رواية شاهد قبر كاملة بقلم اسماعيل موسي عبر مدونة دليل الروايات
رواية شاهد قبر الفصل الاول 1
عندما سمعنا نقرات عنيفه على باب الشقه كنت انا واختى تقى نلعب داخل غرفتنا، ما ان انفتح باب الشقه حتى وصلنا زعيق صاحب العماره، كان يصرخ ويهدد والدتى بطردنا من العماره اذا لم نسدد الإيجار المتأخر وانه سيلقى بنا فى الشارع، قالت والدتى لصاحب البنايه عندما يصل زوجى، رجل البيت يمكنك أن تتحدث اليه
كانت المره الأولى التى اسمع فيها تلك الكلمه، عن اى رجل تتحدثين، زوجك ليس رجل.
واربنا باب غرفتنا ورمقنا الرجل الغاضب الذي يشوح لوالدتنا ويسب والدنا.
عندما عاد والدى متهالك من عمله فى المعمار أخبرته والدتى بما حدث
حينها ظننت ان والدى سيغضب، يركض للشارع ويضرب ذلك الرجل
لكن والدى رفع كتفيه بقلة حيله وقال ماذا يمكننى ان افعل؟
انا لا أملك نقود، تلك الليله لم تتوقف والدتى عن النحيب طوال الليل
لم يكن صاحب البنايه اخر مطالب بالنقود، اعتدنا الطرقات العنيفه على باب الشقه، الزعيق، السب، التهديد، كان أول شيء فعله والدنا ان منعنا من الذهاب للمدرسه لتوفير النفقات، شيء آخر منتهى الخزى
كان يتسلل لشقتنا كاللص متحاشيآ الرجال الذين يطالبون والدتى
بالديون.
تدحرج حال والدنا للاسواء، لم يبحث عن عمل جديد لكن ادمن المخدرات، كان يصرف كل نقوده على المقهي ولا يعود الا قريب الفجر
ايام طويله كنا نكتفى بوجبه واحده طوال يوم كامل.
تعودنا انا واختى تقى الا نترك غرفتنا حتى لا نتعرض لهيجان والدى وضربه، نزعاته التى لا تنتهى مع والدتى
كانت الساعه تشير للتاسعه ليلا عندنا سمعنا طرقات على باب شقتنا
نقرات خفيفه انفتح بعدها الباب ودخل رجل لا نعرفه
طالبتنا والدتى عدم ترك غرفتنا والبقاء داخلها مهما حدث
غلبنا النوم انا واختى قبل رحيل ذلك الرجل، كان امر غريب بالنسبه لنا لكن ولا واحد منا كان مستعد ان يفتح فمه.
أصبح حضور الغرباء لبيتنا معتاد، صاحب البنايه، البقال، الجزار
فى كل مره تأمرنا والدتنا البقاء فى غرفتنا
توقف الدائنين عن طرق بابنا، لم نعد نسمع صراخ او سب ولعن
والدنا المترنح الغائب عن وعيه كان يعود كل ليله ساكر ولا يستيقظ الا قريب العصر.
حاولت أن امنع أختى تقى عن الحديث لوالدى الذى كان مستلقى على الاريكه حينها كانت والدتى خارج المنزل تبتاع الطعام
لكن تقى رفضت، وقفت جوار والدى وقالت ابى، ابى؟
حرك والدى جسده الثقيل وفتح عينيه بكسل
ماذا تريدى يا بنت الكل……….
علمت ما سيحدث لاحقآ، جلست على الأرض ملتصق بالجدار واضعآ رآسى بين ركبتى داخل غرفتى ذات الباب الموارب
رأيت والدي يحمل تقى، يطوح بها علي الأرض، محطمآ بجسدها الضعيف المقاعد القليله داخل الصاله ممسكآ بشعرها ويجرها خلفه
على البلاط
لم يسمح لها بفتح فمها، ألقى بها على الأرض وراح يركل معدتها ورأسها، ظهرها وكل جسدها، لم اسمع سوي صريخ تقى وهى تعتذر
وتطلب العفو
أخيرآ انهد حيل والدى جلس على الأريكه وأشعل لفافة تبغ، كانت تقى متكومه على بعضها جسدها مرتعش تئن من الوجع
قدمى والدى على الأرض، ظهره منحنى للأمام يرمق تقى بعينين مشتعلتين، افتح فمك القذر!؟
كان والدى استعاد وعيه اخيرا
وقفت تقى بجسد مرتعش أمام والدى بعينين منتفختين من التورم
ها انطفى يا ابنة….
كنت واقف على طرف الباب ونظرت تقى نحوى، وضعت يدي على فمي محذرآ اياها ان تقول اى شيء
قالت تقى بفم معوج، كنت جائعه وأرغب بابتياع الطعام
بصق والدى على وجه تقى، انتظرى والدتك يا لعينه، توقظيني من نومى من أجل هذا السبب التافه
اعتذرت أختى تقى مرارآ لوالدى، كنت غير قادره على نصب طولها
اخيرا سمح لها بالرحيل
قبل أن تسقط على الأرض استقبلت تقى بحضنى، ساعدتها الوصول لسريرنا، اضجعت تقى وهى تنتحب، كان كل جسدها متورم يتألم
كنت احاول ان اخبره دافعت تقى، لكنه لم يسمح لى
همست فى اذنها لكن والدتى حذرتنا ان نفتح فمنا
لم ترد تقى ظلت تبكى حتى نامت والدموع على خدها
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية شاهد قبر ) اسم الرواية