رواية قيود التقاليد كاملة بقلم رهف عمار عبر مدونة دليل الروايات
رواية قيود التقاليد الفصل الثاني 2
دخل إلى مركز الشرطة بشخصيته المهيبة يلقي التحية على كل من يمر به، من يراه يظن انه شخصية قاسية ومغرورة ولكن هو عكس ذلك فهو شخصية بسيطة ومرنة في تعامله وهدوئة ولكن احذر الموج الهادئ لو هبت العاصفة
في المكتب
شهم :_ يامن احضر ملفات اخر قضية
يامن :_في الدرج الثاني وضعتها منذ الأمس
شهم:_اذا سأكون في غرفة التحقيق بعد ساعة
يامن ببعض التوتر :_ لاداعي سأذهب انا ورائد
شهم بمكر :_حسناً
بعد ساعتين
رائد :_لو علم شهم بذلك سيقتلنا
يامن :_من الجيد انه ليس هنا وإلا
قطع حديثهم صوت يعرفونه جيداً
شهم :_وإلا ماذا
رائد :_لا شيء كنا نتحدث عن قضية قديمة
يامن بتسرع :_لقد غير المتهم أقواله
نظر له رائد بصدمة ممزوجة بالرعب
بينما كان شهم يقف ثابتا وكأنه لم يسمع او بالأحرى كان يعرف ذلك
شهم بثقة :_متأكد؟!
رائد بتردد من ثقته :_نعم غير أقواله بالأمس
شهم :_هيا لندخل
دخل شهم ليتبعه رائد ويامن بصدمة من رد فعله
شهم :_هل تغير أقوالك؟
المتهم :_لا لن افعل
لينظر رائد ويامن لبعضهما بصدمة
ليقولا معا :_ولكن غيرتها
المتهم :_لا تراجعت
شهم :_هيا خذوه الان
رائد :_هو سؤال فقط متى حدث ذلك
يامن :_ألم تغادر معنا
شهم ببسمة :_قبل رحيلنا بساعتين الأمس ذهبت وتحدثت إليه بهدوء وتراجع عن ذلك
يامن :_انت والهدوء وتفهم هل انت متأكد؟
رائد :_والمتهم الذي تشوه وكسرت يده؟
شهم :_لقد كان حادثا بسيطاً
رائد (بفقدان امل من تصرفاته) :_لنعود للمكتب ارجوك هناك قضية مهمة
يامن :_مالذي حدث
رائد :_سنتحدث ولكن ليس هنا
في الأعلى
يامن :_ولكن هذه القضية مر عليها زمن وليس هناك من يطالب بفتحها
شهم بهدوء:_احضر كل مايتعلق بالقضية لنبدأ..يجوب الممر ذهابا وايابا يكاد يحرق الأرض بخطواته ولم يتجرء احد على الاقتراب منه ليقطع ذلك الجو المشحون خروج الطبيب ليتقدم منه رافع بلهفة غريبة على الجميع فهو معروف ببروده وغروره الذي لاحد له
رافع :_كيف حالها؟ هل هي بخير!
الطبيب(بعمليه) :_ هي بخير جسديا لم يصبها اي مكروه ولكن الحالة النفسية للمريضة سيئة جداً وكذلك تبين من الفحص انها متعرضة للعنف لذلك سأظطر لابلاغ الشرطة
نظر له رافع كالتائه لايعلم مايفعل لذلك طلب منه تأجيل امر الشرطة لحين استيقاظها وفهم الأمر منها
رافع :_ سأبقى بجوارها
الطبيب :_اسف ذلك غير مسموح
رافع (بغرور) :_انا لا أسألك انا أخبرك ليكن لك علم
الطبيب :_ولكن
ليقاطعه مدير المشفى بعد اخبار احد الممرضين بقدوم ذلك الشخص
مدير المشفى :_انا اسف يا سيد رافع بإمكانك الدخول
ليتركهم رافع دون سماع باقي حديثهم فهو في عالم آخر هل عاد الماضي على هيئتها مستحيل..
نظر لها رافع بعينين ممتلئة بالدموع وهي في سريرها لاحول لها كيف لهذا الملاك ان يتعرض للعنف لازلت طفلة صغيرة يشك انها تتجاوز السابعة عشر..
رافع :_ليتك كنت ملاكي تشبيهينا كأنك نسخة صغيرة عنها ولكن هي..
في مكان مظلم تراه يلاحقها وكلما غيرت الاتجاه تراه في نهاية الطريق ليحاول الانقضاض عليها لقد تعبت من الركض وتعثرت لتراه يقترب منها لا ليس مجددا لا لتصرخ بأعلى صوتها :_ابتعد عني لااااا
انتفض رافع على صوتها ترى كابوس حاول ايقاضها لتفتح ونجح ليراها تفتح رماديتيها وتنظر له بضياع..
لينورا :_ارجوك ساعدني سيقتلني انا خائفة
أمسكت بيده بشدة كأنه طوق النجاة الوحيدة لها لتفقد بعدها الوعي..
في قصر سيف الدين يجلس سيف الدين بضياع لقد فقد اخر امل يوصله لهم فقد
كريم :_لاتقلق سيدي اعدك خلال مدة أقصاها اسبوعا سأعثر عليهم
سيف الدين :_ حسنا الغي كل شيء واستلم هذه المهمة انا اعتمد عليك كريم فأنت أيضا احد ابنائي
نظر له كريم بامتنان فما فعله سيف الدين معه سابقا لو قدم له حياته لما كافئه
كريم :_انا استئذن لاعود لعملي
هز سيف الدين رأسه ليذهب كريم ويبقى هو تعصف به ذكريات ماضي ستظل محفورة في عقله وجدران هذا القصر
قبل عدة سنوات
هز صراخ فتاة القصر ليجفل كل من فيه وهم يرون سيدهم يسحب ابنته الوحيدة بقسوة لم يشهد لها القصر ابدا لانه يعتبرها درته الثمينة لتكتمل صدمتهم بصفعة هزت أركان القصر
سيف الدين :_لماذا فعلت ذلك لماذا تهربين معه؟!
رفيف(بدموع) :_ارجوك ابي إنه يكذب صدقني من المستحيل ان افعل شيئاً كهذا
ليركض شاب من الطابق العلوي ليساعد رفيف التي اختبئت بين احضانه
رفيف :_ اخي صدقني لم أفعل ذلك انت تعرفني قل لأبي ارجوك
الشاب :_حسنا صغيرتي اهدئي واخبرينا مالذي حدث معكِ
سيف الدين(مقاطعا) :_لاشي ياحضرة الأمير سوى أن اختك كادت تهرب مع أحدهم اليوم ومن ابن اكثر شخص اكرهه في هذه المدينة
رفيف :_لا ابي انه ابن اعز أصدقائك وقد أتى ليساعدني. سيف الدين(بغضب) :_ابن اعز أصدقائي الذي حاول قتلي لقد فقدتي عقلك بالتأكيد ومن ماذا ينقذك من رجل بعمري وهو صديقي
الشاب :_أبي اهدئ لنسمع القصة كاملة لو سمحت
ابي :_انت ولا كلمة لن أنسى فعلتك أيضا
الشاب(بألم) :_لو سمحت اسمع القصة من رفيف قبل أن نحكم عليها
رفيف بارتجاف ورعب وهي تتحدث بكلمات تحاول إيصال ماحدث معها منذ فترة من مضايقات من صديق والدها التي تجاهلتها في البداية ولكن اليوم حين كانت عائدة للبيت من المدرسة مع زميلها تفأجئت به قادما لاصطحابها بسبب مرض والدها خافت ان تذهب معه وحدها فطلبت من صديقها ان يأتي معها
رفيف :_هذا ماحدث ابي حين اقتربنا من قصره طلب منه أن يرحل فقد وصلنا لنبقى انا وهو وحدنا ولكن عاد أمجد فجأة لانه كاد ان…
انهارت باكية كيف تخبرهم لولا تدخل أمجد لكان فعل ما كان يصيبها بمقتل واصبحت في خبر كان
وقبل ان يبدي احد منهم ردة فعل
ليدخل رجل بعمر سيف الدين بملامح واضحة للجميع والخبث الذي يطل من عينيه غافلا عنه سيف الدين الذي يراه صديق وشخصا من العائلة
ماجد:_اسف لدخولي ولكن لن اسكت عن هذا الاتهام
ليركض اخ رفيف وينقض عليه بالضرب لولا صوت صراخ سيف الدين
الذي اقترب منه وباغته بصفعة
سيف الدين:_كيف تتجرء على التصرف وانا موجود وانت قلت لنسمع القصة كاملة هل تغير مبدأك؟
الشاب :_ولكن رفيف من المستحيل ان تكذب
ماجد :_ولكن لدي شهود
ليحل الصمت على الجميع ترى مالذي سيحدث وكيف ستثبت رفيف برأتها بعد ذلك
افاق من شروده على أحدهم يمسح دمعته ومن يصدق سيف الدين بوقاره يبكي
جمال:_اسف ابي
اشاح بوجهه بعيدا عنه
جمال ببكاء :_اسف لأنني لم أكن بجانبك يومها اسف لأنني أضعت اخي ولم أكن حين قتلت اختي اسف لأنني لم أكن ابنك الذي تستند عليه يوما
لم يعد يحتمل يكفيه ماخسره من قتل ابنته ورحيل ولده الاخر ومنذ عودته منذ سنتين وهو لم يتحدث معه
سيف الدين :_كن سندي هذه المرة واعد أخاك وامك
احتضن ولده بشوق فهو أيضا انسان يحتاج للحب ويحتاج لعائلة كالتي كانت لديه يوما..
فرك عينيه بتعب بعد الساعات التي قضاها مع رائد ويامن محاولا الوصول لطرف في القضية، لم يكن يظنها بهذه الصعوبة..
شهم :_لقد اكتفيت هذا اليوم سأعود للمنزل وغدا نكمل
يامن :_انتظرني وانا ايضا سأعود معك
أراد رائد ان يعترض ولكن قاطع ذلك شهم
شهم(بسخرية) :_لقد نسيت ربما انك اليوم ستبقى هنا
يامن :_ولكن
شهم:_قلت لك مسبقا ان تسرعك وغضبك هنا لاينفع ولكن انت لاتسمع لذلك انت ستبقى هنا دون أي مهمات
تذمر يامن كثيرا ولكن ماذا سيفعل فهذا شهم مرادف لكلمة العناد
شهم :_نلتقي غداً وداعاً
يقود سيارته يفكر فيما حدث معه سابقا ولكن ما باليد حيلة هو لن يتراجع عن قراره ابداً، ليصدم من فتاة تركض باتجاه سيارته كاد ان يدعسها لو كان سائقا عاديا نزل من سيارته غاضباً
شهم :_هل انت مجنونة كدت ادعسك
الفتاة :_ارجوك ساعدني سيقتلونه إنه هناك ارجوك
ليلاحظ الحالة السيئة للفتاة من ثيابها الممزقة وشعرها وعيونها الباكية وقبل ان يستوعب سحبته من يده بعيدا قليلا عن مكان توقفه ليشاهد مجموعة من الشبان حول أحدهم وقد كان يضربونه بشدة
شهم :_ توقفوا جميعا وإلا ستندمون
نظر له الشبان بسخرية ليستديروا لاكمال ضرب الشاب ولكن لم يملهم الوقت ليستوعبوا حتى وكان الثلاثة يتلقون ضربا مبرحاً حتى كان الجميع على الأرض تحت صدمة الخمسة
شهم وهو يمد يده للشاب لمساعدته
شهم :_هل انت بخير؟
الشاب (بتعب) :_انا بخير ولكن..
قبل أن يكمل حديثه وجدها تركض نحوه تتعلق به كأنها طفلة في الخامسة من عمرها
الفتاة :_اسف كل ماحدث بسببي انا اسفة
الشاب :_انت ليس لديك اي ذنب
شهم :_انت لن تستطيع القيادة هيا سأوصلكم حيثما تريدون ولكن سنذهب للمشفى للاطمئنان عليك
اراد ان يعترض ولكن هو يشعر كأن عظامه كلها مهشمة ولكن لايريد ان يظهر لها هذا فهو يعرف حالة الرعب التي لديها ويكفيها ما أصابها
الفتاة :_شكرا لك ولكن استطيع القيادة
الشاب :_سنذهب معه هيا دون اعتراض
الفتاة :_لا، لايمكن
شهم :_ ليس عليك الخوف فأنا ضابط في الشرطة، خذي ارتدي هذه
خلع شهم سترته ليعطيها لها، ارادات الاعتراض ولكن نظرات الاخر المحذرة جعلتها تأخذها بخوف..
جلس في الخلف بعد أن ساعده شهم ليستدير لها فهي تقف كالصنم ليسحبها بقوة شديدة ليتفاجأ كلاهما..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قيود التقاليد ) اسم الرواية