رواية علي عرش قلبي كاملة بقلم همس محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية علي عرش قلبي الفصل الثالث 3
بعد مرور إسبوعين..
دخلت سدل وسلمت على سكرتيرتها بتعب، اتكلمت بعمليه : ابعتيلي الايميلات اللي وصلت بعد شويه..
هزت سما راسها بتوتر..
إستغربت لما سمعت صوت ضحك انثوي طالع من غرفة مكتبها!
دخلت بسرعه عشان تتفاجئ بصُهيب قاعد على الكرسي بتاعها وواحده قاعده قدامه على المكتب بتهز رجلها بدلع وبتضحك بصوت عالي..
رفعت حواجبها وهي بتربع ايديها : نورت يا صُهيب!
وقفت البنت اللي معاه وهي بتكلمني بحده وقر”ف : انتِ ازاي تدخلي علينا بالمنظر ده؟
ضحكت سدل بصوت عالي ودخلت بخطوات واثقه : انا اللي مش عارفه بصراحه انتوا بتعملوا ايه في مكتبي؟ الإسم مش لافت نظرك يا عيوني؟ مين انتِ بقى يا حلوه؟
قولتها بحده وانا ببص لصُهيب اللي بيبصلي ببرود وغضب..
ضحكت بدلع وهي بتقرب من صُهيب بتسند على كتفه وبتحط ايدها على بطنها : مراته وام إبنه ان شاء الله !
ابتسمت بسخريه وانا بحاول اتحكم في دموعي : ويا ترى اتجوزتيه ليه؟ حب ولا فلوس؟
ردت بثقه : حب طبعاً، مقولتليش انتِ مين؟
شهقت بصدمه مُصتنعه : هو مقالكيش؟ انا مراته والمالكه الرئيسيه لكل اللي انتِ شايفاه ده!
بصت لصُهيب بصدمه، وهو كان واقف بجمود بدون رد فعل!
شاورت بإستعجال على الباب وهي بتتقدم : بره يلا..
صُهيب وأخيراً اتكلم بحده : بره فين انتِ اتجننتي؟
زفرت بضيق وهي بتنادي على سما، جات سما وقفت قدامها : اتصلي بالسيكيورتي يا سما.. الأشكال دي مُتعبه اوي!
هزت راسها وهي طالعه عشان تنادي على السيكيورتي، خرجت البنت اللي معاه واللي انا عارفه هويتها كويس بغضب..
وقف قدامي وهو بيهمس بغضب بعد ما مسك دراعي بيهزني جامد : تاخدي ايه وتسيبي الشركه؟
زقته بعنف وهي بتقول بتهكم : دايماً بتثبتلي انك أحـ ـقر مما اتخيل.. يا ترى دي واحده من اللي بتضحك عليهم بورقة جواز مز”يفه؟ اتقي الله وأخرج من هنا قبل ما اطر”دك!
همسلها بخبث جنب ودنها : لا يا حبيبتي دي مراتي بجد، انتِ مسمعتيش عن كاميليا ولا ايه؟ ده حتى فرحنا بكره..
ابتسمتله ببرود : مبروك، اتفضل يلا بره..
خرج بسرعه من المكتب وهو متعصب وبيتصل بكاميليا عشان يعرف هي فين..
ردت عليه بعصبيه : نعم؟ هتكذ”ب كذ”به جديده تاني؟
اتكلم بهدوء : فينك يا حبيبتي؟
ز”عقت فيه بعصبيه : انت كُنت عايزني استنى لغاية ما تطر” دني؟ عموماً انا قدام سيارتك دلوقتي تعالى حالاً..
هز راسه بقلة حيله وهو بيخرج من الشركه كلها عشان يروح لكاميليا..
في فيلا الخولي..
خرجت من الحمام وهي بتنشف شعرها المبلول وبتوقف قدام المرايه عشان تحط كريم قبل النوم وتسرح شعرها..
بصت في تليفونها اللي بيرن برقم مجهول بإستغراب وهي لسه بتنشف شعرها : الساعه 1 بليل، مين اللي بيرن دلوقتي؟
حاولت تتجاهله وهي بتزفر بضيق وبتحط الفرشه على الطاوله : نقصاك هي!
التليفون موقفش عن الاهتزاز، ردت بزهق وهي بتقول بحده : مين اللي بيتصل؟ انت بني آدم معندكش دم!.
صوت رجولي رد عليها بعبث : دي كلمة السلام عليكم؟
كانت هتقفل التليفون، بس وقفها صوته بسرعه وهو بيقول بمشاكسه : معقول معرفتيش صوتي؟
ردت بسماجه وهي بتجز على أسنانها بغضب وبتروح ناحية السرير : مين اللي معايا؟ اتكلم والا قسماً بالله اعملك محـ ـضر تحرش!
اتكلم بعبوس : مالك يا سدل؟ اتهبلتي؟
ضر”بت المخده اللي قدامها بعصبيه وهي بتقفل الخط في وشه..
همست بإشمئز”از : أشكال تقر”ف..
استوعبت انه عارف اسمها : عرف اسمي منين ده؟
رمت التليفون وهي بتد”فن وشها بين كفوفها : يارب ساعدني، طاقتي بتخلص.. مش قادره اكمل اكتر من كده!
خبط الباب فقالت بصوت عالي وهي بتبلع ريقها بخو”ف : مين؟
دخلت آيه وهي بتشد فاطمه وبتتسحب..
زفرت سدل وهي بتحط ايدها على قلبها اللي بيدق جامد : خضتو”ني!
قعدوا جنبها على السرير واتكلموا مع بعض في نفس اللحظه : وقت المُصارحه..
ابتسمت يدل وهي بتعض على شفايفها بحماس..
وبتتعدل على السرير عشان تبقى قدامهم، اتكلمت بإنتصار وهي بتهز كتفها : جات !
فاطمه ابتسمت وهي بتقول بحماس : احكي بسرعه..
بدأت تحكيلهم كل حاجه حصلت..
اتكلمت آيه بشماته : احسن يستاهل..
فاطمه وهي بتفكر : انا حاسه انه بيخطط لحاجه، كان مُختفي طول الاسبوع ورجع مره واحده..
همست سدل بنفس الحيره : وانا كمان حاسه كده، وأعتقد انه رجع بعد ما سمع بالقضيه اللي رفعتها.. اللي مستغربه منه انه مُصر على الجواز منها..
قالولها بإهتمام : هتعملي ايه ؟
اتكلمت بعد شوية صمت : هقولكم..!
تاني يوم..
سدل جهزت بسرعه وقالت وهي بتشد شنطتها : ربنا يستر..
خرجت من الغرفه فقابلته واقف قصاد غرفتها مربع ايده ببرود : عايزه ايه وتسيبيني؟
اتجاهلته وهي بتمشي في الممر عشان تنزل السلم..
كانت حاسه بخو”ف لانها عارفه انه هيأ” ذيها..
نزلت بسرعه ودخلت غرفة السفره وهي بتسلم على صفاء وبتبوس ايدها وراسها..
قعدت وهي بتاكل ببرود وبتتناقش في صفقه مهمه مع صفاء..
بعد دقايق..
وقفت وهي بتقول وبتمضغ الاكل : الحمدلله.. انا هروح دلوقتي وهرجع بدري النهارده..
صُهيب ابتسم ببرود : يلا هوصلك..
صفاء شافتها فرصه عشان يتفاهموا وقبل ما ترد سدل قالت : ماشي، يلا يا سدل..
سدل بلعت ريقها بخو”ف وهي بتقول : لا مـ.. مش هروح معاه في حته..
أصرت صفاء عليها..
وهي خارجه سلمت على آيه وفاطمه وهمستلهم بحاجه جنب ودنهم..
خرجت معاه بجمود بتحاول تظهر القوه بس..
ركبت في السياره من وراء وهو قدام عشان يسوق ..
بصلها بسخريه وتوعد من المرايه : وقعتي في ايدي يا حرمي!
ابتسمت وهي بتهمس بإستفزاز : بس كله برضايا يا.. زوجي!
اتحرك بالسياره وعشان الطريق طويل قررت تكسر حاجز الملل وهي بتلعب معاه في الكلام : هي دي كاميليا اللي جات المره اللي فاتت الفيلا عشان تتعرف علينا؟
هز راسه بهدوء : جات امتى؟
اتكلمت وهي بتبص للشباك تتابع الطريق ببرود : قبل ما حضرتك تقـ ـتل ولادك بكام يوم..
هز كتفه بعدم معرفه : مش عارف!
سألها ببرود بعد ما قطع الصمت : ليه مُصره على الطلاق؟ في حد في حياتك؟
اتهكمت وهي بترد : وانت شايف اني جبل عشان استحمل اللي انت بتعمله؟ انا مش زيك يا صُهيب وعيزاك تتأكد اني اللي بعمله ده تخليص حق مش اكتر..
بصلها من المرايه : يعني في حد في حياتك؟
ردت ببرود : تقريباً..
اتكلم بهدوء : ولو قولتلك نرجع ونصلـ…….
قاطع كلامه وهي بتضحك بقوه وبتقول وهي مش قادره توقف ضحك : نـ نرجع؟ انت اتهبـلت ولا ايه؟ فوق يا صُهيب انا مش مُستعده اخسر اللي باقي من عمري معاك.. انا استاهل اللي يقدرني مش انت! وخليك في الطريق بقى يا عريس عشان تكون ليلة فرحك مش عز”اك..
اتنهد بهدوء مُخـ ـيف : انا حاولت، وانتِ اللي مش مساعده!
ضحكت بسخريه وهي بتبص لضوافرها : يلا عشان عندي ميتيمج مهم، وبلاش اللي بتفكر فيه عشان نتايجه مش هتكون حلوه..
فعلاً وصلني بعد دقايق ونزلت بسرعه من الخو”ف وقلبي بيدق جامد..
قرب مني وهمس في ودني بشر : بعتي اخواتي ورايا؟ لو هعمل حاجه انا مش هخا” ف من حد!
طبطبت على صدره وهي بتبعده : جدع..
دخلت الشركه بشموخ وهي بتبتسم بلطافه للموظفين..
طلعت بسرعه في الاسانسير وهي بتتنفس بعمق وبتغمض عيونها.. زي ما توقعت كان هيحاول يأذ”يها لو مكانتش اتصرفت.. واللي منعه انه شاف اخواته وراه في سيارتهم.
مشيت بخطوات سريعه للمكتب وهي بتقول لسما بإستعجال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قوليلهم يستنوا دقيقه بس..
دخلت المكتب وهي بتدور على الملف لغاية ما اتلقته..
دخلت غرفة الاجتماعات وسابت الباب مفتوح ..وهي بترمي السلام..
اتكلمت بإبتسامه لطيفه وجذابه : آسفه على التأخير.. خلونا نبدأ..
بدأ الميتينج بعد ما شغلت الداتا شو وطفت الانوار وكانت بتشرح فكرة مشروعها الجدديد بطريقه مقنعه وذكيه..
انهت كلامها بطريقه عمليه وهي بتقعد على كرسيها : وده الهدف من المشروع، في النهايه يا أسامه باشا قرار الشراكه بيرجع لينا كلنا ولإقتراحات كل واحد اذا كانت مناسبه او لا..
هز راسه بفهم وهو بيبتسم واتكلم بصوته الرجولي : فكره مش بطاله، من الواضح انك ذكيه يا سدل..
ابتسمت بفخر وهي بتقول بحماس : بجد؟ يعني موافق؟
ابتسم على لطافتها وهو بيقول بعد ما اتعدل في مكانه بيبص على الورق بتفحص : موافق طبعاً، بنود العقد هنمضيها بكره بإذن المولى عز وجل..
وقفت وهي بتقول بتردد : لو في أي حاجه مش مناسبه شركتكم في العقد اتفضل حضرتك..
بص نظره اخيره على الورق وهمس للي جنبه بكلمات..
أسامه قال بعبث بعد ما بدأت غرفة الاجتماع تفضى وهو بيلم الورق : اتهبلتي يا سدل؟
ضيقت عيونها وهي بتبصله بترقب ومفهمتش المعنى : افندم؟
اتكلم ببطء : اتهبلتي؟
ظهرت علامات الصدمه على وشها اول ما افتكرت ان اللي اتصل بيها امبارح قال كده : انت؟ آآه يا مُتحر”ش يا جبان!
صر” خت بصوت عالي وهي بتقوله : انت مين؟ وعايز مني ايه؟
فرد ايده وهو بيهديها وبيتكلم بإبتسامه عابثه : اخص عليكي مش فكراني لسه يا إسدال؟
اتكلمت بعنفوا”ن وشرا”سه : ايوه يعني ميـ…….
وقفت مكانها بصدمه وهي بتسند على الكرسي جنبها وبتهمس بإستيعاب : إسدال؟
ضحك بصوت عالي وهو بيقرب منها عشان يوقف جنبها : أوس أوس..
الفرحه ظهرت على وشها وهي بتصر”خ : لا! مش معقول!
ضحك بخفه وهو بيبصلها بإشتياق..
قالت وهي لسه بتصر” خ بسعاده وبتترمي في حضنه : يخر” بيتك اختفيت فين من عشر سنين من ساعة ما روحت مع عمو وانا مشوفتكش ؟
ضمها بحنان وهو بيبوس راسها : أصريت ادور عليكي بنفسي، ليا عندك حاجه عارف انها هتأثر فيكي..
ضمته بدموع وهي بتهمس : كنتوا فين؟ انا اتعذ”بت من غيركم اوي!
طبطب عليها وهو بيقعدها على الكنبه ويقعد جنبها : وحشتيني اوي والله، عارف اني اتأخرت بس هعمل ايه؟
سكتته وهي بتمسح دموعها : اتأخرت اوي يا أسامه.. اوي
غمض عيونه وهو بيفرك ما بينهم وبيجاهد عشان يحافظ على ثباته : انا عارف كل اللي حصلك.. وجيت عشان أساعدك!
اتكلمت بحر”قه : ماما فين؟
غمض عيونه بحز” ن : اتو”فت من ست شهور ، كانت عايزه تشوفك وتتأسفلك على……..
بكت بنحيب وهي بتضم ايدها لصدرها وبتبص عليه : متقولش كده أرجوك.. انا كُنت عايشه على أمل انها تيجي وتاخذني معاها وتغير قرارها من ساعة ما سابتني..
رفع وشها وقرب يد” فنها في حضنه وهو بيهديها : ادعيلها بالرحمه، هي في مكان احسن دلوقتي واللي كانت بتتمناه انك تسامحيها..
بكت بصوت عالي جداً وهي بتمسك فيه : لا لا، مكنش المفروض يحصل كده، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين! كنت عايزه احضنها للمره الأخيره.. ارجوك متقولش كده!
دخلت سما على صوتها وهي قلقانه، واستغربت انها كانت حاضنه الشاب صاحب الشركه التانيه..
قربت منها بقلق وهي بتقول بتوتر : سـ سدل هانم! انتِ بخير؟
هزت راسها ب هستيريا وهي بتقول بقهـ ـر : ما”تت يا سما ما” تت!
همست بحز”ن وهي بتقول : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
خرجت من حضن أسامه وهي بتبص حوالبها بتشتت وهي منها” ره : حد يروحني أرجوكم..
وقف أسامه وهو واخدها في حضنه وخرج بيها من الشركه كلها تحت نظرات الموظفين اللي مستغربين حالتها..
وصل فيلا الخولي..
نزل ونزلها بسرعه وهو بيسندها، سندت راسها على كتفه وهي ماشيه سانده عليه..
دخلت الفيلا تحت انظارهم المستغربه من حالتها ومن اللي معاها..
وقفت صفاء بحده وهي بتشاور عليه بعكازها : انت مين؟
زفر بضيق وهو بيقول : ممكن تشوفوها طيب ونتفاهم بعدين؟
قربت آيه منها ببطء وهي بتشاور قدامها وبتبص لأسامه بقلق لما ملاحظتش اي رد فعل منها : هي مالها؟
همس بترجي : خديها غرفتها..
طلعتها آيه وسدل كانت ماشيه معاها بدون إراده بس دموعها بتنزل..
دخلتها الغرفه واول ما قعدت على السرير وحست بحضن آيه الدافي، انها”رت في البكاء..
آيه هزتها جامد وهي بتقول : فوقي يا سدل مالك؟
شهقت بقوه وهي بتترعش : ما” تت بدون ما أشوفها، ولا اشم ريحتها.. ما”تت يا آيه خلاص مفيش أمل اشوفها تاني.. ليه اتخلت عني ليه؟
آيه دموعها نزلت لما فهمت ان هي بتتكلم عن مامتها وطبطبت عليها وهي بتبكي : ادعيلها يا سدل، هي محتاجه كده!
سدل زقتها بعنف وهي بتصر”خ بهستيريا : ليه وهي كانت فين لما انا كنت محتجاها؟ رمتني هنا ومشيت ليه؟ انا مالي بمشاكلهم؟ فهموني ليه كلكم بتكرهو”ني ليه؟ انا مستاهلش كده ابداً.. بس كلكم ناس و”حشه والمفروض ابقى زيكم عشان تحبوني..
همست بضعف وهي بتقع على الارض : انا معملتش لحد حاجه، كلكم ظلمتو”ني وانا مش مسمحاكم.. انتوا قتـ ـلتوني بالبطئ وانا…….
همستها واستسلمت للسواد اللي سحبها..
جريت آيه وهي بتصر” خ ان حد يلحقها..
بعد ساعه..
خرجت الدكتوره من غرفتها وهي بتقول بتوجه كلامها لصفاء بعمليه : التعب نفسي مش جسدي، اتعرضت لحاجه مش قادره تستوعبها، وللأسف هقولكم انها اتصابت بفقدان النطق النفسي الجزئي هتقدر تفهمكم بس مش هتقدر تكلمكم ، هتحتاج لدكتور نفسي ضروري يتابع حالتها، من الواضح انها اتعرضت لضغط كبير اوي عليها أدى لإنهيا”رها.. خدوا بالكم منها كويس هي محتاجه الدعم منكم..
دخل أسامه بسرعه وعيونه مليانه دموع، شافها قاعده باصه قدامها بدون حركه ودموعها بتنزل بدون اراده..
قرب منها بسرعه ود” فن نفسه في حضنها وهو بيبكي : سامحيني يا سدل انا معرفتش اتصرف ساعتها، كان عندها مرض خبيـ ـث في مراحله المُتأخره.. انا اتلقيتها بعد سنين وانا بدور عليكي بالصدفه، سألتها عنك وقالتلي انها سابتك لباباكي بعد ما اتطلقوا ومتعرفش عنك حاجه.. حاولت انقذها بس ربنا أراد انها تتو”فى قبل ما تشوفك، انا آسف انا السبب مكنش ينفع اقولك..
غمضت عيونها جامد ودموعها بتنزل وهي بتطبطب عليه بإيد مرتعشه..
دخلت آيه وفاطمه وصفاء وهما بيبكوا بعد ما عرفوا اللي حصل..
قعدت جنبها صفاء وهي بتبكي بحز” ن عليها : ده قضاء وقدر، ربنا لما بيريد بيحصل اللي اراده، بكائك مش هيغير حاجه ولا حز” نك.. سهام كانت طيبه اوي الله يرحمها وكانت بتحبك جداً بس باباكي الله يسامحه وعدها انه هيخلي باله منك، مين كان يعرف اللي هيحصل بعد كده؟ انتِ ليه مش فاهمه انك بتضعفيني معاكي كل ما بشوف حالتك دي.. انا عايزاكي قويه يا سدل، ده كل اللي اتمنيته.. اني أشوفك ناجحه وقادره تعتمدي على نفسك قبل ما أمو”ت..انا مش ضامنه اللي حواليكي ممكن يعملوا ايه وانتِ لوحدك ، سامحيني يا بنتي لو كنت ضغطت عليكي.. وادعي لوالدتك بالرحمه هي محتاجاها دلوقتي.
خرجت شهقه خافته منها وهي بتحاول تتكلم بس بكت اكتر لما عرفت الوضع اللي هي فيه..
اخدتها صفاء في حضنها وهي بتطبطب عليها وبتهمسلها : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..
نامت سدل في حضنها بعد نوبه من البكاء المتواصل..
خرجت صفاء وشافت صُهيب قاعد متوتر، وقف اول ما شافها وهو بيقول بقلق : مالها يا ماما؟ انا هدخلها..
وقفته بإيدها وهي بتقول بصوت عالي وبتضر”ب عكازها في الأرض : مكانك! اوعى تتحرك خطوه واحده.. فاطمه شوفيلي أشطر دكتور نفساني ممكن يعالجها..
هزت راسها وهي بتمسح دموعها وبتقول : طيب هي كويسه؟ اعملها حاجه تشربها؟
نفت صفاء براسها وهي بتبص لأسامه اللي دا” فن وشه بين كفوفه وبيدمع : منور يا ابني.. مقولتليش انت مين؟
اتكلم بصوت متحشرج وهو بيرفع راسه : أسامه، أخوها في الرضاعه..
زفرت وأومأت بفهم وهي بتقعد جنبه : احكيلي كل اللي حصل من ساعة ما شوفتها لغاية اللحظه دي..
بدأ أسامه يحكيلهم كل حاجه وهو مشتت ومش عارف يبدأ من فين..
كان صُهيب قاعد بيسمع كلامه بتركيز، وقف عند نقطه : يعني خالو اتجوز واحده تانيه وهي رفضت انها تعيش معاهم ؟ طيب ازاي خالو سمح بكده؟ هو بيحبها اوي وده اللي انا فاكره..
مردش عليه أسامه واتجاهله وهو بيفرك رقبته بإرهاق، وقف وقال بتعب : معلش يا جماعه تقلت عليكم، انا هروح ارتاح وهاجي بالليل ان شاء الله..
في الليل..
سدل كانت بتبكي وهي مش قابله تاكل ولا لقمه، زفرت فاطمه بقهـ ـر وهي بتحط الصينيه على جنب : ليه بيحصل معاكي كده؟
ابتسمتلها سدل بحز”ن وهي بتمسح على كفها بكفها البارد..
نزلت دموع فاطمه وهي بتهمس : حتى وانتِ تعبانه قلبك علينا؟
حركت سدل شفايفها بمحاوله انها تتكلم..
فاطمه بصت حواليها تدور على ورقه وقلم عشان تفهم هي بتقول ايه..
شافت على طاولة التسريحه دفتر صغير وجنبه القلم بتاعه، قامت بسرعه جابتهم وهي بترجع تاني وبتمدهم لسدل عشان تكتب..
مسكت سدل القلم بإيدها المُرتجفه وكتبت على الدفتر، رجعت الدفتر لفاطمه..
مسكت فاطمه الدفتر منها وقرأت اللي مكتوب فيه..
” ماما وحشتني اوي”
سابت فاطمه الدفتر وهي بتحضنها : اوعدك تبقي بخير وهقولك كل حاجه..
مدت ايدها تاني عشان تمسك الدفتر وكتبت : فين صُهيب وماما صفاء؟ مش معقول معرفش..
بلعت فاطمه ريقها بتوتر وهي بتهمس : مش لازم تعرف..
خبط الباب ودخلت آيه قربت وهي بتهمس لفاطمه في ودنها..
فاطمه رجعت بصت لسدل اللي معلقه نظرها على آيه..
اتكلمت بصرامه وهي بتقف عشان تجيب حجاب ليها : الدكتور جه يا سدل.. أرجوكي تفاعلي معاه!
قضبت سدل حواجبها وهي مستغربه عن مين بيتكلموا..
لبستها فاطمه الحجاب وخليتها تتعدل على السرير وظبطت هدومها..
خرجت وهي بتسمح للدكتور انه يدخل..
اتنحنح الطبيب وهو بيقول بلطف اول ما دخل : مساء الخير يا مدام سدل..
مسحت على وشها بإرهاق وهي بتهز راسها..
بصت على الباب المفتوح مستنيه حد يدخل، قاطعها الدكتور وهو بيقول بإبتسامه وبيقعد على الكرسي : متخا”فيش، انا جيت عشان اسمعك!
اتجمعت الدموع في عيونها وهي بتشهق بخفه، وبتشاور على بوقها انها مش بتتكلم..
زفر الدكتور وهو بيبتسم : مبدأيا انتِ لازم تثقي فيا عشان تستأمنيني على اللي هتقوليه، وده عن طريق ان احنا لازم نتعرف على بعض بصوره اكبر.. واللي اقصده هو علاقه سطحيه بيننا، وكل اللي هعمله اني اسمعلك واحسن من نفسيتك عن طريق بعض الطرق اللي انا هتعامل معاكي بيها.. في اي مشكله؟
هزت سدل راسها وهي بتبصله وبتمسح دموعها ، ابتسم على تفاعلها معاه وقال وهو بيعرف نفسه : انا الدكتور جاسر سلطان المغربي، اخصائي نفسي وعندي 30 سنه ومُطلق.. عرفيني بنفسك..
شاورت بإيدها انها محتاجه القلم والدفتر عشان تكتب اللي عايزاه..
وقف وجاسر وأخد القلم والدفتر اللي كانوا جنبه على الطاوله واتقدم منها..
بصتله بر”هبه وهي بتترجف ،مد ايده ليها فاخدتهم وهي بتحاول تتحكم في دموعها..
كتبت بإيد مُرتعشه ” سدل صفوان الخولي، 25 سنه وعلى وشك الطلاق ”
همس بتعجب اول ما قرأ اللي مكتوب : على وشك الطلاق؟
عرف انه ممكن يكون سبب لحز” نها..
فإتكلم بخفوت وهي بيجيب الكرسي وبيقعد قدامها : وانتِ راضيه عن الموضوع ده؟
هزت راسها بسرعه وكتبت “أنا اللي رافعه القضيه”
ابتسم لها : يعني افهم من كلامك ان الموضوع مش مأثر عليكي؟
زفرت انفاسها وهي بتكتب بدموع “لا مأثر، وجداً بس مش عشان اني هتطلق، في الجواز ده انا مش فاكره أي حاجه حلوه عشان اعيش عليها، كل اللي بفتكره هو الذ” ل اللي عشته والاها”نه اللي كنت بتعرضلها، والعنـ ـف اللي أثره موجود في نفسي لغاية دلوقتي.. كرامتي اتقلت اوي وانا مش مستحمله اعيش على الذكريات دي والإحساس ده ”
بصلها بحز” ن وهو بيتكلم : انتِ عارفه ان ربنا مش بيسيب حقك صح؟
هزت راسها وهي بتمسح دموعها بالكلينكس اللي معاها، وكتبت “الحمدلله انا قريبه من ربنا وعارفه كده، وده اللي مصبرني، الموضوع ده مع الضغط بتاع الشغل والدراسه ارهقني.. والنهارده كانت حاجه انا مش مستعده ليها ابداً، ولا في حياتي اتخيلت اني هسمع الكلمه دي .. كنت عايشه على أمل انها تفتكرني بس لا محصلش.. انا مش عارفه اتصرف ازاي.. حاسه اني تايهه ومُشتته، مش قادره استجمع قوتي، وحز”ينه على صوتي اللي راح”
كان بيقرأ اللي بتكتبه وهو حاسس انه عايش مأ”ساتها..
رفع عيونه عليها وهو بيقول بهدوء : صوتك هيرجع تاني، دي فتره في حياتك لازم تعديها، ذكرياتك مش هترحمك.. وعشان كده لازم تتأقلمي انك تعيشي بيها وتستمدي منها القوه..
كانت منها” ره في البكاء وهي سامعه بيقول ايه، زفر بضيق وهو بيقول : صوتك مش هيرجع يا مدام سدل بالطريقه دي.. مش واضح انك حز” ينه عليه!
هزت راسها بعنف وهي بتد”فن كفوفها بين ايدها، بصلها بتفحص وهو بيقول : انتِ ارتاحتيلي؟ يعني نقدر نكون اصحاب؟
كتبت بإيدها المرتجفه ” مفيش صداقه بين راجل وست”
اتنهد بهدوء : عارف، بس في علاقتنا دي لازم يكون في رابط عشان تفضفضي براحه وبدون توتر..
هزت راسها ببطء وهي بتشهق وكتبت ” هنبدأ امتى؟”
جاسر ابتسم براحه وهو بيتعدل على الكرسي : احنا بدأنا من النهارده، تحبي تكوني بتاخدي الجلسات فين؟ هنا ولا في العياده عندي؟
كتبتله وهي بتتلفت حواليها بتشتت ” العياده”
وقف وهو بيقول بفهم وابتسامه لطيفه : تمام اوي.. كانت دي قعده للتعارف بسيطه، وهنبدأ من بكره بإذن الله..
هزت راسها وهي بتبتسم بإرتجاف..
خرج من الغرفه وهو بيتنهد، قابل آيه وفاطمه قاعدين بيتكلموا بخو”ف، فقرب منهم وهو بيقول بتنهيده : حالتها النفسيه سيئه جداً للأسف، الواضح ان الضغط اللي اتعرضت ليه مأثر جامد ، هي فقدت حد؟
هزت آيه راسها وهي بتقف : ايوه، عرفت بوفا”ة والدتها النهارده، ومن فتره مش كبيره فقدت تؤام بسبب جوزها.. هي هتكون كويسه؟
خلل كفه في خصلاته وهو بيقول بحيره : هتاخد وقت كفايه عشان تقدر ترجع لحياتها تاني، فين جوزها؟
اتوتروا وهما بيبصوا لبعض : مـ منعرفش..
جاسر اتكلم ببطء : في.. مشكله؟
زفرت فاطمه وهي بتقول : أيوه، صُهيب………………
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية علي عرش قلبي ) اسم الرواية