ياسين لها بهدوء .. كم كان يبدو وسيمًا بالنسبة لها، أو أنه إزداد وسامة عن ذي قبل … مظهره رائع ومنظم كعادته .. رُقِّيُه الذي إعتادت عليه .. نظرات عينيه الهادئة والباردة في آنٍ واحدٍ، تيقنت الآن أنها إشتاقت إلي عينيه وإلى رؤيته أمامها، ولكن تلك المشاعر خاطئة، فهي لا تليق به .. هي تعمل لديه لا أكثر ولا أقل … إستفاقت من شرودها على صوته الجاف …
ياسين:”كان ممكن تنتظريني لما أرجع القصر يا دكتورة.”
إقتربت مريم من قليلًا …
مريم وهي تنظر بعمق عينيه:” بس إنت مرجعتش.”
ياسين وهو ينظر لعينيها في المقابل:”جايه لحد هنا ليه؟”
مريم:”جايه أعتذرلك، على أي سوء تفاهم حصل بينا، أنا الفترة الأخيرة ماكنتش كويسه، كنت تعبانة نفسيًا، آسفة جدا لو ضايقتك، أو إتكلمت بأسلوب مش كويس معاك.”
ظل ينظر لها بهدوء ولم يُجبها أو يتحدث ..
مريم:”إنت ساكت ليه؟”
ياسين:”عشان ببساطة عاجبني تمثيلك.”
مريم بعدم فهم:”مش فاهمة؟”
ياسين بإستفسار:”إيه هي اللعبة إللي بتلعبيها عليا يا دكتورة؟”
مريم بعدم إستيعاب:”أنا مابلعبش عليك ولا حاجة، أنا عادي جايه أتكلم معاك شويه عشان بقالي فترة ماشوفتش حضرتك، وأعتذر لو كان في سوء تفاهم حصل بينا، هو ده مش من حقي؟”
ياسين بإستفسار:”وده بقا حقك من إمتى يا دكتورة؟
كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها ببرود جرح قلبها ..
ياسين:”أنا إللي أقول ده حقك ولا لا.”
مريم بعدم فهم:”أنا مش فاهمة إنت بتتعامل معايا كده ليه؟ أنا عملت إيه؟”
ياسين بإستفسار:”وهو أنا كنت بعاملك إزاي من الأول يا دكتورة؟؟”
إستفزتها تلك الكلمة التي لا ينفك بمناداتها بها ..
مريم بضيق:”أنا ماسميش دكتورة، إسمي مريم.”
ياسين بهدوء:”لازم أحتفظ باللقب، مهما يكن فإنتي دكتورة والدي.”
حاولت مريم التحكم ببكاءها فآخر ما تتمناه هو أن لا يعاملها بتلك الطريقة، هي بحاجة إلى التحدث إليه لكي تهرب من تأنيب الضمير الذي تشعر به، ترى أنه السبيل الوحيد لمساعدتها، هو أملها وبطل حياتها، فكم كانت تتمنى لقاءه والتحدث إليه والبقاء معه .. تحدثت بصوتٍ مهزوزٍ قليلًا ..
مريم:”تمام إعمل إللي تحبه، بس أنا محتاجة أتكلم معاك.”
ياسين وهو يشير لكرسيٍ أمام مكتبه:”إتفضلي.”
جلست مريم بهدوء و هو جلس بكرسيه أيضًا ..
مريم بتنهيدة:”هشام .. قصدي من يوم ما مات وأنا حاسه إن أنا السبب، وآسفة لو إنفعلت على حضرتك أو إتعاملت بشكل مش لطيف، أنا بس تعبانة وحاسة بتأنيب ضمير من وقتها، مات بسببي.”
ياسين بهدوء ناظرًا لعمق عينيها:”لا يا دكتورة .. إطمني مات بسببي أنا، تقدري ترتاحي.”
صمتت مريم قليلًا وهي تنظر إليه، ثم أردفت بهدوء ..
مريم:” بس مش ده إللي أنا بتكلم فيه، أنا بوضحلك موقفي لو إتعاملت مع حضرتك بشكل مش حلو.”
ياسين بإبتسامة هادئة:”أنا متقبل أسفك يا دكتورة، إطمني.”
يدق قلبها بعنفٍ أكثر وهو يتحدث وعندما يبتسم لها أيضًا، يدق قبها لمجرد رؤيته فقط، ماذا هناك؟ ماذا يحدث لها؟؟
ياسين بإستفسار:”محتاجة تقولي أي حاجة تانية يا دكتورة؟”
مريم بإحراج من إستفساره:”هو إنت عايزني أمشي؟”
ياسين بتفهم:”دكتورة مريم.”
مريم:”نعم؟”
ياسين بهدوء:”أنا مقدر إنك في صدمة نفسية، وإن الشخص إللي بتحبيه توفى و……”
مريم بصدمة مقاطعة له:” الشخص إللي بحبه؟؟؟!”
ياسين بهدوء مستأنفًا حديثه:”أنا مقدر إنك محتاجة حد يقف جنبك ويخرجك من إللي إنتي فيه، بس ده مش أنا، أنا مستحيل أفكر فيكي يا دكتورة.”
لماذا هي مصدومة هكذا؟؟ فهي من إستنتجت كل ذلك منذ البداية وكانت تمنع نفسها من التفكير به .. فهي تعمل لديه، ومن المستحيل أن يكون بينهما شئ.. حاولت جاهدة أن ترسم إبتسامة مصطنعة وإستطاعت ذلك ..
مريم:”أكيد طبعا كلامك صح، أنا بس كان قصدي إني بثق في حضرتك وكنت محتاجة أتكلم معاك شوية.”
أكملت بداخلها .. “كنت محتاجة أشوفك، كنت محتاجة أطمن” .. إستقامت من مقعدها وأردفت بصعوبة محاولة التحكم بحزنها بسبب جرح قلبها…
مريم:”آسفة لو ضيعت وقت حضرتك.”
وقفت أمام باب مكتبه، تشعر بالغضب بسبب رفضه لها .. لا تستطيع أن تستسلم لشعور الهزيمة الآن .. إلتفتت له مرة أخرى ووجدته ينظر لها بهدوء ..
مريم بضيق:”على فكرة إنت مستفز.”
ذُهل ياسين من كلمتها تلك؛ فكيف تتحدث معه هكذا؟؟؟ .. عقص حاجبيه وإستقام من مقعده وإقترب منها حتى صار أمامها ..
ياسين:”عيدي كلامك تاني يا دكتورة، قولتي إيه؟”
مريم بهدوء وهي تنظر بعينيه:”زي ماسمعت، إنت مستفز.”
ياسين بهدوء أخافها:”ليه؟”
مريم بتوتر:”عشان كلامك ده.”
ياسين بغضب مكبوت:”وهو معقول يا دكتورة تعيطي على قبر الشخص إللي بتحبيه وبعدها تيجي تقوليلي إنك محتاجاني جنبك؟، إنتي كده خاينه ليه هو.”
مريم بغضب:”ده مش حبيبي، كان حبيبي … كااااان.”
ياسين:”بس إللي أنا شوفته النهاردة يثبت غير كده يا دكتورة، حضرتك لسه بتحبيه.”
مريم بغضب وهي تنظر بعمق عينيه:”إزاي لسه بحبه وأنا بفكر فيك إنت؟! إنت ماتتخيلش أنا كان نفسي أقابلك قد إيه من زمان؟؟، أنا ماصدقت إنك إنت إللي أنقذتني، لإني من يوم ماقابلتك وأنا متلخبطة ومش فاهمة إيه إللي بيحصلي، و……..”
إقترب ياسين منها وقاطع حديثها بقُبلة عميقة بث من خلالها عقابه وعتابه لها على رفع صوتها كما حذرها من قبل .. إستسلمت له ولقُبلته تلك .. لأول مرة تستسلم لرجل يقترب منها هكذا … بعد ثوانٍ إنقطعت أنفاسهما فيها إبتعد ياسين عنها بهدوء، كانت تتنفس بصعوبة بسبب تلك القبلة العنيفة وتشعر بالسعادة في ذات الوقت، ولكن تبخرت سعادتها عندما رأته ينظر لها ببرود كأن ماحدث بينهما منذ ثوانٍ عديدةٍ لم يكن شئ من الأساس … وقتلها ما قاله الآن ..
ياسين ببرود بنظرات خالية من الحياة:”أنا ياسين المغربي .. مستحيل أفكر فيكي يا دكتورة .. وإعتبري إللي حصل بينا ده من شويه محصلش، إتفضلي.”
أشار بيده لباب مكتبه؛ أما هي تنظر له بعدم فهم، لقد قَبَلَها؟؟ .. كيف لها أن تنسى تلك القبلة .. كيف لها أن تنسى الشعور التي شعرت به وقتها؟؟ …
خرجت مريم سريعًا من المكتب غاضبةً مما حدث … كيف يفعل بها هذا؟؟ … إنهمرت الدموع من مقلتيها بسبب رفضه لها… لقد إستسلمت له وسمحت له بتقبيلها .. كيف يجرح قلبها هكذا؟؟ … ظلت هكذا تقوم بمعاتبة نفسها حتى خرجت من الشركة وهي تقوم بمسح دموعها المنهمرة، ويا للصدفة العجيبة لقد كان هناك عددًا كبيرًا من الصحافيين بالخارج وإندفعوا نحوها بالأسئلة عندما رأوها …
؟؟:”إيه هي علاقتك بياسين المغربي؟؟؟ إنتي عشيقته؟؟”
سأل شخص آخر ..
##:”إيه إللي بينكم؟ إيه سبب إنكم عايشين مع بعض في نفس المكان؟؟”
إنهالت عليها الأسئلة وكل ماكانت تشعر به نحو ياسين هو الغضب وأنها تريد الإنتقام منه على رفضه لها .. فكيف يخبرها أنه لن يفكر بها مطلقًا؟؟ .. تنهدت مريم بعمق وإقتربت نحو الصحافيين بهدوء وبدأت في التحدث …
مريم:”عايزين تعرفوا علاقتي بياسين المغربي عاملة إزاي؟”
كان ردهم جميعًا بالموافقة …
مريم بإبتسامة هادئة:”أنا وياسين المغربي مخطوبين وفرحنا بعد شهر وكلكم معزومين طبعًا.”
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية القاتل الراقي ) اسم الرواية