رواية العوض كاملة بقلم براءة محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية العوض الفصل الثالث و العشرون و الاخير 23
يعلم ﷲ مرارة إنتظارك، وعناء ترقّبك ،
وقبضة خوفك ، لذلك اطمئن ، سيفرجها
من حيث لا تحتسب .
مر شهر علي تلك الأحداث المهولة و لكن حدث فيهم الكثير حيث بعد الكشف علي ريم تبين انها سليمة و معافاه من الإيدز و لكنه امر باحتجازها في المشفي لانه لاحظ أن هناك بعد الأعراض العصبية التي بدأت تظهر عليها فشك في شئ ما و امر باعتبارها للتأكد منه ، اما بالنسبة لرامز فهو الآن في مرحلة متأخرة من المرض حيث بدأ الالم يزداد عليه انه أيامه الاخيره ، اما فاطمة فعلاقتها بمريم لم تتحسن الي الان فقط محاولات منها لتصالحها لكن مريم ترفض بشده ، و لكنها لم تمل اطلاقا من المحاولة و أيضا كانت تقوم بزيارة ريم التي بدت غير طبيعية حيث كانت دائما لا ترغب في الطعام كأنها فقدت شريتها و تشعر أيضا بآلام في رأسها
و ان اكلت تبلع الطعام بصعوبة و ألم
كمان انها كانت دائما قلقه بشده و هائجة .
اما بالنسبة لعلاء و مريم فلقد استقرت أمورهم نوعا ما بعد ان عادت لمريم صحتها كانا يعيشا في سعادة و لكن أيضا يشعران ببعض القلق و الخوف علي رامز و ريم و بالأخص ريم فمهما عملت فهم مازالوا يحبوها اما بالنسبة لزينب فكانت تهتم بمريم و جنينها و تعملها كأنها ابنتها و تحن عليها .
و اليوم هو اليوم المنتظر فلقد طلب الطبيب من جميع الأسرة التجمع اليوم و بالفعل تجمعت كل العائلة ثم قال بنبرة علمية ( يؤسفني أبلغكم ان ريم علي الرغم من انها متصابتش بالايدز ، فهي اتصابت بمرض تاني خطير )
كان الجميع متوتر و ينظرون له بقلق و يحسوها بنظراتهم علي ان يكمل فاكمل و جعلهم كلهم يشعرا بصدمة حيث قال ( ريم اتصابت بداء السعار )
شعرت فاطمة بالذهول و قالت ( ازاي اكيد في حاجة يا دكتور و كمان هيجيلها منين انا بنتي عمرها ما لمست كلب )
قام الطبيب بتعديل نظارته و قال ( مع الأسف يا حاجة كل الأعراض بتأكد انها اتصابت بنت حضرتك بتعاني علطول من ( الحمى؛ الرجفة، إحساس بالتعب؛ إحساس بعدم الراحة؛ الأرق (صعوبة أو عدم القدر على النوم) فقدان الشهية؛ آلام في الرأس؛ صعوبة في البلع اضطرابات عصبية نفسية، الهيجان، القلق الشديد؛ الخوف الشديد من الماء (Hydrophobie)؛)
و مع الأسف يا فندم دي كلها اعراض السعار و بما انها ظهرت فهي ملهاش علاج ، و بالمناسبة بنت حضرتك خدت العدوة من قط كان مع جوزها هو اللي خربشها و مع الأسف مكانش عندها الإدراك الكافي انها لازم تاخد التحصين )
فقال علاء ( بس يا دكتور انا سمعت ان السعار بيتعالج من خلال حقنة كده )
فقال الطبيب بنبرة علمية ( مع الأسف لا السعار العلاج الوحيد و هو التحصين و ده بعد الخربشة او العض مباشرة او مع حيوان حصل اشتباه لحالته لكن مع الأسف المدام مخدتش التحصين و طالما ظهرت الأعراض فخلاص الموضوع انتهى نحن هنحجزها هنا لغاية ما ربنا يفتكرها الموضوع موضوع وقت مش اكتر هي حاليا في مرحلة الهيجان بعد كده هتهدي خالص و بعدها هتموت ربنا يتولاها برحمته عن اذنكم )
ذهب الطبيب من هنا و بدأت فاطمة باللطم و الصراخ و النحيب و كانت تشق ثوبها معترضه و تقول ( حرام حرام ، بنتي يحصل فيها كده كده حرام بقي بعد ما كبرت و ربيت و علمت و جوزت خلاص هتتاخد مني حتي ابنها خلاص هيروح ده ظلم ظلم انا عايزة بنتي هاتوها تعمل اللي هي عايزة حرام عليكم طلعوها )
ثم ذهبت نحو علاء و مريم و هي تقول ببكاء ( ارتاحتي كده ارتاحتي اهي هتموت حتي من غي ما احضنها من غير ما اسلم عليها ارتاحتي مش هتخطف جوزك اشبعي بية ، بنتي خلاص راحت مني حرام كده ظلم ظلم اشمعني هي ها اشمعني ما في ناس كتير لية هي بعد ما كبرت و علمت تتخطف مني )
قام زوجها و لأول مرة في حياته يقوم بصفعها و يقول لها ( اية هتكفري علي اخر الزمن اية معترضة علي اية علي نهاية بنتك و جوزها مش كده عايزة عيل تاني تربية علي الغل و الحقد وحب النفس كفاية كده كفاية )
صمت قليل ثم قال بنبرة عقلانية ( دي النهاية اللي هم يستحقوها واحد بي***غتصب دي و ي*؟نهك عرض دي و يضحك علي دي ده غير علاقاته مع بنات الأجانب اية عايزاه نهايته تكون اية لازم كان يموت بمرض خبيث زي دي يفضحه )
شعر والد رامز بالخجل و الحزن علي ولده فاخفض رأسه ، لكن والد مريم اكمل وقال ( و بنتك بنتك اصلا انسانه أنانية و حقوة و عايزة كل حاجة ليها بمعني أصح سعرانه و صبحان الله اللحظة اللي تحاول تخرب علي اختها فيها تصاب بالسعار اكتر صفة فيها )
ثم قال بحزن دفين ( انا مش ملاك و بدعي المثالية انا حزين علي بنتي و ابن اخوي اكتر بس اية هنكفر دي النهاية اللي يستحقوها ربنا أداهم بدل الفرصة عشرة آخرهم لما اتطلقت من جوزها كانت المفروض تتكسر و تحترم نفسها لكن لأن السعار في دمها طمعت في جوز اختها )
شعر بحزن دفين و اكمل و الدموع تتساقط من عيناه ( مش عايز اسمع صوت تاني ليك مش هحرمك من حزنك علي بتك بس بلاش لطمك و كلامك اللي يسم البدن دي نهاية عادلة لينا كلنا حتي انك تتحرمي من اكتر حد بتحبيه لأنك ظلمتي اختها علشان تنصفيها هي و انا اتحرم من اول فرحتي لاني سيبتهالك تربيها بمزاجك مدخلتش و اخوي انه يتحرم من ابنه الوحيد و ده لأنه عمره ما قله علي حاجة لا كله بالنسباله متاح و ده غلط عمره ما عاقبه او نصحه دي عدالة ربنا مش عايز اسمع صوت ليكم )
…………………………….
بعد شهور قليلة من تلك المحنه حيث توفي رامز و مز بعده ريم كانت العائلة كلها تشعر بالحزن الشديد اما بالنسبة لفاطمة فهي ما زالت حزينة علي فراق ابنتها لم تستطع التأقلم مع أي شخص أو حتي التحدث تعيش في عالمها الخاص .
اما مريم و علاء فعلي الرغم من حزنهم لكن كانت توجد بعض الأشياء التي تبسطهم مثل تلك اللحظات فريم الآن في غرفة الولادة تجلب لنا اول ثمرة لها في زواجها
خرجت الممرضة بعد ظهور صوت طفل يصرخ و أعطته لعلاء و هي تقول ( الف مبروك يا باشا ولد زي القمر )
فرح علاء و حضن ابنه و شعر بشعور اول مرة في حياته يذوقه و لكن أتت زينب و احتضنت حفيده و هي تزغرت فرحه به .
و لكن سمعوا صوت صراخ مرة اخري و خرجت الممرضة و هي تقول ( الف مبروك يا بية بنت زي القمر )
شعر علاء بالسعادة و قال ( واضح ان ربنا حب يكافئني انا كشفت بالسونار وقال ولد انت كنت فين يا مفعوصة )
زغرتت والدته مرة اخري و هي تقول ( تلقاها كانت مستخبية يا حبيبي بسم الله ما شاء الله اللي جابلك يخليلك يا حبيبي زي القمر )
ضحك علاء وقال ( رزق ربنا علينا اي هنعترض ها نسميهم اية )
قالت مريم بابتسامة رومانسية رقيقة ( لأنك احلي حاجة في حياتي و اغلي حد عندي فأنا ليا طلب انى دا عايزة اعمل إمبراطورية العلا يعني نسمي الولد علي و البنت علا علشان يكونوا زيك في كل حاجة حتي في اسمك )
احتضنها علاء و زغرتت امه علي تلك السعادة التي حظي بها ابنها
و تمر الأيام و الشهور و تتقرب مريم من والدتها محاولة منها ان تعود للواقع و هي كانت لا تشعر بسعادة الي بوجود حفيديها علي و علا اما باقي العائلة كانت سعيدة خصوصا ان بعد ولادة هذين الشقيين نجح علاء في عمله و أصبح الآن من اهم رجال الأعمال في مصر
..
تمت بحمد الله
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية العوض) اسم الرواية