رواية هي بيننا بقلم ديانا ماريا عبر مدونة دليل الروايات
رواية هي بيننا الفصل السابع عشر 17
وقفت منار مصدومة وهى تعي وجود إياد خلفها وقد سمع كل ما قالته عن شقيقته.
حاولت التحدث بصوت غير ثابت: إياد أنا..
رفع يده ليوقفها عن الكلام بصوت جامد: كفاية كلام لحد كدة يا منار كفاية عليا أوي اللي سمعته.
أخرج دبلته من يده ثم تقدم ليضعها على الطاولة أمامها ونظر لها وفي عينيه تعبير يشبه الاحتقار: كدة كل واحد مننا في طريق يا منار وخلي الشبكة وأي هدية جبتهالك معاكِ.
حدقت إليه بذهول فتابع بصوت غاضب: أختي اللي بتتكلمي عليها هى حياتي كلها وأغلى حد عندي ولو لازم اختار فأنا هختارها هى بدون تردد واحتراما لباباكِ أنا مش هقول أكتر من كدة لكن أتمنى منتقابلش تاني أبدا
رمقها بنظرة اشمئزاز أخيرة قبل أن يتركها ويذهب وهى تحدق في أثره مصدومة.
التفتت منار ثائرة إلى صديقتها تقول بغضب: أنتِ ليه مقولتليش أنه واقف ورانا وبيسمع أنتِ غبي’ة!
عقدت صديقتها حاجبيها وقالت ببرود: لو كنت أعرف أكيد كنت قولتلك يا منار وبعدين بأسلوبك ده مش غريب أنه يفسخ الخطوبة أبدا.
ثم تركتها وذهبت ومنار تجلس مكانها حانقة تفكر كيف ستصلح الأمر بينها وبين إياد هذه المرة لو كان هناك أي سبيل لإصلاحه!
عاد إياد إلى بيته ولاحظ والديه أن هناك شيئا غريبا به ولكن فضلا أن يتركا على راحته،
بدأوا في تناول الطعام حين قال إياد بصوت هادئ: أنا فسخت خطوبتي من منار.
شهقت والدته بصوت مسموع أما والده نظر له متفحصا ولكنه لم ينطق بشئ.
قالت والدته بذهول: ليه يا إياد يا حبيبي حصل حاجة؟
قال إياد بهدوء: مش لازم يحصل حاجة معينة أنا اكتشفت بعد تفكير طويل أنه إحنا مننفعش لبعض وطالما مننفعش هتبقى خسارة لينا إحنا الاتنين نكمل فى العلاقة دي
أنا واثق أنه قراري ده الصح.
قالت والدته بحزن: ربنا يعوض عليك يا بني.
أما والده لم يتحدث فنظر إليه إياد ورأى أن والده يفهمه تماما بدون أن يتكلم ولا يحتاج أن يخبره سبب حتى يفهم سبب قراره.
استغلت سلام غياب سيد عن المنزل وشرعت تبحث في غرفته عن الأوراق التي كانت وقعتها سابقا، بحثت في كل مكان دون فائدة حتى تعبت.
قالت لنفسها بجزع: هيكون مخبي الأوراق دي فين بس!
يارب ساعدني.
سمعت صوت الباب يفتح فأسرعت ترجع كل شئ لمكانه وتخرج من الغرفة.
رآها سيد فقال بشك: أنتِ كنتِ بتعملي إيه فى الأوضة؟
أخفت توترها وقالت ببرود: كنت بروق اللي فيها علشان أخلص البيت قبل ما أروح الشغل.
نظر لها بملل: طب يلا يا أختي حضري الأكل علشان أنا جعان هأكل وخارج تاني.
أمسكت نفسها بصعوبة عن التنهد بارتياح لأنه سيخرج وستجد فرصة أخرى للبحث.
أسرعت للمطبخ تحضر الطعام وانتظرت في غرفتها وأخبرته أنها ليست جائعة، حين غادر في المساء
عادت للبحث فى غرفته وهذا المرة بجدية أكبر، بحثت فى كل شئ حتى بين ملابسه ولم تجد شيئا.
جلست على الأرض وهى تحبس دموعها، رفضت أن يسيطر عليها اليأس وفكرت أين يمكن أن يضع أوراق مثل تلك؟
تذكرت أنها رأته مرة يرفع مرتبة سريره ويحضر شيئا من تحتها، نهضت على الفور وأسرعت نحوها ترفعها بكل قوتها، وجدتها بضعة أشياء تحتها إلا أنها لمحت حقيبة قديمة أخذتها على الفور.
وضعتها أمامها وفتحتها لتجدها مليئة بالاوراق، أولا وجدت عقد زواجها منه، ثم عندما بحثت أكثر وجدت الأوراق التى تبحث عنها أخيرا.
انهمرت دموعها من الفرح والارتياح ثم أعادت كل شيئ مكانه، وأحتفظت بالأوراق معاها حتى تعطيهم لإياد أول شئ في الصباح.
حين ذهبت لمنزله، دلفت لغرفة دعاء تعتني بها وهى تعلم أنه سيأتي ليرى دعاء قبل أن يذهب للعمل.
حين دلف قفزت واقفة تمد يدها بلهفة إليه: هى دي الأوراق أنا دورت عليها كتير لحد ما لقيتها امبارح.
أخذ منها الأوراق و هو يلقي نظرة عليها قبل أن يرفع بصره لسلام ويبتسم: هديها لصاحبي النهاردة متقلقيش أن شاء الله خير.
قالت سلام بأمل: يارب.
حين خرج ليذهب إلي عمله وجد والدته تخبره أن منار جاءت وترغب بالتحدث إليه لأمر ضروري قبل أن تخبره أنها ستذهب لجارتهم.
تنهد وهو يدخل إليها، حين رأته رأته هبت واقفة.
قالت بسرعة وإعتذار وهى تبكي: إياد أنا آسفة سامحيني بالله عليك.
نظر لها ببرود: منار أنا قولت اللي عندي ومفيش كلام تاني في الموضوع ده.
منار بتوسل: يا إياد اسمعني وأديني فرصة.
زفر إياد بنفاذ صبر: منار أنا معنديش استعداد أسمع كلمة منك بالنسبة ليا الموضوع ولو كنت في يوم فكرت أني بحبك أنا كنت فعلا غلطان، إحنا فعلا مش مناسبين لبعض
وبالنسبة ليا أنا قولت لأهلي الكلام ده ومقولتش على كلامك عن دعاء ده علشان الود بين أهلنا مش أكتر.
ثم غادر أما هى التمعت عيناها بغضب شديد ثم نظرت بحقد تجاه غرفة دعاء التى بالنسبة السبب في كل هذا.
ذهبت لغرفتها ثم دلفت وجدت سلام تعطي دعاء دوائها.
نظرت لها سلام بتعجب: فيه حاجة؟
قالت بحقد : أكيد دلوقتي مبسوطة .
عقدت حاجبيها بحيرة: ليه ؟
قالت منار بسخرية: أنتِ هتلعبي عليا أكيد فرحانة علشان إياد سابني ودلوقتي بقت فرصة ليكي.
حدقت إليها سلام ببرود: دي حاجة تخصكم أنا مليش دعوة بيها.
زاد غضب منار وصاحت بها: اعملي فيها بريئة لكن أنا مش هسيبك
ثم نظرت لدعاء بكر’ه : ولا هسيبها.
تحركت ناحية دعاء بسرعة ولكن سلام أمسكت بها وهى تبعدها عنها: أنتِ عايزة منها إيه اطلعي برة.
لم ترد منار وهى تقاوم سلام وتحاول الوصول لدعاء التى أحست بالخوف من منظر منار حتى فجأة دفعت سلام بعيدا بكل قوتها لتتعثر سلام وتقع ويصطدم رأسها بحافة الطاولة.
صرخت وهى تقع ثم تمددت على الأرض فاقدة للوعي ورأسها ينزف دما’ء بغزارة.
نظرت منار لها بصدمة وهى تضع يدها على فمها، تراجعت ونظرت لدعاء التي تبكي ولا تفهم ما يحدث ثم ركضت خارج الغرفة والبيت كله هاربة!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية هي بيننا ) اسم الرواية