رواية قيود التقاليد كاملة بقلم رهف عمار عبر مدونة دليل الروايات
رواية قيود التقاليد الفصل الخامس عشر 15
كان ذلك مع وصول حسن الذي أتى للاطمئنان عليها بعد غيابه لمدة يومين عليها، ليصدم برؤية رافع فاقدا للوعي ولينورا التي تقابله متجمدة حتى عيناها مثبتة في الفراغ
حسن :_ احضروا الطبيب بسرعة
ليركض مجموعة من الأطباء والممرضين حاملين رافع ومتجهين لغرفة العمليات
حسن:_لينورا اجيبيني مالذي حدث معكم
لينورا :_انه ابي يقول انه ابي
لتندفع بعنف تختبئ بين احضانه تحاول التنفس بكل مالديها من قوة، يود ان يواسيها او يستوعب ماتقوله
لينورا :_ هل سافقده مرة أخرى ياحسن
ليتراخى جسدها بين يديه معلنا عن انهيار اخر حصونها
بعد ساعات بدأت تستفيق رأته يجلس بجانبها يبدو عليه التعب ربما غابت لمدة طويلة
لينورا :_حسن هل هو بخير؟
حسن :_نعم بخير الحمد لله لقد مضى ذلك
لينورا :_خذني إليه
حسن :- ارتاحي الان وساخذك بعد قليل
لينورا :_انظر الي انت تخفي عني شيئا انظر إلي حسن
حسن :_لقد عانى من انهيار عصبي حاد ولكن الحمد لله لقد انقذه الأطباء قبل أن يحدث له شي لذا هو متعب قليلا
جن جنونها تحاول جاهدة ان تصل لغرفته، وحسن الذي يحاول السيطرة على انفعالاتها
الطبيب :_ممنوع الدخول
حسن :_ارجوك الا ترى حالاتها فقط دقائق قليله هي ابنته ارجوك
الطبيب :_ حسنا ولكن دون الضغط على المريض رجاءا فهو لن يحتمل ضغط عصبيا اخر
لتدخل لينورا غرفته وتراه هكذا للمرة الأولى منذ عرفته لطالما استندت عليه كان قوتها في هذه الحياة تتذكر كل لحظة كانت معه لتمسك يده بين كفيها ودموعها التي تجري على خديها بغزارة
لينورا :_انا احبك ارجوك عد لأجلي لاتتركني مرة أخرى
لتشعر بكفه يشد كفها، لتمسح دموعها فهو يتمسك بالحياة لأجلها لذا ستكون مثله قوية
لينورا:_إن كنت ابي او لا سأكون انا ابنتك القوية التي تستند عليها
في قصر سيف الدين
سيف الدين :_رفيف تعالي ياصغيرتي واطفئي نار قلبي المكلوم
رفيف بجمود :_اذا عرفت انني بريئة
صفية :_ابنتي تعالي لحضني يا ابنتي
رفيف باستهزاء:_اسفة نسيت اخباركم اني يتيمة
جمال :_مابك يا رفيف نحن عائلتك
رفيف :_وهل للميت عائلة اسفة انت اكثر شخص تعرف معنى العائلة
أمجد :_رفيف اهدئي لن تحل الأمور هكذا
رفيف :_انا أتيت لرؤية شخص واحد هنا وسأرحل اريد اخي أين هو
ليخفض الجميع رأسه كيف انه ليس هنا منذ سنين وهم لم يعرفوا عنه شيئا
رفيف بجنون :_أين اخي هيا تحدثوا
سيف الدين :_اهدئي يا ابنتي ارجوك تعالي لنتحدث
اقترب منها ليضمها ويهدء قلبه الذي اشتاق لها، ولكنها دفعته عنها بقسوة ولولا أمجد الذي كان قريبا منه لوقع أرضا، اقترب منها بغضب ليصفعها صفعة دوت ارجائها في كل القصر
امجد:_هل جننت كيف تفعلين ذلك هذا اباك!
رفيف :_انت يا أمجد الذي تضربني انت الذي تعرف انهم قتلوني ظلما وضاع عمري بسببهم لما فعلت ذلك
أمجد :_لو كان قتلك مجددا لن تفعلي ذلك هذا اباك أين رفيف انت لست رفيف فالتي اعرفها كانت تبكي لو عاد أباها متعبا ماذا فعلتي بها!؟
كانت بمثابة الشرارة التي احرقت كل شي ليمر بذاكرتها كل ماحدث معها وكأنه حدث البارحة لتتحدث بهستيرية
رفيف :_أين هيا سأخبرك لقد ماتت في اللحظة التي لم يصدقها احد منهم لقد ماتت حين فضلوا تصديق غيرها وقتلوها بحجة ان العادات تقول افعلوا هذا حين فضلوا كلام وقراعد قالو أناس منذ الالاف السنين عليها تقول عنه ابي اي اب هذا الذي يصدق غريب على ابنته لم يمنحوني فرصة للدفاع عن نفسي قتلني بيديه لم يتذكر انني ابنته التي رباها وانها لن اضيع تعبه بي عن أي اب تتكلم قل لي قتلني وهو يقول احبك تطلب مني أن احتضنها من هي الامومة بريئة منها أين كانت حين اتهمني الجميع لما لم تدافع عنب فضلت الصمت وهي التي ربتني وتعرف من هي ابنتها قتلت أمامها ولم تتحرك ساكنة لماذا لانه يجب أن يغسل العار الذي جلبته هذا اهم أليس كذلك وانت تقول لي انك اخي أين كنت يا اخي حين جرني ذلك الحقير من شعري ورماني بابشع الاتهامات أين كنت يا اخي كما تقول حين كنت أبحث عن حضن أختبئ فيه كلكم كنتم قاتلين انا لا اريد احد منك سوى اخي الذي كان معي لآخر لحظة أين هو؟
كان أمجد يقف ينظر لها وقلبه يتمزق على مافعله ولكن الطبيب اخبره بضرورة ان تتحدث عما بداخلها لأنها بعد مرور هذه الاشهر كان غريبا ان تتعامل بشكل طبيعي هكذا فقال له انه تكبد بداخلها وعليه ان يجعلها تفرغ كل المها والا قد يحدث لها ما لايحمد عقابه، اقترب منها ليضمها بين احضانه
رفيف :_أمجد خذني من هنا اخي ليس هنا لا اريد البقاء
امجد :_حسنا اهدئي سأفعل ماتريدين
وقبل ان يكمل حديثه صوت ارتطام قوي اثار انتبهاهم ليركض الجميع ناحية سيف الدين الذي سقط وجسده الذي يهتز ويتشنج بشكل مخيف
سيف الدين :_رفيف اقسم انني لم أكن انا اقسم بك يافلتي انني لست أنا من فعل ذلك
ليغمض عينيه تحت صدمة الجميع، اما هي فكانت لاتشعر بشي وكأن الزمن توقف بها نسيت انه يقصدها ذكريات لاحة امام عينيها هاهي تركض ويتلقفها بين احضانه ذكرى أخرى لفتاة تبكي في الليل لياتي إليها هو وذكرى لفتاة اكبر بقليل يصطحبها للدراسة وغيرها تتدافع الذكريات لتهاجم عقلها لتنطق بكلمة واحدة
رفيف :_بابا
شمس يوم جديد تشرق لتسطر بخيوطها الذهبية بداية للبعض ونهاية لاوجاع طالت عليها ليال ظلماء، فتحت الباب لتراه يحاول الوقوف لتخونه قواه ولكن كانت يدها اسرع لاسناده
نايا :_ صباح الخير انت متعب الان ارتاح حتى يأتي الطبيب
شهم :_لا اريد البقاء اختنق هنا
صوت طرقات على الباب جعلتهم ينتبهون لوضعهم لتساعده ليجلس براحة
شهم :_تفضل
دخل كل من والديه ورائد الذي كانت تبدو عليه علامات الحزن والتعب
ملك :_شهم يابني كيف حالك ياصغيري؟
عبد الرحمن :_كيف حالك يابني؟
شهم :_بخير الحمدالله لاتقلقا
عبد الرحمن :_انها في الخارج تخجل من الدخول إليك اعلم انك تبحث عنها
شهم :_اذا سأذهب إليها
عبد الرحمن :_لا هي من أخطأت وعليها ان تعتذر انت اخاها الاكبر
شهم :_لايهم ذلك فقد أخطأ غيرها الكثير ولم يعتذر احد منهم على الاقل هيا مازالت صغيرة
كانت تجلس في الخارج تتذكر كيف كانت تعامله في الفترة الأخيرة لقد ظلمت شهم فهو بالتاكيد لم يكن يود قتل اخاهم شهم الذي كان يقف ضد الجميع لأجلها كان لها الأخ والصديق والأب كيف قست عليه هكذا انهمرت دموعها قهرا على مافعلت، لتشعر بلمسة حانية تمسح دموعها
شهم :_لقد تعرضت لحادث وليس للجرب حتى لاتدخلي
كانت مصدومة من وجوده فهي لم تسمع صوت الباب ولا حتى خطواته
هبة :_اخي اسفة انا انا
شهم :_لاتعتذري يافتاة انت ابنتي قبل أن تكوني اختي
أرتمت بين احضانه تبكي تتمسك به بشدة تحت نظرات عبد الرحمن الذي يشعر بالفخر بابنه وكذلك بكاء ملك ونايا التي كانت تبكي بشدة متذكر حنان أخيها كرم الذي يشبه شهم في معاملته لاخته
شهم :_بماذا
استدار شهم الذي كان يولي ظهره لما يراه للجميع ليشعر ان الزمن توقف به هل فقد عقله ام انه مازال في الغيبوبة او ربما الاكثر واقعيا انه ميت الان
فتح عينيه بتعب يبحث في أنحاء الغرفة مالذي حصل يشعر ان جسده منهك وبشدة وبوسط تعبه تذكرها ليحاول ان يعتدل ليبحث عنها ولكن بم تسعفه قواه ليقرر طلب المساعدة لكن رؤيتها بعد أن طرقت الباب أعادت له الحياة
لينورا :_كيف حالك؟
رافع :_بخير الحمد لله أين كنتي؟
لينورا :_لقد كنت مع حسن عند الطبيب ولكن اتاه اتصال فجأة ليركض عندها حاولت اللحاق به وسؤاله ولكن كان مسرعا جدا
رافع :_لاتقلق سيكون بخير بإذن الله
ابتسمت لينورا تؤيد كلامه، كانت تنظر أرضا تفرك يديها بتوتر كلما حاولت استجماع قواها وسؤالها ترفع رأسها لتقابل عينيه وابتسامته الحنونة فتتراجع
رافع :_حسنا ماذا تودين ان تعرفي
لينورا :_انا لا لاشيء
رافع:_اعرف هذه الحركة جيدا هل تودين ان تعرفي منذ بداية الحكاية
هزت رأسها بفضول شديد وعيناها تغطيها طبقة من الدموع فهي منذ أن قابلته وهو حنون ويحميها ويحبها دون أن يعرفها فإن كان والدها كما يقول لما تخلى عنها واين والدتها…
رافع:_اسمعي في الماضي….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قيود التقاليد ) اسم الرواية