رواية منقذي الفصل الرابع 4 - بقلم بحر
رواية منقذي الفصل الرابع 4
مُنقِذي4️⃣
قعدت أدرس ملفات الشركة وأراجع اللي أخدته في الجامعة عشان أقدر أدير الشركة
مبقتش أشوف أخواتي كتير وبرجع متأخر
كنت خايفة على صدف أكتر واحدة لأنها متأثرة جدا باللي حصل لينا
فجأة حسيت إني بقيت مسئولة فعليا من أخواتي ومن الشركة ومن حاجات كتيرة أكبر مني
قررت إني أأجر البيت وخليت المحامي يشوفلنا بيت جديد نقدر نعيش فيه من أول وجديد
عشان نفسية أخواتي أهم حاجة وعشان نبدأ من جديد ولا كأن حاجة حصلت
روحنا بيت جديد واخترته بسيط وأوض بسيطة محبتش أجيبه واسع عالفاضي
أهم حاجة إن البنات حبوه، وكان لموج وسما أوضة لوحدهم وأنا وصدف أوضة
عشان كل واحدة تحضن التانية قبل ما تنام
محبتش حد يساعدنا وإن أخواتي لازم يتحملوا المسئولية وينضفوا البيت ويطبخوا ونبطل حياة الرفاهية شوية وخصوصا بعد ما تعبت في الشغل وعرفت قد إيه بابا فعلا كان بيتعب
أجبرتهم عالأمر الواقع مفيش مجال للفرار
كل واحدة عليها حاجة تعملها لحد ما أرجع من الشغل
كنت بوصلهم كل يوم بالعربية ولازم أتطمن عليهم موج وسما بيروحوا
وأروح اوصل صدف المدرسة وبعدها تروح تمرينها
كنت برجع على سبعة ألاقي موج عاملة الغدا وسما مروقة البيت وعدت على صدف جابتها من التمرين
كل ده حصل بعد تعود كبير منهم عالحياة الجديدة، بدون خدامين وبدون أكل جاهز وأوض جاهزة وحمام جاهز
أنا نفسي ساعات كنت بفتقد الرفاهية دي، بس كده أحسن، بقوا يساعدوا بعض في البيت، يوم الجمعة نقضيه كلنا سوا ونضحك أو نروح النادي شوية أو تبقى بطولة لصدف ونشجعها
الحياة بدأت تاخد مسار حلو شوية، بس مننكرش إننا ساعات بنحتاج أب نتدلع عليه شوية أو أم تسمعنا ونحكيلها
كانت صدف مرة لقيتها بترن على ماما وسما سمعتها، سما زعقتلها وشتمتها إنها بتكلمها، سما قالت هي مش أمك فوقي مش أمك، مفيش أم بتسيب ولادها، بعدت سما بغضب وزعقتلها وقولتلها إنها ملهاش حق تزعق كده لأختها الصغيرة هي معملتش حاجة غلط
سما أكتر واحدة حساسة فينا، دمعتها أقرب حاجة عندها، شافت كتير، كان بابا مدلعنا وإحنا صغيرين لما فجأة كله راح من غير سبب مرة واحدة مبقتش قادرة خلاص
من وقت للتاني بتنهار وبتاخد مسكنات
حضنتها وفهمتها إن صدف مش ذنبها، مش ذنبها إنها بتوحشها، صدف صغيرة ومهما كان اسمها أمنا
سما: أمنا، كانت فين دي عرفيني كانت أم امتى؟ بدل ما تبقى معانا بعد وفاة بابا حتى نتفاجيء إنها بتقولنا أنا اتجوزت
ها، خلفونا ليه، ذنبنا إيه، ذنبها إيه صدف، وذنبها إيه موج وأنت وأنا، ليه، ليه مفكروش فينا
اختاروا يتطلقوا وكمان كل واحد يعيش لوحده مش حتى واحد منهم يبقى معانا، سابونا لوحدنا، أنا عمري ما هحبها ولا هو كمان حبيته
وانفجرت عياط
حضنتها كلامها كله صح ويوجع، مقدرتش اعمل حاجة غير إني أعيط جمبها لحد ما نامت
بوستها وخرجت من الأوضة لقيت صدف قافلة الأوضة على نفسها وبتعيط لسه
خبطت وفتحتلي واترمت في حضني
قولتلها حقك عليا أنا يا عمري، أنت عارفاها هي مكنش قصدها تعمل كده، وأنت لما تحبي تكلميها كلميها وقت سما متكنش هنا
صدف: هو أنا غلطت، هو أنا يا بحر مش من حقي يبقى عندي أم أحكيلها، أنت أختي مش أمي، أنا عايزة أم، أنا عايزة أم، أنت بتحاولي تباني الأم بس أنت مش ام يا بحر أنت مش أمنا إحنا محتاجين أم، أنت قبلنا محتاجة
أنا عايزة ماما يا بحر عايزة ماما وعايزة بابا، بابا واحشني كمان
الظاهر إن ليا نصيب من البكا كبير أوي النهاردة
بليل رنت ماما عليا مردتش، اللي بيكلمها صدف وموج أحيانا وأنا مقدرش أمنعهم
صدف لسه بتنمو، لسه مش فاهمة إنها سابتنا خلاص واتجوزت، صدف عايزة اهتمام وحد يسمعها أكتر من كده وأنا حاولت بس زي ما هي قالت أنا مهما كنت فمش أم للأسف
عشان كده بسيبها تكلمها يمكن ترتاح
موج جت قعدت معايا وعملت لنا فنجانين قهوة وقالتلي إن ماما كلمتها عشان تعرف إيه الزعيق اللي حصل في التليفون وده كله
مهتمتش أعرف قالت إيه أو مقالتش إيه
موج قالتلي إن سما حساسة زيادة عن اللزوم وبتعاني وبلاقيها بليل تقعد تقول ماما وبابا
عايزين نعرضها على دكتور يكون أفضل لنفسيتها
سكتت شوية وقولتلها هبقى اشوف الموضوع
وحسيت إن فيه حاجة عايزة تقولها
موج: بحر آسر صاحبي اللي بحكيلك عنه حسيت معاه بمشاعر وهو طلب مني إنه يتقدملي منك عشان أنت الكبيرة
كان في عينيها لمعة حب غريبة بس أنا كان عندي تخوفات من الموضوع ده شوية وعشان خايفة عليها لتخوض حاجة توجعها بعد كده لازم تكون مشاعره زيها وأكتر ويستعد يضحي عشانها ويعوضها
كلمتني شوية عنه وقعدت تلح عليا عشان أقول موافقة بس انا قولتلها خليه يكلمني بكرة ونقدر نتكلم لوحدنا شوية، فرحت وباستني وطلعت تنام
موج خاضت تجارب حب كتير ووجعتها خايفة عليها، خايفة عليها جدا كمان خصوصا إنها بتدي مشاعر لأي حد ماشي عالأرض كده ومش بتفوق غير على صدمة
دخلت نمت وأنا في دماغي ألف حاجة
صحيت بدري جهزت فطار وصحيوا البنات وخليت سما صالحت صدف وحضنوا بعض
قولت لموج متنساش تخليه يكلمني ووصلتهم عالجامعة وروحت الشركة
المحامي كلمني إن الدادة اللي مع الولاد والبواب محتاجين فلوس عشان مأخدوش الشهر ده
قلبي حن وكنت عايزة اشوفهم
رغم إني فيا هم الدنيا دلوقت
قولتله إن ممكن تديني العنوان وأنا هروحلهم بنفسي
حاولت أخلص بدري عشان أقدر اروحلهم ومتأخرش عالبيت ونسيت آسر خالص
لقيته بيكلمني وأنا سايقة العربية، وقولتله يقابلني في كافيه عشان نتكلم شوية
آسر عارفاه من زمان من اولى جامعة وهي بتحكيلي عنه زميلها ولاعب باسكت مشهور والبنات بتحب النوع ده، زي ما يكون كان فاهم إني خايفة من التجربة دي
فقالي أنا موج دي دخلت حياتي وغيرتها، مزج حاجة تانية، غيرت فيا حاجات، صدقيني يا بحر أنا بحبها بجد وعارف كل حاجة مرت عليها وعايز أعوضها
أنا طلبت أتقدم ليها وقولتلها إن لازم آخد موافقتك أنت الأول عشان عارف إنك أنت المسئولة عنهم دلوقت وعارف أنت عملتي كتير عشانهم فاسمحيلي آخد الفرصة دي
كنت بفكر في كلامه، كان هو كمان كلامه منها، فيه حب وخوف عليها، أنا عايزة لأختي الأمان، قررت أديه فرصة وأشوف رأي أخواتها بردو لما اروح
اتكلمنا شوية وقولتله إن اللي فيه الخير يقدمه ربنا وركز في دراستك بس وإن شاء الله أكلمك قريب
روحت أشوف أولاد بابا اللي خلفهم من الإيطالية، مقدرش أقول أخواتي لسه مش متعودة
روحت لقيت بنت وولد صغيرين ملامحهم حلوة جدا
كانوا تؤام بس شكلهم تؤام مختلف
قربت منهم ومديت إيدي عشان يسلموا عليا خافوا ومشيوا بعيد
طلعت الحاجات الحلوة اللي كنت جايباها معايا في الشنطة ليهم جريوا عليها وقولتلهم هاتوا بوسة الأول
ادوني بوسة وحضنتهم
صعبوا عليا، مينفعش أطفال يفضلوا لوحدهم كده ويكبروا كمان لوحدهم
جبتهم معايا ومكنتش عارفة هقول لأخواتي،مين دول
اسمهم زين و زينة
بابا اختياراته حلوة دايما معرفش ليه عمل فينا كده وسابنا ومات
لقيت موج اتصلت بيا كتير عشان اتأخرت، عرفتها إني كنت في مشوار وجاية في الطريق وقالتلي مستنيينك عشان ناكل، عاملة أكل جامد، قولتلها تزود طبقين عشان معايا ضيوف
قولتلها موج أنا عارفة إنك عاقلة وفهمتها الأمر عشان يكون حد على دراية بالموضوع معايا
بعد ما أخدت الصدمة وعيطتت شوية وبتاع قفلت السكة وقولت امال الاتنين التانين هيعملوا إيه يارب استر
كانوا في تانية ابتدائي تقريبا يعني فاهمين وعرفتهم إني أختهم وإن احنا رايحين لبيت جديد وأخوات جديدة وعرفتهم عليهم وإن صدف هتحبهم جدا وكمان موج هتحبكم أوي وسما كمان
قعدت أحفظهم الأسماء عشان لما أقولهم دي كذا يروحوا عليها يحضنوها وقعدت أفهمهم إني أول ما أقول دي صدف يروحوا يحضنوها وهكذا
وصلت البيت وكنت مستنية اشوف رد فعلهم.
•يتبع الفصل التالي "رواية منقذي" اضغط على اسم الرواية