رواية فراس ابن الليل كاملة بقلم سلمي سمير عبر مدونة دليل الروايات
رواية فراس ابن الليل الفصل السادس عشر 16
إن في الحياة ألمًا وهمًا كبيرًا جدًا، ولكن سرور الحياة أكبر من ألمها وينسي بالفعل هذا الألم، ولكن الحياة نفسها أكبر من كل ما فيها من الألم والسرور.الحياة ما هي إلا شعلة إما نحترق نحن بنارها وإما نطفئها نحن ونعيش في الظلام بدونها.
وصل فراس الي الجبل وقد حل الاجهاد به، بعد هذا اليوم الطويل الذي قضاه بين السفر من مصر الي الصعيد،ومفاجاته بخطوبة عشيقة روحه مهرة،
التي خطفها وبعد ذلك عقد قرانها، وصولًا الي زيارته للعمدة وبدران واصابة حصانه ومدواته لدى رئيسة بعد انقاذها من مغاوى الذي كاد يغتال شرفها، كل ذلك اصاب جسده بالارهاق
القي التحية علي الرجال الذين كانو متأهبين كأنهم ينتظرون وصوله، فأستغراب ونظر الي مكان الغول فراها خالي وسال:
فين الغول معقول مات في غيابي ولا رحل
لم يجيبه احد من الرجال بل رد عليه الغول نفسه قائلًا:
لاه يا واد عمي انا حي، كنت بانتظارك علي احر من الجمر والحمد لله انك عاودت اليوم قبل ما اعمل معاك الواجب واضيع الخير اللي زرعته جواتي
رمقه فراس بحيرة وساله:
مش فاهم خير ايه اللي كنت هتضيعه وليه وأنت كنت بانتظاري لجل ايه
ابتسم له الغول برحابة صدر ومودة ورد عليه:
الخير انك رديتني إلي ربي، بعد ما حصل وكسرتتي جدام الرجاله، تعبت وحطيت في نفسي لحد يوم سمعت اذان الفجر جومت صليت ودعيت ربنا يخلصني من حياتي،
وكان ربك سميع مجيب، خلصني من حياتي الحرام وردني لطاعته ومن يومها ما عملت معصية وعشت الحلال ونعيمه،
وجتها فهمت يعني ايه الحلال بيرم الجته ويقويه، وواحدة واحدة لجيت الرجالة بيعملو كي ما بعمل
وكي ما انت اخدت عليهم عهد ما يدلو من الجبل الا لمساعدة المحتاج، والحمد لله رزقنا ربنا بالحلال، التاجر اللي حرسنا بضاعته من كام شهر طلب نحرس ليه كل بضايعه، وكمان كذا واحد ضاعت بهايمهم منهم في الجبل وطلب نرده ليه ولينا الحلوان، وكي ما جولت الحلال بيجيب الحلال ويشبع الابدان
واليوم رايدين نرد ليك معروفك معانا يا واد عمي
ابتسم فراس لهم بسعادة ملات قلبه العامر بالخير وقال:
زين كنت واثق لما تدوق طعم الحلال عمرك ما هتجرب للحرام تاني لكن مجولتليش كي كنت هتضيعه وليه
ربت علي كتفه باخوة ومودة:
هجولك من سبوع جعبل ادلي يعسعس عليك كي ما بيعمل كل سبوع لجل يطمنا عليك ويندرك عاودت ولا لاه، لجيته معاود وجلبه مخلوع وبيجولي فراس هيجلب البلد فوجاني تحتاني لما يعاود وهيصور فيها جتيل لازم ننجذه
سالته ليه كل ده هو خيته مهجة رجعت ولا العمدة غدر بيه
رد عليا بنفس الخلعه وجالي لاه مهرة اللي بيعتبرها مرته هتتجوز واد خالتها وبعد عشيا الخطوبة والسبوع الجاي ليلة الدخلة لو متصرفناش ووجفنا الجوازه جبل ما جوزها بخدها ويسافر، فراس مش هيهدى الا وهو جاتل بوها ومولع بالبلد
انا وجتها وجفت حيران مخبرش اعمل ايه وجولت هنستني لليلة عرسها ونخطفها لو معاودتش، لكن جعبل بلغني ان بوها طلب حماية من العمدة والمأمور لليلة زفافها يعني حتي لو عاودت مش هتجدر تعمل حاجه
ونويت انا والرجالة ندلو ليلة الخطوبة ونخطفها وتفضل في ضيافتنا لحد ما تعاود، وجبل ما ندلو جلنا جعبل بالخبرية الزين انك خدتها من دار بوها جدام الكل، وانك كتبت كتابك عليها وبكرة عشيا ليلتك يا عريس
فطلبت من جعبل يدلي ليك ويطلب منيك تطلع لينا ريدين نفرح ليك، فبلغني انك عند.الغجر بتداوي حصانك وصعب تطلع،وجهزنا حالنا لجل ندلو ليك لجيناك طالع تشاركنا فرحتك
ودي كانت كبيره عندنا جوي يا واد عمي
عرفت ليه كنا متجهزين وليه كنا هنضيع الحلال،لان ممكن حدا من رجالة البلد يتصدى لينا لو خطفناها ونجتلهم، غيرك انت خابرين انك رايده وانت بتدافع عن حجك فيها
ابتسم فراس الي الغول وشكر الرجالة علي مساندتهم له ونظر الي جعبل بحنان لانه صان غيابته
وفجاة طلب الغول من الرجال اطلاق الاعيرة النارية تحية للعريس لكي يعلم القاصي والداني ان الليلة ليلة فرح وسرور
وانطلقت الاعيرة النارية تضئ سماء الجبل وتقلق سكانها بطلقاتها المتعددة
واتي الديب باشد حصان لديهم وقال لفراس:
خد يا عريس دي هدية زفافك منينا لجل تزف عليه عروسك ليلة عشيا، واحنا كلتنا هنفرح ليك باذن الله
هز فراس راسه بالرفض وقال بحسم:
لاه عروستي ما هتتزف غير علي رماح، هو الليلة هيرتاح وبكرة هيصبح زين باذن الله
انا جيتكم لجل اعزمكم لانك خواتي وكنتم خير سند وعون،
لعلمكم العمدة والحج بدران هيجومو بكل تحضرات الليلة، حتي عفش العروسة هدية منيهم، بس محتاج رجل او اتنين يساعدوني لجل ننجز جبل الزفاف
طالعه الغول بتعجب وقال:
واه وعروستك هتدخل علي دارك العفشة دي،لاه الرجاله كلتهم هيدلو معانا دلوج يدهنو الدار ويزينهوها لاجلك يا عريس
وانت مدام مريدش تركب حصان غير حصانك هنشيلك علي اكتافنا لحد دارك ونجبم ليك ليلة بالف ليلة و ليلة لفرحك
همو يا رجاله احملوه دي الليلة ليلة ولدنا وخونا وحبيبنا
كلتنا فراس شيطان الليل
لم يكذب الرجال خبر وحملو فراس علي اعناقهم بفرحه وسعادة ونزلو من الجبل قاصدين داره، غامت عين فراس براحه سعيد بمحبة اخوانه المطاريد التائبين عن الحرام
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
نزل فراس الي البلد وسط المطاريد الذي اشعلو الليل صخب وتهلل فرحة بالعريس، وذهبو الي داره
اكثر من ثلاثين رجل قامو بجهيز الدار لاستقبال العروس
جعلو داره كالقصر بالوانهم الزاهية والزينات التي زينتها لم ينام احد ليلتها وخرج وهيب ومعه خلدون لكي يشاركوه فرحته ويباركون له، دنا منه خلدون علي استحياء وقال:
مبارك يا فراس بس طمني وصلت لمهجة ولا لاه
اسبل فراس جفناه بلمحة حزن تخللتهم وقال له:
الله يبارك فيك يا خلدون عجبالك انت ومهجة عن جريب
حدق به خلدون بدهشة وعدم تصديق وساله بلهفه:
حج يا فراس هتجوزني مهجة لما تعاود حج ياواد عمي
ربت فراس علي كتفه بحنان ورفق لكي يطمئن قلبه الملهوف وضمه الي صدره قائلًا:
واه وانا من ميتي جولت كلمه ورجعت فيها، مهجة ليك انت خطيبها ومجسومالك لو حديتك اللي جولته كان حج وهي صدقت عليه وانت خابر زين كي هيكون جزاءك لو كذبت علي
تهللت اسارير خلدون بالفرحة مما جعل فراس يتاكد بانه لم يكذب، وازه يعشق اخته ولهذا فعل ما فعل، حين راي خلدون ابتسامة فراس تنير وجهه قال له برحاء:
يعني انت مصدجني واصل والا ما كنت جولت انها لي، لكنك بانتظاره تعاود وتاكد ليكي ان حديتي صوح،
هز فراس راسه مؤيدًا كلامه فرد عليه خلدون برجاء:
مدام ندرني راجل وهتجوزني خيتك، ارحمني من حبسة الدار
دي،وهملني اعاود لشغلي،مفيش راجل بيكون عاطل،او هملني ادلي ارض بوي لكن متحكمش عليا بجعدت الولاية اكده بالدار
بالله عليك يا فراس بيكفي ٦ سنين بتخبي وبداري منيك،فين الرجولة في راجل محبوس بداره كي النسوان، بذمتك كي هتعطيني خيتك لي وانت ندرني جليل الحيلة وعويل
اخذ فراس نفس عميق ونظر الي وهيب الذي يساعد الرجالة فيما يفعلون كنوع من التهنئة له نادي عليه،فاتي اليه مسرعا ووقف امامه سائلًا:
خير يا فراس رايد شئ يا واد عمي
امسك خلدون من كتفه وقال له:
خوك من بكرة هيدلي معاك الارض يزرع ويجلع ولو غاب عن عينك هيكون حسابي معاك عسيروشئ كمان خد
ويخرج بعض النقود من جلبابه:
اعطي الجرشنات دول لمرتك خليها تجهز لينا عشا العروسة كل يوم طوال السبوع ولو خلصو هعطيك تاني
ابتسم وهيب له باخوه:
لا بيكفي كتير دول وزين يا واد عمي، ثم انت خوي وجاري وهتبجي نسيب خوي ليك واجب في رجبتي لازم اجوم بيه
عشا ليلتك عليا وباجي الليالي من جرشناتك
وده اجل واجب اعمله معاك بعد عفوك عن خوي وردته لينا
اؤما له بالموافقة فشكرة خلدون لمعروفه معه تمهيدا لعفوه عنه وقبوله به كزوج لاخته حين عودتها
ابتسم لهم فراس بمودة، وعاد ونظر الي داره التي اصبحت جديدة وتليق بعروسة الجميله حبيبة روحه وجليبه مهرة
ليشعر بان ما زرعه من خير حصده وان القادم سيكون اكثر قساوة واشد ضراوة فيما سيحصده من دموية الانتقام
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
في دار الخوجة سمعان
لم ينم طوال الليل حائر حزين شاعرًا بالقهرة والحسرة، لزواج ابنتة الغالية من فراس ابن الليل، والذي اصبح له عليه الطاعة وله هو المودة والرحمة، ظل علي فراشه يتقبل كانها نائم علي جمر من النار، الا انه هب ناهضًا بعد ان سمع اصوات وطلقات نارية وحركة غريبة بالخارج،
وقبل ان يفتح الباب ليعرف ما يدور بالخارج سمع اذان الفجر
فتوضى وصلي فرضه، وبعدها سمعا طرق خفيف علي الباب مصاحب لجلبه عالية وصوت كثير من النسوة
ذهب الي غرفة ابنتها وهزها برفق لكي يوقظها وقال لها:
مهرة جومي يا بتي الظاهر خالتك وبناتها جاين يطمنو عليكي
افتح ليهم وجابليهم مليش عين اجابلهم بيها بعد اللي حوصل
تنهدت مهرة بقلة حيلة وربت علي كتف ابيها بحب:
حاضر يا بوي وهون عليك المكتوب مفيش منيه هروب واصل
اؤما ابيها بحزن، نهضت هي وارتدت عباءتها وطرحته وذهبت لكي تفتح الباب، وما ان فتحته انطلقت الزغاريد من النسوة
الذين لم يكون غير زوجة العمدة واخواته وبعض نساء اهل البلد الاشراف ومنهم زوجة سليمان بنت بدران وزوجة وهيب
نظرت اليهم مهرة باستغراب وحيرة وتساؤل عن سبب حضورهم اليه في هذا الوقت من الصباح فردت عليها حسيبة:
جاين نفرح ليكي يا عروستنا، همي ادخل ورانا حاجات كتير
هنعملها جبل عرسك ما يجي ياخدك داره ،
واشارات الي بناتها وبنات اخوات زوجها العمدة بالدخول وهما بحملون الكثير ما الملابس والطلبات الضرورية للعروس
واخذو يعرضوها علي مهرة التي كانت في دهشه من امرهم هل خوفهم من فراس ما جعلهم يقدمون علي ذلك، ام ماذا؟!
كان الوضع غريب علي سمعان فستأذن منهم وترك لهم الدار
لينصدم مما كان يحدث في البلد بالخارج
من تزين الدور ونصب شوادر وذبح الكثير من الذبائح كأن من يتزوج هو ابن المأمور وليس قاطع طريق وابن ليل..
اصابته الدهشه بسبب كل ما يحدث والكل يهنئه علي هذا الزيجة المشؤومه ولم يكن باستطاعته الأعتراض فذهب الي المسجد لكي يهرب من كل اهل البلد الذين شعر فيها بالنفاق خوفًا من بطش فراس بهم ،ام لماذا يباركو زفافه علي ابنته؟!
جلس بالمسجد حزين مهموم واضع يده فوق راسه بأنكسار
أقترب منه شيخ الجامع وجلس امامه وقال:
مالك يا سعفان يا ولدى شايل الهم فوق راسك وزاعق ليه اكده، وليلة عرس بتك وفرحتها الكبير بأذن الله
انزل يده من فوق راسه ونظر الي شيخ الجامع بحزن وقال:
ودي جوازه تفرح يا شيخنا، بتي فديتني بنفسها واتجوزت واد الليل اللي نهايته سودة كي سواد ايامه المطينه بطين
احتج شيخ الجامع علي حديث سمعان وقال بحزم:
بتك هتنجوز راجل والاعمار بيد الله، ما ممكن تتجوز سميح ويموت بعد سيوع او شهر او سنه،وانت بتجول نهاية فراس
ايه نهايته وهو من يوم ما خرج ما ندرنا منه غير كل خير، وراجل صوح وعمره ما جال كلمه او وعد وعد وخلفه
يا سمعان بتك نصيبها وجدرها فراس، لو مش نصيبها كانت اتجوزت واد خالتها وسافرت جبل ما يعاود ويخطفها،لكن القدر رجعه لجل ليه نصيب معاها
ارضي بقضاء الله هترتاح وهتعرف انك مرمتش بتك بالعكس انت جوزتها للي يستاهلها ويجدرها ويتجي الله فيها
ضرب سمعان يده كف بكف ورد عليها بدهشه:
انت يا شيخ الجامع اللي بتجول فراس ماذاش حدا، وخطفه لبتي مش اذي، والرعب اللي ملا جلوب اهل البلد مش اذي
وافراح الخلج اللي بيهدها لو اتجامت بدون اذن منيه مش اذي وقهرة الحج بدران وحبسته في داره، والعمدة اللي خلاه ملوش لازمه وخلدون وغيره وغيره مش اذي
فراس دي شيطان وموته حلال ربنا ياخده جبل ما يمس بتي
تأفف شيخ الجامع من دعاء سمعان علي فراس،
سائلًا لماذا سمعان لا يشعر به، من نقاء قلبه، ونظافة يده من قتله للعمدة وغيره لانه واثق بان ما اقدمه عليه وهو طفل صغير شئ اكبر من تفكيره بالاجرام او تفكيره بمستقبله المظلم بعد ذلك ورد عليه برحابه:
حرام عليك يا شيخ ده لسته شاب صغير، بتتمني ليه الموت لجل بتك اللي رضيت بيه جوز ليه، الله يسامحك وانا غلطان اني حددتك ، وخدها مني كلمه بكره لما تعرف فراس بحج ربنا هتندم عن كل كلمة جولتها في حجه
نهض وتركه في حزنه الذي جعله يتمني الموت لفراس المظلوم الذي لم يجد في حياته شئ يسعده غير عشقه لمهرة، ذلك العشق الذي ادخل السعادة الي قلبه الحزين والفرح الي روحه الميته التي قتلت غدرًا يوم اغتيال شرف امه امامه:
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
قامت النسوة بتجهيز مهرة للعرسها، وبعد اختيارها لثيابها وما يناسبها منه قامت البنات بحمل الثياب في اوعيه كبير فوق راسها ولفت بها البلد في زفه كبيرة شارك بها الكبير والصغير
الي دار فراس الذي كانت تتجهز هي الاخري لاستقبالهم بعد ان اتي العفش وقام المطاريد بتركيب غرفة النوم وباقي الاثاث وتركو الدار للنسوة لفرشها وتجهزها لأستقبال العرسان
وفي الخارج قامو بضرب النار والتهلل له وغناء الليلة الليلة يا عريس ليلتك زينه ياعريس
وعزمه وهيب عليه ان يدخل داره ويتجهز بها بعد ان قام بالحلاقه وربط له وهيب الشال علي راسه ليصبح كالبدر في ليلة تمامه،ذهب المطاريد الي الجبل لكي يتجهزو لزفة العريس
الا جعبل الذي قام بمراقبة بيت سميح خوفًا من إن ياتي بعمل طائش ردًا علي ما فعله به فراس
________
من داخل بيت سميح الممدد علي فراشه بانكسار وحزن:
كانت اخته نعمات تلوم والدتها بالم وحسرة:
ارتاحتي يا اماي بدل ما كان فرح خوي عجلتي بجواز فراس من مهرة ظلمتي ولدك وبت خيتك الله يسامحك
نظر سميح الي اخته وسالها بالم:
كنتم خابرين ان واد الليل رايده وطلبها سابق، ليه يا امي
صحيح مهرة بت خالتي وانا اولي بيها، بس انت واعية لفراس عني، لان كل اللي فاكره عنيه قتله للعمدة وشيخ الغفر وهو لسته صغير، كنت متخيله واحد زي ده هيهمل بت عشقها لي وهو كبير، الله يسامحك يا امي قليتي قيمتي وكسرتيني قدامه وقدام نفسي وطلعتني صغير اووي
ربتت امه علي كتفه ودموعها لا تنقطع:
جحك عليا يا ولدى بس كنت رايدا ليك عروسه زيته وما فيه كي مهرة بالبلد كلتها، وكمان انجدها منيه حجك عليا
اغمض عيناه بحزن وتذكر ملامحها الجميله وقال:
لو كنت عرفتيني موضوعه كنت كتبت عليها وخدتها وسافرت
قبل ما يرجع ويعمل اللي عمله لكن هقول ايه النصيب غلاب والواضح ان مهرة نصيبه وقسمته، ربنا يهديه ليها ويباركلها في حياتها معاه ويعوضها خير مهما كانت بنت خالتي وفي في مقام اختي واتمني ليها الخير
هزت امه راسها بحزن واحتضنته باكية:
ربنا يكملك بعجلك يا ولدى ويوعدك ببت الحلال اللي تستاهلك ويهدي حالك يا مهرة يا بت غالية
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
تجهز فراس للذهاب الي عروسه واتي سليمان ابن بدران وسلمه الشبكه التي طلبها من ابيه وشكره للعفو عنه واعتذر منه لأصابته حصانه،
تنهد فراس بضيق حين ذكر اصابة حصانه، فتركه وذهب اليه لكي يطمن عليه فصهل الحصان بسعادة كانه يبارك صديقه فرحته، فربت علي عنقه واعطاه تفاحه وقطعة سكر وقال:
جاهز يا رماح لزفة عروستي ولا لستك تعبان يا صاحبي
كأن الحصان فهم حديثه رفع اقدامه الاماميه الي الاعلي وصهل بصوت عالي ليؤكد له انه بخير
ابتسم فراس وقال للرجال ان يسبقوه علي العرس وهو سياتي لهم ، ثم امتطي حصانه علي عجل وانطلق بها الي مكان لا يعلم احد اين ذهب
______________
في دار سمعان
جلست مهرة بفستان زفافها الابيض ومن حولها الينات يرقصون ويهللون لها، دخلت عليهم رئيسة ومعها بنات الغجر
وطلبت من الجميع ان يترك لهم المجال لكي يقومون بزف العروسة كم يجب
وعلي طبل وغناء الغجريات رقصت رئيسة بغيظ كم لم ترقص من قبل واخدت تتمايل وتتلوي كي الثعبان، الي إن حانت لحظة لدغتها فأقتربت من مهرة وقالت لها بخبث:
صعبانه عليا يا حزينة، صغيرة انت جوي علي راجل كي فراس
ومش هترضيه واصل، يعني هيقضي معاكي الليلة، وبعدها هيعود لاحضاني
وقرصتها في رجله فصرخت مهرة بالم فقالت رئيسة بغل:
لجل انول اللي هتنوليه الليل وكل ليلة،يا مرت سيد الرحال سيدى وعشيج ليلي يا عروسة
وضحكت بحقد بعد ان بخت سمها في قلب مهرة التي كانت تغلي مثل البركان، لعشق فراس للغجرية،وتذكرت ليلة اتاها يحذرها من دخول الدلاله الغجرية عندهم حتي لا تصيبها بعمل او سحر فتاكدت، ان فراس من سيصبح زوجها عيشق لرئيسة بنت الغجر في الحرام لتتسال مع نفسها بحيرة وتعجب وغيرة :
كيف هذا وهو من يتغني بعشقه لي، لكن كيف لابن الليل ان يكتفي بامراة واحدة وان يصبو الي الحلال معها فقط
لتاخذ قرارها ويزيد اصرارها بلا تجعل فراس يلمسها ويكمل زواجه بها الي ان يمل منها ويطلقها وبعيدها الي بيت ابيها
كان كل من بالشادر يتنظرون وصول العريس لمباركته الا انه تاخر وقلق المطاريد عليه خوفًا من ان يكون اصابة مكروه
وكذلك شيخ الجامع الذي خمن مكانه وذهب اليه لياتي به
ذهب شيخ الجامع برفقة جعبل الذي اصر علي مرافقته الي المقابر ومن امام قبر فودة وحسنه كان يقف فراس ويقول:
جيت يا اماي والخزي فوج راس اطنان، خابر انك زعلانه مني لكن يا اماي مجدرش اعيش من غيرها، ولا طايج تكون لراجل غيري، سامحيني يا اماي انا عشاجها وهي الحياة اللي ياما اتمنيت اعيشها، لكن عمري ما هنسي المكتوب عليا
عهد الله اتحاسب عليه يوم الدين، ما هرتاح ولا يهدي لي بال غير لما اعتر علي خيتي وانتجم ليكي من الخسيس والجبان
دنا منه الشيخ وربت علي كتفه:
يا فراس انت اهني يا ولدى والبلد كلتها في انتظارك
اخذ فراس نفس عميق وكفكف دمعه خائنه نزلت من مقلاتاه:
كنت بطلب السماح من اماي وبعرفها سبب ظلمي لمهرة، بعد ما اجسمت ليها اني عمري ما هظلم برئ ولا هستخدم جوتي في قهر مظلوم، وانا ظلمت اغلي واعز الناس علي جلبي بدون ما اقصد، يا يا عم الشيخ صعيب علي اخدها بالغصب
هز الشيخ راسه متفهمًا الحرب الدائرة بداخله بين انتقامه وبين الخير العامر به قلبه وعهده الذي خالفه بعشقه لمهرة وقال لها كي يطمئن روحها الحزينه:
هون عليكي يا ولدى الاموات خابرين زين اللي بالنفوس والنوايا، وامايتك مش زعلانه منيك لانهت خابره زين نجاء قلبك وروحك، وان اللي عملته غصب عنيك،وانت اتجوزت مهرة برضاها مش غصبانية وانا شاهد
امسك فراس يده كانه يستنجد به:
لاه انا ظلمت وغصبت مهرة، مش برضاها واصل، فدت بوها وخيتاها هي مش ريداني، وانا اخذت عهد علي نفسي مش همسها ولا هيكون بينا شئ غير برضاها بيكفيني دلوك انها هتنور داري وحياتي بوجودها فيها
تنهد الشيخ براحه لقناعته بعدم قدرته علي ظلم برئ وقال:
انت كده هتعمل الصح، يلا بنا ندلي البلد الكل بانتظارك عيب تهملهم اكده وانت العريس والليلة ليتك
ضحك فراس بعد شعوره بالراحه لحديث الشيخ معه وودع ابويه بالدعاء لهم وقراءة الفاتحه وذهب الي دار سمعان وقال لجعبل يخبر النسوة بدخوله عليهم ليلبس عروسه الشبكة
سبقه جعبل وقف علي باب دار سمعان الذي كان بجلس امام الدار علي المصطبة والحزن ساكن قلبه وكاسر نفس وقال:
العريس وصل العريس وصل
دخل فراس عليهم ليخطف قلوب العذاري فيهم ويحسدون مهرة عليها بهيئة المهيبة التي تاسر القلوب والعيون:
دنا فراس من مهرة وعيناه لا تفارق وجهه ولم يري غيرها
غير مصدق انها اصبحت زوجته وحلاله وتخيل ما سيفعل معها حين يغلق عليهم باب
نهضت حسيبة من جوارها لكي تفسح له مكان يجلس به
جلس فراس جوارها وطلب يدها قائلًا:
يدك يا مرتي يا جليب جليبي من جوه
اخذ يدها الي كانت تعتصرها وتفركها بيدها الاخرة واخذ يلبس لها الغوايش الي ان ملت وقالت:
بيكفي ايه كل ده ، كتير جوي صوح ليك حج مهو من الحرام
لم يرد عليها وتجسد الغضب علي محياه فقالت حسبية:
ليه اكده يا مهرة دي هدية بوى لفراس، والفرح والدبايح هدية العمدة ليه،فراس راجل ويستحق منا نشاركه فرحته
نكست مهرة راسها بخجل مما قالت فترك يدها واخذ يدها الاخرة والبسها باقي الغوايش وما ان انتهي زغرطت البنات
فتركهم ونهض والغضب يتملكها وفي داخله تولد احساس بالرد علي اهانته حين تكون بدارها
امسكته رئيسة من ذراعه بغيرة ولاحظت مهرة فعلتها هذا فزدا اصرارها علي هجرة ولم تسمعها حين قالت له:
علي فين يا عريس ، مش جولت انك هتخليني ازفك لدارك
خلص فراس ذراعه منها وقال لها بعصبية:
مش وجته يا رئيسة هجعد هبابه مع الرجالة وبعدها هجي اخدها وتزفيني عليها كي ما انت رايدا
ترك النسوة تبارك لمهرة التي اغرقت عيناها بالدموع حزنًا علي نفسها وحرقه في قلبها لا تعلم سببها بعد تودد فراس للرئيسة الغجرية كم خيل لها وغيرتها من اتاخذها عشيقه له
في الخارج رجال البلد والمطاريد يباركون لفراس ويهللون له مع رقاصة اخري من الغجر التي تتمايل علي فراس بدلال ودلع فصدها بغضب، فضحك رجالة المطاريد وقال احدهم:
ليك حج رئيسة برجبتهم كلتهم مره علي حج
ضغط فراس علي فكه بقوة وجذبه من تلاليبه وقال:
رئيسة بت الغجر صوح لكن اشرفهم ولو خوضت في سيرتها تاتي انا هجطع خبرك جبر يلمك
دفعه بعيد فارتد اليه واعتذر منه واخذ يرضيه الي ان هدات ملامحه الغاضبة،وعاد الكل للتهليل والصخب
ومن داخل الشادر يراقب العمدة عواد تودد الكل اليه ظن في اول الامر خوفًا منه لكن،الغريب انهم يحترمونه ويتوددو اليه بمحبه وهذا ما جعله يحتار كيف استطاع اكتساب حبهم وثقتهم وهو ابن ليل وقاطع طريق وقاتل ابيه وسجين سابق
لكن هذا لم يستطيع احد الاجابة عليه غير الايام وما هو أت
انتصف الليل وحثو الرجال فراس علي النهوض لكي ياخذ عروسه، فذهب وسط رجاله الي دار سمعان وقال له:
رايد عروستي يا حضرة الخوجة الليل اتاخر وبيكفي سهر
رمقه سمعان بغضب ودلف الي داره وعاد بابنته وسلمها له بقهرة حملها فراس واجلسها علي ظهره حصانه وقال:
يلا يا رىيسة زفي عروستي لداري كي ما طلبتي مني
تقدمت رئيسة بقلب يدمي حزنًا والما امامه حصانه ورقصت وفراس امسك اللجام ومشي به بجوارها
والرجال من حوله يهللون ويصفقون علي رقصة رئيسة الذي اشعلت قلوبهم بالرغبة
خد الحصان ووكله ورعاية ههمله في رعايتك من اليوم
ودخل الي داره وهو يحملها كالطفل الصغير ودلف الي غرفة نومه التي زينتها النسوة علي احسن ما يكون
القها علي الفراش برفق وقال:
سامحيني في اللي هعمله لكن مش بيدى بوكي وكل اهل البلد مش هيمشو جبل ما يندرو منديلك
صرخت مهرة بخوف وهلع وهو يدنو منها ويخلع عنه جلبابه
وبعدها الصديري ويلقيهم ارضا ويدنو منها لتصرخ بقوة!!
بالخارج الرجال علي صقفه واحدة وتهليل لتشجيع العريس وابيه سمعان يقف بجوارهم حزين مقهور
ولم تمر دقائق ويخرج إليهم فراس ويلقي لهم منديلها ويقول لابيها بفخر وعزة:
مبارك يا ابا سمعان بتك رفعت راسك وشرفتك مبارك علينا
يختطف الرجال المنديل ويرقصون به ورئيسة تبكي بحرقة والباب يغلق في وجهه بقوة ، لكي يدلف فراس الي غرفتة
وينظر الي مهرة الممددة علي الفراش بذهول مما فعل وقال:
سامحيني ده شئ لابد منيه وانت مرتي وحلالي ولي حج اعمل اللي رايده وما حد ليه عليكي امر غيري من اليوم واصل
ودنا منها ثم تمدد بجوارها ساحبها الي حضنه بقوة:
تعالي يا مهرتي دا فرحة جلبي بيكي الليلة ملهاش مثيل غير اني اخدك في احضاني واكمل ليلتي معاكي
تحاول ان تدفعه مهرة بعيد عنه بعد ان فاقت من صدمته
لكنه يسيطر عليها واكمل معها الليلة كزوج لها
وي…..؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية فراس ابن الليل ) اسم الرواية