رواية علي عرش قلبي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم همس محمد
رواية علي عرش قلبي الفصل التاسع عشر 19
زقته سدل جامد لغاية ما وقع على الأرض بيتألم بعد ما إتخبطت راسه في صخره..
همست اسمه بإرتجاف وعيونها دمعت لما شافته واقف وراها : جاسر..
قرب منها بلهفه لما شافها بتترجف وهي بتبص على اللي في الأرض راسه بتنز” ف وبيتألم..
مسكها من كتفها المتشنج وهي بتشاور عليه : كان……
سندها جاسر بدراعه السليم لغاية ما تسيطر على نوبة ارتجافها..
همسلها وهو بيضمها بحمايه جنب ودنها : اهدي.. مكنش هيحصل حاجه!
بص على اللي مرمي في الأرض وسحبها من إيدها ومشي..
همستله برعشه وهي بتبص لوشه : انا مكنتش منتبهه و.. وشوفته قدامي..
مردش عليها وكمل طريقه وهو بيسحبها من كفها البارد بهدوء : شوفتي الأمان بعيونك، صح؟
بلعت غصه قويه وهي بتهمس بضعف : حتى لما أتمشى لازم يكون حد معايا.. يحميني!
ابتسم بسخريه ومردش عليها.. بصت للمكان اللي كانوا واقفين فيه شافت الشاب لسه على الأرض، همست لجاسر اللي ماشي مش مهتم بأي حاجه : جاسر امشي شويه شويه هقع..
شدد من قبضته اللي ماسكه كفها بدرجه كبيره وهو مش حاسس..
إتآوهت بقوه لما حست بيه بيعصر كفها وده خلاه ينتبه، بصتله بترجي : جاسر عشان خاطري…..
اتنفضت بقوه لما صر”خ فيها : اخرسي..
اتنفست بحر”قه وهي بتحاول تفك كفه وهي بتهمس بصوت باكي : سيبني وسع..
شدها جامد وكمل مشي وهو مش مهتم باللي هي بتقوله من شدة الغضب اللي حاسس بيه..
زقت ايده بوجع لما حست بالجرح وهي بتتكلم بشرا”سه : انا مش حيو”ان عندك عشان تشدني بالمنظر ده..
بصلها بتحذ”ير : صوتك ميعلاش..
عيونه لمحتها وهي بتدلك بكفها المحرو” ق مكان ما مسك كفها التاني..
رفعت الخاتم اللي في بنصرها شويه لفوق وشافته بينزل د”م من قوة الضغط عليه..
شدها من معصمها برفق ودخل المزرعه اللي وصلولها بعد دقايق..
قعد على الأرض وسحبها عشان تقعد جنبه مسك كفها وخرج من جيبه كلينكس وبدأ يمسحلها ببطء، همست بإرتجاف : متعاملينش كده.. أنا مش مسؤوله عن تصرفات اللي حواليا!
علت صوتها شويه : فيها ايه لو رحت اتمشى شويه؟
وقفت كلامها لما رفع عيونه ليها : صوتك..
وطت صوتها وهي بتبعد عنه بعنف وإرتجاف ودمعه نزلت من عيونها : ماله صوتي؟ انت بس اللي من حقك تز”عقلي على الكبيره والصغيره؟
اتكلم بهدوء مصطنع وهو بيسيطر على إنفعالاته : سدل بالله عليكي انا مش ناقص..
مسحت دموعها اللي نزلت بكمها وبصتله وهي مقوسه شفايفها وهتبدأ تبكي : مالك يا جاسر.. ليه متضا”يق مني؟
– متضا”يق منك فوق ما تتخيلي.. أسلوب حياتك كله غلط يا سدل، انا لما بمنعك عن حاجه فده عشان أنا عارف اللي بيحصل..
همست بأسف وهي بتمسح دموعها : عارفه يا جاسر..
اتنهد ببطء وهو بيبص بشرود قدامه : مش ناويه تتغيري يا سدل؟
كمل كلامه وهو بيتأملها وهي بتبص للخاتم اللي في ايدها : عارفه؟ انا شوفت منك شخصيتين.. سدل سيدة الأعمال بشخصيه مش بتظهر غير في شغلها.. وسدل اللي معايا دلوقتي، شخصيتين فيهم تناقض رهيب.. واحده قويه وواحده ضعيفه! واحده بتواجه وبتتناقش مع مناصب عاليه وواحده مش بتقدر تواجه مشكله في حياتها الشخصيه..
اتعدل يبصلها بتركيز : واحده مش بتستحمل كلمه من جوزها أو من حد حواليها قادره إنها تكون واحده تانيه خالص في الشركه واحده الكل بيتمناها ودي حاجه بتقتـ ـلني كزوج بيملك الواحده دي..! واحده مش بتظهرلي غير جانب ضعفها في حال ان كل الناس شايفاكي سدل التانيه..
بصت للأرض وهي مش قادره تنكر حقيقة كلامه.. ولا قادره ترد عليه..
زفر جاسر وسكت شويه بيحاول يدور على الطريقه المناسبه اللي بتفهم بيها : بتعتبريني ايه يا سدل؟
همست بصوت مش مسموع وهي منزله وشها في الارض : كل حاجه..
اتكلم بصوت قوي شويه : ارفعي وشك وانتِ بتكلميني وعلي صوتك..
رفعت وشها وهي بتقوس شفايفها ،رفع سبابته بتحذ”ير : متبكيش وقوليلي يلا..
قالت بصوت مهزوز وهي بتتهرب من عيونه : كل حاجه..
مكتفاش بكده فأصر عليها : بمعنى؟
اتلعثمت في كلماتها بس رغم كده خرجت بصدق : بمعنى كل حاجه، راجلي و.. وسندي وأماني.. و.. و..
وقفت كلام وهي مش عارفه توصف إحساسها فقالتله بترجي : وكل حاجه..
برم شفايفه بعدم رضا وهو بيمسك كفها يلعب فيه : وطالما كده.. ليه يا سدل الحواجز دي كلها؟ عارف إنه غصب عنك.. بس مش كفايه كده؟
لمحت في نبرته ترجي غريب عليها، فهمست بضعف : مش قادره يا جاسر.. بس عارفه إني لو استمريت بالطريقه دي مش هلاقيك!
ابتسم بحنان وكمل جملتها : ولا هتلاقي نفسك.. صح؟
اتنحنح بجديه وشبك كفها : وليه هتستني الخطوه دي تحصل عشان تفوقي؟ سدل العمر بيجري وأنا عايز أعيش معاكي في حياه طبيعيه بيسودها كل المشاعر اللي بنقدمها.. من الطرفين ! موضوع مش اول مره افتحه معاكي بس اللي هيختلف إني طالب منك توصفيلي مشاعرك واعتبريني حد غير جاسر.. اعتبريني حد قريب من قلبك بتفضفضيله.. انسي جاسر وقوليلي حاسه بإيه..
إحمرت خدودها وبصتله بغباء مصطنع : مش فاهمه؟ ما أنا قولتلك قبل كده كذا مره..
ابتسم على محاولتها للتهرب من الإجابه بس رد بصبر بيعرف يتحكم فيه : قوليلي بإنفتاح يا سدل.. اللي بتقوليه للدكتور سميه أنا عايز أسمعه !
في نفس الوقت في فيلا الخولي..
كان صوت صرا”خ معتصم مالي الفيلا، وقفت فاطمه وهي بتهزه وعيونها مدمعه : إهدى يا حبيبي..
مسكه خالد منها لما شافها شويه وهتقع من طولها لإنها سهرانه عليه من امبارح وقعد يهدهد فيه..
هدي شويه في حضن باباه فقالت آيه لفاطمه اللي بتجهز الدواء اللي كتبه الدكتور لمعتصم : لو شاف سدل هيهدى صدقيني..
نفت فاطمه براسها وهي بتقول بشفقه وبترج الدواء : حرام يا آيه.. دي فتره عشان تفصل فيها من كل حاجه مش هخليها تشيل هـ ـم معتصم كمان.. هي كلمتني من شويه والقلق كان باين في صوتها بس أنا طمنتها..
زاد بكاء معتصم مره تانيه فقرب زياد من آيه بيقولها بتوجس وهو بيمسح عيونه من النعاس : مامي، عثومي بيبكي ليه؟
ابتسمت آيه بحنان ومسحت على خصلاته الكثيفه : عشان هو عيان ومش بياخد الدواء..
شهق زياد بحز”ن وبص لمعتصم اللي كان وشه احمر من البكاء : يا حرام..
زفر خالد وهو بيقلب معتصم على بطنه وبيهزه : ده انت عيل زنان زي باباك..
شاور لزياد على الطاوله اللي عليها التليفون قدامه : انت يا ولد.. تعالى هات التليفون ده..
قرب زياد بإقتضاب وقاله بغرور : اثمي زياد على فكره..
ابتسم معتز اللي كان بيشتغل على اللابتوب جنبه وقهقه بخفه لما شاف خالد عايز يضر”به..
عند سدل وجاسر..
إحمر وشها بطريقه غريبه وتلعثمت في الكلام بشكل اكبر : مش.. فاهمه.. انت تقصد ايه؟
ارتسمت على وشها ابتسامة راحه لما اتلاقيت بتليفونها بيرن..
سند كفها اللي كان هيفتح الإتصال وقال : انا لسه مخلصتش..
رفعت كتفها بإنتصار إنها قدرت تهرب من استجوابه ليها، وفتحت الإتصال بدون ما تعرف مين اللي بيتصل..
لانت ملامحها بلطافه وهي بتقول بإشتياق : والله وهو وحشني اوي.. هاتهولي يا خالد..
سمعت صوته الطفولي جاي من السماعه بمجرد مت سمع صوتها فضحكت بصوت عالي وهي بتقول بصوتها الرقيق : عصومي.. وحشتني !
همس جاسر بضيق : مش وقتك يا عصومي..
فتحت كاميرا الفيديو كول واتربعت وهي مستنياه يفتح الكاميرا..
ابتهجت ملامحها الحنونه لما شافته بيبصلها بإستغراب ولسه بيطلع أصواته..
ضحك بعد كام ثانيه لما افتكرها وبقى بينط على التليفون بلهفه عشان ياخده من ايد خالد..
حاولت تشغله سدل عشان فاطمه تقدر تديله الدواء..
كتمت ضحكتها لما شافته أخد الدواء بدون ما ياخد باله وهو منشغل معاها وبيهمهم بكلام مش مفهوم..
بعد ساعه..
بعتتلهم سدل بوسه وهي بتلوح ليهم هي وجاسر وقفلوا مع بعض..
بصلها جاسر لثواني وقال بإبتسامه حنونه : هتبقي أم جميله جداً..
لمعت عيونها بلمعه حفظها بقلبه قبل عيونه وقالت بخجل : وانت كمان..
قعدت ساكته لدقايق وهي مش عارفه تقول ايه..
قطع الصمت صوت جاسر الهادي : نحاول؟
قضبت حواجبها بإبتسامه صغيره : نحاول في ايه؟
– علاقتنا..
سكتت شويه لما استوعبت اللي هو قاله، بدايه جديده..
بصتله بترقب : وانت شايف ان علاقتنا بالشكل ده مش هتستمر؟
بلعت سدل ريقها لما همس : عايزه الصراحه ولا الحقيقه؟
كمل بهدوء وهو بيتفحص ملامحها: بصراحه.. بالنسبه ليا هتكمل بس في الآخر هتنتهي! مفيش حياه بتستمر بالمشاكل.. والحقيقه إنها هتنتهي فعلاً لو استمرت بنفس الوتيره.. عارفك حساسه تجاه كل حاجه حواليكي.. بس حاولي يا سدل عشان نكمل مع بعض، أنا عايزك وانتِ عايزاني فليه هنصنع حواجز هتنتهي بخسارة الطرفين..
همست حراره ودمعه خانتها نزلت من بين جفونها : بس انا مش عايزاها تنتهي..
همسلها بتشجيع : يبقى تحاولي يا حبيبي.. سدل قادره تكون اللي هي عايزاها، بإرادتها!
مدت خنصرها اليمين وهي بتمسح دمعتها وبتقول بصوت هامس : اوعدني ان مهما كانت نتيجة المحاوله هتفضل جنبي..
شبك خنصره اليسار بخنصرها وعلى وشه ابتسامة راحه : أوعدك إني هفضل معاكي لآخر لحظه.. ارتاحتي؟
هزت راسها بإبتسامه جميله روت قلبه اللي كان بيتألم من حز”نها امبارح..
همستله بقلق وشفايفها بتترجف : إحلف إنك مش ز” علان مني!
ابتسم ابتسامه واسعه وقال بتفكير : ز”علان بصراحه وعايزك تصالحيني ..
انكمشت ملامحها بحز” ن لمعت عيونها بالدموع : ز”علان بجد؟
همهم وهو بيقضب ملامحه..
بصلها بتدقيق للحظات فكملت بتردد : قوم يلا..
زم شفايفه بضيق وهو بيقول : جعان يا سدل..
سندته من دراعه السليم لغاية ما وقف قدامها وسحبته بهدوء ناحية المدخل اللي بيربط بين الفيلا والإسطبل والمزرعه..
صدح صوت آذان الظهر من حواليهم فمسك كفها وخرج من الإسطبل لحديقة البيت..
دخلوا الفيلا وكانت صفاء قاعده بتكلم آيه اللي قالتلها إنها حاسه بحاجه غريبه في سدل..
رفعت صفاء نظرها لسدل وجاسر اللي دخلوا وكل واحد على وشه تعبير مختلف..
اتنهدت بقلة حيله ورجعت تكلم آيه..
دخلت سدل المطبخ وحطت لجاسر الفطار وطلعته فوق ليه..
اتعدل جاسر على السرير ببطء لما شافها دخلت وبتقرب عليه.. ابتسم بحنان وهو شايفها بتتقدم منه والشرود باين على ملامحها..
حطت الصينيه قدامه وقعدت، مد كفه لكفها يحتويه وبصلها في عيونها بصدق : سدل، أنا عارف إني ضغطت عليكي مره واحده.. بس أنا مش عايز أخسرك!
اتنهدت بدون كلام وبدأت تأكله..
– جاسر.. انت دكتور، بتقدر تتحكم في كل حاجه انت عايزها.. مشاعرك غضبك وإنفعالك.. بس أنا كنت مجرد مريضه عندك، بستعين بيك عشان يا جاسر في الأمور دي ولازلت.. بس……..
حمرت خدودها غصب عنها وهي بتزم شفايفها وبتمد ايدها لبوقه : آسفه.. بس مش هقدر أعترفلك بمشاعري بشكل صريح..
قهقه جاسر بقوه وهو بيبعد إيدها الممدوده : اللهم صلي على النبي..
نهرته بحده وهي حاسه بالخجل بيسيطر عليها : جاسر اسكت.. خليني أعرف اتكلم..
بصلها بنظرات طويله بعد ما وقف ضحك وشاف الرهبه في عيونها، مدت ايدها تاني.. فبصلها بنفس النظرات وأكل منها..
قال بخفوت : ازاي يعني؟ ودي هتكون بدايه جديده من أي ناحيه؟
بلعت ريقها وقالت بتوتر : من نواحي كتير..
رد عليها بدون مراوغه وهو بيتأملها : بس أنا عايز الناحيه دي بالذات..
همست اسمه بإرتجاف ،فرد عليها بهدوء : سدل لو بتحبيني بجد مشاعرك هتخرج بدون حدود!
– بس أنا…….
قفلت بوقها بإيدها التانيه قبل ما تكمل كلامها، وده خلاه يضحك بإنتصار وهو بيقولها بتحدي : أنا قادر أخرج مشاعرك غصب عنك على فكره.. بس أنا عايزك تحسيها!
زفرت بإستسلام وبدأت تأكله لغاية ما خلص..
في الليل..
قربت من صفاء وباست راسها وهي بتهمس لها بنبره حماسيه : ادعيلي..
بصت صفاء على جاسر اللي واقف ماسك التليفون وهمستلها : ربنا معاكي يا حبيبتي ويرزقك باللي بتتمنيه..
هزت راسها وجاسر قرب منها وسلم عليها هو كمان..
خرجوا هما الإتنين من الفيلا..
قالتله بحماس وهي بتبصله : صح خروجه بسيطه مش هتكلفنا كتير.. بس أهم حاجه أصالحك، صح؟
ابتسم على بساطتها وقضب حواجبه بتوجس : مش مرتاحلك..
رمشت ببراءه كذا مره وقالتله بنبره خاليه من المكر : هتتبسط والله..
رفع كفها وباسه بعمق وهو بيقول بنبره حنونه : طول ما انا معاكي مبسوط..
ابتسمت بخجل ومشكت كفه وبدأوا يمشوا : كذا”ب يا دكتور لسه امبارح باين على حقيقتك..
قهقه بقوه وهو بيضم كفها جامد ، بصتله بطرف عيونها واتنفست بحيره : أنا مش هينفع أقولك صالحني انت كمان صح؟
رفع حواجبه بذهول : أصالحك؟ على ايه؟
رفعت كتفها ونزلته تاني : إنك مش بتعمل حاجه غير تز” عقلي وتخبي عليا..
قال بهدوء متخلله بعض الحنان : انتِ مراتي يا سدل، واجبي أوجهك للصح والغلط بالطريقه اللي بتفهمي بيها!
سكتت وكملت الطريق وهي بتضم نفسها لجسمه الساكن..
بعد دقايق..
ابتسمت سدل بإبتهاج وهي بتشاور على القهوه اللي قدامهم : وصلنا..
رفع جاسر راسه للمكان اللي بتشاور وعيونه برقت بذهول، راقبت ملامحه وهي بتقول بحماس : حاجه بسيطه بس حلوه.. كان نفسي أقعد القعده دي من زمان..
سحبته من كفه وهو لسه مذهول وقعدت على طاوله فاضيه..
عيونه احتدت لما شاف راجلين قاعدين لفوا يبصولها بإستغراب..
جز على أسنانه بقوه وهو بيهمس بفحيح وعيونه متعلقه عليهم لغاية ما لفوا مره تانيه : سدل قومي نروح مكان تاني..
مسكت كفه اللي على الطاوله وهمست بضيق : بس بقى.. شوف هتشرب ايه!
زفر بعدم رضا وقالها : جربتي السحلب؟
قضبت حواجبها : سحلب؟
أومأ براسه فابتسمت وهي بتقول بلطافه : نجربه..
طلع جاسر من جيبه السجا”ير وطلع واحده.. بصتله بقوه فإتجاهلها وولعها ونفث د”خانها وهو بيبصلها من بينهم بتحدي..
رفعت حواجبها بحده : هو الموضوع عناد ولا ايه؟
ارتسمت ابتسامه خفيفه على وشه : بلاش الموضوع ده..
اتنهدت بيأس وهي بتبص لكفوفها : طيب.. براحتك!
نادى جاسر على الراجل اللي بيشتغل وقاله على اللي هما عايزينه وسدل قالتله إنها عايزه شطرنج..
رفع جاسر حاجبه اليسار بإبتسامه بسيطه : انتِ محرمتيش من المره اللي فاتت؟
ابتسمت بثقه وهي بتتربع على الطاوله : شكلك متعود تفوز يا دكتور.. وأنا هكسرلك القاعده دي..
قرب وشه منها وهو بيقول ببطء : وإني افوز بيكي دي معتبراها ايه؟
لوت شفايفها بإبتسامه حز”ينه : خساره..
أجفل من كلمتها ورجع لورا بضهره وهو بيبصلها بيأس..
جه الراجل وحط الحاجه قدامهم ومشي..
فتحت الشطرنج وبدأت تظبطها عشان يلعبوا بيها..
اتكلمت بدون ما ترفع وشها عن الطاوله : ارمي السيجار” ه.. كفايه كده!
مسكت السحلب وهي بتبص عليه وهو بيدوقه، همست بترقب : حلو؟
همهم بتلذذ خلاها ابتسمت غصب عنها وهي بترفع الكوبايه لبوقها..
بصلها بإبتسامه وهي بتحاول تحس بطعمه، همسلها : وحش؟
نفت براسها وبدلت كوباياتهم : لا حلو..
قال بحيره وهو شايفها بتشرب من كوبايته : انتِ بتعملي ايه؟
قالت ببساطه : بتاعتك طعمها احلى على فكره..
شاورت بعيونها على الطاوله : إبدأ..
بعد عشر دقايق..
شهقت بفرحه لما فازت عليه وضحكت بحماس : مش قولتلك هكسرلك القاعده؟
قهقه بخفه جذبت أنظار الناس على فرحتها.. كون إنه تعمد يخسر عشان يشوف فرحتها دي حاجه حلوه!
بصتله بلمعه وقلبها بيدق جامد وهمست ببطء : ضحكتك حلوه..
وقف ضحك وبصلها بذهول لإنها اول مره تبادر وتمدحه، فتنحنحت وهي بتبص بتوتر للكوبايه اللي ضمتها، فاقت من حالة السرحان لما شافته سرحان فيها وفي عيونه فهمست بتوتر : إسألني وأجاوبك..
قالها سؤال كان شاغل باله من فتره كبيره : بتغيري عليا؟
همست بحر”قه : فوق ما تتخيل.. يمكن ده اللي كان محركني الفتره اللي فاتت!
ابتسم بعدم تصديق : مش معقول..!
عضت على شفايفها بقهـ ـر وهي بتهرب من عيونه : لا معقول يا جاسر.. عايزاك تعرف إن غيرتي بتخنق بشكل مش طبيعي.. اعتبره أي حاجه بس إن حد يقرب منك فأنا مش هسكت!
رفعت نظرها ليه وبصتله : حاجه تانيه مش هقدر اتحكم فيها..
استغربت من سعادته اللي ظاهره على ملامحه وهمست : انت بتضحك ليه؟
شرب من الكوبايه وهو بيحاول يمنع ابتسامته عشان متتكسفش : مكنش ينفع تعترفيلي واحنا لوحدنا؟
كتمت ضحكتها لما فهمت إن قصده كان على الصبح وردت : المهم تعرف.. كمل عايز تسأل ايه؟
– بتحبيني؟
جحظت عيونها واتنفست بتهدج وهي بتقول بتلعثم : لا.. مش بحبك..
كشر بملامحه وقال : كل حاجه بتقول كده..
زفرت بقوه ووشها أحمر : خلاص عايز تعرف ايه بقى؟
مسد كفها المرتجف، وهمس بحراره : نفسي اسمعها منك..
سحبت كفها وهي بتقول : بعدين يا جاسر.
بعد يومين..
فاقت من النوم وشافت جاسر قاعد جنبها على السرير وفاتح فايل في ايده..
بصتله بإستغراب من بين جفونها اللي بتتقفل لوحدها : بتعمل ايه؟ .
شمت ريحه حواليها فهمست : هي وصلت تد”خن على الريق؟
كبح ابتسامته تطهر لما بصتله بغباء : انت مش قولت إنك مش بتد” خن غير لما بتضا”يق؟
قرب باس راسها وهو بيضحك بقوه : والغبي اللي بيصدق يا عيوني..
سمعت صوت زغاريط تحت فابتهجت وهي بتقول : خير يارب..
قامت دخلت الحمام عشان تغسل وشها وخرجت لبست حجابها وعبايه واسعه وبصتله، همس بهدوء : استني هننزل مع بعض..
ابتسمت بخجل وهزت راسها..
وقفت على السلم وهي بتشد على كف جاسر وهي باصه بر”عب للي تحت..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية علي عرش قلبي ) اسم الرواية