رواية لا تلتمس مني حبا كاملة بقلم رانيا الخولي عبر مدونة دليل الروايات
رواية لا تلتمس مني حبا الفصل الثالث و الثلاثون و الاخير 33
الخاتمه
نار الانتقام عندما تشتعل اول من تطوله هو المنتقم ذاته لانه هو الأقرب منها ، ومهما ابتعد عنها بعد ذلك يظل لهيبها يحرق دواخله .
طلقه ناريه صدحت ليتوقف قلبهم وهم يرونه يسقط أرضاً دون حراك
فأسرع قاسم إليه بقلب منقبض خوفاً عليه فصاح فى رجاله
_ اطلبوا الإسعاف بسرعه
أسرع رجاله بالاتصال على سيارة الإسعاف
ثم دنى منه ليقوم برفعه سانداً إياه على ساقه وقام بالضغط على مكان الاصابه حتى يسيطر على النزيف وهو يقول بخوف
_ متجلجش يافهد بس خليك واعى متغمضش عنيك
تسمر الجميع فى أماكنهم واول من فاقة من صدمتها هى حنين التى صاحت قائله
_ حد يجيب حاجه نربط بيها الجرح
خلع حسن عمامته واسرع بوضعها على كتف فهد واحكم ربطها وهو يقول
_ متجلجش أن شاء الله خير
ثم نظر إلى رجاله وأمرهم بالبحث عن الفاعل
فتقدم منهم مراد ليعاينه وقال
_ متخفش الرصاصه بعيده عن صدره .
رفع فهد جفنيه بتثاقل لينظر إلى قاسم الذى ظهر القلق واضحاً عليه وقال بتعب
._ لسه باجى عليا بعد اللى عملته فيك ياولد ابوى
رغم استياء قاسم من أفعاله وغضبه الشديد منه إلا أنه لم يتمنى له الموت وقال بصدق
_ اديك جولتها ولد ابوى، وعمر الدم مايبجى مايه
هز فهد رأسه بانكسار ثم
نقل بصره إلى حنين التى نظرت إليه بتعاطف وقال بألم
_ سامحيني يامرات اخوى انا غلطت واخدت عقابى سامحونى كلكم
لم يستطيع قاسم الانتظار أكثر من ذلك فقال بخوف
_ انا مش هستنى اكتر من أكده انا هاخده فى عربيتى
رفضت حنين ذلك وطلبت منه الانتظار قليلاً حتى وصلت السياره
وانطلقوا جميعاً خلفه بعد أن تركوا رجالهم يبحثون عن الفاعل .
بعد ذهابهم وقفت حنين تنظر إلى حسنه بعتاب واضح فلم تتخيل يوماً أن تكون بتلك القسوة بعد أن كانت لها عوضاً عن والدتها فى وقت كانت فى أمس الحاجة إليها
كيف انقلبت وأصبحت بتلك القساوه.
أما حسنه فقد كان الشوق يأخذها إلى حنين التى كانت ومازالت بمثابة ابنتها
لكن رؤيتها وهى تحامى لغير ابنها وترتمى فى حضنه خشيةً عليه من الموت جعلها تشعر بغصه مؤلمه فى قلبها وأرادت أن تأخذ ابنها كى تجبرها على تركه والعودة إليها لكنها رضخت فى النهاية ولم تستطيع فعلها
وقفت تنظر إلى حنين وهى ترحل مع رجال قاسم الذين بقوا معها حتى يعيدها إلى المنزل
حتى اختفت من أمامها فتعود هى للداخل بقلب منكسر .
**********
فى المشفى
تقدم مراد من قاسم وقد تناسى ضغائن الماضى فى تلك اللحظه وهو يرى قاسم واقفاً بقلق بالغ على من حاول اذينه
فقال له
_ متجلجش أن شاء الله سليمه
رفع قاسم نظره إليه وقال بثبات
_ أن شاء الله ،
خرج الطبيب من غرفة العمليات فيسرع الجميع حوله بلهفه ويسأله قاسم
_ خير يا دكتور
رد الطبيب بابتسامه
_ متخفوش الرصاصه كانت سطحيه وفى الكتف مسببتش أى ضرر ، الحمد لله انها جات سليمه.
اومأ له قاسم براحه وانصرف الجميع بعد أن طمئنهم الطبيب وبقى قاسم مع رجاله حتى جاءه عمران الذى أخبره بعثورهم على القاتل وبوضعه فى المخزن
أمر أحد رجاله بالبقاء مع فهد حتى يعود
وذهب إلى المخزن ليرى الفاعل رغم علمه أنه تابع لعمه فلا أحد سواه يرفض ذلك التصالح .
دلف قاسم المدخل ليجده مقيداً فى المقعد فيرتجف الرجل خوفاً فور رؤيته ويقول برعب
_ جاسم بيه ا..أنا والله …مليش ذنب
تقدم منه قاسم بخطوات ثابتة أشعلت الرعب أكثر بداخله وخاصةً عندما قال
_ من اللى الكلب بتاعك.
رد الرجل بتلعثم
_ مم…. مخبرش
تلقى الرجل لكمه قويه من يد قاسم اسقطته بمقعده أرضاً ثم مال عليه قاسم ليقول بصوت جهورى
_ مش هعيد كلامى مره تانيه مين إلى وراك
اومأ الرجل باستسلام رغم خوفه وقال
_ خلا….ص ..خلاص هجول ، بس لو عرف ممكن يجتلنى
أشار له قاسم بالمتابعة ليقول الرجل بخوف
_ عا….صم بيه هو اللى جالى اعمل أكده
الان تأكد من شكه وعليه الان التحرك قبل أن يسافر إلى ابنته التى ضربت ضربتها واسرعت بالهرب إلى الخارج قبل أن يطولها غضبه
تقدم منه عمران يخبره بأن الرجل الذى كلفه بمراقبة عاصم أخبره بأنه قد سافر صباح اليوم
إلى ابنته .
ضغط قاسم على أسنانه بغضب شديد واراد فى تلك اللحظه أن يفتك بكل ما تطوله يداه لكن لن يهدء ذلك من نيرانه المشتعله بداخله
فأمر رجاله بتسليم ذلك الرجل إلى الشرطه كى يتلقى عقابه .
**********
عاد قاسم إلى منزله كى يطمئن عليها فوجدها جالسه فى الحديقة شارده كعادتها عندما تختلى بنفسها
جلس بجوارها وقد شعرت بوجوده فتنظر إليه بابتسامه لم تصل لعينيها وقالت
_ قاسم انت رجعت امتى؟
عاد قاسم بظهره للوراء وقد أخذ التعب منه مبلغه ورد قائلاً
_ لساتنى راچع دلوجت
شعرت حنين بتعبه والاجهاد الظاهر على ملامحه وقالت
_ طيب اطلع ارتاح شوية لأن شكلك مجهد آوى.
تنهد قاسم بتعب وقال
_ مينفعش لازمن ارچع المستشفى دلوجت عشان فهد
اندهشت حنين من تعاطفه مع أخيه الذى حاول بكل الطرق التفرقه بينهم ، حتى وصلت إلى محاولة قتله هو ، لما يفعل ذلك
لم تقتنع برده عليها أمس ، فسألته بحيرة
_ قاسم عايزه اعرف انت واقف جانبه ليه ، ومتقولش لانه ندمان والكلام الفاضى ده .
تنهد قاسم بتعب وقال
_ عايزه تعرفى ايه ؟
_ عايزه اعرف كل حاجه من البدايه ، مش عايزه اتفاجئ بحاجه تانى ، وليه ديماً والدتك فى صف فهد حتى وهو غلطان ، تحفظك فى الكلام معاها وأحياناً بتكون قاسى فى تعاملك ،مش تعامل ابن مع أمه مهما كانت على خطأ
اومأ لها بتفاهم وقال
_ صدقينى مفيش حاچه مخبيها عليكى كل الحكاية أنها تبقى مرات ابويا مش أمى ، لما امى الله يرحمها توفت كان عمرى سنه واحده ، ولما ابوى فكر يتزوچ بعدها أهل امى عرضوا عليه بنت عمها جالوا هى أولى بتربيتى ولجل كلمة حج عمرها ماكانت مرات ابويا
وده اللى خلى فهد يكرهنى بالشكل ده ، ولما ابوى مات كان عمرى عشر سنين وجفت وربتنا ، كانت شديده معانا بس
رغم شدتها إلا أنها كانت تميزنى عنيه.
عمى لما ابنه اتجتل مع ابوى خدنى انا فى صفه وحاول يعمل منى عاصم التانى ، بس زهره كانت ديماً ضميرى الحى اللى كان ديماً معايا ، ولما يأس منى ملقاش ادامه غير فهد .
حاولت تبعده عنينا بس معرفتش
وانتى طبعاً عارفه الباجى ، عرفتى بجى انا بدافع عن فهد ليه ؟ عشانها هى مش عشانه.
اخطأت عندما ظنت به السوء وستعمل على إصلاح أخطائها وتعويضه عن تلك الحياة الصعبه التى عانها
أرادت حنين معرفة ما توصلوا إليه بشأن الثأر كى تطمئن على اولادها فلم تستطيع البعد عنهم أكثر من ذلك وأمجد الذى أصبح قاب قوسين أو أدنى من أخذه منها
فقالت بتردد
_ قاسم انت عرفت مين اللى عمل كده ؟
اومأ قاسم بصمت ، فعادت تسأله
_ مين؟
أجابها قاسم بدون مقدمات
_ عمى
قالت حنين بدهشة
_ عمك! ليه؟ اللى انا اعرفه أن فهد ده كان دراعه اليمين وكان قريب منه جداً
نفى قاسم قائلاً
_ لا ياحنين مكنش قريب منه ، بس لما معرفش يسيطر عليا ويمشينى زى ماهو عايز لجأ لفهد اللى كان بيوافقه فى كل حاجه ف بالتالي أصبح فهد دراعه اليمين زى مابتقولى
_ طيب بالنسبه لموضوع التار هتعمل معاهم ايه ؟
ابتسم لها قاسم وقال
_ اطمنى انا ومراد خلصنا كل شئ
لم تصدق حنين ماتسمعه اذنها وقالت بسعاده
_ بجد ياقاسم يعنى هنبعت نجيب الولاد ؟
اومأ قاسم بابتسامه مشرقه اشرقت حياتها وقال
_ بجد ياجلب جاسم والعيال دلوجت چايين فى الطريج مع والدتك والدكتور باسم.
لم يكمل قاسم كلامه حتى وجدت سيارة باسم تدلف فى ممر المنزل ونزلوا منها جميعاً ليهرول الطفلين ناحيتها بسعاده وتحتضنهم هى بلهفه وشوق تحت نظرات قاسم السعيده بتلك العائله التى متناها وحلم بها كثيراً.
بعد مرور عام
وقفت حنين تنظر إليه وهو يداعب أطفالهم بسعاده بالغه وعندما شعر بنظراتها أمر صباح بأخذهم إلى الداخل ثم دنى منها وعينيه تلتهمها باشتياق و قال بحب
_ الچميل واجف لوحده ليه؟
حاولت حنين اخفاء تلك الابتسامة التي تحارب بالظهور وقالت بغضب مصطنع
_ جميل ايه بقى ، ده كان زمان انما دلوقت اهتمامك كله لزهره والولاد
قربها قاسم منه ليهمس فى أذنها قائلاً
_ انتى شايفه كده؟
ازدرأت ريقها بصعوبه من همسه الذي يسحرها وردت
_ اه طبعاً اومال ايه، وبعدين عيد ميلادى النهارده ومفكرتش تقولى حتى كل سنه وانتى طيبه.
ابتسم قاسم بسعاده لتلك التى لن تكف عن اشعال نار العشق بداخله وقال بمكر
_ ماأنتى خابره زين انى مليش فى الكلام ده وبعدين أن مجلتهاش بلسانى فجلبى بيجولها فى كل دجيجه
ماكر وهى أكثر من يعلم بمكره استطاع بكلماته أن يلين غضبها منه حتى جعل ابتسامتها تتحرر من أسرها لتظهر واضحه تزين وجهها الذى يعشقه وقلبها الذى ينبض بعشقه
_ فلت انت من العقاب اللى كنت بجهزه ليك
قبل قاسم يدها بحب وقال
_ واهون عليكى
هزت راسها بالنفي وقالت
_ ماأنتى بتلحق نفسك وتضحك عليا بكلمتين
ضحك قاسم بسعاده واحاطها بذراعيه قائلاً
_ يبجى تاچى معاى دلوجت عشان اثبتلك انى منسيتش عيد ميلادك زى ماقولتى
وقبل أن ترد عليه جاءه أحد رجاله ليخبره أن هناك فتاة تريد مقابلته
نظرت إليه حنين بعيون سائله وقالت بغيره
_ دى أكيد مهندسة الزراعه خليها تدخل
انصرف الرجل وقد شعر قاسم بالخطر من تلك النظرات التى تحمل غضباً جحيماً سيكون عقابه عسيراً وخاصةً عندما سمعها تقول بوعيد
_ ليلتك سوده ياقاسم
دلفت فتاه جميله بعيون رماديه وشعر اسود غزير وجسد ممشوق مثل عارضات الازياء مما جعله ينظر إلى حنين بطرف عينيه فيجدها تراقب نظراته فيحاول بصعوبه خفض عينيه عن ذلك الجمال المرتسم أمامه وخاصةً عندما قالت بصوت ناعم
_ قاسم بيه اتشرفت جداً بحضرتك، انا المهندسه حلم ويشرفى جداً العمل معاك
ياترى حنين هتعمل ايه فى قاسم ؟
تمت بحمد الله وتوفيقه.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لا تلتمس مني حبا ) اسم الرواية