رواية القاتل الراقي كاملة بقلم سارة بركات عبر مدونة دليل الروايات
رواية القاتل الراقي الفصل السادس عشر 16
“بطريق خالٍ من الناس يتراقصان سويا تحت المطر”
ينظر لها بدهشة مما سمع فهي وأخيرًا قد وافقت وقبلت به … إقترب منها بإبتسامة كبيرة لأنه إلى الآن لم يصدق ماسمعته أذناه ..
آسر بعدم إستيعاب مع إبتسامة:”إنتي بتتكلمي بجد؟؟ يعني موافقة نتجوز!!.”
مريم بهدوء:”أيوه موافقة.”
آسر بسعادة:”ده أجمل يوم في عمري”.
إقتربت أشرقت ووقت بجانب مريم وقامت بوكزها بكتفها ولكن مريم تجاهلتها …
آسر:”طب إنتي حابه نتقابل إمتى، عشان نتفق على كل حاجة، وأقابل مين طيب عشان أتقدملك.”
نظرت له مريم قليلًا تفكر .. وكادت أن تخبره أن ليس لها أحد فهو بالفعل يعلم ذلك، ولكن هنا في تلك اللحظة كَبُرَ شعور الإنتقام لديها نحو ياسين ..
مريم:”تقدر تطلبني من ياسين المغربي.”
إختفت إبتسامته وتحولت ملامحه للإستفسار …
آسر:”مين ده؟”
مريم:”هو في حُكم ولي أمري، هو إللي يعرفني من صُغري.”
آسر بعدم فهم:”طب وده أوصله فين؟”
إقتربت مريم منه قليلًا وتحدثت بهدوء ..
مريم:”يبقى صاحب المستشفى دي، والمساهم الأساسي بتاع المستشفى بتاعتنا.”
آسر بإستيعاب:”اه أنا برده إتهيألي إني سمعت إسمه قبل كده.”
مريم بإبتسامة:”أيوه هو ده.”
آسر بهمهمة:”ماشي، طب يلا عشان أوصلكم؟”
هزت مريم رأسها ولحقتها أشرقت ركبت مريم بجانب آسر وأشرقت خلفهما وبدأ آسر بالتحرك .. بعد مرور عدة دقائق … توقف آسر أمام المبنى السكني وهبط من سيارته لأخذ حقيبتها من الحقيبة الخلفية … هبطت مريم ومعها أشرقت …
آسر بإستفسار لأشرقت وإنشغال:”مش هوصلك ولا إيه؟”
نظرت مريم بإستفسار لأشرقت هي الأخرى ..
أشرقت:”هبات مع مريم النهاردة، شكرا يا دكتور.”
آسر بإبتسامة وهو يعطيها حقيبة مريم:”العفو.”
تحركت أشرقت تحمل حقيبة مريم ومفاتيح شقتها وكادت أن تتبعها مريم ولكنه أوقفها ..
آسر:”مريم.”
إلتفتت إليه ونظرت له بإستفسار …
آسر بإبتسامة:”أنا مش معايا رقم ياسين المغربي، أوصله إزاي؟”
تذكرت مريم أنها قامت بحذفه وهي تبكي بعدما تركت القصر ولكن مع الأسف هي تحفظه عن ظهر قلب .. أملت عليه رقم هاتف ياسين وإحتفظ به في هاتفه ..
مريم بإبتسامة سطحية:”تمام كده؟؟ مش هتعوز حاجة تانية؟”
آسر بإبتسامة:”هعوز إيه أكتر من سلامتك؟”
مريم:”شكرا.”
إلتفتت مريم وأكملت سيرها نحو المبني الذي تسكن به تحت أعين آسر الذي يراقبها وبعد أن دخلت المبنى تحرك بسيارته … دلفت لشقتها بعد أن فتحت أشرقت الباب لها .. كانت تنظر لها عاقصة حاجبيها بضيق منها ..
مريم بإستفسار:”مالك فيكي إيه؟”
أشرقت بضيق:”إنتي مش واخدة بالك إنك إتسرعتي شوية؟”
مريم:”لا.”
أشرقت:”لا إتسرعتي .. كان المفروض تاخدي فترة نقاهة مع نفسك من علاقتك بياسين و………..”
مريم بحسرة مقاطعة إياها:”علاقة؟؟!! .. هو أنا وهو كان يجمعنا علاقة؟؟؟ .. مانتي عارفة إللي فيها، من الواضح إنه كان حب من طرف واحد.”
أشرقت:”تمام من طرف واحد .. على الأقل طيب كنت تاخدي على ماتنسيه.”
مريم:”مش هعرف أنساه .. انا فضلت 8 شهور بحاول أنساه بس معرفتش، أنا تعبت يا أشرقت، نفسيتي تعبت ومباقتش قادرة أستحمل أي حاجة.”
لمعت الدموع بمقلتيها ..
تنهدت أشرقت بإستسلام:”طيب، المهم إنك تكوني سعيدة .. أنا بس متضايقة عشان آسر .. مش حابه إنك تظلميه.”
مريم:”المرة دي بجد .. كل حاجة بجد هحاول أسعد آسر لإنه يستحق عشان هو بيحبني وده واضح.”
رفعت أشرقت حاجبيها بسخط ..
أشرقت:”وتفسري بإيه إنك قولتيله يقابل ياسين المغربي ويطلبك منه؟ إنتي كده منتظرة خطوة من ياسين.”
مريم بنفي:”لا دي آخر خطوة أنا بعملها ناحية ياسين، بوصله من خلالها إنه خلاص خسرني نهائيا، *أكملت بتهكم* ده لو أنا أفرق معاه أصلا.”
أشرقت بعدم فهم:”هو إنتي إزاي بتحبيه الحب ده كله؟ أنا لو منك بصراحة من الأول ما أحبش حد مطنشني.”
مريم:”الموضوع ما بدأش من كام شهر عشان ماحبهوش أو أنساه أو أطنشه أيا يكن، الموضوع من سنين وصعب يتنسي.”
هبطت الدموع من مقلتيها وحزنت صديقتها لأجلها وقامت بضمها بقوة وبعد ثوان إبتعدت أشرقت عنها بإبتسامة مرحة ..
أشرقت:”بقولك إيه كفاية نكد، يلا بقا عشان أنا هعملك أكلة حلوة إنما إيه؟؟ ما أقولكيش.”
إبتسمت مريم من مرحها فهي تحاول أن تخفف عنها آلامها للحظات على الرغم من حياتها البائسة … تبدو أشرقت من الخارج مرحة أما بداخلها ألم كبير بعد طلاقها من زوجها منذ سنوات وبعد ذلك إنتقلت إلى بيت خالتها لتعيش معها لتنسى ماحدث مباشرة كانت دائمًا تلقب زواجها من طليقها بالتجربة الفاشلة وهي على يقين تمامًا أنها ستقابل الشخص المناسب يومًا ما … إستفاقت مريم على صوتها ..
أشرقت:”مش يلا يابنتي؟؟”
مريم بتنهيدة”تمام.”
كادت أن تتحرك ولكنها تذكرت قطتها الصغيرة ..
مريم بإستفسار:”لولي فين؟”
أشرقت:”عند خالتي، هجيبها بكرة.”
هزت مريم رأسها وتبعتها ..
…………………………………………
قام آسر بركن سيارته في إحدى الأرصفة وإلتقط هاتفه ضاغطًا على عدة أزرار وحمحم بهدوء ووضع الهاتف بأذنه … كان ياسين يجلس بمكتبه بالمشفى ينظر لبعض الملفات ولكنه إنتبه لهاتفه الذي يُصدر رنينًا .. إلتقط هاتفه ونظر لذلك الرقم المجهول بهدوء ثم أجاب ولكنه لم يتحدث .. تحدث آسر بتوتر عندما توقف الرنين وفُتحت المكالمة ..
آسر:”ألو، ياسين المغربي؟”
ياسين:”مين؟”
آسر بتردد:”أنا آسر زميل مريم .. كنت محتاج أقابل حضرتك وأتكلم معاك في موضوع يخصني أنا وهي.”
تحولت ملامح ياسين للإستفهام للحظة يفكر بما يريده ذاك الطبيب ولكن سرعان ما إبتسم على سذاجتها ..
ياسين بإبتسامة هادئة:”أكيد، تقدر تنورني في شركتي بكرة الصبح.”
آسر:”شكرا لحضرتك.”
ياسين ببرود:”العفو.”
أغلق ياسين المكالمة الهاتفية وظل صامتًا يفكر بما فعلته مريم … تنهد ياسين محدثًا نفسه بهدوء ..
ياسين:”لأول مرة تثبتيلي إنك ذكية يا دكتورة.”
وضع هاتفه جانبًا وعاد ليُكمل عمله ..
………………………………………………………….
في اليوم التالي:
يجلس ياسين بمكتبه بالشركة يمسك بيده ملف خاص ببعض أمور الشركة ولكن قطع تركيزه رنين هاتفه .. وجده أحد رجاله؛ فأجاب …
؟؟:”ياسين بيه، الشخص إللي حضرتك بلغتنا إنه جايلك خلاص دخل الشركة.”
همهم ياسين ثم أغلق المكالمة ولكن أتاه إتصال آخر قبل أن يعيد هاتفه .. وكان عماد .. أجاب.
عماد بضيق:”أنا عايز أشوف مريم.”
ياسين ببرود:”لا.”
عماد:” يعني إيه لا؟؟ بقولك عايز أتطمن عليها.”
ياسين:”مش هكرر كلامي.”
أغلق المكالمة الهاتفية؛ فعماد منذ حصول الحادث وهو يترجاه لرؤيتها ولكنه دائما يقابل رجاءه بالرفض … إنتبه لصوت طرقات خفيفة على باب الغرفة وبعد ثوانٍ دخل شخص يبدو متوترًا قليلًا .. إبتسم ياسين بهدوء..
ياسين وهو يشير لكرسي أمام مكتبه:”إتفضل.”
هز آسر رأسه وجلس بالمقعد …
ياسين:”أهلا بيك يا دكتور.”
آسر:”أهلا بحضرتك.”
نظر آسر حوله من ضخامة مكتبه وإنتبه عندما دخل ساعٍ يسأله عن مايريد أن يشرب ..
آسر:”قهوة سادة لو سمحت.”
هز الساعي رأسه وخرج من المكتب أما ياسين ظل صامتًا ينظر له بهدوء كالأسد الذي ينظر لفريسته بتصيد كل حركاته … وذلك ماشعر به آسر … قرر أن يبدأ حديثه ..
آسر بتوتر:”أنا آسف لو أزعجتك، بس أنا مش قادر أستنى.”
ياسين بهدوء:”إتفضل إتكلم يا دكتور.”
صمت آسر قليلًا ثم قرر أن يتحدث بشجاعة ..
آسر:” أنا طالب من حضرتك إيد مريم.”
لم يجد أية ردة فعل من ياسين عندما قال تلك الجملة …
ياسين بهدوء:”الدكتورة موافقة؟”
آسر بإبتسامة وثقة:”أكيد.”
ياسين بإبتسامة:”يبقى مبروك.”
تعجب آسر من موافقته السريعة تلك ..
آسر بإستفسار:”بس كده؟”
ياسين بإستفسار:”وهو المفروض يبقى في إيه تاني؟”
آسر بتوضيح:”يعني مش المفروض تسأل عني وبعدها حضرتك تقول رأيك سواء بالموافقة أو الرفض أو أيًا يَكُن يعني!”
ياسين بنظرة خالية من الحياة:”طالما الدكتورة هتكون سعيدة؛ فأنا موافق.”
للحظةٍ شعر آسر بالخوف من نظرته تلك؛ فهو يشعر أن تلك النظرات ماهي إلا أسهم قاتلة ..
آسر بإستفسار:”وحضرتك عرفت منين إنها هتكون سعيدة معايا؟؟”
ياسين:”طالما هي موافقة يبقى هي شايفه إنها هتكون سعيدة معاك.”
آسر بتفهم:”فهمت حضرتك، بالنسبة طيب للإتفاق.”
ياسين ببرود:”دي شكليات، الدكتورة تقدر تتكلم معاك فيها.”
آسر:”تمام.”
صمت ياسين ونظر لآسر بهدوء يُشعره بأن مقابلتهم إنتهت ..
آسر بإستفسار:”خلاص كده صح؟”
ياسين:”تقدر تنتظر قهوتك يا دكتور، لو حابب طبعًا.”
آسر بهدوء:”إسمي آسر.”
لم يُجبه ياسين بل ظل ينظر له بهدوء وتلك النظرات أصبحت تخنقه كثيرًا .. قرر أن يرحل، إستقام من مقعده ..
آسر:”طب أستأذن أنا.”
إستقام ياسين من مقعده ووضع يديه خلف ظهره وتحدث بإبتسامة هادئة ..
ياسين:”نورتني يا دكتور.”
مد آسر يده ليصافحه ولكن ياسين ظل بمكانه لم يتحرك له جفن وهو ينظر لآسر … شعر آسر بعدم إرتياح وقام بسحب يده بإحراج ..
آسر:”شكرا لحضرتك.”
ياسين ببرود:”العفو.”
خرج آسر من الغرفة وهو يشعر بالضيق من تلك المقابلة؛ أما ياسين إلتفت ونظر بإتجاه حائط مكتبه الزجاجي ينظر بشرود للأمطار الشديدة التي تهطل بالخارج … تنظر بشرود للأمطار التي تهطل وهي تقف بشرفة شقتها .. أغمضت عينيها لكي تشعر بتلك الأمطار التي تتساقط على وجهها … تتمنى لو أنه معها الآن ..يسيران بطريق خالٍ من الناس يتراقصان سويا تحت المطر … إستفاقت مريم من خيالها ذاك وإنتبهت لهاتفها الذي يصدر رنيناً .. إلتقطته ووجدته آسر …
مريم:”ألو.”
آسر:”أيوه يا مريم.”
مريم:”إنت كويس؟؟ صوتك ماله؟ حاجة مضايقاك؟”
آسر بضيق:”مافيش.”
مريم:”في إيه يا آسر؟؟ ممكن أعرف؟* تحدث ببعض الأمل* ياسين رفض؟”
آسر بضيق:”مين ده؟ يقربلك إيه؟؟ تعرفيه منين؟؟ أنا نفسي أفهم الشخص ده يهمنا في إيه أصلا؟؟ أنا حسيت إن الكلام معاه مكنش ليه لازمه أصلا.”
مريم:”إيه إللي حصل؟”
قام آسر بسرد ماحدث لها … حاولت مريم كبت شهقاتها عندما تأكدت أنها لا تعني شئ بالنسبة إلى ياسين …
آسر:”ألو إنتي معايا؟”
مريم بصوت متحشرج:”معاك، معلش بس هقفل وهكلمك مرة تانية عشان مشغوله.”
أغلقت المكالمة الهاتفية وإنهمرت دموعها … وفي تلك اللحظة كان المطر أقل من قطرات دموعها … دلفت أشرقت للشقة وهي تحمل صندوق قطتها وتعجبت عندما رأتها تقف بالشرفة ..
أشرقت:”مريم.”
لم تُجبها مريم بل كانت تبكي من شعورها بالخذلان … وضعت أشرقت الصندوق جانبًا وإقتربت نحو الشرفة ..
أشرقت:”مريم.”
إلتفتت مريم لها وهي تبكي ..
أشرقت بقلق:”مالك فيكي إيه؟؟ بتعيطي ليه؟؟ وإدخلى عشان الجو تلج.”
خرجت مريم من الشرفة وكانت ملابسها مبتله نتيجة عن الأمطار الشديدة ..
أشرقت:”غيري هدومك طيب ونقعد نتكلم سوا.”
ذهبت مريم لغرفتها لتقوم بتغيير ثيابها؛ أما أشرقت إتجهت نحو الشرفة وقامت بإغلاقها وإنتبهت لصوت تنبيه صغير يدل على وصول رسالة .. قامت بفتح هاتفها وإبتسمت عندما رأت ردًا منه على رسالتها “صباح الخير .. هتعمل إيه النهاردة في يومك؟” …
طارق:”صباح النور .. مش هعمل حاجة، هفضل في المستشفى النهاردة.”
ردت عليه برسالة ..
أشرقت:”بالتوفيق.”
أغلقت هاتفها وإبتسمت تتذكر كيف تبادلا الأرقام سابقًا وذلك قبل خروج مريم من المشفى بعدة أيام بحجة إحتياجها لبعض المعلومات الطبية منه … إبتسمت بخبث من نجاح خطتها فمنذ ذلك الوقت وهي تحاول أن تشغل وقته ومن الواضح أنه يستجيب لها … إستفاقت عندما وصلتها رسالة منه ..
طارق:”وإنتي .. هتعملي إيه في يومك؟”
كادت أن تكتب له ولكنها إنتبهت لخروج مريم من الغرفة؛ فأغلقت هاتفها سريعًا …
أشرقت مخفية توترها:”مالك بقا؟ فيكي إيه؟”
نظرت لها مريم بحزن وبدأت بسرد ما أخبرها به آسر …
…………………………
“رواية/ القاتل الرقي .. بقلم / سارة بركات”
نظر طارق لرسالته التي أرسلها لها منذ عدة دقائق ويظهر له أنها رأتها ولكنها لم تُجبه، مط شفتيه بعدم فهم وترك هاتفه جانبًا ولكن بعد عدة دقائق رن هاتفه .. إلتقطه ونظر لرقم المتصل ثم أجاب ..
طارق:”إيه الأخبار؟”
آسر:”كان عندك حق … ياسين المغربي مش سهل، مش بعيد أصلًا يكون عارف إحنا بنعمل إيه.”
طارق:”بالظبط ده إللي أنا بتكلم فيه .. وعشان كده خلينا مكملين كإننا مانعرفش أي حاجة عنه.”
آسر بتنهيدة:”تمام.”
طارق:”عملت إيه مع مريم؟”
آسر:”كله تمام، ماتعرفش أي حاجة ومش واخده بالها من حاجة أساسًا، عيلة عبيطة، كل إللي يهمها ياسين.”
طارق بسخرية:”ماتنساش إنها مفتاح إنتقامي من ياسين.”
تنهد آسر ثم صمت قليلًا …
طارق:”ساكت ليه؟”
آسر:”أنا مش قادر أستحمل .. شايف قاتل صاحب عمري وأخويا قدامي وساكت.”
طارق:”طب هو صاحب عمرك .. أنا أبقى خاله إللي مربيه.”
آسر بشر:”هناخد حق هشام .. حتى لو إضطرينا نضحي بمريم في الأول .. موتها هيأثر على ياسين.”
صمت طارق قليلًا ..
آسر:”سكت ليه يا دكتور طارق؟؟؟”
طارق بتنهيدة:”مافيش.”
إبتسم آسر بشر وهو يتحرك بسيارته …
آسر:”كل ده عشان هي فيها شبه منها جامد؟؟ بتفكرك بيها صح؟ عشان كده دايمًا متردد ناحية أي قرار بنختاره لمريم؟؟”
صمت طارق وأغمض عينيه قليلًا ثم قام بفتحهما مرة أخرى ..
طارق:”خلينا نقفل الموضوع ده .. انا مش هتنازل عن إنتقامي منه حتى لو هي هتكون الضحية هي ماتفرقش معايا بحاجة .. إللي راح مني عمره ما يرجع.”
آسر بهمهمة وإستفسار:”ألا صحيح .. أخبار الدكتورة أشرقت إيه؟؟”
طارق بإستفسار:”مالها؟”
آسر:”خد بالك برده إنها نقطة ضعف لمريم، نقدر نستغلها أو نوصل من خلالها لحاجة.”
طارق بنفي:” لا أشرقت ماتعرفش حاجة عن حياة مريم وده إللي فهمته منها، خطة إنتقامنا متضمنة شخصين بس ياسين ومريم، يعني مالناش دعوة بأشرقت.”
آسر بسخرية:”ماشي يا دكتور طارق.”
طارق:”هبقى أكلمك وأقولك هنعمل إيه المرة الجاية.”
آسر:”تمام.”
أغلق طارق المكالمة الهاتفية وقام بفتح الدردشة بينه وبين أشرقت لعلها قامت بالرد ولكنها لم ترد .. هز طارق رأسه لعله يستفيق من أمور المراهقين تلك .. ترك هاتفه جانبًا متذكرًا كيف إستطاع جعل آسر صديق هشام المقرب يعود من الخارج ليساعده في الإنتقام؛ فلقد كان آسر صديقًا عزيزًا لهشام حتى وإن لم يظهر كثيرًا في الآونة الأخيرة إلا أنهم أصدقاء منذ الطفولة …
……………………………………….
أشرقت وهي تربت على كتفها:”إهدي طيب.”
مريم ببكاء:”إزاي أهدى؟؟ ده باعني، أنا مكسورة بسببه.”
أشرقت:”خلاص يا مريم .. ياسين موضوعه إتقفل … ركزي في إللي إنتي فيه .. إنتي خلاص وافقتي على آسر، يعني خلاص هتحددوا الفرح أهوه ولو في خطوبة كمان هتحددوا وقتها، يعني بقا معاكي شخص تاني إحترمي وجوده في حياتك.”
هزت مريم رأسها وهي تبكي ثم قامت أشرقت بضمها …
أشرقت وهي تربت على ظهرها بحنان:”كل حاجة هتعدي ماتقلقيش، وصدقيني آسر هيخليكي مبسوطة … وبعدين ينفع تعيطي ولولي هنا؟”
إنتبهت مريم لما تقول وإبتعدت عنها ونظرت حولها تبحث عن قطتها وجدتها بصندوقها تنظر لها ببرائه .. إقتربت منها وقامت بفتح القفص وإحتضنتها بقوة .. ثم إستقامت وهي تحملها وعادت لتجلس بجانب أشرقت ..
أشرقت:”لازم تبدأي تشوفي حياتك، ركزي في الشغل وفي حياتك الجاية وإنسي ياسين ده خالص بقا.”
مريم بصوت متحشرج”تمام، هعمل كده.”
………………………………….
في المساء:
دلف ياسين لغرفته بالقصر ولم يتفاجأ عندما رأى عماد ينتظره بالغرفة … تجاهله وأكمل طريقه لداخل الغرفة …
عماد:”أنا عايز أروح لمريم.”
ياسين ببرود دون أن ينظر إليه:”تقدر تكلمها لكن تروحلها لا.”
عماد:”بس أنا ……….”
ياسين مقاطعًا له:”عماد .. إرجع لأوضتك.”
صمت عماد قليلًا ..
عماد:”إنت ليه بتعمل كده في نفسك؟”
نظر له ياسين بإستفسار ..
عماد:”ليه مصمم تبعدها عنك؟؟ إنت بتحبها يا براء.”
تقدم ياسين نحوه بنظرات خالية من الحياة …
ياسين:”أنا إسمي ياسين … وأنا مش بحبها وبعدين الدكتورة خلاص إتخطبت.”
إبتعد عنه وأكمل مايفعله …
عماد بعدم فهم:”مش فاهم؟؟ مريم إتخطبت؟”
ياسين:”خطيبها لسه كان عندي النهاردة.”
عماد بتعجب:”كان عندك بيعمل إيه؟”
ياسين ببرود وهو ينظر إليه:”كان بيطلب إيديها مني.”
ذُهل عماد من حديثه …
عماد بصدمة:”وإنت قبلت عادي؟”
لم يُجبه ياسين بل أشار له بالرحيل ..
عماد:”هو إنت بني آدم طبيعي؟؟ إنت إزاي توافق إنها تبقى لغيرك؟؟؟”
تجاهله ياسين ولم يُجبه ولكن عماد تحدث..
عماد بضيق:”مانت قاتل هتفرق معاك في إيه، أحسن برده أهي تكون في أمان بعيد عنك.”
تركه عماد وخرج من الغرفة؛ أما ياسين كان يتصرف كأن عماد لم يكن موجودًا من الأساس ..
……………………………………..
في صباح اليوم التالي:
خرجت مريم من شقتها لتذهب للمشفى الذي تعمل به هبطت على الدرج ثم خرجت من المبنى السكني وهنا تفاجأت بوجوده مستندًا بجسده على سيارتها ينتظرها …
آسر بإبتسامة:”صباح الخير.”
مريم بإبتسامة هادئة وتعجب:”صباح النور، أنا آسفة على سؤالي ده، بس إنت بتعمل إيه هنا؟!”
آسر:”قولت أعدي عليكي نروح سوا بما إننا بقينا مخطوبين.”
حاولت مريم أن تتصنع إبتسامتها وإستطاعت ذلك وإقتربت منه .. قام آسر بفتح الباب لها .. ركبت للسياره وهو جلس بجانبها وبدأ بالتحرك …
آسر بإنشغال أثناء القيادة:” أشرقت مكانتش بايته عندك إمبارح برده؟”
مريم:”لا، فضلت معايا اليوم كله وفي الآخر روحت.”
آسر بهمهمة:”تمام.”
ظلت مريم صامتة قليلًا وبعد دقائق قطع صمتها إستفساره …
آسر:”هنعمل الفرح إمتى؟”
نظرت له بتعجب من إستفساره .. هل ذلك حقيقي؟؟ …
آسر:”سامعاني؟”
مريم بإنتباه:”هاه؟ .. شوف إنت حابب نعمله إمتى؟”
آسر بتفكير:”إيه رأيك في الشهر الجاي؟”
تنهدت مريم وتذكرت ذلك اليوم الذي أرادت أن تنتقم فيه من ياسين و أخبرت الصحافة أن زواجها من ياسين المغربي بعد شهرٍ …
آسر:”قولتي إيه؟”
مريم:”تمام، ماشي.”
آسر بإبتسامة وهو ينظر إليها:”مبروك يا عروسة.”
لوهلة شعرت بالتقزز والإشمئزاز من حديثه ذلك … ولكنها أعطته إبتسامة سطحية ونظرت أمامها … عاد آسر ينظر للطريق وإختفت إبتسامته وكل ما يشعر به هو الرغبة في الإنتقام … وصل الإثنان للمشفى وهبط آسر من السيارة وهبطت مريم أيضًا وعندما توجهت نحو مدخل المشفى تفاجأت به يمسك بيدها … نظرت له مريم بتعجب وعدم فهم ..
آسر بتوضيح:”عشان الكل يعرف إننا خلاص إتخطبنا.”
نزعت مريم يدها وتحدثت بنبرة بها بعض العنف ..
مريم:”مش لازم تمسك إيدي عشان تثبت للكل إن في بينا حاجة .. ممكن نتكلم عادي ونعرف الناس.”
تركته وسارت للداخل أما هو صر على أسنانه بضيق منها ولحقها ..
آسر وهو يقف أمامها:”خلاص أنا آسف، ماتزعليش مني.”
لم تُجبه مريم ولكنه أصرّ على أسفه وهنا بدأ بالتحدث عند الإستقبال بصوت ٍ عال ..
آسر:”يا جماعة.”
أشار للجميع بالتقدم نحوهم ومن ضمنهم أشرقت …
آسر للجميع:”أنا والدكتورة مريم خلاص قررنا نتجوز .. فرحنا الشهر الجاي وكلكم طبعًا معزومين.”
بدأت التهنئات والمباركات لهما .. نظرت مريم لآسر الذي إبتسم لها بلطف يتودد إليها لتعفو عنه .. إبتسمت إبتسامة هادئة وعاد كل شئ بينهما كما كان … مرت الأيام وكان آسر يظهر لمريم أنه أكثر إنسان سعيد لقرب زواجه منها .. قدم لها خاتمٌ ماسيّ هدية منه لها وهي قبلته منه .. أشرقت وطارق كانا يدردشان سويًا دون علم مريم بذلك، إختفى ياسين تمامًا من حياتها ولا تعلم ماذا يفعل أو بماذا يفكر ولم تفكر به من الأساس؟؟ فهو قد تنازل عنها لشخص آخر .. وفي يومٍ ما … إنتهت مريم في مناوبتها بالمشفى بمنتصف الليل .. خرجت من المشفى ووجدت أن الطريق خالٍ من الناس .. تنهدت بضيق ..
مريم:”ياريتك يا أشرقت ماكنتي أخدتي أجازة النهاردة، هروح أنا إزاي بقا؟؟”
فكرت بآسر ولكنه مازال في مناوبته لا تُريد أن تشغله بها … قررت أن تسير قليلًا لخارج المشفى وتتمشى قليلًا لعلها تجد سيارة أُجرة … سارت بالطريق الخالي تترقب ما حولها لعلها تجد سيارة تقترب .. وبعد خمس دقائق من المشي وجدت سيارة تقترب نحوها .. أشارت سريعًا لسيارة الاجرة التي تقترب منها .. توقف السائق لها وركبت السيارة ..
مريم:”عند **** في *****.”
هز السائق رأسه لها وبدأ بالتحرك نظرت مريم بهاتفها لعلها تُشغل نفسها قليلًا وبعد دقائق قليلة إستفات مريم عندما توقفت السيارة .. تعجبت مريم من وقوف السيارة وشعرت بالرعب أكثر عندما أغلق السائق أبواب السيارة … نظرت مريم له ووجدته ينظر لها بنظرات غريبة تمقتها لأنها تراها في جميع الرجال ..
مريم وهي تراه يعود للخلف ويقترب منها:”إبعد عني.”
؟؟:”وأسيب الجمال ده كله يروح من إيدي؟؟”
لكمته مريم بوجهه ورد لها لكمتها تلك بصفعة قوية على وجهها حاولت مريم أن تهرب منه ولكن أبواب السيارة موصدة .. حاولت أن تضربه مرة أخرى وتبعده عنها بأقصى طاقة تملكها ولكنه كان يضربها أكثر في المقابل حتى شعرت أن عظامها قد كسرت … سحبها أسفله وكانت مريم تصرخ بقوة وتحاول إبعاده عنها قدر المستطاع ولكنها لم تستطع … لم ينتبه السائق لياسين الذي كسر ناقذة السيارة خلفة … أمسك ياسين السائق بقوة من رأسه وقام بذبحه وهنا صرخت مريم من الرعب لما رأته أمامها وخاصة عندما وقعت جثة السائق فوقها وكان خلف تلك الجثة ياسين المغربي بنظراته الخالية من الحياة.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية القاتل الراقي ) اسم الرواية