رواية لا تلتمس مني حبا كاملة بقلم رانيا الخولي عبر مدونة دليل الروايات
رواية لا تلتمس مني حبا الفصل الثاني و العشرون 22
لم تخفى على حنين نظرات ياسمين الحاقدة عليها وهى تنظر إلى عنقها الذى طبع بمحبة قاسم، مما جعل حنين
تحمحم بإحراج وحاولت اخفاء عنقها بخصلاتها فابتسمت ياسمين بتهكم وهى تقول بسخرية
_ هو انتى مش بردوا محجبه؟
أغمضت حنين عينيها بضجر
_ أيوة محجبه، خير بتسألى ليه؟
أشارت إلى هيئة حنين الخاطفه للأنفاس بغيرة واضحه
_ وهى بردوا المحجبه تقعد كده وبالمنظر ده والرجاله محاوطه البيت من كل ناحية
ابتسمت حنين باستفزاز وردت بلهجه أشعلت النار بداخلها أكثر وهى تقول
_ لأ اطمنى قاسم بيغير على أهل بيته اوى، واكيد منبه عليهم أن محدش يدخل هنا الا باستأذان.
ازداد لهيب غيرتها أكثر عندما دلفت صباح تحمل بيدها بعض الحقائب وهى تقول
_ ست حنين قاسم بيه باعتلك الشنط دى
لو كانت النظرات تقتل لوجدوا حنين ساقطه على الارضيه غارقه بدماءها من نظرات ياسمين الحاقدة
_ طيب طلعيها فوق ياصباح لو سمحتى لحد ما انيم الولاد
حملت مالك الذى غفى على ذراعيها ونظرت لأمجد قائله
_ يالا ياحبيبى عشان تنام
رفض أمجد قائلاً
_ لا أنا هستنا عمو
_ بس عمو ياحبيبى هيأخر الليلادى ومش هييجى دلوقت
رد برجاء
_ طب هستنى معاكى شوية يمكن ييجى بدرى.
نهرته حنين بحزم
_ أمجد وبعدين معاك الوقت آخر ومش هينفع تسهر اكتر من كده
أومأ لها أمجد وصعد معها على مضد ونظرات ياسمين تصيبهم بسهام حقدها
وعندما تأكدت من ولوجهم تناولت هاتفها لتتصل على فهد الذى رد قائلاً
_ اخبار زينه ولا ايه؟
تشنج فمها وهى ترد بكره
_ لا زينه ولا زفت، البنت دى مش سهله زى ماكنت فاكره ومسيطرة على قاسم بشكل غير طبيعي، ويظهر كده أن الموضوع هياخد منى وقت عشان بتظبط كويس
_ لااا شدى حيلك شوية عايزين نخلصوا على طول
ردت بضيق ونفاذ صبر
_ بقولك مش سهله، وبعدين مين قالك أنها مراته على الورق بس
عقد حاجبيه بعدم استيعاب وقال
_ كيف يعنى؟
ضغطت على أسنانها بغل واضح
_ انا اتأكدت النهارده أنها مراته، بس ده بردوا ميمنعش أنى أقدر افرق بينهم وقريب آوى كمان
– شكلك بتاعت كلام وخلاص ومش هتعرفى تعملى حاچه.
أكدت قائله
– لا متقلقش انا عارفه هعمل ايه كويس، بس واحده واحده عشان قاسم ميشكش فينا
ألقت ياسمين الهاتف بجوارها وهى تحاول السيطرة على رغبتها فى الصياح بأعلى صوتها وتحطيم ما قد تطول يدها
لكن عليها أن تتحكم في أعصابها أكثر من ذلك حتى لا يشعر بها أحد
ف قاسم معشوقها منذ الصغر ولن تتنازل عنه مره اخرى، فكم صدمت عندما تزوج بزهرة لكن وما هون عليها الامر علمها بشأن مرضها، وظلت تنتظر وفاتها بفارغ الصبر حتى صدمها مره اخرى بزواجه من تلك المرأة
والتى ستفعل المستحيل كى تتخلص منها.
طرقات متردده سمعها على باب مكتبه وهو يضع اشياءه داخل الحقيبة
سمح للطارق بالولوج فتفاجئ برؤيتها بعد غياب دام لسنوات حتى فقد الامل في عودتها
_ ممكن ادخل؟
قالتها بدلال لا يليق الا بها ، لكن الصدمه الجمت لسانه وجعلته غير مدرك لما يدور حوله
ضيقت عينيها بمزاح وهى تقترب منه قائله
_ ايه مش هتقولى اتفضلى؟
حمحم باسم بإحراج وأشار لها بالجلوس قائلاً
_ اه طبعاً اتفضلى، حمدالله على السلامه
جلست روان على المقعد بثبات تحاول به اخفاء اشتياقاً ارهقها وقالت وهى تنظر للمكان حولها باهتمام
_ المكتب زى ماهو متغيرش
نظر إليها باسم بعتاب
_ القلوب هى اللى اتغيرت لكن الاماكن زى ماهى
بادلته اسيل نظرات العتاب وقالت
_ القلوب مش بتتغير يادكتور باسم ، بس مشكلتنا أننا بنستسلم لمصيرنا مش اكتر
نهضت روان عندما لاحظت وجومه وتابعت
_ انا جيت اسلم عليك واقولك انى رجعت المستشفى من تانى بعد اذنك
همت بالخروج لكنه منعها قائلاً
_ روان
التفتت إليه أسيل وهى تحاول كبت مشاعرها تجاهه وقالت بهدوء
_ نعم.
نظر باسم إلى عينيها التى دائماً ما تفشل فى اخفاء مشاعرها تجاهه وأنها كانت ومازالت هى نبع عشقه فقال بثبات زائف
_ رجعتى ليه؟
ساد الصمت بينهم
بنظرات لا تعرف سوى العتاب حتى قاطعتها روان
_ زى ما كل واحد بيرجع بلده.
لم يجد باسم كلمات تصف ما بداخله من اشتياق ليس من حقه وقال
_ جوزك رجع معاكى ؟
ساد الصمت قليلاً بينهم ونظرات العتاب هى السائده بينهم حتى قاطعته روان
_ اه رجع معايا بعد اذنك
غادرت مكتبه قبل أن تخونها عبراتها لتتركه يتخبط فى مشاعره التى احيتها بعودتها بعد أن ظن بأنه تخطاها وأصبحت ماضي أليم لا يريد العودة إليه وكم كان مخطئاً
فمن نظره واحده أحيت لهيب عشقه بكل جوارحه
وياليتها لم تعود .
وقفت حنين فى شرفة غرفتها تنتظر مجيئه وتفكر فيما يتعلق بحياتها التى تبدلت فى يوم وليله
لامس شغاف روحها وقلبها الذى ادماه الحزن واعاد إليه السعادة التى فقدها منذ أمد طويل.
لكن شعور بداخلها يخبرها دائماً بأنها لن تنعم بتلك السعاده فترة طويلة وان هناك أشياء كثيرة تهدد صفوهم
نهرت نفسها على ذلك التفكير ونفضته من قلبها؛ لا تريد لشئ أن يأثر على سعادتها بعدما نعمت بها وظفرت بقلب القاسم الذى أصبح ملازماً لروحها ولن تسمح لأى شئ أن يعكر صفو حياتهم
ظهرت ابتسامة عريضة عندما وجدت يديه تحاوطها بحب من الخلف مستنداً بذقنه على كتفها وهو يقول بصوت واهن
_ وحشتينى
التفت حنين بين يديه كى تنظر إلى ملامحه التى افتقدتها كثيراً وقالت بعتاب محب
_ لو وحشتك صحيح مكنتش اخرت كل ده
اتسعت ابتسامته وهو يقول بمكر
_ ماأنتى لما تعرفى سبب التأخير هتعذرينى
رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعه
_ ياسلام، وايه بقى هو السبب ؟
وضع أنامله فى خصلاتها البنيه وقال بعشق جارف
_ اسبوع كامل فى المكان اللى يعجبك
عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت
_ مش فاهمه
امسك يدها يقبلها ويضعها على موضع قلبه وقال بابتسامه يملؤها الحب
_ يعنى هخطفك من بكره ونروح نقضى اسبوع فى المكان اللى يعجبك، قولتى أيه؟
لم تجد الكلمات التي تصف بها ما شعرت به فى تلك اللحظه
فأكتفت بمحاوطت عنقه بذراعيها ويشدد هو من احتضانه لها حتى سمعها تقول بهمس قاتل
_ بحبك ياقاسم
أغمض عينيه منتشياً بسعاده بالغه عند سماعه تلك الكلمه التى خرجت من فمها كأنها سمفونية من لحن الخلود تدق على اوتار قلبه المتيم بعشقٍ جارف، فيبعدها عنه قليلاً كى ينظر دخل عينيها لكنها أبت ذلك واخفت وجهها فى صدره خجلاً منه، لكنه أصر على رؤيت عينيها فوضع أنامله أسفل ذقنها كى يجبرها على النظر إليه وقال بعدم استيعاب
_ انتى قولتى أيه ؟
حاولت حنين الهرب بعينيها من نظراته الهائمه لكنها وجدت نفسها بأسر عينيه ولم تستطيع الهرب فقالت بدون وعى منها
_ ب….بحبك يا..قاسم
رد عليها قاسم بطريقته الخاصة به، فلم يجد الكلمات التى تعبر بها عن وصف سعادته بتلك الكلمه التى توقى لسمعها من فمها الذى كافئه بطريقته التى ينعموا بها………
وضعت حنين رأسها على صدره تستمع لنبضاته التى تدق كالطبول و تتغنى بعشقها
أما قاسم فقد ازدادت حيرته أثناء لقاءه بها
فقد شعر بها بين يديه كفتاة عذراء لم تختبر العلاقه من قبل
وخاصةً أول لقاء بينهم والخوف الذى كانت تحاول اخفاءه والترقب لكل خطوة يخطوها معها وكأنها تخشى من شئٍ ما
أراد التحدث معها فى هذا الأمر لكنه لم يريد أيضاً الضغط عليها كى لا يذكرها بالماضى
شعرت حنين بشرودة فرفعت وجهها إليه مستنده بذقنها على صدره وقالت بحب
_ سرحان فى ايه؟
ابتسم براحه وقال
_ فيكى طبعاً ، هو انا عندى غيرك اسرح فيه؟
ردت بغرور
_ أكيد لأ
رفع حاجبيه بلؤم وقال
_ ولما انتى عارفه كده بتسألى ليه؟
أجابت حنين بحياء
_ عشان بحب اسمع منك الكلام اللى بيخلينى احس انى أجمل واحده فى الدنيا
شعر قاسم بسعاده بالغه من ردها الذى لمس قلبه وقال بمكر
_ بس انتى لسه مسمعتيش منى حاجه
_ لو لسانك مقالهاش فعيونك دايما بتقولى احلى كلام
ازداد مكره وهو ينهض ليميل عليها قائلاً
_ طب هى دلوقت بتقولك ايه؟
ذابت حنين فى سحر عينيه
_ هى مين؟
رفع حاجبيه بخبث
_ عيونى اللى بتسمعك احلى كلام، انتى مش بتقرى لغة العيون؟
لم تستطيع الرد عليه فقرب وجهه من أذنها ليردف بهمس
_ اغششك ؟
هزت راسها بالنفي وقبل أن تعترض آخذها لعالمه الذى لا يدخله غيرها
مرت ايامها معه بسعاده لا توصف، رغم عصبيته التى تظهر فى بعض الأحيان لكنها تستطيع بابتسامه ناعمه وحضن دافئ تهدئته وتجعله ينسى ويلين بين يديها.
وازدادت سعادتها أكثر عندما عادت ياسمين إلى جامعتها، بعد محاولات كثيرة بائت بالفشل
لكنها أيضاً لم تيأس فى محاولات أخرى أثناء عودتها فى نهاية كل أسبوع
كانت زيارتها لعائلة سالم مختلفه عن ما قبلها.
رحب بها الجميع بسعاده بالغه بعد طول غيابها، ولم تخفى على أم سالم السعادة الواضحه على وجه حنين، مما جعلها تخفى ذلك الحزن الذى عاد إلى قلبها مره اخرى وهى ترى زوجة ابنها وحفيدها فى دفئ رجل آخر
هى تعلم جيداً أنها مازالت فى ريعان شبابها وان من حقها أن تكمل حياتها مع شخص يكون لها سنداً ولن تجد لها افضل من قاسم رغم العداوة التى بينهم إلا أنها تعلم جيداً أنه جديراً بتلك الثقه وهى من اقنعتها به
لكنها لم تكن تعلم بأنه سيكون موجع إلى تلك الدرجه……
وخاصةً محبتها لابنه الذى لا تقل عن محبتها لأمجد
مما جعل نور تتعجب ايضا من محبتها له
حنانها الزائد.
لهفتها عليه عند سماع بكاءه، من يراها لا يصدق أنها زوجة أبيه فقالت نور
_ مالك محظوظ آوى بيكى ياحنين اللى يشوفك معاه ميصدقش انك مرات أبوه
نظرت حنين إلى مالك الذى استكان بين ذراعيها وقالت بصدق
_ بالعكس أنا اللى محظوظه بيه مش هو، وربنا يقدرنى واعوضه عن امه اللى ماتت من قبل ما ينعم بحنانها
ردت ام مراد بإعجاب شديد لطيبتها
_ ربنا يابنتى يقدرك على فعل الخير انتى طيبة وبنت حلال وتستهلى كل خير
ورغم شعور ام سالم بالشفقه على ذلك الطفل إلا أنها تخشى أن يقصر تعلقها بذلك الطفل على نفسية حفيدها فقالت
_ بس ياريت يابنتى علاقتك بمالك متأثرش على أمچد عشان ميحزنش
علمت حنين بما يدور بخلدها فأرادت زرع الطمئنينه بداخلها كى لا يتلاعب الشك بها
_ متقلقيش ياطنط أمجد مش صغير وأنا فهمته كل حاجه، ويمكن أمجد بيهتم بيه اكتر منى لانى وطدت العلاقه بينهم
وبعدين أمجد ابنى أقل لمسه حنان منى بتكفيه
نظرت لمالك الذى غفى بين يديها واردفت
_ انما مالك حنان الدنيا كلها مش هتغنيه أبداً عنها، لأن حب الام بيبقى غريزه جوى الإنسان
ومهما اديته من حنانى هيفضل بردوا مشتاق ليها ولحنانها
قالت نور بتأثر
_ خلاص يا حنين متعرفيش مالك الحقيقة وخاليه يفتكر انك أمه
هزت حنين رأسها برفض وقالت بإصرار
_ لأ طبعاً مستحيل اخليه ينسى أمه اللى ضحت بصحتها وحياتها عشانه
_ بس هو ميعرفهاش
ردت بإصرار أشد
_ مينفعش ألغى زهرة من حياة ابنها مش من حقى ولا من حق أى حد أنه يعمل كده .
أرادت ام سالم التأكد أكثر وقالت بترقب
_ ولما ربنا يرزقك بعيل من جاسم هتفضل بردوا علاجتك بيه زى ما هى؟
اهتزت نظرات حنين وقد انحصر الدم عن وجهها بإحراج ، وهى تهز رأسها بالنفي
وقبل أن تجوابها كانت أم مراد تنتشلها من ذلك الاحراج وهى تقول بحزم
_ الحنيه مبتجزئش ياأم سالم.
هزت ام سالم رأسها وقد أيقنت من صمتها أنها قد تناست حقاً ابنها وعشقت غيره
فشعرت بالحزن العميق ينتابها وندمت على إقناعها بالزواج منه، فاستاذنت منهم وصعدت إلى غرفتها..
شعرت حنين باستياء ام سالم والتمست لها العذر ، فمن المؤكد انها شعرت بعشقها لقاسم ومحبتها لابنه، فهى دون وعى منها تذكر اسمه بعشق متناهى في كل حواراتها.
يبدوا أنها أخطأت في المجئ إلى هنا بعد أن أصبحت زوجه حقيقية لقاسم الرفاعى
لا يحق لها المجئ إلى هنا بعد الان مراعاة لمشاعرها..
لكن لن تمنع أمجد عنهم فهو عوضهم الوحيد عن سالم رحمه الله.
أخرجها من شرودها صوت هاتفها يعلن عن وصول قاسم أمام المنزل فاستاذنت منهم وأخذت أمجد وخرجت له
وما أن رآه أمجد حتى أسرع إليه يحتضنه بسعادة تحت نظرات حسنه التى تساقطت عبراتها بحزن عميق وهى ترى حفيدها يحتضن رجل آخر غير ولدها
وندمت أشد ندم على ذلك .
*********
كان الصمت حليفها أثناء عودتهم بالسياره إلى منزلهم مما جعل قاسم يشعر بالقلق عليها فقال
_ مالك ياحنين فى حاچه ضيقتك ؟
انتبهت حنين لسؤاله وردت بإقتضاب
_ لا مفيش حاجه بس حاسه اني تعبانه شوية
ازداد قلقه عليها وقال
_ نروح لدكتور ؟
_ لا أنا كويسه متقلقش، بس ارهاق مش اكتر.
لم يقتنع قاسم بردها، لكنه لم يريد الضغط عليها وتركها حتى تخبره بنفسها واكملوا طريقهم في صمت مطبق حتى وصلوا إلى المنزل
أخذت حنين الطفلين ودلفت إلى الداخل لتقابل صباح فى طريقها إلى الاعلى لتقارب منها وتهمس ببعض الكلمات ثم تكمل طريقها إلى الاعلى.
أيقن قاسم أن هناك من ضايقها أثناء وجودها معهم، فأراد الاتصال بمراد حتى يعرف منه ما حدث لكنه تراجع حتى لا يكبر الأمر
فترجل من سيارته متجها للداخل فصادف صباح تخرج من المنزل
تعجب من خروجها فى ذلك الوقت فسألها
_ رايحه على فين دلوجت؟
ارتبكت صباح وأجابت
_ رايحه اچيب حاچه أكده لست حنين وجايه طوالي
_ خليكى انتى وابعتى حد من الرچاله اللى بره
ازداد ارتباكها وردت
_ ها… لا أنا هروح بسرعه إكده ومش هأخر
ذهبت صباح إلى وجهتها
ودلف هو للداخل يبحث عنها
ليجدها فى غرفة الاولاد تبدل لهم ملابسهم كى يأوى إلى الفراش، فتركها والجاً غرفته ينتظر مجيئها وقد ازداد شعوره بالقلق ناحيتها
الصمت الذى أصبح ملازماً لها منذ أن خرجت من منزلهم حتى الآن يجعله ييقن أن هناك من ضايقها
ما كان عليها الذهاب الى هناك؛ وأخبارها بذلك
لكنها أصرت على الذهاب، فقد اختلف الوضع الان بعد أن أتموا زواجهم فأصبح الموضوع اكثر حساسيه من ذى قبل.
أخرج تنهيده قويه من صدره وقام بأخذ ملابس له ودلف إلى المرحاض.
لم يمر الكثير من الوقت حتى خرج قاسم من المرحاض ليتفاجئ بها وهى تدلف الغرفه وتتهرب من نظراته التى تحمل قلقاً كبيراً يزداد بتهربها منه
فأخذت ملابس لها من الخزانه ودلفت إلى المرحاض دون النطق بشئ فلم يريد الضغط عليها وتركها كما تشاء.
مر أكثر من نصف ساعه وهى مازالت داخل المرحاض فلم يستطع الصبر أكثر من ذلك فطرق على الباب قائلاً بقلق
_ حنين انتى كويسه
أخفت حنين ذلك الشئ بيدها وردت بارتباك
_ اه….اه كويسه … انا خارجه حالاً
أغمضت حنين عينيها كى تهدأ من روعها وخرجت من المرحاض لتجد قاسم مستنداً على عرضة الباب منتظراً خروجها وعند رؤيتها قال بابتسامه واسعه بث فيها ذلك الأمان الذى افتقدته لأول مره منذ أن عادت إليه محاطاً إياها بيديه
_ حنين انتى كويسه؟
اومأت له بصمت ليتابع
_ اومال مالك بتهربى منى ليه؟
أخفضت عينيها كى لا يرى فيهما تلك العبرات التى تجمعت داخلها، لكنه رفع وجهها إليه ليجد دمعه حاره سقطت على وجنتها فيمسحها بإبهامه وهو يقول بصوت هادئ بث فيها الطمئنينه
_ مالك ياحنين؟ حد زعلك من بيت المنشاوى؟
هزت راسها بالنفي وقالت دون مقدمات.
_ قاسم…. أنا حامل
ساد الصمت بينهم وقد تصلب جسده فرحاً من كلمتها التى تردد صدها فى قلبه قبل أذنه واراد أن يحملها بين يديه ويعبر لها عن سعادته بطريقته الخاصة لكنه تراجع عند نقطه معينه
مهلاً ، هل هذا سبب بكاءها ؟
ألهذا السبب كانت تتجنبه ؟
اختفت ابتسامته تدريجياً وحل مكانها شحوب يضاهي شحوب الموتى وهو يسألها بشك
_ وهو ده السبب اللى خلاكى حزينه إكده؟
_ لأ طبعاً، بس شايفه إننا استعجلنا فى النقطه دى مش اكتر
أومأ لها قاسم بوجوم وقد شعر بنصل حاد يخترق قلبه، هل هذا يعد عقاباً أشد من قتلها له؟! هل يوجد ما يضاهى شعوره بالخذلان ممن احبها واراد أن يكتفى بها عن العالم اجمع
لكنها فى المقابل ترفض روحاً تقربها إليه ..
وابتعد عنها ليرتدى عباءته ويخرج من الغرفة غير مهتماً بندائها صافقاً الباب خلفه بحده
جعلها ترتمى على المقعد وقد شعرت بأنها جرحته دون قصد.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لا تلتمس مني حبا ) اسم الرواية