رواية قيود التقاليد كاملة بقلم رهف عمار عبر مدونة دليل الروايات
رواية قيود التقاليد الفصل الرابع 4
عودة للحاضر بكى سيف الدين وكأن ماحدث قد حدث للتو وليس منذ زمن لم يخجل من البكاء فمنذ رحيلها لم يبقى احد لم يشاهده يبكي وقف ليدخل للقصر ممسكا بيد جمال الذي لم يفرق حاله عن ابيه ولكن كعادته حين يحزن يذهب للبقاء في غرفتها علها تغفر له عله يسمع صوتها لمرة واحدة ولكن..
على الطريق العام كان كل من نايا وكرم مصدومين من الذي حدث فقد اطلق احد المجرمين رصاصة أصابت ذراع شهم، ولكن الصدمة الكبرى حين هجم عليه شهم وضربه ضربا مبرحا وكأنه لم يتلقى رصاصة، كانت نايا تبكي بشدة وهي ترى شهم قادم نحوها فقد حدث كل ذلك بسبب طيشها
نايا :_هل انت بخير الرصاصة لقد ضربك رصاصة
شهم :_انا بخير لاتقلقي انه مجرد خدش
لاحظت نايا الدم الذي ينزف من يده بغزارة بالنسبة لها أشارت باتجاه يده
نايا :_انك تنزف يدك تنزف بشدة إنها..
لم تكمل حديثها فقد غامت عينيها ووقعت مغشية عليها ليتلقفها بين احضانه، حملها بين أحضانه ليضعها في المقعد الأمامي ليضع الحزام لها ولأول مرة ينتبه لها هي فتاة عادية ولكن هناك جاذبية بها غريبة ليغلق الباب قبل أن ينتبه له كرم
كرم :_إنها هكذا دائما تخاف تقريبا من كل شيء
ضحك كرم ليشاركه شهم الابتسامة لايدري لما لم يحب هذا الشاب
كرم :_ بالمناسبة انا كرم وأنت
شهم :_وانا شهم
كرم :_لقد اخدت من اسمك الكثير شكرا لك لإنقاذنا
شهم :_لا تشكرني فهذا واجبي
في المشفى
عالج الطبيب جراح كرم وكذلك شهم واخبرهم ان نايا بخير وستستيقظ بعد مدة قصيرة، كان شهم يستعد للمغادرة ولكن تذكر انهم بدون سيارة لذلك أجلها لحين استفاقت زوجة كرم كما اعتقد
كرم :_لقد بدأت تستفيق
نايا :_أين أنا
كرم (بضحك فنايا لن تتغير تفقد الذاكرة مؤقتا حين تنام او يغمى عليها) :_في مدينة الألعاب
انتبهت نايا لشهم الذي يحدق بها وتذكرت ماحدث وانتبهت ليده التي يلفها الضماد
نايا :_ كرم هذا ليس مضحكا
كرم :_ولكن يضحكني
حاولت أن تعتدل لضربه ولكن كان الأسبق حين انتبه له وانسحب لتقع أرضا رأسا على عقب لينفجر كرم وشهم الذي ضحك من قلبه لأول مرة منذ زمن
بعد مدة وصلت سيارة شهم لإحدى المنازل حيث أصر على ايصالهما
نزلت نايا وكرم من السيارة واقتربا من شهم لتوديعه
كرم :_شكرا لإنقاذي انا واختي
شهم :_حسنا هذا واجبي ليش عليك أن تشكرني
لينتبه لتتمة ماقاله
شهم :_اختك أو ليست زوجتك
كرم بفكاهة :_لا يارجل الحمدلله انها اختي اتود ان تقتلني
لتضربه نايا بغيظ
نايا :_في أحلامك ان تجد فتاة مثلي
ابتسم شهم لحديثها دون وعي
نايا :_انا مدينة لك بروحي لقد انقذتني أيضا
شهم بمقاطعة:_لا تشكريني انت عائلة تحب الشكر هكذا دائما
ليضحك الله بعدها الجميع ويغادر شهم بعد وداع كرم ونايا
شهم :_هذه الفتاة غريبة نايا…
عاد شهم للمنزل ليتفاجئ بهدوء غريب في المكان، وفجأة شعر بأحدهم يقفز على ظهره وصراخ صم أذنيه
هبة :_شهم أين كنت لقد اشتقت إليك
شهم وهو يضحك على أخته من يراها يظنها طفلة في العاشرة وليست فتاة في الواحد والعشرين من عمرها، احتضنها بحب فهي الوحيدة التي تستطيع أن تجعله يبتسم
شهم :_هل انت متأكدة انك اشتقت إلى أم الى الشوكولاتة؟
هبة :_الشوكولاتة طبعا، قصدي انت
شهم :_حسنا خذيها هيا
حازم :_وانا اريد
تجاهله شهم ليكمل سيره بأتجاه غرفته ولكن كان حسن الاسرع حيث امسك يده مانعا إياه من الذهاب
حازم:_شهم اسمعني علينا أن نتحدث ياأخي
شهم (بسخرية) :_ليس لدي اخ مات ذاك اليوم عليك أن تفهم هذا يا اخي
ترك حازم يده فهو يعلم انه لا فائدة من الجدال معه فهو عنيد جدا ولكن صوت صفعة آثار انتباه الجميع
عبد الرحمن :_اعتذر من أخاك هيا
رفع شهم رأسه بكبرياء ودموع حاول حبسها فكل مرة يتقابل معهم تكن هذه النتيجة
شهم (بكبرياء) :_لن اعتذر
حازم :_ارجوك ابي دعه
عبد الرحمن :_ لم يبقى سوى أن تكسر كلمتي بعد هذا العمر وفعلتها اليوم
نظرت هبة لشهم فهي الوحيدة التي تعرفه وتشعر به وكذلك تعرف غاية والدها واخيها الكبير ولكن ليس بهذه الطريقة
هبة :_ابي ارجوك يكفي
تماسك بكل ما لديه من صبر وهو يتحدث
شهم :_حسنا ابي كما تشاء
استدار لينظر لحازم نظرة جعلت الاخير يصاب بمقتل
شهم :_اعتذر اخي حسنا ولكن ابي دعه يعتذر أيضا
عبد الرحمن :_شهم قلت لك انسى انت لاتعلم شيئا
وكأنه كان بحاجة لمن يدفع اخر ذرة صبر لديه..
شهم :_ دعه يعتذر أيضا لقد حاول قتلي فقط ليس بالشيء الكثير دعه يعتذر ان تخلى عني دعه يعتذر انه خان أخاه دعه يعتذر ابي عن خسارة حلمي دعه يعتذر، اصفعه مرة كما فعلت اليوم لتخونه دمعة نزلت من عينيه والتي لم يلمحها سوى والده، اقترب عبد الرحمن من شهم ليأخذه في حضنه فهو يعلم بما سيحصل
عبد الرحمن :_للأعلى هيا
أراد حازم الاعتراض ولكن نظرة مرعبة من اباه جعلته يصل إلى غرفته مصطحبا أخته هبة معه بسرعة البرق، وفجأة شعر بحركة شهم بين يديه ليعلم انه بدأت نوبة غضبه تظهر ليحتضنه بكل قوة وصوت صراخه يملأ المكان مضت نصف ساعة على هذه الحال حتى خارت قواه وفقد الوعي في حضن والده، نظر له عبد الرحمن ودموعه تتسابق على حال ولده وقلبه يتفتت بينه وبين أخاه..
عبد الرحمن :_إلى متى هذا العناد ياشهم
في منزل نايا
دخل كل من نايا وكرم للمنزل محاولين عدم اصدار صوت لكي لايستيقظ احدهم ويكشف سبب تأخرهم وفجأة اضيئت الانوار ليصرخ كل من كرم ونايا برعب
ام كرم :_أين كنتما حتى الآن
نايا :_في مدينة الملاهي
وقبل ان تحدث ابنتها هلعت من منظر ابنها فهي لم تنتبه له في البداية
ام كرم :_ كرم يابني هل انت بخير من الذي ضربك قل لي مالذي حدث معكم
كرم :_لاشيء امي انا بخير شجار بسيط
ام كرم :_نايا مالذي حدث معكم
لتقص نايا ماحدث لهم منذ البداية حتى مساعدة شهم واصابته بسببهم
ام كرم:_هل هو بخير
نايا :_نعم امي بخير
كرم:_نايا تحبين التفاصيل جدا أليس كذلك
نايا :_تعلم أن أمي ستعاقبني لو لم أخبرك
ام كرم :_وستعاقبين الان ولكن ليس وحدك
كرم :_إنت لاتقصديني صحيح!؟
ام كرم:_انت ستعاقب قبلها فقط ليأتي والدكم ويختار هو العقاب..
ليصرخا معا بفرحة فهما يعرفان والدهما وكيف يعاقبهم
كرم :_موافق
نايا :_وانا
ليركضا لغرفهم وتنظر هيا لاثرهم بابتسامة من كان يظن انها ستصبح ام ومسؤؤلة هكذا..
رمت نايا نفسها على السرير بعد يومها المتعب ومامر به من أحداث ولم تنسى شهم، لتنتفض فجأة متذكرة انها ترتدي سترته ولم تعدها له، بحثت في سترته عن شيء تستطيع معرفة عنوانه لتنتبه لاسمه في مذكرة صغيرة
نايا وهي تبتسم :_المقدم شهم عبد الرحمن عبد الله يليق به جدا
في قصر سيف الدين وبعد ايام من آخر حديث بينه وبين ابنه وهو بدا بالبحث عن أخيه وأمه ولكن دون أي جدوى
سيف الدين :_هل سأظل ابحث عنهم ولن القاهم ابدا
جمال :_لاتيأس ابي سنعثر عليهم بالتأكيد
سيف الدين :_ انا اثق بك هذه المرة
جمال :_حسنا ابي ولكن قد قلت ان امي كانت تكره مجدي قبل ماحدث مع رفيف فهل لك ان تخبرني لماذا
سيف الدين متحدثا بشرود متذكرا ماحدث منذ ثلاثين عاما وكيف تغيرت حياته فجأة
قبل أربعين عاما
يركض شاب باتجاه منزله بفرحة كبيرة كيف لا وقد تحقق اكبر احلامه
سيف الدين :_ابي سيتحقق حلمي لقد نجحت وسأدخل كلية الحقوق كما احلم
منصور :_هذا جيد لقد نجحت مبارك لك
سيف الدين(بتلعثم فهو يعلم كم هي صعبة طباع ابيه) :_شكرا لك ابي، ولكن يجب أن أسافر لأنها لايوجد الفرع الذي أرغب بدراسته هنا
منصور :_لا مشكلة ادرس شيئا اخر غير هذا
سيف الدين (باعتراض) :_ولكن يا أبي هذا حلمي ولقد كافحت ودرست بصعوبة حتى اقبل فيه
منصور :_وماذا عن أعمالي انا من سيديرها لايمكنك الذهاب وانتهى
سيف الدين :_انا سأذهب لن اتخلى عن حلمي
مشى سيف الدين ليغادر الغرفة ولكن ماسمعه من والده أصابه بمقتل
منصور :_انا ام حلمك ياسيف لو سافرت لاتعد لهنا وانسى ان لك عائلة
سيف الدين :_حسنا ابي
اغلق الباب ليغادر غرفة ابيه وقبل ان يغادر القصر سمع صوتا وراءه
ليلى :_سيف يابني لاتذهب
سيف الدين :_ولكن امي ابي يود من التخلي عن حلمي وانت تعلمين كم تعبت لذلك
ليلى :_وهل حلمك اهم من عائلتك ستتخلى عنا انا واخوتك واباك، أعلم يابني كم يعني لك حلمك ابقى هنا الان وسنحاول مرة أخرى معه
سيف الدين :_وإن رفض
ليلى وهي تبكي قلبها الذي انقسم بين زوجها الذي يحلم منذ زمن بأن يدير ابنه اعماله وابنها الذي كافح لاجل ان يصل حلمه
سيف الدين :_امي ارجوك
ليلى :_سنحاول معا يابني ان لم اذهب هذه السنة اثبت لابيك قدرتك بادارة اعماله واذهب في السنة التي تليها حينها سيعلم انك تستطيع
سيف الدين :_حسنا امي
أراد المغادرة فقد بدأ يشعر ان جدران القصر تنطبق عليه ليشعر بشيء يمسك قدمه، نظر اليه فراى أخاه الصغير يتمسك به
سامي :_ارجوك اخي لاترحل وتتركني
سيف الدين وهو يعبث بشعر أخيه وينزل ليصل لمستواه محاول حبس دموعه التي انذرت بنوبة بكاء قادمة
سيف الدين :_لن اذهب اخي سابقى هنا معكم ولكن سأذهب الان للسير
قليلا
رحل من القصر وبدأ بالسير هائما على وجه يبكي حلمه الذي دفن قبل أن يرى النور، لايعلم كم جلس هنا ولكن صوت يعرفه جيدا اعاده لواقعه المرير
فارس :_كنت هنا وانا ابحث عنك
سيف الدين :_ماذا تريد فارس ليس لدي وقت للمزاح ابدا
فارس :_وهل امزح معك يارجل، قل لي ماذا تفعل هنا؟
سيف الدين :_لقد رفض ابي ان اسافر
فارس :_لقد كنت أظن أن شيئا خطرا قد حدث، ربما لأننا نتشارك نفس القدر دائما وانا رفض ابي ربما لنفس السبب الذي رفض اباك وهو من سيدير عمله وكأنهم يملكون معامل وشركات كبيرة
سيف الدين (بضحك) :_ ولكن هم بالفعل كذلك
ليتشارك كلاهما في الضحك والألم فقد انتهى اليوم حلمهما الذي حلما به منذ الصغر، ليمر بعدها يومان يحاول فيها كل منهم ان يشغل نفسه ويعتاد على حياته بعد أن رفضا التقديم لأي كلية غيرها على أمل أن يسافر في السنة القادمة بعد أن يثبتا نفسيهما، في القصر أصوات طرق بعنف على الباب بعد منتصف الليل جعلت الجميع يهلع فمن سيطرق بابهم في هذا الوقت الا وراءه مصيبة، فتح سيف الدين الباب ليجد فتاة قد ابتلت من المطر الذي يهطل في الخارج لتركض باتجاه منصور
صفية :_عمي منصور ارجوك ساعدني ليس لدي غيرك ارجوك
منصور(باستغراب) :_صفية ابنتي مالامر ماذا حدث معكي لتخرجي هكذا في منتصف الليل تعالي اجلسي واحكي لي
صفية:_اخي يريد أن يزوجني لابن عمي (مجدي) وانت ياعمي تعرف كيف هو مجدي
منصور :_هل يجبرك على ذلك
صفية :_نعم ياعمي وقد هربت بصعوبة لأنه الليلة سيأتي لخطبتي
منصور :_من يظن نفسه ليخطبك ودون ان يكلف نفسه بأخباري انت أمانة اباكِ لي لن اسمح بهذا الزواج ابدا، هيا يا ليلى خذي صفية للداخل
وانت ياسيف تعال معي
سيف الدين :_حسنا ابي
منصور :_اتصل بفارس ليأتي الان
سيف الدين :_ولكن الوقت قد تأخر
منصور :_يجب أن يكون هنا فهو ابن خالها في النهاية
بعد ساعة كان فارس يجلس مع منصور وسيف الدين وشرح لهم ماحدث منذ إجبار أخوة صفية على زواجها من ابن عمها مجدي حتى وصولها للقصر وعن وصية والدها ان يكون منصور مسؤؤلا عن اختيار شخص مناسب لها
منصور :_لذلك عليك أن تتزوجها فارس
انتفض فارس من مكانه كالملسوع
كيف يخبره بذلك وان صفية
فارس :_هذا مستحيل عمي لم أفعلها
منصور :_ليس هناك حل آخر انت قريبها الوحيد الذي اثق به وان سيحبها ويصونها
فارس :_اسف انا لااستطيع الزواج بها
منصور :_اذا سيقتلها اخوتها
فارس :_انا هنا وانت قبلي عمي فهذا مستحيل حتى لو قتلت
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قيود التقاليد ) اسم الرواية